Ads by Google X

رواية الكتيبة 101 الفصل الخامس عشر 15 - بقلم يارا محمود شلبي

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية الكتيبة 101 الفصل الخامس عشر 15 -  بقلم يارا محمود شلبي


الفصل الخامس عشر|وسقط القناع|
                                    
                                          

صل على نبي الرحمة وشافع الأمة 🦋🤍🤍🤍



______________



قراءة ممتعة 🤍🤍🤍🦋
________



الفصل الخامس عشر |وسقط القناع|



قناعك لن يدوم كثيرًا على وجههك بل سيذوب وتذوب معه أكاذيبك الخائبة ونفاقك المستدام... 



في صباح يوم جديد تسللت أشعة الشمس
إلى فيلا صالح الألفي معلنة عن بداية يوم مختلف.
في غرفة مراد اخترق الضوء جفونه فحاول تجاهله، لكنه لم يستطع فتح عينيه ببطء زفر قائلاً:
-"يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم..."



اعتدل في سريره مرر يده في شعره
ثم نهض متجهاً إلى الحمام.
بعد دقائق خرج مرتدياً زيه العسكري مشّط شعره الغزير بعناية، وضع عطره المميز ثم غادر الغرفة متوجهاً إلى الطابق السفلي.



في غرفة يارا كانت قد استيقظت بالفعل. 
دخلت الحمام غيرت ضماد جرحها، ثم ارتدت زي الجيش، جمعت شعرها في ضفيرة مشدودة، 
وألقت نظرة سريعة على المرآة قبل أن تغادر الغرفة.



في الأسفل جلست سارة ترتل آيات من القرآن بصوت خاشع.



اقترب منها مراد وقبّل رأسها قائلاً:
-"صباح الجمال يا ست الكل."



أغلقت المصحف بلطف وقالت:
-"صدق الله العظيم. 
صباح النور يا حبيبي."



جلس بجوارها وسألها بابتسامة:
-"إيه اللي مصحيكي بدري كده يا ماما؟"



أجابته وهي تنظر نحو الباب:
-"أبوك صحي وراح الشركة فما عرفتوش أنام."



ضحك قائلاً بمكر:
-"قوليلي بقى ما بتعرفيش تنامي غير في حضنه؟
طب كنتي تيجي تنامي في حضني أنا بردو زي
أبنك.... ده إحنا حتى في رمضان."



ضربته برفق على كتفه وقالت بتهديد مصطنع:
-"مراد هقوملك وهتزعل مني 
إيه التربية دي يا ربي؟"



جاءهم صوت من الخلف:
_"أيوه طبعًا هي دي تربية؟!"



التفتا ليجدا يارا واقفة عند المدخل
تعقد ذراعيها أمام صدرها
نظرت إليهما ثم قالت:
"مش يلا يا مراد؟"



رد مراد ضاحكاً:
-"أنا كمان بقول كده."



سألت يارا:
"بابا فين؟"



أجابتها سارة:
-"راح الشركة يا حبيبتي."



قالت يارا وهي تفكر:
_"خلاص لو خلصنا بدري هعدي عليه."



مراد نهض قائلاً:
_"ماشي يلا بقى."



ركب مراد مكان السائق
وجلست يارا بجواره لم تمر لحظات حتى رن هاتف مراد.



_"صباح الخير."



جاءه صوت عمار على الجانب الآخر من الخط:
"صباح الفل على الكل في الكل."



ضحك مراد قائلاً:
-"لا حلوة."



رد عمار بفخر:
-"طبعاً يا بني ها، جهزتوا؟"




 
                
_"آه في الطريق وإنتم؟"



_"قاعد مستني الست جميلة!"



ابتسم مراد وهو يغيّر مسار المحادثة:
_"طب آدم وخالد؟"



هز عمار رأسه رغم أن مراد لم يكن يراه وقال:
_"مش عارف."



_"خلاص اقفل هكلمه."



_"تمام."



_____________
________
_____
___
__
_
وقف عمار أمام باب المنزل
ينظر إلى ساعته بملل، ثم صاح:
_"كل ده يا جميلة؟ هو إحنا رايحين فرح يا ماما؟!"



خرجت جميلة من غرفتها وهي تعدل أكمام قميصها وقالت بمرح:
_"معلش راحت عليا نومة."



_"طيب يلا."



سألته وهي تنزل الدرج سريعاً:
_"بابا وماما فين؟"



_"بابا في الشركة وماما نايمة شكلها تعبانة."



قلّبت شفتيها بتفكير ثم قالت:
_"طيب لما نرجع نشوفها."



_"يلا بقى اتأخرنا."



قاد عمار السيارة وانطلق إلى مبنى المخابرات.



_____________



في سيارة مراد



مراد وهو يمسك هاتفه:
_"ها يا خالد جهزت؟"



خالد بصوت نعسان قليلاً:
_"آه ونزلت أنا ورهف في الطريق."



_"طب تعرف آدم فين؟"



_"آه خرج من شوية."



_"تمام خلي بالك من نفسك."



_"خلاص تمام."



______________________



في إحدى القاعات في تلك الجامعة
جلست شيرين تتحدث في الهاتف بصوت منخفض



_"طب انت مضايق ليه دلوقتي؟"
قالها حسام على الجانب الآخر بصوت مستفزًا 



فردت عليه قائلة:
_"مضايقة يا حسام! 
إزاي يعمل كده في بابا عشانها؟ 
للدراجادي بيحبها أكتر مني؟
طب ما أنا كمان أخته!"



_"هو ده اللي فارق معاكي؟"



تنهدت وقالت بصدق:
_"مش بالظبط بس... أنا محتاجالك يا حسام
عايزة أشوفك."



_"طبعاً يا قلب حسام هشوفك بالليل في بار—"



قاطعته بسرعة:
-" أنا استحالة أروح معاك لا يا حسام مش هاجي."



_"ليه؟ خايفة مني ولا إيه؟"



_"مش خايفة منك بس
أنا مش بحب الأماكن ديyou Know that"



ضحك بخبث:
_"شوية صغيرة وهنرجع."



ترددت للحظات، ثم قالت:
_"يلا سلام I Will think عندي محاضرة دلوقتي."



_"سلام يا قلبي."



أغلقت الهاتف بينما كان حسام 
يجلس أمام صوفيا، ينظر لها بنظرة غامضة.




        
          
                
قالت صوفيا بتوتر:
_"ناوي تعمل فيها إيه؟"



حسام بابتسامة خبيثة:
_"هعمل اللي متعملش هخلي أخوها يندم
إنه مد إيده عليا هحسره عليها هو وأبوها."



