رواية الكتيبة 101 الفصل الحادي عشر 11- بقلم يارا محمود شلبي
الفصل الحادى عشر|ناااعم ! دا انا بميت راجل يا عنيااا!|
إهداء
الفصل دا نزل لأجل عيون الكتكوتة رودينا أحمد
* مشارك مجهول الهوية😂*
هي هتقرأ وهتفهم
وفي وسط العتمة لقد وجدتك كمن وجد مصباح في الظلام ❤️❤️❤️❤️❤️
أكتبي كومنت يا اختاااه خليني أعرفك .
إللي عايز إهداء يرشيني😌🙈
___________________
صل على نبي الرحمة
___________
قراءة ممتعة
_________________
ربما تكون كلمة واحدة لكنها قلبت كل الموازين فجعلت عاليها أسفلها وفتحت أبواب الماضي عليهم ......
-"ادخلي... خلصي."
ارتجفت شيري من نبرة باسل الحادة، ومسحت دموعها بظهر يدها قبل أن تفتح باب السيارة وتتسلل إلى المقعد الخلفي.
كان جسدها يهتز من البكاء وصوت شهقاتها يملأ السيارة.
-"طلعي على بابا يا جومانا."
-"باسل ممكن تهدى؟ ناخدها على فيلتك الأول
بابا عصبي ولو شافها كده الموضوع هيزيد."
-"جومانا طلعي على بابا وانتِ ساكتة."
زمّت جومانا شفتيها، قبضت على المقود بقوة، ثم استدارت للخلف ونظرت إلى شيري التي كانت غارقة في دموعها عيناها حمراوان وشعرها مبعثر كأنها خرجت لتوها من معركة لكن قاطع كل هذا صوت هاتفها فصرخ باسل بها :
-"هو صح؟هاتي التليفون. "
لم ترد عليه فقط أكتفت بالنظرات التي كانت متفرقة بين شقيقها وشقيقتها التي تقود السيارة.
-"شيري."
ارتجفت من صرخة باسل
كأنها لم تعد تحتمل فقالت ولم تستطيع أن تصمت :
-"كفاية لحد كده كفاية تحكم كفاية بقى أنا تعبت مش مفيش غيرك إللي sure روحتي قولتيله على كل حاجة أي حاجة في إيدي إنتِ عايزاها أنا بجد hate you أنا عمري ما لقيت الحب من حد فيكم أنا بكرهك.. "
تبادل باسل وجومانا النظرات فقالت جومانا بعدما أوقفت السيارة على غفلة:
-"أنا ؟! بتكرهيني أنا؟! ليه أنا عملتلك إيه ؟! دا انا كل ما أحاول اتقرب منك وأصاحبك تبعدي عني دا انا كلمتك مرة واتنين وتلاتة إن حسام لأ وبرضو مصممة تعملي حاجة إنتِ إللي هتتحملي عقابها مش انا وعلى فكرة انا متكلمتش مع حد في حاجة باسل دخل بالصدفة أصلًا وانا عمري ما هعمل حاجة تأذيكِ إنتِ بتأذي نفسك."
-"يعني كمان كنتِ عارفة ؟!"
-"آه يا باسل عارفة وعمري ما كنت هقولك علشان متقولش إنها بتكرهني وخلاص هي قالتها ."
ضغطت جومانا على دواسة البنزين وانطلقت بالسيارة بينما ضرب الآخر يده بتابلوه السيارة
لم يصدر من شيري سوى أنفاس متقطعة ونظرات كارها تملأها الحقد.
بينما ظل باسل يحدّق من النافذة يعبث في خاتمه الفضي كعادته حين يكون غاضبًا
أما جومانا فكانت تقود بصمت
حين وصلا إلى الفيلا نزل باسل أولًا
فتح الباب الخلفي لشيري لكنه لم يمد يده لها فقط قال بجفاء :
-"انزلي."
نظرت إليه للحظة كأنها تحاول قراءة نواياه ثم نزلت ببطء
في الصالة الفسيحة
وقفت سهام تراقب المشهد بعينين مرتابتين، قبل أن تقول:
-"في إيه؟ مالكم؟
شيري إنتِ مش كنتِ فوق؟ خرجتي إمتى؟"
لم يلتفت باسل إليها بل اتجه مباشرة إلى حسن
فنظر إليه باستغراب قبل أن يلتفت إلى شيري
التي بدت متوترة وهي تحاول التراجع للخلف.
