Ads by Google X

رواية الكتيبة 101 الفصل الثامن عشر 18 - بقلم يارا محمود شلبي

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية الكتيبة 101 الفصل الثامن عشر 18  -  بقلم يارا محمود شلبي

الفصل الثامن عشر|أسمه Loosepowderيا جاهل!|
                                    
                                          
شكرًا بكل حد دعالي بالشفا 💖💖🫂✨️



**************************
صلى على نبي الرحمة 
**********************



قراءة ممتعة



*************



الفصل الثامن عشر|أسمه Loosepowderيا جاهل!|



بالفعل أخذ آدم ذلك الطبيب وخطيبته وفتح لهم باب السيارة ليضلوا بها ولا يتحركون مهما حدث ثم صعد مجددًا إلى أعلى حيث كانوا يسيرون في طرقات تلك المستشفى الكئيبة كان هناك صمت رهيب في المكان  ولكن صوت خطوات أقدامهم الذي كان يسمع بينهم ...الهواء الذي يتنفسوه كان رائحته مطهرات ملأت المكان 
وقف آدم جوارهم قائلًا إليهم :
_"ناوين تعملوا إيه ؟"



نظرت يارا إلى عمار فهو الوحيد الذي صعد إلى الطابق الثالث :
_"هو إنتَ لما طلعت لقيت إيه ؟"



_"ملحقتش أشوف بالظبط بس كان في أوضة عليها حراسة." 



آدم:
_"طب يلا نطلع على فوق."



أوقفته يارا مشيرة بيدها:
_"نطلع إيه إحنا محتاجين وقت نفكر إي حاجة غلط هنخسر كتير ."



كانت أعين عمار تراقبان المكان بحذر قائلًا بنبرة جادة :
_"لازم نخلص على الحرس اللي في الدور الأرضي الأول... بعد كده هنطلع للأوضة اللي عليها الحراسة الدور إللي إحنا في دا مفهوش حراسة كله دكاترة بس ."



أومأت يارا برأسها نظراتها تحولت إلى آدم الذي كان يعدل من وضعيه نظارته على وجهه فنظر لهم عمار محذرًا :
_"  من غير سلاح إحنا مش عايزين نعمل دوشة... كل حاجة لازم تحصل في هدوء."



تقدموا جميعًا نحو ممر ضيق تصطف على جانبيه غرف المرضى كان الحراس يقفون في أماكنهم أعينهم تنظر على كل شيء من حولهم 
ا



قترب آدم من أحد الحراس بخطوات ثابتة محاولًا التظاهر بالهدوء وقال بالعربية من ما جعل الحارس يلتفت له بغير فهم :
_"معاك سجاير؟"



لم يرد الحارس فقط اكتفى بنظرة غير مفهومة



بتسم آدم بخبث وهمس:
_ "إنتَ اللي جبته لنفسك لو كان معاك سجاير كنت سيبتك."



وفي لمح البصر أمسك برقبة الحارس بيده وسدد له ضربة قوية على وجهه أفقدته توازنه سقط الحارس أرضًا دون صوت بينما أسرعت يارا لتقف جوار عمار 
الذي قال بهدوء:



_"تمام... واحد خلص فاضل اتنين."



تابعوا تقدمهم داخل الممر بينما أنفاسهم تتصاعد 
لم يكن هناك مجال للخطأ فالأعداء أكثر عددًا وأفضل تسليحًا



 
                
أشارت يارا نحو أحد الحراس فاقترب عمار بحذر حتى أصبح خلفه وفي لحظة خاطفة لف ذراعه حول عنقه 
ثم ضغط بقوة حتى خارت قواه وسقط على الأرض



يارا بهمت :
_ "فاضل واحد."



تحرك آدم بخفة حتى اقترب من الحارس الأخير
ثم أعاد عليه السؤال ذاته : 
_"معاك سجاير؟"



نظر الحارس إليه باستغراب لكنه لم يمهله
سدد له ضربة قاضية أفقدته وعيه وقفت يارا أمام آدم قائلة :
_"هو إيه بقى حوار السجاير دا هو إنتَ بتشرب أصلًا؟"



حك آدم يده بذقنه وقال متأفف:
_"ما هو الفكرة إني مبشربش ودا إللي مضايقني قتـ،ـلت روح بريئة."



_"يلا نشيل الجثث ونبطل هزار مش وقتك."
قالها عمار وهو يسحب أحد الجثث في غرفة المخزن الفارغة... كانت يارا تتفقد جيوب الحراس حتى وجدت مجموعة من المفاتيح : 
_"معايا مفاتيح... أكيد هتنفعنا."



نظر إليها عمار بإعجاب وغمز بعينه قائلًا بابتسامة جانبية: 
_"دي هتنفعنا وش ."



توترت قليلًا تحت نظرته لكنها سرعان ما تماسكت :
_"يلا نتحرك  قبل ما حد يحس بحاجة أنا عندي فكرة 
إحنا عايزين ندخل الأوضة بتاعت التخدير."              



علت علامات التعجب على وجه آدم فقالت هي :
_"أفهم المفاتيح دي هتفتح الأوضة إحنا عايزين منها البينج الرش."     




أعجب الجميع بتلك الفكرة التي قالتها وشروا بالبحث عن المخزن الطبي حتى وقفوا أمام باب معدني ضخم تعلوه لافتة صغيرة مكتوبة باللغة التركية وأسفلها الترجمة بالإنجليزية أخذ عمار المفتاح من يدها وقال لآدم :
_"خد المفتاح والشنطة وهات المخدر وإحنا هنحمي ضهرك ."



