Ads by Google X

رواية الكتيبة 101 الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم يارا محمود شلبي

الصفحة الرئيسية

    

رواية الكتيبة 101 الفصل الحادي و العشرون 21  -  بقلم يارا محمود شلبي

الفصل الواحد والعشرون|عياط وبرابير! ما كنت قلعت القميص أسهل!|
                                    
                                          
هاي يا كتاكيت الفصل كبير وفيه أحداث عنب 🍇 💃🏻
متنسوش رأيكم في الكومنتات هستناها وهرد عليها.
مش عارفة كل دا أسم فصل!!!! 
دا اطول من حياتي ما علينا 😂😂



**************************
صلى على نبي الرحمة وشافع الأمة
*********************



قراءة ممتعة ........



الفصل الواحد والعشرون
|عياط وبرابير! ما كنت قلعت القميص أسهل!|



في سوريا



انتهوا جميعًا من قراءة كتاب الله عز وجل،
ثم ساد صمت قصير قبل أن يكسره مراد بنبرة جادة:



_"ها يا آدم ناوي تعمل إيه؟"



آدم وهو يشبك أصابعه ويميل بجسده للأمام: 
_"بص يا مراد أول حاجة لازم أهكر كاميرات المراقبة تاني حاجة لازم نهكر تليفون واحد منهم، 
حد نكون واثقين إنه هيكون معاهم بكره
عشان نقدر نتحرك وراهم."



خالد وهو يعقد ذراعيه: 
_"طيب إحنا هنعرف منين الشخص اللي هيروح؟"



جنات بتوتر واضح وهي تفرك يديها: 
_"أنا بعرف زلمة بيكون معهم بكل شي.
لك أنتو تقولوا عليه بالمصري الذراع اليمين."



عمار: 
_"طيب اسمه إيه؟"



جنات:
_ "اسمه ربيع محمود."



مراد وهو يرفع حاجبه: 
_"معاكي صورة أو أي حاجة نعرف شكله؟"



جنات تهز رأسها نفيًا:
_ "ما معي."



مراد: 
_"طب وبعدين؟ هنعمل إيه؟"



خالد: 
_"نسأل عليه."



عمار وهو يهز رأسه بريبة: 
_"ممكن يشك فينا."



جنات وهي تبحث في هاتفها بتوتر واضح: 
_"اعطوني لحظة... لكوا هو بعتلي طلب صداقة من مدة! لك ها الزلمة اللي بالنص."



حدق آدم في الصورة بتركيز: 
_"حلو أوي! هو أكيد عارف إنك هربتي منهم صح؟"



جنات بتنهيدة ثقيلة: 
_"صح."



آدم بعد تردد: 
_"طيب سؤال أنا آسف فيه يعني..."



خالد مقاطعًا بفروغ صبر: 
_"ما تخلص يا عمنا؟"



آدم وهو يرفع يديه باستسلام: 
_"ما تستنى يا عم الحج! البنت هتتكسف مني." 
ثم وجه نظره لجنات وسألها: 



_"الراجل ده بتاع نسوان؟ ليه في السكة دي يعني؟"



هزت رأسها بالإيجاب فصفق آدم بمرح: 
_"حلوتك يا معلم ربيع! هاتوا اللاب توب."



خالد وهو يناوله الجهاز: 
_"أمسك."



جلس آدم على إحدى المقاعد، وأخذ يكتب بسرعة على لوحة المفاتيح فاقترب منه مراد بفضول: 



_"ما تنجز قول هتعمل إيه؟"



آدم وهو لا يرفع عينيه عن الشاشة:
_ "اتقل يا باشا علشان تاخدوا من تحت
إيدي حاجة حلوة."


 
                
مراد وهو يرمقه بسخرية: 
_"والله العظيم أنت ظابط مش ترزي."



ابتسم آدم وهو يريح ظهره للخلف : 
_"الحق عليَّ إنّي عايز أفرفشكوا بدل الكآبة 
اللي أنتوا فيها دي."



يارا وهي تضع يدها على خصرها: 
_"طب فهمني ناوي تعمل إيه؟"



آدم وهو يومئ باتجاه الشاشة:
_ "بصي أنا عملت أكاونت وهمي بصورة واحدة ست وفبركت الاسم وكلمته... والراجل يا عيني ما صدق! بعدين بعتله لينك فيه فيروس أنا اللي مبرمجه فدخل عليه وكل حاجة في جهازه بقت عندي."



صمت قليلًا لكن حينما وجد رسالة قد بعتها ربيع فقال بتصفير :
_"اوبا دا الزبون واقع لشوشته."



هجم عليه جميع من بالغرفة فأنزل هو شاشة الحاسوب للأسفل قائلًا:
_" انا بقول تبعدوا أحسن علشان في حاجات +18"



مراد بذهول: 
_"+18!  افتح خلينا نخلص من الليلة  دي شوف عنده إيه."



آدم وهو يتظاهر بالإرهاق:
_ "طب بذمتك أنا هشوف إزاي؟ يعني أنتوا ناقص تقعدوا على حجري! الواحد بقا عطشان وفطسان ."



خالد وهو يضحك:
_ "لا في دي عنده حق."



ابتعد الجميع عنه قليلًا وبدأ آدم يباشر عمله، 
بينما يراسل ربيع من ذلك الحساب الوهمي 
فجأة رفع رأسه وعيناه تلمعان بانتصار:



_"أهو! آخر مكالمة من رقم مسجله باسم RS!"



خالد وهو يتذكر: 
_"آه ده لقب الريس."



ابتسم آدم بمكر:
_ "اللعب بقى! اسمعوا."



ضغط على زر التشغيل وانطلق صوت المكالمة:



ربيع:
_ "أيوه يا ريس بس كده مش بدري على الشحنة؟"



الريس:
_ "لك مانو بكير أنت دير ها الشحنة وأنا بطلع وراك. جهز رجالتك والسلاح."



