Ads by Google X

رواية الكتيبة 101 الفصل العشرون 20 - بقلم يارا محمود شلبي

الصفحة الرئيسية

   

رواية الكتيبة 101 الفصل العشرون 20 -  بقلم يارا محمود شلبي

الفصل العشرون|بس أنا مش عاوزكم شهداء!|
                                    
                                          
الفصل كان خلصان بس أنا لسا شاحنة نت 🫠🫠
يلا Have fun يا كتاكيتي💖💖💖



____________



صل على نبي الرحمة وشافع الأمة 🤍✨️



________________



قراءة ممتعة .....



الفصل العشرون |بس أنا مش عاوزكم شهداء|







مع إشراقة صباح جديد تسللت أشعة الشمس إلى نوافذ الفندق معلنة بداية يوم جديد مليء بالمغامرات.



استيقظت يارا بكسل توجهت إلى المرحاض لتستعد للخروج ارتدت بنطالًا زيتي اللون
وتيشرتًا أسود وفوقه جاكيت خفيف بلون البيج 
مع حذاء أبيض بسيط لملمت شعرها في ذيل حصان أنيق ثم خرجت من الحمام.



نظرت حولها فوجدت عمار مستعدًا بينما لم يكن آدم موجودًا.



_"صباح الخير."
قالتها وهي تعدل أكمام الجاكيت.



عمار ابتسم ابتسامة واسعة ورد عليها وهو يدندن : 
"يا صباح الخير على اللي معانا علي معانا الكروان غنى وصحانا صحااانا."



توقفت لحظة نظرت له باندهاش قبل أن ترد :
_ "آه إنتَ فايق ورايق وفاكر نفسك في فيلم أبيض وأسود وانا صاحية بالعافية."



_"إيه كمية الطاقة الإيجابية إللي
بتقع منك دي؟! في إيه؟ "



حملت حقيبتها بين يديها وهمت بالرحيل وهي تضع هاتفها في جيبها :
_"انا نازلة أشوف آدم."



_"لا استني."



وقفت أمامه منتظرة إياه ليتحدث لكنه ظل شاردًا ؛
وقف ينظر لها قائلًا بثبات :



_"يعني انا صوتي خارج من فيلم قديم صح؟
ومش حلو؟"



_"صوتك حلو. "



عمار رفع حاجبه، نظر إليها مباشرة وقال بثقة: 
_"حلو علشان طالع من قلبي بجد."



عمار نظر إليها بتمعن ملامحه شاردة قبل أن يبتسم فجأة: 
_"إنتِ حلوة أوي كده ليه هاا؟"



يتمنى لو أن تلك اللحظة لم تكن مجرد أوهام وخيالات في خياله ،كان يتمنى أن تكون حقيقة 



وهو يغازلها لكنها بالفعل كانت خيال لأنها أفاقته من شروده حينما ضربت بكفها بكتفه تهزه بهدوء :



_"في إيه ؟ إنتَ فايق؟ انا واقفة بقالي شوية مستنياك تقولي عايز إيه ؟"



فاق من شروده وهو يتنفس بسرعة حك 
رأسه وهتف :
_ "ها؟ آه لا خلاص مفيش حاجة يلا ننزل."

             
حمل حقيبته وأخذ حقيبتها أيضًا، التي كانت بين يدها ثم وضع نظارة الشمس على عينيه، ليظهر بمظهر كاجوال 
نظرت له من الخلف وهي تضرب كفها على الكف الآخر



في الأسفل كان آدم واقفًا بجوار سيارة أجرة، 
بعدما قام بإرجاع السيارة المستأجرة.



_"يلا يا عمار."
قالها آدم وهو يفتح باب السيارة.



أشار عمار على السيارة وقال: 
_"قوله يفتح شنطة العربية."



آدم نظر له باستغراب: 
_"طب ودي أقولها له إزاي؟"



رفع حاجبه بضيق:
_ "زي ما قلتله على عنوان الفندق يا خفيف."



تنهد آدم وقال بإحباط: 
_"يا عم جت بالصدفة ده تلقيه كان فاكرني أخرس أصلاً! أنا طول الطريق بشاور وبحاول أفهمه بالإنجليزي بس هو ضعيف فيه أوي."



ضرب عمار كفه على جبينه: 
_"يا بني هشتمك... روح قوله أي حاجة خنقتني!"



تنهد بتكاسل وهو يمد له يده يأخذ منه الحقائب الذي يحمالها ثم أشار بيده: "
_هات كده الشنط يا باشا مصر وروح انت اعمل
إللي إنتَ عايزُه."



همّ عمار بالتحرك لكن يارا أوقفته وهي ترفع يديها أمامهما: 
_"بس بقى إنتم ولا العيال الصغيرة! 
الطيارة خلاص هتطير واخدين بالكم؟"



ثم استدارت إلى السائق وتحدثت معه لم تكن تعلم الكثير من الكلمات لكنها أخذت تصف له ما تريد ليقوم بفتح حقيبة السيارة والموافقة على توصيلهم للمطار.



آدم نظر لها ثم التفت لعمار بدهشة:
_ "طب ما هي بتتكلم أهو أومال سبتنا 
نتخانق ليه بقى؟!"



نكزه عمار بكوعه وقال: 
_"امشي يالا اركب جنب السواق."



