Ads by Google X

رواية الكتيبة 101 الفصل الثالث 3 - بقلم يارا محمود شلبي

الصفحة الرئيسية
الحجم

 

رواية الكتيبة 101 الفصل الثالث 3 -  بقلم يارا محمود شلبي

الفصل الثالث |ماذا تقصد بالرتب العالية!|
                                    
                                          
الفصل_الثالث
_____________
صلوا على نبي الرحمة...
بيبي لو الفصل عجبك يا ريت لو تعملي فوت كدعم....



قراءة ممتعة...



_____________
نظرات متراشقة من الاثنين وقد تخالفت في مضمونها فإحداهما باردة لامبالية في ظاهرها ضاحكة في باطنها والأخرى مترجية متأسفة قاطع تلك الإشارات مراد الذي قال:



_"مش يالا بقا عشان اللوا ميكدرناش"



ابتسم عمار بسخرية وهو يردف بتهكم:



_"هيكدر ابن أخته يعني ؟! يابني انت اللوا خالك يعني انت في الأمان"



أجابه مراد بغيظ:



_"أنا مش عارف انتوا شايفين خالي الملاك البريء كده ليه وإنه استحالة يكدر ولاد أخته !! أقسم بالله خالي لو يطول كان زمانه رماني انا والبت يارا اللي بتحش ومش هاممها دي من أقرب شباك ليه أو من فوق جبل ده لولا أمي كان فرغ فيا عيارين ولا حاجة !"



ضحك عمار بقوة وأردف بصوت متقطع:



_"لو كده وولاد أخته أمال احنا ناوي لينا على ايه ؟! أنا مش متفائل"



دفع مراد كتف يارا برفق وهو يقول باستنكار:



_"ايه ناوية تباتي مع ساندوتش الشاورما ما تخلصي يا حاجة انتِ خالك هيجي يشدنا من شعرنا ويجرجرنا وراه"



ضحكت يارا ضحكات مكتومة على كلمات شقيقها وهي تردد بعد أن وقفت معتدلة:



_"طب وربنا خالك ده طيب مش عارفة انتوا واخدين عنه فكرة وحشة ليه ده علوة "علي" حبيب قلبي ده"



_"علوة !! طب أقسم بالله خالك لو كان سمع علوة دي كان وقفك على مدفع رمضان وكده هيبقا قليل"



ضحك الجميع بما فيهم قاسم الذي كان قد تجاهل أحاديثهم الجانبية وفضل البقاء على انفراد في عالم موازي هو وشطيرة السجق التي أحضرها من أجل الغداء ولكن دائمًا ما يأتي أحدهم ليهدم اللذات ويفرق الجماعات لذلك كان عمار هو ذلك الشخص الذي نال هذا اللقب حينما قاطع قاسم عن التهام الشطيرة بالورق الملفوف عليها:



_"يابني كفاية أكل بقا هتفرقع وبعدين انت مش مشارك معانا في الحوار ليه ؟!! منفرد انت وفطيرة السجق لوحدكم ايه مش ناوي تيجي معانا عند سيادة اللوا ولا هتفضل تحب في فطيرة السجق ؟!



نظر له قاسم بغيظ وهو يأكل آخر قضمة من الشطيرة:



_"بصلي في أكلي بقا ما انت سديت نفسي"



نظر الثلاثة له بصدمة ورمش مراد عدة مرات بدهشة:



_"سدينا نفسك ازاي ؟! انت مش واخد بالك انك قربت تاكل الورق بتاع الساندواتش"



ضحك الثلاثة بقوة على تعليق مراد بينما عقبت يارا وهي تنبههم:



_"يا جماعة اخلصوا والله هنترفد لو فضلنا كده"




 
                
وافقها كل من مراد وعمار بينما كان قاسم مشغول بشرب علبة العصير ولم يجبهم فنظر الثلاثة له بيأس وتركوه وغادروا ولحق هو بهم..



تحركوا جميعًا إلى مكتب اللواء علي فطرق مراد الباب بالتزامن مع وصول قاسم الذي وقف بجانب يارا التي همست له بضحكة مكتومة:



_"انت لسا بتشرب كل ده في العصير ؟!!"



أجابها قاسم وهو يرمي علبة العصير الفارغة ودلف خلف البقية:



_"يعني أسيبها تبرد مثلًا !!"



