Ads by Google X

رواية الكتيبة 101 الفصل السادس عشر 16 - بقلم يارا محمود شلبي

الصفحة الرئيسية

  

رواية الكتيبة 101 الفصل السادس عشر 16  -  بقلم يارا محمود شلبي

الفصل السادس عشر|بعض الليالي لا تنسى بل تحفر|
                                    
                                          
صل على نبي الرحمة 🤍🤍🤍🦋



رمضان كريم عليكم 🥺🤍🤍🤍🦋



قراءة ممتعة 🤍 🤍🤍🦋
_____________________



*********************



|بعض الليالي لا تنسى بل تحفر.|



تسارع نبض قلبه بعنف فتحدث بلهفة خوف : 
_"شيري إنتِ كويسة؟ 
لو سامعاني ابعتي اللوكيشن بسرعة ."



كانت ستتحدث لكن فجأة انتُزع الهاتف من يدها، وانقطع الاتصال. شعر باسل بقلق لم يعهده من قبل، قبضته تشددت حول الهاتف ونبضات قلبه تسارعت.



تحدث بصوت مضطرب : 
_"وقف العربية يا قاسم بسرعة."



تحدث جومانا وهي لا تفهم شيئًا من تلك المكالمة :
_ "في إيه؟ شيري مالها؟"



لم يعلم ما يحدث معها حاول جاهدًا أن ينظم أنفاسه فأجابها :
_ "مش عارف… كانت بتصرخ."



مد مصطفى يده في جيب سرواله ثم أخرج هاتفه يهاتف يبحث عن رقم آدم مسرعًا تململ في مقعده وهو ينظر إلى هاتفه فآدم لا يجيب أعاد الأتصال مرة آخرى بعدما قال لباسل :
_"هات رقمها بسرعة."



بعد لحظات، جاء صوت نعسان على الطرف الآخر من الخط وما كان إلا آدم الذي قال بنعاس:
_ "جرا إيه يا صاصا… في حد يصحى حد كده؟!"



أجابه مصطفى بحنق : 
_"مش وقت هزار خد الرقم دا 
عايز أعرف مكانه حالًا بسرعة يا آدم ."



على الجانب الآخر جلس آدم مسرعًا على طرف الفراش، إحساس غريب بالجدية تسلل إلى عقله وأبعد عنه النوم تمامًا، أخذ تحديد الموقع بضع دقائق منه فقال بعدما عثر عليه :
_"المكان أسمه "The Black Orchid"بس دا مكان مشبوه … رايح هناك ليه؟! ."



أغلق مصطفى الهاتف دون أن يرد، ثم التفت إلى باسل بوجه متوتر:
_"هي موقعها في "The Black Orchid".



نظر له باسل وهذه الجملة تتردد في
أذنه "The Black Orchid"!ماذا تفعل شقيقته في هذا المكان ؟! كيف سمحت لذاتها أن تراوضها إلى هناك ؟! لماذا ؟! تحدثت جومانا وهي تضع يديها على المقود بحزم وتنظر إلى قاسم قائلة : 
_"أنا اللي هسوق إنت أكيد مش عارف المكان."



بدلت جومانا مكانها مع مكان قاسم لتتحكم هي في قيادة السيارة ،انطلقت جومانا بسرعة رهيبة، مهارتها في القيادة بدت واضحة، إذ كانت تناور بين السيارات بحرفية ،في المقعد الخلفي تململ قاسم ونظر إليها بدهشة يفكر في سرعتها المفاجئة تحدث مع ذاته وهو ينظر إلى الطريق الذي يختفي شيئًا فشيء أثر سرعتها قائلًا :
_"إهي ركبتنا مراجيح ببلاش."



لم تستغرق الرحلة سوى دقائق قليلة قبل أن يصلوا إلى المكان الذي حدده آدم، لم تكن صدمة بالنسبة لهم فهم يعلموا أن ذلك المكان مشبوه ولا يأتي به إلا الناس ذوي السمعة السيئة فـ "The Black Orchid".
زهرة الأوركيد هي زهرة جميلة ونادرة لكن ذلك الأسم قد لوثها بالسواد كما يلوثونها هؤلاء الذين بالداخل 


 
                
زفر باسل وهو يشد على قبضته :
_ "متخلفة أكيد مع الزفت حسام
جومانا إنتِ تفضلي في العربية علشان لما نخرج."



نظرتها كانت رافضة لكن نظرة الثلاثة لها كانت قاطعة استجابت لهم في حنق وجلست تنتظرهم وتتابع المكان من حولها .



نظر مصطفى حوله باشمئزاز :
_ "إيه المكان القذر ده؟!"



كان صوت الموسيقى الصاخب والأضواء الخافتة يبعثان إحساسًا بعدم الارتياح.



تحدث باسل بصوت مرتفع بسبب الضوضاء :
_ "كل واحد في ناحية ها."



تفرقوا كل منهم يبحث في اتجاه بينما كان باسل وقاسم يبحثان دون جدوى، فتح مصطفى أحد الأبواب ليجد مشهدًا جعله يتجمد للحظة.
كانت شيري جالسة على الأرض، منهارة بالبكاء، بينما يقف أمامها شاب يحاول الاعتداء عليها.
دون تفكير انقض مصطفى عليه، ولكمه بقوة أسقطته على الأرض. لم يمنحه فرصة للوقوف إذ أتبعه بلكمة أخرى ثم ضربة قاسية جعلت الشاب يتلوى من الألم.



انفعال مصطفى أدثر وهو يمسكه من ياقة قميصه : _"إنت إيه يا عم إنت؟ إيه الوضاعة دي؟!"



بينما كان الشاب يتأوه على الأرض، نظرت شيري إلى مصطفى بعيون دامعة، تحاول تدارك نفسها، لكن جسدها لم يتحمل وانهارت مغشيًا عليها.



نظر مصطفى إليها مسرعة ثم خلع سترته ووضعها عليها بإحكام قبل أن يحملها ليخرج من هذا المكان المقرف
خرج بها ليجد باسل وقاسم بانتظارهما بالخارج.



تحدث وهو يومئ برأسه للخلف : 
_"الكلب ده جوه."



باسل وقاسم لم يترددا لحظة، اقتحما الغرفة، وسحبا الشاب معهم للخارج. بينما كان مصطفى يحمل شيري نحو السيارة فتحت له جومانا الباب بسرعة.



قلقت جومانا وهي تنظر إلى شيري فقال لها مصطفى وهو يضع شيري داخل السيارة:
_"لازم نروح المستشفى شكلها تعبان."



قاد قاسم السيارة مسرعًا إلى أقرب مشفى حسب وصفهم له بينما جلس مصطفى بجواره،
وفي الخلف كان باسل ممسكًا بيد شيري، يحاول أن يطمئنها رغم أنها لم تكن واعية تمامًا وجواره جومانا.



وبعد وقتٍ وقفت السيارة أمام تلك المستشفي فحمل باسل شقيقته إلى الداخل فتحدث بلغة إنجليزية متوترة  مع إحدى الممرضات : 
_"أريد طبيب الآن ."



أشارت له الممرضة نحو إحدى الغرف، فدخل ووضع شيري على السرير، قبل أن تدخل الطبيبة خلفه.
بعد وقت بدا طويلًا، خرجت الطبيبة.



نهض باسل بقلق : 
_"هل هي بخير؟!"



تحدثت الطبيبة بهدوء الطبيبة :
_ "نعم بخير لا تقلق لم يحدث لها أي شيء هي فقط في حالة انهيار عصبي لا أكثر أعطيتها حقنة مهدئة 
وستكون أفضل لكنها بحاجة إلى الراحة."



_ "متى يمكنها الخروج؟"



_ "بعد ساعة تقريبًا."



تنهيد باسل وهو يمرر يده في شعره :
_ "أشكرك."




        
          
                
ابتسمت الطبيبة قائلة :
_"هذا واجبي."



خرجت الطبيبة، وعاد باسل إلى داخل الغرفة
جلس بجوار شيري وهو ينظر إليها بحزن.



تحدث باسل بصوتٍ منخفض وهو يهز رأسه : 
_"شوفتي عملتي إيه؟… ضيعتي نفسك… طول عمرك غبية يا شيري طول عمرك غبية!"



كاد أن ينهض ويغادر، لكن يدها أمسكت بمعصمه بقوة، رغم ضعفها.



بكت شيري  وهي تتوسل إليه :
_ "متسبنيش لوحدي… أنا فعلًا غبية ومتخلفة… بس متبعدش عني، أرجوك… أنا محتجالك جنبي."



