رواية الكتيبة 101 الفصل الثالث عشر 13 - بقلم يارا محمود شلبي
الفصل الثالث عشر|الرهائن والرصاص!|
صل على نبي الرحمة 🤍🦋
قراءة ممتعة 🤍🦋
الفصل الثالث عشر |الرهائن والرصاص!|
************
**************************
فيلا صالح الألفي – الساعة الخامسة والنصف صباحًا
استيقظ مصطفى من نومه وهو يفرك عينيه، ثم التفت إلى السرير المجاور وربّت على كتف قاسم قائلًا:
-"قوم يا قاسم، علشان الطيارة."
تململ قاسم في مكانه، ثم سأل بصوت ناعس:
-"الساعة كام؟"
-"خمسة ونص أنجز والبس."
تمدد قاسم قليلًا قبل أن ينهض متثاقلًا
متجهًا إلى الحمام،
بينما بدأ مصطفى في ارتداء ملابسه بسرعة.
اختار قميصًا أبيض وبنطالًا أسود، ثم أخذ سلاحه وحقيبة صغيرة وضع فيها أشياءه وأشياء قاسم.
بعد دقائق خرج قاسم من الحمام وهو يمسح وجهه من الماء، و ارتدى قميصًا أسود وبنطالًا مماثلًا.
في هذه الأثناء بدأ باقي الفريق في الاستيقاظ واحدًا تلو الآخر.
-"الطيارة الساعة كام يا مصطفى؟
" سأل آدم وهو يتثاءب.
"ستة ونص."
مراد الذي كان يجلس على طرف السرير وهو يرتب أغراضه، رفع حاجبيه وقال:
-"طب هتمشوا دلوقتي؟"
هز مصطفى رأسه وهو يغلق حقيبته:
-"لا هننزل معاكم الأول علشان نشوف اللواء علي وبعدين نمشي."
رد عليهم عمار الذي كان يرتدي قميصه على عجلة قال بلهجة متحمسة:
-"طب يلا البسوا بسرعة بقى يا شباب!"
ارتدى الجميع الزي العسكري باستثناء عمار،
الذي كان له اتفاق خاص مع اللواء علي.
بعد أن أنهوا استعداداتهم نزلوا جميعًا إلى الطابق السفلي.
________________
كانت يارا تجلس على سريرها، تربط شعرها أمام المرآة عندما التفتت إلى جميلة التي وقفت للتو.
-"يارا أنا هروح ألبس في الأوضة التانية هدومي هناك."
-"ماشي بس بسرعة علشان منتأخرش."
خرجت جميلة من الغرفة
وبعد لحظات سمعت يارا طرقًا خفيفًا على الباب فقالت:
-"ادخل."
فتح الباب وظهر صالح ابيها بابتسامته الهادئة وهو ينظر لها قائلًا:
-"صباح الخير يا قلب بابا."
قفزت يارا من مكانها وقبلت وجنته قائلة:
- "صباح الفل على أجمل أب في الدنيا دي كلها."
اقترب صالح منها وهو يحمل صندوق الإسعافات ورباط معلق للذراع ثم جلس بجوارها
"تعالي هغيرلك على الجرح واربطهولك عرفت من علي إنك نازلة الشغل وقال لي إنك هتبقي بعيدة عن أي اشتباك ممكن يحصل."
ثم نظر إليها بجدية وهو يطهر لها ذراعها وأضاف بتحذير واضح:
-"لو عرفت إنك سبتِ المكان اللي انتي فيه ودخلتِ في اشتباك هتزعليني جدًا يا يارا فاهمة؟"
تأملته يارا قليلًا ثم قالت بمكر وهي تراقب ملامحه:
-"إيه التحول اللي حصل مرة واحدة ده؟"
نظرت له بعينين تحملان مزيجًا من الحنان والتحدي:
-"عارفة كويس إنك خايف عليَّ، وده حقك بس افترض يعني إني شُفت حاجة ممكن ألحقها، أفضل قاعدة في العربية؟ والله متخفش مش هيحصل حاجة وحشة. وبعدين دا انت أكتر واحد المفروض عارف شغلنا... يا سيادة وكيل النيابة سابقًا، ها؟"
نظر لها صالح بحدة ثم أغلق علبة الإسعافات وقال بنبرة جافة:
-"اه غيري بقى الموضوع."
ابتسمت يارا بذكاء:
-"سبت الشغل ليه يا بابا؟"
كان صالح على وشك الرد لكن طرق الباب قاطعه.
-"ادخل."