ضحكت يارا وهي تحرك رأسها نافية ثم وقف الأثنان معتدلين بجانب عمار ومراد يأدون التحية العسكرية:



_"تمام يا فندم"



أشار لهم اللواء علي بالجلوس على منضدة الإجتماعات واتجه هو لهم.



جلس الأربعة على المنضدة وجلس عمار في مقابل يارا ونظر الجميع بإتجاه اللواء الذي وقف على رأس الطاولة وأردف برزانة موجهًا حديثه إلى عمار:



_"يارا عاملة ايه في التدريب يا عمار ؟؟"



نظر عمار إلى يارا بمعنى "هل أقول ؟!" فنظرت يارا له برجاء فأردف موجهًا كلامه إلى اللواء:



_"صراحة مش هقدر أحدد أوي تقدر تستحمل معايا بس لو على النهارده فهي كانت كويسة جدًا أتمنى إن الأداء يفضل على الحال ده الفترة اللي جاية...عيبها الوحيد هو اللسان الطويل"



نظر علي لها بعتاب ولوم ولم يعقب على الجملة الأخيرة بل هنئها على براعتها بقوله:



_"كويس يا سيادة الملازم إن شاء الله نفضل على كده ونتحسن...
المهم نبدأ في اللي أنا جايبكم عشانه المفروض إن على آخر الإسبوع هيبقا في بنت كمان هتيجي لفرقة عمار على آخر الإسبوع وبكده هيبقا في بنتين في فرقتك لغاية ما البنت دي تيجي عايز منكم إنتم الثلاثة تاخدوا بالكم من يارا وتكثفوا تدريباتها..
انت يا مراد عايزك تكثف تدريبات السلاح ليارا بدل ما تبقا يومين في الإسبوع لا تبقا كل يوم بعد تدريبات عمار..
وانت يا قاسم عليك تفهمها أي حاجة تخص الشغل والمهمة الجاية وده الملف بتاع المهمة تقرأه وتركز فيه كويس عشان في اجتماع للفرق الأساسية بعد خمس أيام..
وعمار انت عليك تركز مع يارا على القتال اليدوي أكتر من تمرينات اللياقة شوية..أظن كل حاجة وضحت تمام"



أومأ الجميع موافقين ثم أذن اللواء لهم بالانصراف ماعدا يارا التي طلب منها البقاء..
خرج الجميع وبقيت يارا بالداخل مع خالها ليتجه اللواء ناحيتها ثم توقف وأخذ يقرص أذنها وهو يردد:



_"عملتي ايه خليتي الواد يقول عليكي لسانك طويل"



تأوهت يارا بصوت مسموع وهي تجيبه ببراءة غريبة:



_"مش عملت حاجة هو اللي بيتقمص وبعدين المفروض تهزأه هو مش أنا هو اللي مرمطني في التدريب وبعدين هو بارد اوي كمان"




        
          
                
زاد من جذبه لأذنها أكثر وهو يردف بتحذير:



_"ها...ها...نحترم نفسينا شوية وعلى فكرة هو مش بيمرنك من دماغه ده جدول التدريبات بتاع الفرق كلها وأنا اللي حاطه هو مش جايب حاجة من عنده.. نحترم روحنا ونهدى بقا شوية"



ثم ترك أذنها ومال مقبلًا جبهتها بحنان:



_"يلا روحي يلا عشان ترتاحي شوية"



ثم تركها وغادر فنظرت يارا في أثره باندهاش ثم همست لذاتها:



_"هو خالي بقا شبه ياسر جلال في فيلم أمير البحار كده ليه ؟!"
ثم وقفت واتجهت للخارج فوجدت مراد واقفًا أمام الباب مشغولًا في هاتفه المحمول فذهبت له ثم سحبت هاتفه على حين غرة وهي تقول بتدقيق:



_"ايه ده بتكلم بنات اوبا والعة معاك ياعم"



ضربها مراد على رأسها بخفة وأخذ منها الهاتف وهو يقول:



_"دي سيلين بنت خالك ياجزمة كنت بتطمن عاملة ايه في الدراسة مش أكتر.. يلا بينا بقا عشان أنا عايز آخد دش ساقع يفوقني عشان هلكان اوي..."



أشارت له يارا توقفه قبل أن يتحرك لينظر لها بغرابة فأشارت له بعينيها نحو عمار الذي كان يتحرك أمامهما في الممر وغمزت له ثم تركته وغادرت بينما هو وقف يطالعها بملل ينتظرها أن تأتي بينما ذهبت هي نحو عمار وهي تنادي عليه بصوت عالي :



_"يا سيادة الرائد استنى "



التفت لها عمار ووجهه بارد كلوح جليدي وهو يردف:



_"أفندم في حاجة !!"



