Ads by Google X

رواية الكتيبة 101 الفصل الرابع 4 - بقلم يارا محمود شلبي

الصفحة الرئيسية

  

رواية الكتيبة 101 الفصل الرابع 4  -  بقلم يارا محمود شلبي


الفصل الرابع|من اللعب للقلب!|
                                    
                                          

#معدل .



***************
عارفة إني اتأخرت جامد في تصحيح وتعديل الفصل دا بس عايزكم تقرأوا حاجة فخمة فخمة فخمة اخر فخامة 🤣🤣
وحابة كمان أعرف رأيكم في الفصل بعد التعديل 🥺❤️



مننساش النجمة بتاعتي❤️😌
**************************
صلى على الحبيب قلبك يطيب 
**********************
سبحان الله بحمده ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
سبحان الله العظيم 🤎🤎🤎🤎🤎🤎
لا إله إلا الله 💚💚💚💚💚💚
الحمدلله💗💗💗💗💗



**********************
قراءة ممتعة. 
************



*****************



جلست كما قال لها شقيقها تفكر وتتأمل السماء في هذا المكان الساطع بالنجوم ،فتعلق نظرها بأحد النجوم التي كانت مضيئة وحولها العديد من النجوم الصغيرة أبتسمت على تذكرها لشيئًا في الماضي ربما لم يكن مفرحًا بل كان يألم قلبها ،شعرت بوخزه في صدرها لكنها تنفست بعمق وأخرجت أنفاسها تدريجيًا.
دق هاتفها وهو في جيب سروالها فأجابت وما كان المتصل إلا جميلة 
-"يارا ..ألو!! مالك يا بنتي في إيه ؟"



-"مفيش حاجة."



-"صوتك مش كويس في حاجة حصلت ؟"



تنفست يارا بملل ثم أبعدت الهاتف عن أذنيها وأرجعته مجددًا لترتدي قناع الثبوت وعدم التأرجح في صوتها 
-"مفيش يا حبيبتي ،قوليلي إنتِ إيه النظام معاكِ."



حكت جميلة يدها بخصلاتها ثم قالت 
-"بإذن الله هكون عندك بكره."



أبتسمت يارا بسرور لكنها تذكرت شيئًا فقالت مسرعة 
-"وإنتِ جاية هاتي مرهم تسلخــ،ات أنا عارفاكِ بسكوتاية من يومك هتتكسري على طول."



خرج حديثها وهي لا تقصد الإهانة لكنها كانت تقصد تذكير صديقتها لا أكثر  ،كانت ملامح جميلة بدى عليها الأستنكار لكنها قالت 



-"أقفلي روحي يا بتاعت التسلخــ،ات إنتِ."



أغلقت جميلة الهاتف في وجهها فنظرت الآخر إلى شاشة الهاتف لتتأكد من  تلك الفعلة أخذتها على صدر رحب ثم نظرت للجهه الآخرى حيث وجدت من كان ينتبه لها من على بعد لم يقصد التطفل لكنه شعر بشيء غريب حينما وجدت نظراته فرفعت وجهها إلى السماء ولم تهتم كثيرًا أو أدق تفاصيل فهي تصنعت أنها لا تهتم ولا تكترث إلى أمره .



**********
كان يجلس يعبث بالأوراق التي كانت أعلى مكتبه لم يهتم كم المدة التي جلسها على المكتب دون أنا ينهض ليستريح لكنه وجد هاتفه يعلن عن متصل فضغط على الزر الجانبي في الهاتف ليجعلها صامتًا ولم يرى اسم المتصل ،مر دقائق حتى دق الهاتف مجددًا فأجاب بملل وهو يظنه أحد المساعدين لديه بالشركة لكن خاب ظنه حينما أستمع إلى صوت أبنته الحبيبة 



-"كل دا ؟ مش حاسس بفراغ من غيري !"



ظهرت أبتسامة أعلى ثغره فقال لها
-"فراغ! دا يومين الواحد عايز يرتاح منك سنة ."




