رواية الكتيبة 101الفصل السابع عشر 17 - بقلم يارا محمود شلبي
الفصل السابع عشر|لعب على الأعصاب|
لو حد وراه صلاة أو قراءة قرآن يصلي الفصل مش هيطير💖💖
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 💖💖
متنسونيش من دعائكم 🦋🤍
__________
صل على نبي الرحمة 🦋🤍✨️
قراءة ممتعة 🤍🦋
_____________
الفصل السابع عشر |لعب على الأعصاب|
في هذا اليوم الذي هو اليوم المراد ...
وقفت يارا أمام والدتها تحتضنها قائلة محاولة أن تخفف الأجواء:
_" كلها كام يوم وهنرجع أنا مش لوحدي متقلقيش."
ظهرت ابتسامة مطمئنة على وجهها.
_"خلي بالك من نفسك يا قلبي."
كانت عين سارة تتفحصان وجه ابنتها كما لو كانت تحفظ ملامحها في الذاكرة.
_"أنا واثق إنك قد المهمة دي وقد المسؤولية."
قال صالح بثقة واضعًا يده على كتف يارا.
_"ربنا يخليك ليا."
أنهت جملتها ثم التفتت على صوت مراد الذي هتف:
_"يلا يا يارا كلنا رايحين المطار."
_"يلا بينا يا مراد."
ركبت السيارة إلى جانبه وانطلق مراد، كان الطريق هادئًا، إلا من صوت القرآن في الراديو.
_"هتوحشيني يا يارا."
قال مراد وهو يركز في الطريق لكنه لم يستطع إخفاء نبرة الحزن.
_"وأنت كمان بجد كان نفسي نسافر سوا في ظروف أحسن من كده."
قالتها وهي تنظر من النافذة ثم أضافت مبتسمة:
_"بس إن شاء الله قريب هنعوضها أول لما المهمة دي تخلص ويكون إحتفال بنجاحها."
_"إن شاء الله."
______________
في منزل عمار
_"يلا يا عمار أنا جهزت لازم نمشي قبل ما ماما تصحى. كفاية اللي حصل امبارح."
انهت جملتها وهي ترتدي سترتها مسرعة.
_"طيب يلا مش محتاج أقولك تخلي بالك من نفسك
أنا واثق إن مراد هيكون دايمًا في ضهرك وإنك قدها."
قال عمار وهو يحمل حقيبته، وابتسامة صغيرة تلمع في عينيه.
_"حاضر، يا عمار."
تبادلا النظرات للحظة ثم انطلقا.
____________
________________
بينما في منزلٍ آخر قد سمعتهم وهم يتحدثون بالأمس عن سفرهم لم تستطع النوم ،ظل قلبها يفكر قبل عقلها هل سيذهبون جميعًا،هل سيذهب هو بالتحديد؟؟!
لما قلبها خفق هكذا غير كل مرة ؟!
هل تعلقت به؟ ولما لا فهو سيصبح زوجها قريبًا لكنها لم تكن تتوقع كل هذا!
خرج وجواره شقيقها من الغرفة كانت هي تجلس في الصالة نظرت لهم الأثنين وقالت :
_"كنتم هتمشوا من غير ما حد في البيت يعرف؟!
ليه ؟ للدرجة دي انا مش فارقة مع حد فيكم؟! حتى رهف إللي فاكراني نايمة مفكرتش تقولي؟ يعني لولا إني سمعت بالصدفة ماكنتش هعرف صح."
خالد :
_"سهر دا شغل مش هزار أكيد مش كل حاجة لازم تعرفيها."
_"ولما لقدر الله يحصل حاجة هتقولي ساعتها برضو شغل؟!"
خالد :
_"ما تهدي في إيه !ليه محسساني إني مخبي عنك أني مخلف أربع عيال دا شغل."
نظر لها جاسر وهو يرى نظراتها التي تحمل قلقًا ابتسم جانبًا ثم قال بهدوء:
_"متقلقيش هنرجع تاني بس ادعي لنا نرجع بسرعة لإن المهمة دي طولت أوي ."
نظر إلى ساعة يده ثم أدرك أنهم سيتأخرون فذهب ليرتدي سترته الجلدية... فتقدمت بضع خطوات منه ومن شقيقها لتبقى في المنتصف بينهم :
_"أوعدوني إنكم هترجعوا بالسلامة وإنك يا جاسر هتخلي بالك من رهف."
قالتها سهر بنبرة قلقة بينما كانت تلعب في طرف كمها.
_"أوعدك خلاص بقى متقلقيش."
خرجت رهف من غرفتها بعدما إنتهت من تجهيز أشيائها فوجدت شقيقتها تقف أمامهم فالت:
_"إيه دا إنتِ صحيتي؟!"
ركضت عليها ترتمي بأحضانها فهي ستظل صغيرة هذا المنزل التي تخاف من أي شيء حتى إن كان أبسط الأشياء رفعت رهف يدها ببطء لتستقر على شعرها ابتعدت سهر حينما قال خالد أنهم يجب أن يتحركوا
الآن ،وقفت سهر وهي تراهم يغادرون المنزل وكان أول من نزل هو خالد وتابعته رهف ،نظر جاسر لها نظرة أخيرة مودعٍ إياها بعينه وحينما خرج من المنزل استوقفته جملتها حينما قالت :
_" ربنا يرجعك بالسلامة. "
ابتسم وهو يراها تغلق الباب فهي تخشى المواجهة ترتبك من وجوده ونظراته أغلق الباب ونزل هو درجتين لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها فتحت باب المنزل مجددًا ووقفت تنظر له من أعلى قائلة :
_"هتوحشني يا بتاع البرتغال."
توسعت إبتسامته وهو يرى تلك الملامح البريئة والعينين التي تسلل لها الحزن وإحساس الفقدان سيطر عليها قال مطمئنًا إياها:
_"هرجع ربنا دايمًا مع الحق وهنتجوز مالك خايفة ليه بتاع البرتغال هيرجع مهمة زي أي مهمة."
_"أهم حاجة متروحش تخطـ،ـف واحدة وتحبها تاني ما أنا عارفة قلوب الرجالة فندق."
جاسر :
_"بس أنا قلبي شقة تمليك ومحدش معاه مفتاحها غيرك."
وقف محمد خلف أبنته ونظر إليهم هما الأثنين قائلًا:
_"إنزل إنزل بدل ما أكسر أنا باب الشقة."