ربيع بقلق: 
ذ_"سلاح؟ ليه يا ريسنا؟ هي مش توصيله وسلام؟
إحنا متفقناش على كده."



الريس بحزم: 
_"بعطيك ما بدك بس دير بالك منيح.
بكره الصبح على طريق *****."



ربيع: 
_"أيوه بتاع الميناء. طب، أنت هتبقى مستنيني فين؟"



الريس:
_ "بعطيك هاتف الصبح، لك ما تنسى تكسر
ها الخط وترميه."



ربيع: _"من عيوني يا ريس."



انتهت المكالمة فصاح آدم بحماس:
_ "والله أنا حبيت ربيع! قولولي ليه؟"



جميلة وهي تنظر إليه بملل:
_ "ليه؟"



آدم وهو يضحك:
_ "لو كان كسر الخط، كنا ضايعين! ربنا يباركلك يا ربيع."



يارا وهي تهز رأسها ضاحكة:
_ "يا بني أنا كنت فكراك عاقل!"



آدم وهو يغمز بعينه:
_ "أنا عاقل في الوقت اللي يحتاج عقل 
لكن بحب الهزار المهم بقى أنا ربيع علقني أعمل إيه؟"




        
          
                
خالد وهو يحاول كتم ضحكته: 
_"قوله إنك مخطوبة."



انفجر الجميع ضاحكين بهستيريا، في حين جلس آدم يراقب الشاشة وهو يهز رأسه بابتسامة ساخرة.



_______________



في أمريكا...



قاسم جلس على الأريكة ينظر إلى هاتفه بترقب:
_"شباب، هما خلاص وصلوا لكل المعلومات
وهينفذوا بكرة."



باسل ابتسم بثقة: 
_"على خيرت الله."



مصطفى وهو يهز ساقه بضيق:
_ "طب جاسر بعتلك حاجة؟"



_"لا."
قالها قاسم وقد بدا عليه القلق.



مصطفى ضرب بقبضته على الوسادة بجانبه:
_ "طب هنعمل إيه؟ أنا زهقت! عايز أخلص المهمة ديه بقى طولت أوي!"



قاسم رفع كتفيه بإحباط: 
_"فعلاً بس الصبر حلو برضو."



باسل نظر إلى جومانا الجالسة بصمت:
_ "ها يا جومانا قررتي إيه؟ هتروحي ولا؟"



جومانا تنهدت وهي ترفع عينيها إليه: 
_"مش عارفة يا باسل."



باسل قاطعها بحماس:
_ "أنا شايف تروحي إحنا كده كده قاعدين مبنعملش حاجة ولا إنتو شايفين إيه يا شباب؟"



مصطفى نظر حوله باستغراب: 
"هو الحوار على إيه أصلاً؟"



باسل ابتسم:
_ "سباق عربيات جومانا هتدخل فيه نروح ولا نكبر؟"



مصطفى وقف بحماس:
_ "لا نروح طبعًا!"



باسل ألقى نظرة تحدٍ على قاسم: 
_"حد يحب يدخل فيه؟"



مصطفى ضحك وهو يشير إلى قاسم: 
_"دخل قاسم!"



قاسم ضحك بخفة:
_ "لا يا عم أنا هتفرج بس مش ناقصة خسارة هي كمان!"



جومانا لوّحت بيدها: 
_"لا ما هو أنا مش هدخل لوحدي عايزة حد يشجعني"



باسل ضرب صدره بثقة: 
_"أنا داخل معاكي."



جومانا ابتسمت: 
_"خلاص احجز بقى."



باسل رفع حاجبيه بمكر: 
_"أنا كده كده حاجز يا جومانا."



جومانا التقطت وسادة وألقتها عليه: 
_"وبتاخد رأيي ها؟"



نظر باسل إلى ساعته ثم وقف:
_ "المغرب بيأذن بره يلا نفطر وبعدين نروح."



_"خلاص تمام."
قالها الجميع في انسجام.



ذهبوا إلى المائدة وتناولوا الطعام في جو من المرح
بعد مدة وقف باسل ونادى على شيري :



_"يلا البسي وتعالي معانا."



شيري نظرت إليه بحماس:
_ "بجد؟ طب على فين؟"



_"سباق عربيات مشترك فيه أنا وجومانا."



قفزت بحماس:
_"خلاص هطلع ألبس هتيجي معانا يا ماما؟"




        
          
                
سهام هزت رأسها بابتسامة مرهقة: 
_"لا روحوا انتو أنا هطلع أريح شوية."



باسل أشار للحراس: 
_"براحتك الحراس تحت لو عوزتي أي حاجة قولي لهم أو كلميني."



أومأت له قائلة: "حاضر يا باسل."



---



بعد مدة طويلة وصلوا إلى مكان السباق،
حيث الأضواء الساطعة وصوت المحركات يملأ الأجواء.



قاسم نظر إلى باسل: 
_"في إيه يا باسل؟"



_"في متسابق انسحب، وبيشوفوا حد غيره."



مصطفى ربت على كتف قاسم بابتسامة ماكرة:
_ "ما تدخل يا قاسم؟"



_"لا يا عم فاكس."
قالها قاسم بلا اهتمام.



لم يستسلم باسل:
_ "يلا يا قاسم مش هيحصل حاجة يعني."



زفر قاسم بضيق: 
_"يلا وأمري إلى الله."



جلس مصطفى مع شيري في المدرجات يراقبان السباق بحماس......انطلق السباق، كانت جومانا تتقدم بسرعة مذهلة، تقود بمهارة وثقة.



باسل حاول اللحاق بها وهو يضحك: 
_"ما تخفي شوية جومانا براحة!"



جومانا ضحكت بتحدٍ: 
_"إنت عايز تكسب ولا إيه؟"



ثم ضغطت على دواسة الوقود، زادت السرعة بشكل ملحوظ، مما جعل باسل يشعر بالقلق فازاد من سرعته ليلحق بها :
_"جومانا السرعة زيادة أوي!"



