Ads by Google X

رواية الكتيبة 101 الفصل الثاني عشر 12 - بقلم يارا محمود شلبي

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية الكتيبة 101 الفصل الثاني عشر 12 -  بقلم يارا محمود شلبي

الفصل الثانى عشر |كشري الفجر!؟|
                                    
                                          
صل على نبي الرحمة والمغفرة 🤍🦋
**************************



قراءة ممتعة 
********
الفصل الثانى عشر |كشري الفجر!؟|


 


____________________



كان نسيم الليل بارد و الأجواء متوتر وقفت يارا بعيون مشتعلة بالغضب تعقد ذراعيها أمام صدرها بينما كان عمار يقف في مواجهتها بملامح جامدة يخفي خلفها أفكاره الحقيقية.



قالت يارا بصوت حاد تقاطع حديثه قبل أن يبدأ: 
-"هو ايه اللي عايز معاك راجل؟ أنا تدريبي زي أي واحد فيكوا على فكرة يعني واللي انت كنت بتعمله معايا في المقر ده ماكنش بالنسبالي تدريب أصلاً انت مشوفتنيش مع الكابتن بتاعي ولا حتى في كلية الشرطة كنت بعمل ايه! 
على العموم انت اللي هتندم يا سيادة الرائد مش أنا."



كان مراد يراقب المشهد بصمت، قبل أن يتدخل مدافعًا عنها بنبرة هادئة لكنها حازمة: 
-"على فكرة يا عمار هي عندها حق مش علشان هي أختي بس الكلام اللي انت بتقوله ده غلط."



قبل أن يتمكن أحد من الرد، 
جاء صوت علي صارمًا يحمل نبرة القائد الذي لا يقبل الجدال: 
-"خلاص كفاية اللي قلته هو اللي هيتعمل ومش عايز مناقشة خلاص يا حضرت الرائد؟"



لم يكن أمام عمار سوى الرد باستسلام ظاهر، رغم العاصفة التي تدور داخله: -"خلاص يا فندم."



أشار علي للجميع بالانصراف فتفرقوا تدريجيًا إلى الحديقة لكن يارا تركتهم وذهبت جلست على أحد المقاعد الخشبية في الحديقة تمرر يدها بين فرو سيمبا الذي تمدد بجانبها وكأنه يشعر بتوترها.



راقبها عمار من بعيد للحظات ثم تنهد بعمق كأنه يزن قراره قبل أن يحسم أمره خطا نحوها ببطء، بينما كان مراد يتابعه بعينين حذرتين محذرًا إياه بنبرة خافتة: -"أحسنلك لا لأنها وهي متعصبة مبتشوفش قدامها."



لكنه تجاهل التحذير مقتربًا حتى أصبح على بُعد خطوات منها. رفعت يارا عينيها نحوه دون أن تحرك رأسها نبرتها كانت باردة كالجليد عندما تحدثت:
- "جاي ليه؟"



وقف أمامها بثبات يديه في جيبي سترته العسكرية، قبل أن يقول بصوت هادئ لكنه جاد: 
-"انتِ متعرفيش أنا عملت كده ليه."



تحولت نظرتها من الغضب إلى الاشمئزاز، وقفت فجأة، كأنها لا تحتمل حتى الوقوف بجواره: 
-"ومش عايزة أعرف ولا أسمع منك حاجة! 
كل اللي عايزة أقولهولك إنك نزلت في نظري أوي أنا كنت بعتبرك أخ وصديق، دلوقتي كل اللي بينا هو شغل وبس تمام يا حضرت الرائد؟"




   
                
استدارت لتتركه وترحل لكن قبل أن تخطو بعيدًا امتدت يده وأمسك بذراعها بلطف لكنه حاسم.
انتفضت قليلاً تحت لمسته لكن عينيها التقت بعينيه، حيث وجدت فيهما شيئًا لم تتوقعه... شيئًا جعلها تتردد للحظة.



قال بصوت منخفض لكنه يحمل إصرارًا: 
-"استني هنا أنا مخلصتش كلامي."



لكن سرعان ما تحولت نظراتها لآخرى غاضبة فهتفت :
-" سيب دراعي علشان أنا ممكن أعمل حركة تكسفك قدام صحابك."



لكن عمار لم يترك ذراعها مما زاد من غضبها فقامت بلف ذراعه خلفه وأبعدته عنها بقوة.



عمار قال مستفزًا: 
-"انتِ قد الحركة دي؟"



-"آه قدها ممكن أضربك تاني بس أنا بصراحة خايفة على دراعي مش عليك."



سارت إلى داخل الفيلا تشعر بموجة من الغضب تغلي داخلها بينما عمار كان لا يزال واقفًا مكانه لم يكن يتوقع منها أن تكون بتلك القوة ولا أن ترد عليه بتلك الطريقة ولا تعطيه فرصة للدفاع عن ذاته



نظر مصطفى إلى أصدقائه ثم قال وهو يبتسم بخبث لكن بصوت منخفض حتى لا يسمعهم مراد الواقف يراقب من بعيد ما يحدث مع شقيقته : 
-"هيحبها."



قاسم هز رأسه معترضًا:
- "ماظنش يا عم."



آدم ضحك قائلاً:
- "أنا بقى مع مصطفى في الحتة دي."



خالد نظر إليهم بحذر وقال:
- "هنشوف."