________________________
اجتمعوا جميعًا في صالة السفر،
كل منهم يحمل حقيبته وينظر حوله وسط الزحام، بعضهم يرى داخل عقله رجوعه وهو منتصرًا والبعض الآخر قلقًا ويخشى أن يفقد أحدٍ قاطع شرودهم آدم الذي قال :
_"أحسن حاجة إن طياراتنا طالعة في نفس الوقت."
كان يبتسم وهو ينظر إليهم.
_"طب يلا كل واحد على طيارته بقى
علشان منتأخرش."
قال مراد وهو يشير بيده نحو البوابة.
جاسر:
_"يلا."
سرعان ما تحرك الجميع في اتجاهات مختلفة وافكار مختلفة وخطة مختلفة يجب أن تنفذ دون خطأ واحد وإلا سيتكلف هذا فقدان أحدًا منهم ستكون روحًا عزيزة عليهم جميعًا ولكن من يعلم ماذا سيحدث لا أحد .
____________________
على متن الطائرة التي ستستقر على سوريا
جلست جميلة بجوار النافذة وضعت سماعات الأذن واستغرقت في الاستماع للموسيقى، نظراتها شاردة نحو السحاب.
جلس مراد بجانبها، بينما كان خالد يجلس في المقعد الأمامي يشاهد أحد الأفلام التي تعرض أمامه في المقعد المقابل له .
ملأ صوت المضيفة الطائرة:
_"برجاء ربط الأحزمة حفاظًا على سلامتكم."
_"جميلة اربطي الحزام."
قال مراد وهو ينظر لها لكنها لم ترد.
اقترب منها وهمس:
_"جميلة..."
خلعت سماعات الأذن والتفتت إليه:
_"نعم؟ في حاجة؟"
_"اربطي الحزام الطيارة هتطلع."
_"حاضر."
بينما الطائرة تبدأ في التحليق، اهتزت اهتزازة خفيفة جعلت الجميع ينظر حوله بتوتر للحظة.
_"ده طبيعي؟"
سألت جميلة وهي تنظر من النافذة.
_"أيوه طبيعي."
قال مراد بثقة، لكن عينيه تابعتا حركة المضيفة عن كثب.
ابتسم خالد مطمئنًا:
_"ده بس تلاقي الطيار كان في قدامه قطة بتتحرك ولا حاجة."
جميلة:
_"قطة ! في الجو !؟ اقنعتني."
قاطع حديثها أهتزازة الطائرة مجددًا مما جعلها تقول :
_"المرة دي مش قطة كان في ست عجوزة بتعدي السحابة."
*************
**********************
في طائرة أمريكا
_"تفتكر الرأس الكبيرة هيصدقك؟"
قالتها رهف وهي تميل برأسها قليلاً نحو جاسر
تحدق فيه بنظرة متشككة.
_"مش عارف بصراحة بس أكيد لازم يصدق
يعني هقنعه بأي طريقة."
عقد جاسر حاجبيه وكأنه يخطط للأمر في ذهنه.
_"إن شاء الله خير."
كان صوتها هادئ لكن القلق لم يغب عن ملامحها.
_______________
"هو ممكن أقعد جنب الشباك؟"
سألت يارا وهي تنظر إلى عمار برجاء خفيف.
_"تعالي اقعدي."
قال عمار متنحيًا قليلاً ليتيح لها الجلوس بجوار النافذة. جلس آدم خلفهما، منشغلًا بجهاز اللابتوب الخاص به، بينما أخرجت يارا كتابًا ورقيًا وبدأت في قراءته.
مر الوقت واندمجت يارا تمامًا في صفحات الرواية حتى صاحت فجأة:
_"أوعي تصدقيه! ده كداب!"
نظر إليها عمار متفاجئًا ثم ضحك:
_"مين اللي كداب؟"
رفعت رأسها وهي تغلق الكتاب ونظرت له:
_"مفيش اندمجت شوية في الرواية."
_"اسمها إيه؟"
_"وقريبًا سيحل الظلام."
رفع حاجبه باهتمام:
_"شكلها غموض وتشويق."
_" آه دا النوع المفضل بالنسبة ليا ."
_"كملي قراءة بقى."
وضعت يارا الكتاب في حجرها، متنهّدة:
_"لا، بصراحة زهقت هكمل بعدين."
هزّ عمار رأسه ثم أخرج ورقة وبدأ يدوّن بعض الملاحظات نظرت له يارا بفضول ولكنها لم تتحدث بل ظلت تحدّق من النافذة إلى السحاب المتراكم
تأوه عمار وهو يتمطّى في مكانه ثم نظر إلى يارا
التي كانت ما زالت تحدّق من النافذة
شاردة تمامًا
حرك يده أمام وجهها وقال بنبرة ساخرة:
_"يا آنسة يارا راجعالنا امتى؟"
انتفضت قليلًا وأعطته نظرة جانبية قبل أن تعود لمراقبة السحب:
_"كنت بفكر..."
_"ودي حاجة تخوف."
رمقته بنظرة محذرة قبل أن تعود للنافذة:
_"كنت بفكر في الطيارة."
رفع حاجبيه
_"الطيارة؟ مالها يعني؟"
-" لو حد فتح باب الطوارئ هنتسحب لبرا كلنا في ثانية."
نظر إليها لثوانٍ قبل أن ينفجر ضاحكًا:
_ "يا بنتي إحنا في نص الرحلة
هو انتي فجأة قررتي تفكري في كوارث؟"
هزّت كتفيها وهي ما زالت غارقة في أفكارها:
_ "مش قصدي كارثة بس متخيل الإحساس؟
الطيران كده وسط السحاب؟ مش حاجة غريبة إننا قاعدين في أنبوبة معدنية بتطير؟"
نظر إليها بتمعّن للحظة قبل أن يقول بنبرة جادة مصطنعة:
_"يارا... انتي أكيد من الناس اللي لما يسافروا بالقطر يقعدوا يفكروا لو السواق نسي يفرمل هنطير في الهوى."
ضحكت وهي تهز رأسها :
_"يا خفيف."
ابتسم عمار ونظر إلى النافذة هو الآخر:
_"بس بجد الموضوع عجيب
إحنا بنقطع مسافات كانت بتاخد شهور
في ساعات قليلة."
_"بالظبط وعشان كده دايمًا عندي فضول أفهم... الناس زمان كانوا بيشوفوا الطيارات إزاي؟
أكيد كانت حاجة أسطورية بالنسبة لهم."
تأمل كلامها قبل أن يرد بابتسامة صغيرة:
_ "ممكن يكونوا شافوها معجزة... زي ما إحنا بنشوف حاجات دلوقتي وبعد ميت سنة هتبقى عادية."
