Ads by Google X

رواية الكتيبة 101 الفصل التاسع عشر 19 - بقلم يارا محمود شلبي

الصفحة الرئيسية

   

رواية الكتيبة 101 الفصل التاسع عشر 19  -  بقلم يارا محمود شلبي

الفصل التاسع عشر|هرجعك مصر بعروسة كارتون.|
                                    
                                          
الفصل نزل أهو يا كتاكيتييي💃🏻💃🏻
في الآيام المباركة دي متنسوش تدعولي معاكم🥺💖



______________
صلى على نبي الرحمة
**********************



قراءة ممتعة......



الفصل التاسع عشر|هرجعك مصر بعروسة كارتون|



في نفس تلك اللحظة التي يبحث بها مار وآدم وقاسم  عن أي خيط يدلهم إلى مراد 
كانت جميلة في إحدى غرف المستشفى...



تحديدًا في المشرحة



كانت مكتفة الأيدي..



وصوت خطوات يقترب منها...



عادت بذاكرتها وهي تتذكر ما حدث صباحًا 
قبل أن تأتي إلى هنا 



مراد:
_"جميلة دي أوضتك وأنا وخالد في الأوضة اللي جنبك على طول هنريح ساعتين كده وبعدها ننزل نشوف المستشفى ونجمع معلومات."



جميلة:
_"خلاص تمام... بس هو عمار ويارا وصلوا؟"



_"أه لسه نازلين من الطيارة يلا أنا ماشي
تصبحي على خير."



_"وأنت من أهله."



غادر مراد إلى غرفته مع خالد، 
وما إن أغلق الباب حتى ألقى بنفسه على السرير
لكنه لم يستطع النوم
أفكاره كانت مشوشة وعقله عالق عند شخص واحد... جميلة.



على الجهة الأخرى كانت جميلة تتقلب في سريرها بانزعاج:



_"أنا مش عارفة أنام... أعمل إيه يا ربي؟!"



نهضت من سريرها وخرجت إلى شرفة الغرفة تستنشق الهواء وضعت مرفقيها على الحاجز ونظرت للسماء.



_"كان لازم يروحوا يناموا ساعتين!
يعني زمانهم نايمين دلوقتي...وانا اللي هَعِد النجوم في عز الضهر"



_"ومين قالك إننا نايمين؟"



انتفضت مذعورة عند سماع الصوت المفاجئ، واستدارت لتجده مراد واقفًا في الشرفة المجاورة ينظر لها بابتسامة جانبية.



وضعت يدها على صدرها قائلة:
_"بسم الله الرحمن الرحيم!"



_"اتخضّيتي؟"



_"اترعبت ."



ضحك مراد على ردت فعلها ثم قال وهو ينظر لها:
_"تحبي تنزلي تتمشي معايا شوية؟"



_"ياريت هلبس وآجي."



_"تمام."



دخلت جميلة إلى الغرفة وبدلت ملابسها سريعًا، ارتدت بنطلونًا أسود وتيشرتًا أحمر بأكمام، وحذاءً رياضيًا أبيض، وربطت شعرها في ذيل حصان وبينما كانت تستعد للخروج سمعت طرقًا على الباب
فتحت وهي تتوقع رؤية مراد،
لكنها تفاجأت بفتاة تقف أمامها بابتسامة عريضة :
_"شو الأخبار؟"



استندت جميلة على الباب :
_"الحمد لله..."



الفتاة:
_"ها أنتِ من مصر؟"




 
                
_"أيوه."



_"لك تؤبِريني أنا بحب المصريين كتير كتير."



ضحكت جميلة بعفوية:
_ "بجد؟ وأنا كمان حبيتك ....كنتِ عايزة حاجة؟"



_"يا العمى! نسيت آه بدي أنضف هاي الغرفة."



_"تمام ثانية واحدة هاخد حاجة من الأوضة وأخرج."



أسرعت إلى الخزانة أخذت سلاحها وثبّتته حول خصرها، ثم أسدلت التيشرت عليه ليختفي عن الأنظار، وخرجت للفتاة مرة أخرى:



_"تقدري تدخلي أنا هنزل."



_"تمام تمام"



ارتدى مراد سروالًا أسود وتيشرتًا زيتيًا
ووضع نظارته فوق رأسه ثم خرج من الغرفة. 
لمح جميلة وهي تغلق باب غرفتها بعد حديثها مع الفتاة:
_"مين دي؟"



_"هتنضّف الأوضة... بس بصراحة خفت 
فاخدت السلاح معايا."



ابتسم مراد بإعجاب: 
_"جدعة... علشان محدش يشك فينا يلا نتمشى."



تحركا معًا في ممر الفندق وكان الهدوء يحيط بهما 
فقالت جميلة متسائلة عن عدم وجود خالد:
_"هو خالد نام؟"



_"نام أول ما دخل الأوضة تقولي السرير كان وحشه!"



ضحكت جميلة: 
_"وأنت بقى؟"



_"أنا إيه؟"



_"منمتش ليه؟"
نظر أمامه وسار ببطء قبل أن يجيب بصوت هادئ: 



_"علشان بفكر..."



غمزت له ممازحة: 
_"بتفكر في مين؟ الله يسهل له بقى."



ضحك ضحكة قصيرة لكن عينيه كانتا تحملان حزنًا خفيًا: 
_"بفكر في حد مش حاسس بيا أصلًا... ولا 
حتى شايفني."