أستجاب له وأخذ يجرب المفاتيح واحد تلو الأخر حتى فتح الباب ودلف ، أما هي فكانت تراقب المكان من حولهم تحسبًا لأي أحدٍ يأتي لكنها سمعته يقول وهو يستند بظهره على الحائط:
_"ماكنتش أعرف إن الأوميجا 3 عندك عالي كده."



التفت له قائلة:
_"إيه أوميجا 3؟! تقصد إيه"



نظر لها عن قرب قائلًا وهو يتنفس :
-"أنا أقصد حاجات كتير يعني طلعتي أذكى من ما تخيلت و طلعتـ..."



قاطعه آدم وهو يخرج رأسه من الغرفة يسألهم :
_" يا عم مش لاقي حاجة هي إزازة البينج دي لونها إيه؟"



فُزع عمار فسبه ولعنه وقال وهو ممسك بقميصه:
_" حمرا يا آدم لونها أحمر ."



آدم:
_"إيه إللي بتقوله دا!؟ كده مش هسكت ."



أبعده عمار برفق ثم دلفوا جميعًا إلى الداخل حيث وضعت الأدوية وحقن المخدرات وكذلك البخاخ المخدر 
أمسك عمار إحدى الزجاجات قائلًا:
_"أهي لونها أحمر ولا لأ؟"




        
          
                
بدأوا يجمعون الزجاجات في حقائب صغيرة بينما كانت يارا تقف تنظر على الباب من حين لآخر وبعدما أنتهوا صعدوا إلى الأعلى حيث الطابق الثالث لم تكن هناك حراسة كبيرة إلا على تلك الغرفة الضخمة أرجع عمار رأسه إلى الخلف مجددًا قائلًا لهم :
_"عددهم كبير كل دا مش هينفع بإيدينا انا معايا اتنين كاتم صوت."



آدم:
_" وأنا معايا بتاعي"



يارا :
_"أنا لأ."
أعطاها كاتم الصوت الخاص به قائلًا:
_"ركبيه ويلا"



أستجابت له فكانا يقفان لكنهم لم يلاحظا ذلك الذي تسلل بدون علمهم يذهب حيث يوجد الرجال لكنه تصنم مكانه حينما سمع أحدهم يقول بالإنجليزية:
_"من أنتَ؟ ولماذا صعدت إلى هنا؟"



حك آدم يده برأسه ثم قال :
_"أريد أن أدخل المرحاض."



لعنه عمار في وسبه على ما فعله لإفساده لما كان يخطط له ،تحدث الرجل مجددًا إلى آدم:
_"يوجد بالمبنى الذي بالأسفل."



آدم:
_"لم أجد به أماكن فارغة."



أشار له الراجل بيده ليذهب أمامه يأخذه إلى المرحاض دلف آدم وخلفه الرجل ،تركه آدم وأغلق الباب خلفه وظل بضعت دقائق بالداخل يملأ الأمبول الطبي بذلك السائل لكن الرجل قال وهو يطرق الباب بقوة :
_"هي أسرع كل هذا؟!"



ضغط آدم على خزان المياة ليصنع صوتًا فقالت يارا من عن طريق سماعة الأذن :
_"يا مـ،ـقرف."



لم يتحدث إلا حينما جاءه سؤال عمار الذي كان :
_"هو إنتَ هتديله إبرة إيه؟"



آدم:
_"أكيد مش همـ،ـوته بإبرة مكمل غذائي أو فيتامين."



أنهى جملته وفتح باب المرحاض يغرز ذلك السن في رقبة هذا الرجل الذي يقف وضغط عليها ليفرغها في عروق رقبته أرتخت أعصاب الرجل حتى أصبح جسده على الأرض تنفس وهو يترك رقبته ثم قال :
_"نام أو مات مش عارف."



عمار :
_"خلي بالك وإنتَ خارج."



نظر عمار إليها ثم أشار لها بعينه بأن تتقدم إلى المرحاض حيث يوجد رجلان يذهبان ليروا ماذا يحدث بالداخل سارت خلفه ليصبح الأثنين خلف الرجلين ،أشار لها أن تفعل مثلما يفعل هو 
أمسك عمار ذقن الرجل بيد ورأسه من فوق باليد الآخرى وحركها بقوة إلى الجهة اليمنى كذلك فعلت هي 
فصدر صوتًا معلنًا عن فصل بعض الأوتار من أجسادهم 
نظر لهم آدم ثم قال :
_"أهو فضلت أحلف لهم إن نهايتهم قربت بس دماغهم ناشفة."



بثق عمار أمام ذلك الغبي ثم سار مسرعًا هو ويارا يحتمي بذلك العمود الكبير بينما وقف آدم على الجانب الآخر ممسكًا بزجاجة المخدر في يده.



كان الحراس أكثر ضخامة وعددًا
لكن في لحظة خاطفة تحرك آدم بهدوء و رش المخدر على وجه أحد الحراس بينما أطلق عمار رصاصة كاتمة الصوت على الآخر.




        
          
                
خرجت يارا من خلف ذلك العمود وضربت الحارس الثالث في مؤخرة رأسه فسقط أرضًا ....نظر الثلاثة إلى بعضهم بعدما انتهوا من النيل بجميع الحراس



عمار: 
_"يلا ندخل."




تحركوا خطوتين فقط وقف آدم مانعًا إياهم وهو ينظر في كل الأنحاء من حوله وقال:
_"محدش يتحرك من مكانه."