ساد الصمت لوهلة قبل أن تقول يارا:
_"متخيل لو الطيارات في المستقبل بقت شفافة؟
نبقى شايفين كل حاجة وإحنا بنطير؟"
أخذ لحظة للتفكير قبل أن يجيب بسخرية:
_"أهو وقتها هبطل أركب طيارات للأبد."
_____________
في طائرة سوريا
خلعت جميلة سماعات الأذن، مما جعل مراد ينظر إليها مستغربًا:
_"غريبة كنت متأكد إنك مش هتقلعيها غير لما نوصل."
نظرت إليه جميلة باستغراب:
_"ليه يعني؟"
هزّ كتفيه وهو يقول:
_"مش عارف حسيت كده."
تنهدت جميلة وقالت بصوت هادئ:
_"أنا بخاف من الطيارات والأماكن العالية
علشان كده كنت بحاول أشتّت نفسي بأي حاجة لو فضلت مركزة ممكن أخاف لدرجة إني أعيّط."
نظر إليها مراد للحظة ثم قال بلطف:
_"وأي حاجة دي بقى إللي هي الأغاني؟ الأغاني عمرها ما بطمن الإنسان أو بتخفف عنه الأغاني بس ممكن تشكي همه لكن هل لقيتي أغنية فيها حل لمشاكل الإنسان أو مخاوفه؟! الحاجة اللي بطمن بجد هي القرآن يا جميلة."
ارتبكت جميلة للحظة تفكر في حديثه الذي لمس قلبها
أعلنت المضيفة أن الطائرة ستبدأ في الهبوط
شهقت جميلة بخوف وشدّت على يد مراد لا إراديًا
كان جسدها يرتعش بشدة.
ابتسم مراد في البداية... لكن عندما لاحظ مدى خوفها.. تلاشت الابتسامة من وجهه وشعر برغبة قوية في تهدئتها كان يودّ لو يحتضنها ليشعرها بالأمان
لكنه يدرك أنه لا ينبغي أن يفعل ذلك مطلقًا مع أي فتاة.
أخذ نفسًا عميقًا وقال بصوت مطمئن:
_"جميلة متخافيش مش هيحصل
حاجة قولي ورايا."
_"بسم الله الرحمن الرحيم."
_"بسم الله الرحمن الرحيم."
_"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ."
توقفت جميلة عن الرجفان تدريجيًا، وكأن كلمات الله هدّأت كل مخاوفها.
نظر إليها مراد وسأل بهدوء:
_"أحسن دلوقتي؟"
أومأت برأسها وقالت بإعجاب:
_"صوتك حلو أوي يا مراد
أنا متوقعتش إني ههدى كده
مفيش صوت حبّيته غير صوت عمار وبابا
وهما بيقرأوا أول مرة صوت حدّ يريحني بالشكل ده."
ابتسم مراد ابتسامة دافئة لكنه لاحظ يدها المتشبثة بكتفيه نظرت جميلة بدورها إلى يدها
ثم سحبتها سريعًا وقالت بارتباك:
_"أنا آسفة."
ضحك مراد وقال:
_"ولا يهمك."
نظرت إليه بتفكير ثم قالت:
_"على فكرة أنت غريب."
رفع حاجبه:
_"غريب إزاي يعني؟"
_"يعني في حاجات كتير بتعملها مخلياني أقول كده."
ضحك بصوت خافت:
_"طب يلا ننزل وبعدين نتكلم في الموضوع ده."
_"ماشي."
وبعد مدة زمنية وصلوا إلى الفندق، وكان مراد يتفقد أوراق الحجز التفت إلى جميلة وقال:
_"جميلة دي أوضتك أنا وخالد في الأوضة اللي جنبك على طول هنرتاح ساعتين كده وبعدين هننزل نشوف المستشفى ونجمع معلومات عنها تمام؟"
هزّت جميلة رأسها:
_"تمام."
_"ولو احتجتي حاجة خبطّي علينا."
_"أكيد."
ابتسم لها ثم التفت إلى خالد وهو يقول:
_"يلا نرتاح شوية المشوار لسه طويل قدامنا."
نظر خالد إلى جميلة بطرف عينه وقال مازحًا:
_"وإنتِ برضه ارتاحي مش ناقصين حد يفرفر مننا أنا قولت أهو ."
ضحكت جميلة:
_"حاضر يا سيادة القائد."
ضحك الثلاثة ثم دخل كل منهم غرفته
استعدادًا لما هو قادم.
_____________
في تركيا
توقف آدم أمام مكتب الاستقبال ليرى أن عمار يتفقد الحجز بعبوس واضح سأل صديقه مستنكرًا عن المشكلة فجاءه الرد بنبرة تحمل ضيقًا خفيفًا:
_"في إن الأستاذ اللي حجز لنا الأوض
حجز واحدة بس مش اتنين."
رفع حاجبه متسائلًا:
_"بكام سرير؟"
_"اتنين."
تنهد وهو يعقد ذراعيه:
_ "طب هتعمل إيه؟"
لم يكن هناك خيار سوى البحث عن حل لذا تحرك مباشرة نحو موظف الاستقبال وسأله بأدب عن أي غرفة أخرى متاحة لكن الرد لم يكن مبشرًا
لا غرف فارغة حتى الغد
بعد تفكير سريع
طلب حجز الغرفة باسمه فور توفرها.
بينما انتهوا ألقى آدم نظرة على صديقه وهو يبتسم بمكر:
_"طب يلا بقى تلقيها قاعدة لوحدها."
أومأ الآخر برأسه وتحرك بخطوات سريعة
ما إن وصلا إلى ساحة الفندق حتى رفعت رأسها نحوهما باستفهام واضح:
_"اتأخرتوا ليه؟"
جاء الرد هادئًا لكنه يحمل بعض الاستياء:
_ "كنا بنشوف أوضة تانية
لأنهم حجزوا لنا أوضة واحدة بسريرين."
اتسعت عيناها قليلًا قبل أن ترد بهدوء:
_"كده أو كده إحنا مش جايين نتفسح مش هنقعد فوق كتير."
هزت كتفيه قائلًا:
_"هنطلع نشوف الأوضة الأول
وبعدها نبقى نقرر هنعمل إيه."
لم يجد داعيًا لمزيد من النقاش فاكتفى بالتنبيه:
_ "يلا هنطلع المغرب بيأذن هنا بدري."
بمجرد أن انفتح الباب الغرفة بدت المساحة واسعة بالفعل بسريرين موضوعين على طرفي الغرفة أحدهما بجوار الحمام والآخر بمحاذاة البلكونة.