عبست جميلة وهي تنظر إليه: "ليه بتقول كده؟ 
لو الحد ده واحدة وأنت معجب بيها 
ليه ما تقولهاش؟ ليه تخبي مشاعرك؟"



نظر لها مطولًا وقال بهدوء: 
_"أنتِ شايفة كده؟"



جميلة:
_"أيوه طبعًا! ما تضيعش 
وقتك في التفكير كلمها!"



تنهّد مراد ونظر بعيدًا: 
_"بس أنا حاسس إنها بتحب حد تاني..."



_"مش يمكن إحساسك ده غلط؟ وحتى لو صح
حاول تشدّها ليك بطريقتك."



صمت مراد قليلًا قبل أن تتابع جميلة بفضول:
_ "ها؟ هتقول لها إمتى؟"



ضحك مراد ضحكة جذابة وهو ينظر إليها بمكر:
_ "مالك مستعجلة كده ليه؟"



_"مستعجلة أشوف نهاية الفيلم الرومانسي دا."



_"لو رجعت سليم هقولها في مصر بقى."



ابتسمت جميلة وهي تنظر له: 
_"إن شاء الله هترجع."



توقّف مراد فجأة ونظر في عينيها مباشرة: 
_"قصدك هنرجع سوا."




        
          
                
أخفضت جميلة عينيها وهي تهمس بخجل :
_ "إن شاء الله..."



عاد مراد للمشي مجددًا وسألها: 
_"وأنتِ بقى منمتيش ليه؟"



هزّت كتفيها بلامبالاة:
_ "مش عارفة... بس قرأت قبل كده إن الشخص اللي مش قادر ينام في حد تاني بيفكر فيه."



نظر لها مراد نظرة عميقة وقال بابتسامة جانبية: 
_"ولو قلتلك إن الكلام ده مش تخاريف؟"



رفعت حاجبها بتحدي: 
_"قصدك إيه؟"



أدار وجهه للأمام وهو يفكر: 
_"لا دي أكيد غبية."



رفع مراد صوته وهو يبتسم:
_"بقولك إيه تركبي عجل؟"



جميلة رفعت حاجبها بدهشة من هذا السؤال لكنها وافقت على الفور:
"أركب عجل."



كان بالقرب منهم رجل كبير في السن يقف بجوار مجموعة دراجات للإيجار  اقترب منه مراد وقال بابتسامة:
_"السلام عليكم."



الرجل رد بوجه بشوش:
_"وعليكم السلام اتفضل يا ابني."



أشار مراد إلى دراجتين:
_"هأجر دول لمدة ساعة."



ناولهما الرجل الدراجتين فأخرج مراد بعض النقود ودفعها له ثم التفت إلى جميلة وهو يمسك بالمقود:
_"بتعرفي تسوقي ولا هنتشتم؟"



جميلة ابتسمت بثقة وهي تصعد على الدراجة:
_" بسوق كلابي كده ."
وجدت وجهه قد عبث فضحكت وهي تكمل 
_"زعلتك كلابي بعرف أسوق متخفش معاك راجل."



مراد صفر بإعجاب وهو يبدأ القيادة بجانبها:
_"ده أحلى راجل ده ولا إيه؟"



جميلة ضحكت:
_"تفتكر حبيبتك لو سمعتك دلوقتي هتنبسط؟"



مراد التفت إلى الجهة الأخرى وقال بصوت منخفض وهو يكتم ضحكته:
"وربنا غبية... غبية!"



ضيقت عينيها وهي تحاول سماع ما قاله:
_"إنت قلت حاجة يا مراد؟"



مراد بسرعة:
_"لا بقول سوقي كده علشان أشوف الكلابي
دا لحسن يطلع مرض ."



ظلا يقودان الدراجات وسط شوارع المدينة
قبل أن تسأل جميلة:
_"كلمت عمار ويارا؟"



مراد:
_"كلمتهم أول ما وصلنا بعدين قفلت التليفون وسيبته فوق على أساس إني هنام يعني لما نرجع هبقى أكلمهم."



جميلة:
"ماشي عايزين نبقى نتجمع بعد ما نرجع كلنا ونعمل سباق عجل إيه رأيك ؟"



كان يميل بجسده قليلًا أثناء القيادة لكنه فجأة اعتدل وحدّق أمامه بصمت لم تلاحظ جميلة في البداية 
لكنها لاحظت تأخر رده.



ظل صامتًا للحظات وكأن عقله ذهب إلى مكان آخر. لاحظت شروده فكررت سؤالها بلطف:
_"مراد؟ مالك؟ روحت فين؟"



أبطأ من سرعته ثم تنهد بعمق قبل أن يجيب بصوت منخفض:



_"مش كلنا هنكون مبسوطين في ناس هتفتكر حاجات هي بتهرب منها ومش عايزه تصدقها ."




        
          
                
قبضت ما بين حاجبيها وهي لا تفهم شيئًا:
_"زي مين؟"



_"يارا ما بتحبش العجل يا جميلة."



_ "ليه؟"



لم يرد مباشرة بدلاً من ذلك أوقف العجلة تمامًا ونزل عنها نظرت إليه بقلق ثم أوقفت دراجتها واقتربت منه
رفع عينيه إليها بملامح يغلب عليها حزن الماضي .



_"يارا كانت بتحب العجل... كنت بعلمها هي وجومانا بس جومانا كانت أشطر منها 
و... لما جومانا ماتت لقيتها ماسكة العجلتين وبتكسرهم كأنها بتقول إن جومانا مش هتركب معايا تاني."



جميلة:
_ "ربنا يرحمها... أكيد كانت صدمة كبيرة ليها."



نظر بعيدًا للحظة ثم قال بصوت منخفض:
_ "وأنا... أنا كنت صغير حتى ما عرفتش أقولها إيه وقتها."