قال حسن بصوت هادئ لكنه يحمل توترًا مخفيًا:
"في إيه يا باسل؟ مالك يا شيري؟"
ضحك باسل بسخرية مريرة ثم قال بصوت عالٍ جعل الجميع ينتبه إليه:
-"أنا أقولك خرجت إمتى... الأستاذة كانت قاعدة في حضن حسام! حسام اللي شغال عندنا في الشركة
حسام اللي كل يوم في بار شكل ومع واحدة شكل! حسام اللي أنا صابر على شغله معانا علشانك ."
عمّ الصمت للحظة ثم التفت حسن ببطء إلى شيري وسألها:
-"حصل يا شيري الكلام ده؟"
تراجعت خطوة للخلف،
تنظر إلى الجميع بعينين مذعورتين ثم صاحت بانفعال:
"إنتوا عايزين مني إيه؟ أنا تعبت منكم"
زمّ باسل شفتيه بغضب وقال:
-"تعبتي من إيه؟! ده إنتِ كل حاجة بتعوزيها بتيجي تحت رجلكِ ..... أبوكي بيفرق بينك وبين أختك ومحدش بيقدر يفتح بقه."
صرخ حسن فجأة مقاطعًا الجدال بصوت هادر:
-"باسل خلاص كفاية اطلع فوق."
لكن باسل لم يتحرك بل اقترب من والده خطوة وقال بثبات:
-"مش طالع أكيد مش هتعاقبها ولا حاجة!
هتفضل تطبطب عليها لحد إمتى؟! أنا عايز أفهم."
كان حسن يضغط على أسنانه بقوة، بينما واصل باسل بصوت متصاعد:
-"أنت عايز تشغلني معاك رغم إن ليك شغل تحت الترابيزة ممكن تتحبس بيه ولما عرفت إني هبقى ظابط اتضايقت عايزني أقدم استقالتي من قبل ما أشتغل حتى!
ولما قللت شغل التحت الترابيزة أنا عارف السبب... خايف خايف لأني لو اشتغلت هبلغ عنك لأنك ظالم."
لم يمنح حسن نفسه وقتًا للتفكير بل رفع يده وصفع باسل بقوة، صائحًا:
-"أنا لو سمعت كلمة كمان منك عارف أنا هعمل فيك إيه؟ هموّتك."
صرخت سهام فجأة بصوت مرتعش لكنه حاد:
"بس بقى كفاية! عايز تموّت ابنك؟ هو ده اللي ناقص؟! أنا صابرة عليك طول العمر ده علشان عيالي مش علشانك أنا عمري ما حبيتك، ولا أنت حبيتني."
التفت حسن إليها ببطء، وعيناه تضيقان بخطورة لكنها لم تتراجع أكملت بجرأة:
-"عارف كنت بتحب مين؟ ولا بلاش أقول اسمها؟ علشان كده هنفتح الماضي اللي ممكن تتحبس علشانه؟"
نظر إليها حسن بدهشة أولًا ثم انفجر ضاحكًا بسخرية، وقال وهو يومئ برأسه:
"الله الله الله.... ده انتوا كلكوا شايليين ومعبّيين لا وكمان عايزين تحبسوني؟!"
ثم أدار رأسه نحو باسل وقال بنبرة خطيرة:
"عارف يا باسل، لو فتحت بقك بكلمة... أنا هعمل إيه؟ هموّتلك أمك وأختك اللي بتحبهم أوي دول."
اتسعت عينا باسل بغضب، وقال بصوت منخفض لكنه يحمل وعيدًا:
"إنت إيه يا أخي؟ شيطان؟ عارف... هاخدهم وهسافر والله العظيم هحبسك."
رفع حسن صوته بغضب ينادي رجاله:
-"خدوه على فوق يتحبس ومفيش حد يخرج برا الفيلا فاهمين؟!"
بدأ ثلاثة رجال يتحركون نحو باسل بينما تبادلت جومانا وباسل نظرة سريعة......وفي لحظة خاطفة أمسكت جومانا بزهرية ثقيلة وألقتها على رأس أحد الرجال ليسقط أرضًا فاقدًا الوعي
أما باسل فاستغل الفوضى ووجه لكمة قوية لأحد الرجلين المتبقين ثم ضرب الآخر بمرفقه بقوة جعلته يتراجع.
صرخ حسن بغضب:
-"قوموا يا شوية بهايم."
ثم أخرج مسدسًا من جيبه وأمسك بسهام واضعًا فوهة السلاح على رأسها.