ألقى نظرة متفحصة قبل أن يلتفت متسائلًا:
_ "ها هنقعد إزاي؟"
لم يتردد الآخر في الرد بلهجة قاطعة:
_"إحنا هننزل ننام في أي حتة
وهي تقعد في الأوضة لوحدها."
تقاطع صوته مع احتجاج سريع منها:
_ "إيه اللي بتقوله ده؟
لا طبعًا وبعدين إحنا مش جايين عشان ننام أصلًا
كلها ساعة وهننزل المستشفى اللي جايين علشانها وبعدين افرض إننا اتكشفنا؟ لازم نبقى مع بعض."
مرر يده على وجهه بإرهاق قبل أن يتمتم بضيق:
_ "اللهم طولك يا روح."
قطع آدم ذلك النقاش بإشارة حاسمة:
_ "خلاص يا جماعة اهدوا أنا عندي حل حلو
وبعدين الأوضة واسعة يعني."
تحرك نحو الخزانة أخذ منها شيئًا ثم عاد بعد دقائق قليلة وهو يضع ذراعه على كتف صديقه بابتسامة منتصرة:
_"ها إيه رأيك كده؟ محدش يضايق."
انفجرت ضحكة خفيفة من جانب الغرفة قبل أن يأتي تعليق ساخر:
_"طبعًا طبعًا."
التفت إليها الآخر مستنكرًا:
_"بتضحكي على إيه؟!"
لم ترد واكتفت بالإشارة نحو الستارة القماشية التي أصبحت تفصل بين السريرين، تمامًا كما في مشاهد الأفلام القديمة فقالت :
_"عارف فيلم غريب في بيتي؟ كانوا عاملين نفس الحوار دا."
تحرك آدم أمامهم وهو يربت على بطنه:
"بلا أفلام بلا بتاع أنا جعان يا بشر."
وافقه عمار سريعًا:
_ "طب يلا ننزل نشوف أي حاجة تتاكل
المغرب أذّن خلاص."
لم يكن هناك اعتراض، فتحركوا جميعًا للخارج.
بينما كانوا يسيرون، اقتربت سيدة مسنة تحمل بيدها تمرًا مدت يدها نحو عمار بابتسامة حنونة قائلة شيئًا لم يفهمه تمامًا.
تراجع عمار قليلًا مترددًا قبل أن تأتي همسة بجانبه تحثه على أخذ ما بيد تلك العجوزة وما كانت إلا يارا: _"متكسفهاش خد منها."
مد يده بأدب وأخذ ما قدمته له ثم انحنى قليلًا ليقبل يدها احترامًا
تقدمت يارا خطوة للأمام ابتسمت وقالت بتركيز واضح: "teşekkür ederim."
أومأت السيدة برضا قبل أن تجيبها: "afiyet olsun."
راقب آدم ما يحدث بصمت ثم التفت ببطء وسأل بجدية مصطنعة:
_ "هي بتشتمنا صح؟"
انفجرت الأخرى ضاحكة قبل أن ترد:
_ "لا يا غبي بتقول بالهنا والشفا."
أدار وجهه بامتعاض مصطنع:
_ "أنا غبي؟! مقبولة منك يا جميل."
ارتفع حاجب الآخر بحدة قبل أن يتمتم بنبرة تهديدية: _"والله يا أنا هضربك بوكس في وشك مش هسيب فيه حتة سليمة."
رفع يديه مستسلمًا وهو يضحك:
_ "خلاص سكت أهو."
ضحك الجميع معًا ثم واصلوا طريقهم نحو أقرب مطعم يملؤهم الجوع… وربما شيء آخر أكثر دفئًا.
*************
في أمريكا ....
كان يجلس في ركن هادئ يتحدث على الهاتف بنبرة هادئة لكن تحمل في طياتها حزمًا واضحًا
جاءه الصوت من الجهة الأخرى مستغربًا خروجه المفاجئ.
تحدث ببرود كأن الأمر لا يعنيه كثيرًا:
_" جرا إيه؟ هتحقق معايا ولا إيه؟ متنساش نفسك أنا كنت ممكن أموت رجالتك آخر مرة لو ناسي ارجعلك الذاكرة. "
جاء الرد متوترًا، محاولة لإخفاء الانزعاج:
_"أنت عايز إيه دلوقتي؟"
لم يطل في الشرح أوضح طلبه مباشرة:
_"عايز أقابل الرأس الكبيرة أنا هنا في أمريكا"
تردد الطرف الآخر قليلًا قبل أن يسأل بحذر:
_"البضاعة معاك؟"
جاء الرد مقتضبًا محكمًا كما لو كان يغلق أي باب للنقاش: _"لما أقابل الكبير هبقى أتكلم معاه."
لم ينتظر أي رد أغلق الهاتف مباشرة.
في الطرف الآخر من المكالمة جحظت العيون بصدمة ثم تمتم بضيق وهو ينظر للهاتف:
_"يابن ال... مش فاهم الكبير حابب فيك إيه؟
والله في الآخر هياخد على عينه."
وقف جاسر أمامها ،كان يتحدث بجديّة واضحة نبرة صوته عكست تصميمًا لا يقبل الجدل شرح لها الموقف بإ
مختصرًا
_"أنا مش عايزك تقلقي وانتِ سمعتي المكالمة كلها لو رحتي هناك متخفيش تمام وأنا عارف إنك قدها بس إوعي تكشفينا."
أومأت بإدراك ثم تساءلت عن الخطوة التالية:
_"هو إحنا هنروح لباقي الفريق؟"
هزّ رأسه بالنفي ثم أوضح:
_" مش هينفع هما عرفوا إني في أمريكا فأكيد هيراقبوني فمينفعش نروحلهم ممكن نكلمهم في التليفون بس."
وافقت سريعًا دون نقاش إضافي.
رن الهاتف في يده فجأة فالتفتت إليه تتساءل بفضول: _"مين؟"
نظر إلى الشاشة قبل أن يجيب بضحكة خفيفة:
_" سهر."
بدا عليها اللامبالاة وهي ترد:
_"الله يسهل له."
ضحك وهو يضع الهاتف على أذنه ثم تحدث بنبرة مرحة: _"إيه؟ لحقت أوحشتك ولا إيه؟"
جاءه الصوت من الجهة الأخرى يحمل بعض الدلال المصطنع:
_"ولا وحشتني ولا حاجة كنت عايزة أقولك تجيبلي معاك قهوة بالبندق علشان بحبها."
رفع حاجبه باستغراب، ثم رد بسخرية:
_بقى متصلة بيا علشان قهوة بالبندق؟
دا على أساس إني في البرازيل ها؟!