ابتسم آدم بمكر: 
_"عايز تركب ورا ليه ؟! طب عند فيك، 
هركب أنا ورا وركب انت بقى جنب السواق."



تسابقا الأثنين كلُ واحدٍ يفتح باب السيارة من الجهات المختلفة، ليجدا نفسيهما جالسين بجوار بعض على الأريكة الخلفية!



يارا نظرت لهما بصمت عينها تتنقل بين وجهيهما ثم انفجرت أخيرًا: 
_" هو إيه اللي أنا شوفته ده؟! 
يعني انا اللي هقعد جمب السواق؟ "



فتحت باب السيارة بقوة وركبت بجوار السائق.



آدم :
_ "يارا مينفعش يلا انزلي اقعدي ورا."



يارا نظرت له بحدة: 
_"وحياة خالتك؟! دا على أساس إني إللي كنت بجري علشان أقعد ورا؟ عامةً الراجل محترم وفحاله ياريت إنتَ كمان تكون في حالك ،انا اعرف أوقف زيك وزيه عشر مرات."




        
          
                
انفجر عمار ضاحكًا بينما آدم رمقه بضيق :
_ "إنت بتضحك على إيه؟ دي جابت سيرة خالتي على فكرة!"



عمار مسح دموع الضحك وقال:
_ "تستاهل."



زفرت بغضب وقالت: 
_"أنا هسكت... ويا ريت محدش يتكلم 
معايا لغاية لما نوصل."



مال آدم برأسه للخلف وقال بمكر: 
_"آمين يا معلمة."



عمار انفجر ضاحكًا من جديد بينما يارا أغلقت عينيها متجاهلة الاثنين تمامًا، متمنية لو أن الرحلة تنتهي بسرعة قبل أن تفقد عقلها وسط هذه الخناقات الطفولية.



___________________



في سوريا



في غرفة جميلة بالفندق كانت تجلس على الأريكة، ساقاها مطويتان أسفلها، بينما تقص على جنات بعض الأشياء .



_"لك هااا أنا هلأ فهمت وين صارت رفيئتك.
" قالتها جنات وهي تحاملة منشفة تمسح بها يديها.



جميلة رفعت رأسها بملل: 
_"يا بنتي زمنهم جايين دلوقتي."



جنات وضعت يدها على خصرها ونظرت إليها بتمعن: _"تمام طيب أعملك شي لقمة مهضومة تكليها؟"



_"قلتلك مش هفطر مافضلش غير سبع أيام ورمضان يخلص وأنا عايزة أصومهم."



_"لك أنا مقدراكي كتير، بس الطبيب قال هيك..."



جميلة زفرت بضيق: 
_"جنات."



_"نعم."



_"سيبيني في حالي."



نظرت إليها بيأس، ثم رفعت يديها باستسلام: 
_"لك على راحتك." 
تركتها ودخلت إلى المرحاض.



أما جميلة فتنهدت وعادت تنظر لهاتفها عندما فتحت تطبيق "واتساب" وجدت رسالة جديدة.



*وحشتيني يا جيمي نفسي تسامحيني وأسمع صوتك.*



تجمدت عيناها على الشاشة للحظة، لم تستطع التفكير في أي شيء سوى هذا الاسم... "جيمي". 
لا أحد كان يناديها به غيره هل تذكرها فجأة؟ أم أن الأمر مجرد خطة جديدة؟ هي تعرفه جيدًا... لا يتحرك بلا سبب.



قطع شرودها صوت طرقات على باب غرفتها قامت مترددة، فتحت الباب لتجد شابًا يقف أمامها.



_"حضرتك الأستاذة جميلة العمري؟"



_"أيوه أنا."



_"في حد ساب العلبة دي لحضرتك
تحت في الاستقبال."



_"مين؟ اسمه إيه؟"




        
          
                
_"مقالش اسمه يا فندم."



ترددت لثوانٍ قبل أن تأخذ العلبة منه: 
_"طب شكرًا."



_"العفو يا فندم."



أغلقت الباب وجلست على السرير نظرت للعلبة الصغيرة في يدها ثم فتحتها ببطء في داخلها وجدت وردة حمراء وبجانبها كارت صغير مكتوب عليه:



<أنا آسف... وأنا عارف إنك لسه بتحبيني وهتسامحيني. خلي بالك من الوردة، أنا لسه فاكر إنتِ بتحبي إيه... لأن الحاجات دي مبتتنسيش خليكي فاكراني.>



تحت التوقيع اسم واحد فقط: زين.



قبضت جميلة على الكارت ثم أمسكت هاتفها بسرعة وفتحت تلك المحادثة التي كانت من رقم غريب قبل قليل فهي تأكدت مِن مَن هي ثم وكتبت بحدة:



<إنت ليه غاوي تتعبني معاك؟ أنا عرفت كل حاجة وخلاص... مبقاش ينفع نكمل مع بعض وأنا عملت بأصلي ومردتش أبلغ، بس دلوقتي مستعدة أبلغ عادي وأكيد إنت عارف كويس إني أقدر.>



ظهر مؤشر الكتابة، وكأنه كان ينتظر رسالتها.
فكتبت لها :