ساد الصمت للحظات، ثم حاول استعادة هدوئه 
فرفع رأسه ومرر يده في شعره وهو يقول بنبرة مصطنعة الصلابة:
_ "يلا نرجع المغرب قرب يأذن."



أرادت جميلة أن تقول شيئًا آخر
لكنها شعرت أنه لا يريد الغرق أكثر في الحديث ابتسمت فجأة وحاولت كسر الجو الثقيل:



_ "طب إيه رأيك في تحدي؟ أول واحد يوصل للفندق يعزم التاني على الفطار."



رمقها مراد بنظرة جانبية قبل أن ترتسم على وجهه ابتسامة خفيفة:



_"أنتِ مش سهلة."



قفز على دراجته سريعًا فصرخت:



_"غشاش انا لسه ما قولتش ابتدي!"



لكنه كان قد انطلق بالفعل
تاركًا لها خيارًا واحدًا... أن تلحق به



____________



في الوقت ذاته في الفندق...



داخل أحد الغرف مظلمة
وقف رجلان يتحدثان بصوت منخفض.



الأول قال بحدة:
_"ها؟ عرفت بقل إنهم ضباط مصريين؟"



الثاني:
_"عرفت إزاي؟"



الأول ضحك بسخرية:
_"البنت اللي بتنضف الأوض لقت كارنيه
الشغل وحكيتلي على طول."



الثاني قطب جبينه:
_"طب هما جايين ليه؟ وإحنا هنعمل إيه؟"



الأول أشار له بنفاد صبر:
_"أكيد جايين عشان الراجل صاحب الفندق! 
هو نفسه صاحب المستشفى اللي فيها تجارة الأعضاء،
أنت بقيت غبي كده ليه النهارده؟!"



الثاني بلع ريقه:
_"طب... نبلغ الريس نشوفه هيعمل فيهم إيه."



الأول:
_"بالظبط يلا نطلعله."



في جناح فاخر داخل الفندق...



كان هناك رجل يجلس على كرسي وثير 
يدخن سيجارًا فاخرًا....كان يبدو هادئًا، لكن عينيه تحملان قسوة لا تخطئها العين.



أحد الرجال دخل وانحنى قليلًا باحترام:
_"ريسنا... عامل إيه؟"



الرجل، والذي يُدعى "الريس" نفث دخان السيجار ببطء وقال ببرود:
_"أنا بخير، ها... شو الأخبار الجديدة؟"




        
          
                
الرجل الأول تقدم خطوة وقال بصوت حذر:
_"فيه هنا ضباط مصريين أكيد جايين علشان المستشفى نعمل إيه؟"



الريس رفع حاجبه وهو يسأل:
_"عددهم؟"



الرجل الأول:
_"تلاتة فيهم بنت."



الريس ابتسم ابتسامة صغيرة قبل أن يقول ببرود قاتل:
_"اخطفوها... وحطوها في المشرحة."



الرجل الثاني ابتلع ريقه:
_"تحت أمرك ."



ثم خرجا لتنفيذ الأوامر.



*********************************



وقف مراد فجأة ونظر إلى جميلة بقلق :
_"هطلع أصحي خالد وننزل خليكِ في المطعم ...
جميلة سرحتي فين  ؟"



هزّت رأسها محاولة إخفاء إحساسها بالقلق:
_"آه انا هنا لأ بص أنا مش مرتاحة هطلع معاك."



تحركا معًا نحو غرفتيهما عند باب غرفة خالد 
توقف مراد فجأة وأشار لها:
_"جميلة خليكي هنا خالد ممكن يكون نايم من غير تيشيرت."



ضحكت جميلة رغم توترها:
_"يعني فجأة بقيت مؤدب؟
طيب هدخل أوضتي وأنت خلّص بسرعة."



داخل غرفة جميلة



ما إن أغلقت الباب حتى شعرت بحركة غريبة خلفها. 
قبل أن تستدير كان هناك منديل يُكتم على فمها
يد قوية تُحكم قبضتها عليها قاومت بكل طاقتها أمسكت بزهريّة على الطاولة محاولة ضرب المهاجم لكن بدأت الرؤية تتلاشى أمامها وسقطت الزهرية على الأرض محطمةً الصمت بصوت ارتطامها القوي غابت عن الوعي تمامًا بينما حملها الرجل وخرج بها بسرعة.



_____
____



ربت مراد على كتف صديقه بقوة:
_"خالد قوم قوم بقى يا بني آدم."



فتح خالد عينيه ببطء ثم أغلقهما مجددًا لكنه لم يسلم من حديث مراد :
_"في إيه؟ إحنا في مهمة انا مش جايبك الساحل تتفسح."



نهض خالد مسرعًا ليتحدث بابتسامة عريضة تصل إلى أذنيه وهو يقول :
_"يعني بالنسبة للفسح إنتَ مش ملاحظ إحنا فين؟
إحنا في سوريا يا مُراد سوريا يعني بنات عسل . "



قاطعه مراد سريعًا وهو يشير للباب:
_"عسل اسود على دماغك يا حيوان قوم اخلص ماعنديش طاقة للهري بتاعك دا ."



_"شوف يا مُراد إنتَ دايمًا فاهمني غلط انا غرضي شريف والله.. ناوي أرجع لأمي بعروسة وانت هتساعدني."



مراد :
_"دا على أساس إني أنا خاطبة بقى؟ 
عارف لو فضلت قاعد كده انا هرجعك مصر بعروسة بس عروسة كارتون من إللي بتقول عايزه ماما."