بدل ما تقوليلي كلمة حلوة كده ولا كده؟"
ساد الصمت للحظة قبل أن يتابع هذه المرة بنبرة أكثر دفئًا:
_"بس تعرفي إنك وحشاني أوي؟"
لم تأتِ أي إجابة من الطرف الآخر
لكنه ضحك مستمتعًا بردة فعلها ثم قال:
_"سكتي؟ يعني كان نفسي أشوفك وانتِ مكسوفة أصلك مش بتتكسفي كتير."
حاولت إيقافه متظاهرة بالغضب:
_"ممكن تبطل تحرجني؟"
أطلق ضحكة خفيفة قبل أن يرد بمكر:
_'هو أنا لسه قلت حاجة؟!
تصدقي؟ شفت حتة فستان هجيبهولِك علشان لما نتجوز تلبسيهولي."
صرخت بصدمة من الطرف الآخر:
_" أنت قليل الأدب وأنا غلطانة إني كلمتك أصلاً."
ضحك أكثر مستمتعًا بانفعالها ثم رد وهو يغير دفة الحديث:
_"طب خلاص نسيب كل ده بس قوليلي وحشتك؟"
جاء الرد بعد تردد واضح وكأنها تحاول أن لا تظهر مشاعرها بسهولة:
_"بغض النظر عن الكلام اللي قولته أنا اتصلت بيك علشان أقولك إنك وحشتني فعلًا
ومضايقة إنك مش هتجيبلي الفانوس بتاع كل يوم."
اتسعت ابتسامته وهو يرد بسعادة واضحة:
_" أخيرًا يا عالم الحجر نطق!"
قاطعته بسرعة متظاهرة بالغضب:
-: أنا حجر؟!"
ضحك وهو يرد بمكر:
_" لا ده أنا اللي حجر وستين حجر كمان."
لكن سرعان ما عاد إلى نبرته الجدية وهو يطلب منها بحزم:
_"اسمعي اقفلي دلوقتي ومتخرجيش من البيت أوعي
وانا هكلم عمي اطلبي اللي عايزه منه."
جاء الرد سريعًا بصوت حمل بعض الخوف من جديته المفاجأة:
_"حاضر حاضر."
وبعد أن أغلقت المكالمة تمتمت لنفسها وهي تضع الهاتف جانبًا:
_" هتجوز شخصيتين يا ناس... حرام والله!"
___
بعد دقائق في مكان آخر
فتح مكالمة جديدة هذه المرة جاءه صوت ثقيل
مليء بالسلطة لم يكن هناك داعٍ للتقديم فالطرف الآخر كان يعرف جيدًا من يتحدث معه.
جاءه السؤال مباشرة دون أي مقدمات:
_" عرفت إنك عايز تقابلني."
أجاب بثقة وكأن اللقاء قد تحدد بالفعل:
_" الكبير بنفسه."
ضحكة قصيرة جاءت من الجهة الأخرى قبل أن يأتي السؤال المتوقع:
_"البضاعة معاك؟"
أومأ جاسر وهو يرد باحترافية:
_"تربيتك يا كبيرنا معايا واحدة بس."
ساد صمت قصير قبل أن يأتي السؤال الحاد:
_"والتانية فين؟"
لم يتردد لحظة قبل أن يرد بكذبة محبوكة:
_" آخر تحاليل عملتها قالت إنها مريضة وعندها كام عضو بايظ فسبتها وجبتلك السليمة."
جاءه الصوت موافقًا، بنبرة راضية:
_"تعجبني."
لم يضيع الوقت وسأل عن الخطوة التالية:
_" العملية إمتى؟"
جاءه التحذير سريعًا:
_"مينفعش في التليفون هات البضاعة اللي معاك وتعالى على Black Orchid "
حسم الكبير المكالمة بجملة قصيرة:
_" متتأخرش."
وما إن أغلق الهاتف حتى ذهب إلى الواقفة في البلكونة تنظر إلى السماء فأخبرها بثبات:
_" رهف هنروح بليل للكبير."
نظرت إليه بصدمة قبل أن تسأله بعدم تصديق:
_"لحقت تقنعه؟!"
ضحك وهو يرد بثقة:
_"طبعًا هو أنا أي حد؟ ده أنا جاسر ريكاردو."
رفعت حاجبها بسخرية قبل أن ترد بتهكم واضح:
_ ده إيه كمية التواضع دي؟! "
لم يعلق على سخريتها فقط نظر إلى ساعته قبل أن يحسم:
_"الساعة واحدة بليل هنمشي خليكي جاهزة."
_______>__________>>______>>>
وقف الجميع في انتظار أي خبر جديد حتى انطلق الهاتف برنين معلنًا عن اتصال برقم مجهول
التقطه قاسم مسرعًا ورد بحذر:
_"مين معايا؟"
جاء الصوت من الجهة الأخرى
واثقًا كما كان دائمًا:
_"أنا جاسر بص لازم أقفل دلوقتي
اتكلمت مع الكبير والمفروض هاخد رهف
على Black Orchid اللي قالي عليه أنا رايح."
لم يتردد الطرف الآخر للحظة فهو يعلم ذلك المكان مسبقًا :
_"عارفه يا جاسر."
وافق سريعًا لكنه أضاف تحذيرًا واضحًا:
_" إياك تعمل أي حاجة غير لما أقولك
لو ما اتصلتش بيك إوعى تتحرك."
_"خلاص بس اخلص بسرعة."
أغلق المكالمة بل أغلق هاتفه تمامًا
التفت إلى الجالسة أمامه....وأخرج سلسلة رقيقة مدّها نحوها قائلاً بجدية:
_" خدي دي وإياكي تقلعيها ماشي؟"
نظرت إليه بعدم فهم لكنها ارتدتها دون نقاش
راقبها للحظة قبل أن يضيف بصوت خافت:
_" احتمال ياخدوكي وتفضلي معاهم
بس متقلقيش... مش هيعرفوا يعملولك حاجة."
هزّت رأسها بتأكيد، لكنها فوجئت بسؤاله الغريب: -"مسمحاني؟"
نظرت إليه رهف بعدم فهم:
_"إيه السؤال ده؟!"
كرر هذه المرة بإصرار:
_" ردي عليا مسمحاني؟"
لم تتردد طويلًا قبل أن تجيب بهدوء:
_"مسمحاك."
وفي لحظة خاطفة ضربها برأسه
ليس بكامل قوته لكنها فقدت وعيها بين يديه.
حملها إلى السيارة وانطلق بها نحو وجهته الأخيرة.
