رواية الكتيبة 101 الفصل السابع 7 - بقلم يارا محمود شلبي
الفصل السابع|على حافة المصير|
بجد انا بعتذر عن التأخير بس يلا نروح لابطالنا
******************
داخل سيارته الحديثة بلونها الأسود اللامع، جلس باسل يُرسل رسالة لشيري عبر تطبيق واتساب يُتابع الساعة من حين لآخر بنظرات متوترة:
* شيري أنا في العربية مستنيك أول لما تخلصي تعالي.*
كانت شيري في إحدى المحاضرات الكبرى تجلس في الصف الثاني. القاعة مليئة بالطلاب والدكتور يُلقي المحاضرة عن الفيزياء الكمية بحماسٍ زائد شعرت شيري باهتزاز هاتفها نظرت سريعًا إلى الشاشة وردّت باقتضاب على رسالته :
* Okay.*
لكن الدكتور التفت فجأة ونبرته حملت استياءً واضحًا:
"Sherry, I wish you would focus, please."
رفعت رأسها، وتلعثمت في الرد:
"I'm sorry."
أنهى الدكتور ملاحظته وعاد للشرح لكن شيري بقيت مشغولة بالتفكير في الرد وهي تعد الدقائق المتبقية حتى نهاية المحاضرة فهي إن تركها باسل وذهب لن ترى ذلك الذي ينتظرها بالشركة.
بعد انتهاء المحاضرة، خرجت شيري إلى الممر الطويل المؤدي إلى الخارج كانت السماء ملبدة بالغيوم، والهواء بارد فجأة سمعت صوتًا مألوفًا يناديها من الخلف:
"Sherry!"
استدارت لترى صوفيا زميلتها ذات الشعر البني القصير تقترب بخطوات سريعة.
"Yes, Sofia?"
صوفيا بنبرة قلقة:
"Why is Basil not talking to me? Did I do something wrong?"
شيري، وهي تحاول السيطرة على أعصابها:
"Sofia, I don't know. Can you ask him directly?"
صوفيا توقفت للحظة وحدقت بها باستغراب:
"Why are you so mad? Did I upset you?"
شيري، بنبرة قاطعة:
"Sofia, just leave me alone, okay? I don't want to talk about this."
وقبل أن تنتظر ردًّا، أسرعت شيري بالخروج.
ركبت السيارة وألقت حقيبتها بجانبها بعصبية
كان باسل يَعدل مرآة السيارة، لاحظ توترها وسأل بابتسامة خفيفة:
-"إيه كل ده؟ كنتِ بتكلمي نفسك ولا إيه؟"
شيري وهي تتنفس بعمق:
"مفيش حاجة حصلت."
باسل:
-"لا احكيه دلوقتي. أنا هنا عشان أسمعك."
شيري، وهي تحاول تجاهل الموضوع:
"هحكيه بعدين. خلينا نروح الشركة الأول."
---
الشركة كانت نابضة بالحركة. موظفون يتنقلون بين المكاتب، وأصوات الهواتف تختلط مع نقرات لوحات المفاتيح.
دخل باسل وشيري إلى المبنى. تحرك باسل بخطوات واثقة نحو العمال، يلقي التحية سريعًا، إلى أن أوقفه أحدهم.
-"مستر باسل، مستر حسن قال إنك لازم تروح غرفة الاجتماعات فورًا."
- "تمام، حاضر."
رد باسل بجدية، ثم التفت إلى شيري:
"روحي مكتب بابا هتلاقي جيسي هناك."
شيري أومأت وذهبت نحو المصعد عند وصولها إلى المكتب وجدت حسام يتحدث مع جومانا وهما يضحكان بصوت عالٍ.
-"إيه ده؟ صوتكوا عالي ليه كده؟"
سألت بعصبية وهي تضع حقيبتها على المكتب.
جومانا، مبتسمة:
- "مالك يا شيري؟ ليه متنرفزة كده؟"
شيري:
- "مفيش بس ما كنتش متوقعة ألاقي حفلة هنا."
جومانا، وهي تخرج لتطلب مشروبًا لشيري:
- "اقعدي هطلب لك حاجة تهدي أعصابك."