      
صُدمت من إجابته تلك لكنها قالت ببساطة 
-"أكيد مش من قلبك أنا عارفة."



تعالت ضحكاته في المكتب التي صدى صوتها بالمكان كله مما جعل زوجته تأتي لترى ماذا حدث ليضحك بذلك الشكل فقال لابنته :
-"هانت كلها أربع أيام صح؟"



يارا :-"حاسة كده في كلامك بسخرية هو أنا مش وحشاك يا راجل إنتَ ولا إيه ؟"



نظر صالح إلى زوجته من أعلى ثم لأسفل فهي اللتصقت به لتسمع ما يقال بالهاتف فقال قاصدًا إثارة غضبها :



-"وإنتِ كمان وحشتيني أوي ."



رفعت حاجبها وهي تقف أمامه كالقطة التي وجدت صديقها مع قطة غيرها ولكنها قطة شرسة قليلًا، أمسكت الهاتف من بين يديه ووضعته على أذنها لتسمع الآخرى تقول :
-"إنتِ نمت ولا إيه ؟بابا "



بدا الوضع غير طبيعي في البداية فجهظت عينيها لكنها تراخت تلقائيًا وهي تسمع صوت أبنتها فقالت :
-"تمشي معاكِ ماما ؟"



ابتسمت بتسليه وهي تهاتفها بذلك الاسم 
-"تمشي يا سرسورتي. "



-"سرسورة في عينك، أمشي شوفي مين بينده عليكِ وخلي بالك من نفسك."



أغلقت سارة الهاتف لتتركها ترى من ينادي عليها ثم وضعت الهاتف بين يده فقال لها وهو يرى نظراتها الحزينة :
-"مالك؟ في إيه ؟"



جلست سارة على المقعد الذي أمامه وقالت بمشاعر مضطربة لا تعلم مصدر ذلك الخوف ولكن قلبها لم يكن بخير وهي ترى أبنائها ليسوا جوارها هكذا وضعت يدها بين راحة يدها وهي تقول :
-"خايفة ،خايفة أوي كمان ليه قررت حاجة زي دي ؟ يعني هي وأخوها؟ الاتنين! كتير عليا والله ما كانت هتفتح عيادة على الأقل قلبي هيكون مطمن عليها بدل الأخبار إللي كل يوم بسمعها دي يعني هو انا هبقى مبسوطة وأنا شايفة دمـ...."



أمسك يدها بقوة يبث فيها الحنان والطمأنينة قائلًا: -"متكمليش يا سارة ،الأقدار ولا هي بأيدك ولا بأيدي ولا بالشغل قدرهم مكتوب من قبل ما يشوفوا الدنيا ،كل اللي عليكِ إنك تدعي إنهم يبقوا بخير . "



لم تقدر التماسك أكثر من ذلك فجرح الماضي يصبح أعمق كل ليلة عن التي قبلها وهي تراهم بعيدًا عنها 
احتضنته وهي تبكي قالت بصوتٍ مبحوح:



-"أنا بس خايفة عليهم خايفة يحصل لهم حاجة ويبعدوا عني للنهاية."



ضمها أكثر وهو يحاول أن يهدأها بقوله :
-"مش هيحصل حاجة إن شاء الله بس إنتِ قولي يارب وكله هيتحل."



********************
في أمريكا 
تقريبًا تمام الساعة التاسعة ونصف ، كان يجلس هو شاردًا لا يعلم ماذا سيحدث بعد هذا ! وما الذي تخفيه عليه السنة الجديدة؟ هل ستكون سعيدة أم كالتي قبلها؟ ستتغير معاملة والده له أم سيظل كما هو عليه 
الكثير والكثير من الأسئلة تدور بباله لكنه الآن نظر إلى مصدر الصوت التي كانت شقيقته التي وضعت يدها على كتفيه تسأله مردفه:
-"Are you okay? "




        
          
                
نظر لها باسل بإمتنان لأنها لا تتركه يواجه شيء بمفرده حتى تفكيره الذي تمثل هي به جزءًا كبيرًا فقال :
-"كويس متقلقيش."