****************
*************
وسط الليل حيث كانوا يجلسون بالداخل سمعوا صوت إطلاق نار لكن هي لم تكن معهم بل كانت بالخارج
فتجمدت شيري في مكانها وهي مختبئة خلف الأشجار في الحديقة احتضنت جسدها المرتعش وبكت بانهيار.
تحرك الجميع مسرعيين نحو الخارج وبدأ الاشتباك.
رفع باسل سلاحه وصوّب بدقة بينما أمسك بأحد الرجال قائلًا بعنف وسأله بالإنجليزية:
"Who sent you?"
لكنه لم يحصل على إجابة فلكمه حتى أوقعه أرضًا
صرخت جومانا لتحذر ذلك الواقف
_"قاسم خلي بالك."
لكنه لم ينتبه فأطلقت هي النار على شخص كان على وشك تصويب سلاحه نحو قاسم فأنقذته.
لوّح قاسم لها بيده بإشارة سريعة
أما مصطفى فاتجه بسرعة نحو شيري التي
كانت ترتجف من الخوف.
_"اهدى متعيطيش قومي معايا بسرعة."
لم تستطع الرد فقط واصلت بكاءها.
صرخ باسل من بعيد:
_ "شيلها يا مصطفى بسرعة."
تردد كثيرًا قبل أن يفعل هذا لكن صوت الرصاص جعل قلبه يخفق حينما تخيل فقدانها .......حملها مصطفى بين ذراعيه وصعد بها إلى الأعلى قابلتهم سهام صارخة:
_ "إيه اللي بيحصل تحت ده يا مصطفى؟"
_ "مش وقته دلوقتي خليكِ مع شيريزوأوعي حد فيكوا يخرج من هنا فاهمة؟"
وضعها على السرير لكنها أمسكت بذراعه بتوسل:
_ "متسبنيش... أنا خايفة أوي."
— "هارجع بس لازم أنزل دلوقتي."
_ "خلي بالك من نفسك."
_ "حاضر."
عاد مصطفى إليهم وبمرور الوقت استطاعوا أن ينهوا كل هذا ........عندما هدأ كل شيء ولم يكن هناك صوتٍ نزلت سهام وشيري إلى الأسفل لكن فجأة استدار أحد المصابين وأمسك بسلاحه محاولًا إطلاق النار على جومانا.
رأته شيري من فاندفعت نحو جومانة وأبعدتها
لتتلقى شازية من الرصاصة بدلاً منها وتستمر الرصاصة بعيدًا عن كتف الآخرى ليهمش ذلك الباب الزجاجي ...لم تكن إصابة بالغة فقط شيئًا بسيط لكنهم لم يعرفوا هذا فصرخ مصطفى بأسمها:
_ "شيري."
بينما ركض باسل نحوها ليتفحصها
فنظر مصطفى إلى هذا الرجل وجده يحمل سلاحه مجددًا لكن هذه المرة منعه ومنع تجدد أنفاسه للأبد .
أجلس باسل شقيقته على الأريكة ليتفحصها كانت تتأوه لكن قلقه عليها أنساها كل الألم أي خاف عليها حقًا أهناك أحدٍ يحبها ؟؟؟! ولكن ولكن كيف ابتسمت رغمًا عنها مطمئنة إياه :
_" باسل مش بتوجع انا كويسة."
أسرعت جومانا تجلب الإسعافات الأولية لترى جرحها بالفعل كان سطحيًا جدًا ،جلست تحاول أن تدمد لها إياه بالشاش والقطن لكن نظرها لم يكن معهم كانت تبحث عنه بعينيها فقالت بصوتٍ ضعيف:
_"فين مصطفى؟"
باسل:
_"مصطفى برا قومي بس وتكوني كويسة ونتكلم."
أعتدلت في جلستها وهي تنظر له وتتألم قائلة:
_"إنت فعلًا كنت خايف عليا؟ يعني لو كنت موت كنت هتزعل؟!"
_"هو انتي هبلة يا شيري؟! انتِ أختي
ولازم أخاف عليكِ أكتر من نفسي."
_ "أنا مبسوطة إنك معايا... أول مرة أحس
إنك خايف عليا بجد وإنك بتحبني."
_ "أنا طول عمري بحبك إنتِ وجومانا."
نظرت شيري لجومانا التي تحاول بأكثر جهدٍ لديها أن لا تألمها وهي تدمد جرحها ثم قالت لشقيقها :
_ "ربنا يخليك لينا يا باسل."
ظلت جومانا جوارها لكن بعد وقتٍ سمعت صوتًا بالخارج هم باسل بالخروج لكنها استوقفته قائلة:
_"خليك جمبها أنا هروح أشوف في إيه."
خرجت لتجد قاسم يحاول أن يبعد الزجاج هو ومصطفى عن المدخل وقفت تساعدهم حتى انتهوا وقف قاسم بجوار جومانا يراقب صمتها فقال:
_إنتِ مضايقة ليه دلوقتي؟"
_"لأن أنا اللي كنت مقصودة وهي ضحت بنفسها عشاني... لو كان حصلها حاجة؟؟..."
قاسم :
_"بس هي كويسة يبقى منقولش لو دي
ويلا ندخل نشوفها."
استجابت له ودلفا معًا لكن مصطفى ظل بالخارج
كان شارد الذهن يعلم أنه غير طبيعي في هذه المواقف كان دائمًا حكيمًا يتصرف بحكمة وعقل لكن هذه المرة فقط يسيطر عليه القلق ....لماذا شعر لوهلة بالتعب!
همًا قد حل عليه لا يجد له حلًا ولا يجد مخرجًا
اقترب باسل وقاسم ليرى تلك الأجسام التي على الأرض بعضهم يتنفس وآخر لا سار بضع خطوات حتى لفت انتباهه شيء أكثر أهميه فوقف ليربت على كتف مصطفى قائلًا:
_"بتفكر صح؟ وهي كمان بتفكر ...انا عارف قد إيه إنتَ قلقان بس هقولك على حاجة بجد؟ من ساعة ما اتكلمت معاها عن الصلاة وكل حاجة وهي بتتغير أنا عارف إنك قلقان وهي قلقانة أكتر منك انا أخوها وماكنتش قريب منها بالكفاية بس بفهمها من نظرة ."
همّ مصطفى بالكلام لكن باسل قاطعه:
— " أنا عارف إنك متلخبط وده حقك انت مكملتش شهر تعرفها وكمان أول مقابلة كنت عارف قبلتها فين ومع مين ممكن تكون فاكر إنها بتحبه بس الحقيقة إنها عمرها ما حبته كانت بتعتبره أخ وصديق لكن هو خان الثقة دي بس اللي لازم تعرفه بجد
إنها بدأت تحبك وإنك أول حد تحس معاه بالأمان
ادّي نفسك فرصة وادّيها هي كمان."