ظل باسل صامتًا، يحاول إخفاء مشاعره المتضاربة.
لم يدم صمته كثيرًا حتى قال بحزم وهو يحاول السيطرة على نبرته : 
_"عجبك اللي حصل؟ بلاش دي… عارفة أبوكي لو عرف إنك معايا هيعمل فيكِ إيه؟ مش هقولك لو عرف اللي حصلك، لأنه أصلًا مش فارق معاه غير نفسه."



انفجرت شيري في البكاء، شعرت أنها وصلت إلى نهاية الطريق.
_"باسل أرجوك ارجع معايا."



ظل باسل يضحك بسخرية مريرة:
_" هرجع ليه؟ علشان أتحبس تاني؟ علشان يقتل أمي ويقتلني ويقتلك إنتِ كمان؟ آه… نسيت أقولك… إنها مش أختك أصلاً."



حدقت فيه شيري بصدمة، دموعها ازدادت غزارة 
فهتفت بصوت مكسور :
_ "هي فعلًا أحسن مني… وبكتير… بس أنا 
فوقت… والله فوقت."



نظر إليها باسل مطولًا ثم زفر بحدة:
_"بعد إيه؟ بعد ما كنتِ هتموتي؟!"



أدار ظهره وهمّ بالخروج، لكن صوتها المرتعش أوقفه
فتحدث ببصراخ وبكاء :
_"أنا تعبت… ليه بتعملوا فيا كده؟!
حرام عليكم… قلتلك ندمت ، بردو مصمم تسبني وتمشي حتى بعد ما عرفت إنها مش أختك لسا بتحبها أكتر مني ؟!"



_"انا نفسي أفهم إنتِ جايبة كمية الغل دا منين ؟! دي طول عمرها بتحاول تقرب منك وتصاحبك وتنصحك بالصح والغلط وشوفي أخرة عندك إيه ؟ بقيتي فين وبسبب مين ؟ عارفة لو ماكنتش جيت ولحقتك كان ممكن يحصل فيكِ إيه ؟؟! إنتِ مستوعبة إللي كنتِ فيه ولا لأ فوقي بقى فوقي ."



كان باسل يشعر برغبة عارمة في تدمير الغرفة فوق رأسها ، دلفت الطبيبة دون سابق إنذار عليهم :
_ "يجب عليك أن ترحل الآن هي تحتاج إلى الراحة ."



مسكت شيري يده قائلة برجاء :
_"لا please خليك معايا ..إنتَ هتقعد معايا صح؟ ولا هتسبني زي كل مرة ؟!"



نظرت الطبيبة إلى باسل ثم أشارت إليه بصرامة وهي لا تفهم شيئًا من كلامهم لكن ما شعرت به من تغير معالم وجه شيري أنها تريده يجلس معها فقالت :
_ "إذا تأذت فأنت المسؤول."



خرجت الطبيبة وبقي باسل ينظر إلى شيري لكنه سرعان ما أشاح بوجه بعيدًا عنها ،كانت شيري تحاول الوقوف على قدميها بصعوبة ويداها ترتعشان بينما نظراتها تهرب بعيدًا عن باسل لكنه اوقفها بقوله:
_"رايحة فين؟ اقعدي."
قالها باسل بصوت حازم وهو يتقدم نحوها، توقفت شيري وعينيها تلمعان بالدموع:
_"أنا همشي ومش هتشوف وشي تاني
أنت مش طايقني ولا عايزني معاك؟ 
خلاص أنا همشي."




        
          
                
قبل أن تكمل حديثها، كان باسل قد جذبها إلى حضنه بقوة وكأنه يخشى أن تختفي وتتأذى ككل مرة ترتكب بها خطأ وترجع تبكي كالأطفال 
قال بهدوء عكس ما بداخله عندما يتذكر ذلك المكان وكم هي مخطأه:
_"خلاص… إنتِ تعبانة ارتاحي دلوقتي… وبعدها
نتكلم في إللي حصل و نشوف هنعمل إيه."



سكتت شيري للحظة، ثم همست:
_"يعني... سمحتني؟"



باسل تنهد بعمق وأبعدها قليلًا لينظر في عينيها.
_"بصراحة؟ لسه بس هحاول 
وهي كمان لازم تسامحك... لإنك غلطتِ فيها كتير. 
فكري في كلامي. أنا هاخدك معايا ولو عايزة ترجعي لأبوكِ هرجعك."



شيري نظرت له بقلق وخوف:
_"لا أنا عايزة أبقى معاك."



تردد باسل قليلًا، ثم قال:
_"أنا هخرج أشوف الدكتورة إذا كانت هتسمحلك تخرجي ولا لأ."



_"ماشي."



خرج باسل من الغرفة واتجه إلى مكتب الطبيبة يستأذنها بقوله:
_"هل يمكنها الخروج اليوم؟" 
سألها بقلق واضح.



رفعت عينيها عن الأوراق التي كانت تنظر بها ثم قالت: _"نعم لكن لا تعرضها لأي ضغط نفسي
هي تحتاج إلى الراحة."



أومأ باسل:
_ "حسنًا سأحاول."



خرجت الطبيبة بينما عاد باسل إلى الباب مترددًا قبل أن ينادي:
_"جومانا ممكن تدخلي تساعديها؟"



تركت مقعدها ووقفت أمامه بنظرة حزينة:
_"حاضر يا باسل."



بينما لحقها مصطفى وهو يركض بعدما كان خارج المشفى وأعطاها حقيبة بها ملابس أنيقة :
_"امسكي ديه هدوم خليها تلبسها."



جومانا ابتسمت له بابتسامة ممتنة:
_"حاضر."



طرقت جومانا على باب الغرفة، فجاءها صوتٍ ضعيف من الداخل قائلًا:
_"ادخل."



دلفت جومانا دون أن تنظر في عينيها ولم تتحدث معها فقط وضعت تلك الحقيبة على الفراش وهمت لتخرج فأوقفتها الآخرى قائلة :



_"أنا آسفة والله أنا عارفة إني غلطت في حقك كتير، بس انتِ قلبك أبيض وهتسامحيني صح؟ دا إحنا حتى في رمضان... مش أنا أختك الصغيرة؟"



توقفت جومانا عن السير واللتفت لها وحدقت بها بثبات:
_"بس أنا مش أختك الكبيرة ولا أختك أصلًا 
ولا في بيني وبينك أي حاجة تربطك بيا
ولا إنك تسمعي كلامي أبوكِ خاطفني يا شيري."



صمت ثقيل خيّم على الغرفة قاطعته شيري بصوت مختنق:
_"بس... إنتِ هتفضلي أختي إللي اتربيت معاها 
أختي الكبيرة اللي نصحتني بس بغبائي عملت العكس أنا فعلاً غبية... واستاهل إللي حصلي أنا النهاردة حسيت إني بموت بالبطيء ...."



لمست جومانا في حديثها الصدق فتقدمت منها واحتضنتها بقوة:
_"وأنا مصدقاكي يلا خدي الهدوم دي
مصطفى هو إللي جابهالك ابقي اشكريه وهو كمان إللي جابك من هناك لحد العربية ."




        
          
                
ابتسمت شيري بمرارة قائلة بألم لأول مرة تشعر أن العالم كله على صواب وهي فقط المذنبة كم تلعن ذاتها على هذا الغباء كيف ستواجه الناس بعد الآن ؟ كيف ستواجه ذاتها :
_"هشكره إزاي دا انا مش هعرف أبص في وشه تاني
Do you think anyone would look at me
دا انا مش طايقة نفسي ."



شدت جومانا على أحضانها ،شعرت شيري بأن قلبها يعتصر من الألم عينيها ستجف من كثرة أستهلاك دمعتها التي بكت مرارًا ، هدأت قليلًا بعدما صرخة صرخات مكتومة بين أحضان جومانا كم شعرت بالأمان؟! كم أحست أن أحضنها كالبيت الدافيء لماذا لا تحبها وهي شعرت معها الآن بالراحة والاطمئنان ضمتها شيري أكثر حتى أرتخت أعصابها فقالت جومانا لتخرجها عن هذا الصمت :
_"هسألك سؤال وردي عليا بصراحة إنتِ قابلتي حسام فين؟"



تسلل الحزن لعينيها وأختفى الأمان لترتعش شفتيها وهي تقص عليها ما حدث بالتفصيل



كان يتحدث معها عبر الهاتف قائلًا :
_ "يلا انزلي بقى أنا مستنيكي بالعربية تحت."



حكت شيري أصابعها ببعضهم وهي تتحدث بقلق:
_"حسام أنا مش هنزل."



