Ads by Google X

رواية الكتيبة 101 الفصل السادس 6 - بقلم يارا محمود شلبي

الصفحة الرئيسية

  

رواية الكتيبة 101 الفصل السادس 6  -  بقلم يارا محمود شلبي

الفصل السادس|أسرار بين السطور !!|
                                    
                                          

#الفصل السادس 
#أسرار بين السطور 



******************
متنسوش النجمة بتاعتي والمتابعة علشان تعرفوا تفاصيل الرواية الورقي 💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻
الفصل دا أطول من جميلة صحبتي 😂😂



**********
سبحان الله❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
الحمد لله 💖💖💖💖💖💖
الله أكبر 🤍🤍🤍🤍🤍
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.🤎🤎🤎🤎
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.💜💜💜💜
اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم 💚💚💚



**************************
صلى على الحبيب قلبك يطيب 
**********************
*****************



المكتب كان يعج بالتوتر، الجميع على أهبة الاستعداد، منتظرين تفسيرًا واضحًا للأحداث. 
"قاسم" وقف في منتصف الغرفة محاولًا ترتيب أفكاره، بينما "خالد" كان ينظر إليه بعيون مشدوهة، مشدودًا لذكر اسم شقيقته الراحلة. الضوء الخافت للمكتب انعكس على الوجوه المتوترة، وتلك اللحظات ثقيلة مرّت ببطء.



"اشرح يا قاسم." 
قالها "علي" بنبرة قاطعة تكسر الصمت.



"تمام يا فندم... الموضوع له علاقة برهف، أخت خالد."



تغيرت ملامح خالد إلى صدمة واضحة: 
"رهف؟ إزاي؟ رهف ماتت!"



رد "قاسم" محاولًا تهدئته: 
"اهدأ يا خالد، واحنا هنفهمك."



"كمل يا قاسم."
قالها "علي" وهو يشير له ليبدأ.



بدأ "قاسم" في السرد، وهو يمسك ملفًا بين يديه:



"بص يا فندم... من سنة أو أكتر، سهر أخت خالد كانت مخطوفة. رهف، اللي هي أخت خالد التانية، مسكتش على حق أختها، وقررت تروح تلحقها. لكن اللي حصل إنهم قالوا إنها ماتت في حادثة، واستلمنا جثث على أساس إنها رهف وسهر. خدنا العزا بيهم، لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا."



توقف قليلًا قبل أن يكمل بصوت أعمق:
"النهاردة وأنا بقلب في الملف لقيت خيوط جديدة. العصابة اللي بتتاجر في الأعضاء ليها ضلع هنا في مصر، والباقي بره. ولما فتحت الـCD الخاص بالقضية، أول عشر دقايق كان فيها فيديو لرهف وهي متكتفة، وبعدها الفيديو باظ فجأة، واللاب اتعطل. لكن آدم ساعدني ورجعنا الفيديو."



نظر "قاسم" للجميع قبل أن يشغل الفيديو: 
"دي الحقيقة اللي لازم تعرفوها."



أعطاهم ظهره لتشغيل الفيديو، وعم الصمت الغرفة. "رهف" ظهرت مربوطة في مقعد، وإلى جوارها "سهر" في وضع مشابه. الشخص الملثم كان يقف خلفهما ممسكًا بسلاح، صوته غليظ وهو يقول: "أنا مش هرجعكم. أنتم هنا للأبد."



ردت "رهف" بنبرة تحدي:
"أنت بتحلم... القوات جاية تنقذنا."



ضحك الرجل بسخرية: "تحلمي أنتِ وكل اللي معاكِ."




 
انتهى الفيديو عند هذه الجملة، والجو داخل الغرفة أصبح ثقيلًا. "خالد" كان في حالة انهيار داخلي، عيناه ملأتها الدموع التي رفضت السقوط، وألمه واضح رغم محاولته التماسك. وضع "عمار" يده على كتفه قائلًا:



"ركز يا خالد، هنجيب حقهم."



"يارا" رفعت يدها وسألت:
"طب، إحنا نعرف منين إن الفيديو جديد؟ مش ممكن يكون قديم؟"



رد "قاسم" مبتسمًا:
"سؤال حلو. لو الفيديو قديم، المجرمين مش هيخافوا لما يتفتح، لكنهم حاولوا يمسحوه، ده دليل إنه مهم."



تحدثت "جميلة" بعد تردد:
"طب هنعرف مكانهم إزاي؟"



ابتسم "قاسم" وقال: 
"مش دورنا دلوقتي. سيادة اللواء يقرر الخطوة الجاية."



"علي" قطع الحديث وأشار له بالجلوس:



على، بهدوء:
-"خالد، إحنا كلنا فاهمين الضغط اللي انت فيه، بس لازم تدافع عن إخواتك علشان نجيب حقهم. رهف وسهر مش لوحدهم في القصة دي، كلنا معاك."



وقف علي، ثم قال:



"اسمعوا... الوضع صعب، لكن كلنا قدها. التدريب بتاعكم فاضل عليه يومين وترجعوا القاهرة. عايز شغل شاق في اليومين دول. لازم الكل يكون جاهز، خصوصًا البنات. مصطفى هيسافر أمريكا لمتابعة الوضع هناك مع باقي الفريق ، آدم هيراقب كل الأجهزة الخاصة بيكم وهيبقى متابع كل تحركتهم خطوة بخطوة كلكم هتدربوا المهمة دي كبيرة، وهنحتاج كل واحد فيكم يشتغل بأقصى طاقته."



وقف الجميع وأعطوه التحية العسكرية قبل أن يخرجوا.



_________________
____________
خارج المكتب:



وقف الشباب يتحدثون في أحد أركان الغرفة، جو من التوتر والقلق يسيطر عليهم رغم محاولاتهم الحفاظ على الهدوء.



عمار: "الموضوع دا مش بسيط. أكيد في حاجة مستخبية... وحاجة كبيرة كمان."



مراد: "الأغرب إن مصطفى هيسافر لوحده. بصراحة، أنا مش مطمئن. فكرة إنه لوحده في حاجة زي دي خطر. بفكر أروح معاه، أو حتى عمار يروح."



قاسم: "ما تعقدش الأمور. خلينا ندخل ونشوف رأيه الأول. يمكن يكون عنده خطة."