<إنتِ معرفتيش الحقيقة يا جميلة... ضحكوا عليكي. وبعدين أنا عارف إنك بقيتي ظابط قد الدنيا 
ودخلتي الكلية دي مخصوص علشان تنتقمي مني وضيّعتي حلمك اللي كنتِ عايزة تحققيه... بس مقدرتيش، علشان بتحبيني وأنا كمان لسه بحبك.>



ترددت أنفاسها شعرت بشيء ثقيل يضغط على صدرها ثم كتبت بسرعة:



<إنت غاوي تصعّب الموضوع عليا ليه؟ ولا يمكن دي لعبة جديدة؟ وهما مين بقى اللي ضحكوا عليا؟ أنا سمعت كل حاجة بصوتك إنت! أرجوك، ابعد عني وسيبني في حالي.>



<مش هبعد يا جيمي... وهرجع وهنتكلم علشان تفهمي اللي إنتِ مش فاهمه وألف سلامة عليكي، وياريت تفطري زي ما الدكتور قال.>



<إنت كمان مراقبني؟ يا بجاحتك يا أخي>



<أنا هسيبك تهدي يا جميلة وهقفل... خلي بالك من نفسك.>



نظرت إلى الهاتف في يدها ثم رمته على السرير وأخفت وجهها بين يديها بكت... بكت كثيرًا
كيف ما زالت تحمل له بعض المشاعر رغم كل ما فعله؟
لأ هي لا تحمل مشاعر حب فقط كلها مشاعر كره وضيق.



في تلك اللحظة خرجت جنات من المرحاض وهي تمشط شعرها:
_



"لك شو ها الوردة الحلوة كتير! أكيد مراد."



رفعت جميلة رأسها بسرعة:
_ "ماله مراد؟"



غمزت لها بمكر: 
_"يعني... مافي إعجاب؟"




        
          
                
_"إعجاب إيه بس يا جنات إحنا هنحب ولا هنشتغل."



ضيّقت عينيها: 
_"يا ترى مين اللي جاب الوردة؟"



_"مش مراد سيبيني في حالي."



نظرت إليها بارتياب ثم قالت ببطء: 
_"إنتِ كنتِ عم تبكي؟"



_"لا مفيش حاجة أنا كويسة."



_"لك بحاول صدقك بس ما إني مرتاحة."



جميلة زفرت وهي تحاول تغيير الحديث:
_"عايزه أنام. "



جنات شبكت ذراعيها مالت عليها بمكر:
_ "مممم لك إنتِ عم تتهربي من الحديث
طيب انتِ ما بتحسي بشي تجاهه؟"



ابتسمت جميلة بشرود لكنها فاقت على حركة يد الآخرى أمام وجهها التي كانت تضحك وهي تعلم الإجابة 
فقالت جميلة :
_"لا بطلت أحس تصبحي على خير ."



_"نامي لسا بكير وهنعرف كل شي عن قريب."



تمدّدت جميلة على الفراش وأغمضت عينيها... لكن النوم لم يأتِ. رأسها كان يعج بالأفكار، والصوت الوحيد الذي يدور بداخلها هو صوت رسالته الأخيرة التي كان محتواها:



_"مش هبعد يا جيمي... وهرجع."



**********************



في الطائرة المتجهة إلى سوريا



جلسوا ثلاثتهم بجوار بعض، غلب الإرهاق على يارا وآدم فاستسلما للنوم سريعًا بينما ظل عمار مستيقظًا ينظر من النافذة بشرود، ثم التفت ناحية يارا يتأمل ملامحها الهادئة وهي نائمة.



لكن عقله لم يرحمه من التفكير فظل يحدث ذاته:
_"دي أول مرة أبقى معجب بحد بالشكل ده... حتى البنات اللي كنت بشوفهم دايمًا ما شدتنيش كده، إيه اللي مختلف فيها؟ دي حتى إللي كانت معاك عمرك ما حسيت إنك مشدود ليها كده!"



نظر لها مجددًا ولاحظ أنفاسها المنتظمة وشعرها المتناثر على كتفها....فنظر أمامه سريعًا يجاهد نفسه وعينه بعدم النظر إليها فأكمل وهو يحدث نفسه :



_"بس برضه... اللي كنت هتقوله مينفعش
عمري ما كنت خفيف أو مدلوق، 
ليه بقى هبقى كده دلوقتي؟
أتقل شوية... لما تتأكد إنها بتبدلك نفس المشاعر."



تنهد وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ثم همس لنفسه:
_"شوف أنت بتفكر فيها وهي نايمة وقربت تشخـ،ـر.. بس والله حقها بتتعب والله ما حد تعبني غيرك يا يارا."



ثم ابتسم بسخرية وأضاف بصوت خافت:



_" والله أنا اللي تعبت."




        
          
                
_______________



في أمريكا - في مكتب "الكبير" داخل Black Orchid 



استيقظ جاسر على أصوات الأغاني الصاخبة التي تهتز لها جدران غرفته. 
تأفف بضيق، ثم نهض متكاسلًا متوجهًا للحمام ليغسل وجهه بعد دقائق كان يسير نحو مكتب "الكبير"، حيث كان الحارس بانتظاره:
_ "اتفضل يا جاسر باشا."



أشار له جاسر بأن يبتعد عن الباب فابتعد الآخر بطاعة دفع جاسر الباب برفق ودخل
فوجد "الكبير" يجلس خلف مكتبه الفخم 
ينفث دخان سيجاره ببطء.