بينما خرجت جومانا، وجهت شيري نظرات حادة لحسام:
- "إيه اللي كنتوا بتضحكوا عليه؟"
حسام، بابتسامة مكر:
- "ولا حاجة....كنا بنراجع شوية ملاحظات."
شيري وهي تُقاطع:
- "وأمتى المراجعة بقت بالضحك ده كله؟"
حسام متهكمًا:
- "هو أنتِ بتغيري عليا ولا إيه؟"
نظرت له شيري نظرة طويلة ثم أشاحت بوجهها عندما عادت جومانا تحمل عصير المانجة ،استأذن حسام منهما ثم رحل ،جلست جومانا على المكتب ووضعت جهاز الحاسوب أمامها لتنهي ما بدأته منذ قليل فنظرت الآخرى لها وعينيها لم ترحمها قائلًا وهي تضرب الطاولة بيديها
-"في إيه بينك وبين حسام؟!"
نظرت لها جومانا بهدوء ثم أبعدت نظرها لتكمل ما كانت تفعله فكررت شيري تلك الحركة مجددًا ،أرجعت جومانا ظهرها لتسريح ثم أغلقت الحاسوب أمامها بهدوء وقامت تقف أمام شقيقتها قائلة :
-" فوقي يا شيري أنا مش في حرب معاكِ إنتِ أختي وحسام دا اللي حضرتك شايله همه أوي بصي عليه بره هتلقيه ماشي مع كل سكرتيرة شوية ركزي حوليكِ علشان تشوفي مين بيحبك بجد ومين بيلف عليكِ وبيستغلك. "
what are you mean?"-
أنا مش مغفلة على فكرة بالعكس أنا كبيرة كفاية ."
ابتسمت جومانا بسخرية وهي تتقدم منها :
-"هي دي مشكلتك الكبير كبير بعقله ودماغه وأدق التفاصيل اللي بيعملها مش يعمل الغلط ويبرر موقفه بأنه كبير ."
صمت عن الحديث عندما نظرت بإتجاه الباب الزجاجي وجدت شقيقها يتقدم بإتجاه المكتب ويظهر على وجهه علامات الغضب فقالت جومانا وهي تجلس مكانها :
-" بالمناسبة باسل ميعرفش حاجة عن إنكم بتتكلموا ."
جهظت عينيها وهي منصدمة من أفعالها فقالت بغضب :
-"هو إنتِ كمان بترقبيني؟!"
عم الصمت في المكتب عندما دلف باسل .
_____________________
كان الفريق يستعد لمهمته في أجواء حماسية
ارتدى الجميع ملابس التدريب الرسمية، ووقفوا في صفوف منظمة أمام عمار قائد الفريق.
عمار بنبرة صارمة:
-"يا جماعة هنتحرك بعد شوية للمعسكر مراد جهّز العربيات."
وبعد مدة من الوقت داخل مكتب اللواء وقف الفريق بتأهب وأدوا التحية العسكرية فقال مراد بلهجة واضحة:
-"يا فندم كنا عايزين إذن للتحرك للمعسكر."
اللواء وهو ينظر في الأوراق أمامه:
-"موافق لكن عايزكم ترجعوا بسرعة علشان لازم نجتمع النهاردة بليل كلنا ."
خارج المكتب بدأ الفريق بتقسيم السيارات فتحدث
عمار بصوت جهوري:
"يلا يا قاسم خد المجموعة التانية."
وبعد توقف السيارات وضعوا الحقائب في المخزن ثم عند وصولهم للمعسكر الذي كان أشبه بالصحراء ليتعايشوا مع هذا الوضع حتى انتهاء جميع التدريبات الشاقة ولتعليم الفتيات أن هذا المكان ليس إلا للعمل فقط ،انطلقت التدريبات بسرعة الشمس كانت حارقة، وعرقهم يتصبب بينما يُكررون التمارين القاسية.
خلال استراحة قصيرة، قرر عمار ويارا التوجه إلى المخزن لإحضار الحقائب المكان كان هادئًا بشكل مريب. فجأة، سمعا أصواتًا خافتة بين الأشجار.