مراد كان مشغولًا بتتبع يارا بنظره لكنه استدار إليهم متسائلًا: 
-"إنتم بتقولوا إيه؟"



مصطفى ضحك وقال: 
-"بنقول نروح نشوف صاحبك اللي اتعلم عليه من أختك."



مراد ابتسم بخفة وقال:
- "بصراحة يستاهل هو اللي استفزها."



أما جميلة فكانت تراقب عمار من بعيد تراه يجلس في ركن من الحديقة ملامحه متجهمة وعيناه تحدقان في الأرض لم تستطع تجاهل قلقها عليه فتقدمت نحوه ببطء قبل أن تجلس بجواره.



نظرت إليه وسألته بجديّة: 
-"ليه عملت كده يا عمار؟"



عمار زفر بضيق ثم قال:
- "لإني خايف عليها... كل مرة بتكون معايا بتتأذى
أنا مش عارف أحميها أول مرة أشوفها ضعيفة كده كان الصبح. 
أنا عارف إنها قوية وكنت بشوف ده في نظرة عينيها. 
أنا مش عايزها تتأذى بسببي."



جميلة تأملته للحظات، ثم سألته بخبث:
- "اشمعنا يا عمار؟ حبيتها؟"



رد عليها سريعًا: 
-" أنا أحب أكيد لا حب إيه بس! 
دا أنا لسا عارفها من كام يوم لو مشاعرنا شغالة بريموت هتاخد وقت أبطئ من كده ......يمكن أكون خايف عليها علشان عندي أخت مثلا مش هحب خالص إنها يحصل فيها كده
أو يمكن علشان صاحب عمري...."



جميلة ابتسمت وقالت بهدوء: 
-"بص إنت أكيد مش هتبقى عارف مصلحتها زي خالها وأبوها وأخوها فكر كده وروح شوف صحابك اللي بيحفّلوا عليك."




        
          
                
عمار ضحك بخفة وقال: 
-"طب روحي شوفيها."



جميلة أومأت برأسها قبل أن تقول:
- "ماشي."



ثم قامت من مكانها واتجهت إلى داخل الفيلا بينما عاد عمار إلى أصدقائه.



ما إن اقترب منهم حتى صفق مصطفى مازحًا:
- "أحسن يا عم بس إيه ماتش البينج بونج إللي اتلعب فيك من شوية دا؟!"



قاسم ضحك وهو يهز رأسه:
- "ده كلام تقوله يا بأف إنت؟"



عمار نظر إليه بضيق وقال: 
-"ولا إنت ابعد عني أحسن لك."



ثم التفت إلى مراد وقال متسائلًا: 
-"وانت يا مراد مش ناوي تقول حاجة؟"



مراد ابتسم وقال بسخرية: 
-"أنا كنت ممكن أقوم أضربك معاها بس قلت تاخد هي حقها منك بإيديها علشان تعرف إنها راجل فعلًا."



قاسم أنهى الحديث قائلًا: 
-"طب نسيبكم احنا علشان لازم نجهز حاجاتنا للسفر بكرة."



مصطفى أومأ موافقًا: 
-"عندك حق احنا هنروح نجيب الباسبور يلا يا قاسم."



قاسم تحرك نحو السيارة وهو يقول: 
-"يلا بس انت اللي هتسوق."



مصطفى ضحك وقال: "ماشي."



ثم انطلقا بالسيارة بينما التفت مراد إلى الباقين وقال: -"واحنا كمان نطلع نجهز حاجتنا."



آدم اعترض قائلًا: 
-"لسه بدري الساعة 6."



عمار تمطى وقال: 
-"أنا كده كده طالع أنام علشان منمتش الصبح."



خالد قال موافقًا: 
-"وأنا كمان."



آدم جلس على الأريكة وقال:
- "أنا هقعد شوية وكمان أشوف الموقع اللي هنروحه."



مراد قال: "خلاص ماشي."



ثم صعدوا إلى الغر بينما بقي آدم في الحديقة يتصفح الحاسوب المحمول.



__________________



جلست جميلة على السرير وقالت: 
-"خلاص بقى."



سيلين نظرت إليها بتساؤل وقالت:
- "هو إيه اللي حصل؟ أنا مش فاهمة."



يارا قالت بانفعال: 
-"بقى أنا يقول لي كده أما وريته."



سيلين ضحكت وقالت:
- "أنا عايزة أفهم."



يارا رفعت يدها محذرة وقالت:
- "استني إنتِ بس كده يا سيلين، صحيح يا جميلة هو مين زين؟"



سيلين كررت السؤال بدهشة: 
-"آه صح يا جميلة مين زين؟"



جميلة زفرت بضيق وقالت:
- "يوه إنتِ مش عايزة تنسي ليه؟"



سيلين نظرت إليها بتركيز وقالت:
- "إنتِ عايزاني أنسى إيه؟"



يارا قالت بجدية: 
-"سيلين، اهدى علشان أنا اتروشت في سكتي خالص واسمعي وإنتِ ساكتة."




        
          
                
سيلين أومأت وقالت: 
-"ماشي ها احكي."



جميلة أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تقول:
- "الحكاية بدأت وأنا في تانية جامعة .."



بدأت تروي قصتها مع زين بينما يارا وسيلين تستمعان إليها باهتمام.