ابتسم الكبير ابتسامة جانبية :
_"إيه؟ عرفت تنام؟"



جاسر بضيق :
_ "أنام إيه بس يا كبير؟! الصوت ده يصحي المـ،ـيتين!"



_ "كنت قولتلي إنه مضايقك."



ضحك جاسر بسخرية وهو يستند بيده الأثنين على المكتب يرجع ظهره للخلف :
_ "ليه كنت هتوقف الأغاني ولا إيه؟"



_"آه، كنت هوقفها عادي."



حدق جاسر فيه للحظة، ثم قال وهو يسحب كرسيًا ليجلس: 
_"مش حوارنا دلوقتي... المهم، 
أنت محتاجني معاك في تسليم الشحنة ولا أمشي؟"



ألقى "الكبير" نظرة جانبية عليه،
قبل أن يميل للأمام قائلًا بحزم:
_"إنت بتهزر ولا إيه يا جاسر؟ أكيد محتاجك الشحنة هتتسلم بعد بكره والأعضاء اللي في سوريا جايين بكرة الصبح أنا مش ضامن العيال اللي راحوا تركيا،
ممكن يمسكوا علينا حاجة أو حتى يسرقوا البضاعة. فلازم ننجز في الحوار ده وعشان كده... إنت هتقعد هنا مش راجع فيلتك."



تراجع جاسر في كرسيه قليلًا، قبل أن يرفع حاجبه مستنكرًا:
_ "يعني إيه مش راجع؟ أنت مش واثق فيا ولا إيه؟"



أجابه بهدوء مصطنع:
_ " واثق وواثق أوي كمان ولو مش واثق ماكنش زمانك هنا دلوقتي ولا إيه؟... بس ده شغل وأنا محتاجك هنا جنبي."



صحح له الآخر بردٍ بارد وهو يلعب بالحديث في المرمى يمينًا ويسارًا فهو بطل الكرة الذهبية في الهجوم : _"تقصد تحت عينيك؟"



ابتسم "الكبير" ببطء ولم يرد، بينما أضاف جاسر بحدة خفية:



_"أنا متأكد إن مدحت لعب في دماغك... بس مش موضوعنا دلوقتي عمومًا أنا فوق في أوضتي، لو احتجتني أو عايز تقولي حاجة ابقى اطلعلي يا كبير."



_"طب ما تقعد في البار معانا؟"



نظر له جاسر بضيق ثم تمتم في نفسه: 
_"الله يحرقك هو ده اللي ناقص إني أفطر!"



ثم رفع صوته قائلًا وهو يلوح له بيده: 
_""لا تسلم يا كبير... يلا تشاو."



---




        
          
                
أغلق الباب خلفه، وتأكد أن الغرفة خالية من الكاميرات أو أجهزة التصنت، ثم أخرج هاتفًا جديدًا ووضع فيه خطًا جديدًا قبل أن يكتب رسالة إلى "قاسم" عبر "واتساب":



<قاسم ركز معايا لأني حاسس إنه بدأ يشك فيا. 
الأعضاء اللي في سوريا جايين بكرة الصبح على هنا ظبط معاهم، خليهم ياخدوا بالهم هناك.
معاد التسليم هيبقى بعد بكره هو مقاليش التوقيت بس خليك جاهز إنت واللي معاك، ولو في قوات تمام.
في أي وقت هبعتلك اللوكيشن، بس أنا مضطر أقفل التليفون وأرمي الخط لو في جديد هبقى أكلمك من خط تاني خلي بالكوا من نفسكم مش عايزين نخسر حد سلام.>



بعد أن أرسل الرسالة، كسر شريحة الهاتف ورماها في سلة المهملات جلس على السرير، واضعًا رأسه بين يديه وهو يفكر في خطته القادمة.



بعد لحظات نهض وأخذ يؤدي بعض التمارين القتالية ضربات سريعة، قفزات، ولكمات متقنة في الهواء.
بعد عدة دقائق، توقف وهو يلهث قليلًا، ثم نظر لنفسه في المرآة قائلاً بسخرية:



_"لا كده كتير... إنت ناوي يطلعلك كرش ولا إيه؟"



واصل تمارينهظواضعًا خطة جديدة في رأسه، 
مستعدًا لأي شيء قد يحدث قريبًا.



____________________



جلس الأربعة في غرفة المكتب الواسعة 
كل منهم منشغل بأفكاره، 
حتى كسر باسل الصمت قائلًا وهو ينظر لقاسم:
_"إيه يا عم مالك؟"



قاسم وهو ينظر لهاتفه : 
_"جاسر بعتلي رسالة... بيقول إن الشحنة الكبيرة بعد بكره والشحنة اللي في سوريا جاية هنا بكرة الصبح بس قفل التليفون علشان الراجل بدأ يشك فيه."



جومانا بقلق : 
_"ما قالكش على المكان؟"



نظر لها قاسم قائلًا:
_"لأ قال لما يعرف هيبعت اللوكيشن."



مصطفى:
_ "طب والمطلوب دلوقتي؟"



_"نبلغهم يخلوا بالهم من الأعضاء اللي هناك
وياخدوا بالهم من نفسهم."



باسل:
_ "طب كلمهم."



قاسم: 
_"استنى شوية عمار لسه موصلش
علشان الكلام يكون قدامهم كلهم."



مصطفى: 
_"خلاص شوية وكلمهم."