تحركوا نحو المكتب. وقف مراد عند الباب، طرقه بحذر. صوت علي من الداخل سمح لهم بالدخول. فتح مراد الباب بهدوء، ودخلوا جميعًا.



مراد: "أنا آسف على الإزعاج، يا فندم. لكن ممكن أقول رأيي في حاجة مهمة؟"



علي: "اتفضل، قول."



مراد: "أنا شايف إن مصطفى لوحده يسافر ممكن تكون فيها مشاكل. بقترح حد مننا يسافر معاه، أو حتى مكانه لو لزم الأمر."



علي أومأ برأسه بعد تفكير بسيط: "اقتراح منطقي. خلاص، مصطفى يسافر ومعاه مراد. كده يبقى عندك يومين تجهزوا أوراقكم. هتقابلوني في القاهرة، وهناك هشرح لكم التفاصيل."




        
          
                
عمار: "تمام يا فندم، شكرًا."



خرجوا جميعًا من الغرفة بخطوات هادئة، كل منهم يحمل أفكارًا مختلفة عن المهمة القادمة.



---



في الخارج، عند خالد.
كان خالد يجلس وحده في الحديقة، يتأمل السماء التي غطتها سحب الشتاء الثقيلة. أنفاسه تتصاعد مع البرد، وعيناه تحملان نظرة ضياع واضحة. لاحظت يارا المشهد من نافذة غرفتها، فتحدثت إلى جميلة.



يارا: "شايفة خالد؟ بجد شكله صعبان عليا."



جميلة: "ليه؟"



يارا: "واحد فاكر أخواته ماتوا في حادثة،
وفجأة يكتشف إنهم مخطوفين! حاجة تكسر أي حد 
شوفيه بقى كان بيتكلم ويضحك قبل أيام،
والنهارده شكله ما يتشافش."



جميلة: "معاكي حق. بس الجو برد جدًا."



يارا: "مش مشكلة. هروحله."



ارتدت يارا شالًا ثقيلًا، وأخذت معها شطيرتين وزجاجة ماء، ثم خرجت إليه.



يارا: "يا حضرت الظابط، ينفع أقعد؟"



خالد: "إيه اللي جابك في البرد دا؟"



يارا: "ما ينفعش تردني. امسك كل دا، كل واشرب."



خالد: "مليش نفس."



يارا: "طيب، تفتكر لو رهف وسهر هنا، كانوا هيحبوا تشوفك كده؟"



ابتسم خالد قليلًا، وأخذ ما قدمته له، وبدأ يأكل.



يارا: "لو عايز تتكلم، أنا هنا. اعتبرني زي أختك."



خالد: "عارفة لما تكون أمك بتنام كل ليلة زعلانة على ولادها اللي افتكرتهم ماتوا؟ أو لما تبقى مش عارف تشوفهم ولا حتى تريح قلبها؟ أنا حاسس بالعجز.
مش عارف أجيب حقهم ولا أريحها."



يارا: "بس إحساسك دا مش هيخدم حد. صدقني، لو في أمل إنهم عايشين، لازم تركز على إنك ترجعهم."



خالد: "رهف ما كانتش أختي بس كانت رفيقتي. 
وسهر... سهر كانت دايمًا تناديني "بطلي". 
تخيلي، وهي صغيرة جدًا، كانت شايفاني البطل بتاعها."



ابتسم بمرارها وهو يتذكرها حينما كانت تكوي له بدلته العسكرية. 



يارا: "عارف؟ أنا حاسة بيك جدًا كنت صغيرة لما فقدت أختي التوأم ماتت متسممه أو على الأقل دا اللي قالوه بس دايمًا عندي إحساس إنها عايشة كل ليلة بفتكرها وبسأل نفسي: يا ترى هي بخير؟"



ابتسم "خالد" بعد هذا الحديث وقال :
"هي ديمًا الحياة كده بتعيشك ظروف إنتِ مش قدها بس لما بتعدي منها بفضل ربنا بتعرفي إن دا ابتلاء وإمتحان وأنا هستنى نتيجة الإمتحان اللي عيشته سنين." 



بعدما أنتهى من حديثه شعرت هي أنه أصبح أفضل أو أكثر حماسًا وعينه التي باتت تشتاق لهم الآن أمامها فرصة لرؤيتهم مجددًا، نهضا معًا متوجهين لغرفهم في الأعلى 




        
          
                
_____________



___________________



_____________



في غرفة خالد مع آدم



آدم: "فينك كل دا؟"



خالد: "كنت قاعد تحت، والملازم يارا جات قعدت معايا شوية."



آدم، بابتسامة جانبية -"طيب نام يا خالد تصبح على خير ."



خالد، بتعبير جدي يحاول إنهاء الحديث: 
"وإنتَ من أهله وبلاش نظراتك دي ونام ماشي؟؟؟"



___________
_______________



عند يارا 
كانت عائدة إلى غرفتها بعد يوم طويل، خطواتها بطيئة والإرهاق يبدو على ملامحها. عندما رفعت نظرها، رأت عمار يقف مستندًا إلى الحائط بالقرب من باب غرفتها، ينظر إليها باهتمام.



عمار، بنبرة فضولية: "إيه دا؟ لسه صاحيه؟ كنتِ بتعملي إيه تحت؟"



يارا، وهي تحاول كبت ابتسامة: "مفيش، شفت خالد قاعد لوحده تحت وزعلان. نزلت أدتله أكل وشوية مية وقعدت معاه شوية وطلعنا."



عمار، وقد ظهر القلق في عينيه: "طب هو كويس دلوقتي؟"



يارا، بجدية مشوبة بالتعب: 
"آه الحمد لله بس طبعًا مش سهل عليه." 
توقفت قليلاً ثم أضافت
: "عمار أنا عندي سؤال."



عمار وهو يعدل من وقفته:
"اسألي."



يارا: "رتبة رهف إيه؟"



عمار، وهو يخفض صوته وكأن الذكرى أثقلت كاهله: "ملازم أول زيك بس غالبًا كانت هتبقى نقيب قريب لولا اللي حصل."



يارا وهي تتنهد:
"ربنا يفرح قلب مامتها وأخوها برجوعها بالسلامة."



عمار وهو يهز رأسه موافقًا: 
"يارب طب مش هتدخلي تنامي؟ شكلك تعبانة."



يارا، بابتسامة خفيفة:
"آه تصبح على خير يا سيادة الرائد."