أومأت يارا بحماسة وهي تقف أمامه تقول:



_"في حاجات الصراحة...أولًا شكرا على اللي حضرتك قولته جوا ثانيًا...أنا بعتذر بجد على اللي حصل وإني ضايقتك بكلامي"



ابتسم عمار لها بود قائلًا:



_"أولًا..العفو بس أنا كنت بقول الحقيقة يعني انتي تعبتي معانا في التمرين فكان لازم أوصل التقرير ده..
ثانيًا...ولا يهمك وبعدين انا مش اتضايقت اوي لإن زي ما قولت قبل كده عندي نفس الشخصية في البيت فعادي ولا يهمك أنا ماكنتش متوقع منك تقولي عني شوكلاته بعد اللي انا عملته فيكي في التمرين مثلًا...ثالثًا...ياريت لو تبطلي يا سيادة الرائد دي عشان بتخنقني قولي عمار بس"



ابتسمت يارا يلطف وهي تردد:



_"تسلم يا....عمار"



بادلها عمار الابتسامة ثم تركها وغادر لتلتفت يارا إلى شقيقها ترفع إصبعها الإبهام بعلامة "كل شيء على ما يرام" ثم سارعت باتجاهه.
_______________
نزلت جميلة الدرج المؤدي إلى الدور الأرضي الخاص بفيلا والدها التي صممت على تصميم عصري به لمحة كلاسيكية وجدت على أثر تلك التحف الفنية القديمة التي كان يهوى والدها جمعها باستمرار..
ناداها والدها الذي كان رجل أربعيني العمر في جسد شاب رياضي للغاية وملامح شبابية لا يعكرها سوا بعض التجاعيد البسيطة التي بالكاد تلاحظ وعيون رمادية لامعة وشعر أسود ناعم به بعض الشعيرات البيضاء المائلة للون الرمادي جعلت مظهره جذابًا للغاية..
اتجهت جميلة إلى والدها تنحني مقبلة كلا وجنتيه وهي تردد بمرح:




        
          
                
_"عيوني يا قلب جميلة من جوا ؟ محتاج مني حاجة ؟!"



نظر لها عمر والدها ببسمة لطيفة وهو يردف:



_"تعالي يلا عشان تتغدي"



بادلته جميلة الابتسامة وهي تجلس بينما قاطعة والدتها ما كان سيردف به عمر بتذمر وغيظ:



_"جرا ايه بقا هو أنت كل ما تشوف ست جميلة تنسى بيلا يا عمر !! ده انت غريب اوي!"



نظر الاثنان لها بصدمة سرعان ما علت ضحكاتهما بقوة وعمر يقول بتقطع من بين ضحكاته:



_"انتي لسه بتغيري من جميلة يا بيلا !! مش قادر"



رمقتهما بيلا بنظرات مشتعلة غيظًا وهي تشرع في الأكل بغضب بينما ازدادت ضحكات عمر وجميلة بشدة لتقطعها جميلة وهي تشرع بتناول الطعام أثناء كلامها:



_"كل بسرعة بقا يا عموري عشان عايزاك في مصلحة كده على السريع"



نظر لها عمر بتساؤل لكن جميلة لم تجب على نظراته بل شرعت تتناول الطعام ببساطة ليشرع عمر كذلك وبقي الأثنان تحت نظرات بيلا المشتعلة بالغيرة..



بعد بعض الوقت خرجت جميلة من المرحاض بعد أن غسلت يدها ثم اتجهت نحو مكتب والدها فهو ينتظرها بالداخل طرقت الباب وانتظرت حتى سمعت الإذن بالدخول فتحت الباب وهي تطل برأسها بمرح مرددة:



_"حد خالع راسه ؟؟"



ابتسم عمر وهو يجيب بخبث:



_"لا أنا خالع حاجة تانية"



دلفت جميلة تنظر لأبيها بخجل فهذه عادته دومًا ما يقوم بإخجالها بحديثٍ ملتوي بينما استكمل عمر حديثه بمكر:



_"أنا خالع الشبشب"



نظرت جميلة له بملل ولم تجب فهو في النهاية أبيها فماذا عساها فاعلة ؟!!