جومانا نظرت إليه بوجه شاحب:
_ "مش عارفة يا باسل مش عارفة!"



باسل ارتبك: 
_"في إيه؟!"



صرخت جومانا :
_ "مفيش فرامل!"



حاول باسل جاهدًا انا يفكر مسرعًا :
_ "طب اهدي ...اهدي متزوديش السرعة
حاولي تقلليها بأي طريقة"



جومانا نظرت إليه بعينين ممتلئتين بالدموع وقد سيطر عليها الاستسلام :
_ "باسل هتوحشني أوي... أنا كان نفسي أشوف عيلتي بس إنت هتقولهم كل حاجة صح؟"



رفض باسل  استسلامها هذا وصرخ بها : 
_"جومانا ....اهدي... كل حاجة هتبقى تمام!"



قاسم لاحظ التوتر بينهما فتقدم بسيارته مقتربًا:
_ "في إيه؟ إنتو عارفين إن اللي بتعملوه ده انتـ،ـحار؟!"



باسل صاح: 
_"عربية جومانا مفيهاش فرامل."



في هذه اللحظة شعر قاسم بالعجز، نفس الإحساس الذي شعر به عندما رأى زوجته تغرق أمامه دون أن يستطيع إنقاذها.



لقد وصلوا إلى نهاية مسار السباق فتوقفت السيارات ومن فازت كانت جومانا لكن الجميع لاحظ أن هناك شيئًا فلماذا سيارة هؤلاء الثلاثة لا تتوقف صرخ قاسم بها : 
_"حااااااودي بسرعة حاااودي!!"



لكن جومانا لم تسمعه وضعت يدها على عينيها وصرخت بألم:
_ " اللحقني يا قاسم آااااااااااااااااه!"




        
          
                
انقلبت السيارة عددت مرات وسط صدمة الجميع... لم تشعر بشيء ولا تشعر كم قلب تعلق معها وهي معلقة هكذا في تلك السيارة المنقلبة ....دماءها كانت تسيل من رأسها وعينيها أغلقت وأغلق معها وعيها الذي سُلب منها
ومن يعلم هل ستعود أم سترحل روحها وتتركهم وحدهم



توقف باسل وقاسم فورًا بينما تجمع الأطباء والمتسابقون حول السيارة المنقلبة.



على الجانب الآخر، انفجرت شيري في البكاء
تحاول عبور الحاجز المعدني، لكن مصطفى أمسك بها بقوة محاولًا تهدئتها.



كل شيء أصبح ضبابيًا... والوقت توقف للحظات...



قال مصطفى بصوت متوتر:
_"أهدى و تعالى نشوف باب نعدي منه."



شيرى أمسكت بذراعه بقوة مما جعل ذراعه يتنفض وقالت : 
_"بسرعة والنبي يا مصطفى."



شعر كم هي ضعيفة في كل مرة توضع داخل متاعب وتشعر بالانفطار والتعب....



تم إيقاف السيارة وأخرجوا جومانا منها بسرعة على نقالة، ثم نقلوها إلى سيارة الإسعاف وركب معها باسل وهو يراقب وجهها الشاحب بقلق.



باسل بصوت مختنق بالبكاء: 
_"هتفوقي وهتشوفيهم ..أهلك يا جومانا،
هتشوفي مراد ويارا... طب قومي علشاني أنا!"



على الجهة الأخرى، استقل قاسم ومصطفى وشيري سيارتهم، وانطلقوا خلف سيارة الإسعاف
كان مصطفى يقود، بينما جلس قاسم بجانبه شاردًا في ملكوت آخر. كان الألم يملأ وجهه والذكريات تضغط عليه كالكابوس. للمرة الثانية يشعر بالعجز، للمرة الثانية يخسر أحدًا قريبًا منه دون أن يتمكن من إنقاذه صوت الماء وهو يغمر خديجة، صوتها وهي تناديه بلا حول ولا قوة، كان يتكرر في رأسه بلا توقف.



تأنيب ضمير، عذاب داخلي... لكنه ليس المذنب، أليس كذلك؟ أم أنه المذنب رغمًا عنه؟ لكن من يملك الحق في الحكم؟



________



على جانب آخر، في مكان مجهول، كان هناك شخص يجري مكالمة:



_"البنت خلاص بتودع يا باشا."



حسن رد ببرود: 
_"تفضل في المستشفى لغاية لما تتأكد إنها ماتت... ولو ما ماتتش، موتها."



_"تحت أمرك ."



---



أمام مستشفى كبرى في أمريكا توقفت سيارة الإسعاف، وأسرع المسعفون بإخراج جومانا ونقلها بسرعة إلى العناية المركزة.



جلس باسل على الأرض، رأسه بين يديه، يحاول استيعاب ما حدث هل ما شاهده كان حقيقيًا؟ أم أنه مجرد كابوس سينتهي بعد لحظات؟ دعا في سره أن يكون كل هذا مجرد حلم مزعج.



شعر بيد مصطفى تربت على كتفه:
_ "ادعيلها هتفوق إن شاء الله بس انت ادعي."



حاول باسل أن يتمالك نفسه: 
_"قاسم... كلم مراد."




        
          
                
لكن قاسم لم يرد ظل جالسًا محدقًا في الفراغ وكأنه لا يسمع شيئًا.



مصطفى بتساؤل:
_ "عايزه يكلمه ليه؟"



باسل بصوت خافت: 
_"قوله ييجي... علشان أول لما جومانا تفوق، 
تلاقينا جنبها. هي نفسها تشوفه... يلا كلمه يا مصطفى."



مصطفى:
_ "حاضر، حاضر."



جلس مصطفى جوار قاسم ونظر إليه بقلق: 
_"قاسم... قاسم يا بني رد عليا، انت كويس؟"



لكن قاسم لم يكن هنا. كان غارقًا في دوامة ذكرياته، يرى وجه خديجة أمامه، ثم وجه جومانا، يتداخلان، يتكرران...