تعجبا الأثنين ووقفا ولم يتحركا هتف الآخر وها هو قد وجد ذلك الجهاز الذي ينبعث منه الأشعاعات:
_"في ليزر على الباب لو حد عدى منه هيزمر وهنروح في ستين داهية ."



يارا:
_"هنعمل إيه لازم نخلص قبل ما حد يجي."




آدم:
_"معاكِ بودرة؟"



رمشت بجفنيها العديد من المرات وهي لا تستوعب فقالت:
_"بودرة؟! بودرة إيه؟"



آدم:
_"أي هباب من إللي بيتحط على الوش دا. "



نظرت له من أعلى ثم إلى أسفل وقالت :
_" إسمها Loose powderيا جاهل."



خبط عمار يده بالعمود الذي خلفه فهو هكذا دومًا يوضع في مواقف للأغبياء فقط :
_"أنجزوا هنمـ،ـوت طلعتوا عيني."



يارا:
_"مش معايا حاجة انا إيه إللي هيخليني
اجيب معايا make up هنا!!"



تأفف آدم:
_"عايز اللاب من العربية بسرعة."



عمار بحزم : 
_"أنا هنزل خلي بالكوا من نفسكوا."



نزل عمار من هذا الطابق عن طريق الدرج متفاديًا المصعد في البداية لكنه اضطر لاستخدامه أثناء الصعود مجددًا ضغط على الزر وانتظر حتى فتح الباب ودخل حاملاً الحاسوب لكنه لم يكن وحده...
وقف أمامه طبيبان يحدّقان فيه بارتياب.



الطبيب الأول :
_ "إلى أين تذهب؟"



في تلك اللحظة جاء صوت يارا عبر السماعة في أذنه همست بسرعة:
_"عمار رش عليهم المخدر إللي معاك."



دسّ عمار يده في جيبه وأخرج عبوة صغيرة 
ثم ضغط عليها ليرش السائل في وجوههم
لم تمر سوى ثوانٍ حتى تهاوى الطبيبان فاقدي الوعي.



يارا بقلق : 
_"أنت كويس؟"



عمار بهدوء : 
_"آه تمام."



فتح باب المصعد وخرج عمار سريعًا ممسكًا بالحاسوب
ثم سلمه لـآدم قائلًا:



_ "أنجز افتح الباب وألغي الليزر 
قبل ما حد تاني يطلع علينا."



آدم وهو يضع نظارته بإحكام : 
_"هحاول متقلقش."



عاد عمار إلى المصعد مجددًا وسحب 
الطبيبين واحدًا تلو الآخر بمساعدة يارا 
قاما بتقييدهما داخل المرحاض
بجوار الحراس الآخرين ثم أسرعا عائدين إلى آدم.




        
          
                
يارا :
_ "خلصت؟"



لم يرفع آدم نظره عن الشاشة لكنه رد عليها :
_ "خمس دقايق بس."



كانت أنامله تتحرك بسرعة على لوحة المفاتيح يحاول اختراق نظام الأمن المتصل بالباب
فجأة ضغط على زر "Enter" ليصدر صوت خافت ويتحول لون الشاشة إلى الأخضر معلنًا فتح الباب تلقائيًا.



آدم بنبرة انتصار:
_ "معاكوا نص ساعة والباب هيقفل تاني فبسرعة."



من دون تردد اندفع الثلاثة إلى الداخل بينما كان آدم يسحب الحاسوب معه.



يارا بتفكير : 
_"طب لو قفلت الباب عادي؟"



آدم:
_ "اقفليه وهيفتح معانا بس لو النص ساعة
عدت هيقفل تلقائيًا."



عمار: 
_"ولو قفل؟"



آدم ببرود : 
_"هفتحه تاني يا باشا دي مش نهاية العالم."



عمار وهو ينظر ليارا بضيق :
_ "فكريني لما نرجع أغير الواد دا من 
الفريق... بيجبلي حموضة."



تضحكت وهي تتقدم إلى الداخل :
_ "حاضر ممكن ننجز بقى؟"



دلفوا الثلاثة لكن مع كل خطوة كان كل شيء يزداد خطورة... لم يكن هناك مجال للخطأ أو العبث



كانت الغرفة أشبه بجحيم طبي ثلاجات ممتلئة بأعضاء بشرية محفوظة في سوائل وسرائر متسخة يرقد عليها أشخاص.



آدم:
_"نهاركم اللوان إيه كل دا؟!"



وقفت يارا عينيها تدور في المكان و استدارت إلى آدم وعمار وقالت بقلق:
_"الدكتور قال إن في أشخاص حَيَّة."



تقدمت نحو أحد الفراش حيث كان شخص ممددًا بلا حركة وبجواره حقنة ترددت قليلًا ثم شهقت وهي تلتقطها بيدين مرتعشتين :
_"عمار الحق دا عايش!"



تقدم منها مسرعًا : 
_"عرفتي إزاي؟"



يارا وهي تشير إلى الحقنة: 
_"الإبرة ديه... أنا عارفاها كويس ديه إبرة مخدرة 
أكيد في ناس تانية من اللي على السرير متخدرين بس مش ميتين!"



أشار عمار لآدم بحزم :
_ "آدم صور كل حاجة قبل ما نلمس أي حاجة."



آدم:
_ "حاضر."



أخرج هاتفه بسرعة وبدأ يلتقط صورًا لكل شيء بالغرفة الطاولات المغطاة ببرطمانات زجاجية تحتوي على أعضاء بشرية محفوظة بسوائل خاصة
عيون..
كلى....
أكباد.....
وأعضاء أخرى مرصوصة وكأنها قطع تجميعية 
لمشروع شيطاني.