أجابها مستغربًا:
_ "ليه؟"



_"علشان أنا مش بدخل الأماكن ديه، وبعدين الدنيا ليل وإحنا في رمضان. إزاي عايز تدخل الأماكن ديه؟"



حسام بابتسامة مطمئنة:
_"أنا مش فاهم ليه الطابع الشرقي وتقاليدهم دايمًا بتغلب عليكِ ؟ عامةً براحتك .... تعالي نقعد في كافية قريب من هنا إيه رأيك؟"



أجابته موافقة بعد تردد:
_"خلاص تمام."



جلسوا في هذا المطعم بينما كانت الموسيقى هادئة والجميع يجلسون كل واحد بهم يهتم بذاته ولا يتدخل في شئون الآخرين



ابتسام حسام وهو ينظر لها :
_"هتشربي إيه؟"



_"عصير برتقان."



حسام للجرسون:



"One orange juice, please, and one coffee."



ذهب النادل ليقترب حسام وهو ينظر لها وبعد وقت قال: 
_"أنا هروح الحمام ثانية واحدة."



_"اتفضل."



ذهب حسام إلى الجارسون وأعطاه زجاجة صغيرة لم يكن كالأفعى التي تفرز سمها بوجه ضحيتها بل إن الأفعى أشجع منه هو جبان خائف كالحرباء يتلون بألوانها الكثيرة من وراء ظهرك ،قال له أن يضع ما بتلك الزجاج في الكوب الخاص بها ثم عاد مجددًا يجلس بالمقعد المقابل لها، كانت تريد التحدث مع أي شخص فلم تجد غيره وحينما همت للحديث جاء النادل ومعه المشروبات وضع الكوبان أمامهما وغمز بعينه إلى الجالس فقابلها هو بابتسامة واسعة ثم نظر لها يشجعها على أرتشاف العصير :



_"أشربي شكلك مرهق أشربي ونتكلم عايز أسمعك حاسس قد إيه إنتِ مضغوطة ."



نعم معه حق هي كانت بحاجة إلى ذلك العصير لكن كانت تحتاج أكثر إلى تلك الجملتين التي تشعرها بالأهتمام لكن ذلك الأهتمام قد جاء من شخصٍ خطأ شخصٍ يتلون ويلتفت حول عنقك حتى يتحكم من عروقك ثم يخنقك حتى الموت ، ابتسمت وهي الآن ستتحدث ستخرج كل ما بداخلها فقط حينما تنهي ذلك الكوب من البرتقال .
أنهت الكوب وشرعت بالحديث مرت ثوانٍ معدودة وبدأت تشعر بالظمأ والنعاس ،ثم أسدل النوم جفنيها.




        
          
                
أخذها حسام إلى سيارته ثم انطلق نحو "The Black Orchid".



تعالت شهقاتها وهي تقص عليها فأكملت بضعف:
_"صحيت لقيت نفسي في المكان القزر دا وكان شارب أول لما فوقت رنيت على باسل يلحقني انا ماكنتش عارفة أعمل حاجة كل لما كان بيقرب مني مصطفى هو إللي ساعدني أنا والله العظيم مش بكدب دا كل إللي حصل أنا استحاله أروح مكان زي دا انا ممكن أكون أنانية وغيروه بس مش وحشة للدرجة دي أنا مش وحشة صح ؟! "



_"خلاص أهدي ويلا تلبسي علشان نمشي ماما في البيت لوحدها أكيد قلقت ."



استجابت لها برغم ذلك الوجع الذي ينهش بقلبها 
ارتدت شيري الفستان الوردي الطويل بأكمامه المتناسقة، ثم نظرت لنفسها في المرآة بتردد:



_"أنا أول مرة ألبس حاجة طويلة كده. زوقه حلو ."



كان يستند بظهره على الحائط يتأملها في صمت
صوت بكائها كان كفيلًا بتحطيم قلبه، لكنه لم يتحرك، فقط اكتفى بالنظر وكأن الصمت أبلغ من الكلمات..رأى فرحتها بذلك الفستان الذي زينها وزادها جمالًا ووقارًا.



بعد مدة، خرجت جومانا ومعها شيري 
كانت شيري تسير بخطوات بطيئة، رأسها منحنٍ إلى الأرض كمن ارتكب جريمة لا تُغتفر.



_"ممكن ترفعي راسك؟ هو كلب ولا يسوى."
قالها باسل بنبرة حانية لكنها حازمة.



رفعت شيري عينيها إليه، والدموع لا تزال تترقرق فيها: _"حاضر."



على الدرج، كادت أن تتعثر من شدة إرهاقها وبكائها، لكن مصطفى كان أسرع.



_"خلي بالك" 
قال وهو يمد يده ليمسكها. "خدي، منديل."



"شكرًا"
تمتمت دون أن ترفع عينيها، 
ثم ابتعدت عنه وأكملت النزول.



---



وصلوا إلى فيلا باسل. كان الليل قد أسدل ستائره، وصوت انفاسهم الباردة هو من يخيم عليهم في تلك اللحظة.



_"كل ده يا باسل؟ إيه اللي جاب البت ديه هنا؟"
قالتها سهام التي كانت تنتظر عند الباب بملامحها المشدودة بالغضب.



_"بس يا ماما مش كده." 
قال باسل محاولًا تهدئتها.



لكن سهام تقدمت نحو شيري فجأة وصفعتها على وجهها _"عايزة تعملي إيه تاني؟"



نظرت لها شيري بعينين دامعتين ويدها على موضع خديها ودون تفكير ركضت نحو الحديقة. 
جلست على الحشائش تبكي بحرقة.



لكن هناك يدًا امتدت نحوها وبقي نظره مثبت عليها وما كانت إلا يد مصطفى الذي قال يحنو:
_"هاتي إيدك."



رفعت بصرها نحوه وعنيها كانت تتحدث قبل فمها خرجت عن صمتها قائلة:
_"مفيش حد بيحبني أنا عارفة إني غلطانة
بس جيت أصلح الغلط ده ،
حتى إنت... يمكن بتقول عليا—"




        
          
                
أشار لها بإصبعه السبابة بأن لا تكمل تلك الجملة فصمتت حينما هتف :
_"ممكن متكمليش؟ انا سمعتك وإنتي بتتكلمي مع جومانا في المستشفى وعرفت الحقيقة قومي بقى."



ترددت قليلًا، لكنها مدت يدها إليه استمعت إليه بكامل حواثها حينما قال :
_"إنتِ بس ينقصك إنك تتعلمي وتعرفي أكتر في دينك يمكن انا مش أفضل حاجة فيه وكنت دايمًا لما بقع في مشكلة بسأل إللي يعرفوا أكتر مني ومهما اتعمقت وسألت وبحثت بكون لسا في حاجات معرفهاش ، يمكن علشان إنتِ اتربيتي في بلاد اخدتي منها معتقادتهم بس تعالي نتكلم بشكل تاني؟ "



نظرت له بأهتمام وهي تنتظر الباقي من حديثه فقال :



_" انا عارف إنك كنتِ بتدوري على حد يفهمك ويسمعك بس المشكلة إنك اختارتي الطريق الغلط هو مفيش حد مبيغلطش بس في ناس لما بتعرف الغلط بتبعد عنه ومش بتكرره بُصي،  الكلام مع حد غريب
خصوصًا لو نيته مش واضحة ممكن يوصلك لحاجات أسوأ."



ترددت في نظراتها لكنه أكمل:
_"الدين مش بيحرم الحاجات دي علشان يقيدنا أو يمنع حريتنا لأ بالعكس ده علشان يحمينا علشان يحمي قلبك كل حاجة ليها وقتها ومع الشخص الصح الكلام اللي بيجي في السر عمره ما بيكون خير
لو اللي قدامك محترم وصادق كان هيجي من الباب ويتكلم مع إللي ليهم حق يسمعوا الكلمة دي
وإنتِ تستاهلي حد يقدرك مش حد يستغلك."



ثم خفض صوته قليلًا وقال:
"أنا مش هقولك ابعدي وخلاص لكن اسألي نفسك
إنك لو كنتِ حافظتي عليها كان حصل كل دا؟ 
لو حسيتي إنك محتاجة حد يسمعك ممكن نكلم حد ثقة باسل عمره ما كرهك أو هيكرهك لإنه هو عمود من البيت إللي إنتِ اتولدتي فيه، نتعلم ونعرف إزاي نحافظ على نفسنا وكرامتنا من غير ما نقع في فخاخ ناس بتعرف تستغل اللي بيدوروا على كلمة طيبة."