ارتدى خالد ملابسه مسرعًا وهو يقول حينما القت الكرة بملعبه ليستفزه كما فعل الآخر :
" على الأقل العروسة الكارتون هتكلم معاها مش زي واحد صاحبنا خايف يعترف بمشاعره لعروسة حقيقية ."




        
          
                
صمت مراد يفكر حقًا في هذه الجملة هل هو خائف ؟
لماذا ؟! هل لأنه لأول مرة يشعر بحب فتاة؟ أم أنه لا يريد الأعتراف؟! ماذا يريد قلبه ؟ 
ماذا يريد عقله؟ 
ماذا يريد هو ؟!
وماذا تريدين هي منه؟!



خالد:
_"هي جميلة فين صحيح؟"



تنهد مراد بعدما خرج من فجوة أفكاره التي حينما يزنها بعقل ورزانه يومًا ما سيفوز بقلبها وهو لن يتردد بالفوز به:



_"قلت لها تستنى في أوضتها
علشان ما تشوفش سيادتك في وضع مش لائق."



____________



طرق مراد الباب كثيرًا لكن لا رد تبادل خالد ومراد النظرات بقلق وقد سيطر الخوف على مراد 



خالد :
_"ما يمكن نامت؟"



_"مستحيل كنت قايل لها تستنى."



خالد:
_"معاك تليفونك؟"



_"لا."



_"ولا أنا طب هن..."



لم ينتظر مراد فتح الباب فجأة ودخل ثم تجمّد في مكانه.



_"جميلة؟!"



الغرفة فارغة، زجاج مكسور على الأرض، ومنديل ملقى بجوار السرير علامات واضحة على صراع.



دخل خالد بسرعة وعيناه اتسعتا:
_"إيه ده؟!"



نظر مراد إلى الأرض ثم إلى خالد وعيناه مليئتان بالغضب:
_"كشفونا... وخطفوها."



في غرفة المراقبة



اندفع مراد وخالد إلى غرفة المراقبة
اقتحم مراد الباب بعنف:
_"شغّل الكاميرات فورًا!"



التفت المراقب ببرود:
_"مين حضرتك؟ مش مسموح ت..."



أمسكه مراد من ياقة قميصه وعينيه تشتعلان غضبًا:
"_قلت شغّل الكاميرات حد اتخطف!"



بلع المراقب ريقه وقال:
_"بس الكاميرات كانت معطلة في الوقت ده."



_"إيه؟!"



نظر خالد إلى مراد بدهشة لكن الأخير استوعب الأمر سريعًا ترك المراقب فجأة واستدار:
_"تعالى نشوف الكاميرات اللي برة."



خرج الإثنان بسرعة بينما التقط المراقب هاتفه بسرعة وقال بصوت منخفض:
_"لسا ماشيين يا ريس."



جاءه الرد ببرود عبر الهاتف:
_"دير بالك منيح."



_________



في الخارج....



وقف خالد ينظر إلى مراد بشك، واضعًا يديه على خصره بينما كان الأخير يتأمل الغرفة أمامه بتركيز:
_ "ممكن تفهمني ليه خرجنا؟ ما يمكن بيكدب!"



لم يلتفت إليه مراد لكنه قال بثقة:
_ "مش ممكن... هو أكيد بيكدب."



قطب خالد جبينه ثم ضرب كفه في راحة يده وكأنه استوعب الأمر فجأة : 
_"استنى... إنت قصدك إن صاحب الفندق اللي هو صاحب المستشفى..."




        
          
                
التفت إليه مراد وأومأ برأسه: 
_"بظبط كده."



زفر خالد بضيق وعاد ينظر إلى طرقات الممر
حيث كان الحراس منتشرين أمام المدخل :
_"طب وهنعمل إيه دلوقتي؟"



كان عابث الوجه وهو يضغط على أسنانه قبل أن يجيب بصوت حازم: 
_"أنا شاكك أنهم أخدوها على المستشفى
يا خالد... دي حتى مفطرتش من الصيام."



رفع خالد حاجبه بدهشة قبل أن يبتسم ساخرًا:
_ "مش ده المهم دلوقتي المهم نرجّعها... يلا نروح المستشفى يمكن تكون هناك."



أومأ مراد موافقًا وركبا السيارة سويًا وبعد وقتٍ أستقرت السيارة أمام تلك المشفى نزلا الأثنين  لكن مراد فجأة لمح السلاح في يد خالد فتوقف وقال بجدية:
_ "سيب سلاحك في العربية يا خالد."



اتسعت عينا خالد في صدمة: 
_"أنا؟ أسيب سلاحي؟ إحنا هنخيب ولا إيه؟"



زفر مراد بصبر نافد:
_ "متخفش إحنا هنستكشف بس
وبعدين نقرر هنعمل إيه."



تمتم خالد بضيق وهو يخفي سلاحه في السيارة: 
_"أنا مش متطمن... وبعدين يخربيتك 
إنت جايب القناصة من مصر لهنا؟!"



رفع مراد كتفيه بلا مبالاة:
_"أومال كنت هسيبها؟! 
دا زي ما بيقولك شرف الظابط سلاحه وانا شرفي قناصتي غطّيها بقى وأنجز قبل ما حد يشوفها."



---



داخل المستشفى



عند المدخل تم تفتيشهما جيدًا قبل السماح لهما بالدخول فور أن وطأت أقدامهما الداخل بدأ مراد في مسح المكان بعينيه، بينما كان خالد ينظر حوله محاولًا فهم الوضع.