خديجة تصرخ: 
_"الحقني يا قاسم!"



جومانا تصرخ: 
_" اللحقني يا قلسم آاااااه!"



خديجة مرة أخرى: 
_"الحقني يا قاسم"



جومانا:_ "آاااااااااه"



ثم صرخ فجأة وهو يضع يديه على رأسه: 
_"آاااااااه! بس بقى... بس كفاية... كفاية! أنا تعبان!"



قفز باسل ومصطفى نحوه بفزع.



مصطفى:
_ "فوق يا قاسم! مالك؟ حاسس بإيه؟"



قاسم بصوت مختنق بالألم: 
_"دماغي... كفاية بقى... أنا تعبان!"



جاء بعض الأطباء على عجل بعدما سمعوا صراخه تحدث الطبيب بالإنجليزية:
_"ماذا به؟"



مصطفى:
_ " لا اعلم لقد  فقد السيطرة على نفسه."



أخذ الأطباء قاسم وأعطوه حقنة مهدئة.



الطبيب:
_ "لا تقلقوا، إنه بخير يعاني فقط من بعض المشاكل النفسية الناتجة عن صدمة قوية سينام لمدة أربع ساعات، وبعدها سيتحسن."



مصطفى تنهد بارتياح:
_ "اشكرك دكتور."



ابتسم الطبيب طمأنينة ثم انصرف.



جلس باسل ومصطفى على مقعد أمام غرفة العناية، ووجدا شيري تتابع كل ما يحدث في صمت، لكن دموعها كانت تنساب بلا توقف.



تنهد مصطفى بعمق، ثم رفع رأسه داعيًا الله أن تمر هذه الليلة بسلام.



رن هاتف باسل كانت أمه، لكنه لم يجب.



مصطفى:
_ "رد يا باسل."



باسل: 
_"خد شيري وروحها يا مصطفى."



مصطفى بحزم: 
_"لما قاسم يفوق مش هسيبك لوحدك."



باسل:
_ "كلمت مراد؟"



مصطفى بيأس:
_ "هقوم أكلمه حالًا."



وقف مصطفى بعيدًا واتصل بمراد..فجاءه رد الآخر 
سريعًا: _"في جديد يا مصطفى؟"



مصطفى بتردد: 
_"لا بس في حاجة مهمة. إنتَ لازم تيجي يا مراد."



مراد بقلق متزايد: 
_"في إيه يا بني؟ اتكلم قلقتني!"




        
          
                
مصطفى: _"طيب بس حاول تهدى تمام؟"



مراد بانفعال: 
_"خلصني بقى يا مصطفى!"



حسم مصطفى أمره وقال بعد تردد :
_ "أختك يا مراد... في المستشفى."



مراد بعد لحظة صمت: 
_"انت أهبل يا مصطفى؟ ما يارا جنبي هيه!"



مصطفى بصوت خافت: 
_"جومانا يا مراد... جومانا عايشة."



وقع الخبر على مراد كالصاعقة.
هل يفرح لأنها على قيد الحياة؟ أم يحزن لأنها بين الحياة والموت؟



مصطفى: 
_"بص، حاول تهدى... شوف طيارة بكره..."



لم يكمل جملته، إذ قاطعه مراد بحزم:
_ "إنتَ بتقول إيه جومانا مين اللي عايشة ؟!
جومانا ماتت ياومصطفى أفهم دي ماتت قدامي في المستشفى ."



مصطفى :
_"مراد وحد الله واهدى أكيد انا مش هشتغلك وانا عارف إنك مصدوم هو حوار مكلكع أوي ولازم تيجي تشوفها يا عم علشان حتى ترضي فضولك ."



أسرع مراد ناهضًا :
_"أنا جاي دلوقتي يا مصطفى!"



مصطفى: 
_"خليك لبكره علشان تخلصه اللي وراكم."



مراد بغضب: 
_"مصطفى أنا مش هينفع أستنى!"



ثم أغلق الهاتف دون انتظار رد خارجًا إلى غرفة المعيشة
كان الجو مشحونًا بالتوتر جلس الجميع في صمت حتى قطع عمار السكون بصوته القلق على مراد الذي خرج لعم للتو يأخذ أشياءه:
_"في إيه يا بني؟ مالك؟"



رفع مراد رأسه بسرعة وكأن السؤال أفاقه من دوامة أفكاره:
_"أنا مسافر أمريكا شوف لي يا آدم طيارة بسرعة."



نظرت إليه يارا بقلق محاولة تهدئته: 
_"اهدى يا مراد وقول لنا إيه اللي حصل؟"



تنفس مراد بعمق وهو يمرر يده في شعره المضطرب: _"هما محتاجني معاهم دلوقتي."



نظر خالد إليه مستفسرًا:
_ "محتاجينك في إيه؟"



هز مراد كتفيه بعجز:
_ "معرفش بالضبط ها شوفت يا آدم؟"



ألقى آدم نظرة سريعة على هاتفه ثم قال:
_ "في طيارة بعد ساعة."



وقف مراد بحركة حاسمة: 
_"طيب أنا ماشي علشان ألحقها."



قبل أن يتحرك، تقدمت منه يارا بسرعة، أمسكت بذراعه وهمست:
_ "مراد استنى... أنا مش مطمنة وحاسة إن قلبي مقبوض."



نظر إليها مراد لثوانٍ، ثم جذبها إلى حضنه وهمس بصوت دافئ:
_ "متخافيش."



ودّعهم بسرعة، ثم خرج تاركًا خلفه جوًا مثقلًا بالقلق.



بعد مغادرة مراد، جلس عمار على الأريكة وهو يرمق رفاقه بنظرة حازمة:
_ "شباب الخطة زي ما هي بس الفرق إن خالد 
هيكون مكان مراد."



هز خالد رأسه بتفهم: 
_"حاضر."



تنهد عمار وهو يمرر يده على وجهه بتعب: 
_"اليوم دا كان طويل، يلا استريحوا علشان تبقوا فايقين بكرة."