اتجهت نحو والدها تجلس على قدميه ثم أردفت بمكر:



_"طبعًا يا عموري عارف أنا جاية هنا ليه ؟!!! ومتحاولش تلف وتدور عارفة إنك عارف كل حاجة بخصوص تقديمي في المخابرات وإنهم وافقوا على طلبي وإني كمان المفروض أكون هناك آخر الإسبوع...فإيه رأيك نختصر كل الرغي ده وتقولي رأيك !؟"



نظر لها عمر ببسمة فخورة فمن الواضح أنها تعلم كل شيء آه من تلك الفتاة ورثت عنه كل شيء ما أراده وما لم يرده..



تنهد عمر تنهيدة قوية ثم نظر وهو يتلاعب بحاجبيه:



_"ومدام حضرتك عارفة الموضوع من بدري ماجتيش صارحتيني من الأول ليه !!؟ ولا أنتِ نسيتي نفسك بقا وعشان طولتي اتنين سنتي هتشوفي نفسك عليا يا شبر ونص "



رمقته جميلة بتذمر وغيظ وهي تردف بغيظ:



_"كنت مستنية الوقت المناسب على فكرة..وبعدين انا مش قصيرة انا طولي مناسب"




        
          
                
_"مش قصيرة ازاي انتي كلك على بعضك بسلتطاتك ببابا غنوجك ماتجبيش الميه وستين سنتي ..انتي فعلا مش قصيرة انتي قزمة"



نظرت له جميلة باشتعال ولكن ذكرت حالها لماذا أتت إلى هنا لذلك سرعان ما حاولت كبت غيظها وهي تبتسم باصفرار ثم تشدقت بغيظ مكتوم:



_"طب مش نخلينا في موضوعنا الأساسي.. ايه رأي حضرتك موافق ولا لأ ؟"



فكر عمر لبعض اللحظات ثم نظر لها بتدقيق وهو يقول:



_"ده اللي انتي عايزاه فعلًا ؟!"



ابتلعت جميلة غصة في حلقها فهذا السؤال يعيد عليها ذكريات مشؤمة للغاية لا ترغب بأن ترى عنها لمحةً حتى ثم أومأت موافقة فقال والدها:



_"اللي انتي عايزاه وده إختيارك وكل واحد مسؤال عن اختياراته..
خلاص انا مش عندي أي مانع وزي ما قولت قبل كده الشركة وصاحب الشركة تحت أمرك في أي وقت ده انتي الغالية "



ابتسمت جميلة بسعادة وهي تحتضن والدها بقوة ولكنها تذكرت فجأة شيئًا ما لذلك سارعت بالخروج من أحضان والدها وهي تقول:



_"بس عمار مش عارف حاجة ولا يعرف عن موضوع المخابرات ده حاجة!! وصراحة مش ضامنة ردة فعله "



أعادها عمر إلى أحضانه مجددًا وهو يطمئنها بقوله:



_"ما دام دي رغبتك ولا يهمك حد ولو على عمار أخوكي أنا هبقا أفهمه وأقوله وكده كده يعني أنا اللي هوديكي فمش هيبقا في قلق"



خرجت جميلة من أحضان والدها وهي تهتف بمزاح:



_"يعيش عمر يعيش يعيش يعيش..حيث كده بقا بما إنك كده كده هتوديني فتسمحلي أتجرأ وأطلب منك إن إحنا نروح بكرا بما إنه أجازتك"



صمت عمر لبضع دقائق وهو يقلب الأمر في ذهنه ثم قال:



_"موافق"



قبلته جميلة على كلتا وجنتيه بسعادة ثم قفزت تركض للخارج وبمجرد أن فتحت الباب رأت والدتها تقف تتنصت عليهما وفي الخلفية تسمع صوت ضحكات والدها وهو يردد:



_"بتلمعي أوكر يا بيلا..!! انتي مش هتكبري أبدا !؟؟"



ضحكت جميلة على كلمات والدها خاصة وقد ازدادت ضحكاتها وهي ترى تذمر وحنق والدتها لذلك اتجهت لها تقبل خدها الأيمن بلطف ثم غمزت لوالدها بمكر قائلةً:



_"سايباك أنا بقا مع الملبن الله يسهلوا ياعم"



ثم خرجت وهي تغلق الباب خلفها كذلك سرعان ما وقف عمر واتجه إلى بيلا ثم مال مقبلًا جبينها بحنان شديد وهو يقول:



_"تيجي نطلع فوق ؟"



نفت بيلا برأسها ولازال وجهها منكمشًا على حاله بحنق وغيظ فقام عمر بحملها على كتفه لتصرخ بيلا بتفاجؤ ثم هدرت به بخجل يشوبه بعض الحدة:




        
          
                
_"نزلني ياعمر انت اتجننت على كبر بقا ولا ايه ؟!"