صوفيا وهي تحاول إخفاء قلقها:
_"بلاش باسل."



ضحك بسخرية:
_"ليه بقى إن شاء الله؟ 
مش ده اللي كرفك ومش بيحبك؟ 
خايفة عليه ليه؟"



تمتمت وهي تتجنب عينيه:
_"أنا مش خايفة عليه... اعمل اللي انت عايزه."



حسام، بابتسامة مكر:
_"شطورة... خليكي في حالك."



________________



في مبنى المخابرات المصرية
تقابلت السيارات في الخارج، 
قبل أن يتجه الجميع إلى الداخل صعدوا إلى مكتب اللواء علي، حيث وجدوا شخصاً يجلس معه.



بعد لحظات دخل وليد ومعه رجل مكبل اليدين.
فقال اللواء علي : 
_"فُكُّه يا وليد."



نظر وليد إليه بعدم رضا لكنه امتثل للأمر.
الشخص الجالس ألقى نظرة على الرجل الماثل أمامهم، ثم قال بهدوء:
_"المقدم جاسر ريكاردو ضابط في المخابرات العالمية جنسيته برتغالي والدته مصرية... ملقب
بـ'عقرب المخابرات العالمية'!"



ساد الصمت في الغرفة ولم يقطعه سوى همس رهف لخالد:
_"اقفل بقك منظرك بقى وحش أوي."



خالد وقد بدت عليه الصدمة:
"هو إنتِ كنتِ عارفة؟!"



رهف ابتسمت بثقة:
"طبعاً."



-" ده إزاي؟"



قالها وهو ينظر إلى رهف باندهاش،
حاجباه معقودان في حيرة،
بينما كانت هي تقف مترددة للحظات، 
وكأنها تزن الكلمات قبل أن تخرجها من فمها:



_"هقولك بعدين."



قاطع حديثهم علي وهو يشير لجاسر للجلوس جواره قائلًا:
_"أنا فخور بيك وبذكائك يا جاسر. "



ابتسمت جاسر وهو ينظر له بهدوء ثم قال وهو يستند بظهره على المقعد :
_" دا شرف ليا يا فندم أنا سمعت عن حضرتك وعن الفريق بتاعك ، كان نفسي أجي زيارة للفريق بطريقة أحسن من كده بس هنعمل الظروف بأختصار 
دلوقتي أنا كنت مزروع فى وسط العصابة لمدة أربع سنين وعرفت عنهم حاجات مهمة اوى بس مفيش فرصة جت إني أقبض عليهم."



قاطع خالد حديثه وهو يضغط على راحة يده قائلًا :
_"طب إيه إللي خلاك تخطف رهف وسهر ؟"



زفر جاسر وهو يجيب عليه قائلًا 
_"أكيد المعلومات إللي وصلت لكم إنهم تجار أعضاء هما كانوا بيدوروا على جينات نادرة في نفس الوقت إنتم بدأتوا شغل على القضية ولما هما عرفوا قرروا أنهم يعملوا تشتيت فقالوا ليا أخطفهم بعدها بفترة عملوا تحاليل للبنات ولما لقوا إن البنات عندهم نفس الجينات إللي بيدوروا عليها ، كانوا عايزين ياخدوهم مع الشاحنات اللي بتتهرب بس أنا كنت برفض لحد ما عرفت إنهم خلاص ناويين ياخدوهم مع الشحنة الجديدة ولما اعترضت الرأس الكبيرة بعت حد يخطف سهر بس أنا علمته الأدب."




        
          
                
كان صوته ثابتًا لكنه يحمل في طياته غضبًا مكبوتًا، وكأنه لا يزال يشعر بحرارة المواجهة التي خاضها.



يارا باهتمام : 
_"طب الشحنة الجديدة اللي
إنتَ بتقول عليها ديه هتبقى فين وأمتى؟"



قالت ذلك وهي تميل بجسدها للأمام قليلًا، عيناها تحملان مزيجًا من الحذر والتصميم، تنتظر أدق التفاصيل.



-"الشحنة آخر أسبوع في رمضان،
المهمة كانت إنهم يروحوا ياخدوا الأطفال المشردين في الشوارع بعد الزلزال إللي حصل في سوريا وتركيا بياخدوهم في مستشفيات معينة اسمها ***** يعملولهم تحاليل وبعدين يودوهم مستشفى كبيرة في أمريكا."



ساد الصمت لوهلة، وكأن الجميع يحاول استيعاب هول الأمر. بدت على وجوههم علامات الغضب والقرف، وكأنهم أمام كابوس حقيقي.



سأله عمار بهذا السؤال الذي يتكرر في عقله الآن :
_"طب وإللي مسؤول عن المستشفى عارف؟"
قالها وهو يعقد ذراعيه أمام صدره،
نظرته حادة ومليئة بالشك.



تحول نظر جاسر من يارا إلى عمار بهدوء قائلًا:
_"على ما أظن إنه عارف يعني هو عامل مستشفى
كبيرة بس فيها شغل غير مشروع."



كان صوته محايدًا لكنه يحمل تأكيدًا ضمنيًا، كمن عرف حقيقة مروعة ولا يريد التصديق بها.



_"بجد أنا فخور بيك لدرجة انت مش متخيلها
بجد عاش يا بطل."



قالها علي وهو يربت على كتف جاسر بقوة
نظرة الاحترام في عينيه واضحة.



جاسر :
_"دي شهادة أنا أعتز بيها يا فندم."



وقف في انتباه، ظهره مستقيم
كأنه يحاول أن يثبت أنه مستحق لهذا الإعجاب.



علي :
_" بص إنتَ لازم تفضل في القسم هنا
مش هتخرج غير لما المهمة تخلص."



تحدث مسرعًا ينفي هذا تمامًا:
-"لا يا فندم أنا لازم أبقى معاكوا خطوة بخطوة."



علي :
_بس إنتَ كده بتعرض نفسك للخطر."



_" مش مهم بالنسبة ليا."
قالها بإصرار عيناه تتوهجان بتحدٍ واضح.



علي :
_"على راحتك بس على الأقل لازم تداري شوية."



ابتسم جاسر بخبث ثم قال:
_"خلاص أنا ممكن أقعد عند خالد في بيته."



_" أنا؟!"
قالها خالد بذهول نظره يتنقل بين الجميع بحثًا عن تفسير لكنه وجد علي ينظر إليه بجدية ثم قال:
_"في مانع يا خالد؟"



أجابه بعدم فهم: 
_"لا طبعًا يا فندم."