قالها وهو يربط لها ذراعه بالرباط المعلق
دخل مراد ملامحه جادة على غير عادته وقال:
- "صباح الخير يا بابا."
-"صباح النور."
نظر مراد إلى يارا قائلًا:
-"يلا يا يارا كلنا مستنيينك تحت."
-"حاضر أنا نازلة أهو."
لكن قبل أن تخرج قاطعهم صوت غريب قادم من الكنبة.
-"آمال إيه الصوت دا؟"
سأل مراد باستغراب.
التفتت يارا ونظرت إلى سيلين التي كانت مستلقية على الكنبة تتكلم أثناء نومها.
-"لا عادي ديه سيلين."
ضحك مراد وقال:
- "لسه بتتكلم وهي نايمة؟!"
هز صالح رأسه قائلاً:
- "بس يالا وبعدين إيه اللي خلاها تنام على الكنبة؟
ما كانت نامت في الأوضة اللي فوق أو مع علي!"
حركت يارا أكتافها بلامبالاة قائلة :
-"كانت قاعدة معايا أنا وجميلة وبعدين نامت كده."
اقترب صالح وقبّل جبين ابنته:
-"خلي بالك من نفسك وافتكري كلامي."
-"حاضر يا بابا."
خرج صالح ثم نظرت يارا إلى مراد قائلة بسخرية:
- "دا إيه العيلة الأوفر ديه ياربي!"
ضحك مراد:
-"سمعتك على فكرة."
-"ما أنا عارفة."
ثم اقتربت من سيلين وربتت على كتفها:
-"سيلين قومي نامي على السرير."
تمتمت سيلين بكلمات غير مفهومة:
- "إنتو غدارين... البت جميلة حكتلك على زين صح؟"
اتسعت عينا يارا وهمست بانفعال:
-"اخرسي بقى هتفضحي البنت!"
غطت سيلين جيدًا، ثم خرجت مع مراد.
في الممر، سألها مراد بفضول:
-"مين زين دا يا يارا؟"
-"انت عارف إنها بتخرف وهي نايمة."
-"مش عليا أنا يا يارا."
رفعت حاجبها وقالت:
- "انزل يا مراد مش وقتك خالص يا Hawk."
توقف مراد فجأة وحدق فيها بدهشة:
-"إنتِ عرفتِ حوار Hawk دا إزاي؟!"
ابتسمت بثقة:
-"هو أنا يا بني ببيع كفتة؟!
وبعدين أنا عارفة كل حاجة عن كل واحد في الفريق."
ثم أكملت بحماس:
- "وقريب أوي هيبقى ليا لقب كبير."
هز مراد رأسه مبتسمًا:
-"طب امشي يا أختي."
ثم همس لنفسه وهو ينزل الدرج:
-"شكلهم مخبيين حاجة... بس أنا مالي يعني ده شكله حوار يخص جميلة يمكن علشان كده كانت بتعيط؟"
لكن سرعان ما نفض تلك الأفكار عن رأسه واستعد للعمل.
__________________
وقف الفريق أمام اللواء علي الذي نظر إليهم بجدية قبل أن يقول:
-"دلوقتي قاسم ومصطفى هتخدوا عربية وتطلعوا على المطار علشان متتأخروش.
وعلى فكرة الشخص اللي انتو رايحين له انتو تعرفوا، اسمه باسل حسن العلايلي ومعاه أخته."
تبادلت الأعين بينهم بالأخص قاسم وعمار،
فقد كان الاسم مألوفًا جدًا.
قال قاسم بصوت هادئ لكنه يحمل توترًا خفيًا:
- "تمام يا فندم."
-"طيب تقدروا تمشوا علشان تلحقوا الطيارة."
تحرك قاسم ومصطفى سريعًا إلى السيارة،
وانطلقا إلى المطار، بينما بقيت في أذهانهم العديد من الأسئلة حول باسل العلايلي وما سيواجهونه هناك.
نظر اللواء علي إلى الباقيه بتركيز قبل أن يتحدث:
-"دلوقتي.عمار ويارا هيركبوا عربية ملاكي عادي ولا كأنهم ضباط أصلًا هتروحوا الموقع دا **، هتراقبوا الدنيا وبعدين تدونا إشارة مش هتدخلوا في أي اشتباك. إحنا هنيجي ومعانا القوات."
رفع عمار حاجبه متسائلًا:
"مين من الظباط جاي مع القوات؟"
أجاب علي دون تردد:
"وليد."
مراد الذي كان يتفقد سلاحه قال بجدية:
"تمام يلا يا عمار شوف الموقع وامشي."