ابتسم عمر بمشاكسة وهو يفتح باب مكتبه ويصعد درجات السلم المؤدي إلى الطابق العلوي الخاص بالغرف ثم قال:



_"كبر ايه ده انا لسا شاب في العشرينات !"



ردت عليه بيلا بسخرية وتهكم:



_"لا وانت الصادق انت لسا مولود امبارح"



أنهت بيلا كلماتها بالتزامن مع وصولهما إلى غرفتهما لينزلها عمر وهو يتلاعب بحاجبيه بمشاكسة:



_"وليه لأ أنا موافق"



ثم كاد أن يميل عليها ليقبل خدها ولكن قاطعه عمله الأسود في هذه الدنيا وأحد أخطائه هادمة اللذات ومفرقة الجماعات جميلة تطل برأسها خارج غرفتها لترى ما يحدث فلقد سمعت ضوضاء في الخارج لكنها رأت والداها بذلك الوضع فتحولت تعبيرات وجهها لخبث ومكر وهي تردف:



_"ماتقلقش يا عموري هداري عليكم كمل انت بس مهمتك الوطنية يا كوتش"



بادلها عمر النظرات الخبيثة ثم تشدق:



_"طب طيري انت بقا خليني أركز في المهمة"



_"عيوني يا باشا"



كانت هذه آخر كلمات جميلة قبل أن تلج لغرفتها من جديد وتغلق بابها وهي ترى والداها يقومان بذلك أيضًا..



جلست جميلة على فراشها تفكر بشيء ما حتى خطر على بالها أنها لم تحدث يارا اليوم ولا تعرف ما حل بها لذلك أسرعت بإمساك هاتفها تتصل عدة مرات بيارا وكانت الإجابة هي نفسها في كل مرة الهاتف مغلق أو غير متاح حاليًا.



دقائق مرت حتى سمعت إشعار أحد تطبيقات التواصل الإجتماعي "الواتساب" يصلها على الهاتف ففتحته فوجدتها رسالة من يارا مضمونها <عايزة أتخمد يا حيوانة بطلي زن بقا>



سبتها جميلة كثيرًا حتى قررت هي الأخرى أن تغلق هاتفها وأن تنال قسطًا من الراحة وتنعم بنوم هانئ..
_________________
أتى المساء أخيرًا لتستيقظ يارا تشعر بالراحة خاصة بعد أن أستعادت نشاطها استحمت وأدت فرضها ثم أرتدت ملابسها المكونة من بنطال من خامة الجينز من اللون الأزرق الداكن واسع "كارجوا" وتيشرت أبيض به نقشة على هيئة ورقة شجرة باللون الأسود ومشطت شعرها الطويل على هيئة جديلتين وضعتهما على كلا كتفيها وارتدت حذاء باللون الأبيض ثم نظرت لنفسها في المرآة ثم همست لذاتها:



_"قمر يا يوكا"



ثم تحركت للخارج ووجهتها هي غرفة شقيقها طرقت الباب عندما وصلت ليجيبها عمار من الداخل وهو عاري الجذع العلوي فقد ظن أنها قاسم الذي خرج قبل قليل:



_" أدخل يا قاسم"



ولجت يارا إلى الداخل وهي تنادي بأسم شقيقها ولكنها تفاجأت بعمار عاري الجذع العلوي لتلتفت سريعًا إلى الجهة المعاكسة ووجهها صار بلون الدم من الخجل سمعت حمحمت عمار المحرجة ثم كلماته أثناء ارتدائه تيشيرت قاسم الذي وجده بالصدفه:




        
          
                
_"بعتذر والله على الموقف ده كنت مفكرك قاسم.....تقدري تلفي دلوقت"



التفتت له يارا وعيونها في الأرض من خجلها ثم تسائلت بصوت مبحوح:



_"معلش هو فين مراد ؟"



أجابها أثناء خروجه من الغرفة:



_"بياخد دش وخارج دلوقتي"



بمجرد أن فتح الباب وجد قاسم في وجهه فأخذه وتحرك للخارج بينما قاسم يصيح باعتراض:



_"ياعم أصبر بس في إيه !؟؟ استنى ياعم أنت لابس التيشيرت بتاعي ليه ؟!"