قالها ببطء وكأنه لم يستوعب بعد كيف انتهى به الأمر مضيفًا لجاسر.
لكنه وجه نظر إلى جاسر الذي قال شيئًا لفت أنتباه :
_"على فكرة هما ممكن يجوا في أي وقت لبيتك يا خالد علشان هما محتاجين الجينات دي أوي وإنتَ كمان جيناتك نادرة."




        
          
                
تسمر خالد في مكانه إحساس غريب
بالخطر بدأ يتسلل إلى عقله.



علي :
_" طيب دلوقتي لازم نحدد دور كل واحد فيكم
أول حاجة عمار ويارا وآدم هيسافروا تركيا.
خالد ومراد وجميلة هيسافروا سوريا.
جاسر، إنتَ هتاخد رهف وهتطلع على أمريكا، 
باقي الفريق هناك إنتَ عارف المستشفى هتروحوا ومعاك رهف لأنها نقطة ضعفهم وإحنا لازم نستغلها كويس."



أخذ علي يسير أمامهم ذهابًا وإيابًا
يتأكد أن الجميع يستوعب خطته تمامًا.
ثم أكمل حديثه :
_"الفريق إللي هيروح تركيا مهمتكوا
المستشفى ديه ***** أنتم تخلوا بالكم لو في أطفال داخلة أو حاجة ولو فيه تقبضوا على العصابة اللي هتخطفهم والفريق اللي رايح سوريا هيعمل نفس الكلام.
أما الفريق اللي رايح أمريكا فديه المهمة الأصعب، 
فخلوا بالكم من نفسكم ، وقاسم ومصطفى وباسل وجومانا في انتظاركوا،
أنا هبلغهم هتتحركوا بعد عشرين يوم ،
وأنا هبعت حراسة على بيت خالد علشان سهر."



ثم استرسل حديثه :
_" تقدروا تتفضلوا على مكاتبكمز."



تحرك الجميع ببطء كل واحد منهم
يستوعب خطورة المهمة القادمة.
في الخارج



خالد :
_" يعني إنتَ طلعت ظابط لا وأعلى رتبة فينا! 
أنا بجد مش مصدق نفسي."



قالها وهو ينظر إلى جاسر بذهول، 
وكأنه ما زال يحاول استيعاب الصدمة.



جاسر :
_" لا ما هو انت هتصدق بس بعد ما تاخد القلم بتاعك فاكره؟"



أبتسم خالد وهو يزيح يد جاسر التي ارتفعت في الهواء : 
_"لا ما الطيب أحسن يا باشا
هتيجي على الغلبان؟"



تنفس جاسر وهو ينزل يده قائلًا:
_"هحاول أنسى الحوا، علشان 
أنا كنت ناوي أفرمك الصراحة."



ضحك مراد قائلًا:
_"طب يلا يا شباب نتمرن شوية قبل ما نمشي."



عمار :
_"أنا بقول كده برضو."



نظر يارا لمراد التي نوت أنا تتركهم وترحل :
_" أنا هتمرن سلاح."



مراد : 
_"هيبقى أفضل ليكي من التمرينات علشان دراعك
بس ما تطوّليش."



_"تمام."



__________
_______
____
__
_



أخذت يارا تجهز سلاحها تضع الذخيرة في مكانها بدقة، ثم وقفت أمام الهدف،تتنفس ببطء قبل أن تضغط على الزناد.
كان هناك شخص آخر في المكان،
لكنها لم تعره أي اهتمام 
مستغرقة تمامًا في التدريب.
من بعيد كان عمار يراقبها، عيناه تتبعان كل حركة تقوم بها. لم يكن يفكر فقط في مهارتها بل في تعابير وجهها في الطريقة التي تركز بها 
وكأنها تحفر ملامحها في ذاكرته دون قصد.



عمار لنفسه : 
_"غريبة يعني أول مرة أعجب بحد للدرجة ديه يمكن علشان مختلفة؟! ناوية تعملي فيا إيه تاني؟ 
أنا مش عارف!!؟"




        
          
                
تحرك نحوها وقف قريبًا منها ثم صوب أول رصاصة.
لكن بدلاً من أن يصيب هدفه أصاب الهدف الخاص بها.



تحدثت يارا بصوت يكاد يكون مسموعًا : 
_"اللهم طولك يا روح."



كرر الأمر مرة أخرى لكن هذه المرة نفد صبرها.



"يارا بنرفزة:
_" هو حضرتك ممكن تلتزم بالمكان المخصص ليك؟"



عمار بغلاسة :
_" أنا حر والله أضرب في المكان إللي أنا عايزه."



رفعت حاجبيها وهي تنظر له قائلة بهدوء عكس ما بداخلها : 
_"طب كده ماشي."



رُفعت يدها وهي ممسكة بسلاحها لكن هذه المرة أمام رأسه عيناها تتوهجان بالسخرية ذاتها وهي تقلد حديثه :
_"على فكرة أنا كمان ممكن أصوّب 
في المكان إللي أنا عايزاه."



نظر لها منصدم من ردت فعلها ثم نظر إلى سلاحها الذي يوضع على جبهته : 
_"إنتِ مجنونة؟!"



ابتسمت بمكر وقالت:
_" أيوه أنا مجنونة."



ابتسم هو أيضًا ونظراته لم تهتز وهو يقول بثقة بينما أمسك مرفقها لينقل مكان التصويب من أعلى رأسه إلى أعلى صدره الأيسر  على موضع قلبه :
_"طيب لما تضربي اضربي 
صح بس مش هنا اضربي هنا."



مع تحريك مرفقها إلى موضع قلبه بيده فكانت لمساته كصاعق كهربائي أبعدت يده بزمجرة وبرقت عينيها لكنها وضعت أصبعها على الزناد وضغطت ببطء وهي تشاهد تعابير وجهه ، لم تتناثر الدماء أمام وجهها ولم تتفتت أعضاء جسده قطعًا صغيرة لأن السلاح كان خاليًا من الطلقات النارية.



ضحك عمار وقال:
_"كنت عارف ومتاكد إنه فاضي."



_"جايب الثقة دي منين؟" 
سألت يارا وهي ترفع حاجبها بدهشة.



عمار ابتسم بثقة: 
_"من عينِك."



تحدثت باستنكار: 
_"نعم!؟"



ثبت عينيه عليها وقال بنفس الهدوء: 
_"زي ما سمعتي بالظبط."