أمسكت هاتفها الذي كان جوارها فكان والدها هو المتصل فأجابت وهي تنظر أمامها لتنتبه على القيادة فوصل إلى أذنها صوت أبيها 
-"إنتِ بقيتي فين يا جميلة أتأخرتي الmeeting هيبدأ."



-"انا في نص الطريق يا بابا أخدت عربية عمار وجاية."



-"وهو ليه موصلكيش؟"



تذكرت كام كان متعب حينما عاد من عمله فقالت :
-" رجع من الشغل تعبان قولت يستريح. "



-"خلي بالك من نفسك."



-"حاضر."
أغلقت معه الهاتف ومضى وقتًا حتى توقفت السيارة على غفلة في البداية ظنت أن هناك خطبًا ما في الماتور نزلت مسرعة لتفتحه لكنها وجددت أن المشكلة في أطارات السيارة التي ثقبت عن طريق مسمار ركلت الإطار بقدمها ثم جلست القرفصاء لا تعلم ماذا يفعلون في تلك المواقف ندبت حظها مرارًا وتكرارًا 



-"نمتي يا حبيبتي طب أروح الشغل على رجلي؟!"



قامت لتهاتف والدها لكن لم تجد هناك إرسال فكان هذا ما ينقصها 
-"أنا مفيش قدامي غير حل واحد ."
سارت بخطوات متسارعة على طريق لتوقف أحد السيارات لتساعدها، حاولت ضبط أنفاسها المتلاحقة بعد هذا المجهود الشاق فهي أصبحت كالنحلة في طريق خاوي من الأزهار ظلت تلوح بيديها الأثنين كلما تعبر سيارة لكنها قد فقدت الأمل فرجعت مجددًا تنحني
قليلًا ألقت نظرة على الإطار المثقوب ثم زفرت بضيق وهي تتمتم: "كان لازم يحصل كدا دلوقتي؟"



لم تمر سوى لحظات حتى توقفت سيارة فضية اللون بالقرب منها، وانخفض الزجاج ليكشف عن رجل يراقبها بوجه هادئ قائلًا 



-"فيه مشكلة؟"
سألها بصوت ثابت وعيناه تنتقلان بينها وبين الإطار المثقوب.



رفعت حاجبها بدهشة، لم تكن تتوقع أن يتوقف ليسأل، لكنها لم تكن في مزاج يسمح لها بالتفكير في نواياه الآن. أشارت للإطار قائلة: 
"الكوتش بس اتـ."



ألقى زين نظرة أخرى على الإطار، ثم قال بنبرة عملية: "معاكي عدة تصليح ولا محتاجة مساعدة؟"



رمقته بنظرة مترددة قبل أن تهز رأسها بيأس: "بصراحة... مفيش."



فتح باب سيارته ونزل منها دون كلمة أخرى، ثم فتح صندوق السيارة الخلفي وأخرج أدوات تصليح الإطارات. وقفت جميلة تتابع بصمت وهو ينحني ليبدأ في فك المسامير، بدا واثقًا، كأنه قام بهذا الأمر عشرات المرات.



"إنت متعود تصلّح كده بنفسك؟" 
سألته، محاولة كسر الصمت.



"أوقات."
رد دون أن يرفع رأسه وبعدما أنتهى وقف أمامها وقال بهدوء -"تقدري تتفضلي ."




        
          
                
أبتسمت له وقالت معبرة عن مدى شكرها وهي تعبث بأصابعها :
-"بشكرك جدًا ."



-" العفو أهم حاجة بعد كده يكون معاكِ استبن."



ظلت واقفة حتى ركب هو سيارته أولًا ثم بدأت السيارة تختفي أمامها تدريجيًا تنهدت بقوة لكنها سرعان ما تحولت تنهيدتها تلك إلى ولولا وهي تهرول إلى السيارة بعدما تذكرت أبيها ،أما في سيارته هو فقد كان يقود سيارته بتركيز، ممسكًا بهاتفه المحمول وهو يتحدث بصوت خافت لكنه حازم:



-" خلاص يا باشا نص اللي اتفقنا عليه حصل."



أتاه صوت الشخص الآخر عبر الهاتف بلهجة مختصرة:



-"حلو، روح بقى كمل."



أنهى زين المكالمة دون أن يضيف كلمة أخرى، ثم زاد من سرعة السيارة متجهًا نحو الشركة الخاصة بـ"عمر".



ركن زين سيارته بعناية، ثم ترجل بخطوات ثابتة نحو مدخل الشركة استقبله الأمن بنظرات فاحصة لكنه لم يتوقف حتى وصل إلى مكتب السكرتيرة.



السكرتيرة بابتسامة مهنية: 
-"حضرتك معاك معاد؟"



أجابها زين بهدوء :
-" أيوه قولي لمستر عمر إن زين مهران بره."



ألقت نظرة سريعة على جدول المواعيد ثم أشارت له بالدخول:
-" اتفضل يا فندم 
هو مستني حضرتك جوه في أوضة الاجتماع."



دفع زين الباب ودلف فاستقبله عمر بابتسامة ودودة وهو ينهض لمصافحته ،ابتسم زين وهو يصافحه :



-" آسف على التأخير
حصلت ظروف خارجة عن إرادتي.'



-" ولا يهمك، اتفضل استريح."