_"ياعم أسكت دي يارا دخلت عليا وأنا قالع التيشيرت كنت فاكرها أنت وكنت في موقف زبالة ومالقتش غير التيشيرت بتاعك"



أومأ قاسم متفهمًا ثم سار معه للخارج بينما في الغرفة..



خرج مراد وهو يدندن بكلمات أغنية أجنبية فوجد شقيقته في الخارج وعمار ليس موجود فتسائل:



_"ايه ده انتي جيتي أمتى ؟؟ فين عمار؟؟"



قصت عليه يارا كل ما حدث ليردف مراد بلطف:



_"خلاص ولا يهمك موقف وحصل وعدى مش مشكلة"



_" أيوه يعني احنا هنعمل ايه دلوقتي ؟"



أمسك مراد يدها ثم خرج الاثنان وهو يردف:



_"في الأول هنروح نستلم سلاحك المترخص وبعدين هخرج أنا وعمار وقاسم نجيب التسالي عشان احنا مرتبين نقعد سوا النهارده"



تسائلت يارا باستغراب:



_"اشمعنا النهارده يعني !!"



أجاب مراد وهو يقف فقد وصلا إلى المكتب الذي يستلمون منه الأسلحة:



_"عادي احنا متعودين قبل أي مهمة نطلعها نتجمع ونلعب شوية ونسهر سوا ولو عايزة تقدري تسهري معانا"



_"ماشي بس هو احنا هنبقا انا وانت وعمار وقاسم بس؟"



_"ايوه هنبقا عبارة عن فرق بنتجمع وقت لعب الكورة بس"



فكرت يارا قليلًا ثم نطقت بموافقة:



_"اوكيه"



ثم دلف الاثنان إلى المكتب..



بعد مرور عدة دقائق خرج مراد وخلفه يارا التي كانت تمسك بسلاحها بسعادة طفل حصل على لعبته الأولى في العيد وهي تردد:



_"أخيرًا بقا ليا سلاح يخصني يا جدع على المتعة"



ضحك مراد على تعابير وجهها ثم وقف وهو يقول:



_"أنا هروح انا بقا لقاسم عشان نجيب التسالي وانت استنينا في الساحة الخلفية اللي كنت بتتمرني فيها واحنا هنيجي"



وافقته يارا ثم تركته وذهبت وأثناء تحركها اصطدمت في أحدهم لتهتف فيه بحنق:



_"مش تفتح يا اعمى انت !!"



نظر له ذلك الفتى والذي كان المتدرب الذي كان يراقبها أثناء التمرين سابقًا ثم ردد بسخرية:



_"الله الله ده القمر طلعت بتخربش"



نظرت له يارا بحاجب مرفوع ثم أردفت بقوة:



_"اه ولو مامشتش دلوقتي هلعب في وشك البخت لو حبيت...انت هتستظرف يلا ؟؟"



تشدق المتدرب بمغزى قذر:



_"الله الله..ده واضح إنك مش بتيجي غير للرتب العالية زي الرائد مثلًا!"



لم تجبه يارا إنما أمسكت بيده التي تقبض على معصمها ثم لوتها بالاتجاه المعاكس وركلته بقوة في معدته أثناء ذلك صادف مرور عمار رؤيته لذلك المشهد فسارع بالتحرك نحوها وهو يهتف:



_"في حاجة يا يارا ؟ الواد ده عملك حاجة ؟"



أجابته يارا بعد أن تركت يده وعيونها ترسل تحذيرات قوية:



_"لا ماعملش وحتى لو عمل أنا اديته اللي في النصيب"



صرخ عمار بالشاب بغضب:



_"اتفضل وماشوفش وشك تاني النهارده...وبكره لينا حساب"



نظر الشاب لهما بحقد وغل ثم ذهب وهو يتوعد لهم بالكثير بينما نظر عمار ليارا وسألها:



_"ليه قولت انه ماعملش حاجة ؟""



_"عادي يعني الموضوع عدى وأنا زي ما قولت اديته اللي في النصيب وخلاص..عن إذنك يا سيادة الرائد"



ثم تركته وغادرت تاركة عقله يدور في مدارات كثيرة يرغب بشدة أن يعرف ماذا حدث...
 

        


google-playkhamsatmostaqltradent