ظل مصطفى صامتًا يفكر في كلام باسل
ثم ابتسم بخفة:
— "أنا متأكد إنها مش هتكرر إي غلط تاني بس هي محتاجة وقت تفوق محتاجة وقت تحب فيه نفسها وتخاف عليها وأنا كمان محتاج وقت علشان أخد الخطوة دي هي هتكون قريب يا باسل وانا زي ما إنتَ عارف أول لما أحس إنها جاهزة هاجي بيتك من بابه ."
_________
أما على الجانب الآخر...
رنّ الهاتف في يد حسن.
_ "ها عملت إيه؟"
_ "مشيت وسِبتهم بس متقلقش... هيمرمطوهم
بعتلهم رجالة تاكل الظلط."
_ "هو انت متخلّف؟! مش أنا قلتلك تروح
معاهم تجيبلي الورق من الزفت اللي اسمه باسل
وتقـ،ـتل البنت؟"
— "متقلقش عارفين هيعملوا إيه."
— "لو حصل أي حاجة غلط هقتلك... فاهم؟"
_ "حاضر حاضر"
___________
_ "تفتكر مين اللي عمل كده؟
أكيد مش الواد اللي مرمي تحت ده بعت حد يعني."
— "لا ده عيل هلفوت كان عايز ينتقم مني مش أكتر بس اللي وراه إللي حصل هو... حسن العلايلي مفيش غيره."
اتسعت عينا قاسم بدهشة:
_ "نعم! حسن؟ أكيد مش هيوصل بيه القذارة
إنه يعمل كده يعني يقتل بنته؟!"
— "لا هو أكيد ماكنش عايز يقتلها كان قاصد جومانا قالهالي قبل كده وكمان الواد اللي كان على الأرض كان ممكن يرفع السلاح على أي حد ليه اختار جومانا تحديدًا؟"
— "طب انت هتعمل إيه؟"
نظر باسل بخبث: "هتشوف دلوقتي."
أخرج هاتفه واتصل بحسن.
_ "إيه؟ القطة ماتت؟"
حاول باسل ضبط أعصابه
لكنه لم يستطع منع السخرية من صوته.
— "معندكش ذرة رحمة؟ دي بنتك يا أخي."
ضحك حسن ببرود:
— "انت متعرفش أبوها عمل فيا إيه... آه أنا اللي بعت الناس يقتلوها ويجيبوا الورق بتاعي... وأعرفك حاجة تانية؟ هقـ،ـتل أبوها كمان."
ضحك ضحكات متقطعة ثم تابع:
_ "بلاش أبوها هيكفي يشوف عياله التلاتة ميتين قدامه... بص اقعد واتفرج ومتدخلش في الحوار."
ابتسم باسل ببرود:
_ "تعرف؟ مش شويه البهاهـ،ـيم إللي بعتهم مرميين قدامي وجومانا سليمة بس تعرف مين إللي مش كويس؟ بنتك جاتلها رصاصة... وهي دلوقتي بين إيدين اللي خلقها،ده غير نفسيتها إللي مدمرة وطبعًا إنتَ ولا تعرف حاجة كل إللي يهمك هو بس السواد إللي جواك."
اتسعت عينا حسن بصدمة:
_"انت كداب!"
— "صدق أو متصدقش مش هيفرق معايا."
أغلق الهاتف ثم التفت لقاسم:
— "صدقني دلوقتي؟"
_"صدقتك يا صاحبي المهم إن الاتنين كويسين فوق إنتَ ناوي على إيه؟"
_ "ناوي على حاجات كتير يا قاسم."
_________________
عمار:
_"لازم نأجر عربية مش هينفع نشتري علشان البطايق وكمان عشان محدش يقدر يتتبعنا."
تذكر آدم أنه رأى معرض سيارات حينما كانوا يأتون إلى هنا :
_"أنا شفت معرض تأجير عربيات
قريب ممكن نأجر منه."
هم الجميع على الذهاب إلى ذلك المعرض ليستأجروا سيارة لم تكن الإجراءات بسيطة لكنهم الآن معهم السيارة التي ستكون معهم لمدة لا تتجاوز عن خمس أيام تنفس عمار وهو يقود السيارة نظر إلى الجالسة بالخلف عن طريق المرآة ثم أكمل قيادة.. .. الآن توقف في المكان المراد فنظر إلى آدم قائلًا:
_ "إيه الأخبار؟ عطلت الكاميرات ولا لسه؟"
نظر له آدم وهو بعدل وضعيه نظارته ويعض على قلمه بتفكير :
_"لسه فاضل شوية."
أجابه الآخر بنبرة ضيق
_: "طب أنجز بقى."
اسند عمار رأسه للخلف بإرهاق وبعد بضع دقائق وضع آدم يده على كتف عمار بغرور:
_ "يلا يا باشا كله تمام."
عمار بنبرة تهديد :
_"وحياة أمي هشتمك يا آدم لو مسكتش بسرعة."
كبتت يارا ضحكتها.
نظر لها عمار بحدة فأشارت بيدها إلى فمها كأنها تغلقه بسوستة لكن سكوتها لم يدم كثيرًا فقالت
_"طب ممكن ننزل بقى؟"
آدم:
_"أنا برضه بقول كده."
نزلوا جميعًا من السيارة وصعدوا إلى المستشفى.
داخل المستشفى أشار لهم عمار
_"كل واحد هياخد دور والإيربودز في ودنه تمام؟
آدم إنت في الدور الأرضي يارا التاني وأنا التالت يلا."
بدأ آدم في البحث بالدور الأرضي
بينما ذهبا عمار ويارا للمصعد.
كانت ترتدي جوانتي مصنوع من الجلد ليغطي كفيها ولم تلاحظ ذلك الذي بدا عليه القلق فتنحنح قائلًا :
_ "خلي بالك من نفسك."
رفعت رأسها له وهي تبتسم :
_ "حاضر وإنت كمان ....لو لقيت أي حاجة غريبة
كلمنا ."
_"ماشي."
توقف المصعد في الطابق الثاني ونزلت هي تعلقت عينيه عليها وودعها بابتسامة قبل أن يغلق المصعد لتختفي ملامحها عن عينيه......