تعجبت أكثر قائلة :
-"هو انا لسا عارفاك أمبارح ؟ دا إنتَ أخويا وأقرب ليا من نفسي. "



تنفس باسل بإرهاق ثم قال ليهرب من حديثها -
"قوليلي بس كنتِ عايزاه تقولي حاجة؟"



نظرت جومانا إلى باسل بعينين مليئتين بالذكريات، صوتها خرج هادئًا لكنه مليء بالشغف:
-"فاكر يا باسل لما دخلنا كلية الشرطة أنا وإنت؟"



الصورة تتلاشى تدريجيًا إلى الماضي، قبل أربع سنوات...



في صباح مشرق، جلست جومانا على طاولة الطعام، نظراتها مترددة لكنها مصممة، بينما كانت تلعب بخصلات شعرها في محاولة لتخفيف التوتر. توجهت بالكلام إلى والدها:
-"صباح الخير، بابا."



حسن وضع الجريدة جانبًا، ورفع رأسه بابتسامة ودودة:
-"صباح النور يا جومانا، عاملة إيه النهارده؟"



جومانا ردت بسرعة، تحاول أن تبدو طبيعية:
-"الحمد لله، كويسة."
ثم نظرت إلى باسل الجالس بجوارها. ضربت على قدمه بخفة تحت الطاولة، وهمست بصوت منخفض لكن بنبرة آمرة:
-"قول."



باسل كان يمسك كوب الشاي بيدين مرتجفتين، صوته خرج خافتًا:
-"لا، مش عايز."



جومانا شخطت فيه بنبرة متوترة لكنها مشجعة:
-"يا باسل، قول وخلاص!"



حسن رفع حاجبيه بفضول وهو يتأمل المشهد:
-"في إيه يا ولاد؟ بتتكلموا في إيه؟"



جومانا جلست مستقيمة، ثم قالت بثقة وهي تدفع باسل إلى الواجهة:
-"بصراحة، باسل عايز يقولك حاجة مهمة."



حسن أمسك فنجان القهوة وأخذ رشفة، ثم وضعه بحذر على الطاولة. عينيه لم تفارق باسل:
-"قول يا باسل، إيه الموضوع؟"



باسل تنفس بعمق وكأنه يجمع شجاعته، ثم قال بصوت خافت لكنه ثابت:
-"أنا وجومانا قررنا نقدم في كلية الشرطة."



---



الصمت خيم على الغرفة. توقف حسن عن الحركة تمامًا وكأن الكلمات تجمدت في أذنه. فجأة، وضع الكوب بقوة على الطاولة، صوته هز المكان.



حسن بصوت غاضب، عيناه تحملان مزيجًا من الصدمة والغضب:
-"إنتو بتتكلموا بجد؟ لا طبعًا! الفكرة دي مرفوضة!"



جومانا أغمضت عينيها لثوانٍ ثم نظرت إليه مباشرة، صوته خرج مكسورًا لكنه مليء بالإصرار:
-"بابا، ليه؟ ده حلمي من وأنا صغيرة! أنا مصرية يا بابا، ولما كنتوا بتقولولي دايمًا إن لازم أفتخر بجذوري، كان حلمي الوحيد أكون ضابطة شرطة. باسل كمان عايز كده، ليه تحرمنا؟"



حسن هز رأسه بعنف، صوته ازداد حدة:
-"قلت لأ! والموضوع ده خلص. محدش يفتح الكلام ده تاني!"




        
          
                
---



جومانا نظرت إلى الطاولة بعيون ممتلئة بالدموع، ثم نهضت فجأة، دفعت الكرسي بقوة، وصعدت إلى غرفتها. أغلق صوت الباب خلفها أجواء المشهد بخيبة أمل واضحة.