        
          
                
تمدد آدم على الأريكة، وقال بتنهيدة مرهقة: 
_"آه والله بعد ما أكلت أنا هموت وأنام."



ابتسم عمار بخفة:
_ "يلا يا شباب كل واحد على أوضته."



وقف خالد، وربّت على كتف آدم وهو يقول: 
_"يلا بينا."



---



في غرفة الفتيات، جلست يارا على الكنببينما ألقت نظرة على جنات وجميلة :
_"بصوا أنا هنام على الكنبة وأنتو ناموا على السرير."



نظرت إليها جنات بدهشة: 
_"إيه؟ بدك تنامي دلوقتي؟"



تمددت يارا على الأريكة، مغلقة عينيها بتعب: 
_"بصراحة مش قادرة عايزة أنام علشان أصحى بعد شوية وأطمن على مراد."



تبادلت جنات وجميلة نظرة سريعة، قبل أن تقول جنات: _"تمام... جميلة؟"



رفعت جميلة رأسها ببطء: 
_"أمّمم؟ في إيه؟"



تأملتها يارا للحظات قبل أن تقول بنبرة مدروسة: 
_"على فكرة يا جميلة إنتِ مش على بعضك
شكلك عاملة مشكلة."



هزت جميلة رأسها بسرعة:
_ "لا، مفيش حاجة."



استلقت يارا، لكنها لم تغلق عينيها هذه المرة، ثم قالت بنبرة هادئة ولكن حازمة:
_ "بجد؟ أمال الوردة اللي تحت السرير، وجيمي، والكارت اللي مكتوب عليه اسم زين؟"



رفعت جنات حاجبيها بدهشة: 
_"الوردة بتاعة الصبح؟"



اتسعت عينا جميلة وهي تحدق في يارا: 
_"إنتِ شوفتيها إزاي؟"



ابتسمت يارا بخفة:
_ "وأنتِ مالك؟ ناوية تحكي لي ولا زي كل مرة؟"



تنهدت جميلة باستسلام: 
_"هحكي لكم...بعد آخر مرة شوفته فيها اتصل على بابا وقال له إنه عايز يمضي العقد... "



بدأت تقصد لهم ما حدث وهي تبحر في ذاكرتها .....
كان زين يتحدث مع والدها عبر الهاتف،
يحاول أن يخفي تردده:



_"أستاذ عمر هاجي نمضي العقد إمتى؟"



أجابه عمر بصوت ثابت:
_ "النهارده مش هينفع خليها بكرة وتكون جميلة معايا."



توقف زين لثوانٍ، ثم قال: 
_"خلاص اتفقنا."



أغلق الهاتف ثم زفر ببطء في الجهة الأخرى،
وضع عمر هاتفه جانبًا، ونادى بصوت دافئ:



_"جميلة."



دخلت ابنته إلى الغرفة، وردّت بابتسامة: 
_"نعم يا عيون جميلة؟"



نظر إليها عمر بحنان قبل أن يقول: 
_"الصفقة هتتم بكرة وعايزك تبقي معايا."



أومأت جميلة بحماس: 
_"خلاص هخلص مذاكرتي النهارده وهكون معاك بكرة."



_"خلاص يلا روحي ذاكرى بقى."



---



في الجهة الأخرى...




        
          
                
كان زين يجلس أمام والده مهران، الذي قال بنبرة صارمة: 
_"حلو... تلف لي بقى على أخته."



قطّب زين جبينه:
_ "إشمعنا أخته؟ ما ممكن نأذيه هو هي ليه؟"



نظر إليه والده بحدة: 
_"أنا عايزه يتجرح قوي ودي أكتر حاجة هتوجعه
مش كل شحنة هو اللي يمسك القضية، أنا مش عارف أشتغل منه هو خطر علينا."



ازدرد زين ريقه ثم قال بتردد: 
_"أنا آسف إني بعترض بس هي مالهاش
ذنب علشان تتأذي."



ضاقت عينا مهران:
_ "إحنا هنخيب يا زين ولا إيه؟ البت عجبتك؟"



رفع زين رأسه بسرعة:
_ "يا بابا مش هينفع أنا متعودتش على كده، 
متعودتش أأذي بنات الناس وبرضه متعودتش أخالف كلام حضرتك."



فجأة شعر بوخزة حادة في صدره فأمسك موضع قلبه وجلس بسرعة وهو يتنفس بصعوبة.



نظر مهران إليه بقلق: 
_"زين إنت كويس؟ بطّلت تروح للدكتور؟
قوم معايا أستريح فوق."



ساعده والده على النهوض، وأخذه إلى غرفته:
_"خد الدوا واستريح، وبكرة ننفذ الاتفاق."



قالها مهران بحسم، بينما زين اكتفى بالرد بصوت ضعيف: _"حاضر يا بابا."



---



في صباح يوم إمضاء العقد...



داخل شركة عمر العمري، جلست جميلة أمام والدها وزين، محاولة إخفاء توترها.



وضع عمر الأوراق أمامها وقال:
_ "اقعدي يا جميلة."



نظرت إليه جميلة بقلق: 
_"حاضر... هو في حاجة؟"



ابتسم عمر مطمئنًا: 
_"لا، بص يا أستاذ زين مش أنا اللي هيمضي،
اللي هتمضي هي جميلة."



رفع زين حاجبه بدهشة طفيفة، قبل أن يقول: 
_"ده شرف كبير ليا."



ترددت جميلة:
_ "بس أنا..."



ربت عمر على يدها:
_ "متخافيش إمضي بس."



تنفست جميلة بعمق ثم وقّعت على الأوراق.



ابتسم زين بخفة: 
_"بالمناسبة و بمناسبة الصفقة دي في حفلة صغيرة عاملها بليل ممكن تشرفوني؟"



نظر عمر إليه بابتسامة مهذبة: 
_"موعدكش بصراحة."