لاحظت يارا امرأة في أوائل الثلاثينيات تحمل طفلًا رضيعًا وبجوارها ابنتها الصغيرة كانت المرأة تتحدث مع الطبيب بملامح يكسوها القلق والتوتر بعد مغادرة الطبيب اقتربت يارا منها لتستفسر عن شيء فقالت بالإنجليزية :
_ "مرحبًا هل تتحدثين الإنجليزية؟"
أجابتها المرأة بحزن :
_"نعم أجيدها."
_"ماذا حدث؟ لماذا أتيتِ إلى هنا؟"
المرأة:
_"هذا الطبيب يرفض معالجة أطفالي."
_ "لماذا؟ هل هناك نقص في الأجهزة؟"
_"لا الطبيب السابق كان قد أعطاني موعد لكن اليوم لم أجده وبدلًا منه وجدت هذا الطبيب الذي يطرد كل الأمهات بأطفالهن."
أجاب آدم وهو يسير بين الطرقات لكن ذلك الحديث الذي وصل له عبر السماعة جعله يقول :
"أكيد الراجل ده عارف حاجة يا يارا."
هي أيضًا تشعر بذلك نظرت إلى الأم وقالت لها :
_"اسمعيني أعطيني رقم هاتفك وعنوانك وغادري الآن سأحاول مساعدتك لكن لا تخبري أحدًا بهذا مفهوم؟"
_"شكرًا لكِ."
أخذت المرأة أطفالها ورحلت.
تحدث آدم لتسمعه هي عبر السماعة:
_"هتعملي إيه دلوقتي؟"
يارا:
_ "هدخل للدكتور."
عمار:
_"لا استني أنا نازل."
يارا:
_ "ما تضيعش وقت يمكن تلاقي حاجة
أهم أنا مش هتأخر."
آدم:
_"مش وقت خناق بدل ما الراجل يختفي."
وبالفعل دخلت يارا إلى مكتب الطبيب دون طرق الباب واغلقته خلفها وجدته يتحدث وهو منفعلًا باللغة التركية فقالت له :
_"أنا لا أجيد التركية "
قالتها باللغة الإنجليزية ثم تأففت بصوتٍ مرتفع قائلة:
_"عايزه تتنرفز يبقى بلغة أفهمها..... أقصد تحدث معي بالإنجليزية"
فقال الطبيب بالإنجليزية:
_ "كيف تجرئين على اقتحام مكتبي بهذه الطريقة؟"
سارت أمامه ببعض الخطوات وقالت بنبرة تحمل تهديدًا :
_ "لماذا تطرد المرضى؟"
اجابها بصوت منخفض :
_"اخفضي صوتك."
يارا وهي تضع مسدسها في ظهره :
_"أجب مسرعًا وإلا ستدفع الثمن."
بدا متوترًا وهو يرى هذا السلاح يضغط أكثر على جسده :
_ "من أنتِ؟ وماذا تريدين؟"
_ " ليس ضروريًا فقط أجب ."
تنهد ثم قال :
_ " لست خائفًا من هذا السلاح لكن يتضح لي أنكِ لستِ منهم لهكذا سوى أقص عليكِ الحقيقة ."
_ "أنا أستمع لك."
كان سيسير لكن يدها منعته حينما ضغطت على السلاح أكثر فقال :
_ " هذا المكان يحتوي على عصابة تُتاجر في الأعضاء يأخذون الأطفال من أمهاتهم .... الطبيب للذي كان هنا قبلِ كان متواطئ معاهم يقنع الأمهات إن المستشفى آمنة لكن الحقيقة إنه باع ضميره وخان القسم الذي حلفه."
طرق أحدًا على الباب فجأة نظرت يارا إليه بشكٍ فقال :
_"لا تقلقي لست سيء."
أدخلت سلاحها مجددًا وجلست على المقعد وكذلك هو فعل هذا جلست على مقعد المكتب الذي أمامها وسمح للطارق أن يدخل دلفت ممرضة فنظرت لهم بريبه وانت أن هناك أمرًا ما فتحدث بالتركية :
_"هل أنت بخير، دكتور؟"
أجابها وهو يتظاهر بالطبيعية فنظر أمامه على الأوراق :
_"نعم أنا بخير يمكنكِ الذهاب."
نظرة هي بحيرة إلى يارا ثم سألته :
_ "ومن هذه؟"
_ "صديقة لي لا تقلقي."
الممرضة نظرت له بحزن ثم غادرت.
يارا بارتياب :
_"ماذا قلت لها ولماذا حزنت هكذا ؟"
ابتسم إبتسامة باهتة قائلًا:
_ " قلت أنكِ صديقتي لكنها تغار عليّ قليلًا."
_"حسنًا لا يهمني أين الأعضاء ؟"
_ "لا… لا أستطيع أن أخبرك شيئًا
أنا لا أعرف حتى من تكونين!"
أقتربت من المكتب ووضعت يدها عليه وركزت على عينيه لترى تحركات جسده فقالت بنبرة هادئة لكن حادة :
_ "أنا لست من العصابة بل أنا هنا لأنقذ هذا المأذق ولكنني أحتاج إلى بعض المعلومات لن أذيك لن هذا ليس هدفي."
_ "حسنًا… الأعضاء في المشرحة في الدور الثالث
بعض الناس فوق لا يزالون أحياء."
_"أحياء؟!"
الطبيب: "نعم وهناك أعضاء مُشرحّة بالفعل."
لحظة صمت مشحونة بالرعب لكنها لم تستطع أن تمنع فضولها :
_"لماذا لم تخبر الشرطة."
نظر لها بحزن حينما تذكر صديقه الذي قتل حينما حاول فعل ذلك فقال :
_"حينما حاول صديقي ان يفعل هذا لم يقتلوه هو فقط بل قطعوا نسله بأكمله."
قاطعهم دخول عمار وآدم فهم قد سمعا كل شيء
آدم:
_ "الراجل ده حياته في خطر."
يارا:
_"محتاجين نطلعه من هنا فورًا."
عمار:
_"هناخده معانا ونفكر بعدين."
نظر لهم بارتياب وهو يسمع حديثهم العربي فقال لها :
_"هل أنتم من مصر؟"
اللتفت له وقالت بالإنجليزية:
_"نعم هذا ليس وقتًا للأسئلة حياتك في خطر يجب أن تأتي معنا."
الطبيب:
_"لا أستطيع ترك خطيبتي سيقتلونها."
عمار :
_ "حسنًا سنأخذها هي أيضًا فقط أسرع ."
الطبيب: "حسنًا … أنا موافق."
أخذهما آدم إلى السيارة وأمرهما بعدم التحرك، ثم عاد إلى عمار ويارا ليستعدوا للصعود إلى المشرحة.
يتبع…
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الكتيبة 101) اسم الرواية