قال بصوت قاسٍ:
"عايزها تفضل عايشة؟ اطلع الأوضة اللي فوق بهدوء ولو حاولت تهرب هموّتها."
نظر باسل إلى والدته، ثم قال بصوت هادئ لكنه مشحون بالغضب:
"متخافيش هو جبان... مش هيقدر يعملك حاجة
أنا هطلع بس لو حصل لهم حاجة أنا هنسى إنك أبويا
مع إن كل اللي بتعمله بيقول العكس."
صعد باسل الدرج ببطء، وقلبه ينبض بسرعة
كان المكان يعج بالظلام، والغرفة التي دُفع إليها كانت قديمة تغطيها الأتربة بلا نوافذ بلا نور. سمع صوت المفتاح يدور في القفل فأدرك أنه أصبح محبوسًا.
ضرب الباب بقوة، صائحًا:
"آه يا ولاد ال..."
وفي الطابق السفلي نظر حسن إلى الجميع
وقال ببرود قاتل:
"تطلعوا كلكوا على أوضكم وكل واحد فيكم... أنا هحاسبه بعدين."
لكن جومانا التي كانت صامتة طوال الوقت تقدمت خطوة وقالت بانفعال:
-"إنت إيه؟! معندكش قلب؟! أنا ساكتة من ساعة ما جيت ومش عايزة أتكلم بس كفاية أنت بتتعبنا معاك ليه؟!"
نظر إليها حسن ببرود، ثم فجأة صفعها بقوة جعلتها تتراجع للخلف.
قال بصوت منخفض لكنه خطير:
-"إنتِ بالذات... تخرسي خالص عارفة ليه؟ لأنك الوحيدة اللي ممكن أقتلك... ومش هحس بأي ذنب بعدها."
قاطعه صوت سهام التي اندفعت قائلة:
"خلاص بقى كفاية يلا يا جومانا نطلع فوق... علشان خطري!"
نظرت جومانا إلى والدتها، ثم همست بصوت متهدج:
"استني بس يا ماما... أنا عايزة أفهم... أنت بتعملني وحش ليه؟! أنا بحس إني مش بنتك! لو أنا مش بنتك، قولي."
شدّت سهام يدها بحنان، وقالت بصوت مرتعش:
-"يلا نطلع يا جومانا... الله يخليكي يلا! أنتِ تعبتي "
قبل أن تصعد التفتت سهام إلى شيري ونظرت إليها باشمئزاز، بينما شيري تبادلت النظرة بابتسامة انتصار خبيثة.
وبعد أن ذهبوا نظرت شيري إلى حسن وقالت بصوت خافت:
-"بابا، أنا آسفة..."
لكن حسن كان يحاول التحكم في أعصابه
فقد أصبح اللعب على المكشوف الآن.قال بغضب مكتوم:
"اطلعي فوق يا شيري."
أجابته بسرعة وصوتها يرتجف:
"حاضر... حاضر."
غادرت مسرعة إلى غرفتها.
*********************
استفاقت سهر ببطء من تأثير المخدر،
عينها كانت غير مركزة رأسها ثقيلة
والضبابية تغلف كل شيء حولها
كانت تشعر بشيء غير طبيعي كأنها عادت من عالم آخر.
- "إنتِ كويسة؟"
قالها جاسر وهو يراقبها بعناية و عينيه مليئة بالقلق.
سهر بصوت ضعيف:
- "إيه اللي حصل؟ مش فاكرة حاجة."
كانت تحاول أن تركز لكن الألم كان يلاحقها من كل ناحية.
- "مش مهم اللي حصل المهم إنك بخير."
طمأنها وتوجه سريعًا لإحضار شيء يساعدها.
سهر بتعب:
- "حاسّة بصداع."
كانت يديها على رأسها وكأنها تحاول أن تمنع الألم من السيطرة على عقلها.
اقترب جاسر منها بحذر ولامس جبهتها كان يشعر بحرارة جسمها الذي بدا وكأنه يشع منها.
-"استني هعملك كمدات إنتِ سخنة أوي."
ذهب بسرعة وأحضر طبق ماء بارد.
كانت يداه متوترة وهو يضع الكمادات على جبهتها برفق.
-"نامي يا سهر متخافيش مش هعملك حاجة."
كانت عينيه تتابع كل حركة لها كما لو أنه يخشى أن تصاب بأي مكروه آخر.
سهر بتعب:
- "حاضر... هو إنت أكلت كشري من غيري؟"
جاسر بابتسامة خفيفة:
- "كشري إيه يا سهر؟ دي تخاريف سخونية نامي بس."