عمار، بابتسامة دافئة: 
-"وأنتِ من أهله يا حضرت الملازم."



دلفت يارا إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بهدوء وكأنها تحمل همًّا داخليًا تحاول دفنه.



عمار تحدث لنفسه بابتسامة صغيرة وهو ينظر إلى الباب: "لو الجنون كان ليه شكل كان هيبقى شبهها." 



ضحك ثم توجه إلى غرفته بخطوات واثقة.



---



في غرفة يارا



جميلة وهي جالسة على السرير عيناها تلمعان بالفضول: "إيه يا يارا؟ كل دا مع خالد؟"



يارا وهي تضع حقيبتها جانبًا وتخلع حذاءها:
"ما خلاص بقى اديني جيت أهو نامي بقى."



جميلة وهي تتقلب على السرير: 
-"ماشي يا ستي تصبحي على خير."



يارا وهي تتنهد وتستلقي: 
-"وأنتِ من أهله."




        
          
                
---



في أمريكا



باسل وجومانا



باسل: "Jasy."



جومانا، وهي تلتفت بابتسامة: "Yes, Basil?"



باسل، بنبرة جدية: "Come with me."



جومانا، وهي تستأذن الحضور: "Excuse me."



ركبت السيارة بجواره وسألته بنبرة متوترة: "ها قول بقى فيه إيه؟"



باسل، وهو يقود بسرعة محسوبة: 
"أول مهمة هنبدأ فيها قريب. فيه اثنين من التيم بتاعنا هييجوا الأسبوع الجاي، هيشرحوا القضية هنبقى هنا في أمريكا لكن في أي لحظة ممكن ننزل مصر."



جومانا، وقد بدأ القلق يظهر في صوتها: 
"حاسّة متلخبطة يا باسل خايفة وفي نفس الوقت مبسوطة دا حلمنا صح؟"



باسل، وهو يربت على كتفها بخفة: 
"متخفيش أنا معاكي  تاكلي؟ أنا جعان ."



ابتسمت جومانا وقد ظهرت صور لجميع الأصناف المحببة إلى قلبها وأكثرهم هذا الطبق الذي يتكون من الأرز والمكرونة وفوقها الحمص والصلصة، أبتسم بقوة 
من أعماق قلبه على وجهها الشارد ويدها التي وضعت على معدتها فقال :



-"خلاص كده عرفت إنتِ بتفكري في إيه ."



خرجت من شرودها ونظرت له ثم قالا في التوقيت ذاته : -"كشري!!!"



ابتسمت وهي تتذكر كم تحب مذاقه ثم هتفت :
-"تعرف إن سهام بتحب تعمله علشاني مع إنها مبتعرفش تعمله وكل مرة يبوظ منها بس بتحاول ! انا بجد بحبها أوي ."



باسل: "وهي كمان بتحبك أكتر من شيري شوية."



جومانا وهي تميل برأسها قليلاً:
"بصراحة آه بس بحس إن شيري بتتضايق مش عارفة ليه."



باسل بابتسامة خفيفة: 



"علشان بنت أبوها بتحس إنها مش واخدة حقها زيك المهم هناكل إيه؟ أنا ميت من الجوع بصي شكلك هتتعبيني تعالي ناكل بيتزا أحسن."



ركب الاثنان السيارة بينما كانت أنوار المدينة المتلألئة تضيء الطريق أمامهم الهواء البارد ينساب من النوافذ المفتوحة قليلاً ورائحة البيتزا تملأ السيارة.



بعد مدة من الزمن توقفت السيارة بجانب أحد المطاعم نزل باسل بخطوات سريعة ليجلب الطعام.



باسل وهو يعطيها العلبة: "اتفضلي يا ستي."



جومانا بابتسامة مشاكسة
: "ها هتودينا نقعد فين؟"



باسل
-"ولا حتة إحنا هنروح البيت نتفرج على فيلم حلو ونام ."



نظرت له بحاجب مرفوع 
-"بيت إيه بس !؟"



وجدت لا يهتم لحديثها بل بدأت السيارة بالتحرك وهو ينظر لها مستفزًا إياها



-"إنتَ بتمشي كلامك عليا بعينك إللي بتنور في الضلمة دي ؟!"




        
          
                
نظر باسل إلى عينيه في المرآة ثم غمز لها مازحاً: 
"حلوة صح ؟ أنا بردو قولت كده."



ضحكت بشدة وهي تأكل من البيتزا التي أمامها قائلة 
-"حلوة إيه دي بتفكرني بالبرسيم. "



كلماتها دوى صداها في أذنه لا يعلم ماذا يفعل بها الآن ! 
يلكمها في وجهها ويترك القيادة فتنقلب السيارة أم ينتظر حتى يصل إلى المنزل ؟!
وجدته صمت وبدأت عينه تلمع بخبث فتنحنحت وهي تعلم أنه لن يتركها في حالها بعدما قالت هذا الكلام على عينيه البريئتين هتفت هي :



-"إنتَ بتبصلي كده ليه؟ دا أنا بهزر تعرف دايمًا كان عندي سؤال وأنا صغيرة إن ليه عينك إنتِ وشيري خضرا وأنا عسلي؟؟! "



ثم أكملت بضحك:
"إوعي تقول لقيتوني على باب كنيسة هنا ."



باسل يضحك معها:
"يا بت إنتِ هبلة وبعدين إنتِ مولودة في مصر أصلاً."



جومانا وهي تتظاهر بالتفكير: "تصدق؟ نسيت."



بدأا في تناول الطعام وسط حديث عابر عن ذكريات الطفولة وأحداث اليوم كانت تضحك بسعادة غامرة وهي تأكل بينما التقط باسل صوراً لها بهاتفه دون أن تلاحظ .



باسل وهو يتحدث مع نفسه: "أيوة كده." 



وبعد مرور بعض الوقت قال لها : 
-" يلا إنزلي اطلعي لشيري الأوضة وأنا جاي وراكي نتفرج على فيلم ولا حاجة."



جومانا: "أوك."



صعدت جومانا للأعلى ودلفت إلى غرفة شيري بعدما أخذت نقسًا عميقًا ثم حولت جاهدة أن تبتسم طرقت على الباب بابتسامة عريضة ،توترت شيري قليلًا حينما سمعت صوتها فأخفت الهاتف أسفل الوسادة الموضوعة على الفراش ثم قامت تفتح الباب 



جومانا بابتسامة:
-"شيرى عاملة إيه؟"



شيري بخبث وهي تنظر إليها نظرة فاحصة:
- "كويسة تعالي اقعدي كنتِ فين؟"



جومانا وهي تخلع حذاءها:
"بغض النظر إنك بقيتِ بتتكلمي مصري كنا بناكل بيتزا وأنا عملت حسابك معانا ."