فتح عمار الثلاجة المجاورة ليُصدم بمنظر الجثث المشَرَّحة أجزاء منها مفقودة وكأنها قُطِّعت حسب الطلب شهقت يارا بقوة وتراجعت إلى الخلف ويدها على فمها بينما ازدادت أنفاسها اضطرابًا.



اقترب عمار منها لتهدئتها : 
_"بس هدي متخافيش."



يارا بدموع : 
_"ليه يعملوا كده؟ ليه في بني آدم يأذي بني آدم زيه؟ ليه يخالفوا القسم اللي حلفوه قدام ربنا؟ ليه؟!"




        
          
                
عمار بصوت منخفض لكن حازم : 
_"خلاص وطي صوتك إحنا هنا علشان حق الناس ديه مش علشان ننهار."



مسحت يارا دموعها بأكمامها وتحولت نظرتها من الخوف إلى الغضب... إلى رغبة في الانتقام.



ابتسم لها برضا : 
_"هي دي النظرة اللي عايز أشوفها! 
عايز يارا القوية فهماني؟"



_"فاهمة."



أكمل آدم التصوير بدقة حتى انتهى من توثيق
كل شيء: 
_"هنعمل إيه دلوقتي؟"



عمار: 
_"هنكلم اللواء علي يبعت القوات على هنا فورًا."



آدم ساخرًا :
_"إزاي؟ هيجوا من مصر لتركيا في لحظة؟ انت بتهزر؟"



عمار بجدية :
_ "لا مش بهزر اللواء علي قالي إنه مجهّز القوات
قريب مننا ومستني مكالمة مني
وأنا مش هستنى لحد ما باقي المتخدرين يتشرحوا
ولا الأعضاء ديه تتباع!"



أخرج عمار هاتفه واتصل باللواء علي وأخبره بكل ما اكتشفوه.
_"بسرعة يعني هما قريبين؟... تمام إحنا مستنيينكم."



أنهى المكالمة ثم التفت ليجد يارا جالسة بجوار أحد المتخدرين تحاول إفاقتها



عمار باستغراب : 
_"بتعملي إيه؟"



يارا: 
_"بحاول أفوقهم."



عمار:
_ "طب شوفي محتاجة إيه وأنا هساعدك...
وأنت يا آدم اخرج شوف في أي حركة بره."



آدم: 
_"حاضر."



خرج آدم بحذر تفحص الممرات ولم يجد أي حركة مشبوهة ثم عاد بسرعة:
_"مفيش حد بره."



ثم بدأ في البحث بين الأوراق والملفات المنتشرة بالغرفة بينما تابعت يارا محاولاتها لإيقاظ إحدى الفتيات المخدرة بمساعدة عمار.



بعد وقت بدا طويلًا تحركت الفتاة قليلًا
ثم فتحت عينيها ببطء قفزت يارا من الفرح :
_ "فاقت! فاقت يا عمار!"



عمار :
_ "دا أنا اللي هيغمى عليا يا عالم."



لكن ما إن استوعبت الفتاة ما حولها ورأت الأعضاء المشَرَّحة على الطاولة حتى أطلقت صرخة مدوية
ملأت الغرفة رعبًا.



أفاق عمار من توهانه ثم اندفع نحوها محاولًا تهدئتها لكنه اضطر لتكميم فمها حتى لا تجذب انتباه أحد



عمار بغضب : 
_"بس اسكتي يا مجنونة."



يارا : 
"برحة عليها في إيه."



عمار: 
_"برحة إيه يا ماما دي هتفضحنا!"



نظر لهم آدم وآشار بيده إلى تلك التي جوارهم وعنار يكمم فمها : 
_"في إيه؟ مين ديه؟!"



يارا بتوتر : 
_"ديه... المتشـ،ـرحة قصدي كانت متخدرة."



_ "وإيه إللي فوق الجـ،ـثة دي؟!"



_ "أنا."



ساد الصمت للحظات قبل أن يسمعوا أصواتًا عالية بالخارج تجمدوا في أماكنهم لكن عمار أدرك ما يحدث.




        
          
                
عمار :
_ "القوات وصلت."



في الخارج كان وليد من ضمن القوات
يتقدم نحو المبنى بحذر 
ثم رفع جهاز الاتصال اللاسلكي وتحدث:
_"عمار.انتوا بخير؟"



عمار: 
_"أيوه."



نظر عمار إلى الفتاة ثم قال بالإنجليزية مخاطبًا إياها:
_ "لا تقلقي حسنا؟"



أبعد يده عن فمها تدريجيًا 



وليد:
_" ابعدوا عن الباب."



كان وليد يعرف هذا النوع من الأبواب جيدًا فقد تدرب عليه مرارًا أخرج عدة قنابل صغيرة وثبتها على نقاط محددة ثم أشار لرفاقه بالتراجع كذلك تراجع من بداخل الغرفة مبتعدين عن الباب.



ضغط وليد على الزر فصدر صوت انفجار مكبوت فانفتح الباب بقوة.



أسرع وليد إلى الداخل وصافح عمار بقوة: 
_"حمدلله على سلامتكم"



عمار بابتسامة مرهقة: 
_"الله يسلمك."



وليد : 
_"تقدروا تمشوا يا عمار إحنا هنشوف شغلنا."



عمار:
_" لا هفضل معاك يارا وآدم هيمشوا."