سهر همست بصوت خافت:
- "تعرف إني بحبك أوي؟"
كانت الكلمات تخرج منها ببطء
وكأنها اكتشفت أخيرًا حقيقة مشاعرها.
لم يصدق جاسر أذنه وقف للحظة يتمنى أن تكون كلماتها صحيحة وليست مجرد هذيان ناتج عن المـ،ـخدر.
-"بجد يا سهر؟ وأنا مش بحبك؟ أنا خلاص غرقت ومحدش راضي يرمي ليا حتى عوامة بطة ."
سهر ببراءة:
-"بس أنا زعلانة."
جاسر وهو يضع لها الكمادات بلطف:
- "زعلانة ليه؟"
-"علشان إنت أكلت الكشري كله لوحدك."
ضحك جاسر بصوت مرتفع متجاهلًا حدة الموقف وابتسم قائلاً:
- "بصي أول لما تخفي هاكلك إللي تحبيه."
- "إنت بتضحك عليا صح؟ بس ضحكتك حلوة."
جاسر بابتسامة واسعة:
-"ينهر أبيض أنا ضحكتي حلوة؟! لا أنا أخاف على نفسي منك! والله هاكلك نامي بقى واستريحي."
استسلمت سهر للنوم العميق بينما بقي جاسر بجوارها يراقب تنفسها بحذر، حتى غلبه النعاس بعد فترة طويلة...
*********************
ظلت صفاء تطرق على الباب بيدها مترددة قليلاً
ثم دخلت حين سمعت صوت يارا يناديها.
ردت يارا بصبر: "ادخلي يا صفاء."
ثم دخلت صفاء الغرفة، وهي تنظر إلى يارا بحذر وقالت: -"عاملة إيه دلوقتي يا بنتي؟"
ابتسمت يارا محاولَة أن تُخفف من حدة الموقف:
-"أنا كويسة إنتِ اللي عاملة؟ وعيالك عاملين إيه؟"
أجابتها صفاء بارتياح:
-"كويسين الحمد لله بيسلموا عليكي وبالذات هدى."
"سلميلي عليها كنتِ عايزة حاجة؟"
قالت يارا وكأنها قد استوعبت الزيارة.
"ست سارة عايزة مراد."
قالت صفاء بنبرة أقل حدة.
أجابتها يارا سريعًا:
"حاضر هو في الحمام هيخلص وينزل ."
غادرت صفاء الغرفة بهدوء وأغلقت الباب خلفها بحرص.
أنتهى مراد مما كان يفعل فخرج قائلًا لها :
-"كانت عايزه إيه ؟"
نظرت له بعدما كانت تبحث في الغرفة عن شيء ما
فقالت:
-"ماما بتنده مش أكتر بقولك إيه فين التيشرت اللي كنت لبساه الصبح؟"
سألته يارا فجأة وقد بدت نبرة السؤال غير متوقعة.
مراد نظر إليها باستغراب قبل أن يجيب:
-"تيشرت إيه؟"
-"اللي كان فيه الدم يا مراد."
قالت يارا باهتمام شديد
وكأنها على وشك اكتشاف شيء مهم.
مراد وقد بدت عليه علامات الارتباك قال:
-"وأنتِ عايزاه في إيه؟"
-"عايزاه."
قالت يارا بحزم عينيها تلمعان في ضوء الغرفة.
"يارا اعقلي إنتِ عايزة تحتفظي بيه؟"
قال مراد، محاولًا إيقاف الحوار بهذا السؤال الجاد.
-"أه يا مراد."
أجابت يارا وكانت عينيها مليئة بالتحدي.
-"عايزة تحتفظي بحاجة كنتِ ممكن تموتي فيها؟"
سأل مراد مرة أخرى لكنه بدأ يشعر بالقلق.
-"خلاص يا مراد أنا هدور عليه."
- "هدورلك عليه بس لو أمك عرفت هتموتني أنا وأنتِ!"
-"بص هو ممكن يكون في الحمام."
قالت يارا وعيناها تلمح إلى الاتجاه الذي قد تجد فيه مبتغاها.
دلف مراد الحمام ووجد التيشرت ملقى في سلة القمامة.
-"ده في الزبالة."
قال مراد وهو يخرج التيشرت من السلة.
-"هاته يا مراد الباسكت أكيد فاضي."
قالت يارا بسرعة وعينيها تراقبانه بلهفة.