حاولت إخفاء توترها فهزت رأسها بغضب زائف : 
_"أنا رايحة أكمل شغلي ولو ضايقتني تاني المرادي هتبقى بجد."



لم يتأثر بثورتها بل قال بثبات: 
_"مش هتقدري يا يارا... مش هتقدري."



نظرت له بارتباك للحظة، ثم ضيقت عينيها: 
_"نفسي أفهم جايب الثقة دي منين... ده
أنا مش واثقة في نفسي كده."



ابتسم عمار ابتسامة هادئة:
_ "بس أنا واثق فيكــِ."



تنهدت محاولة السيطرة على أعصابها
ثم استدارت وهي تتمتم: 
_"هنشوف."



راقبها عمار وهي تبتعد ثم ضحك بخفّة
عندما تذكر نظرة عينيها المرتبكة.



_____________



في زاوية أخرى، كانت الأجواء مشتعلة بين مراد وجاسر بينما آدم، خالد، جميلة، ورهف يراقبون المشهد في صمت وعلامات الدهشة مرتسمة على وجوههم.




        
          
                
جاسر لوّح بيده محذرًا: 
_"يا بني قلتلك بلاش تدخل معايا جولة."



مراد رد بثقة وهو يشبك ذراعيه: 
_"وليه بقى إن شاء الله؟"



جاسر ابتسم بمكر: 
_"إنت حر، بس افتكر إني حذرتك."



مراد لوّح بيده بنفاد صبر: 
_"أنجز بقى."



لم ينتظر جاسر أكثر فباغت مراد بلكمة قوية جعلته يسقط أرضًا.



رفع مراد يده إلى فمه متألمًا وحدق في جاسر بصدمة: _"يا ابن اللذينا! إنت قد الحركة دي؟"



ضحك جاسر وهو يتراجع خطوة للخلف: 
_"طبعًا قدها هتقوم ولا أكمل عليك؟"



نهض مراد، وما زالت الصدمة على وجهه
تمتم لنفسه بحزم: 
_"جرى إيه؟ هتبان خرع؟ اجمد."



وفي لحظة هجوم غير متوقعة، سدد ركلة قوية إلى معدة جاسر، مما جعله يتراجع قليلًا قبل أن يعود للهجوم مرة أخرى.



في الخارج:



آدم تمتم بدهشة: 
_"يا نهار أبيض! ده مراد الألفي إللي مفيش
حد بيقف قصاده!"



خالد أومأ موافقًا:
_ "أنا معاك بس ده برضو جاسر... أنا معرفش
عنه حاجة، بس شكله جبار."



رهف التفتت إلى جميلة وقالت بحماس: 
_"خليهم يسكتوا، أنا عايزة أتفرج!"



جميلة نظرت للجميع وقالت بحزم: 
_"ممكن تسكتوا بقى؟"



ساد الصمت، وتركّزت الأنظار على المعركة.
مراد اقترب من جاسر وهمس له:
_ "بص، أنا هضربك وإنت اعمل نفسك وقعت علشان شكلي قدام الفريق... إنت لسه جديد لكن أنا هتحفل عليّا لو خسرت!"



ضحك جاسر بشدة:
_ "هموووت! ما قلتلك بلاش."



مراد تمتم ساخرًا: 
_"ماشي يا عم فيتنام."



بسرعة خاطفة، قفز مراد على جاسر ولفّ ساقه حول رقبته صائحًا بانتصار:
_ "إيه بقى رأيك في الحركة دي؟"



جاسر حاول التحرر وهو يلهث: 
_"هتخنق يا متخلّف!"



مراد غمز بغرور:
_ "خلاص يا عم عفونا عنك."



جاسر تمتم وهو ينهض: 
_"بس يالا."



توقف القتال، وجلسا على الأرض يلتقطان أنفاسهما.
جاسر نظر إلى مراد وقال بجدية: 
_"تصدق؟ ارتحتلك."



ابتسم مراد:
_ "وأنا كمان... ولسه لما تتعرف على باقي الفريق."



في هذه اللحظة، دخل عمار ويارا. 
تجاهلت يارا عمار تمامًا، مما جعله يرفع حاجبه بدهشة.



عمار سأل وهو ينظر إلى الأجواء المشحونة: 
"إيه ده؟ كنتوا في معركة ولا إيه؟"



مراد رد بفخر: "طبعًا يا بني."



عمار ضحك: "ها مين اللي كسب؟"



كاد جاسر أن يرد، لكن مراد قاطعه بسرعة:
_ "أنا وهو واحد... مش كده يا جاسر؟"




        
          
                
جاسر ابتسم بمكر: 
_"كده طبعًا... طبعًا!"



عمار نظر إليهما بريبة:
_ "واضح على وشوشكم المتخرشمة إنكم هتتفقوا علينا."



جميلة علّقت وهي تضحك: 
_"بجد فاتكم نص عمركم، الاتنين جامدين!"



يارا رفعت كتفيها بلا مبالاة: 
_"تتعوّض بقى مرة تانية."



آدم تنهد:
_ "طب مش يلا؟ فرهدت ولسه فاضل شوية على المغرب."



مراد نهض وهو يتمطى: 
_"خلاص يلا نمشي."



آدم أشار إلى هواتفهم:
_ "كل فريق وعلى تليفونه بقى."



عمار نظر إلى يارا بسعادة قبل أن يقول:
_ "خلاص تمام."



وبالفعل تفرّق الجميع كلٌّ في سيارته:



عمار وجميلة.



مراد ويارا.



خالد وجاسر ورهف.



آدم وحده.
______________



أغلق قاسم الهاتف مع اللواء علي وظل واقف هكذا متصلبًا، وعلامات الصدمة تكسو وجهه.



مصطفى اقترب منه وقال بفضول: 
_"هو قالك إيه خلاّك ضربت ألوان كده؟"



قاسم ردّ بجدية: 
_"هقولك بس لما ننزل نشوف باسل وجومانا."



نزلا إلى الأسفل ليجدا سهام تجلس بحزن شديد.
مصطفى جلس أمامها على ركبته وسألها بلطف:
_ "ممكن أفهم حضرتك زعلانة ليه دلوقتي؟"



سهام تنهدت بألم: 
_"أنا فعلًا كنت عارفة إنه خاطفها، بس لو كنت اتكلمت كان ممكن يقتلني ويقتلها... وربنا يعلم إني كنت بعاملها أحسن من بنتي، لأنها فعلًا أحسن من بنتي."



مصطفى ربت على يدها مطمئنًا: 
_"خلاص والله كل حاجة هتتصلح... بس لو 
تعرفي أي حاجة عن ماضيه لازم تتكلمي مع باسل."