تحركت سيارة عمار ويارا بجواره، بينما خيم الصمت بينهما لم يكن صمتًا مريحًا، بل صمتًا مشحونًا بالكثير من الأفكار التي لم تُقال.
______________
استيقظ باسل من نومه دون أن يخبر أحدًا.
ارتدى ملابسه سريعًا؛ تيشيرت زيتي وبنطالًا أسود، وانتعل حذاءً رياضيًا بنفس اللون. التقط نظارته الشمسية ومفتاح سيارته، ثم خرج من المنزل متوجهًا إلى الأسفل.
عند باب الفيلا، كان السائق العجوز داوود ينتظره، وما إن رآه حتى أسرع إليه وفتح له باب السيارة قائلًا:
-"اتفضل يا باسل بيه."
ابتسم باسل بخفة ورد باحترام وهيبة واضحة:
-"شكرًا يا عم داوود، أنا هسوق."
تراجع داوود قليلًا ثم قال بقلق واضح:
-"ماشي يا ابني بس خد بالك."
قبل أن يركب السيارة، التفت باسل إليه قائلًا:
-"لو جومانا أو أمي احتاجوا أي حاجة أعملها لهم أنا مش هتأخر."
هز داوود رأسه بطاعة:
-"ماشي يا ابني ربنا معاك."
أدار باسل المحرك وانطلق بسرعة،
وهو يفكر في كل ما حدث الليلة الماضية.
كانت ذكريات والده القاسي تلاحقه،
والصوت في رأسه يردد الحقيقة المرة:
أنه ابن رجل لم يعرف سوى القسوة والإهانة.
شدّ قبضته على المقود، وأخذ يتمتم لنفسه:
-"كان نفسي تبقى أب كويس وحنين... بس لا، انت اخترت تبقى كده.
لازم أوصل الشركة قبل ما يصحى ويكتشف غيابي."
زاد من سرعة السيارة، غير آبهٍ بإشارات المرور، حتى وصل أخيرًا إلى شركة والده،
دخل بهيبته المعتادة، فكان الجميع يرمقه بنظرات احترام، وبعضهم بنظرات خوف.
عند مكتب الاستقبال، استقبلته السكرتيرة بنظرة مائعة، وقالت بصوت ناعم:
-"مستر باسل عامل إيه؟"
كان باسل ينفر من أسلوبها فرد بحدة:
-"ممكن تشوفي شغلك وتبعدي عني؟
يا إما أنا اللي هرفدك من هنا."
تراجعت الفتاة فورًا بخوف، فقد كانت تعلم أن تهديده ليس مجرد كلام.
دخل باسل مكتب والده، وبدأ يبحث في الأوراق بسرعة. كان متأكدًا أن كل الملفات المهمة تُحفظ هنا، وأثناء بحثه وجد مستندات تكفي للإطاحة بوالده تمامًا.
ولكن ما أثار دهشته حقًا كان تلك الورقة التي وجدها فجأة بين الملفات. توقف عن الحركة للحظات، وهو يحدق فيها بصدمة.
كان قلبه يخفق بجنون، وكأن ثقله زاد عشرات الكيلوغرامات.
لم يستفق من ذهوله إلا عندما سمع أحد الموظفين يخبره أن سيارة والده وصلت.
أسرع بجمع كل الأوراق،
ثم خرج من المكتب قبل أن يتمكن والده من رؤيته.
قاد سيارته بسرعة جنونية، حتى وصل إلى طريق خالٍ، أوقف السيارة، خرج منها، وسقط على ركبتيه، ثم أطلق صرخة قوية، وكأنها كانت حبيسة صدره لسنوات.
_____________
دلفت أشعة الشمس عبر النافذة، تعلن عن يوم جديد، لكنه لم يكن يومًا عاديًا بالنسبة لحسن العلايلي.
فتح عينيه ولم يجد زوجته بجواره، نهض من السرير وتوجه إلى المرحاض،
لكنه وجده فارغًا خرج إلى الصالة، وبدأت ملامح القلق تتشكل على وجهه.
عندما نزل إلى الطابق السفلي، صُدم بالمشهد أمامه. جثث رجاله كانت ملقاة على الأرض، ورائحة الدم تفوح في المكان.
غلى الدم في عروقه، وزمجر بغضب:
"قدر يغفلكوا يا شوية بهائم؟
كويس إنه قتلك، لأن لو كان سابك عايش أنا اللي كنت هموتكوا بإيدي!"
توجه إلى غرفة جومانا، لكنه وجدها فارغة، مما أكد له أنها هربت مع باسل وأمه عندها تحولت ملامحه إلى قناع من الغضب الهائج، وأخذ يحطم كل شيء أمامه.