حوّل زين نظره إلى جميلة: 
_"وأنتِ يا آنسة جميلة؟"



ابتسمت جميلة، ولكن بحذر: 
_"هحاول."



وضع زين دعوتين أمامها ثم نهض من مقعده، وقفل زرار بدلته.
_"عن إذنكم."
غادر الشركة، تاركًا جميلة تتساءل عما ينتظرها الليلة.



سأل عمر بابتسامة وهو ينظر إلى ابنته : 
_"عايزة تروحي يا جميلة؟"



جميلة نظرت له بمرح: 
_"لو حضرتك هتروح معايا هروح."




        
          
                
غمز لها عمر قائلاً: 
_"روحي إنتِ ...أنا ماليش علاقة بالحفلة
إنتِ صاحبة الليلة."



نظرت له باستغراب: 
_"ليه حضرتك عملت كده؟"



ضحك وهو يضع يده على كتفها: 
_"لأنك إنتِ اللي جهزتي كل حاجة في الصفقة دي، وكانت واخدة جزء كبير أوي من وقتك...فلازم إنتِ اللي تخلصيها، وتكون باسمك، باسم 'جميلة عمر العمري'."



لمعت عيناها بالامتنان، وأمسكت يده بحنان قائلة:
_ "ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدًا."



ابتسم عمر:
_ "طيب، روحي بقى جهزي علشان الحفلة بالليل."



هزت رأسها بسعادة: 
_"حاضر."



---



في المساء، في فيلا زين مهران، كانت الأضواء تتلألأ، والموسيقى تنساب برقة في الأجواء. 
جميلة ارتدت فستانًا ورديًا ناعمًا مع حذاء أبيض، 
وتركت شعرها ينسدل بحرية 
كانت تقف بملل...لا تعرف أحدًا في الحفل.



فجأة سمعت صوتًا خلفها: 
_"آنسة جميلة."



استدارت بسرعة
لترى زين مهران يرتدي بدلة سوداء مع قميص أبيض مفتوح الأزرار الأربعة الأولى.



زين قال مبتسمًا:
_ "مبسوط إني شوفتك هنا."



جميلة تنهدت:
_ "آه بس أنا مش مبسوطة."



رفع حاجبه مستغربًا:
_ "ليه؟"



قالت بإحراج: 
_"يعني... معرفش أي حد هنا خالص غيرك."



ضحك قائلاً: 
_"طب ودي حاجة وحشة؟ الحفلة كلها معمولة علشانك أصلاً، ومستعد أقول لهم كلهم إنها ليكي."



هتفت بسرعة: 
_"لا متعملش كده."



رفع يديه مستسلمًا:
_ "طيب تحبي تشربي إيه؟"



قالت بعد لحظة تفكير: 
_"عصير برتقال."



أشار للخادم: 
_"اتنين عصير برتقال."



رد الخادم باحترام:
_ "تحت أمرك يا زين باشا."



بعد لحظات، نظر زين إليها مبتسمًا:
_ "بس تصدقي؟ شكلك أحلى في الفستان ده."



نظرت له باستغراب، حتى أكمل قائلاً: 
_"يعني الهدوم الفورمل مش لايقة عليكي."



ضحكت جميلة فرفع حاجبه مستغربًا: 
_"بتضحكي على إيه؟"



قالت بمكر:
_ "يعني... شوف مين بيتكلم!"



قال متصنعًا الجدية: 
_"بمعنى؟"



تقدمت خطوة للأمام وقالت بثقة: 
_"زي ما إنت قلت رأيك في لبسي، أنا كمان عندي رأي في لبسك أنا عندي أفخم الماركات بسبب شركة والدي، لكن بلبس اللي يريحني. وأما بالنسبة ليك... شوفتك كام مرة؟ أربع مرات تقريبًا، ولا مرة لقيتك قافل القميص بتاعك!"



انفجر زين ضاحكًا بصوت عالٍ، قبل أن يقول ممازحًا: _"وإنتِ إيه اللي يخليكي تبصي على قميصي أصلاً؟"




        
          
                
احمر وجه جميلة خجلًا، فابتسم زين بلطف:
_ "خلاص، أنا آسف والله مش قاصد أحرجك بصي براحتك...   بس تعرفي؟ شكلك بيبقى حلو وإنتِ مكسوفة."



تراجعت خطوة: 
_"اعتبرها معاكسة؟"



غمز لها قائلاً: 
_"تمشي معاكي إعجاب؟"



نظرت في عينيه للحظات ثم قالت: 
_"همشيها إعجاب.. . يلا أنا لازم أروح."



زين: 
_"طب استني هوصلك."



هزت رأسها رافضة: 
_"مش هيبقى شكلك لطيف وانت سايب ضيوفك علشان توصلني."



نظر إليها بجدية: 
_"أولًا أنا يهمني راحتك أكتر من شكلي.
ثانيًا دول ضيوف والدي، إنتِ بس اللي ضيفتي."



ابتسمت جميلة: 
_"تصدق؟ أقنعتني... يلا، اتفضل وصلني."



أوصلها زين إلى منزلها وأخذ رقم هاتفها.



انتهت جميلة من قص ما حدث فقالت وهي تأخذ نفسها لكنها ما زالت تخفي شيئًا:
_"من بعدها اتقابلنا كتير، وعرفني أكتر وأنا كمان عرفت عنه حاجات أكتر.... لحد ما في يوم جالي حد بيبعتلي رسايل كتير فيها صور ليه وحاجات بصوته إنه هيأذيني  علشان يجرح عمار  وإنه عمره ما حبني ولا حتى مقبلته ليا كانت صدفة ولا حتى الصفقة صدفة ...."



صمتت وهي تأخذ أنفاسها ومسحت دمعة قد خانت عينيها قائلة بتنهد :
_"انا كنت حبيته بجد! انا لما سمعت وعرفت نيته اتكسرت أوي انا دي دي كانت أول مرة في حياتي احب حد كده ! وعرفت حاجات كتير زي القرف عنه انا عمري ما كنت مغفلة زي المرة دي ."