شيري وهي تأخذ قطعة البيتزا وتتفحصها:
"بجد؟ طب هاتي أنا أصلاً جعانة."



جلست جومانا على الأريكة تعبث بهاتفها ومن حين إلى الآخر تخطف الأنظار إلى شيري فتجدها تنظر لها بابتسامة صفراء بينما هي تأكل كانت تفكر في شيء آخر 
نظراتها كانت تميل للغيرة وهي تتذكر كيف تعامل سهام جومانا بحب زائد وكذلك باسل .
بعد لحظات من الصمت دلف باسل إلى الغرفة وجلس بجوار شيري.



باسل وهو يخلع سترته: " عاملة إيه؟"



شيري وهي تضع قطعة البيتزا جانباً: 
"كويسة....... مع إنك بتاخد جومانا وبتخرجوا من غيري بس هعديها بمزاجي ها."



باسل بابتسامة خفيفة:
"هعديها بمزاجك؟ ماشي عاملة إيه في الكلية؟"



شيري ببرود: "كويسة سيبني أكل بقى."




        
          
                
باسل بجدية:
- "كنت محتاج أتكلم معاكِ بخصوص الدراسة."



شيري وهي ترفع حاجبها: " باسل أظن دا مستقبلي وإنتَ ملكش دعوة بيه ولا إنتَ ولا حتى جومانا زي ما قال بابا آخر مرة كل واحد فيكم ليه حياته الخاصة ياريت متدخلوش في حياتي ."



باسل وهو ينظر لها بحزم: 
" إحنا آه عندنا حياتنا الخاصة بس بردو خايفين عليكِ إنتِ لازم تركزّي في مستقبلك أكتر جومانا عندها حياتها الخاصة وأنا كمان  وإنتِ عندك حياتك بس الشاطر بجد إللي يدير حياته صح وياخد رأي الناس اللي حوليه ."



لم ترد شيري عليه لكنها شعرت بتوتر داخلي رغم أن كلام باسل كان يبدو عابراً إلا أنها أحست وكأنه يتعمد الدفاع عن جومانا دائماً ، شعرت بأنهم يعلمون شيئًا هي تخفيه فصمتت ولم ترد عليه لغلق كل هذه الأبواب التي فُتحت عليها الآن .



تدخلت جومانا في هذه اللحظة وهي تنظر لهم بحزن قائلة:
-"خلاص يا باسل سيبها براحتها أنا هروح أنام ." 



أشار باسل لها قائلًا
-"محدش فيكم هيخرج من الأوضة دي لحد الصبح أعتبروه حبس عقاب براحتكم."



قفل باسل باب الغرفة بالمفتاح ثم رجع يجلس بهدوء والأثنين نظروا له بتوعد ....لم يعرهم أهتمامًا ثم أشعل التلفاز وأصر بداخله على أختيار فيلم  Harry Potter، لعله يذكرهم بأيام طفولتهم جلست كل واحدة منهم بمكان مختلف وهم يشاهدون الفيلم.
بينما شيري كانت تتابع المشهد بصمت ظاهري ونظرات تحمل خليطاً من الغيرة والضيق تفكر في الفرق الكبير بين تعامل باسل معها ومع جومانا رغم أنها كانت تحاول إخفاء مشاعرها إلا أن الغيرة كانت تأكلها ببطء.



مع مرور الوقت، غرق الثلاثة في النوم لكن شيري ظلت مستيقظة للحظات تحدّق في الشاشة وهي تشعر بفراغ داخلي يصعب عليها تفسيره.



******************



في الإسماعيلية



كان خالد جالسًا فس الغرفة شاردًا بذكرياته عقله استرجع لحظة بعيدة لكنها محفورة في قلبه.



رهف وهي تهز كتفه بشدة: 
-"يا خالد قوم بقى هنتأخر ."



سهر وهي تقترب من الباب:
-"في إيه يا رهف؟ بتزعقي ليه؟"



رهف بتذمر: 
"خالد الزفت مش راضي يصحى وإحنا لازم نمشي سوى علشان أوصلكووبعدين أنا مش بعرف أسوق."



سهر بضحكة صغيرة: 
-"عارفة ماما لو سمعتك وإنتِ بتشتميه هترميكي من الشباك دا الحيلة يا بنتي!"



رهف بابتسامة شريرة:
- "استني... جاتلي فكرة بس إحنا كده مش هنتّرمي من الشباك إحنا هناخد إعدام."



سهر ضحكت بصوت خافت: "وأنا معاكِ."



توجهت رهف إلى المطبخ وسهر خلفها فتحت رهف الثلاجة وأخرجت مكعبات الثلج.




        
          
                
رهف بصوت خافت:
- "تعالي معايا هنخليه يصحى غصب."



عادت الفتاتان إلى الغرفة واقتربتا من خالد النائم.



سهر وهي تكتم ضحكتها:
- "جاهزة؟ على تلاتة! واحد... اتنين... تلاتة!"



سقطت مكعبات الثلج على ظهر خالد وعنقه فتقافز من السرير كالمجنون.



خالد وهو يصرخ بغضب: "يا عيال يا مجنونة يح يح!"



ركضت رهف وسهر في أرجاء المنزل ضاحكتين بصوت عالٍ.



محمد والدهم ظهر من غرفة المعيشة: 
-"ولا إنتِ عايز تضرب سهر وأنا موجود؟ بالنسبة لرهف ممكن تضربنا إحنا الاتنين."



ابتسمت رهف على حديث والدها ، ظهر تذمر خالد وهو يمسك بمنشفة لتجفيف ظهره:



- "بابا أنا كنت نايم في أمان الله وهما رموا ثلج على قفايا وظهري دا يرضي ربنا؟"



محمد بابتسامة ماكرة:
- "حصل دا يا بنات؟"



رهف وسهر في انسجام:
- "حصل يا بابا."



محمد وهو يضحك: "تستاهل يا خالد إحمد ربنا إنهم ملعبوش في وشك البخت أكتفهمولك وحطوا تاني يا بنات؟"



انفجر الجميع بالضحك باستثناء خالد الذي ظل يتمتم غاضبًا.



