رواية خيانة شرعية الفصل العاشر10 - بقلم سارة رجب حلمي
مكانش قادر يتنفس من كتر الخنقة واول مسجد قابله في طريقه دخل وادى الفرض وبعدها قعد يقرأ قرآن ولما شاف شيخ باين عليه الصلاح قاعد مستنيه لحد ما يخلص عشان يخرج ويقفل المسجد، لقى نفسه رايحله وقعد ادامه ومن غير تفكير حكاله قصته كلها وسبب حزنه وحيرته وكان رد الشيخ عليه: اهم حاجه في كل اللي حكيته انك كنت دايما بتحاول ترضي ربنا في كل خطوة وكنت بتتحرى ان الطرف التاني يكون راضي وتنفذ اللي يرضيه حتى لو على حساب نفسك وانت من ناحية الدين معندكش اي غلط بس لو عايز نصيحتي ليك، لازم تعرف مراتك بكل اللي انت مخبيه وساعتها بس هترتاح وهتقدر ترجع تنام بالك هادي زى الاول وكمان مراتك الاولى هتاخد وضعها المظبوط كزوجة ليك لان هى دلوقتي واخدة اكتر من الوضع ده لانها حاسة انها ماسكة عليك حاجه تقدر تخليها طول الوقت بتتحكم وتجرح فيك وعارفة انك مش هتقدر تعمل معاها حاجه عشان خايف من الذلة اللي مسكاها عليك، وده طبعا مش صح ولا يرضي ربنا، فك الحبل اللي رابط نفسك بيه ده عشان كل واحد ياخد حقه وتقدر يبقالك كلمة ورأى وساعتها هتلاقي نفسك قادر تعرف عايز تكمل مع واحدة بالتصرفات والعقل ده ولا مش عايز تكمل.
علي: بس كده مراتي اللي بحبها وياما حلمت اننا نتجوز هخسرها واحنا لسه عارفين ان ربنا هيرزقنا بطفل امبارح بس، اكيد مش هترضى تستمر معايا تاني ولو استمرت عشان الطفل ده مش هنكون ابدا زى الاول، انا حاسس ان حياتي خلاص انهارت واتدمرت.
قاله الشيخ: اللي انت فيه ده الحل بتاعه انك تلجأ لربنا وتفوض ليه الامر كله وتعمل استخارة وتشوف ربنا هيختارلك ايه وارضى بيه مهما كان، وربنا ابدا مش بيختارلنا حاجه وحشة احنا بس عشان بنكون جوا المشكلة مش بنكون شايفين صح، فكر كتير وصلي اكتر لحد ما ربنا يوفقك للتصرف اللي يريحك ويرضيك.
خرج من المسجد وحيرته زايدة، الشيخ من رأيه انه يعترف لمى… ازاى هيقدر يجازف بحياتهم كلها في لحظة!
عدت الايام وهو ما زال بيضغط على نفسه انه يتعامل عادي مع الكل مع انه من جواه نار مش بتهدى ولا بتنطفي.
لحد ما في يوم جه ميعاد زيارة الدكتورة عشان متابعة حمل مى وفعلا خلص شغله وراح معاها وهما في العيادة اتصدم بأمل اللي دخلت وهى بتضحكلهم وعاملة نفسها متفاجئة بوجودهم!!
سألتها مى باستغراب: انتى جاية مع حد يا أمل؟
امل: لا ده انا جاية اكشف.
حست ان نظرات مى مش طبيعية فبصت لعلي وقالتلها: ايه يا مى متحرجنيش بقى هو يعني لازم اجي عشان حامل ولا جايىة مع واحدة حامل!، اى ست بتحتاج تكشف عادي..
مى حست بالاحراج وقالت: انا مش قصدي حاجه والله حبيبتي ده كان مجرد سؤال بس، الف سلامة عليكي.
بعدها قعدت في وش علي اللي كان جواه بركان منها ومش لاقي سبب لوجودها هنا غير جنون وتهديد بتحاول تخوفه بيه
طلع موبايله وبعتلها رسالة: ايه اللي جايبك هنا؟
ردت عليه برساله صعقته: بتابع حمل زى ما مدام مى بتتابع ولا مش من حقي!
بعتلها في نفس اللحظة: حمل ايه!!