-"هربت؟ بنت صالح أكيد هيعرف والله لأموتك!"
في تلك اللحظة نزلت شيري على الدرج، وكانت ملامحها تحمل القلق:
-"بابا؟ مالك؟"
نظر إليها حسن بعينين حمراوين من شدة الغضب، وقال بصوت متحشرج:
-"كله منك! حبيتك ودلعتك وفي الآخر ده اللي يحصل؟"
أخذت تبكي وهي تقترب منه:
-"بابا أنا آسفة بس انت كده هتتعب قوم معايا."
لكنه دفعها بعيدًا، وصاح:
-"امشي! اطلعي فوق قبل ما يحصل لك زيهم"
هربت إلى غرفتها وهي تبكي،
فهي مدللة أبيها وتخشى غضبه أكثر من أي شيء آخر.
في الأسفل،أمسك هاتفه واتصل بأحد رجاله:
"عايز كل حاجة عن باسل وتحركاته فاهم؟"
جاءه الصوت المرتبك من الطرف الآخر:
-"انت تؤمر يا باشا."
حسن بصوت خشن وتهديد واضح:
-"عارف لو في حاجة غلط حصلت؟
هموّتك فاهم؟"
-"فاهم فاهم يا باشا."
أنهى حسن المكالمة، وقرر الذهاب إلى الشركة بنفسه.
_____________
________
____
كانا يجلسان في صمت مشحون حتى توقف عمار بعيدًا قليلًا عن فيلا جاسر، حتى لا يكشف أمرهما.
أخذ هاتفه واتصل باللواء علي:
-"أيوه يا فندم إحنا وصلنا."
-"في أي حركة غريبة عندك؟"
-"لا بس في حراسة كتيرة على الفيلا."
-"خلاص إحنا هنتحرك ومعانا القوات
راقبوا المكان من بعيد."
-"تمام يا فندم."
أنهى المكالمة وعندما التفت وجد يارا تستخدم المنظار لمراقبة المكان.
مدّ يده نحوها وقال:
-"هاتيه."
ناولته المنظار بسخرية خفيفة:
-"اتفضل يا حضرت الرائد."
أخذ يراقب المكان باهتمام، ثم أعاد لها المنظار.
كان مترددًا قليلًا لكنه قال أخيرًا:
-"أنا مش من طبعي إني أعتذر بس أنا آسف."
نظرت إليه يارا بلا تعبير، وردت ببرود:
-"وأنا ما طلبتش منك تعتذر يا حضرت الرائد."
لكن قبل أن تكمل، حدث شيء لم تتوقعه أبدًا—اقترب عمار منها فجأة، واحتضنها دون سابق إنذار!
أبعدته يارا عنها بعنف، وعيناها تشتعلان بالغضب والدهشة في آنٍ واحد. كانت على وشك أن تصرخ فيه، لكن فجأة انفتح شباك قريب منهما،
ليظهر رجل يحمل سلاحًا يرمقهما بنظرة ساخرة.
الرجل وهو يتحدث بحدة:
- "جرى إيه معندكوش بيت يلمكوا؟ يلا يا بابا من هنا بدل ما أعملكوا محضر تعدي على الممتلكات الخاصة."
نظر عمار إليه بنظرة ثابتة، محاولًا استدراجه في الحديث لمعرفة المزيد وقال بنبرة هادئة:
-"إحنا آسفين بس إنت بتعمل إيه هنا في الحتة المقطوعة ديه؟"
ضحك الرجل بسخرية وقال:
-"مقطوعة إيه يا بابا؟ ديه فيلا الأستاذ جاسر هو في حد ميعرفهوش؟"
ضاقت عينا عمار وهو يحلل الموقف بسرعة،
يبدو أن الحراسة مشددة أكثر مما كان يتخيل،
وهذا يعزز احتمالية وجود الفتيات بالداخل قال وهو يراقب ردة فعل الرجل:
- "يعني كل دول بيحموا جاسر لوحده؟"
قطّب الرجل حاجبيه وقال بحدة:
-"وأنت مالك؟ يلا اتكل على الله بدل ما أنادي الأمن يشيلك شيل!"
لم يرد عمار بل اكتفى بإدارة السيارة بهدوء والابتعاد عن المكان، حتى توقف في نقطة أخرى بعيدة عن أعين الحراس. جلس بضع لحظات في صمت، بينما كان وجه يارا يغمره الاحمرار، ليس من الخجل، بل من الغضب المكبوت.