تنفست بإرهاق وهي تمرر يدها في شعرها تاركة لدموعها العنان :



_" الراجل اللي بعتلي الحاجة قالي إنه هيسافر أمريكا 
انا حاولت أنساه، غيرت مسار دراستي علشان أبقى جنب عمار وأهرب من أي حاجة كانت سبب في إني أقابله وفعلاً نسيته بل وكمان كل الحب اللي كان في قلبي اتحول لقرف وكره وبقيت عايزه انتقم منه … ظهر تاني في الفترة الأخيرة و بيبعتلي رسايل بيراقبني وبيقولي إنه لسه بيحبني.... أنا مش بحبه، ممكن يكون اللي بيحصلي ده خوف على عمار بس… مشاعري بقت مش مرتاحة له، حاسة إن…"



جنات:
_" إن إيه؟"



جميلة بتوتر : 
_"إن في حد تاني."



يارا تبتسم بمكر :
_"أيوه بقى! مين هو؟"



جميلة: 
_"مش هقولكوا غير لما أتأكد من مشاعري ومن مشاعره."



رفعت جنات حاجبها بمكر:
_"أنا عارفاه."



يارا بصدمة:
_" بقى جنات عارفاه وأنا لأ؟! ماشي.. ماشي… عموماً أنا هنام تصبحوا على خير."



جميلة: 
_"يا بنت بطلي قمص بقا يمكن تكوني تعرفيه بس مش دلوقتي هقول."



يارا بغمزة:
_"اعرفه ! طب ما تقولي."




        
          
                
صرخت جميلة ضاحكة:
_" مش هقولكوا ناموا بقى."



نامت الفتيات جميعًا، وكذلك الشبان.



___________



في أمريكا كان باسل ينتظر بفارغ الصبر خارج غرفة العناية المركزة خرج الطبيب بعد وقت طويل من العمل الشاق فتقدم باسل بلهفة: 
_"اخبرني هل هي بخير؟"



تنهد الطبيب وقال: 
_"الحادث تسبب في نزيف داخلي وهناك كدمات عديدة في جسدها إنها في بداية دخولها غيبوبة قصيرة."



أمسك باسل بقميص الطبيب بعنف: 
"ماذا تقصد بهذا الكلام؟ اصنع كل ما بوسعك كي تبقى على قيد الحياة هل سمعتني؟"



تدخل مصطفى بسرعة وهو يمسك بذراع باسل: 
_"اهدى يا باسل الدكتور ملوش ذنب."



أخذ نفسًا عميقًا والتفت للطبيب وهو يتركه بهدوء: 
_"أنا أعتذر فقط أعصابي متعبة ...ماذا تقصد بغيبوبة قصيرة؟"



الطبيب :
_"ذلك النزيف الطفيف جعلها تدخل في غيبوبة قصيرة أي حالة أغماء لن تطول كالغيبوبة الطويلة يمكنها ان تفوق بعد يوم، يومان ، ثلاثةأيام أو أسبوع لا أعلم إنها تحت العناية ."



تركهم الطبيب في حيرتهم ورحل
نظر مصطفى إلى باسل وقال بصوت هادئ: 
_"باسل ممكن تقعد وتدعي لها بدل ما تتوتر كده؟ وبعدين، شوف شيري حالها عامل إزاي."



نظر باسل نحو شيري فوجدها تبكي بحرقة اقترب منها وضمها إلى صدره: 
_"اهدي مش هيحصل لها حاجة الدكتور هيعمل كل اللي يقدر عليه.
علشاني أنا ما تقلقيش أنا مش هستحمل إنكم إنتم الاتنين تتعبوا بسببي."



هزت رأسها نافية، فربت على كتفها:
_ "معلش روحي استريحي،
وبكرة مصطفى هيجيبك تاني."



مصطفى: 
_"باسل أنا هروحها وهرجعلك تاني."



باسل: 
_"لأ روحها وخليك جنبها هي وماما 
أنا هنا مع قاسم ولما يفوق هنشوف هنكمل إزاي."



هز مصطفى رأسه: 
_"حاضر لو حصل جديد كلمني.
يلا يا شيري."



ركبت شيري السيارة بجانب مصطفى. 
وبينما كان يقود، لاحظ أنها تبكي.



قال بهدوء: 
_"شيري ممكن تهدي؟ بعد إذنك."



ردت بصوت متقطع: 
_"أنا... تعبانة أوي يا مصطفى."



توقف فجأة حينما وجدها أمسكت يده ولم تقدر أن تمتنع ذاتها ولم يخجلها هو فقال :
_"هانت والله كل حاجة هتتحل وانتِ معايا يا شيري."



نظرت له بعينين ممتلئتين بالدموع:
_ "انت حنين أوي يا مصطفى."



ابتسم وهو يقول: 
_"عمري ما كنت حنين مع حد غير لما شوفتك يا شيري... انا جيت كنت متبهدل وإنتِ كمان كنتِ متبهدلة يمكن ربنا حطني في طريقك علشان تتغيري بس والله انا كمان اتغيرت بسببك ومن غير ما تحسي كمان انا بقيت ببص للحاجة بنظرة مش سطحية زي ما كنت 
انا عارف إنه مش وقته بس انا تخطيت مرحلة الإعجاب انا بحبك ! مش عارف إزاي بس بتقطع لما بشوف دموعك أنا يمكن بعاتب نفسي ميت مرة وانا بقول الكلام دا علشان كان نفسي اقوله وإنتِ مراتي أو حتى خطيبتي لإني مش حابب أغضب ربنا بس لو فعلًا مشاعرك زي مشاعري انا هخطبك من باسل في اقرب وقت ."




        
          
                
توقفت لحظة وساد صمتها من ما جعله يشعر بالقلق فقال :
_"كنت حاسس إنك معتبراني مجرد أخ."