مراد: 
_"بص يا خالد هي لو هنا أكيد مش هتبقى في أوضة عادية تفتكر ممكن تكون فين؟"



وضع خالد يده على ذقنه مفكرًا
ثم فرقع أصابعه فجأة:
_"المشرحة"



نظر إليه مراد بثبات و أومأ برأسه موافقًا:
_ "ماشي... هنبدأ ندور عليها بس من غير ما حد 
يحس بينا."



عبر خالد ذراعيه على صدره وقال بتهكم:
_ "يلا."



افترق الاثنان كل منهما يأخذ طريقًا مختلفًا بحثًا عن أي خيط يقودهما إلى جميلة.



---



كان يسير بحذر في أحد الممرات عندما اصطدمت به فتاة ترتجف، تحاول الجري بصعوبة.



الفتاة: 
_"أنا آسفة... آسفة بجد."



رفع خالد حاجبه ونظر إليها باستغراب: 
_"أهدي... ولا يهمك خدي نفسك... إنتِ كويسة؟"



نظرت خلفها برعب، قبل أن تهمس بصوت مرتجف: _"أنا... أنا لازم أفل هيموتوني!"



قطّب خالد جبينه ثم ألقى نظرة سريعة خلفها ليجد رجالًا يقتربون بسرعة واضح أنهم يطاردونها
أدار وجهه نحوها بسرعة وهمس بجدية: 




        
          
                
_"اسمعي ادخلي الأوضة دي بسرعة 
واستخبّي تحت السرير!"



لم تنتظر ثانية بل اندفعت إلى الداخل واختبأت تحت الفراش كما قال لها في اللحظة التي وصل فيها الرجال.



أحد الرجال نظر لخالد بريبة:
_ "إنت... شفت بِنت بتجري من هنا؟"



أمال خالد رأسه ببطء ثم هز كتفيه بلا مبالاة:
_ "لا معرفش... أنا لسه جاي."



رمقه الرجل بنظرة مشككة
لكنه لم يجد أي دليل فأشار للآخرين بالتحرك 
واستكملوا طريقهم.



تأكد خالد من رحيلهم ثم فتح باب الغرفة بهدوء
وجلس على ركبتيه ليخاطب الفتاة التي ما زالت مختبئة :
_"قومِي... مفيش حد هيأذيك دلوقتي."



خرجت ببطء من مخبئها وعدّلت حجابها بيد مرتعشة: _"شكرا."



ابتسم خالد طمأنة:
_ "خليكِ هنا أوعي تتحركي هجيب حد 
وهخرجك من هنا."



تركها وذهب للبحث عن مراد فوجده يتفحص إحدى الغرف بحذر.



خالد:
_ "ها؟ لقيت حاجة؟"



نظر إليه مراد بحزن واضح: 
_"لا... وانت؟"



مسح خالد وجهه بيده، ثم قال:
_ "لا بردو... بس تعالى في حاجة غريبة 
حصلت وأنا شاكك في حاجة."



---



دخل مراد إلى الغرفة فوجد الفتاة تجلس على كرسي، تنظر إلى الأرض بشرود.



مراد: 
_"مين دي؟"



أشار له خالد بأن يهدأ ثم توجه إلى الفتاة قائلًا بلطف: _"ممكن تقوليلي مين اللي كانوا بيجروا وراكي؟ وليه؟"



رفعت جنات رأسها نحوه وكانت عيناها ممتلئتين بالخوف والدموع : 
_"أنا... أنا كنت بشتغل هون... بس كان عندي رفيقة هون، بيوم من الأيام اختفت... استنيتها ترجع عالبيت بس ما رجعت... فسألت عنها وما حدا بيعرف شي عنها، فقررت أشتغل هون مشان أعرف وينها."



نظر إليها مراد بتركيز، بينما أكملت بصوت مرتعش:
_ "في زلمة طلب مني شغلات غريبة... عرض عليي الزواج، بس لما رفضت، خدّرني... وصحيت ألاقيه يحكي بالتليفون مع حدا، وسمعته يقول إنه بدهم جلدي... تجارة أعضاء! وإنو في ست راح تدفع فيه مصاري كتير."



انفجرت بالبكاء،فاقترب خالد بخطوات ليست كبيرة  ليطمئنها: 
_"طب أهدي... إحنا مش هنسيبك تتبهدلي
وهناخدك معانا مصر وهتبقي واحدة مننا بس ساعديني في بنت اتخطفت وإحنا هنا علشان نقبض على الراجل صاحب المستشفى. "



جنات:
_"ظباط؟! مشان هيك أنا سمعت من الزلمة إن في ضباط مصريين نجحوا وأخدوا البضاعة."



نظر مراد إلى خالد ثم قال بحزم:
_ " علشان كده الحراسة كتيرة و تلفوني في 
الفندق أكيد أتصلوا ......أنا مش راجع النهاردة غير وجميلة معايا."




        
          
                
وجه نظره إلى جنات وسألها: 
_"بما إنك كنتِ هنا أكيد تعرفي أماكن مهمة... تعرفي حاجة عن المشرحة؟"



مسحت دموعها وأومأت برأسها: 
_"المشرحة تحت... بس مو محل عادي
في باب سري تحت الأرض!"



خالد: 
_"باب سري؟! "



تجاهل مراد تعليقه وسألها: 
_"والحراسة عليها إيه؟"



جنات: 
_"الباب الرئيسي عليه حراس كتير بس
الباب الخلفي عليه اتنين بس."



نظر مراد إلى خالد نظرة فهم ثم قال بحزم: 
_"أكيد جميلة هناك... والليلة دي هنرجّعها."



ابتسم خالد بحماس وهو يفرقع أصابعه:
_ "يبقى يلا نبدأ اللعب."