دخلت سماح والدتهم بعد أن سمعت الضجة.



سماح بقلق: "في إيه يا خالد؟ مالك؟"



خالد وهو ينظر إليها:
- "العيال دول حطوا ثلج على ظهري وأنا نايم يرضيكي الكلام دا؟ وبابا كمان بيشجعهم!"



سماح بابتسامة حنونة: "ولا تزعل نفسك أنا هعمل لك كل الأكل اللي بتحبه وهما مش هيأكلوا معانا."



نظرت رهف وسهر إلى بعضهما بدهشة ثم انفجرتا ضاحكتين.



محمد بحماس: "ولا يهمكم يا بنات ننزل نتغدى برا."



ضج المنزل بالضحكات لكن خالد ظل يتذمر على الرغم من أنه لم يستطع كتمان ابتسامة صغيرة.



فاق خالد من ذكرياته شعر بالحنين لأيام العائلة والدفء قام من مكانه توضأ، وصلى ركعتين جلس يدعو الله أن يحفظ شقيقتيه من كل مكروه.



في النهاية، أسند رأسه إلى الوسادة واستسلم للنوم حاملًا في قلبه حبًا كبيرًا لعائلته رغم كل المقالب التي لم تكن تخلو من المرح.




**********************



في مكان آخر



جلس جاسر يتأمل سهر التي كانت تحدق به بعيون غاضبة كأنها تريد أن تمحو وجوده بالكامل كسر الصمت بلهجة مترددة:
"والله أنا بحبك وعايز أتجوزك."



سهر انفجرت بغضب:
"دا مش حب دا تملك أنت خطفتني وكمان عايز تتجوزني؟ انت مجنون ولا إيه؟! ابعد عني مش عايزة أشوف وشك أصلاً."




        
          
                
حاول جاسر أن يتماسك لكنه رد بتوتر:
"طب خدي الأكل مش عايزك تفضلي تعبانة كده."



سهر نظرت للطعام بازدراء:
"مش عايزة أكل وسيبني فحالي دا أنتَ غريب."



تراجع جاسر خطوة متحاشياً نظرتها القاتلة:
"بصي إنتِ مش فاهمة حاجة ، أمسكي الأكل يا ستي علشان أختك حتى مش علشانك."



قالت سهر بإصرار:
"لو بتحبني فعلاً زي ما بتقول وديني أشوف أختي شويه ورجعني هنا إنتَ عارف إني بخاف من الضلمة كفاية الفوبيا اللي عملتها لي!"



تنهد جاسر:
"مش هتروحي كولي الأول."



بدأت سهر تبكي بصمت دموعها تخترق صلابته:
"طيب عشر دقايق وهرجعك بس تاكلِ. "



تراجعت عن البكاء قليلاً وقالت:
"لما أرجع هآكل وديني أشوفها دلوقتي."



فك جاسر الحبال عن يديها وقدميها، نظر إليها بجدية:
"أنا عارف إنك مش هتهربي علشان كده بفكك يلا قدامي."



سارت أمامه بخطوات مترددة حتى وصلت إلى غرفة رهف فتح الباب وأشار لها بالدخول.
"عشر دقايق مفيش زيادة عن كده."



دخلت سهر بسرعة واحتضنت رهف بقوة
-"رهف انتِ كويسة؟ عمل فيكي حاجة؟"



رهف ابتسمت رغم التعب:
"أنا كويسة وإنتِ؟"



قالت سهر بقلق:
"أنا بخير بس لو عامل فيكِ أي حاجة قوليلي."



رهف نظرت لجاسر بتحدٍّ:
"ميقدرش دا جبان."



زمجرت نظرات جاسر:
"أنا ساكت علشان مش عايز أمد إيدي عليكِ ."



رهف بجرأة:
"متقدرش، لأنك مش راجل أصلاً."



في لحظة غضب صفعها جاسر شهقت سهر وسارعت لمسح الدماء عن وجه أختها.
"رهف انتِ كويسة؟"



رهف تمتمت بصوت منخفض:
"أنا بخير."



أمرها جاسر:
"تعالي معايا."



سهر توسلت:
"خليني جمبها شوية علشان خاطري."



رهف قالت بصلابة:
"روحي معاه أنا كويسة مش عايزة يعملك حاجة وحشة."



احتضنتها سهر مرة أخرى قبل أن تنهض وتلحق بجاسر إلى الغرفة



جاسر قدم لها الطعام:
"الأكل ."



سهر هزت رأسها برفض:
"مش هطفــ،ـح سيبني فحالي."



حاول إقناعها بوضع الطعام أمامها لكنها انفجرت به:
"أنت واحد مريض شفت اللي عملته في أختي؟! خاين لبلدك ومالكش قلب."



في لحظة غضب رفع جاسر يده أمام وجهها لكنه لم يفعلها فأمسك أعصابه على اللحظة الآخيرة ،هو تحمل كثيرًا منها ومن شقيقتها في طوال تلك الفترة التي يتعذب بها أمامها يضعف نعم فنظراتها له كفيله لتجعله يندم بدل المرة آلاف المرات:




        
          
                
"أنا مش عارفة مسكت نفسي إزاي ! 
أنا زي ما ضربت أختك أقدر أضربك مش علشان بحبك هدوس على كرامتي فاهمة؟ وعنك ما أكلتي أتخمدي وخلاص."



تراجعت بخوف لكن قبل أن يخرج من الغرفة أمسكته من يده:
"ممكن ما تطفيش النور؟ أنا بخاف من الضلمة."



توقف للحظة ينظر في عينيها وكأن نظرتها أثرت به بشكل لم يتوقعه بعد صمت طويل قال بهدوء:
"مش هطفيه أنا خارج ."



خرج من الغرفة تاركاً إياها في حيرة من أمرها
همست لنفسها:
"مش عارفة اللي فيه دا إيه... لا أكيد لا! ماينفعش أحب واحد زي ده... ده مجرم أنا بكرهُ بكرهُ."



خارج الغرفة وقف جاسر يستمع إلى كلماتها مع نفسها وبكائها المرير الذي لا يتوقف وأوقات يستمر لأيام تمتم:
"يا رب أنا تعبت..."



في تلك الليلة نام كلٌّ منهم محمَّلاً بأعباء قلبه منهم من نام متعباً ومنهم من نام محطَّماً أو عاشقاً وآخر منشغل بحماية الوطن.