جلس كلاهما وقبل أن يبدأ الحديث نظر عمر إلى ساعته ثم قال:
-"معلش في ملف جاي في الطريق،
عقبال ما يوصل تحب تشرب إيه؟"



أجابه بابتسامة خفيفة : 
-"قهوة سادة."



التقط عمر هاتفه ليطلب من المساعدة :
-"اتنين قهوة سادة واتصليلي على جميلة
شوفيها فين بسرعة."



بعد لحظات رنّ الهاتف الأرضي.



السكرتيرة: 
-"الأستاذة جميلة داخلة لحضرتك يا فندم."



-"تمام، هاتي القهوة."



دقّت جميلة الباب قبل أن تدلف إلى الغرفة، واضعة يدها على حقيبتها، قبل أن ترفع رأسها فجأة وتتوقف للحظة، وكأنها تفاجأت بشيء فقالت مندهشة :
-" إيه ده؟!"



تصنع زين الدهشة ويرفع حاجبه:
-" أهلاً"



نظر عمر بينهما باستغراب لكنه تجاهل الأمر سريعًا:
-"في إيه يا جميلة؟ هاتي الملف وابدأي البرزنتيشن."



-"حاضر."
فتحت الملف، وبدأت بعرض أفكارها بثقة، مشيرة إلى الشاشة الكبيرة حيث تظهر التصاميم والخطط.
ثم قالت وهي تمسك بيدها أحد الأقلام بعدما أنتهت مما تقول فجلست جوار والدها وهي تنهي بقولها:




        
          
                
-"بالطريقة ديه التصميم هيتم بشكل أحسن وبكوالتي أعلى. ولما شركتنا تتعاون مع شركة الأستاذ زين مهران التسويق هيكون أسرع وأقوى. بس كده."



صمتت لوهلة ثم نظرت إلى زين الذي كان يراقبها باهتمام فقال:
-" هآخد يومين أفكر، وهتواصل مع حضرتك عشان نحدد معاد لتوقيع العقد."



وقف ومدّ يده لمصافحة عمر، ثم التفت إلى جميلة وهو يمد يده إليها بابتسامة غامضة.
-" فرصة سعيدة جداً، آنسة جميلة."



فقالت بنبرة خفيفة ولكن متحفزة: 
-"أنا أسعد."
راقبته وهو ينصرف، بينما عمر اكتفى بإلقاء نظرة متفحصة بينهما قبل أن يغلق الملف.



بينما كانت جميلة تتحدث دُق الباب فجأة فقطع صوتها.
فقالت يارا بملل : 
-"وده وقته ده؟! ادخل."



دلفت صفاء وهي تنظر إلى سيلين:
-"سيلين، أبوكي كان بيسأل لو هتروحي علشان الوقت اتأخر."



أجابتها سيلين بلامبالاة فهي لا تريد العودة 
-"طيب، شكرًا يا صفاء."



استدارت نحو جميلة ونظرت إليها نظرة طويلة قبل أن تقترب منها بخطوات بطيئة قائلة بصوت منخفض وتحذيري: 
-عارفة لو قولتي حاجة قبل ما أجي أنا هعمل فيكي إيه؟"



رفعت حاجبها بتحدٍ، ثم أشارت بأصابعها إلى عينيها، ثم إلى الهواء، في إشارة واضحة:
- "عيني عليكوا."



يارا بتنهيدة مستسلمة :
-" مش إنتِ هتروحي يا بنتي؟"



ضحكت سيلين عدة ضحكات ساخرة :
- "لا أنا هبات معاكوا... أنا قاعدة على قلوبكم."



__________________



كان الظلام يملأ المكان إلا من ضوء الهاتف الذي تعلقت به عيناها الدامعتان.كانت تجلس على سريرها، تضم ركبتيها إلى صدرها، بينما صوتها المرتجف يقطع الصمت.



-"يا ماما، أنا عارفة إنك عمرك ما هتكدبي عليا صح؟"



نظرت إليها سهام بحزن تمرر أصابعها بين خصلات شعرها في محاولة لتهدئتها.
-"صح."



توسعت عينا جومانا وقلبها ينبض بخوف مكبوت:



-"أنا مش بنتك قوليلي الحقيقة... طب، إنتِ تعرفي أهلي الحقيقيين؟"



أشاحت سهام بنظرها للحظة، كأنها تبحث عن كلمات مناسبة ثم قالت بصوت خافت:
-"نامي يا جومانا يا حبيبتي."



لكن جومانا لم تكن مستعدة للنوم ولا للراحة. 
رفعت رأسها بحدة ونظرت إلى والدتها مباشرة.



-"أنا مش هيجيلي نوم غير لما باسل يخرج 
ساعديني إني أخرّجه."



ساد الصمت لم يكن عادياً بل كان ثقيلاً محملاً بالذكريات والخوف مما هو قادم.



_________________



كان باسل يجلس على الأرض ظهره مستند إلى الحائط، عيناه تجولان في أنحاء الغرفة التي طالما كرهها. 
كل تفصيلة فيها تحمل ذكرى أليمة، 
كل زاوية تختزن صرخاته التي لم يسمعها أحد.
لم يعد يبكي، لكنه يكره المكان... ويكره الظلام.