يارا بصوت خافت:
-"إنت سمعت الصوت ده؟"
عمار وهو يشير لها بالصمت:
-"آه، استني هنا."
يارا بحزم: -"لا مش هستنى أنا جاية معاك."
بينما كان عمار ويارا يسيران بحذر في ذلك المكان المعزول، التقطت أذناهما أصوات خطوات تقترب من خلف جدار مهترئ لمح عمار مجموعة من الرجال المسلحين وجوههم مغطاة بالكامل يتحركون باتجاه المقر كان الوقت يمر سريعًا والخطر يزداد وضوحًا.
تحدث يارا فهي كانت تقف جواره من جهة اليسار لتحمي ظهره
-"إيه في إيه؟ شكلك شفت حاجة مش مطمّنة."
همس عمار بصوتٍ خافت
: "دول مسلحين وشكلهم إرهابيين عايزين يفجروا المقر."
- "طب نعمل إيه؟"
- "معاكي تليفونك؟"
-"أيوه بس هنا مفيش شبكة."
أخذت يارا الهاتف بسرعة، وأرسلت رسالة إلى آدم:
"آدم فيه جماعة إرهابـ،ـية في الموقع اللي أنا وعمار فيه لازم نبلغ المقر بسرعة ونحتاج دعم أنا هبعتلك الموقع دلوقتي متتأخرش."
عمار
- "عملتي إيه؟"
يارا-"بعت مسدج لآدم إحنا لازم نعطلهم لحد ما الدعم يوصل."
في مكان آخر كان آدم يتلقى الرسالة بينما كان مع باقي الفريق قرأ محتواها ثم هتف باسم مراد قائلًا :
-"مراد يارا بعتتلي فيه إرهابيين وهي وعمار في خطر والمقر كله."
مراد: "جاهزوا السلاح لازم نتحرك حالًا."
بدأ الجميع يجهزون أنفسهم، ولكن قبل أن يتحركوا اخترق صوت إطلاق النار المكان .
اندفع الفريق بقيادة آدم نحو الموقع الذي أشارت إليه يارا في رسالتها.
كان عمار ويارا يراقبان الوضع بحذر من خلف غطاء.
قال لها بنبرة صارمة وهو يراها تتحرك إلى الأمام
- "يارا أرجعي الوضع مش سهل."
نظرت يارا خلفها فرأت أحد الرجال يقترب بسرعة. أطلقت عليه النار فأصابته،
لكن آخر ظهر من الظلال وبدأ الاشتباك يشتد.
بينما كانا يطلقان الرصاص باحترافية، بدأت ذخيرتهما تنفد.
أشار لها عمار وهو يستند بظهره على عمود حجريًا وهي كذلك لكن يفصلهم عن بعض بعض الميترات
-"معاكي طلق؟"
هزت رأسها بالنفي قائلة بيأس
-"خلص وانتَ؟"
-"وأنا كمان."
اقترب المسلحون أكثر وبدأت الأمور تضيق عليهما لكن فجأة وصل الفريق بقيادة مراد
ألقى مراد ذخيرة إلى يارا قائلًا بصوتٍ جهوري
-"امسكي بسرعة."
ابتسمت له وهي تأخذها قائلة
-"تسلم يا غالي."
أما خالد فقد ألقى ذخيرة أخرى لعمار.
- "خد دي وغطينا من الناحية دي."
بدأ الاشتباك من جديد وكانت الأمور في غاية التوتر.
استعد عمار للركض وهو يقول
-"أنا لازم ألف عليهم من الجنب حد ييجي معايا."
أجابته يارا وهي تلحق إياه
- "أنا جايه معاك."
أمسك مراد معصمها يوقفها مكانها
-"لا خليكي هنا."
نظرت إلى عينيه وقالت " متقلقش أنا هروح معاه."
تحركت يارا خلف عمار، بينما خالد وجد موقع عالٍ مع قناصته ليغطي الفريق فقال:
-"مراد أنا شايف موقع استراتيجي فوق المبنى ده هطلع عليه."