يارا بحزم:
_" أنا كمان مش هتحرك لحد ما المكان ده يفضى."



نظر إليها عمار وابتسم لكنه سرعان ما تذكر فقال لوليد :
_" الدكاترة اللي تحت؟"



وليد :
_"متقلقش اتقبض عليهم وهيرجعوا مصر
مع الحاجات دي."



وأشار إلى الصناديق التي تحتوي على الأعضاء .



____________________



عند جاسر – أمريكا – أمام Black Orchid 



حمل جاسر رهف على كتفه وتقدم نحو الباب.



حارس الملهى: 
_"ما اسمك؟ إلى أين تذهب بتلك الفتاة؟"



جاسر بنفاذ صبر:
_" أنا ذاهب للكبير، ابتعد من أمامي."



نظر الحارس إليه بريبة لكنه تراجع بخوف 
وهو يفسح له الطريق.



جاسر وهو يعبر المدخل: 
_"قال داخل فين قال... كلاب."



توجه مباشرة إلى غرفة مكتب الكبير
أشار الكبير لرجاله بالابتعاد عن الباب فامتثلوا على الفور.
دخل جاسر ووضع رهف على الأريكة.



الكبير مبتسمًا: 
_"ليك وحشا يا جاسر."



جاسر وهو يجلس أمامه: 
_"وإنت أكتر يا كبيرنا."



كان الرجل الخمسيني يجلس خلف مكتبه 
مرتديًا بدلة قطيفة زرقاء وبنطالًا أسود.



الكبير بلهجة ساخرة:
_" سمعت من مدحت إنك اتحبست؟"



جاسر بابتسامة خفيفة:
_" وإنت من إمتى بتصدق مدحت وتكذبني؟ ما أنا قاعد قدامك أهو... اتحبست إزاي بقى؟"



الكبير متجاهلًا حديثه: 
_"مش مهم دلوقتي المهم إنك بخير...
والبضاعة كمان بخير."



ثم انتقل نظره إلى رهف الملقاة على الأريكة 
وتأملها بنظرة خبيثة:
_" بس حرام... الملاك ده يتباع ويتشرح أعضاء أنا هستغلها استغلال أحسن."




        
          
                
جاسر بغضب مكتوم: 
_"ناوي على إيه يا كبير؟"



قبل أن يرد الكبير رن هاتفه فجأة.
أجابه وهو عابس:
_" أنت بتقول إيه؟ حصل إمتى؟ وزاي؟
ورجالتك كانوا فين؟!"



نهض من مكانه غاضبًا وأكمل : 
_"أنا مشارك عيال صغيرة؟! إنت عارف الراجل اللي هنا لو عرف إيه اللي هيحصل فيك؟!"



ثم زفر بضيق:
_" أنا مالي أهم حاجة إن التسليم يتم في معاده... شوف لك حتة تداري فيها وأنا هشوف هتصرف ولا لأ."



أغلق الهاتف بعنف ثم نظر إلى جاسر.



جاسر متصنعًا القلق:
_" مالك يا كبير؟ إيه اللي حصل؟ أجيب لك مياه؟"



الكبير بحدة:
_" هات لي كاس من على البار."



نهض جاسر ملأ كأسًا وقدمه له
أخذ الكبير رشفة ثم تمتم: 
_"جزء من البضاعة طار."



جاسر بإخفاء سعادته: 
_"طار إزاي يعني؟"



أشار الكبير وهو يشير بيده إلى الأعلى: 
_"في ضباط مصريين دخلوا على تركيا و
خلصوا على الحراس وخدوا البضاعة."



ثم أنزل يده فجأة على المكتب محدثًا صوتًا قويًا: _"شوفت؟ البضاعة طارت!"



عاد يتكئ للخلف وقال ببرود: 
_"بس مش كلها... أنا مستحيل أسمح إن النص التاني يطير الراجل هيتضايق بس معلش مفيش حلاوة من غير نار وهما اللي بدأوا بلعب وإللي ميعرفش لعب الكبير قوله ريح على السرير."



ارتشف جرعة أخرى من شرابه ثم نظر إلى رهف:
_" أما بقى بالنسبة للقمر اللي نايم ده... فأنا مش هبعته مع البضاعة دي تحفة فنية ولازم تبقى معايا أنا وبس."



جاسر محاولًا التأثير عليه:
_" بس كده الراجل اللي هيستلم البضاعة 
هيتضايق يا كبير."



الكبير بابتسامة خبيثة: 
_"عارف... علشان كده هاخد منها كام أمبول 
دم علشان الجينات ودي هتبقى ليا."



جاسر نهض وهو يقول: 
_"طب أنا همشي بقى."



الكبير:
_" لا ..خليك النهاردة وامشي بكرة 
طلع القمر ده فوق وإنت نام في أوضتك 
هي لسه زي ما هي مغيرتش فيها حاجة."



جاسر: 
_"ماشي يا كبير."



حمل رهف وصعد بها إلى الغرفة ووضعها على السرير.
ثم بدأ يوقظها بلطف: 
_"رهف... رهف."



رهف متأوهة:
_" آه... دماغي... وقال إيه مسامحني... منك لله
يا جاسر الكلب! آه يا راسي!"



فتح عينيها بصعوبة فوجدت جاسر يضحك عليها.



رهف بغضب: 
_اضربك أنا بقى بالروسية؟!"



جاسر:
_" كان لازم أعمل كده."



حاولت استيعاب الوضع: 
_"طب إحنا فين؟ وإيه اللي حصل؟"



جاسر بجدية: 
_"إحنا عند الكبير."