الوطن... هو الحب الوحيد الخالي من الشوائب
حب مزروع في القلوب لا يُصنع ولا يُباع.



_____________________
_______________
___________



في صباح يوم جديد...



استيقظت يارا متثاقلة بعد صراع مع الكسل ثم قامت وتوضأت وأدت فرضها بعد ذلك أخذت ملابسها المكونة من البنطال المموج وفوقها تيشيرت أسود اللون واستعدت ليوم جديد.



نادت على صديقتها بصوت مرح:
"جميلة قومي يا بنتي ."



جميلة التي كانت لا تزال ملفوفة في البطانية تمتمت بضيق وهي تنهض وجددت أن الوقت كافي وأنها لم تتأخر في النوم بالإضافة أن المنبه الخاص بها لم يرن بعد !!! :
-"لسا بدري يا يارا في إيه إللي مصحيكِ بدري كده أصلًا ؟"



-" مفيش بس لازم نكون جاهزين دلوقتي ."



نظر لها بنفاذ صبر ثم دخلت الحمام لتستعد وبعد دقائق ظهرت بملابسها بنطال المموج وتيشرت كحلي.
وقفت الفتاتان أمام المرآة تصففان شعريهما يارا ربطت شعرها بذيل حصان بينما اختارت جميلة كحكة مرتبة.



يارا نظرت إلى جميلة بتردد وقالت:
"مش عارفة حاسة إني عايزة أتحجب... بس خايفة."



جميلة توقفت للحظة:
"تصدقي؟ وأنا كمان بفكر. بس..."



يارا قاطعتها:
"بس إيه؟"



جميلة بابتسامة حزينة:
"بس خايفة من المسؤولية."



يارا تنهدت:
"بصي سيبيها على ظرفها لما نحس إننا مستعدين بجد هنلبسه."



رن هاتف يارا نظرت لتجد مراد يتصل بها.
"صباح الخير يا مراد."



مراد: "صباح العسل. يلا انزلي انتِ وجميلة علشان نفطر كلنا مع الفريق."



يارا: "تمام."
_____________




        
          
                
نزلت الفتاتان إلى الطابق السفلي طرقت يارا الباب ثم دخلت لتجد الفريق مجتمعاً حول طاولة الإفطار.



عمار رفع صوته مازحاً:
"تعالوا اقعدوا بسرعة قبل ما قاسم يخلص الأكل كله!"



جميلة ردت عليه وهي تضحك:
"ملكش دعوة بقاسم هو حر!"



قاسم بابتسامة عريضة:
"حبيبتي يا بنت خالتي ."



عمار بتصنع الجدية:
"ها خلصتوا ولا لسه؟"



بينما كان الجميع يضحك ويمزح لاحظت يارا أن خالد يجلس بصمت وعيناه شاردة وكأن شيئاً يثقل على قلبه.



لاحظ مراد تركيزها همس لها:
"مالك يا يارا؟ في إيه؟"



يارا التي كانت تحدق بخالد ترددت ثم قالت بصوت منخفض:
"شوف خالد شكله تعبان مش زي العادة."



مراد أومأ برأسه واتجه إلى خالد وضع يده على كتفه وربت عليه بلطف.
"كل يا خالد متشيلش هم إحنا هنا معاك."



ابتسم خالد بخجل وقال:
"حاضر يا مراد."



عاد مراد إلى طاولة الطعام وهمست يارا له:
"شكراً إنك خليته يتكلم شوية."



بدأ الجميع في تناول الطعام وسط أجواء دافئة آدم أطلق بعض النكات التي أثارت الضحك بينما قاسم شارك ببعض القصص المضحكة ومع ذلك كان خالد يحاول أن يخفي حزنه لكنه وجد في أصدقائه دعماً خفف من عبء يومه.



________________



في أمريكا...
مع بزوغ شمس يوم جديد تصاعدت أجواء منزل عائلة حسن



طرقت سهام الباب عدة مرات فلم تسمع صوت أحد أذخت تطرق بقوة قبل أن يأتي زوجها فاقت جومانا فأسرعت تفتح الباب لكنها وجددت أنه مغلق بالمفتاح تذكرت أن شقيقها قد أغلقه وأخذ المفتاح فقالت :



-"ثانية يا ماما هجيب المفتاح وافتح ."



تعجبت سهام فمنذ متى وجومانا تدلف إلى تلك الغرفة هي حسبت أن شرين تلك المجنونة قد فعلت شيئًا بذاتها 
جرت جومانا على شقيقها المُمدد على الفراش 
-"باسل المفتاح فين ؟"



-"مفتاح إيه ؟ الزرع في المزرعة مش في المفتاح! روحي أحلبي البقرة ."



توقفت مكانها لا تعلم ماذا تفعل هل تذهب لحلب البقرة ؟! أم تجلس لتعد حبات الذرة؟! 



-"Damn."
استيقظ باسل على صراخها بتلك الكلمة فقالت وهي تمد يدها أمامه :
-" المفتاح. "



أبعدها عن طريقه برفق ثم فتح هو الباب وترك الغرفة نظر إلى هاتفه الذي كان في جيبه فوجد رسالة من أبيه
*النهاردة إنتَ وجومانا هتكونوا في الشركة.*



تأفف بملل وهو يضع الهاتف مجددًا داخل جيبه وداخله الكثير من هذا الرجل ،خرجت جومانا هي الآخرى من تلك الغرفة فوجدت الرسالة ذاتها من أبيها
*إنتِ وباسل النهاردة اليوم كله في الشركة.*




        
          
                
مسحت على عنقها بملل ثم دلفت إلى غرفتها لتجهز 



كانت نظرات شيري مراقبة لخروج ذلك الثنائي فتركتها أمها وذهبت مجددًا لكنها فاقت على صوت هاتفها فجأة، نظرت إلى الشاشة ورأت اسم "حسام".
"صباح الخير ."



حسام بصوت دافئ:
"صباح الجمال أخبارك إيه؟ هتيجي الشركة مع باسل وجومانا؟"



شيرين بتردد:
" باسل وجومانا ؟! إنتَ عرفت منين إنهم جايين اصلًا ؟"



-"الشركة كلها عارفة ."



تنفست بملل قائلة بتردد 
-"لا مش هينفع عندي محاضرات في الكلية."