نظرت له وعينيه لم تتوقف عن البكاء فكل كلمة قالها كانت كفيلة بصفعها مائة مرة كانت نبرة صوتها مرتعشة :
_"أنا ...أنا مكنتش أعرف كل دا مكنتش أعرف إن دا هيحصل ،كنت زي الكفيف إللي عايز حد يوجه للطريق الصح ،تفتكر أبدأ اتغير إزاي؟ "



ابتسم لها وقد علم أن حديثه سيجعلها تفكر الف مرة قبل أن تفعل أي شيء وستغير كل ما هو خطأ :
_"الأول تصلحي علاقتك بربنا صلي يمكن ربنا بيحط قدامك ناس ومواقف علشان تفوقك وترجعي ليه ، بعدها شوفي كام حد إنتِ غلطتي فيه وحاولي تصلحي علاقتكم ، ممكن بقى تبطلي عياط؟ "



أخذت بضع دقائق تحاول أن تهدأ بهم وهي تتنفس بعمق ونظر له قائلة:
_"أنا فعلًا مش عارفة أشكرك إزاي
إنت غيرت نظرتي لحاجات كتير بالمناسبة دي أول مرة اللبس حاجة طويلة كده زوقك حلو. "



ابتسم مصطفى وقال:
_ "الحجاب هيبقى حلو أوي فيكي."



_"بجد؟"



_"بجد."



ضحكت شيري بخفة وهي تشعر أنها أصبحت أكثر راحة من أي وقتٍ مضى، أما في الداخل كان الحوار أكثر سخونة.




        
          
                
_"ماما ممكن تهدي؟"
قالها باسل وهو يجلس جوارها ثم أكمل بهدوء:
_"هي لسه خارجة من المستشفى وغلط عليها كل الضغط دا هي ندمت ومش هتكرر حاجة تاني."



سهام نظرت إلى جومانا: 
_"وأنتِ موافقة؟"



للمرة الأولى تحدثت جومانا معها بعدما ما حدث : 
_"أيوه شكلها فعلًا ندمانة."



قاسم هامسًا بجوار باسل: 
_"الواد اللي في الشنطة زمانه فطس."



ضحكت جومانا رغمًا عنها.



_"إنتِ سمعتي؟" 
سأل قاسم بدهشة.



جومانا محاولة التهرب: 
_"سمعت إيه؟"



باسل:
_ "سيبك منها تعالى نوديه المخزن."



************
ارفعت سهر نبرة صوتها وهي توجه الحديث إلى شقيقها حينما وقعت الزينة التي تزين المنزل بأكمله :
_"خالد فرع الزينة إللي قولتلك علقه في المسمار وحضرتك اتفزلكت وعلقته بلزق  Double face 
وقع ولا أكنك لزقته بتفافة ."



نظر لها خالد بنفاذ صبر وهو يشعر بالنعاس والظمأ :
_"اللهم إني صايم روحي شوفيه هتعملي إيه وسيبي الزينة هبقى أعدلها."



دلف جاسر من الشرفة المنزل على صوتهم المرتفع فوجدها حائرة تحاول أن تفعل أي شيء ، أقترب قليلًا لمحاولة في أصلاح الزينة التي وقعت أجمعها وقف على المقعد الخشبي وقال لها :
_"هاتي الفرع دا هربطه في المسمار. "



استجابت له وهي تعطيه الفرع أمسكه بحذر وحاول تثبيته في المسمار :
_"ابعدي كده شوية وشوفيها من بعيد مظبوطة ولا المروحة هتقطعها؟"



أبتعدت قليلًا لترى أوضح ثم قالت وهي تشير له بأبهامها:
_"مظبوطة."



ابتسم لها بعدما نزل من أعلى المقعد :
_"خلاص كده الزينة اتظبطت بس المرة الجاية لما تحبي تعملي حاجة قوليلي خالد مش هيفيدك وإنتِ لوحدم مش هتعرفي وجود اتنين دايمًا أسهل من واحد."



نظرت إليه مطولًا، كانت كلماته بسيطة لكنها لمست قلبها.
_"شكرًا يا جاسر...."



ابتسم لها وقال وهو يشير إلى الزينة:
"يلا بقى تعالي نشوف الإضاءة شكلها عامل إزاي لما ننورها."



ضغط على المفتاح، فأضاءت الزينة بألوان متوهجة جميلة انعكست على وجهيهما فقالت له :
_"شكلها حلو ."



نظر إلى الزينة ثم لها :
_"حلوة فعلًا ."
وضع يده داخل جيب سرواله وأخرج منه فانوس متوسط الحجم خشبيًا مزخرفًا وأعطاه لها أبتسمت وهي تأخذه من يده قائلة :
_"النهاردة خمسة رمضان ودا خامس فنوس تجيبه ليا هتخلص الفوانيس بتاعت الحي كل مبتزهقش؟!"



تنفس وهو يسير من أمامها ليجلس على الطاولة قائلًا:
_"مدام حاجة هتفرحك هزهق ليه؟!"



___________________




        
          
                
في مساء ذلك اليوم بعد الأفطار تجمع آدم وعمار ويارا في المكتب الخاص بيهم يتناقشون لكن نقاشهم لم يخلو من المشاجرة المستمرة بينهم 



جلس آدم يعبث بالقلم الذي معه وهو يتصفح الحاسوب الخاص به بينما هما كانوا يركزون أكثر على الأوراق هو يجلس على المقعد الذي يترأس المكتب وهي تجلس على المقعد المقابل له 
كانت تضع كامل تركيزها مع الأوراق حتى أرهقت يارا فوضعت الورق على المكتب بتعب ووضعت وجهها بين يدها ،ترك عمار الورق ونظر لها سائلًا إياها بأهتمام:
_"مالك؟"



لم تستطع أن تتجاهل سؤاله فأجابته:
_"تعبت شوية."



_"سيبي الورق كفاية كده النهاردة واشربي العصير بتاعك. "



رفعت وجهها لتأخذ الكوب ترتشف منه جزءًا فهي لم تنم أمس بسبب تجهيز المنزل وتعليق الزينة هي وسيلين تنحنحت ثم قالت :
_" تفتكروا هننجح؟!"



وقف آدم الذي شعر بأن قدمه أصبحت بها سرب من النمل الذي ينهش بها ليجلس بالمقعد المقابل ليارا لكنه تعركل في السلك الخاص بشاحن الحاسوب المتنقل الخاص به وقع على الأرض قائلًا:
_"كده كملت يا معلم !"



تعالت ضحكات الأثنين وهما ينظران إليه حيث قالت يارا وهي مازالت تبتسم :
_"أهم حاجة الهيبة."



وضع آدم يده أسفل رأسه قائلًا بهدوء :
_" هقول عليكم إيه ما إنتم ملكوش في التطور ... أنا كنت بجرب حركة جديدة في اليوجا... اسمها سقوط النسر."



عمار وهو يضحك بصوت عالي:
_"يوجا؟ يا عم دي حركة سقوط الحمامة."



يارا تمسك بطنها من الضحك:
_"طب قوم يا نسر ."



_"لأ انا شايف من هنا أحلى."



توقف عمار عن الضحك وهو ينظر لهم يتذكر آخر جملة قالتها هي :
_"نرجع لموضوعنا انا مش عايز حد فيكم يقلق هو كلها خمستاشر يوم ونسافر انا عارف إنها أول مرة ليكم إنتم الاتنين بس انا متأكد إنكم قدها ورجالة قد المسؤولية. "



قد قال آخر كلماته وهو ينظر لها هو يثق بها وبكل قدراتها أنها تستطيع أن تتحمل تلك المسؤولية،رجعت بظهرها للخلف وهي تأخذ نفسًا كبير وأخرجته ببطئ وعينيها تنظر له ربما عينيها كانت تناجيه وتشكره على كلامه لكن فمها يمتنع عن شكره .



______________________



جلس قاسم على حافة سطح المنزل، 
والهواء الليلي البارد يعبث بخصلات شعره رفع رأسه وتأمل القمر المكتمل وهو يزين السماء بنوره الفضي. كانت عينيه شاردة



_"نفس النور... بس الدنيا تحت غير الدنيا تحت من غيرها دايمًا ضلمة."



أسند ذقنه على يده وابتسامة باهتة ارتسمت على شفتيه ساد الصمت من جديد أغمض عينيه للحظة كأنه يسترجع ذكرى قديمة، ثم تنهد بعمق.