باسل استدار نحو والده، عينيه ممتلئتان بالغضب الذي حاول جاهدًا كتمانه، لكنه فشل. قال بحدة:
-"ليه يا بابا؟ ده حلمنا! طول عمرك بتفرق بينا وبين شيرين، ليه؟"



حسن نظر إليه ببرود، صوته خرج مثل السكين:
-"أنا بقول اللي فيه مصلحتكوا، ومش هتناقش أكتر من كده."



باسل وقف فجأة، عيناه تشتعلان بالتحدي:
-"وأنا مش هشتغل في شركتك، حتى لو كان ده آخر يوم في حياتي."



قبل أن يكمل كلامه، كانت صفعة والده تخترق الغرفة بصوتها العالي.



حسن بعيون غاضبة:
-"إياك تتكلم بالطريقة دي تاني!"



باسل لم يرد. نظر إلى والده بنظرة مليئة بالكره، ثم استدار وذهب سريعًا نحو غرفة جومانا.



---



في غرفة جومانا...



باسل فتح الباب بخفة، ثم جلس بجوارها وهي تبكي، صوتها كان متقطعًا، مليئًا بالحزن:
-"إنت الوحيد اللي فاهمني يا باسل، بجد."



باسل وضع يده على كتفها بحنان، صوته كان هادئًا لكنه قوي:
-"طول ما أنا جنبك، محدش هيقدر يمنعنا. حتى لو اضطرينا نروح مصر من وراه، هنحقق حلمنا أنا وإنت."



---



لاحقًا، في نفس الليلة...



حسن كان جالسًا في الطابق السفلي، عندما نزل باسل. صوت خطواته كان ثقيلًا لكنه واثق.



حسن رفع عينيه وقال بنبرة جدية:
-"باسل، استنى."



باسل وقف، لكن نظرته كانت تحمل البرود:
-"في إيه تاني؟"



حسن تنفس بعمق:
-"أنا ممكن أخليكوا تقدموا في كلية الشرطة، لكن بشروط."



باسل رفع حاجبيه بدهشة، وقال بنبرة حاول إخفاء فرحتها:
-"قول يا بابا، إيه هي؟"



حسن أشار إليه بيده:
-"أول شرط، مش هتنزلوا مصر غير يوم الامتحان، وأنا هتصرف."



باسل:
-"وده هيتم إزاي؟ كلية الشرطة محتاجة حضور مستمر."



حسن بابتسامة واثقة:
-"أنا عندي معارف، ما تشغلش بالك."



باسل:
-"وإيه تاني؟"



حسن:
-"تشتغل معايا في الشركة وقت ما أطلب، بلا نقاش."



باسل تردد للحظة، لكنه أومأ برأسه:
-"ماشي، اتفقنا."



حسن ابتسم بخفة، ثم أشار له:
-"طلع فوق، فرّح أختك."



---



في الطابق العلوي...




        
          
                
باسل اقتحم غرفة جومانا، وهو يصرخ بسعادة:
-"جومانا! قومي بسرعة!"



جومانا رفعت رأسها بفزع:
-"في إيه؟ شيرين حصلها حاجة؟"



باسل ضحك، ثم قال بحماس:
-"لا، متخفيش. بابا وافق أخيرًا!"



جومانا وضعت يديها على وجهها، ثم قفزت لتعانقه بقوة:
-"بجد؟ باسل، إنت أعظم أخ في الدنيا!"



باسل ضحك وهو يحتضنها:
-"وإنت أعظم أخت، يلا، الحلم لسه مستني يتحقق."



جومانا جلست في زاوية الغرفة، عينيها مسلطة على النافذة المفتوحة، لكن عقلها كان بعيدًا. الكلمات تتردد في ذهنها كصدى في غرفة فارغة:
"الحلم... الحلم... الحلم..."



أخذت نفسًا عميقًا وأغمضت عينيها. صوتها خرج مرتعشًا لكنه مليء بالحنين:
-"عارف يا باسل... أنا فضلت كتير أوي بحلم نفس الحلم."



عادت بذاكرتها إلى الحلم الذي تكرر معها لسنوات...