التفت باسل إلى جومانا التي كانت تجلس صامتة،
وكأن عقلها بعيد عن كل ما يدور حولها ،وما كان أحدٍ يعلم ما بها سوى باسل الذي قال غامزًا إياها:
_ "مش عايزة تروحي السباق؟"



ابتسمت بحزن لكنها أخفته قائلة: 
_"لأ يا باسل تتعوض في السباق اللي جاي مش وقته دلوقتي جاسر ممكن يبعت في أي وقت."




        
          
                
باسل: 
_"براحتك بس النهارده مش ورانا حاجة... فكري."



____________



كان مراد مستلقيًا على السرير يلعب بهاتفه
حين دخل خالد الغرفة متوترًا.



رفع مراد حاجبه وهو يلقي الهاتف من يده :
_"في إيه يا خالد؟"



أجابه بقلقٍ واضح : 
_"يا بني قلقان على رهف مسمعتش قاسم قال إيه؟"



مراد: 
_"متخافش، يا عم معاها جاسر... وكده كده إحنا رايحين ليهم بس نخلص الحوار هنا الأول."



_"ولو مخلصش؟"



نغزه في كتفه بقوة : 
_"إيه يا عم الكآبة والتشاؤم اللي انت فيهم دول؟! 
دا أنا هسميك خالد بومة!"



اشاح خالد وجهه بضيق : 
_"يا شيخ بقى سيبني في اللي أنا فيه!"



وضع يده على كتفه :
_"خلاص يا خالد إن شاء الله خير
متقلقش هتبقى بخير."



_ "آمين... اتصل على عمار شوفه وصل فين."



اللتقط مراد هاتفه ليجاري مكالمة ويرى إلى أين وصل صديقه فتح عليه عمار 



مراد: 
_" بقيتوا فين؟"



عمار: 
_"إحنا لسه نازلين من الطيارة دلوقتي."



_"طب نيجيلكوا المطار؟"



_"لأ علشان لو إنتوا مترقبين إحنا خلاص بنشوف تاكسي دلوقتي."



_ "خلاص ماشي عنوان الفندق هو ****."



_ "تمام إحنا في الطريق ليكم متتحركش 
انت بس من عندك."



أغلق مراد الهاتف ونظر إلى خالد.



خالد: 
_"ها؟"



_"جايين في السكة."



_"طب كويس."



جلس خالد ومراد يتبادلان أطراف الحديث،
حتى رن هاتف مراد مجددًا نظر إلى الشاشة فوجد اسم آدم.



آدم بصوت مرح : 
_"إيه يا باشا موحشتكش ولا إيه؟ كل ما تتصل
تتصل بعمار!"



رد عليه ساخرًا :
_"ما تظبط يالا أنا ناقصك؟ بقيتوا فين؟"



ضحك آدم وقال:
_"إحنا تحت في الفندق."



_"طب تمام أنا نازل لكم."



قام مراد من مكانه وقبل أن يخرج، التفت إلى خالد وقال له ينتظره حتى يخبر جميلة أن أخاها قد آتى




        
          
                
______



طرق مراد باب الغرفة وبعد لحظات،
فتحت جنات وهي تضع حجابها على رأسها.



مراد: "هي جميلة صاحية ؟"



أجابته وهي تبتسم :
_"إيه هي منيحة لك بدك تشوفها؟ اتفضل."



دخل مراد بينما خرجت جنات من الغرفة 
فوجدها خالد تنتظره بالخارج أقترب منها بضع خطوات مع حفظ المساحة التي كانت بينهم وقال بعدما حمحم :
_"عاملة إيه النهاردة يا جنات؟"



التفت إليه قائلة :
_"أنا بخير."



نظرت إليه للحظات ثم قالت بامتنان حقيقي:
/"لك تسلم كتير على كل شي."



ابتسم خالد لها : 
_"إحنا بقينا أهل وأوعدِك أول ما ننزل مصر
هشوفلك شقة وهساعدِك... وهنبقى كلنا أهلك."



أمتلأت عينيها الأثنين بالدموع : 
_"شكرا..."



تردد خالد قليلًا ثم سألها بلطف: 
_"إنتِ مش ناوية تشوفي أهلك قبل ما تمشي؟"



بمجرد أن أنهى كلمته أزدات الدموع عينها فأشاحت بوجهها بعيدًا جأه صوتها المرتجف : 
_"لا... مش عايزة أشوفهم."



عبثت ملامحه حينما وجدها حزينة :
_"مالك؟"



وحين رأى دموعها تنهمر على خدها أكثر أدرك أنه لمس جرحًا لم يكن يجب عليه الاقتراب منه.
أكمل بندم : 
_"أنا آسف إني تدخلت..."



_______



داخل الغرفة كان الجو هادئًا بينهما فنظر لها مراد وقال بهدوء:
_ "عمار جِه يا جميلة، أنا نازل.. قولت أعدي أطمن عليكي وأقولك."



جميلة بابتسامة: 
_"أنا الحمد لله بقيت أحسن من امبارح."



بدأت تنهض من مكانها:
_ "هقوم ألبس علشان لما عمار يجي أبقى 
جاهزة... قررتوا هتروحوا فين؟"



عقد مراد ذراعيه: 
_"لا إنتِ مش هتيجي معانا."