قاسم:
_"أوقات بفكر... هو النور اللي منك كفاية ينور اللي جوا الواحد؟ حتى لو في حاجات اتحفرت ملهاش نور  يقدر ينورها من جديد؟"




        
          
                
ابتسم ابتسامة ساخرة ومسح على وجهه بيده.
فأكمل بابتسامة حزينة :
_"بتفكر كتير يا قاسم... القمر ده عمره ما هيجاوبك."



وقف وألقى نظرة أخيرة على السماء ثم وقع بصره على اللذان يقفان في الأسفل وما كانت إلا جومانا وباسل
زحفت ابتسامة صغيرة على شفتيه تزيل عنه عناء تفكيره :
_"بس مش مشكلة... طالما لسه القمر بيطلع يبقى لسه في حاجه تستاهل إننا نتأملها ."



ثم استدار لينزل من ذلك السطح تاركًا جزءًا من تفكيره يبحر في السماء ، لمحه مصطفى وهو ينزل فقال :
_"كنت بدور عليك كنت فين يا بني ؟ عايزين نصلي كلنا جماعة ."



_"هتوضى ونصلي كلنا ."



ذهب قاسم وبدأ الجميع في الاستعداد للصلاة جلست شيري في ركن داخل تلك الغرفة الهادئة المضاءة بأنوار خافتة، فرش مصطفى سجادة الصلاة بعناية ،ثم نظر لها   قائلًا بابتسامة:
_"مالك؟ قومي علشان تصلي معانا ."



رفعت عينيها لتلتقي مع عينه لم تتوقع أنه شعر بوجودها  من الأساس توتر صوتها قليلًا:
_" آه انا هروح أهو اتوضى بس ماما تفتكر هتسامحني أمتى؟ دي حتى مش بتبص فوشي."



_"مع الوقت هتسامحك لما تشوف قد إيه إنتِ بتعملي مجهود علشان تتغيري ..يلا روحي اتوضي ."



استجابت له ونظرت له نظرة آخيرة قبل أن ترحل ابتسم هو وقد علم أن قلبه لا يتحمل بأن يراها بتلك الحالة لا يعلم هل كان قلبه يحمل لها مشاعر صامتة، تفيض بالعطف والإعجاب؟ أم أنه فقط يشفق عليها؟



تجمعوا أجمعهم في تلك الغرفة زُينت الغرفة بهم وبملابسهم المحتشمة وحجابهم الذي كان يعطيهم جمالًا فوق جمالهم .



تنحنح مصطفى وهو يقول:
"يلا يا جماعة الصف يستقيم ."



قاسم وقف بجانبه، هادئًا كعادته،  باسل وقف بجوار مصطفى، تبدو عليه ملامح التردد، أما جومانا فكانت تحاول أن تُظهر الهدوء، بينما سهام كانت تراقب الجميع في صمت.



اشار مصطفى لقاسم :
_"إنت اللي هتصلي بينا يا قاسم
"اللي بيقف يتأمل القمر ويغرق في التفكير
أكيد هيعرف يهدينا وراه يلا إحنا وراك."



قاسم ابتسم ابتسامة خفيفة، ثم تقدم ليقف إمامًا. صفّ الجميع في هدوء مصطفى بجواره وباسل إلى جانبه، وجومانا وسهام وشيري يقفان خلفهم.



قاسم بصوت هادئ لكنه واثق :
_"الله أكبر."



ارتفعت التكبيرة في سكون الغرفة وعم شعور بالطمأنينة في الركوع والسجود كان الصمت يملأ المكان وكأن كل شخص منهم ترك خلفه أفكاره ومشاكله للحظات.



بعد انتهاء الصلاة، جلسوا جميعًا في هدوء. سهام نظرت نحو شيري دون أن تتحدث، وجومانا بدت غارقة في التفكير ،مسح باسل وجهه بيديه ثم نظر إلى مصطفى :



_"عارف الواحد في الصلاة بيحس براحة ولا بيحسها مع حد ولا حتى مع نفسه."



مصطفى وهو يبتسم ليخفف الأجواء :
"قلتلك الصلاة بتضبط كل حاجة ."




        
          
                
ابتسمت جومانا بخفة بينما نظرت شيري إلى باسل وقالت بصوت منخفض:



_"فعلاً... يمكن كنت محتاجة اللحظة دي أكتر من أي حاجة تانية."



التفت الجميع نحوها في صمت قصير  فابتسم مصطفى قائلًا ليخفف التوتر عنها :



_"وإحنا كلنا هنا في ضهر بعض صح يا جماعة؟"



ابتسامة باسل بخفيفة :
_"صح."



السكون عاد للحظة، لكن هذه المرة كان سكونًا دافئًا، كأنه بداية لشيء جديد بينهم جميعًا ،هل سيدوم ذلك الدفئ أم أن هناك أحدًا سيرتكب شيئًا شنيع ليعكر عنهم صفوهم



**********
فى مصر كان الجو يعمّه هدوء رمضاني مميز، يتخلله صوت الأذان في الأفق ورائحة الطعام المتسربة من النوافذ. جلس مراد في غرفته يتصفح هاتفه عندما رنّ، وكان المتصل عمار الذي قال :



_"يا بنى النهارده 15 رمضان
ومتجمعناش وفطرنا مع بعض."



ابتسم مراد لكنه ردّ بنبرة فيها شيء من الحزن:
_"مش متعود من غير قاسم ومصطفى يا عمار."



ضحك عمار قائلاً:
_"يا باشا دلوقتى نتجمع قبل المهمه
وبعدين نتجمع كلنا على العيد إيه رأيك؟"



تردد مراد قليلاً لكنه أجاب:
_"خلاص تمام."



في تلك اللحظة، دلفت يارا إلى الغرفة خطواتها خفيفة لكن صوتها كان ممتلئًا بالعِتاب:
_"يا مراد النهارده 15 رمضان
وإنت مجبتليش فانوس! 
الله يسمحك يا شيخ."



التفت إليها مراد وهو يضحك:
_" شوفي انت عندك كام سنة وعايزة فانوس!"



تعالت ضحكات عمار عبر الهاتف:
_"ما تجبلها فانوس يا عم."



رفع مراد حاجبه باستغراب:
_"إنت لسا على الخط؟"



_"آه."



_"طب اقفل."



_"بكره نتجمع عندى تمام؟"



_"خلاص تمام."



_"متجيب معاك العيلة أبويا بقاله كتير 
ماشفش ابوك من آخر صفقه ."



تنهد مراد:
_"هحاول أقنعه يا عمار."



_"خلاص يا باشا سلام."



بعد إنهاء المكالمة جلس عمار يرتب في ذهنه تفاصيل الدعوة لباقي الفريق، بينما صعد مراد إلى والده صالح ليتحدث معه عن العزومة. وافق صالح بابتسامة هادئة.



___________________
______________
________
____
__
_
يوم العزومة كان الجو مشحونًا بالحماس.
كانت يارا ترتدي فستانًا زهريًا يليق
بمرحها مع كوتشي أبيض وسلسلة رقيقة تزين عنقها. 
أما سارة والدتها فكانت في قمة أناقتها بفستان رصاصي ينسدل بنعومة وحجاب زادها جمالًا فوق جمالها.



_"ماما أنا عايزه أتحجب بس مش دلوقتي."



نظرت إليها سارة بابتسامة حانية:
_"شوفي الوقت إللي ترتاحي فيه
وتكوني جاهزة واعملي ده."




        
          
                
_"طيب أنا جهزت يلا علشان ننزل."



أمعنت سارة النظر فيها وقالت بمزاح:
_"بس إيه الشياكة ديه؟ 
بقالك كتير ملبستيش فستان."



ضحكت يارا:
_"والله إنتِ إللي قمر."



عندما نزلوا إلى الطابق السفلي كان صالح ينتظرهم:
_"إيه القمر دا؟!"



أجابت يارا بدلع:
_"متكسفنيش بقى يا بابا ، كفاية كلام عني."



ضحك صالح:
_"لا عن أمك."



_"شكرًا يا حج يلا يا مراد نمشي
بابا هيطول شكله كده."



رد مراد وهو يعدل ساعة يده:
_"يلا اركبي عربيتي."



سارت جواره حتى وصلا إلى السيارة بينما كانت يارا تهم بالصعود تفاجأت بصوت سيلين.



_"إيه دا؟ رايحين فين؟"



أجابت يارا بمزاح:
_"وأنتِ مالك؟ يحشريه إنتِ."



رفع مراد حاجبه قائلاً:
_"سيلين وحياة أبوكي ما تتكلميش كتير 
اركبي وإنتِ ساكته."