حسام:
"طب تعالي شوية وبعدين تروحي على الكلية نفسي أشوفك."



شيرين بابتسامة خفيفة:
"هشوف وأقولك بس لازم أخلص بسرعة."



*****



في الطابق السفلي، تجمع الجميع حول مائدة الفطور شيرين التي تأخرت قليلاً دخلت بابتسامة مصطنعة. اقتربت من والدها وقبلته:
"Good Morning, Dad."



حسن ابتسم بحنان:
"Good Morning, 
يا روح قلبي تعالي كلي معانا."



الجميع بدأوا يتناولون الطعام وسط حديث عابر ومزاح بين باسل وجومانا 
شرين التي كانت تراقب هذا التفاعل بينهم بم تستطع إخفاء نظارتها الحادة تجاههم  كانت بالكاد تأكل 



بعد انتهاء الإفطار استعد الجميع للخروج حسن كان يتحدث مع باسل عن تفاصيل اليوم في الشركة بينما شيرين وجومانا وقفتا بعيداً.



جومانا بابتسامة عابرة:
"جاهزة للكلية؟"



شيرين، دون أن تنظر إليها:
"دايمًا جاهزة أنا مش زي حد تاني بيضيع الوقت على الفاضي."



جومانا رفعت حاجبها لكنها فضلت الصم
وشيرين أضافت بحدة وهي تمشي مبتعدة:
"كل واحد يركز في حياته."



******************



في منزل آخر
استفاق طه بنشاط غير معتاد في هذا الصباح الباكر كان الهواء مليئًا بالحيوية لكن صوته كان يحمل قدراً من التوتر فكان يجري مكالمة مع جاسر 



طه:
-"جاسر هي مش لعبة إنتَ لازم تحسم الموضوع ده  بتحبها أو لأ هي لازم تعرف الحقيقة ."



أجابه جاسر على الجهة الآخرى -"إنتَ أهبل وعايزيني أضيع كل اللي عملته السنين إللي فاتت؟"



طه -" والله براحتك أنا لازم أقفل علشان هنزل مصر وعلى فكرة أمك عايزة تشوفك."



جاسر -"متردش عليها تاني يا طه."



تأفف طه وهو يغلق الهاتف معه ثم نظر إلى شقيقه الجالس جوارة الذي نظر بأستغراب قائلًا 
-"إيه الحوار؟"



-"مفيش يا طاهر المهم دلوقتي إحنا لازم نسيب البرتغال وننزل مصر يا كابتن."



________________




        
          
                
في المكان الذي يتدرب به الفريق عمار الذي كان لا يزال يشعر بتوتر اليومزنظر إلى الفريق بحزم.
عمار:
"النهاردة هنبدأ تدريب السلاح ولكن بطرق مختلفة عن المعتاد السرعة مش عالية والهدف هو توازن الفكر والتركيز."



آدم الذي كان يتحلى بالهدوء ابتسم ثم قال:
"ومالوا؟ دا حتى الجري هنا أقوى من التدريب."



مراد، الذي كان دائمًا هو القائد الذي يضع الخطة أضاف بنبرة جادة وهو يريهم ماذا سيفعلون في ذلك التدريب :
"الهدف مش بس إنك تضرب الهدف لكن كمان تحافظ على توازنك وتكون قادر على التفكير تحت الضغط لازم تركزوا في كل خطوة وإنتَ بتمشي على المشاية وفنفس الوقت تحاول تجيب الهدف . "



ثم بدأ كل واحد منهم بالتدريب وكلهم يعرفون أن اليوم سيكون مختلفًا.



في منتصف التمرين لاحظ الجميع خالد الذي كان دائمًا 
ظهر عزمه وهو يضرب الرصاص بكل دقة
فابتسمت يارا لجميلة وهم يشعرون تجاهه بالفخر.
لكن في نفس الوقت كان هناك شيء ما في عينيه شيء من الهم شيء لم يستطع أن يخفيه عن الجميع.
مراد لاحظ ذلك أيضًا لكنه لم يعلق.



الآن صعد عمار على المشاية يحمل سلاحه بثبات ويبدأ التحرك بخطوات محسوبة يرفع السلاح ويطلق أول طلقة تصيب المنتصف بدقة.



تزداد سرعة المشاية لكن عمار يحافظ على تركيزه طلقة بعد أخرىزيصيب الهدف بلا تردد.



ينهي التمرين ينزل بخفة يمسح جبينه ويلقي نظرة سريعة على الفريق.



فقال بهدوء : "الدور على اللي بعدي."




كان هذا دور جميلة صعدت و يداها ترتجفان وهي تحمل السلاح تأخذ نفسًا عميقًا وتحاول التركيز.



تبدأ المشاية بالتحرك ببطء ترفع السلاح تطلق أول طلقة لكنها تخطئ الهدف.



فقال لها مراد الذي كان يقف قريبًا منها 
-"ركزي أنتِ قدها."



تأخذ وضعية أكثر ثباتًا تطلق طلقة أخرى تصيب الهدف يزداد تركيزها مع كل طلقة حتى تصيب ثلاث رصاصات متتالية في المنتصف.



انتهت وهي تبتسم بخجل تنزل من المشاية وتتجه نحو الفريق.



جميلة بخفوت: "مش كده وحش صح؟"



ينظر لها عمار بجدية : - "كويس بس ممكن أحسن."



تبتسم بثقة:
- "أكيد المرة الجاية."



بعد أن انتهى الجميع من التدريب مراد التفت إلى يارا وهو يتحدث بحزم:
"يلا دورك يا يارا لازم تركزي مش هينفع نضيع الوقت."



كانت تشعر بالتوتر استجمعت قواها وبدأت التدريب.
مراد:
"لازم دماغك تكون متفرغة لشيء واحد بس الهدف مع كل رصاصة ركزي في الهدف بس."



في البداية كانت متوترة للغاية لكن مع كل طلقة كانت تشعر بأنها أكثر قوة وثقة.



وفي تلك اللحظة حدث شيء غريب.
عمار الذي كان يراقب من بعيد نظر إليها نظرة لم تفهمها جيدًا لم يكن مثل أي نظرة أخرى كان شيء في عينيه يحمل الكثير من الغموض وكأنما كان يحاول إخبارها بشيء دون أن يتكلم.




        
          
                
مرت فترة من التوتر وكان الجميع قد أكمل تدريبه ثم انتقلوا إلى مرحلة أخرى من التمرين.