جميلة باندهاش: 
_"إزاي يعني؟ طبعًا هاجي."



مراد:
_"هنبقى نشوف الحوار ده لما نطلع كلنا.. أنا نازل."



خرج مراد من الغرفة وقبل أن يُغلق الباب لمح مراد 
خالد الذي كان يعتذر لها بالخارج حينما كان يقول:
_ "أنا آسف إني اتدخلت."



مراد لم يتدخل مراد بينهم أنظر للحظة ثم أشار بيده لخالد كي يتحرك معه، تردد خالد لتركها بمفردها لكنه شعر بأنها تريد أن تنفرد بذاتها فسار مع مراد لكنه كان يلتف ليراها حينها لاحظ مراد قلقه فضحك بمكر ثم قال: 




        
          
                
_ "إيه يا عم؟ ناوي ترجع لأمك بعروسة بجد ولا إيه؟"



بادله خالد الضحك وهو يحك يده بذقنه:
_ " مش عارف بس لسا مَنَوّتش."



_ "أومال عيّط البِت ليه يا بأف؟"



حك خالد رأسه: 
_"سألتها عن أهلها فعيّطت."



أجابه مراد متنهدًا:
_ "علشان غبي."



اعترض الآخر بقوله :
_ "غبي ليه؟!"



_ "واحدة كانت هتموت، ولما قولنالها تعالي معانا مصر وفقت، يبقى أكيد في مشاكل بينها وبين أهلها... يا بومة!"



هدده خالد قائلًا : 
_"عارف لو قولتلي بومة تاني هعمل إيه؟"



_ "ولا هتعمل حاجة."



قبل أن يرد خالد، لمح مراد يارا تلوّح له من بعيد، 
فابتسم واتجه نحوها.



يارا وهي تحتضنه بحماس:
_ "مراد وحشتني!"



مراد وهو يعيد العناق بحب : 
_"وأنتِ كمان وحشتيني... بس سمعت إن في حركات أكشن حصلت آخر مرة من غيري؟!"



أجابته ضاحكة وهي تنظر لعمار فهو بالتأكيد من قص له: _"أومال إحنا قدها بردو!"



قاطعهم عمار الذي قال :
_"أومال جميلة فين؟"



_"فوق... يلا نطلع."



بدأ الجميع في الصعود إلى الأعلى
يتقدمهم مراد وعمار ويارا بينما يسير خلفهم آدم وخالد.



آدم وهو ينظر إلى خالد: 
_"مالك يا خالد؟ حاسس إنك مهموم."



أجابه بنبرة مُرهقة: 
_"تعبان شوية بس."



وضع آدم يده على كتف خالد: 
_"طب اتكلم قولي إيه اللي مضايقك؟"



خالد:
_ "مفيش... بس خايف على إخواتي ."



أجابه مطمئنه:
_ "متخفش مفيش حاجة هتحصل بإذن الله."



_"بإذن الله يا صاحبي."



___________



دخل الجميع إلى الغرفة التي كانت جميلة بها 
ما إن رأت أخاها عمار حتى هرعت نحوه 
واختبأت بين أحضانه. أمسك بكتفيها برفق:
_ "مالك؟"



كلمة واحدة لكنها كانت كافية لجعل جميلة تشعر برغبة في الانهيار لم يكن إنهيار جسدي هي ليست متعبة لكن إنهيارها ما هو إلا إنهيار نفسي سببه كل الذكريات التي تذكرتها اليوم إلا أنها تماسكت ومسحت بأناملها على خده قائلة: 
_"أنا بخير...."




        
          
                
عمار وهو ينظر إليها بريبة:
_ "مش حاسس بكده يا جميلة... لينا قاعدة نتكلم فيها وهعرف كل حاجة بالظبط تمام؟"



طأطئة رأسها:
_ "تمام."



في هذه اللحظة رن هاتف مراد، معلنًا عن المتصل
نظر إلى الشاشة و رفع الهاتف إلى أذنه.



تحدث قاسم بجديّة قبل أن يسمع كلمة منه : 
_"مراد عارف إن كلكم متجمعين... افتح الSpeaker واسمعوني كويس."



فتح مراد مكبر الصوت واجتمع الجميع حول الهاتف.



قاسم: 
_"يا رجالة جاسر بعتلي من شوية، 
قال إن الأعضاء اللي في سوريا جايين على أمريكا بكرة الصبح والشحنة الكبيرة بعد بكرة لو في حاجة حصلت غلط دا معناه إيه؟ معناه إن جاسر اتكشف لأنه الوحيد اللي يعرف الأخبار، وده معناه إن هو ورهف في خطر ركّزوا أنا مش عايز غلطة، لأن الغلطة بفورة!"



ساد الصمت في الغرفة قبل أن يكسره قاسم بنبرة صارمة: 
_"إحنا كتيبة واحدة... كتيبة 101 لازم نبقى قد اللقب ده وقد المسؤولية. كانوا ممكن يبعتوا أي فريق تاني، لكنهم عارفين خطورتنا وإصرارنا قولهم يا عمار اللي كنت بتقوله دايمًا للضباط الصغيرين قول!"



عمار بحماس وهو يحرك عينه بينهم جميعًا واحدًا تلو الآخر لاحظ كم كان حديث قاسم قوي عليهم ومأثر بالنسبة لهم فتحدث: 
_"أما فوق الأرض أعزاء... أو تحت الأرض شهداء!"