بعتتله: مكنتش هقولك دلوقتي بس مقدرتش افوت فرصة اني اقابلكم هنا، انا حامل ومن قبل مى بشهرين ♥️
قفل موبايله وفضل باصص ادامه وساكت، كان بيبصلها احيانا وجوه عينه نار كانت شيفاها كويس بس كانت مبسوطة ومش هاممها اى حاجه لان هى خلاص مكنت نفسها في حياته كويس ومهما يكون رد فعله على اى شيء مش هيكون ليه تأثير عليها…
جه دور مى ودخلت مع علي للكشف وأمل كانت برا مستنية دورها بس بمجرد ما دخل مع مى حست بالهزيمة من جديد، دخل مع مى بس مش ممكن هيدخل معاها مع انه حقها، صبرت نفسها بإن فات الكتير ومبقاش الا القليل اوي وكانت بتفكر وايدها على بطنها…
خرجوا من الكشف.
مى مبتسمة: انا خلصت يا أمل تحبي استنى معاكي لحد دورك وندخل سوا؟
أمل بصت لعلي وبعدها قالت: كان نفسي والله يا حبيبتي بس لا امشي انتي عشان اكيد القعدة والانتظار تعبوكي وانا هسأل في حاجه بسيطة وهروح على طول.
مى مرضيتش تضغط عليها عشان تبقى على حريتها وفعلا مشيوا وبعد ساعة خلصت ورجعت البيت لقت علي في وشها، اتخضت وقالت بتوتر: انت مش روحت بيتك مع مى!
وقف وقالها: وجيتلك عشان افهم انتي بتخططي لايه بالظبط!
أمل ببراءة: بخطط لايه!!، انت عاملها حرب ليه، جوازة دى ولا خناقة!!، بص بقى انا ماليش دعوة بحياتك برا عتبة البيت ده وللسبب ده من حقي اعيش براحتي زى اى واحدة ست متجوزة، هو انت هتخنقني في كل نفس بتنفسه عشان ترضي واحدة تانية على حسابي!، على فكرة مى بكل حواراتها تخصك انت لوحدك، فمتحاولش تخليني طرف بيساعد اننا نتكاتف سوا ونتحدى الصعااااااب، من اجل لحظة سعادة تعيشها الست هانم!!
صرخ فيها بغضب: متتكلميش معايا بالاسلوب ده ابدا…والذلة اللي انتي مسكاها عليا دى هنهيها بإيدي والنهاردة قبل بكرة.
قعدت وهى بتقوله: يكون احسن برضو عشان لو مقولتش انت هي هتعرف لوحدها لما بطني تبدأ تبان.
قالها بسخرية: كفاية بقى من الالاعيب بتاعتك دي..
ضحكت وهى بتقول: ألاعيب!، هو انت كل ده فاكرني بهزر لما كنت في العيادة!!، انا حامل بجد ومكنتش عايزه اقولك دلوقتي يعني كان هيبقى فيه ألاعيب فعلا بس اضطريت اكشفها بقى.
علي بحزن: يا خسارة يا أمل مكنتش عارف انك كده ولا انك شخصية مريضة بالشكل ده، انا مقدمتش ليكي غير كل خير، واحدة مكانك تعمل كل حاجه في الدنيا عشان تريحني ومتحسسنيش بكل الضغط اللي بقيت فيه بسببك.
أمل: لا على فكرة انت غلطان، الضغط اللي انت فيه ده انت اللي عملته في نفسك مش انا ولا غيري، عايز تهرب من حقيقة كبيرة في حياتك وبتكدب على نفسك ومصدق الكدبة وعايز كل اللي حواليك كمان يشاركك ويكدب معاك، عايز تعيش كإنك في وضع انت مش فيه أصلا، ولو انا مشاركتش في المسلسل ابقى وحشة وبسبب ضغط وبلابلابلا، ياريت تواجه نفسك قبل ما تواجه مى بالحقيقة اللي انت فيها من بدري بس مش عايز تعترف بيها…. انتتتتت متجوووووز اتنيييييين فووووق بقى لو سمحت، عشان انت جاي عليا جامد وبتظلمني وللاسف شايف نفسك شمعة تحترق من أجل الاخرين وانك عامل اللي عليك وزيادة، اظن من بدري ومن قبل ما جوازك واحنا اتفقنا نعيش زى اى اتنين متجوزين ونحافظ بس ان مى متعرفش، تقدر تقولي فين عيشة الازواج اللي بينا؟، ومع ذلك انا مستحملة وبسكت وبصبر لحد ما بتجيلي كل يوم كام ساعة وبقول مش مهم المهم انا والولاد بنشوفك بس حتى الكام ساعة دول بتستخسر تقضيهم معايا بتفكيرك ولاما سرحان معاها هناك لاما بتجيب سيرتها…. ده انت حتى فرحتك بإبن منها واضحة للدنيا كلها ولما انا قولتلك مرتين اهو انى حامل بلاقيك عندك حالة إنكار ومش مصدق ولا عايز تصدق ولا بتحاول تتكلم في الموضوع اصلا.