-"تمام خلي بالك وأنا هغطي ضهرك."
في هذه الأثناء كان عمار ويارا يشقان طريقهما داخل مبنى مهجور.
- "يارا بصي هناك القناص بتاعهم في المكان ده لازم نخلص عليه."
نظرت حيثما يشير ثم قالت -"يلا انا معاك."
تسللا داخل المبنى حتى وجدوا القناص وحيدًا فضربه عمار ضربة قوية في ظهره، لكن الرجل استدار بسرعة ممسكًا بسكين. بدأ عمار يشتبك معه، بينما حملت يارا حجرًا وضربت به رأس القناص حتى أسقطته أرضًا.
عمار: "انطق يالا مين بعتكوا؟"
لم يتحدث ذلك الرجل بالصمت فقط ينظر لهم بغضب
يارا بصوتٍ صارم:
-"أنت كده كده ميت انطق بسرعة."
فظل الرجل صامتًا ولم ينطق بكلمة أنقض عليه عمار يضربه في أماكن متفرقة في جسده حتى توقف الرجل عن النفس.
-"خلاص يا عمار يلا."
استجاب لها فركض الاثنين للعودة لباقي الفريق أثناء عودتهما أطلق أحد المسلحين رصاصة أصابت يارا في ذراعها من فوق، وقعت يارا على الأرض فصرخ عمار:
-"يارا! قومي متستسلميش."
تحدثت بصوت ضعيف- "ساعدني أقف."
أسندها عمار، لكنها فقدت وعيها بين يديه حملها بسرعة وركض بها نحو السيارة ثم انطلق بها إلى أقرب مستشفى.
في المستشفى هرع عمار يطلب المساعدة:
- "دكتور! حالة طارئة بسرعة!"
ركض الأطباء حوله فقال له أحدهم وهو يحرك ذلك السرير المتحرك
-"حطها هنا "
استجاب له عمار وهو يضعها على السرير، فأخذها الأطباء إلى داخل غرفة العمليات وظل هو بالخارج يدعي لها بأن تصبح بخير نظر إلى باب غرفة العمليات بحزن ثم نظر إلى يده الاثنين اللتان كانا ملطختان بدمائها حاول تهدأت ذاته لكنه فشل في هذا
خرج الطبيب في هذه اللحظة فهرع عليه قائلًا:
-"طمني يا دكتور هي كويس؟"
-"نزفت كمية كبيرة من الدم لازم متبرع بنفس الفصيلة."
وقف عمار أمامه قائلًا
-"أنا متبرع خد مني."
-"حضرتك من أهلها ؟!"
أشار عمار له بالنفي فقال الطبيب
-"ما ينفعش إلا لو كنت من أهلها."
عمار وقد بدا عليه الغضب والقلق:
- "مش وقت كلام ده! اعمل أي حاجة تنقذها وأنا هتصرف."
***************
كانت السماء ملبدة بالدخان بعد انتهاء الاشتباك صوت الرصاص بدأ يخفت تدريجيًا ليحل محله أنفاسهم الثقيلة وهم يتفقدون المكان للتأكد من خلوه من أي تهديد ومعهم القوات التي تدخلت في كل المكان
مراد :
-"جميلة خدي نفسك شوية خلينا نرتاح دقيقتين."
ردت عليه وهي تنظر بعينيها يمينًا ويسارًا لم ترى شقيقها منذ مدة فقالت :
"أنا كويسة بس حاسة إن في حاجة غلط."
كان مراد ينظر حوله بحذر لا يزال متوتراً رغم انتهاء الاشتباك. فجأة رن هاتفه أمسك به بسرعة ليرى اسم يارا.
مراد بابتسامة وهو يجيب على الهاتف :
-"يارا يا بنتي كنت هقلق عليكِ إيه الأخبار؟"
لكن الصوت الذي رد عليه لم يكن صوت يارا.
عمار بصوت متوتر:
- "مراد يارا تعبانة جدًا اتصابة في الاشتباك ونزفت دم كتير هي دلوقتي في المستشفى و..."
مراد بذهول وقلق:
- "إيه؟! مستشفى إيه؟! هي كويسة؟!"