ضحكت سيلين بفرحة:
_"حبيبي يا مراد
بس تصدق؟ الفانوس عجبني."



نظرت يارا إلى مراد بدهشة:
"يا بن اللذين! بتجيب للبت ديه فانوس وأنا لا؟
دا إنت ليلتك اللوان ."



ضحك مراد:
_"والله كدابة أنا مجبتلهاش حاجه أصلاً."



تدخل صالح بحزم خفيف:
_"صوتكوا إيه دا؟ يلا امشوا."



أدارت يارا وجهها نحو صالح وقالت وهي تضحك توجه حديثها لشقيقها :
_"فلتك مني الراجل الطيب دا
ادعيله ها أحسن."



ضحكت سيلين بشر:
_"أحسن."



انطلقت السيارة في طريقها إلى فيلا عمر العمري. الطريق كان هادئًا، لكن في الأفق كانت تنتظرهم لحظات تحمل أكثر مما توقعوا.



_________________



في نفس الوقت، كان آدم يستعد للانضمام إليهم. ارتدى تيشيرت أسود وبنطال أبيض، يتناسبان مع طبيعته الهادئة وغموض شخصيته خطواته كانت واثقة وهو يتوجه نحو الفيلا، وكأن بداخله سر ينتظر اللحظة المناسبة ليُكشف.



_________
______



عند محمد في المنزل كان الجميع يستعد لقضاء اليوم.
تجهزت رهف وسهر، بينما ارتدى خالد وجاسر ملابسهم، ثم نزلوا جميعًا إلى الطابق السفلي.



_"إيه رأيك في الفستان؟"
سألت سهر بابتسامة وهي تدور أمامه.



أجاب جاسر بابتسامة : 
_"الفستان حلو علشان البضاعة اللي فيه حلوة."



سهر نظرت له بحدة:
_ "على فكرة إنتَ صايم! وبعدين إيه قلة الأدب دي؟ غض بصرك يا بتاع حواري البرتغال.
وبالمناسبة لسه محكتليش مين جاسر السيوفي اللي كنت واخد لقبه."




        
          
                
ابتسم جاسر وهو يرفع حاجبه: 
_"هحكي لك بعدين بس فعلًا ما شاء الله الفستان شكله جميل ."



صوت خالد جاءهم من داخل السيارة: 
_"يلا يا روميو مش قرطاس أنا."



_"أخوكي دا بارد."
قالها جاسر وهو يتوجه إلى السيارة.



_"سامعك يا أبو نسب." 
رد خالد ضاحكًا.



انطلقت السيارة في طريقها إلى فيلا عمر العمري.



_________________



بعد مدة وصل الجميع إلى الفيلا،
حيث استُقبلوا بفرح وترحيب كبيرين.



ما إن وقع نظر عمار على يارا حتى تقدم نحوها قائلاً: _"شكلك حلو."



_"ربنا يخليك." 
ردتها يارا بابتسامة خفيفة فهي لم تجد ردًا في رأسها 
سوى هذا.



ضحك عمار قائلاً: 
_"بقى بقولك شكلك حلو تقوليلي ربنا يخليك؟ 
هو دا كلام؟"



نظرت إليه يارا بتحدٍ: 
_"تصدق إني غلطانة إني أتكلمت معاك."



كادت أن تتركه لكنه استوقفها:
_ "أنا عاملك مفاجأة."



_"خليها لك." 
قالتها ببرود قبل أن تبتعد.



اندمجت يارا في الحديث مع بيلا
بينما كان الجميع يتعرفون على بعضهم البعض.



---



مع اقتراب أذان المغرب، جلست الفتيات معًا يتبادلن الأحاديث، بينما اجتمع الفتيان في زاوية أخرى. جلست بيلا مع سارة، وعمر مع صالح.



قال عمر وهو ينظر إلى الشباب:
_ "وحشتني يا صالح شوفت العيال كبروا إزاي؟"



أجابه صالح بابتسامة: 
_"ربنا يخليهم هيكملوا المسيرة بتاعتنا
وهيفضلوا مع بعض."



ضحك عمر:
_ "طب إيه؟ مش ناوي يبقى في صفقة جديدة بينا؟"



_"طبعًا يا عمر شوف الوقت اللي تحبه، 
واعتبرني مضيت."



---



في مكان آخر كانت رهف تمازح سيلين:
_ "عسل يا سيلين بس اللي يشوفك ما يقولش 
إنك بنت لواء."



_"عادي الشقاوة فينا بس ربنا هدينا." 
ردت سيلين ضاحكة.



سهر تدخلت مازحة:
_ "دا إحنا هنعمل عصابة والله."



_"علشان أنا أحبسكوا."
ردت يارا بضحكة مرحة.



انفجروا جميعًا ضاحكين. 
_________



وقبل دقائق من الأذان صاح آدم: 
_"يا جماعة الخير 
فاضل ٣ دقايق يلا علشان أنا جعان."



ما إن سمعوا الأذان، حتى دعاهم عمر قائلاً:
_ "يلا يا جماعة البيت بيتكم."



جلسوا جميعًا على مائدة الطعام الكبيرة وبدأوا في تناول الطعام وبعد فترة زمنية قالت يارا:
_ "الحمد لله."




        
          
                
ضحك عمر وهو يملأ طبقه: 
_"هو انت كلتي حاجة؟"



_"والله أكلت دايمًا عامر يا رب."



ابتسم عمر:
_ "عامر بيكم يا حبيبتي."



ثم توجهت يارا إلى جميلة قائلة:
_ "الحمام فين؟"



_"استني هاجي أوصلك." 
ردتها جميلة.



لكن عمار تدخل مبتسمًا: 
_"خليكي يا جميلة تعالي يا يارا أنا خلصت."



مشت يارا خلف عمار، بينما الجميع يتابعهم بنظرات فضولية.



عمار: 
_"اتفضلي."



دخلت يارا إلى المرحاض بينما صعد عمار إلى غرفته أخذ شيئًا ونزل به
ما إن خرجت يارا حتى وجدته واقفًا أمامها.



عمار بابتسامة غامضة: 
_"مش عايزة تعرفي إيه هي المفاجأة؟"



حدثته بلا إهتمام :
_ "لا مش عايزة أعرف."



أقترب خطوة واحدة ثم قال : 
_"طب غمضي عينك كده."



أغمضت يارا عينيها بتردد  فقال هو بهدوء:
_ "افتحي."



فتحت يارا عينيها ببطء وابتسمت بدهشة وهي ترى ذلك الشيء الخشبي يوضع أمامها:
_ "ده علشاني أنا؟"



_"آه أنا سمعت إنك نفسك فيه."



امسك الفانوس بين يدها :
_ "الله حلو أوي أنا فعلًا كان نفسي في فانوس
شكرًا... ده مكتوب عليه اسمي هو إيه ده؟"



وأشارت بإصبعها إلى مكان فارغ في الفانوس.



عمار بابتسامة خفيفة: 
_"أنا في الفانوس المفروض بيتكتب فيه اسمين 
أنا كتبت الاسم اللي أنا عايزه
أما الحتة الفاضية دي
فإنتِ اللي هتكتبي الاسم التاني."



يارا وقد ظهرت عليها علامات التأثر : 
_"فهمتك... الفانوس ده فرحني أوي."



عمار وهو يحاول تخفيف الموقف:
_ "أنا حبيت إننا نعمل معاهدة صلح 
إيه رأيك؟ بدل ما إحنا عاملين زي القط والفار."



ضحكت بخفة :
_ "تقصد إن دي رشوة؟ عمومًا، هفكر."



وضعت الفانوس بعناية على الترابيزة وقالت وهي تبتعد:
_ "أنا هحطه هنا هاخده وانا ماشية."



عمار مبتسمًا:
_ "تمام."



يارا: 
_"طب يلا نرجع؟"



عمار:
_ "طبعًا اتفضلي."



---



بعد انتهاء الجميع من تناول الطعام، جلسوا في الحديقة حيث الأجواء الهادئة والنسيم العليل.



جميلة بحماس: 
_"شوفتِ يا يارا مسلسل الكبير امبارح؟"



يارا مبتسمة:
_ "أيوه جميل أوي أنا بحب أحمد مكي،
بحسه شخص محترم وعنده فكرة عايز يوصلها للناس."



سيلين وهي تتململ: 
_"بصراحة كده أنا مش بحب الجو ده 
قوموا نلعب أي حاجة."



مراد وهو ينظر إليها بابتسامة ماكرة: 
_"وحضرتك عايزة تلعبِ إيه؟"




        
          
                
سيلين بمرح:
_ "مش عارفة فكروا معايا."