سهام أومأت: 
_"هعمل كده بس هو يهدى الأول."



قاسم نظر حوله: 
_"وأومال فين باسل؟"



سهام أشارت للأعلى: 
_"فوق مع جومانا."



مصطفى: 
_"حاضر هنطلع نشوفه."



صعدا إلى غرفة جومانا وطرق قاسم الباب:
_ "أنا قاسم يا باسل... كنا عايزينك."



فتح باسل الباب وأشار لهما بالدخول. 
جلسوا جميعًا، لكن قاسم شرد قليلًا وهو يحدّق في وجه جومانا المنتفخ من البكاء. 
سرعان ما غض بصره وهو يتنحنح.



قاسم تنفس بعمق وقال بجدية: 
_"دلوقتي يا شباب، اللواء علي كلمني وقال لي..."



وأخذ يشرح المهمة لهم بالتفصيل وبعدما أنتهى من جميع المعلومات التي يمتلكها سألهم:
_" في حد عنده أي أسئلة؟" 
قالها قاسم وهو يتطلع إلى وجوههم، منتظرًا أي استفسار.



تحدث مصطفى الذي بدا عليه الذهول : 
"يعني الشخص اللي قعدنا أسبوعين ندور عليه يطلع ضابط؟ لا كده كتير عليا ."




        
          
                
ضحكت جومانا على طريقته في التعبير، ثم تساءلت: _"طب هنعمل إيه بقى؟"



باسل فكر قليلًا قبل أن يجيب: 
_"أنا شايف إننا نبدأ بجمع معلومات عن المستشفى 
إنتم إيه رأيكوا؟"



قاسم أومأ موافقًا: 
_"وأنا مع فكرة باسل."



جومانا اقترحت بحماس:
_ "إيه رأيكوا نبدأ بكرة؟"



مصطفى وافق سريعًا:
_ "الحماس حلو بردو أنا معاكوا!"



قاسم رفع يده محذرًا: "استنوا لحظة. قبل ما نتحرك، لازم نبلغ اللواء علي."
اتفق الجميع معه فرفع قاسم هاتفه واتصل باللواء علي ثم تحدث بجدية:
_ "أيوه يا فندم، شرحت لهم كل حاجة
وقررنا نبدأ بجمع المعلومات عن المستشفى."



رد اللواء علي: 
_"تمام، بس خلي بالكم باقي الفريق هيجيلكوا قريب علشان تبقوا جاهزين."



قاسم أنهى المكالمة ثم التفت إليهم: 
_"كده نجهز على بكرة تمام؟"



أجاب الجميع في صوت واحد: 
_"تمام."



باسل وقف مستعدًا: 
_"طب يلا ننزل بقى."



جومانا رفضت: 
_"لا أنا هفضل هنا."



باسل لم يترك لها مجالًا للرفض:
_ "لا هتنزلي معانا."



مصطفى تدخل محاولًا التهدئة: 
_"أنا مش قصدي أدخل في حاجة بس بصراحة لازم تتكلم مع والدتك. هي ممكن تكون عارفة حاجات كتير عنه وكانت بتعيط تحت."



باسل نظر للأسفل للحظة، ثم قال:
_ "أنا هعمل كده قريب إن شاء الله
يلا بقى ننزل."



وبالفعل نزل الجميع إلى الطابق السفلي. 
أما جومانا فاختارت الخروج إلى الحديقة،
غير قادرة على مواجهة سهام.



سهام نظرت إلى باسل برجاء: 
_"روح قولها تيجي تقعد معانا،
أنا مش هستحمل أشوفها كده."



باسل رد بحزم:_ "سيبيها لوحدها شوية يا ماما."



قاسم أخرج هاتفه: 
_"أنا معايا تليفون هرد وهرجع."



خرج قاسم لإنهاء مكالمته ولكن قبل أن يغادر الحديقة، سمع اسمه يُنادى لأول مرة من جومانا.



"قاسم..." قالتها بتردد.



التفت إليها متسائلًا: 
_"نعم؟ محتاجة حاجة؟"



_"لا مش محتاجة... بس كنت عايزة أسألك سؤال."



_"اتفضلي."



ترددت للحظة ثم سألته مباشرة: 
_"أختي التوأم اسمها إيه؟"



في نفس اللحظة خرج الاسم من فميهما معًا:
_"يارا."



جومانا شعرت برجفة تسري في جسدها، والدموع تجمعت في عينيها: 
_"كنت حاسة... يعني دا مكنش حلم... دي حقيقة."



قاسم نظر إليها باستغراب: 
_"بصراحة، مش فاهمك."



جومانا رفعت رأسها نحوه، تحاول السيطرة على مشاعرها: 
_"كنت بشوف حاجات كتير في خيالي، 
وكنت بقول إنها مجرد أحلام... بس النهارده
اكتشفت إنها كانت حقيقية."




        
          
                
_"إيه اللي كنتِ بتشوفيه؟"



_"كنت بشوف نفسي قاعدة مع واحدة شبهى بالضبط وكان في ولد أكبر مننا بشوية... وكان في شخص تاني هو شبيه أكتر للولد اللي قاعد معانا دلوقتي."
ابتسمت بحزن قبل أن تكمل: 



_"كان بيقول لنا إنه نفسه يشوفنا ضباط شرطة وإحنا ردينا عليه وقلنا له إننا هنحقق الحلم ده. 
أنا فضلت متمسكة بالحلم ده وعلشان كده حققته."



قاسم ابتسم لها مطمئنًا: 
_"هيفرحوا أوي لما يشوفوكي يا جومانا.
إنتِ متعرفيش مراد هيحبك قد إيه... هيحبك زي يارا بالضبط."



جومانا نظرت إليه بترقب: 
_"هو... معاك صورة لمراد؟"



قاسم أخرج هاتفه، وبدأ يبحث في صوره
وبينما كان يقلب في الصور، توقفت يده على صورة لخديجة شعر بانقباض في قلبه، وامتلأت عيناه بالحزن لم يكمل البحث، فقط ظل يحدق في صورتها وكأن الألم عاد ليخترق قلبه من جديد.



جومانا لاحظت تعبيره المتغير، فسألته بقلق: 
_"قاسم... إنت كويس؟"



انتفض من شروده بسرعة: 
_"آه، كويس."



أمالت رأسها قليلًا نحو هاتفه ورأت صورة فتاة على شاشته. لم ترد التدخل في مشاعره لكنها شعرت أن هناك قصة مخفية وراء تلك النظرة الحزينة.