كانت جومانا تجلس على أريكة قديمة بجوار فتاة تشبهها كثيرًا. على الطاولة أمامهما جلس صبي يكبرهم ببضع سنوات، وإلى جانبهما جلس رجل كبير بملامح جادة، لكنه يحمل حنانًا خفيًا. والدهم صالح رفع رأسه بابتسامة صغيرة، ثم قال بصوت عميق ومليء بالطموح:
-"نفسي أشوفكم ظباط شرطة... زيي."



مراد، الصبي الأكبر، جلس باستقامة وفخر، ثم قال بثقة:
-"أنا أكيد هبقى ظابط زيك يا بابا."



يارا، الفتاة الصغيرة، وضعت يدها على قلبها وقالت بحماس:
-"وأنا كمان."



جومانا، بنبرة طفولية ممتلئة بالبراءة، أضافت بصوت منخفض لكنه حازم:
-"وأنا كمان يا بابا."



كانت الصورة تبهت تدريجيًا، وكأنها تختفي في الضباب... ثم انتهى الحلم.



**************



جومانا عادت إلى الواقع، صوتها كان أشبه بالاعتراف وهي تقص عليه ويتذكرون معًا كل هذه الأشياء :
-"بس يا باسل... أنا نفسي أحقق الحلم ده أوي. لسه فاكراه كأنه حصل امبارح."



باسل كان جالسًا على المقعد المقابل لها في هذا المطعم  ينظر إليها بعينين متفحصتين. حك ذقنه قليلًا قبل أن يرد بنبرة تساؤل:
-"طب ليه دلوقتي بتفتكري الأيام ديه تحديدًا؟"



جومانا شردت للحظة، ثم نظرت إليه بعينين ممتلئتين بالقلق:
-"عشان إحنا دلوقتي خلصنا أربع سنين في الكلية، وامتحنا، والمفروض نرجع مصر يا باسل... بس أنا مش عارفة إذا بابا هيوافق ولا لا."



باسل هز رأسه ببطء، صوته كان محايدًا لكنه عكس حيرته:
-"مش عارف، يا جيسي."



جومانا وضعت يدها على جبينها وكأنها تحاول تهدئة أفكارها المتلاحقة، ثم قالت بنبرة مثقلة بالتعب:
-"أنا بس نفسي أفهم... ليه هو مش عايزنا نعيش في مصر؟ أنا بجد تعبت، يا باسل."




        
          
                
باسل تقدم نحوها، وضع يده على كتفها بلطف وقال بصوت يحمل شيئًا من الحزم:
-"خلاص، سيبي الموضوع ده عليّ. أنا هشوف هنعمل إيه. دلوقتي بقى... تعالي نخرج ونحتفل بالسنة الجديدة."



جومانا نظرت إليه باندهاش:
-"نخرج؟"



باسل ابتسم، يحاول تخفيف التوتر:
-"أيوه! ننبسط شوية. وناخد شيرين معانا كمان."



جومانا شعرت ببعض الراحة، ثم قالت بابتسامة خفيفة:
-"ماشي، يلا بينا."



خرج الثلاثة معًا، باسل وجومانا وشيرين، يتركون خلفهم مؤقتًا كل الضغوط والخوف، ليعيشوا لحظات قصيرة من البهجة... لكن الأفكار الثقيلة لم تترك عقولهم كليًا.



****************
عودة إلى أبطالنا في الإسماعيلية...



في غرفة يارا
وقفت أمام المرآة، تربط خصلات شعرها على هيئة ذيل حصان. ارتدت تيشيرت أسود بأكمام طويلة وبنطال بيج، ثم ألقت نظرة أخيرة على انعكاسها وهمست لنفسها:
-"تمام كده."



__________________



في غرفة مراد
كان يجلس على السرير، يقلب هاتفه بينما يتحدث مع عمار الذي استند إلى الحائط المجاور:
-"استنى، خليني أرن على يارا علشان تعمل فشار."



عمار، بابتسامة جانبية:
-"ليه المكالمة؟ روح ندهها بنفسك... المكان كله شباب دلوقتي."