مراد:
_"ودينا الباب الخلفي للمشرحة. "



أجابته جنات مسرعة:
_"حاضر."



كانت جنات تسير بخطوات حذرة تقود مراد وخالد عبر ممرات المستشفى المعتمة الهواء أعطى لهم إحساس التوتر ولم يكن هناك مجال للخطأ....



في داخل المشرحة في الوقت ذاته فاقت جميلة من شرودها حيث كانت تتذكر كيف قد تم تخديرها وجلبها إلى هنا... ألقت نظرة حولها فإذا بها وسط كابوس الجدران الباردة طاولات معدنية عليها أدوات جراحية ملوثة وأجساد مشوهة بفعل تجارة الأعضاء القذرة
رأت جثة مُسلوخ منها الجلد فشعرت بالغثيان وبدأت الدموع تتجمع في عينيها.



_"يا ولاد الك**... يا زبالة أنا إيه اللي جابني هنا؟!" صاحت بصوت مرتعش لكنها سرعان ما أدركت أن الغضب وحده لن يفيدها.



تحسست خصرها كان سلاحها الصغير لا يزال هناك وأيضًا السكين التي تخفيها في حذائها، لكن المشكلة أنها كانت ضعيفة بسبب كمية الدم التي سُحب منها.
_____



في الخارج



كان مراد وخالد يتحركان بسرعة تمكنوا من الإطاحة بالحارسين عند الباب الخلفي للمشرحة في صمت ثم دفع خالد الباب بقوة فصدر صوت طقطقة وهو يُفتح عنوة.



دخل مراد بسرعة عيناه تجوبان المكان حتى وقعتا على جميلة المقيدة ركض نحوها دون تفكير:



_"جميلة! فوقي! إنتِ كويسة؟!"
صوته كان يحمل قلقًا لم يحاول إخفاءه.



رفعت جميلة رأسها ببطء وجهها كان شاحبًا وعيناها نصف مغلقتين:



_"حاسه... حاسه إني هموت يا مراد... خدوا مني دم كتير أوي..." 
همست بصوت ضعيف.



لم يتردد مراد لحظة فك قيودها بسرعة ثم حملها بين ذراعيه بحرص:



_"متخافيش... مش هسيبك هتبقي كويسة
والله العظيم."



نظرت جنات إلى الممر ثم التفتت إليهم:
_"امشوا بسرعة ما في حدا هون بس لازم نطلع قبل ما يجوا حدا يشوفنا."



تحركوا على الفور مراد يحمل جميلة وخلفه خالد، بينما تقودهم جنات إلى المخرج.



في السيارة




        
          
                
ركب مراد في المقعد الخلفي ومعه جميلة بينما قاد خالد السيارة بسرعة وجنات بجواره.
كان مراد يربت برفق على وجه جميلة
محاولًا إبقاءها واعية:



_"فوقي والنبي علشان خاطري... طب إنتِ مش عايزة تعرفي أنا بحب مين؟ هقولك بس فوقي الأول."



ابتسم خالد رغم التوتر ليطمأنه :
_ "مراد متخفش هي بس صايمة ومفطرتش
ولا إنت كمان فطرت هنطلع على مستشفى تانية علشان نعلق لها محاليل وهتبقى زي الفل."



انطلقوا إلى المستشفى بأقصى سرعة وكان الوقت يسابقهم
بعد وصولهم إلى المستشفى، أدخل مراد جميلة إلى غرفة خاصة، وأوصلوا لها المحاليل الطبية لتعويض الدم الذي فقدته جلس بجوارها وعيناه لا تفارق وجهها.



أما خالد فذهب إلى الكافتيريا مع جنات.



وقف أمام الثلاجة الزجاجية يبحث عن شيء مناسب، ثم التفت إليها بابتسامة:
_"أنا بجد مش عارف من غيرك كنا عملنا إيه."



خفضت جنات رأسها قليلاً:
_"أنا اللي كان زماني ميتة."



_"لينا قاعدة بقى بعدين نتكلم فيها وأشكرك بجد
بس لحظة... إنتِ بتتكلمي مصري دلوقتي يعني إيه الحكاية؟"



ضحكت جنات :
_"أنا بتفرج على مسلسلات وأفلام مصرية كتير
علشان هيك بعرف أحكي شوي."



_"طب امسكي كلي حاجة علشان متتعبيش."



_"ما بدي عن جد شكراً."



_"معلش امسكي بس متحرجنيش."



أمسكت من يده بتوتر وابتسمت له وأكلت برفق
بعد قليل عاد خالد إلى غرفة مراد وجميلة ومد يده بكيس الطعام.



_"خد يا مراد افطر."



هز مراد رأسه:
_"لا ياعم أنا كده تمام هات بس الميّه."



_"خد الميّه وخد السندوتش."



نظر إليه مراد نظرة تحدٍّ ثم أخذ الطعام في النهاية.



خالد:
_"طيب الدكتور قالك إيه؟"



_"قال المحلول يخلص وتفوق وبعدها لازم تاكل وتشرب عصير علشان الدم وجاب أكياس دم وعلقها."



أومأ خالد برأسه:
_ "تمام بس إحنا مش هنقدر نرجع الفندق
لازم نغير المكان...هروح أجيب كل حاجاتنا من الفندق القديم وهاجي."



_"لازم أجي معاك مش هينفع تروح لوحدك."



_" متخفش أنا هروح وآجي بسرعة
إنت بس خلي بالك عليهم."



رمقه مراد بنظرة جدية:
_"خلي بالك من نفسك يا خالد إنت عارف إن تليفوني في الفندق ومش هعرف أطمن عليك."