قاسم: 
_"بس أنا مش عاوزكم شهداء... الأعمار بيد الله، بس انتوا قدها وهتبقوا فوق الأرض أعزاء... جاهزين؟"



الكل بصوت واحد:
_ "طبعًا جاهزين!"



قاسم: _"ربنا معاكم."



أغلق الهاتف وظل الجميع في صمت يفكرون في الخطوة القادمة. مراد نظر إلى عمار فوجده شارداً:



_"مالك يا عمار؟"



_"بفكر في خطة."



مراد: 
_"كويس فكرت في إيه بقى؟"



عمار بابتسامة خبيثة: 
_"إحنا..."



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



كان صالح يرتدي ملابسه استعدادًا للذهاب إلى شركته، عندما لاحظ شرود زوجته سارة فأقترب يجلس جوارها:
_"مالك يا سارة؟"



سارة بتوتر: 
_"خايفة عليهم بقالهم قد إيه بره البيت؟ 
ولا حتى بيتصلوا يطمنوني عليهم!"



صالح بغمزة: 
_"طب ما دي حاجة حلوة إنهم بره البيت بصي الهدوء
... أنا بقول مروحش الشغل النهارده ونفضل ساكتين كده ونستمتع باللحظة."




        
          
                
سارة وهي ترفع حاجبها: 
_"أنا خايفة على ولادي وانت بتفكر في إيه؟!"



احتواها صالح بين ذراعيه قائلًا: 
_"ولو قولتلك إنهم كويسين، هتهدي شوية؟"



سارة مترددة: 
_"عايزة أكلمهم."



صالح: " تكلمي مين دا على أساس إنهم بيلعبوا؟ "



لاحظ تقلب وجهها فتأفف بيأس فهو يعلم أن ذلك القلق سينقلب عليه هو فقال :
_"حاضر إهدي وأنا هتصل بيهم."



طلب صالح رقم مراد وبعد لحظات جاءه صوت ابنه فقال :
_"إيه يا مراد أختك وصلت لك؟"



رفع مراد حاجبيه وهو يلتفت حوله قائلًا:
_"أختي! كمان عرفت إن إختي وصلتلي ؟ 
يا بابا قولتلك مليون مرة مترقبنيش... أنا مش عيل صغير! ولا أختي صغيرة."



صالح بجديّة: 
_"مراد صوتك وانت بتتكلم! 
متنساش نفسك يا سيادة الرائد!"



حك مراد ذقنه وضرب الأرض بقدمه وهو يبعد الهاتف عن إذنه قائلًا بهمس: 
_"أفضل إنتَ ماسكني من إيدي إللي بتوجعني بأنك أبويا!" 
أعاد الهاتف مجددًا على أذنه وقال 
_"أنا آسف."



_"نتكلم في الموضوع ده لما ترجع... اديني يارا."



أرفع مراد صوته يناديها لتأتي له إلى شرفة الغرفة
_"يارا!"



فجاءته يارا وأخذت الهاتف الذي كان يمده لها نظرت إلى شاشة الهاتف ووضعته على أذنها وقالت:
_"أيوه يا بابا؟"



صالح:
_ "عاملة إيه يا حبيبتي؟"



_ "الحمد لله وإنتَ وماما؟"



_"كويسة بس عايزة تطمن عليكي... خديها اهي."



أخذت أمها الهاتف وقالت بصوتٍ مرتفع :
_"بقالك قد إيه بره البيت؟ لا انتي ولا أخوكي فكرتوا تتصلوا تطمنوني؟ يا شوية كلاب!"



يارا: "يا ماما، بس..."



لم تكمل جملتها فقد أغلقت والدتها الهاتف في وجهها!
نظرت يارا للهاتف بصدمة ثم نظرت إلى مراد :
> "إحنا هنفضل نتهزق لحد إمتى؟!"



رد عليها ضاحكًا: 
_"يعني هي أول مرة تقفل في وشك؟"



__________



قلد صالح نبرة صوتها بسخرية : 
_"أنا خايفة على ولادي يا صالح ...خايفة.. ولما تكلمي البِت تقفلي في وشها؟! أنا ماشي يا سارة."



تجاهلت سخريته وقالت بدلعٍ وهي متذكره فأمسكت يده قبل أن يخرج من الغرفة بأكمالها:
_ "استنى بس مش كنت هتاخد إجازة النهارده؟
ولا غيرت رأيك ولا إيه؟"




        
          
                
نظر إليها بملل: 
_"اللهم إني صايم روحي يا سارة خليني أمشي."



تركته لتجلس مكانها قائلة :
_"أمشي."



اقترب منها ببطء لكنها لم تنظر له فأقترب أكثر 
أغمضت عينيها، فابتسم بحنان وطبع قبلة دافئة على مقدمة رأسها.
فقال بنبرة هادئة بثت فيها الطمأنينة: 
_"أنا ماشي متخافيش ماشي؟"



أجابته بصوت خافت:
_ "حاضر."



خرج هو متجهًا إلى عمله، بينما جلست هي في مكانها تقرأ القرآن، تدعو لزوجها وأولادها بالحفظ والتوفيق.



____________
________________



في سوريا



خالد مترددًا:
_ "بس دي مخاطرة كبيرة أوي يا عمار."