مراد بتنهيدة خفيفة:
-"طيب ما أنا كنت هقوم."
ثم بدأ بالاتصال.



____________



في غرفة يارا
رن الهاتف بجوارها، فأجابت بسرعة:
-"أيوه يا مراد... أنا جهزت. جبت الفشار ولا لسه؟"



مراد من الطرف الآخر:
-"جبته. طالع علشان أخدك."



يارا بابتسامة خفيفة:
-"ماشي، هستناك. سلام."



____________



بعد دقائق، طرق مراد الباب. فتحت يارا، تنظر له بنظرة مازحة:
-"أخيرًا يا راجل... دا أنا كنت هنام!"



مراد وهو يشير بيده أن تسرع:
-"يلا بقى علشان الفيلم هيبدأ، وعيال المكتب دول واطيين... ممكن يبدأوا من غيرنا."



يارا، وهي ترفع حاجبيها:
-"فيلم إيه؟"



مراد بابتسامة حماسية:
-"الأنس والنمس بتاع محمد هنيدي."



يارا بشيء من اللامبالاة:
-"آه، شفته قبل كده."



مراد وهو يخطو بجوارها نحو السلالم:
-"أنا لأ... وعايز أشوفه."



يارا وهي تلتفت إليه:
-"طب مش هتساعدني في الفشار؟"



مراد بابتسامة ماكرة:
-"بصراحة... ممكن عمار يساعدك."



يارا بضحكة خافتة:
-"ماشي."



_____________



في مكتب الشباب، دخل مراد بخطوات واثقة متجهًا إلى عمار.
مراد:
-"عمار، أنتَ شفت الفيلم ده قبل كده صح؟"




        
          
                
عمار وهو يرفع رأسه:
-"آه، ليه؟"



مراد بابتسامة:
-"أنتَ ويارا هتعملوا الفشار."



عمار وهو ينهض متكاسلًا:
-"خلاص، ماشي. بس متأخروش علينا."



______________



في المطبخ
كانت يارا تسير بجوار عمار، تنظر حولها بانبهار للمطبخ الكبير المليء بالخزائن والأجهزة. توقفت فجأة وقالت بدهشة:
-"إيه المكان الكبير ده؟!"



عمار ضحك بخفة:
-"مش لدرجة الانبهار، يعني."



يارا بابتسامة ساخرة:
-"حلوة الرخامة دي... هاتساعدني ولا لا؟"



عمار وهو يشمر عن ساعديه:
-"يلا، قوليلي هنعمل إيه."



يارا، وهي تفتح أحد الأدراج:
-"محتاجين حلة وسط، زيت، وملح. تعال ندور."



بينما يبحثون، لاحظت يارا حلة على رف عالٍ. حاولت الوصول إليها لكنها لم تستطع. اقترب عمار، مد يده ليساعدها، ووجد نفسه أقرب منها مما توقع. توقفت للحظة، والتقت أعينهما.



يارا بسرعة، وهي تخفي ارتباكها:
-"أحم... طب مش هنعمل الفشار؟"



عمار، وهو يعيد انتباهه:
-"آه طبعًا، يلا نكمل."



☆☆☆☆☆☆



بعد دقائق، وضعت يارا الحلة على الموقد، وأضافت الزيت وحبوب الذرة. أمسكت بقطعة قماش، ورفعتها لعمار بابتسامة ماكرة:
-"خد، هز الحلة علشان الفشار ما يتحرقش."



عمار وهو يأخذها بتردد:
-"بقى أنا الرائد عمار على آخر الزمن، أقف أعمل فشار؟"



يارا، وهي تضحك:
-"اللي يشوفك الصبح ما يشوفكش بالليل!"



عمار وهو يهز الحلة باستهزاء:
-"اضحكي، والله لمرمطق الصبح."



بعد لحظات، حاولت يارا أخذ الحلة منه لتكمل، لكن يدها لمستها وهي ساخنة.
يارا بصوت متألم:
-"آآآه!"