أوقفته بقولها و قالت بصوت خافت: 
_" انا مقولتش كده انا يمكن خارجة من Relationship كلها قرف But you ...إنتَ اللي فوقتني انا مش هأمن على حياتي مع حد غيرك
أنا كمان بحبك."



نظر إليها مصدومًا ثم ابتسم قائلاً: 
_"بجد؟ طب استني بس سيبي كم القميص بهدلتيه عياط وبرابير مش عارف أقول كلمتين على بعض !"



ضحكت وضربته على كتفه: 
_"برابير! داYour highest ambitions"



مصطفى بصدمة:
_"هي وصلت للكومبيرزون كلميني عربي وحياة أخوكِ ما تقولي أقصى طموحاتك لازم نعوك لسانا؟!"



ابتسمت وهي تمسح دموعها بيدها فقال لها :
_"طب متزعليش خدي يا ستي القميص كله بربري فيه براحتك أقلعـ،ـه طيب؟"



شيري: 
_"بطل قرف."



ضحك وقال وهو يكمل قيادة :
_"هتفضلي أحلى حاجة في حياتي يا شيري."



شيرى:
_" عايزة أعرف كل حاجة عنك يا مصطفى."



تنهد تنهيدة طويلة، فنظرت إليه بقلق:
_"مالك؟:



مصطفى يهز رأسه :
_" مفيش... يعني الموضوع دا بيدايقني شوية
بس هحكيلك كل حاجة."



قاد السيارة بصمت حتى وصل إلى فيلا باسل العلايلي، نزلت شيري متجهة إلى غرفتها لكنه قال بحنان :



_"تصبحي على خير يا جميلة."



حاولت أخفاء خجلها فقالت :
_"وأنت من أهله."



جرت إلى غرفتها مسرعة ، فضحك عليها وهو يراقبها
ثم ذهب ليستريح قليلاً. أقسم في نفسه أن هذا اليوم رغم كل ما حدث فيه كان أفضل يوم في حياته... يوم اعترف لها بحبه.



---



في المستشفى



ظل جالسًا جوار الغرفة، عيناه مسمرة على الأرض، عقله غارق في دوامة من الذكريات… الحزن يرافقه والفرح يهجره، والناس تنظر إليه بنظرات تزيده ألمًا.



كم عانى هذا الباسل في حياته؟ كم تحمل من مسؤوليات لم يكن له يد فيها؟ والده... ذاك الرجل الذي لم يكن يهتم سوى بنفسه، كرهه، ضربه، سجنه في غرفة مظلمة لا يدخلها النور، وأحيانًا... كان يكهربه. وحتى أكثر الناس تعلقًا بقلبه… الآن تفترش سرير العمليات.



أفاق على يد تربت على ظهره، رفع رأسه ببطء… كانت يد قاسم فقال بصوت هادئ:
_" أنا أكتر حد حاسس بيك، يا باسل... حاسس إنك نفسك تصرخ وتخرج كل اللي جواك... بس هتبقى كويس اجمد كده."



خرج الطبيب مرة أخرى، فقام باسل وقاسم واقفين على الفور.



الطبيب:
_"سأنقلها الآن إلى غرفة عادية لتكون تحت الرعاية والمراقبة كما قلت لك "



باسل:
_"هل يمكنني ان أراها؟" 



الطبيب: 
_"كما قلت لك انها في غيبوبة قصيرة هي لن تتحدث معك فقط يمكنها أن تشعر بك تفضل ولا تتأخر."



باسل: 
_"حسنًا"



دخل باسل وجلب مقعدًا وضعه بجانب سريرها، ثم جلس ونظر إليها مطولًا.



فقال بصوت مرتعش : 
_"كده يا جومانا؟ أنا كلمت مراد ييجي يشوفك
زمانه في الطيارة دلوقتي."



صمت قليلًا وهو يتأمل ملامحها الهادئة، ثم ابتسم ابتسامة حزينة:



_"مش أنا أخوكي برضه؟ ولا خلاص مش عايزة تشوفيني؟ طب مش كنتِ بتزنّي عليا علشان أتجوز، علشان تبقي عمتو الحرباية؟ طيب... قومي، وأنا هتجوز اللي تختاريها."



مسح على وجهه بتعب، ثم أكمل بهمس:
_" دا أنا أمي ما طلبتش مني الجواز أبدًا... قومي طيب مش علشاني علشان أهلك اللي بجد محتاجينك معاهم... هيفرحوا أوي لما يشوفوكي."



دخلت الممرضة فجأة فقالت بالإنجليزية:
_"من فضلك أخرج هي تحتاج للراحة."



باسل: 
_"حسنًا."



خرج من الغرفة وجلس بجوار قاسم، تبادلا حديثًا قصيرًا في هدوء.



___________



في سوريا



بدأ الظلام يختفي، وحلّ محله نور يوم جديد.
استيقظ الجميع، استعدادًا لمهمتهم.



خالد: 
_"جنات هتفضلي هنا ما تتحركيش… إحنا هنخلص إن شاء الله وهنرجع."



جنات: 
_"حاضر."



آدم:
_" استنوا الريس لسه ما اتصلش بربيع لازم نعرف هيقابله فين."



وضع عمار يده على كتف خالد قائلًا: 
_"طب روح أنت يا خالد زي ما اتفقنا هتبقى واقف فوق سطح العمارة الكبيرة اللي جنب الميناء ومعاك القناصة… تمام؟"



خالد: 
_"تمام… أنا نازل."



رنّ الهاتف فجأة، نظر آدم إلى الشاشة.



آدم: 
_"استنوا الريس بيتصل بربيع."



المكالمة:



ربيع:* أيوه يا ريس نتحرك ولا إيه؟*



الريس:* اتحرك… أنا بسبقكم على هونيك*



ربيع:* خلاص، تمام يا ريس.*



تبادب عمار بينهم النظرات فقال مسرعًا :
_" يلا بينا."



خالد: 
_"يلا."
تحركوا جميعًا في اتجاه الميناء…


 
google-playkhamsatmostaqltradent