        
          
                
رهف وقد بدأ القلق يتسرب إليها:
_"وبعدين؟"



جاسر:
_" أول حاجة عمار ويارا وآدم نجحوا في مهمتهم بس الكبير مش هيسكت."



ثم صمت قليلًا قبل أن يكمل:
-" تاني حاجة... الكبير ناوي لكِ على حاجة وحشة خلي بالك من نفسك."



رهف بقلق متزايد: 
_"حاجة وحشة إزاي يعني؟ مش فاهمة؟!"



جاسر وهو ينظر في عينيها مباشرة:
_" شافك تحت وقال إنه هيخليكي معاه... مش هيودّيكي مع الأعضاء."



رهف وقد ارتسمت الصدمة على وجهها:
_" ده إزاي بقى؟!"



_"متخافيش الراجل إللي عايز البضاعة مش هيرضى وغير كده أنا معاكي."



ثم أكمل بنبرة هادئة لكنها حازمة:
_" أهم حاجة دلوقتي إنك تقفلي الباب من جوه عليكي ومتعمليش أي حركة تخليهم يشكوا فيا أو فيكي ولو لقيتي أي حاجة غريبة في الأوضة حاولي تتصرفي عادي أنا أوضتي جنب أوضتك تمام؟"



رهف وهي تتأفف من الضوضاء: 
_"تمام أنا أصلاً مش هعرف أنام من الأغاني ديه 
المكان ده ما بيقفلش."



ضحك جاسر بسخرية:
_" لا ما بيقفلش أنا ماشي علشان أكلم قاسم وأطمن على الباقي."



_" ماشي."



******************



في مكتب الكبير – أثناء مكالمة هاتفية



شخص بانفعال: 
_"هو لعب عيال ولا إيه؟! مش كفاية نص البضاعة راحت، وأكيد الحكومة مش هتسيب النص التاني في حاله لا وكمان عايز تاخد البت ؟!"



ثم أكمل بتهديد:
_" مش هيحصل يا كبير... أكبر كده وفوق!"



الكبير محاولًا السيطرة على الموقف: 
_"طب خد منها اللي انت عايزه ورجعها لي."



الشخص بسخرية: 
_"هي البت دخلت دماغك ولا إيه؟ ما انت عندك في الملهى كتير! اعقل كده وفوق، علشان لو نص البضاعة بالبت ما جُوش... أنا مش هرحمكوا، تمام؟"



وقبل أن يرد الكبير أُغلقت المكالمة في وجهه.



نظر الكبير إلى الهاتف بغضب، ثم تمتم بغيظ: 
_"يا ابن *** بتقفل السكة في وش سيدك؟! آه... ما علمناهم الشحاتة، سبقونا على الأبواب."



***********
في غرفة جاسر



جلس جاسر على سريره أخرج هاتفه استبدل الشريحة ثم كتب رقمًا واتصل به.



قاسم بصوت قلق:
_" انت كويس؟؟؟"



_" كويس متقلقش."



قاسم: 
_"طب انت فين دلوقتي؟"



جاسر:
_" عند الكبير عرفت إللي حصل عند عمار؟"



قاسم:
_" عرفت... بس انت بتعمل إيه عند الكبير؟"



_"مش مهم دلوقتي المهم فعلاً إنك تحذر مراد واللي معاه، ومتخلهومش يخرجوا النهارده خالص الكبير مركز أوي على البضاعة اللي هناك ولازم يخلو بالهم أوي يا قاسم."




        
          
                
قاسم: 
_"حاضر هبلغهم وهبلغ اللواء علي كمان."



جاسر: 
_"طب انتو عاملين إيه؟"



قاسم: 
_"مستنيين إشارة منك علشان نتحرك يوم التسليم وفي حوار كده يخص باسل وأبوه... حوار ملعبك شوية مش هتفهمه."



جاسر باهتمام: 
_"طب احكي."



بدأ قاسم في سرد كل شيء يخص باسل ومراد وشقيقتيه وكذلك حسن 



بعد مدة طويلة...



جاسر بذهول: 
_"ينهار أبيض! ده ولا فيلم هندي يا بني! إزاي ده؟! الحوار ده ما يدخلش الدماغ!"



ثم أكمل بانفعال: 
_"وبعدين الراجل اللي اسمه حسن ده... إيه 
الجبروت ده؟! ابن *** يا عم!"



قاسم ضاحكًا: 
_"قلت لك حوار ملعبك."



جاسر:
_" أوي يا راجل! طب انت حكيت حاجة لمراد؟"



قاسم: 
_"لا ما قولتلوش حاجة مستني لما المهمة دي تخلص كده كده باسل وجومانا ناويين يرجعوا مصر
باسل حالف ميت يمين إنه يحبس أبوه بعد
إللي حصل النهارده... وانت متعرفش باسل!"



جاسر بمزاح:
_" نتعرف على باسل يا عم! 
ده أنا مشوفتكش ولا مرة وبتكلم معاك ولا تكون خطيبتي!"



ضحك قاسم ضحكة رجولية عالية ثم قال: 
_"ماشي يا عم ريكاردو شكلك فايق 
أنا هقفل دلوقتي خلي بالك من نفسك ومن رهف
ولو أي حاجة حصلت ابعت لي مسدج."



جاسر بجدية: 
_"متقلقش بس لازم أشيل الخط ده دلوقتي."



قاسم: 
_"تمام تصبح على خير."