- "حالياً حالتها حرجة الدكتور قال لازم دم بفصيلتها النادرة وانت الوحيد اللي ممكن تنقذها."
مراد بصوتٍ حاد:
-"استنى أنا جاي دلوقتي ابعتلي الموقع"
أغلق الهاتف بسرعة وركض بإتجاه السيارة فلم يسمح له اصدقاءه بأن يتركه وحده
ركض الجميع باتجاه العربيات المتوقفة ركب مراد في المقدمة يضغط على دواسة البنزين بعصبية، ويدعو داخله أن يكون الوقت في صالحهم.
تحدث جميلة بقلق
-"مراد هو قالك ايه تاني هي يارا هتبقى كويسة صح؟"
مراد بصوت حاسم:
- "يارا أقوى من كده مش هسيبها تضيع فاهمة؟!"
ظل التوتر يخيم على الأجواء طوال الطريق حتى وصلوا إلى المستشفى حيث كان عمار ينتظرهم بوجه شاحب وعيون ممتلئة بالذنب.
مراد: "فين يارا؟!"
اشارت له الممرضة بأن يدخل إلى غرفة التبرع وجلست الممرضة بجواره تحضره للتبرع.
الممرضة:
-"إحنا هناخد كيس دم مبدئيًا لكن ممكن نحتاج أكتر لو الحالة تطلبت."
- "خدوا اللي تحتاجيه المهم هي تكون كويسة حتى لو حياتي كلها."
نظرت إليه الممرضة بدهشة لكنها استمرت في عملها.
خارج الغرفة كان آدم يحاول تهدئة جميلة التي بكت بحرقة قائلة
-"مش هقدر أعيش من غيرها
هي أكتر من أختي"
ربت عمار على ظهرها محاولاً تهدئتها
"يارا قوية وهتقوم بالسلامة صدقيني."
لم يتبرع مراد بكيس واحدًا فقط فكان مراد يبدو متعبًا، وجهه شاحب وعينيه متعبة لكنه أصر على الانتظار حتى يرى شقيقته ومع هذا الأصرار لم تفعل الممرضة له شيء لكنها اعطتها علبة بها عصير ونظرت له قائلة بود
-"متقلقش هتبقى كويسة بس لما تصحى لازم إنتَ تكون واقف جمبها فأشرب دا ."
شكرها فابتسمت له تسنيم قائلة -"دا وجبي. "
تركته لتدلف لغرفة العمليات مرة آخرى ،خرج مراد ليقف جوار اصدقاءه وبعد دقائق خرج الأطباء من غرفة العمليات فقال مراد بترجي للطيب هدخل بس اقعد شوية ويخرج نظر له الطبيب ثم هز رأسه بهدوء فأشار إلى تسنيم بأصبعه قائلًا:
-"معاه يا تسنيم. "
دلف معها ومشاعره القلقة تزداد شيئًا فشيء أنتهت من تعقيمه ثم قالت له:
- "لو سمحت متطوّلش هي محتاجة ترتاح."
- "حاضر."
اقترب من يارا التي بدت شاحبة لكنها واعية ما إن رآها حتى احتضنها بشدة ثم ابتعد قليلًا ليخاطبها بصوت مليء بالعتاب:
"عارفة لو كان حصلك حاجة
أنا كنت هموت! مش هسيبك
تسبيني زي ما جومانا سابتني فاهمة؟"
نظرت إليه يارا بعينين مرهقتين لكنها مطمئنة، ثم تمتمت بصوت ضعيف:
- "أنا كويسة يا مراد بطّل تقلق."
تسنيم بصوت صارم:
"لو سمحت يا حضرت الظابط كفاية كده هي محتاجة للراحة."
مراد مسح دموعه سريعًا وقبّل رأس شقيقته قبل أن يغادر الغرفة.
بعد ساعات نُقلت يارا إلى غرفة عادية حيث كانت جميلة تجلس بجانبها بينما البقية ينتظرون في الخارج.
جميلة.بفرح: "يارا، فوقتي؟"
- "عايزة أشرب."