ضحك خالد محاولًا التخفيف من التوتر:
_ "ليه جايب معاك سوسن؟ إن شاء الله خير متقلقش."



______________
_________________




        
          
                
وصل خالد إلى الفندق جمع أغراضهم بسرعة ثم نزل ليركب السيارة لكن أوقفه صوتًا من خلفه.



_"على فين يا خالد؟ صح اسمك خالد... ولا تحب 
أقولك يا حضرة الظابط؟"



توقف خالد لحظة ثم التفت ببرود واضعًا يديه في جيوبه:
_"لا قولي يا خالود أحسن."



تقدم نحو الرجل أمسكه من قميصه بقوة وصوته صار أكثر خطورة:
_"كويس إنك عارف إني ظابط فاظبط
كده بدل ما أعلّم عليك أمين."



حاول الرجل التظاهر بالهدوء:
_"بس خلي بالك... مش هتقدروا توصلوا للأمورة يا خالود."



ابتسم خالد بسخرية، ثم غيّر نبرته إلى اللهجة السورية فجأة:



_"لك بجد؟ دير بالك على حالك وعلى ريسك، مش بتقولوا كده بالسوري؟ ولا إنت مش سوري أصلًا؟ سلام يا عسل."



انطلق خالد إلى المستشفى 
عيونه على الطريق لكن عقله مشغول بالهاتف اللي امتلأ برسائل من عمار، آدم، قاسم، اللواء علي، وجاسر. 
فتحه سريعًا عيونه اتسعت وهو يتمتم:
_"ينهار أبيض كل دا؟!"



_________
___________



في السيارة - طريق المستشفى



انطلق خالد بسيارته بسرعة، وعيناه تتنقلان بين الطريق والهاتف الذي لا يتوقف عن الاهتزاز بسبب سيل الرسائل المتلاحقة. فتح الشاشة بسرعة، واتسعت عيناه وهو يتمتم:



"ينهار أبيض، كل ده؟!"



كانت قائمة الإشعارات طويلة: عمار، آدم، قاسم، اللواء علي، وجاسر. جميعهم يطالبون بردٍّ فوري.



---



تركيا - عند عمار



كان صوت آدم مليأ بالتوتر والاستعجال:
_"عمار الحق."



رفع عمار رأسه من بين الأوراق التي كان يراجعها عقد حاجبيه وسأل بلهجة حادة:
_"إيه؟ لقيت حاجة؟ أنجز"



رفع آدم هاتفه والابتسامة نصفية على وجهه:
_"خالد فتح تلفونه."



انتفضت يارا من مكانها على الكنبة قائلة :
_"طب ما ترن عليه؟!"



رفع عمار حاجبه ثم أمسك بهاتفه وضغط على زر الاتصال وهو يقول بصوت غاضب:
_"لا سبهولي... أنا هكلمه."



ما إن أجاب خالد على المكالمة بصوت متردد حتى انفجر فيه عمار دون مقدمات ،ببعض السُباب وانتهى كلامه بتلك الجملة :
_"جرى إيه يالا ؟ كل ده مخصمني؟
فمش عايز ترد عليا؟ خطبتك أنا ولا إيه؟!"



أبعد خالد الهاتف قليلًا عن أذنه بسبب الصياح ثم أعاده وقال ببرود متعمد:
_"ها خلصت شتايم؟ ولا لسه؟ هدي نفسك عليّ 
ما أنا مش هنا بلعب."



زمجر عمار بضيق:
_"بقولك إيه أنا مش ناقص أنجز وقول إيه اللي حصل وكنت قافل الزفت ليه؟ وفين مراد وجميلة؟!"




        
          
                
أخذ خالد نفسًا عميقًا ثم قال بجديّة:
_"بص هكلمك بعدين بس لازم أقفل دلوقتي متقلقش إحنا كويسين."



تأوه عمار بضيق:
_" ماشي أقفل."



ما إن أنهى المكالمة حتى نظرت إليه يارا بقلق:
_"ها هما بخير؟!"



ظل عمار صامتًا لوهلة ثم زفر بعمق وقال بشرود:
_"أنا اللي مش بخير."



نظر إليه آدم بمكر:
_"أجيب لك ليمون؟"



رمقه عمار بنظرة ساخطة قبل أن يرد بسخرية:
_"لا هات زتون يا خفيف."



ثم التفت إليه بحدة وسأله:
_"هو إنت بتعمل إيه؟!"



أجاب آدم ببرود وهو يخبأ شاشة الحاسوب الخاص به:
_"بتفرج على فيلم."



حدق به عمار بصدمة:
٦"بتتفرج على فيلم؟! يا بارد يا جبلة."



رفع آدم كتفيه بلا مبالاة:
_"ما بالراحة علينا طيب."



مسح عمار على عنقه ثم قال بهدوء وهو يرمق الشاشة:
_"فيلم إيه؟"



أردف آدم بتلقائية:
_"فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية."



تغيرت تعابير عمار فجأة وهو يقول بحماس:
_"طب اتأخر كده خليني أتفرج معاك."



ضحكت يارا وهي تقول:
_"ممكن أتفرج معاكم؟"



ابتسم آدم وربت على المقعد بجانبه:
_"طبعًا تعالي"



___________
______



فتحت جميلة عينيها ببطء
نظرت حولها كأنها تحاول استيعاب أين هي
ثم همست بصوت ضعيف:
_"مراد؟"



اقترب مراد منها فورًا عينيه تلمعان بالقلق:
_"جميلة إنتِ بخير؟!"