سهر تقترح بفكرة:
_ "إيه رأيكم نلعب أفلام؟"



سيلين معترضة بخفة:
_ "هي حلوة بس مفيهاش حركة كتير."



رهف وهي ترفع حاجبها:
_ "نلعبها شوية وبعدها نبقى نلعب أي حاجة."



كلهم بصوت واحد: 
_"خلاص ماشي."



سيلين بحماس:
_ "إحنا فريق وإنتم فريق الفريق اللي هيجمع عشر نقط هو اللي كسبان وهيحكم على كل واحد في الفريق الخسران."



مراد وهو يضحك:
_ "تمام حلو دا كده إحنا اللي هنكسب."



عمار بثقة: 
_"هنشوف."



بدأت اللعبة وسط أجواء من الضحك والتشويق.
سيلين كانت تقلد مشهدًا من فيلم شهير بحركات مضحكة جعلت الجميع ينفجر ضحكًا.



عمار: 
_"موافقين اشرحوا بس اللعبة."



رهف:
_ "دلوقتي إحنا فريقين دي علبة فيها
أسماء أفلام واحد من الفريق هيسحب
ورقة ويمثل اسم الفيلم لو الفريق 
عرفه ياخد نقطة لو معرفش يبقى دورنا."



مراد:
_ "خلاص تمام هبدأ أنا."



يارا: 
_"استنى أمسك العلبة اهي."



سحب مراد ورقة وأخذ يمثل لفريقه وأشار بأربع أصابع من يده فقال عمار:
_ "فيلم من أربع كلمات."



آدم: 
_"انت..."



جاسر: 
_"أنا."



أشار مراد برأسه بمعنى نعم.



خالد: 
_"اللي..."



صنع مراد حركة تعني القتل.



عمار: 
_"أنا اللي قتلت."



شعر مراد بالحيرة وهو لا يعلم ماذا سيفعل ليوصل لهم اسم ذلك الفيلم:
_ "طب أعملها إزاي دي؟"



صالح من مقعده بعيدًا عنهم: 
_"أنا اللي قتلت الحنش."



مراد وهو يضحك:
_ "أحبك يا والدي."



يارا:
_ "بعد إذنك متغششهمش تاني يا بابا."



رهف: 
_"يلا دورك يا جميلة."



سحبت جميلة ورقة.



سهر: "ده فيلم."



سيلين: 
_"يا نهار أبيض ست كلمات."



أمسكت جميلة كوبًا من الطاولة ثم أرجعته وأشارت له بتعجب.



يارا وهي تضحك بشدة:
_ "إنتِ بتعملي إيه يا ماما؟"



جميلة:
_ "ركزوا معايا يا بنات."



سهر: 
_"تجبها كده تجبها كده هي كده ؟"



جميلة:
_ "الله عليكي يا سهري."



_____



بينما وهم يلعبون جلست بيلا وسارة بعيدًا عنهم يتبادلون أطراف الحديث ، كانتا تجلسان على الأريكة يشربان الشاي وعين بيلا تلمعان بإعجاب.




        
          
                
_"بسم الله ما شاء الله يارا قمر كده وروحها حلوة."



سارة ضحكت وهي ترفع حاجبها بسخرية لطيفة، ثم أخذت قطعة من الكعك.



_"ده انتِ اللي عينك حلوة يا بيلا
العيال كبروا وكبرونا معاهم."



بيلا نظرت وأمالت رأسها بخفة:
_"متقوليش كده إنتِ لسا شباب يعني كلها كام سنة بس وتبقي جدة ."



ابتسمت الأخرى وكأنها تتمنى أن يحدث هذا قريبًا فقالت: 
_"ياريت يا بيلا دا الواحد مش عايز حاجة غير إنه يشوف عيالهم."



رفعت بيلا كوب الشاي على فمها وهي تتقول: _"متقلقيش هيحصل قريب."



__________



آدم:
_ "دوري يا شباب."



سحب آدم ورقة وبدأ يصنع أول حركات اللعبة تعريف هل هذا فيلم أم مسلسل فوضع اليسرا على أذنه ثم بيده اليمنى صنع شكل دائري وأشار بأربع أصابع من يده 



عمار: 
_"فيلم من أربع كلمات."



خالد:
_ "أول كلمة يا..."



أشار آدم بيده على قلبه.



جاسر:
_ "قلب."



عمار: 
_"تحب؟"



هز آدم رأسه بمعنى أكمل فأكمل عمار قائلًا:
_"يا تحب يا تقب؟"



صافحه آدم بحرارة وهو يقول بفخر :
_ "باشا مصر."



يارا:
_ "بنات لازم نشد حيلنا شوية."



سيلين: 
_"طبعًا يا معلمة."



يارا:
_ "معلمة؟ طب دورك بقى."



سيلين: "إيه الغدر ده."
تقدمت سيلين لتسحب ورقة لكنها لم تكن يدون بها اسمًا لفيلم فضمت سيلين يدها الأثنين ثم أفتحتم على فجأة كأنها تفتح ستائر نافذة فقالت يارا:



_ "دي مسرحية من كلمتين."



قلدت سيلين حركة سعيد صالح في تلك المسرحية
يارا تهمس لجميلة:
_ "دي مجنونة كده."



جميلة ضاحكة: 
_"بس لذيذة."
لكنها تيقنت أن تلك الحركات مألوفة عليها فصاحت جميلة : 
_"العيال كبرت!"



سيلين: 
_"أيوه يا شق."



عمار: "يلا يا جاسر."



جاسر وهو يهز رأسه بتكاسل:
_ "مش هعرف والله أنا مبتفرجش على مصري كتير يعني."



عمار بابتسامة ساخرة: 
_"طب يلا انت يا خالد."



مراد مبتسمًا: 
_"مسلسل قديم."



جاسر وهو يلوح بثلاثة أصابع: "من 3 كلمات."



وضع خالد يده في جيبه يخرج منه مالًا وكأن السر ذلك المسلسل في هذا المال.



جاسر:
_ "المال والبنون!"



خالد وهو يربت على كتف جاسر:
_ "ما إنت حلو أهو يا أبو نسب إمال في إيه؟"




        
          
                
سيلين بحماس:
_ "دورك بقى يا رهف!"



فزعت رهف عند ذكر اسمها بذلك الصوت المرتفع : 
_"خضيتيني يا شيخة."
سحبت ورقة ونظرت إليها بتركيز



يارا:
_ "فيلم من كلمتين."



رهف تشير بيديها كأنها تقاتل في معركة، وكأن هناك أسلحة تتطاير حولها



جميلة وهي تضحك:
_ "ديه حرب ديه ولا إيه؟"



رهف تهز رأسها بمعنى نعم، ثم تبدأ بالإشارة إلى شكل يشبه المكرونة



خالد وقد انفجر ضاحكًا: 
_"إيطاليا!"



رهف ترسل له قبلة في الهواء:
_ "أخويا حبيبي دا أنا كنت هتشل من غبائهم."



عمار مازحًا إياه لأنه أجاب وأعطاهم نقطة :
_ "فالح يا سبع."



آدم بابتسامة:
_ "دورك يا باشا مصر."



سحب عمار ورقة ليقرأها فتنهد وبدأ في التمثيل



آدم:
_ "فيلم."



جاسر: 
_"من 3 كلمات."



مثل عمار كأنه يقطف شيئًا من شجرة فقال خالد:
_ "تفاح؟"



هز عمار رأسه نافيًا



جاسر:
_ "برتقال؟"



ضرب عمار يده بجبهته وهو يشعر ببوادر جلطة من كم هذا الغباء وقد زاد مراد الطين بلا حينما هتف بثقة:
_" أكيد بلح."



ضحك عمار :
_ "لا يا جماعة أنا كده هتعب."



ضحك الجميع وستمر عمار بأن يوضح لهم تلك الفاكهة ظلوا على هذا الوضع عشر دقائق وسط تخمينات يائسة.



يارا وهي تضحك: 
_"يا شباب ورانا سحور عايزين نلحقه."



ضحكوا جميعًا وبدأت الفتيات تشعرن بالملل فأجاب صالح : 
_"عندها حق بصراحة."



لم يتحملهم عمار أكثر من ذلك فصاح بهم :
_ "إنتوا أغبية! إنتوا جبتوا كل الفاكهة 
إلا اللي أنا عايزاه التوت والنبوت يا أغبية!"



الجميع ينفجر ضاحكًا بينما يشير عمار إلى مراد :
_ "بلح يا... أنا هسكت أحسن."