        
          
                
أمسك هاتفه وعيناه تضيّقان حين رأى رسالة من جومانا.
-"باسل، انت كويس؟"



أخذ نفسًا عميقًا، ثم رد بسرعة.
-"آه يا جومانا أنا كويس. 
عملك أو عمل لماما حاجة؟"



كتبت له مسرعة 
-"لا يا باسل المهم دلوقتي لازم تخرج من عندك النهاردة ولازم نخرج من الفيلا دي."



قبض باسل على الهاتف بقوة، وكأن كلمتها الأخيرة سحبت منه كل الأكسجين. 
نظر حوله، كأنه يفكر بسرعة، ثم كتب:



-"جهزي حاجاتك كلها وحاجة ماما والباسبور أهم حاجة، خدي حاجتي معاكي كمان. 
أنا هحاول أعمل أي حاجة علشان أخرج من هنا."



_______
____



تحركت جومانا بسرعة، فتحت الدولاب وسحبت حقيبة صغيرة ألقت فيها ملابسها وملابس والدتها على عجل. التقطت جوازات السفر، ثم اتجهت إلى سرير والدتها وهزتها برفق.



-"ماما اصحي إحنا لازم نمشي من هنا."



سهام فتحت عينيها ببطء وكأنها لا تستوعب الأمر.
-"جومانا في إيه؟"



-"متسأليش دلوقتي خليكِ هنا، 
متخرجيش بره مهما سمعتِ."



كانت نبرتها حازمة، مما جعل سهام تنظر إليها بقلق، لكنها لم تعترض.
-"خلي بالك من نفسك."



-"حاضر."



تحركت جومانا بسرعة إلى أدراج المكتب، فتحتها وأخرجت مسدسًا ثبتت كاتم الصوت عليه ثم أخذت سلاحًا آخر ووضعته في جيبها تنفست بعمق قبل أن تمسك مقبض الباب.



فتحته بحذر لكن فجأة اصطدمت عيناها برجل يقف أمام غرفتها مباشرة.
-"أنا جعانة، هنزل أجيب حاجة آكلها."



نظر إليها الرجل بارتياب ثم هز رأسه قائلاً:
-"لا خليكي هنا أنا هنزل أجيب لك حاجة وأجي."



بمجرد أن استدار لم تمنحه فرصة ثانية. 
سحبت السلاح وضربته به على مؤخرة رأسه عدة مرات فسقطته أرضًا.



لم تضيّع لحظة. تحركت بخفة نحو كابينة الكهرباء، أغلقتها بضغطة سريعة، ليغرق المكان في ظلام دامس.



---



في الطابق العلوي...



-"إيه يا بني النور قطع فجأة كده؟"



جاءه الرد من زميله، الذي بدا متوتراً:
-"مش عارف روح شوف الكبينة اللي تحت."



تحرك أحدهم نزولاً، وبمجرد أن اقترب من جومانا، وجهت له ضربة قوية أطاحت به أرضًا. الآخر استدار بسرعة ليرى ما يحدث
لكنها كانت أسرع، أسقطته بضربة خاطفة، ثم جثت على الأرض وأخذت منه مفاتيح الغرفة.



تحركت بسرعة فتحت الباب لتجد باسل جالسًا على الأرض العرق يتصبب من جبينه بسبب الحرارة الخانقة.



-"يلا يا باسل، قبل ما بابا يصحى."



وقف باسل ببطء، جسده متصلب لكنه لم يفقد حدة ذهنه نظر إليها نظرة غريبة قبل أن يقول بمرارة:




        
          
                
-"لسه بتقولي عليه بابا، يا جومانا؟"



شدّت يده بقوة.
-"يلا يا باسل، امشي بسرعة لغاية أوضتي."



تحرك الاثنان في الظلام حتى وصلا إلى غرفة جومانا. فتحت الباب بسرعة، وما إن دخل باسل حتى وجد سهام أمامه، لم تنتظر لحظة قبل أن ترتمي في حضنه.
-"إنتَ كويس؟"



ضحك بسخرية لكن عينيه لم تخفيا المرارة.
-"آه كويس متخافيش ."



غطت سهام فمها بيدها، وكأنها تحاول كتم دموعها.



-"أنا آسفة... أنا اللي غلطانة
المفروض مكنتش اتجوزت خالص. حقك عليا يا باسل، سامحني."



نظر إليها باسل للحظة ثم زفر بقوة.
-"مسامحك، يا أمي... بس لازم تحكيلي كل حاجة عنه زمان علشان أعرف آخد حقنا منه."



أومأت سهام ببطء، عيناها مليئتان بالندم.
-"حاضر، هحكي لك كل حاجة."



أخرج باسل هاتفه، ضغط رقمًا معينًا وقال بصوت منخفض لكنه حاسم:
-"بسرعة، حطلي عربية قدام باب الفيلا اللي ورا."



أنهى المكالمة، ثم نظر إليهما.
-"يلا ننزل."



ناولته جومانا سلاحه.
-"أمسك، علشان لو في حد تحت."



تناوله منها بثقة.
-"هاتيه بس مفيش حد تحت أصلاً. يلا بسرعة."



تحركوا بحذر نحو المخرج الخلفي عند الباب،
وقف رجل في انتظارهم.
-"أمسك دول."



الرجل التقط الأشياء بصمت، ثم قال بهدوء:
-"لو احتجت أي حاجة، كلمني."