عمار بسرعة وضع الحلة جانبًا ونظر إلى يدها بقلق:
-"إنتِ كويسة؟"



يارا وهي تهز يدها:
-"الحمد لله... بسيطة."



عمار، بنبرة اعتذار:
-"معلش، ما كنتش أقصد."



يارا بابتسامة مطمئنة:
-"ولا يهمك. مش أول مرة."



انتهى إعداد الفشار، وعادوا إلى المكتب. الجو كان مليئًا بالضحك والمزاح بينما يشاهد الجميع الفيلم. كانت لحظات قصيرة من المرح، لكنها كافية لنسيان كل القلق لفترة  بعد انتهاء الفيلم، طرق شخص على باب المكتب.



عمار: ادخل.



دخل آدم بابتسامة مرحة: "باشوات البلاد عاملين إيه؟"



الجميع: الحمد لله.



آدم: إحنا فكرنا نلعب كورة النهارده، وقلت لازم تشاركوا معانا، خصوصًا الملازم يارا.




        
          
                
ابتسمت يارا بخجل وهي تحاول الرد، بينما بادر عمار بالسؤال: "ها، إيه رأيكم يا شباب؟"



مراد وقاسم: تمام، ماشي.



عمار: طيب، يا آدم، امشي قدام، وإحنا جايين وراك.



آدم: ماشي يا باشا، مستنيكم.
ثم غادر مبتسمًا.



يارا (بتردد): أنا ممكن أخرج أستنى بره لحد ما تجهزوا.



مراد (ضاحكًا): تجهيز إيه؟ إحنا هنلعب بنفس اللبس ده.



يارا (متفاجئة): بجد؟ طيب يلا نروح.



خرجوا جميعًا إلى الساحة، حيث تجمع حوالي 16 شخصًا. بعد انضمامهم، صار العدد 20. تولى عمار قيادة الفريق الأول، بينما كان مراد قائد الفريق الثاني. وبدأت عملية تقسيم اللاعبين.



آدم (ضاحكًا وهو يشير إلى يارا): "الملازم يارا في فريق مين؟"



عمار (مازحًا): عندنا طبعًا، ماينفعش تتاخد مننا.



لكن ابتسم مراد وهو يأخذ يارا من يدها ليوقفها جواره لتصبح ضمن فريقه هو .



أُجريت القرعة وبدأت المباراة.



_________________



المذيع (خالد): "بسم الله الرحمن الرحيم، معاكم المذيع خالد في ماتش اليوم بين فريق الرائد عمار والرائد مراد. يلا بينا نبدأ."



انطلقت الصافرة، ومعها حماس اللاعبين. أظهرت يارا مهاراتها بشكل غير متوقع، وتمكنت من تمرير الكرة إلى قاسم، ثم استعادتها وحققت هدفًا رائعًا.



خالد (بصوت متحمس): "يا نهار أبيض! الملازم يارا بتجيب جول! الله عليكِ يا بطلة!"



انتهى الشوط الأول بفوز فريق مراد بثلاثة أهداف مقابل هدف. أثناء الاستراحة، جلس اللاعبون يشربون الماء ويتحدثون.



مراد: يارا، إنتِ كويسة؟ وشك شاحب شوية.



يارا (بابتسامة): عطشانة بس. شكراً على الزجاجة.



عمار (ضاحكًا): على فكرة، اللي شوفنا في الملعب دلوقتي حاجة تانية خالص. إنتِ مكنتش بتلعبي، دي كانت مهارة!



يارا (مازحة): طيب، هنشوفك في الشوط الثاني.



بدأ الشوط الثاني بقوة، لكن حدث ما أفسد الأجواء. أثناء هجمة لفريق مراد، تدخل مالك بشكل متهور وأسقط يارا على الأرض.



عمار (بصوت غاضب): "مالك، إنت بتعمل إيه؟!"



ساعد عمار يارا على الوقوف، وكانت متألمة قليلاً لكنها أصرت على إكمال المباراة.