_"خلاص لما تلاقي صورة مراد ورهالي."
ابتسمت بلطف قبل أن تضيف: 
_"أنا هقوم بقى شكلي دوشتك معايا.
ولو احتجت حاجة أنا موجودة عن إذنك."



_"اتفضلي."



ذهبت جومانا إلى الداخل 
بينما ظل هو في مكانه، غارقًا في أفكاره.



_____________



في منزل خالد



عندما دخل خالد إلى المنزل برفقة رهف وجاسر، استقبلتهم سهر بصدمة وعيناها متسعتان من المفاجأة:



_"إنت إيه اللي جابك هنا؟! 
أوعى تكون هتعمل فيهم حاجة! أنا بقولك أهو!"



لم يتمالك الثلاثة أنفسهم، وانفجروا في الضحك على رد فعلها المبالغ فيه.



خالد لوّح لها بإحباط: 
_"خشّي يا هبلة، جوه اغسلي وشك كله دقيق."



سهر لم تستوعب كلامه في البداية، ثم وضعت يدها على خدها وتحسسته بدهشة: 
_"أنا هبلة؟! تصدق إني غلطانة إني كنت بعملك كيكة؟ وبعدين، متغيروش الموضوع! إيه اللي جابه هنا؟"



كان خالد على وشك الرد، لكن جاسر نغزه في قدمه ليوقفه عن الكلام.



جاسر تدخل بابتسامة جانبية: 
_"هو مش قالك تدخلي تغسلي وشك؟"



سهر نظرت إليه بعدائية:
_ "إزاي يا عالم؟! ده المفروض يتعدم!"



خالد التفت إلى رهف وقال ساخرًا: 
_"البت مخها اتلحس يا عيني."



رهف ضحكت: 
_"ما إنت كنت شابها من شوية."
ثم نظرت لأختها قائلة: 
_"ممكن تدخلي دلوقتي وتندهيلنا ماما أو بابا؟"




        
          
                
سهر رفعت حاجبها بشك: 
_"أنا داخلة أغسل وشي يمكن أكون بحلم."



بينما كانت تبتعد، لم يستطع جاسر كتم ضحكته.
خرج والدهم محمد من الغرفة ونظر إلى جاسر بفضول: _"حمد الله على السلامة. مين ده؟ أول مرة أشوفه."



جاسر تقدم خطوة وقال بثقة: 
_"أنا جاسر يا عمي وعايز أتكلم مع حضرتك
في موضوع مهم."



محمد أشار له بالجلوس: 
_"طب ما تقعد يا راجل وبعدين تكلم 
وبالمناسبة مين اللي علم عليك كده؟" 
أشار إلى الكدمة على وجه جاسر.



جلس جاسر وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يقول مباشرة:
_ "أنا طالب إيد سهر يا عمي."



قبل أن يتمكن محمد من الرد دلفت سهر إلى الغرفة فجأة وسمعت كلماته.
شهقت ثم صاحت في غضب:
_ "أنا مش هتجوز تاجر أعضاء كان خطفني... لا
وكمان كان بيعمل لي تحاليل علشان جيناتي!"



خالد فقد أعصابه للحظة ونظر إليها محذرًا: 
_"سهر خلي بالك من كلامك."



جاسر: 
_"سبها يا خالد… ينفع تسبونا لوحدنا شوية؟"



محمد: 
_"ماشي بس أنجز يا ابني أنا مش فاهم حاجة."



_"تعالى بس يا حج أنا هفهمك كل حاجة."
دخلوا جميعًا إلى الداخل، وبقي جاسر وسهر وحدهما. سحبها جاسر بلطف وأجلسها على كرسي ثم جلس على ركبته أمامها.



_" تفتكري اللي بيحب حد ممكن يؤذيه؟"



لم ترد عليه وتجنبة النظر في عينيه: …



فكرر سؤاله مرة أخرى:
_"ردي عليّا سهر"



_" لا… مش ممكن."



جاسر: 
_"وأنا كمان مستحيل أئذيكِ."



_"بس إزاي إنتَ جاي مع خالد؟
أنا مش فاهمة حاجة… فهمني."



تنفس جاسر وهو يحاول أن يشرح لها : 
_"هفهمك… أولًا أنا ظابط… وثانيًا، أنا برتغالي."



سهر بصدمة وذهول : 
_"إنت بتتكلم بجد ولا دي خطة جديدة؟"



أجابها ساخرًا :
_" يعني بالعقل كده… في تاجر أعضاء يضرب الناس اللي كانت عايزة تخطفك؟ طب بلاش دي… في تاجر أعضاء هيعمل لك كمادات؟ لا خدي الكبيرة… في تاجر أعضاء هيعزمك على كشري؟"



_"بصراحة… لا. بس مش مقتنعة برضه."



أخرج جاسر بطاقة من جيبه ومدّها لها:
_" خدي… دي البطاقة بتاعتي."



حدقت بها فلم تجد كلمة وحيدة تستطيع قراءتها فهذه اللغة ليست إنجليزية فقالت بيأس 
_"مش فاهمة منها حاجة… ده مش إنجليزي."



_"ده برتغالي يا سهر… أنا كنت بحميكِ مش خاطفك وعلى فكرة… أنا جاي النهاردة علشان أطلب إيدِك."



تحولت ملامحه من اللين إلى الصرامة.



جاسر: 
_"وهتجوزك… برضاكِ أو غصب عنكِ 
حتى لو اضطرّيت أخطفك بجد… وأنا قادر أعملها
وأنتِ عارفة."




        
          
                
صدمت من حديثه وتغير ملامح وجهه أمامها : 
_"بسم الله الرحمن الرحيم… إنتَ اتقلبت فجأة ليه؟ 
هو إنتَ كده رجعت تاجر أعضاء ولا إيه؟"



_" أنا مش بهزر سهر موافقة ولا أخطفك؟"



أجابته ويديها ترتعش بخوف من نظراته الصارمة : _"سبني أفكر…"



_" معاكي لحد الساعة 8 بعد الفطار… 
لو ملقتش جواب قبل السحور
هكون خاطفك بجد تمام؟"



أجابته مرتبكة : 
_"حاضر… بس متبصليش كده"



كان هو يستمتع وهو يراها خائفة أمامه تنفس ثم نهض من أمامها مما أعطاها فرصة لتهرب إلى غرفتها
تتمتم لنفسها:
_"يا نهار أسوح … أنا هعيش مع الكائن ده 
في بيت واحد؟ ده يبلعني!"