ركب باسل السيارة، وانطلقت بهم مبتعدة عن الفيلا.
في المقعد الخلفي، نظرت سهام إلى باسل وسألته بقلق:
-"مين ده يا باسل؟"



لم يلتفت إليها وهو يقود، لكنه أجاب بصوت ثابت:
-"ده واحد من رجالته كان جوه الفيلا، خليته يجيبلي العربية ورا الفيلا ويعطّل صحابه."



عمّ الصمت للحظات، حتى أصبحت الفيلا خلفهم تمامًا، وأمامهم طريق مجهول... لكنه الطريق الوحيد للنجاة.



***********************



قال قاسم وهو يقود السيارة: 
-"اطلع الأول على شقتك هات اللي أنت عايزه
وبعدها نطلع عندنا."



رد مصطفى وهو ينظر للطريق أمامه: 
-"خلاص ماشي."



انطلقت السيارة إلى منزل مصطفى،
وبعد دقائق وصلا.



فتح مصطفى الباب قائلاً: 
-"يلا يا قاسم اطلع معايا."



ضحك قاسم بسخرية: 
-"هطلع أنيل إيه! أنا فوق."



رمقه مصطفى بنظرة ضجر وقال: 
-"ما أنت عارف إن مفيش حد في شقتي يا خفيف، 
اطلع معايا."



رد قاسم بمكر: 
-"ليه خايفة يا بطة؟"



زم مصطفى شفتيه وقال بضيق: 
-"يا خفيف خلاص خليك قاعد."



صعد مصطفى إلى الأعلى وحده.
دخل شقته، ضغط على زر الإضاءة، لكن الأنوار لم تعمل. تأفف وهو يخرج هاتفه ليضيء بكشافه
تحرك داخل الغرفة ليبحث عن جواز سفره. 
بعد لحظات، وجده وبينما كان يهم بالخروج
اصطدم بشيء أو بالأحرى... بشخص!




        
          
                
صرخ مصطفى بفزع: 
-"عاااااااا!!"



وفي رد فعل تلقائي، أطبق على ذلك الشخص وبدأ في تسديد لكمات متتالية.



صرخ قاسم من بين الضربات:
"يا مجنون! دا أنا قاسم يا أهبل!"



في نفس اللحظة عادت أنوار المنزل فكشف الضوء عن ملامح قاسم المصدوم. وقف مصطفى يلهث وهو يمسك صدره:
- "حد يدخل كده يا متخلف؟!"



رد قاسم وهو يفرك كتفه المتألم:
- "يا ابني أنت اتأخرت
وأنا كنت عايز أدخل الحمام!"



نظر إليه مصطفى بتهكم: 
-"طب يلا ننزل، قبل ما تلبسني تهمة شروع في قتل."



نزلا إلى السيارة.



قال قاسم وهو يشغل المحرك:
- "يا بني.ما تعيش مع أهلك أحسن من المرمطة دي؟"



تغيرت ملامح مصطفى فورًا، ونظر إلى النافذة بصمت قبل أن يرد بجملة مقتضبة:
- "بقولك إيه... أنا مبحبش أتكلم في الموضوع ده فاسكت أحسن."



أدار قاسم المقود وقال:
- "حاضر خليك كده هتفضل عاق طول عمرك أنا اللي هسوق."



تحركت السيارة متجهة إلى منزل قاسم.
عند وصولهما.ركن قاسم السيارة ونزل ثم فتح الباب وهو ينادي: 
-"نور! نور!"



هبطت نور من الطابق العلوي مرتدية بيجامة ميكي ماوس، وابتسامة واسعة على وجهها.
احتضنت قاسم وهي تقول:
- "إيه يا عم كل ده؟ معندكش ستات سايبهم في البيت؟"



نظر إليها قاسم بإعجاب مصطنع ثم قال: 
-"ستات إيه بميكي اللي أنتِ لابساه ده؟"



ضحكت نور قبل أن تلمح مصطفى خلفه، فرفعت يدها تحييه قائلة: 
-"إزيك يا درش عامل إيه؟"



ابتسم مصطفى قائلاً:
- "درش؟ الحمد لله يا نور أنتِ اللي عاملة إيه؟"



"كويسة، هستأذنكم ثانية." 
صعدت نور للأعلى وهي تقول:
- "هندهلكم سامية."



توقفها قاسم قائلاً: 
-"خليها نايمة يا نور أنا كده كده جاي تاني."



لكن صوت سامية قاطعهما وهي تهبط الدرج: 
-"يعني ماشي وكمان مكنتش عايزني أشوفك؟"



ابتسم قاسم وتقدم ليحتضن والدته بقوة: 
-"وحشتيني أوي يا ماما."



وضعت سامية يدها على وجهه بحنان:
- "وأنتَ كمان، يا حبيبي."



نظرت إلى مصطفى وقالت: 
"إزيك يا مصطفى؟ عامل إيه؟"



رد مصطفى باقتضاب: "الحمد لله يا سامية."



لكن سامية لم تقتنع بجوابه، ضيقت عينيها وقالت:
- "أنت كداب، يا مصطفى. أنت متعرفش عن أخوك حاجة، صح؟"



ابتلع مصطفى ريقه وأشاح بوجهه:
- "والنبي ما تقلبيش عليّا المواجع."



عادت نور تحمل كوبًا من العصير ومدّته لمصطفى قائلة: "اتفضل يا مصطفى."




        
          
                
أخذ الكوب قائلاً: "تسلم إيدك."