قالت بصوت متحشرج من الغيظ:
-"ممكن أفهم إيه اللي سيادتك عملته من شوية ده؟"
نظر إليها عمار ببرود ثم قال بنبرة محايدة:
- "ماكنتش قاصد حاجة بس كنا هنتكشف."
شهقت يارا بغضب:
-"آه طبعًا تقوم تعمل كده! دا أنت بجح يا أخي!"
لم يبدُ عمار متأثرًا، بل هز كتفيه وقال:
-"أنا مش هلومك لأن دا حقك بس دا شغل ولا إيه؟"
أخذت نفسًا عميقًا تحاول تهدئة نفسها، ثم قالت وهي تشير بإصبعها نحوه محذرة:
-"ماتتكلمش معايا تاني بعد إذنك
علشان أنا مش عايزة أتهور عليك!"
كاد أن يرد عليها، لكن في تلك اللحظة، تلقى اتصالًا من علي، يخبره أن القوات في طريقها بعد دقائق، اقتحمت القوات الفيلا وأصوات الطلقات النارية تملأ الأجواء.
_________________
___________
______
___
_
داخل الفيلا:
دخل خالد ومراد بسرعة يترقبان أي حركة،
حتى وقعت أعينهما على جاسر الذي وقف بثقة
وكأنه لم يفاجأ باقتحامهم.
قال خالد بصوت مليء بالغضب:
- "فين إخواتي يا خسيس؟"
ابتسم جاسر بسخرية وقال:
-"مش هتاخدهم."
تقدم مراد خطوة للأمام وقال بحزم:
- "بلاش لف ودوران، فين البنات؟"
لم يجب جاسر، بل أطلق ضحكة مستفزة زادت من غضب خالد، فاندفع نحوه لبدء الاشتباك. كانت المعركة شرسة، وجاسر كان يقاتل بعنف، لكن سرعان ما انضم إليهما مجموعة من الضباط وتمكنوا من السيطرة عليه.
كان خالد يصرخ وهو يركض عبر الممرات:
-"سهر سهر رهف"
كان يفتح الأبواب بسرعة حتى وجدها أخيرًا،
مقيدة على كرسي عيناها ممتلئتان بالخوف والتعب. انحنى إليها وفك قيودها بسرعة ثم احتضنها بقوة وكأنها روحه التي كادت تضيع منه.
قال بصوت مختنق بالمشاعر:
-"يلا بسرعة نخرج من هنا."
أما مراد فقد وجد سلمًا غريبًا يؤدي إلى قبو سفلي.
نزل بسرعة وكسر باب إحدى الغرف، ليجد رهف هناك، تجلس على الأرض، عيناها مليئتان بالإرهاق.
ما إن رأته حتى قالت بصوت متحشرج:
- "مراد!"
تقدم نحوها وساعدها على النهوض، قائلاً بابتسامة خفيفة:
-"حمد الله على السلامة يا بطلة."
زفرت رهف بضيق وقالت:
- "بطلة إيه بس ما اتمرمطنا واللي كان كان!"
ابتسم مراد وقال:
-"طب يلا بسرعة نخرج قبل ما يحصل أي حاجة تانية."
_________
______
____
__
_
في الأسفل:
التقى خالد ومراد وأمامهما جاسر مقيّدًا.
لم يستطع خالد تمالك أعصابه،
فوجه إليه صفعة قوية، جعلت رأسه ينحرف للجانب.
نظر جاسر إليه ورغم الألم ظل محافظًا على تعابيره الواثقة.
قال وليد بجدية:
- "يلا يا مراد امشوا انتوا وخدوا البنات
واحنا هنفتش المكان أكتر."
هز مراد رأسه موافقًا وقال:
- "ماشي يا وليد خلّوا بالكم."
_______
في الخارج:
وصل الجميع بسلام، وتم القبض على جاسر. كانت رهف تتنفس بعمق، بينما جميلة نظرت إليها وقالت بحنان: -"مش يلا بقى؟"
نظر علي إليهم وقال بصوت جاد:
-"حمد لله على السلامة يا رهف.
اتفضلوا، استريحوا النهاردة وهنعمل اجتماع بكرة بإذن الله."
أجاب الجميع بصوت واحد:
-"تمام يا فندم."
كان التعب يكسو ملامحهم، لكن الرضا بانتهاء المهمة كان واضحًا في أعينهم، رغم أنهم يعلمون أن هذه ليست النهاية بل مجرد بداية لفتح أبواب جهنم عليهم لمعركة أكبر.
---
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الكتيبة 101) اسم الرواية