أغلق جاسر الهاتف ثم ألقى الشريحة في كوب ماء بجانبه، وهو يفكر في الخطوة القادمة.



---



وضع قاسم الهاتف جانبًا ثم أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يقول لنفسه: "ربنا يستر..."



وقف قليلًا في حديقة القصر يتأمل المكان الذي كان قبل ساعات ساحة معركة دموية ثم دخل القصر متوجهًا حيث يجلسون جميعًا ....نظر إلى شيري التي أصبح حالها أفضل فقال :
>" حمدلله على سلامتك."



شيري بابتسامة دافئة:
_" الله يسلمك."



مصطفى بغمزة ماكرة: 
_"كنت بتكلم مين تحت؟ ضحكتك وصلت لهنا."



قاسم وهو يجلس:
_"مفيش حاجة كان جاسر... تعالوا
في حاجات لازم تعرفوها."



باسل ناظرًا إلى والدته سهام: 
_"نامي معاها يا ماما وأنا هشوف في إيه وهروح
أنام بردو."



سهام:
_" خلاص احنا كده ولا كده اتصحرنا كلنا 
فهنام... تصبحوا على خير."




خرج باسل وبقية الفريق إلى حديقة القصر بعد أن تم تنظيفها من الدماء جلسوا جميعًا في دائرة
بينما بدأ قاسم يسرد لهم كل ما عرفه من جاسر.




        
          
                
باسل بجدية: 
_"طيب ما جاسر كده عنده حق... مراد في خطر كبير."



مصطفى:
_" نكلمه ونقوله ياخد باله."



قاسم:
_" أنا هعمل كده بس الأول لازم نكلم اللواء علي ونكلم عمار، نشوف هما هيرجعوا مصر ولا رايحين على فين."



جومانا: طب، كلم اللواء علي الأول.



أمسك قاسم هاتفه وطلب رقم اللواء علي.



اللواء علي:
_" كويس إنك اتصلت أنا كنت لسه هكلمك."



ثم أكمل بصوت حازم:
_" عمار والفريق بتاعه مهمتهم خلصت
وهيرجعوا مصر بكرة."



قاسم:
_" تمام يا فندم بس أنا كلمت جاسر وعرفت منه..."



وقص عليه كل ما أخبره به جاسر.



قاسم متابعًا: 
_"فلازم نوصل لمراد ونحذره وأنا بقترح يا إما فريق عمار يسافر لمراد يا إما جزء من فريقنا يسافر والجزء التاني يستنى إشارة من جاسر."



اللواء علي بعد تفكير: 
_"لا خليكوا انتوا مع جاسر
وأنا هكلم عمار وأقوله يروح على سوريا بكرة الصبح المهم انت تتابع مع الكل
وتعرف كل حاجة، أنا عايز المعلومات كلها معاك يا قاسم، وتبلغني بكل اللي بيحصل على الأقل، تبقى مراقبهم بالتليفونات وكلم مراد اطمن عليه 
وقوله ما يتحركش... ده إذا كان متحركش فعلًا."



قاسم: 
_"حاضر يا فندم هعمل كل حاجة
وهتواصل مع مراد كمان وهكلم عمار."



اللواء علي:
__" لا سيبلي عمار أنا هكلمه... المجهود اللي
عملوه النهارده عظيم يلا اقفل وشوف 
هتعمل إيه وخلي بالكوا من نفسكم."



قاسم:
_" تمام يا فندم."



أغلق قاسم الهاتف ثم تنهد وهو ينظر إلى الفريق.



جومانا بقلق:
>" هتعمل إيه دلوقتي؟"



قاسم: 
_"هرن على مراد وأقوله ما يتحركش."



بدأ قاسم يطلب رقم مراد، لكنه لم يُجب.
ثم حاول الاتصال بجميلة... لا ترد.
حاول مع خالد... لا إجابة.



باسل بقلق شديد:
_" لا الموضوع مش مُريح خالص... كده في حاجة غلط."



مصطفى وهو ينظر إلى قاسم:
_" غريبة إن كلهم ما بيردوش... لازم نعمل حاجة ."



قاسم بحزم: 
_"هجرب أهكر تليفوناتهم زي ما آدم بيعمل."



جومانا:
_" افرض تليفوناتهم مقفولة؟"



قاسم: 
_"هجرب الأول ولو معرفتش هكلم آدم."



جلس قاسم أمام اللاب توب وأخذ يحاول اختراق هواتفهم كان قد تدرب كثيرًا مع آدم وأصبح لديه بعض المهارات التي قد تساعده في ذلك الوقت. 



_______________________



رن هاتف عمار نظر إلى الشاشة ثم أجاب فورًا.



اللواء علي:
_" أنا فخور بيكم وبكل اللي عملتوه."




        
          
                
عمار:
_" احنا تحت أمرك يا فندم."



اللواء علي: 
_ "طب انتو فين دلوقتي؟"



_"إحنا في طريقنا للفندق."



ثم أكمل بتردد: 
_"كنت عايز أقول لحضرتك حاجة... في دكتور
وخطيبته أنا بعتهم مع وليد وأم وأولادها."



اللواء علي بنبرة مطمئنة: 
_"متخافش أنا عارف كل حاجة هما في حمايتي
أنا هوفر ليهم ولكل الناس اللي كانوا متخدَرين حياة أحسن بكتير من اللي كانوا عايشينها."



ثم تغيرت نبرته إلى الجدية:
_" المهم دلوقتي إنكم هتسافروا على سوريا 
مش هترجعوا مصر أنا حجزتلكوا التذاكر
والطيارة جاهزة."