بينما في الخارج وقف جاسر أمام محمد قائلًا وهو ينظر له بترقب :
_ "ها يا عمي قولت إيه؟"



تنهد محمد وهو يتحدث بحزم:
_ "أنا خالد حكالي على كل حاجة وإنك اللي كنت واخدهم طول السنين اللي فاتت بس كنت بتحميهم أنا موافق بس بشرطين."



جاسر رفع حاجبه باهتمام: 
_"إيه هما يا عمي؟"



محمد نظر له بنفاد صبر:
_ "أولًا متقوليش 'عمي' دي، علشان بتضايقني."



ضحك جاسر وهو يرد بمكر: 
_"حاضر يا عمي."



محمد نظر له بتحذير:
_ "يا بني متضايقنيش هقوم أضربك
مش علشان عضلاتك يعني."



جاسر رفع يده مستسلمًا: 
_"خلاص أهو أنا هسكت الشرط التاني؟"



محمد قال بجديّة:
_ "التاني إنك مش هتاخدها على طول."



جاسر عقد حاجبيه في استغراب:
_ "يعني إيه؟ يعني هو أنا بشترى لعبة؟ 
إنتَ شوية وأنا شوية؟"



محمد زفر بضيق: 
_"بقولك إيه اسمع للآخر وانت غبي كده! 
أنا قصدي إنك هتكتب الكتاب بس مفيش دخلة دلوقتي."



جاسر ابتسم بخبث: 
_"آآه... بس دا ليه بقى؟"



محمد نظر إليه بحدة: 
_"لأنها بعدت عن بيت أبوها كام سنة؟
فلازم أعوضها."



ثم قال وهو ينهي تلك الشروط :
_ "دي شروطي نشوف رأيها بقى."



جاسر ابتسم بثقة: 
_"لا دي سبها عليا."



---



أما عند مراد ويارا...



يارا التفتت إلى مراد وهي تقترح بحماس: 
_"إيه رأيك نروح عند بابا في الشركة؟"



مراد نظر إلى الساعة وهو يرد بهدوء: 
_"الوقت اتأخر وشكله روح 
وبعدين إحنا خلاص قربنا نوصل على الفيلا."



يارا عقدت ذراعيها بضيق: 
_"إيه الفصلان دا يا عم؟"



مراد ابتسم بسخرية: 
_"أنا هسكت ومش هتكلم."




        
          
                
مر الوقت حتى وصلت سيارة مراد إلى الفيلا نزلت هي من السيارة قائلة : 
_"أنا هطلع أغير هدومي
وبعدين نبقى ننزل على الفطار."



مراد أومأ برأسه: 
_"ماشي."



---



في غرفة يارا...



بدّلت ثيابها وجلست للحظة شاردة في أفكارها ثم انتفضت وهي تهمس لنفسها: 
_"لا أنا أنام أحسن النوم أولى بيا."



---



أما في غرفة مراد...



تمدد على السرير مغمغمًا لنفسه: 
_"الله يسمحك يا جاسر يا اللي مولود 
في حواري البرتغال آه وشي يا عالم."



جاء طرق على الباب.
مراد رفع رأسه وهو يأمر: "ادخل."



دخلت سيلين وهي تضحك: 
_"يا نهار أبيض يا مراد مين عمل فيك كده؟"



مراد زفر بضيق: 
_"وأنتِ مالك؟ وبعدين يا بت
انتِ معندكيش بيت يلمك ولا أهل يسألوا عليكِ؟"



سيلين وضعت يدها على صدرها بتصنع الحزن: 
_"طب تصدق إني أنا غلطانة إني جاية أطمن عليك؟ وإيه رأيك إنك مش هتاكل من المكرونة بالبشاميل اللي عاملاها؟"



ثم استدارت لتخرج وهي تقول:
_ "وأنا همشي يا أستاذ مراد
أنا غلطانة إني قعدت معاكوا، 
أنا هروح بيت أمي وأبويا أولى بيا."



مراد ضحك وهو يهز رأسه:
_ "إيه يا بت المسكنة دي؟ 
دا انتِ تاخدي أحسن ممثلة في رمضان السنة دي! 
عمومًا يلا امشي بقى عايز أغير هدومي."



سيلين نظرت إليه بحزن مصطنع: 
_"أنا ماشية بس أنا زعلانة منك."



مراد لوّح بيده بلا مبالاة: 
_"يا شيخة امشي بقى."



خرجت سيلين ثم استلقى مراد على السرير، وغطّ في النوم.



____________



في فيلا عمر العمري...



عمر جلس بجوار بيلا، ينظر إليها بقلق:
_ "قومي خليني أوديكي الدكتور."



بيلا ابتسمت بلطف: 
_"أنا بقيت كويسة يا عمر."



لم يقتنع فردد بحزم: 
_"هنشوف الحوار دا بعد الفطار 
واعملي حسابك إن مفيش صيام تاني."



بيلا همست باعتراض:
_ "بس..."



قاطعها قائلًا :
_ "مفيش بس يا بيلا."



طرق الباب فسمح لهما بالدخول
فدلف عمار وجميلة.



عمار اقترب من بيلا وقبّل رأسها قائلاً: 
_"ألف سلامة عليكي يا ماما."



أردف عمر الذي تغيرت تعابير وجهه وهو ينظر لهما بملل :
_ "الله يسلمك يلا امشوا بقى."



بيلا حاولت الابتعاد وهي تقول بضحك: 
_"عمر سيب العيال  الله."



عمار ابتسم بمكر:
_ "سيبيه يا ست الكل أصله غيران
عموماً أحنا قاعد على قلوبكم هنا!"



عمر نظر إلى جميلة قائلاً: 
_"وأنتِ يا جميلة مش هتقولي حاجة؟"




        
          
                
جميلة رفعت حاجبيها: 
_"هقول إيه يا بابا؟"



عمر سألها بجدية:
_ "انتِ كويسة انتِ كمان؟"



جميلة أومأت برأسها: 
_"آه يا بابا كويسة."



فنهض عمر قائلاً: 
_"هنشوف بس يلا انزلوا علشان المغرب على أذان."



بيلا نظرت إلى ابنها قائلة: 
_"عمار اعمل حسابك إننا هنقضي العيد في العزبة."



عمار حاول التحكم في أعصابه وأردف بهدوء 
_ "حاضر يا ماما بس انتِ فين والعيد فين؟
مش يمكن تغيري رأيك ولا حاجة؟"



عمر أنهى النقاش: 
_"امشي يا عمار."