"تسلم." ردّت بابتسامة.



في هذه اللحظة، نزل قاسم من الطابق العلوي حاملًا حقيبة صغيرة.



قال بنبرة سريعة: 
-"يلا يا مصطفى."



لكن سامية أوقفته بجدية:
- "لينا قعدة مع بعض، يا مصطفى."



أومأ مصطفى بإحراج: "حاضر."



اقتربت سامية منه وقالت بحنان وهي تحتضنه:
- "تعالى يالا أحضنك أنتَ زي ابني برضو."



تبادل الجميع الوداع، ثم خرج قاسم ومصطفى إلى السيارة.



سأل مصطفى وهو يضبط وضعه في المقعد: 
-"هي الطيارة الساعة كام؟"



رد قاسم وهو ينظر للطريق:
- "ستة الصبح إحنا نروح الفيلا ننام ساعتين، 
وبعدين نسافر."



هز مصطفى رأسه بتكاسل: 
-"ما كنا نمنا عندك ولا عندي لازم نرجع؟"



رد قاسم بنبرة حاسمة: 
-"أيوه لازم نرجع، علشان اللواء علي."



نظر مصطفى إليه بفضول، لكنه لم يسأل قال فقط بعدما وقفت السيارة أمام منزل مراد :
- "طيب انزل."



صعدا إلى الأعلى ولم يستغرق الوقت كثيرًا حتى استسلما للنوم .



*********************



- "آه يا دماغي آه! ينهارك أبيض! "
نظرت حولها بتعب وعينيها تدور في المكان التي لا تعلم كيف جاءت إلى هنا وما هذا المكان من الأساس لكنها رأته قد غفى على المقعد الذي بجوار فراشها وممسك بإناء صغير به ماء ورأسه يريحها على ظهر المقعد 
فاقت فهتفت له :
-"يا إنتَ أصحى. "



فتح جاسر عينيه ببطء: 
-"في إيه؟ إنتِ كويسة؟ سخنة طيب؟"



سهر: "إنت إزاي تنام كده جنبي؟!"



جاسر وهو يجلس مجددًا المقعد ويمسح وجهه: 
-"فين دا ؟ إنتِ مجنونة ما انا مرزوع على الكرسي من الصبح !."



-"حتى لو فدا مينفعش."



وضع جاسر الطبق جواره بهدوء ثم قال :
-"أنا كنت سهران جنبك طول اليوم،
وكنت خايف عليكي وبعدين أنا نايم بعيد أصلاً، 
ولا جيت جنبك ولا حاجة!"



دلف إلى الحمام وتركها في حيرتها.



داخل الحمام



جاسر وهو يغسل وجهه: 
" المجنونة دي صحتني والصبح لسه مطلعش أصلاً!"



أما سهر، فجلست تتذكر ما فعلته



سهر لنفسها: "هو فعلاً كان خايف عليا ومقربليش...."



خرج جاسر ليجدها شاردة الذهن، ووجهها تحول إلى اللون الأحمر.



جاسر، وهو ينظر إليها بمكر: "إيه؟ افتكرتي اللي قولتيه إمبارح ولا إيه؟"




        
          
                
سهر وهي تتجنب النظر إليه: 
-"أنا عايزة أرجع لأختي."



-"هننزل الساعة 2 الفجر؟؟ نامي وهنرجع الصبح."



سهر بإصرار: 
-"بعد إذنك، أنا عايزة أرجع دلوقتي."



جاسر وهو ينهض: 
'"هخرج بره عندك هدوم في الدولاب البسي اللي انتِ عايزاه بس بسرعة."



خرج جاسر، بينما فتحت سهر الدولاب.



سهر، وهي تنظر بدهشة: 
-"الله! كل ده عشاني؟"



أمسكت بفستان أزرق ضيق من الوسط، يتسع تدريجياً، ويصل طوله لما بعد الركبة بقليل، بأكمام طويلة. ثم وجدت حذاء أبيض. 
ارتدت الملابس ووقفت أمام المرآة ورفعت شعرها إلى أعلى.



سهر، وهي تتأمل نفسها في المرآة: "قمر"



طرق جاسر الباب



جاسر: "أدخل؟"



سهر: "ادخل."



دخل جاسر، ثم نظر إليها بانبهار.



جاسر، وهو يرفع حاجبه: 
-"يعني دولاب طويل عريض، وملقتيش غير ده؟"



سهر، بحزن: "يعني وحش؟"



جاسر، وهو يبتسم:
' "إنتِ هتعيطي ولا إيه؟ دا قمر والله، بس أنا خايف تاخدي برد، إنتِ كنتِ لسه تعبانة."



سهر: "م مـ.. ممكن بقى نمشي؟"



أخذ جاسر مفاتيح سيارته ومحفظته، ثم قال: "يلا بينا."



نزلا إلى الأسفل، وخرج بها من الفيلا، ثم فتح لها باب السيارة.



جاسر: "اركبي."



تحرك بها حتى توقف أمام مطعم.



سهر باستغراب: "إيه ده؟"



جاسر: "إنتِ نفسك في كشري ولا أنا غلطان؟"



سهر وهي تضحك: "أيوه نفسي فيه!"



جاسر: "طب يلا، انزلي."



دخلا إلى المطعم وكان خاليًا تقريبًا.