زعق وقالها: مش لما يبقى فيه موضوع اصلا!!، انا متأكد انها كدبة منك.
ابتسمت بألم وقالت: مش بقولك.. عندك حالة إنكار!!
انا حامل يا علي ومش بكدب ولا بعمل لعبة ولو عايز تنزل معايا نروح لاى معمل تحاليل نروح ولو عايزني اكشف كمان عند اى دكتور من اختيارك مفيش مشكلة، انا حامل وفي الشهر التالت والنهاردة كمان عرفت انه احتمال كبير ولد…. هقولك ايه اكتر من انك لازم تفوق وتعترف لنفسك اولا انك متجوز اتنين عشان لما تعرف ده وتصدقه هتقدر تواجه بيه اى حد ومش هتكون زعلان لا من حمل ولا من اى حاجه تربطك بيا…
خرج من عندها مصدوم ومعرفش يرد عليها بأى كلام، هي حامل فعلا!!، يعني خلاص كده، ربطته بيها!!، يعني خلاص نهاية حياته مع مى قربت، وحتى ابنه منها مش هيقدر يربيه معاها ولا يفرح بيه، هي ليه الدنيا بتعاقبه!، هو متأكد انه مكانش بيعمل حاجه غلط في حياته ولا عمره كانت نيته فيها اى حاجه وحشة ليه بيحصله كده!
رجع بيته ودخل الحمام من غير ما يرد على اى كلام قالته مى وكإنه مش سامعها وفي دنيا غير الدنيا.
فتح مياة الدش وفضل يتابعها وهو واقف بعيد عنها بيتابع كل نقطة وهى نازلة من الدش تخبط في الارض، حس ان الدش افضل حالا منه عشان قادر يخرج كل اللي جواه في هيئة نقط، عنده احتياج يخرج كل اللي جواه هو كمان، وغصب عنه ولاول مرة دخل في نوبة بكاء وكل اللي بيدور في راسه، كلمة واحدة .. ليه .. عملت ايه استحق عليه النتيجة دى؟!! .. بيته اللي تعب وواتبهدل كتير جدا عشان يعمر كل طوبة فيه، كل تفصيلة في البيت ده دفع تمنها شقا وتعب كل ده هيتهد على دماغه خلاص!!، مش المفروض لما الانسان يتعذب ويتعب لحد ما يوصل لحاجة عايزها بتدوم وخلاص يبدأ يدوق طعم الراحة؟… ليه هو عكس كل الناس ومش بيتضرب دلوقتي الا في الحلم اللي حلمه وقعد سنين يحقق فيه وبعد ما حققه بكام شهر خلاص هينهار وهيتهد، كان نفسه يرتاح كان نفسه يعيش حياة عادية روتينية مملة من اللي بيشتكي منها كل واحد بيتجوز، هو حتى الحياة المملة دى مش عارف يطولها !!، عايش حياة كلها قلق وتوتر وخوف من الفقد.
مكانش متوقع ان صوت المياه مقدرش هو كمان يساعده ويخفي معاه صوت بكائه، حتى المياه خانته وموقفتش جنبه!!
مى سمعته وفتحت باب الحمام ودخلت ضمت راسه لحضنها وهى بتدلك شعره وبتحاول تخليه يهدا، قفلت المياه وشدته خرجته برا الحمام، وقعدته على اقرب كرسي ليها وكان مازال دموعه نازلة، مكانتش بتعمل حاجه غير بتحاول تسكته وتخليه يهدا.
ولما فشلت محاولتها اللي كانت بتعملها من غير ما تتكلم، قالتله: كفاية يا علي، كفاية ارجوك انا عارفة كل حاجة…!!!!
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية خيانة شرعية ) اسم الرواية