أومأت برأسها ببطء:
_"أيوه... أنا كويسة."




وقف مراد قائلًا:
_"استني هاجيب لك عصير."



فتحت جنات الحقيبة التي أحضرها خالد،
وأخرجت منها عبوة عصير، أعطتها لمراد الذي مدّها  إلى جميلة قائلًا:
_"خدي اشربي ده."



قبل أن ترد جميلة جاء صوت طرق على الباب.



قال مراد وهو يعدل جلسته:
_"ادخل."



دلف خالد إلى الغرفة وعيناه تتفحصان جميلة
قال بصوت هادئ:
_"ألف سلامة عليكِ يا جميلة."



ابتسمت جميلة بخفوت وردّت:
_"الله يسلمك يا خالد."



أخرج خالد هاتفي مراد وجميلة من جيبه
وناول كلًّا منهما هاتفه وهو يقول بتهكم:



_"امسك يا مراد تلفونك
وأنتِ كمان يا جميلة تلفونك
أنا مش عايز أقولكم كمية المكالمات اللي على تلفوني ولا كمية الشتايم اللي عمار شتمهالي رنوا عليهم وطمنوهم، علشان أنا مش ناوي أتشتم تاني تمام؟!"



تنهد مراد باستسلام:
_"ماشي."



ما إن فتح هاتفه واتصل بقاسم حتى جاءه صوت الأخير الغاضب من الطرف الآخر:
_"عارف يا مراد لو كنت قدامي
كنت كسرت لك مناخيرك"



ردّ مراد بإنهاك:
"اهدى يا بني ما إحنا طول اليوم بنلف."



قال قاسم بتحذير:
_"جاسر بعت لي وقال لي أحذرك
الراجل اللي في سوريا مش هيسكت بعد ما عمار خلص على البضاعة اللي في تركيا."



مراد زفر بحدة وهو يردّ:
_"إنت هتقول لي؟ مهو بقول لك إحنا بنلف...."



انتهى مراد بقص كل ما حدث عليه وإنتهاءهم بأنهم يجلسون الآن في المستشفى فزفر قاسم براحة عندما علم أن جميلة الآن بخير:
_"الحمدلله إنها كويسة هكلمها بكره تكون أرتاحت وبعدين في مفاجأة كده لما المهمة تخلص هتشوفها هتنبهر بيها."



مراد:
_"مبحبش المفأجات في إيه؟"



قاسم :
_"هتحبها انا هقفل اكلم اللوا علي وإنتَ 
كلم عمار طمنه عليكم ."



أغلق الهاتف ونظر إلى جومانا 
اللتي كان تجلس في الحديقة بجواره نظرت إليه بتساؤل وهي ترفع حاجبها:
_"كنت بتلمح له؟"



أجابها قاسم:
_"اتضايقتي؟"



ابتسمت بخفوت وقالت:
_"بالعكس أنا نفسي أشوفهم أوي
بس خايفة على باسل."



أرجع قاسم ظهره إلى الخلف و قال بلطف :
_"متخافيش مش هيحصل حاجة."



ابتسمت بارهاق قبل أن تنهض قائلة:
_"تصبح على خير أسيبك كنت عايز تعمل تلفون تقريبًا."



بادلها الابتسامة:
_"وإنتِ من أهله."



_____________



رن هاتف مراد مرة أخرى ففتح الخط وهو يقول بنبرة مرهقة:
_"بص يا عمار متشتمش وحياة أمك
علشان أنا مش ناقص."



انفجر عمار في الضحك قبل أن يقول بمزاح:
_"ماشي يا عم مش هتكلم اديني جميلة الأول أنا حاسس إن في حاجة حصلت."



نظر مراد إلى جميلة ثم قال بجدية:
_"هو فعلاً في حاجة حصلت بس هي دلوقتي بخير."



جاء صوت عمار القلق عبر الهاتف حينما أعطاها مراد الهاتف :
_"جميلة إنتِ كويسة؟! إيه اللي حصل لكِ يا قلبي؟!"



ضحكت جميلة بخفوت وردّت:
_"متخفش."



قال عمار بجدية:
_"أنا مش مطمن... على العموم أنا أصلًا جاي لكم بكرة."



اتسعت عينا جميلة باندهاش:
_"بجد؟! أقصد تيجي بالسلامة. "



عمار:
_ " اديني مراد يارا عايزة تكلمه."



تناولت يارا الهاتف صوتها كان مليئًا بالحنان والقلق:
_"مراد إنت بخير؟"



ابتسم مراد وهو يردّ بمزاح:
_"أخيرًا! حد حنين يطمن عليا مش بيشتم!"



قالت يارا بقلق:
_"مراد أنا بتكلم جد!"



أجابها مراد بصوت دافئ:
_"والله كويس المهم إنتِ تكوني بخير."



أخذ عمار الهاتف منها وخرج مراد من الغرفة يجلس بالخارج يقص على صديقه ما حدث تنهد عمار لكنه قال:
_"المهم دلوقتي إنكم تروحوا فندق تاني خالص وانا كلها كام ساعة وهننزل علشان الطيارة أكيد مش هيسكتوا وهتكونوا متراقبين."



مراد:
_"عارف ودا اللي هعمله فعلًا وانا واثق إن نهايتهم قربت المهمة بتنتهي خلاص."



وبعد وقتٍ من الحديث الذي انتهى والآن هم في مكانِ
آخر...



بعد خروجهم من المستشفى وانتقالهم إلى فندق آخر، كان هناك شخص يراقبهم من بعيد...



يتبع...

 
google-playkhamsatmostaqltradent