سهر: "هو مفيش ناس ليه؟"



جاسر وهو ينظر إلى ساعته:
- "الساعة داخلة على 3 الفجر، عايزة مين يأكل كشري دلوقتي؟"



ذهبت سهر بذكرياتها بعيدًا.



سهر: "عادي يعني، أنا وخالد كنا بناكل كشري في أي وقت."



جاسر، وهو يراقبها: "نفسك تشوفيه ولا إيه؟"



سهر، وهي تحاول كتم دموعها: 
-"وحشني أوي... وبابا كمان وحشني."



جاسر، محاولًا تهدئتها: "هانت هتشوفيه قريب."



نظرت إليه بريبة: "قصدك إيه؟"



جاسر، وهو يحاول تغيير الموضوع: 
-"كلي يا سهر عشان نمشي."



ضيقت عينيها بغضب: 
-"إنت تقصد إيه بكلامك؟"




        
          
                
جاسر، وهو يتجنب النظر إليها: 
-"في وقتها هتعرفي... بس أنا عايز أقولك حاجة-إني محبتش، ولا هحب حد قدك يمكن الواحد بيعمل حاجة من نظر ناس غلط لكن هو كل إللي بيعمله هو صح الصح ."



سهر وهي تشعر بالقلق: "إنت ليه مخبي عني حاجة؟ ممكن يكون في حاجة ممكن نصلحها قبل فوات الأوان؟"



-"ممكن طيب تاكلي دلوقتي؟ 
كل حاجة هتتعرف في وقتها."



ساد الصمت بينهما حتى قاطعته رنة هاتف جاسر.



مكالمة هاتفية بين جاسر ودياجو (بالبرتغالية، مترجمة للعربية):



دياجو: "جاسر يجب أن تسرع الآن بسهر لأن القوات المصرية ستأتي غدًا لأخذها هي وشقيقتها ."



انتفض جاسر في جلسته قائلًا : 
-"هل تلك المعلومات من مصدر موثوق؟"



دياجو: "بالطبع ااآن أسرع لأن الرجل الكبير سيحاول خطف أحداهن مجددًا ويجب أن تتصرف بطبيعة وإن لزم الأمر إلى سجنك هل فهمت؟"



-"نعم فهمت عليك سيدي."



أنهى جاسر المكالمة ليجد سهر تنظر إليه باستغراب.



جاسر وهو يحاول التظاهر بالهدوء:
- "بتبصيلي كده ليه؟"



سهر: "إنت غريب أوي على فكرة."



جاسر: "غريب إزاي يعني؟"



سهر، بتردد: "يعني بتتكلم لغات... بس..."



توقفت عن الكلام فجأة.



جاسر، وهو يقترب منها: "بس إيه؟"



-"مش مهم... أنا النهارده مبسوطة 
ومش عايزة أنكد على نفسي."



جاسر، وهو ينظر إليها بتمعن:
- "طب يلا، لازم نمشي."



سهر: "أنا شبعت، الحمد لله... يلا."



ذهبا تاركين المطعم، ثم ركبا السيارة لم يتحدث أحدهم ولم ينطق فم أحدٍ منهم بكلمة إلى الآخر فقط أعينهم من كانت تتحدث ،تتحدث وتعترف تتحدث وتصرخ بالحقيقة ونزع كل الأكاذيب مع هذا القناع المزيف لتظهر حقيقته في عينه حقيقة لا أحد يعلمها سوى عينيها الذي غرق بها ولم يجد منقذ ، تنفست بعمق وهي تنظر إلى الطريق ليخرج مع كل هواء بارد نابع من جسدها راحة بعدما نظرت لعينه ..... توقفت السيارة أمام المكان المراد فقال لها 
- "اطلعي نامي وبكرة تشوفي أختك."



لم تتشاجر أو تصر على موقفها ككل مرة فقط اكتفت بقول -"حاضر."



ذهبت سهر إلى غرفتها، بينما توجه جاسر إلى غرفته، ونام كلاهما.



********************



دلفت سيلين إلى غرفة يارا
فوجدت يارا وجميلة مستغرقين في النوم.



سيلين وهي تهز يارا برفق: "يارا... يارا!"



يارا وهي تتقلب بضيق: "في إيه؟!"



سيلين، بجدية: "البنت دي حكتلك حاجة؟"



مسكت يارا الوسادة وتقذفها نحو سيلين: "يا بنتي ارحميني! بقى تصحيني عشان كده؟ عندي مهمة بكرة."



سيلين وهي تتجنب الوسادة: "اخلصي حكت ولا لأ؟"



يارا وهي تضع يدها على جبينها: 
-"لأ محكتش سيادتك كنتِ فين كل ده؟"



سيلين وهي تتثاءب: "كنت باكل."



برقت عيني يارا قائلة بأستغراب :
- "قاعدة ساعتين ونص بتاكلي؟ ليه؟ مربين جاموسة؟ نامي بقى على الكنبة
ومش عايزة أسمع صوتك خالص!"



وضعت يديها على خصرها: 
-"إيه المعاملة دي يا ربي!"



ساد الصمت في الغرفة ونام الجميع.




يتبع.....



***********



فصل أطول من واحدة صحبتي😂😂
متنسووش الفوت والمتابعة الفصل دا فرهدني في التعديل 🫠🫠🫠
 



        


google-playkhamsatmostaqltradent