عمار الذي بدأ يشعر بضغط الوقت قال بنبرة صارمة:
"خلاص كل واحد يجمع حاجاته إحنا نازلين على الصحراء للتدريب بشكل مختلف."



الجميع التزم الصمت للحظة وكل واحد منهم كان يفكر في شيء مختلف.
كان هناك شيء غير واضح في الجو كما لو أن كل واحد منهم كان يحمل سرًا صغيرًا لا يريد كشفه.



**********************



نظر حسن إلى ساعة يده ثم قال 
-"يلا إحنا يا جومانا باسل هيوصل شيري ويجي ورانا."



رسمت جومانا البسمة على وجهها وأخذت حقيبتها ثم ذهبت قبل والدها إلى السيارة .



نظر شيرين لأبيها قائلة : 
-"طيب لو سمحت ممكن أجي معاكم بدل الجامعة النهارده؟"



-"لا يا شيري أولوياتك دراستك،باسل خلص وتعالى بسرعة ."



---------------
في سيارة باسل شيري تتصفح هاتفها منشغلة بمحادثة على الواتساب.



باسل: "بتكلمي مين؟"



شيرى تتردد للحظة قبل أن ترد بهدوء.
- "صوفيا."



باسل يضيق عينيه بنفاذ صبر.
- "صوفيا؟ ما أنا قلتلك تبعدي عنها ليه لسا بتكلميها؟"



- "هي صاحبيتي يا باسل إيه المشكلة؟"



باسل: "مش عاوز أكرر كلامي البنت دي استغلالية ومش شبهك صدقيني هتوقعك في مشاكل وأنا اللي بخرجك منها شيري لو بتحبيني بجد ابعدي عنها."



شيرى تتنهد ثم تبتسم بخجل.
- "هحاول علشان خاطرك."



يبتسم باسل ويميل نحوها بخفة يربت على كتفها برفق.
"طب يلا أنزلي."



-" باسل أنا عندي محاضرة واحدة بس استناني ساعة واحدة بس."



باسل: "تمام بس لو اتأخرتي مش هفضل مستني."



_______________
وصلا حسن وجومانا إلى الشركة فاقترب منهم حسام ذلك الموظف الشاب قال بابتسامة باللغة العربية فحسن يحرص على أختيار موظفينه بعناية 



- "أهلا مستر حسن وأهلا جومانا مستعدين لاجتماعات النهارده؟"



حسن: "جاهزين. كلم حد يبلغني أول ما تبدأ الاجتماعات."



حسام: "أكيد ،جيسي محتاجة أي حاجة؟"



جومانا تهز رأسها سريعًا يظهر عليها بعض الانزعاج.



جومانا: "لا، ميرسي."



ابتسم حسام بحرج ونسحب للخلف.



بعد فترة جلست جومانا على مكتبها غارقة في ترجمة الإيميلات فعاد حسام مجددًا طرق على باب المكتب الزجاجي وهو يحمل كوبًا من الـIce Coffee.
فاشارت له أن يدلف .



وقف أمامها ووضع الكوب جوارها 
"حسيت إنك ممكن تكوني تعبتي فجبتهولك."



جومانا تنظر للكوب للحظة ثم تبتسم بلطف.



جومانا: "شكراً تعبت نفسك فعلاً كنت محتاجاه."



______________



دلف جاسر على غرفتها بخطوات واثقة.
كانت تبدو متوترة قليلًا من دلوفه هكذا رفعت عينيها نحوه فقال هو 
: "صباح الخير."



تتمتم سهر بخفوت ولم ترد عليه بقيت واقفة تنظر من نافذة غرفتها وجددته يقترب ليقف جوارها قائلًا بصوتٍ حنو
- "أنا سامعك ولو محتاجة تعلقي على أي حاجة أو تسألي وأنا قدرت أجاوبك هجاوب ."



نظرت له وعلامات تعجب كثيرة تتطاير أمامها سرحت قليلًا وبدأت الدموع تتجمع في عينيها وقالت بصوت مخنوق 
- "أنا بس نفسي أفهم إيه اللي عايزه مني؟ سيبني أمشي لأهلي."



أقترب منها بعض خطوات صغيرة نبرة صوته هادئة لكنها حازمة
- "مش هسيبك تمشي لإني خايف عليكِ 
أنا بحبك وهتفضلي هنا عاجبك أو مش عاجبك."



اشاحت سهر وجهها بعيدًا عنه تحاول التماسك.



-"طب لو بتحبني ليه ما تسلمش نفسك؟"



تتجمد ملامحه للحظة، ثم يقترب أكثر، يحاصرها بينه وبين الحائط.



-"أنا عايز أحميكِ ولو هعيش مطارد عشانك مش فارق بس اللي فارقني إنك تكوني معايا."



سهر تحاول التحكم في ارتباكها، تهمس بحذر.



-"أبعد بعيد عني."



ابتسم لها  بخفة يميل نحوها وهمساته تملأ الفراغ بينهما تشعر بالإحراج ترفع عينيها لتجده يبتسم بخبث فجأة يتراجع خطوة للخلف.



-"أنا همشي بس افتكري أنا هنا مش عشان أزعجك أنا هنا علشانك ،علشان أحميكِ ."



غادر جاسر الغرفة تاركًا إياها  في حيرة بين كلماته وتصرفاته فقالت :
-"إنتَ عمرك ما حبيتني لإنك بتعذبني وأنا بعيد عن أهلي أنا مجرد لعبة بتعذبها مش أكتر."



تألم قلبه كثيرًا وهو يسمعها تتحدث بكل هذا لكنه تماسك بعلمه أن كل هذا سينتهي قريبًا فقال بصوتٍ وصل إلى مسامعها 
-"بكرة تعرفي كل حاجة يا سهر الليالي."



*******************
يتبع.......



********************



أنا متأخرتش عليكم في تعديل الفصل دا بس أدعولي بجد علشان خلاص أمتحاناتي قربت ولو منزلتش الفصل السابع قريب هنزله بعد الامتحانات إن شاء الله 🎀💖



ميرسي لكل حد بيقرأ ويعملوا فوت علشاني🥺❤️✨️



فاضل كام يوم وهحط غلاف روايتي الورقي بتمنى تفرحوا معايا 🦋🦋🦋🦋🦋✨️




        


google-playkhamsatmostaqltradent