يارا مبتسمة:
_ "إنها الهزيمة يلا دوري."
أنهت جملتها ثم أخذت ورقة وشرعت في تمثيل الفيلم الذي جاء بها فقالت جميلة :
_ "فيلم من كلمتين."



يارا تشير بيدها إلى ضوء القمر ثم عادت لتشير مجددًا لكن إلى عينيها فأجابت سهر مسرعة : 
_"نور عيني!"



صفقت يارا لها بحماس قائلة :
_"صح ، كده إحنا إللي كسبنا."



يارا بحماس: 
_"كل واحد هيحكم على التاني عايزين حكم على المجموعة ولا على الفرد؟"



سيلين:
_ "لا حكم على كل فرد."



البنات في انسجام:
_ "تمام."



تتجمع الفتيات بسرعة وتبدأن في التخطيط
فنظرت إلى جاسر بابتسامة ماكرة: 
_"حكمنا عليك إنك تشرحلنا شوية برتغالي دلوقتي."




        
          
                
جاسر يضحك: 
_"أوعدكوا إني هعمل كده ليكوا كلكوا
بس مش دلوقتي ده فعلاً هيحتاج وقت."



سهر تلتفت إلى البنات: 
_"رأيكم يا بنات؟"



نظروا إلى بعضهم في حيرة قبل أن تقول جميلة بابتسامة ماكرة:
_"نغير الحكم؟"



جاسر وهو يعقد ذراعيه بثقة: 
_"قولوا."



جميلة: 
_"احكيلنا عن عيلتك ونفسك."



ساد صمت قصير قبل أن يبدأ جاسر الحديث بنبرة جادة تحمل مشاعر دفنت من زمنٍ بعيد لكنه لم يمحيها من ذاكرته :



_"أنا اسمي جاسر ريكاردو أبويا كان من البرتغال وأمي مصرية لما كان عندي 15 سنة عصابة كبيرة هناك حاولت تجبره يشتغل معاهم لكنه رفض... فقتلوه. 
بعد وفاته ربتني عيلة أمي واخدت لقبهم السيوفي علشان كده كانوا دايمًا بينادوني جاسر السيوفي عندي أخ وأخت وأنا اللي كنت مهتم بيهم من وقتها."



تأثر الجميع، حتى صالح وعمر ردوا بصوت واحد: 
_"الله يرحمه."



ابتسم جاسر فجأة وقال: 
_"بس في خبر حلو... قريب جدًا أخواتي هينزلوا مصر علشان كتب كتابي على سهر وكلكوا معزومين."



_"ربنا يتمم بخير." 
قالها الجميع معًا بحماس وبدأت المباركات عليهم بفرحة وسعادة كان من حين لآخر يخطف الأنظار لها وهي سعيدة بفرحة أصدقائها لها .



آدم وهو يصفق: 
_"يلا كملوا الأسئلة."



رهف بابتسامة مليئة بالتحدي: 
_"دا حكم حلو... خالد."



خالد وهو يتراجع بظهره للخلف:
_ "اشجيني ."



رهف أشارت للمشروبات: 
"شايف العصاير ديه؟ هتسأل كل 
واحد عايز إيه وتقدمله بنفسك."



وبالفعل جلب خالد الأكواب واقترب من يارا وهو يتنهد ويده ممسكًا بالمانجا فقالت هي له :



_" أنا عايزه سوبيا."



_ "يا نهار أبيض! شحات وبيتأمر كمان."



عاد خالد يضع عصير المانجا مكانه ويجلب لها مشروبًا آخر انتهى من توزيع المشروبات ثم جلس في مكانه 
فهتفت سيلين وهي تضحك :
_ "آدم دورك."



رفع آدم يديه باستسلام: 
_"يا ساتر."



تجمعت البنات ثم قالت جميلة : 
_"الحكم بسيط... هتعلم سيلين السواقة لإنها ماشية تخبط خلق الله ."



آدم صرخ:
_ "لا لا لا! إيه المهمة المستحيلة دي؟!"



سيلين، بابتسامة بريئة: 
_"يا كده يا هتدي لكل واحدة فينا 1000جنيه."



آدم: 
_"لا خلاص  أطيب أحسن كده كده إحنا مسافرين ويا عالم هرجع ولا لأ لإني مش هستحمل إني أعلم الكائن دا."



نظرت له سيلين بأستنكار لكن يد يارا كانت مانعة إيها من أن تقوم من مكانها التزمت الهدوء وجلست وداخلها تتوعد له أما جميلة فقالت :




        
          
                
_" مراد احكيلنا موقف يضحك."



مراد بدأ يضحك قبل أن يتكلم فضحكت سيلين قائلة : 
_"على فكرة إحنا كمان عايزين نضحك."



توقف مراد عن الضحك بصعوبة وهو يقص عليهم ذلك الموقف:
_"في معسكر الجيش مع عمار وقاسم كنا سهرانين للصبح فجأة سمعنا صوت المراقب فقررنا نعمل نفسنا بنصلي كان الموضوع هيعدي لولا إن الراجل وقف فجأة لما شاف جرجس بيصلي معانا!"



الجميع انفجر في ضحك هستيري



جميلة:
_ "يا نهار أبيض... اتحبستوا؟"



مراد: 
_"أسبوع كامل واتحرمنا من الإجازة
من ساعتها ما سهرناش تاني أيام والله القاعدة دي ناقصها قاسم ومصطفى."



_"ربنا معاهم ."
قالتها جميلة قبل أن تنظر لعمار لتخبره بأن دوره هو المقبل :



_"دورك إما تغني أو تقول شعر."



أجابها وهو ينظر لهم جميعًا : 
_"لا إحنا كلنا هنغني."



بدأوا يغنون معًا أغنية رمضان
والضحك يملأ المكان.



عمار: "رمضان كريم، فتّاح يا عليم، تلاتين يوم في هنا وسعادة."



فغنى معه الجميع قائلين :
_ "الله الله الله الله."



عمار: "قاعدة رمضان حلوة يا جدعان 
شهر الإحسان كله عبادة."



_""الله الله الله الله."



عمار: "والناس بتقول ملناش غيره
بيهل علينا كده بخيره ده كريم والله وكرمته أحلى رزقه على الله، نوره زيادة."



انتهت الأغنية وسط ضحكاتهم المتقطعة  وانتهى معها ذلك اليوم المليء بالأحاديث المرحة والمواقف المضحكة وأجواء رمضان الدافئة التي جمعتهم حول ذكريات لن تُنسى.



أشار صالح إلى عمر:
"إحنا هنمشي بقا اتأخرنا."



عمر: 
_"خليكوا شوية لسا بدري ."



_"تتعوض يوم تاني بإذن الله ."



هتف مراد بعدما ودع أصدقائه :
_ "يلا يا يارا."



_"ثواني نسيت حاجة جوه."
دلفت وأحضرت تلك الحقيبة التي تحتوي على ذلك الفانوس الخشبي وذهبت لتودع الجميع



بيلا:
_ "مع السلامة يا قمر."



يارا:
_ "الله يسلمك.... سلام يا أونكل."



قبل أن ترحل اقتربت من عمار الذي كان يقف على مسافة قريبة من البوابة التي ستمر بها لتذهب لشقيقها : _"شكرًا."



عمار وهو يبتسم: 
_"مفيش شكرًا بينا."



☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆



في فيلا صالح الألفي كانت الأجواء هادئة بعد يوم طويل مليء بالمرح 



قالت يارا وهي تجلس جوار شقيقها :
_ "مراد هو انت قولت لحد إن نفسي في فانوس؟"



نظر إليها مراد وهو يحاول إن يتذكر لكنه فشل لكنه سرعان ما تذكر :
_ "عمار سمعك وانت بتتكلمي معايا اشمعنا؟"



ابتسمت يارا ابتسامة صغيرة ثم قالت :
_"مفيش بسأل بس يلا أنا هطلع أغير هدومي ."



ذهبت من أمامه فنظر هو تجاها وإلى ما تمسكه بين يدها ثم تمتم لنفسه:
_ "ناوي على إيه يا صاحبي؟"



__________



مرت الأيام سريعًا ومع اقتراب يوم السفر
ظل التواصل بين الفريقين مستمرًا.
اتصالات متبادلة..
خطط متغيرة.....
وحماس يزداد بينهم.....



****
  
يتبع......



متنسوش الفوت والمتابعة 🤍🦋
وعلى رأي الدحيح متنساش تتفاعل على الفصل اللي فات واللي جاي متنساش تشوف المصادر 😂🤍




        


google-playkhamsatmostaqltradent