الحكم: ضربة جزاء لصالح فريق مراد.



سدد آدم الركلة وسجل هدفًا رابعًا لفريقه، مما أغضب عمار بشكل واضح.



خالد (بصوت مرح): "يا جماعة، الحماس مولع، لكن لازم نهدى شوية!"



في الدقيقة الأخيرة، تدخل مالك بعنف مرة أخرى، ما دفع الحكم لطرده بالكارت الأحمر.



عمار (بصوت حاد): "مالك، خلاص كفاية! لو حصل حاجة ليها، مش هسكت."



انتهت المباراة بفوز فريق مراد 4-2.



---



بعد المباراة، جلس الجميع في جو من المزاح والمرح. كانت يارا تحتسي مشروبًا غازيًا كهدية لكونها أفضل لاعب في المباراة عندما اقترب منها مراد وعمار.



مراد (ضاحكًا): "بيقولوا اللي يشرب لوحده، يزور صحابه."



يارا (ضاحكة): طيب خدوا، بس رجعولي الكانز.



مراد:" ليه؟"



يارا: "هحتفظ بيها كتذكار لأول مباراة هنا."



________________



في المساء، شعرت يارا بألم في قدمها وطلبت مرهمًا من مراد. أثناء وضع المرهم، قصت عليه ما حدث مع مالك في الصباح.



مراد (غاضبًا): "ابن ال... ماشي، متقلقيش، أنا هتصرف."



يارا: مراد، مش عايزة مشاكل.



مراد: متقلقيش، بس لو عمل حاجة تاني، قوليلي فوراً.



غادر مراد الغرفة بعد أن اطمأن عليها، ونامت يارا تفكر في كل ما حدث خلال اليوم.



********************



استيقظت جميلة في الصباح الباكر، شعرت بنعاس خفيف لكن سرعان ما تذكرت أنها ستخرج اليوم، فنهضت بتفاؤل. دلفت إلى المرحاض، توضأت، ثم صلت فرضها بخشوع. بعد أن أنهت صلاتها، نظرت إلى ساعتها بسرعة، فقررت أن ترتدي ملابسها بسرعة كي لا تتأخر. اختارت زيًا مريحًا وأنيقًا في الوقت ذاته، ثم لم تنسَ أن تضع حقيبتها الصغيرة قبل أن تخرج.



نزلت إلى الأسفل حيث كان والدها عمر يجلس على الطاولة يتناول فطوره.



-"صباح الخير."
قالتها بصوت مليء بالحيوية، بينما ابتسم عمر لها بحب.



-"صباح الجمال على أحلى وأصغر ضابط شرطة فيكي يا مصر." 
رد عليها بابتسامة عريضة.



-"الله الله."
قالت بيلا، التي كانت جالسة في الزاوية، فتعجب عمر ثم غمز لها.



-"فيه إيه يا بيلا؟! ولا أنتِ نسيتِ اللي حصل امبارح؟"



-"نحن هنا." 
قالت جميلة، غير مهتمة بالأمر كثيرًا.



عمر -"طب يلا كُلي علشان نمشي، أمك وافقت."



-"بجد؟!" 
سألته جميلة بدهشة، ثم قبّلته على خدّه بحب.



بعد فترة قصيرة انتهوا من تناول طعامهم، وأخذوا أمتعتهم استعدادًا للخروج. قبل أن يرحلا، قالت بيلا لهما: "دعواتي لكم بالتوفيق، إن شاء الله تلاقوا كل الخير."



ثم غادروا منزلهم، والهواء البارد في الخارج كان يضيف لمسة من النشاط لخطواتهم السريعة.



يتبع...



****************



بإذن الله أموري تتظبط وهنزل الفصل المُعدل قريب أوي الفكرة إني بقيت بصحح وبعدل وبكتب جديد ويجهز للمعرض ودراسة وحاجات قد كده بس مش هوقف تصليح لإن دي الرواية الأقرب إلى قلبي ❤️ ❤️ 




        

google-playkhamsatmostaqltradent