أحضرت جميلة زجاجة مياه وأسندتها بلطف لتشرب بعد أن انتهت نظرت يارا إليها بابتسامة خفيفة
جميلة -"عارفة لو كان حصلك حاجة كنت.."
احتضنتها جميلة وبدأت بالبكاء بينما يارا تربّت على ظهرها بحنان
يارا: "خلاص بقى أنا مش بحب أشوفك بتعيطي وبعدين ما تفوّليش عليّ! دي حتة حديدة يعني مش حوار."
جميلة مسحت دموعها وضحكت:
"حاضر. مراد بره شكله كان هيتجنن عليك."
يارا: "طب ناديه لي."
خرجت جميلة لتنادي على مراد.
- "مراد يارا فاقت وعايزاك."
دخل مراد مسرعًا واحتضنها مرة أخرى.
مراد: "إنتِ كويسة؟ في حاجة وجعاكي؟ عايز أنده للدكتور؟"
يارا: "والله كويسة اهدى بقى!"
دخل عمار بعده قائلًا
- "الحمد لله على سلامتك يا يارا."
يارا: "الله يسلمك، شكراً ليكم كلكم."
خالد: "إحنا أهل، متشكرناش."
فجأة، رن هاتف خالد. أشار للجميع ليخرج ويرد.
في أمريكا:
دلف باسل وحسن إلى المكتب فاشار باسل إلى شيري التي كانت تجلس على مكتبها منشغلة بشيء ما.
- "شيري فين جيسي؟"
شيري دون أن ترفع رأسها
:-"إيه؟ في إيه؟"
باسل بنفاد صبر:
-"فين جيسي؟"
- "قاعدة على الكنبة هناك."
توجه باسل إليها ليجدها جالسة وشاردة بينما كانت تعبث في هاتفها منذ قليل الآن تركته لتصبح عينيها في مكان آخر اقترب باسل قائلًا
-"مالك يا جيسي؟ فيكِ إيه؟"
جومانا بصوت ضعيف:
- "حاسّة إني مش بخير قلبي واجعني
وحاسة إن حاجة وحشة هتحصل."
-"تعالي نتمشى شوية يمكن تغيري جو."
- "ماشي."
***************
************
*******
جاسر: "ألو؟"
صوت مجهول: "لازم تظهر وتقولهم."
جاسر ببرود
- "أنا مش باخد أوامر من حد
هظهر وقت ما أقرر أنا."
الصوت: "متنساش نفسك."
جاسر: "ولا يهمني
اللي في دماغي هو اللي هيتنفذ."
أغلق الهاتف وهو يشعر بثقل
ما يخطط له دلف إلى غرفة سهر
سهر: "ممكن أدخل الحمام؟"
جاسر: "تعالي هدخلك."
ظل منتظرًا حتى خرجت لكنه لاحظ آثارًا على وجهها.
جاسر بعصبية:
-"إيه اللي في وشك ده؟ مين اللي عمل كده؟"
سهر ظلت صامتة عيناها تدمعان أمسك بيدها لكنها انتفضت مبتعدة.
جاسر بحزن: "اهدّي مش هأذيكيزقوليلي مين اللي عمل فيكي كده."
بعد لحظة من التردد أشارت إلى أحد الرجال.
جاسر: "تعالي ووريني."
بعد أن تعرفت عليه أجبرها جاسر على صفعه.
جاسر: "خدت حقك لكن أنا لسه ما خدتش حقي."
انهال عليه بالضرب ثم تركه مُلقى على الأرض
_____________
خرج مراد من غرفة يارا بعد أن اطمأن عليها، لكن نظرات القلق لم تفارقه في تلك اللحظة وقف خالد مع هاتفه يتحدث مع شخص غريب الصوت لكنه كان مألوفًا... لكنه يحمل أسرارًا جديدة.
يتبع...
_____________
أول لما خلصت امتحانات فضلت قاعدة اصحح باقي الفصل عايزه تفاعل عليه😒😒😒🔪
وعايزه كومنتات بقاااااا كتشيييرة فرحوا قلبي يا اخواتشيييي.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الكتيبة 101) اسم الرواية