خرج عمار وجميلة، فالتفت عمر إلى بيلا متسائلًا:
_ "ليه بتعملي كده؟ هو انتِ قولتيلي؟"



بيلا نظرت إليه بتحدٍّ: 
_"طب اعمل إيه؟ أنا عايزة يروح معانا!"



عمر زفر بضيق: 
_"بس انتِ عارفة إنه مش بيحب المكان دا
متتكررش تاني ومتغصبيش عليه انتِ فاهمة؟"



بيلا أومأت بخضوع: "حاضر."



________________



في الخارج...



جميلة نظرت إلى عمار قائلة:
_ "خلاص بقى متضايقش نفسك."



عمار هز رأسه: 
_"مش مضايق."



جميلة ضيّقت عينيها: 
_"عاليا أنا!"



عمار زفر بضيق: 
_"طب سيبيني لوحدي شوية."



*********



نظر آدم إلى خالته بغضب: 
_"طب وحضرتك ما أخدتيش علاجك بليل؟
وكمان صايمة؟ هو مفيش راجل في البيت دا؟"



شيماء حاولت تهدئته:
_ "خلاص بقى يا آدم."



آدم عقد ذراعيه:
_ "أنا هسكت المرة دي بس المرة الجاية لا!"



شيماء رفعت يدها باستسلام: 
_"حاضر."



---



جلس جاسر بالمقعد الذي بجوار سهر التي كانت شاردة لكنها تيقنت من نظراته أنه يريد الرد الآن مما جعلها ترتبك فالتفت إلى خالد فجأة وسألته بقلق:
_ "هي الساعة كام؟"



ابتسم جاسر وهو يراقبها.



خالد نظر إلى ساعته:
_ "8:25 دقيقة."



نظرت إليه سهر بخوف واضح
ثم أشارت برأسها موافقة.



جاسر نظر إلى محمد قائلاً بحماس: 
_"ها يا عمي كتب الكتاب إمتى؟"



محمد زفر وهو يرد:
_ "اللهم طولك يا روح! قولي يا محمد." 
ثم التفت إلى أبنته:
_ "وبعدين إنتِ موافقة يا سهر؟"



سهر أومأت برأسها: 
_"أنا موافقة بس عايزة أكمل تعليمي."



جاسر ابتسم بثقة: 
_"وأنا معنديش مشكلة."



محمد هز رأسه: 
_"خلاص إيه رأيكم يبقى كتب الكتاب على العيد؟"



ابتسم جاسر قائلاً:
_ "أنا موافق مع إنه بعيد شوية بس ماشي."



رهف صاحت بحماس:
_ "ألف مبروك يا سهر"



ابتسمت بخجل:
_ "الله يبارك فيكِ عقبالك."



سماح اقتربت من ابنتها وعانقتها بحنان:
_ "ألف مبروك يا قلب أمك."



ردّت سهر وهي تمسك يد والدتها:
_"الله يبارك فيكي يا ماما."



تحدث خالد الذي كان يراقبهم بصمت تمتم بابتسامة جانبية: 
_"الله يكون في عونك يا جاسر أمك داعية عليك."



لكن قبل أن يرد جاسر سمعوا صوت سهر تهمس بصوت خافت وحزين:
_ "شكرًا يا خالد."



خالد التفت إليها مستغربًا: 
_"إيه؟ إنتِ اتضايقتي ولا إيه؟"



سهر عضّت شفتها وأشاحت بوجهها قائلة بصوت مرتجف : 
_"آه اتضايقت... تصبحوا على خير."



ثم نهضت سريعًا واتجهت إلى غرفتها تاركة الجميع في حيرة جاسر عقد حاجبيه وهو يهمّ باللحاق بها لكن خالد أوقفه: 
_"سيبها أنا هدخل أشوفها."



________
____
__
_



دلف خالد وأغلق الباب خلفه برفق
ليجد سهر جالسة على طرف السرير
تحاول كتم دموعها، لكنها لم تفلح.



تقدّم نحوها وجلس بجانبها صوته مليء بالقلق : 
_"أنا آسف... إيه دا؟ إنتِ بتعيطي ليه؟"



لم تجبه بل فجأة ألقت بنفسها في حضنه وهي تبكي بحرقة: 
_"أنا خايفة... خايفة إني أكون اتسرعت... خايفة 
إنه يأذيني."



خالد شعر بأنفاسها المرتجفة على كتفه، فوضع يده على رأسها يربّت عليها مطمئنًا: 
_"مين دا؟ جاسر؟!"



رفعت رأسها لتنظر إليه بعينين مغرورقتين: 
_"طب لو طلع مش كويس؟ لو كان بيضحك عليا؟"



خالد مسح على رأسها قائلاً بثقة: 
_"يبقى يعملك حاجة وأنا هكون ناسفه من على الأرض وبعدين جاسر بيحبك بجد، هو قال لي على حوار إنه هيخطفك بس كان بيهزر مش أكتر."



سهر نظرت إليه بصدمة:
_ "يعني إنت كنت عارف وسايبني خايفة طول الوقت؟!"



خالد تنهد محاولًا تبرير موقفه: 
_"يا بنتي والله ما كنت عاوز أخوفك وبعدين إنتِ معاكي وقت تتعرفي عليه لحد كتب الكتاب لو الوضع معجبكيش ارفضي، وأنا معاكي."



مسحت دموعها وهي تهمس: 
_"ربنا يخليك ليا يا رب."



ابتسم وربّت على كتفها: 
_"يلا بقى قومي نامي وبكرة نشوف هنعمل إيه ."



---



اليوم التالي...



استيقظ الجميع، وعاد كلٌ منهم إلى روتينه اليومي، لكن قلب سهر ما زال يحمل بعض التردد...



في يوم جديد بأمريكا...



خرج فريق البحث لجمع المعلومات حول المستشفى المشبوهة حيث كانوا يتابعون تحقيقاتهم بدقة.



رن هاتف باسل فجأة وعندما نظر إلى الشاشة وجد اسم شيري شقيقته رفع حاجبه مستغربًا ولم يرد فقال لنفسه :
_"جايه تفتكرني دلوقتي."



لكن شيري ظلّت ترن عليه مرارًا مما أثار قلقه.
توقف عن المشي وعاد للرد بلهجة متوترة:
_ "عايزة إيه؟"



جاءه صوتها مذعورًا يتخلله بكاء: 
_"الحقني يا باسل... الحقني... آآه!"



اتسعت عينا باسل بصدمة وتجمد للحظة قبل أن يصرخ: _"شيري!!"



يتبع... 

        

google-playkhamsatmostaqltradent