_" سوريا؟!"



اللواء علي:
_" مراد في خطر هناك وقاسم بيحاول يوصل له ومش عارف تواصل مع قاسم وحاول انت وآدم توصلوا لمراد في أسرع وقت."



ضغط عمار على القلم الذي بين يده وقال:
_"حاضر يا فندم هكلمه فورًا."



كانت يارا تنظر من النافذة على السماء لكن أذنها كانت مع تلك المكالمة وإلى نبرة صوت عمار المتحولة لقلق أنتظرت حتى أغلق الهاتف وتوجهت له لتجلس أمامه سائلة:
_"مالك في إيه؟"



مسح هو على وجهه بغضب: 
_"مش عارفين يوصلوا لمراد ولا لأي
حد من الفريق بتاعه."



القلق تسلل إلى قلبها فقالت:
_" يعني إيه؟!"



عمار: 
_"يعني تليفوناتهم مقفولة لا مراد بيرد
ولا جميلة ولا خالد... حاجة تقلق."



وضعت يارا يدها على رأسها بقلق تحاول السيطرة على ذاتها بقدر الإمكان ليجدوا حل بأن يتوصلوا لأخيها ومن معه تمتمت : 
_"يا رب يكونوا بخير."



عمار : 
_"أنا وآدم هنحاول نحدد موقعهم بأي طريقة وأنتِ جهزي حاجتك... هنسافر بكرة الصبح على سوريا."



يارا :
_" حاضر"



انسحبت يارا إلى زاوية الغرفة وبدأت تجمع حاجاتها بصمت وضعت ملابسها داخل الحقيبة ثم جلست على السرير بجوار الفاصل القماشي الذي يفصل بينها وبين عمار نظرت إلى الفراغ للحظات كانت خائفة على أخيها 



على الجانب الآخر من الفاصل جلس عمار ينتظر آدم الذي نزل ليطلب طعام السحور من إدارة الفندق.



بعد فترة عاد آدم، وخلفه رجل يحمل صينية الطعام
وضعها على الطاولة ثم شكره آدم بلطف قبل أن يغلق الباب.



عمار بانزعاج:
_" كويس إنك جيت لازم نوصل لمراد ."



آدم وهو يفتح علبة طعام: 
_"طب نتسحر الأول 
الفجر هيأذن كمان شوية
وبعدها نشوف موضوع مراد."



عمار وهو يرمقه بضيق:
_" انت عندك دم؟! أكل إيه دلوقتي؟"



آدم بابتسامة ساخرة: 
_" انا مبعرفش أفكر غير لما باكل 
مراد تلقيه مقديها شاورمة وإنتَ هنا هتموت من القلق 
هي فين يارا ؟"



عمار وهو ينظر نحو الفاصل: 
_"يارا؟ شكلها نامت... هقوم أصحيها تاكل
وبعدين نشوف موضوع مراد."



آدم وهو يضع الطعام أمامه: 
_" ماشي."



نهض عمار واتجه نحو الفاصل القماشي
ثم نادى بصوت هادئ:
_"يارا... يارا..."



ردت عليه وهي تقلق سحاب الحقيبة :
_"نعم أنا جاية."



وقف عمار خلفها يستند على الباب يراها وهي تجمع آخر أشياءها :
_"يلا علشان ناكل."



لفت ظهرها ونظر له بعينين مرهقتين :
"مش جعانة."



عمار وهو يقترب منها صوته صار أكثر لينًا:
_"يارا إحنا هنحتاج كل طاقتنا بكرة
لو ماكلتيش دلوقتي مش هتعرفي تكملي بكره والبتاع اللي بره دا هيخلص الأكل دا كائن بكرش ."



يارا بتنهيدة مستسلمة:
_"أنت دايمًا بتعرف تقول كلام اللي يقفلني."



عمار وهو يميل قليلًا ليهمس قربها بمكر:
_"معلش موهبة."




نظرت إليه نظرة جانبية قبل أن تمر بجواره وتتجه للطاولة لتجد آدم ينظر إليهما بابتسامة واسعة.



آدم وهو يغمز لعمار بخبث:
_"هوا الجو حر عندكم هناك ولا أنا اللي حاسس بس؟"



يارا وهي تجلس وتتناول قطعة خبز بسرعة:
_"كل وخلينا نخلص."



عمار وهو يجلس مقابلها يراقبها بابتسامة هادئة:
_"بالراحة مفيش حد هياخد الأكل منك غير آدم ."



يارا وهي تتظاهر بالتجاهل:
_"كمل أكلك وسكت."



ضحك عمار بصوت منخفض 
قبل أن يتبادل مع آدم نظرة متواطئة
ثم عاد إلى طعامه. ، بعد وقتٍ ها هم قد أنتهوا فهتف عمار إليه :
_"إيه أجبلك جالبية يا آدم؟! ما تنجز عايزين نحدد الموقع."



آدم وهو يشمر أكمامه عن يديه : 
"خلينا نبدأ."



فتح آدم حاسوبه وبدأ في محاولة تتبع موقع مراد.
_____________



في مكان آخر...



في نفس اللحظة التي كان فيها عمار وآدم يحاولان إيجاد أي دليل يقودهم إلى مراد 
كانت جميلة في مكان آخر...



مكان بارد، قاتم، تفوح منه رائحة الموت.



كانت مقيدة اليدين تجلس على الأرض، عيناها تحدقان برعب في الجدران البيضاء الباردة.



المكان؟



المشرحة.
 
google-playkhamsatmostaqltradent