توجهت نظراته له وقال بجديّة: 
_"عارف إنها مخاطرة
بس أكيد هما زوّدوا الحراسة على المستشفى بعد ما انكشفتم...وبعد ما روحتوا وجبتوا جميلة من المشرحة زي ما بتقولوا... مينفعش نروح هناك تاني."



فكرت يارا في تلك الخطة من جميع الجهات :
_ "هي فكرة حلوة بس محتاجة ترتيب علشان تمشي صح... لازم نعرف تحركاتهم بكرة الأول."



مراد : 
_"خلاص إحنا هننفذها... آدم ليك دور مهم 
علشان نعرف تحركاتهم."



وضع آدم يده بين خصلاته وأرجع ظهره للخلف قائلًا بثقة: 
_"آدم جاهز يا باشا."



مراد:
> "على خيرت الله هكلم قاسم أفهمه الخطة."
خرج مراد إلى البلكونة ليتحدث مع قاسم
بينما بقي البقية في الغرفة.



بحثت جميلة بعينيها في الغرفة عنها فلم تجدها :
_"هي فين جنات؟"



وجهت كلامها بالأخص إلى خالد الذي نهض سريعًا وهو يجيبها:
_ "هروح أنده لها هي مرديتش تقعد معانا علشان 
الشغل، أصرت تقعد في الأوضة التانية...هروح أجيبها تقعد معانا."



---



طرق خالد الباب عدة مرات، لكن لم يجبه أحد.
تردد للحظة، ثم قرر  فتح الباب ببطء
ليجد جنات جالسة على الأرض تبكي بانهيار. 
كان شعرها الأحمر  الطويل المجعد منسدلًا على كتفيها، وحجابها ملقى على الأريكة.



تجمد خالد في مكانه، لم يكن يعلم كيف يتصرف. 
نظر للحجاب و التقطه ببطء ثم جلس على ركبتيه أمامها..... ثم وضع الحجاب على رأسها
بينما هي لا تزال تبكي في صمت.



تحدث بنبرة نادمة: 
_"بتعيطي لي؟ بسبب كلامي؟ أنا غبي فعلًا... بس مكنش قصدي والله مفيش حاجة تستاهل تخليكي تعيطي كده دموعك غالية."



تشهقت وسط بكائها : 
_"لك... أنا تعبت كتير... هِن كانوا يكرهوني كتير... أنا مالي ذنب بشي!"



حاول جاهدًا تهدئتها: 
_"اهدي... ولا كأن في حاجة حصلت
اللي فات فات، والمهم إنك هتبدأي حياة 
جديدة... مع ناس جداد وهتحققي حلمك."



أجابته بضحكة مُرّة وهي تنظر له وتعدل طرف وشاحها لتخفي تلك الخصله التي نزلت على عينيها :
_ "أنا مالي أحلام... هِن دمروني، 
لك دمروا أحلامي... أنا تعبت."



تردد كثيرًا لكنه حسم أمره حينما ربت على كفها بخفه:
_"متعيطيش... إحنا كلنا معاكي إحنا عيلتك دلوقتي... ممكن نكون كتار شوية بس هتحسي معانا بالدفا ونعوضك ولو بجزء صغير من تعبك."



نظر إليها مشجعًا ووقف ثم مد يده: 
_"يلا هاتي إيدك قومي اغسلي وشك
وتعالي اقعدي معانا."



مسحت دموعها بكفها : 
_"حاضر."



شجعها بابتسامة :
_ "أنا مستنيكي بره."



---



خرج خالد وانتظرها بالخارج مستندًا إلى الدرابزين 
يضع وجهه بين كفيه.



لحظات وخرجت جنات، بعدما غسلت وجهها وارتدت حجابها. ترددت قبل أن تلمس كتفه فاختارت أن تتحدث بدلًا من ذلك فقالت بصوت خافت:
_ "خالد... إنت منيح؟"



رفع رأسه ونظر إليها بابتسامة خفيفة:
_ "أنا كويس... يلا ندخل؟"



أومئت برأسها: 
_"يلا."



دخلا سويًا إلى الغرفة وجلست جنات بتوتر.
بدأت تتعرف عليهم واحدًا تلو الآخر، حتى قطع آدم الصمت فجأة وهو ينظر إلى ساعته:
_ "هو المغرب بيأذن هنا بدري ولا إيه؟"



حدجه مراد بعينيه : 
_"يا بني انت على طول كده!
بعدين لسه شوية على المغرب."



تطلع عليهم عمار وهو يرى أن كل واحدًا منهم غلبهم شيئًا كالتفكير والبعض الذي بدأ ينعس فقال :
_"كل واحد يمسك مصحفه ويقرأ جزئين 
علشان ربنا يكرمنا."



أكد خالد عليه بقوله : 
_"أنا بقول كده برضو."



جلس الجميع يتلون القرآن في جو هادئ يملؤه السكينة.



يتبع........



☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆



"اللهم نوّر قلوبنا وقلوب أحبابنا بالقرآن، واجعل صدورنا مضيئة بذكرك."



القرآن... هو جنة، هو رفعة، هو هداية، هو سبيل إسعاد، ودرب أمان.



فاحرصوا دائمًا عليه، حتى لا يأتي يوم، تفتحون فيه كتاب الله... فتجدونه فارغًا.



 

google-playkhamsatmostaqltradent