"خدي كتك القرف يا شيخة."
قال مراد وهو يحاول التخلص من الموقف بشيء من الدعابة.
"-تنكر إن الباسكت كان فاضي؟"
سألته يارا وكانها لا تصدق ما يقول.
-"أه كان فاضي ما إنتِ بقالك أسبوعين مش في الأوضة أكيد كان فاضي يعني خدي شيليه بقى."
دلفت سارة فجأة على الصوت الذي سمعته من بعيد
فأخفت يارا ما بيدها ليستقر مكانه أسفل الفراش ثم نظرت إلى أمها بابتسامة بلهاء واسعة
-"كل ده أنا بعتلكوا صفاء يلا يا مراد اطلع شوف صحابك اللي فوق."
-"غريبة يعني لسا منزلوش."
سارة- "نزل عمار بس شكله ما نامش أصلاً شكله مرهق."
أجابها مراد قائلًا
-"طب خلاص يا ماما أنا هطلع أشوفهم."
ابتسمت لهم يارا وهي تخرج من الغرفة :
-"أنا هروح أقعد شوية في الجنينة."
___________
نزلت يارا إلى حديقة المنزل، متجهة نحو الأرجوحة بنيّة الجلوس عليها، لكنها توقفت عندما وجدت عمار يجلس هناك شارد الذهن يحدّق في اللاشيء وكأنه عالق داخل أفكاره.
اقتربت بخفة، ثم جلست بجواره على الأرجوحة، وداعبت الهواء بصوت ساخر:
"احم احم... مالك يا كابتن؟"
انتفض عمار قليلًا وكأنها أيقظته من غيبوبته، ثم التفت إليها بابتسامة جانبية:
-"بغض النظر عن كابتن دي... بقيتي أحسن دلوقتي؟"
تراخت يارا في جلستها، ومدّت قدميها قليلًا تدفع الأرجوحة بحركة خفيفة:
-"الحمد لله أنا كويسة... عمر الشقي باقي بردو فاكر إني هموت وأسيبكم تكملوا من غيري؟"
انتفض عمار سريعًا، وقال بلهفة واضحة:
"بعد الشر عنك."
ضحكت يارا بخفة ثم نظرت إليه بمكر:
-"شكرًا... بس ليه حاسة إنك عايز تقول حاجة؟"
تحرك عمار في مكانه قليلًا وكأنه يبحث عن الكلمات المناسبة ثم قال بعد لحظة صمت:
"بصراحة... في حاجات كتير عايز أقولها بس هقولها في وقتها."
ضيّقت يارا عينيها بخبث وهي تهز رأسها:
-"طبعًا نمر المخابرات لازم يكون عميق كده بردو."
ضحك عمار أخيرًا، وأعاد ظهره إلى الأرجوحة، مستمتعًا بلحظة الهدوء التي لم تكن متاحة له كثيرًا في الأيام الأخيرة.
____________________
في غرفة الضيوف حيث الفوضى تعم المكان كانت الأضواء مشتعلة وصوت مراد يعلو على الجميع:
-"يلا يا بني منك ليه علشان ناكل."
على السرير تمتم مصطفى بصوت متكاسل وهو يغطي وجهه بالبطانية:
-"اطفي النور يا زفت... عايزين نتخمد بقى."
أما على الأريكة فقد كان آدم ممددًا بالكاد يتحرك وتمتم بصوت ناعس:
-"وحياة أمك وأبوك وأختك والعيلة الكريمة دي... سبني أنام."
وقف مراد في وسط الغرفة، واضعًا يديه على خصره، وهز رأسه بخبث:
"أنا كنت عامل حسابي بردو... هي دي حاجة تفوتني؟"
أخرج هاتفه من جيب بنطاله، ثم ضغط على زر التشغيل، ليصدح صوت مسجل في الغرفة:
-"فوق يا سيادة الرائد منك ليه... ثاااابت!!"
كان هذا صوت اللواء علي في فيديو مسجل، وما إن وصلت كلمة ثابت حتى انتفض الجميع كأن صاعقًا كهربائيًا ضربهم، ووقفوا واحدًا تلو الآخر في وضع التحية العسكرية، بلا تفكير
أما مراد، فقد انفجر ضاحكًا، سقط على السرير ممسكًا ببطنه ووجهه يكاد يحمر من كثرة الضحك.
أما البقية... فكان المشهد كوميديًا أكثر من اللازم.
مصطفى عاري الصدر.وشعره مبعثر بطريقة مضحكة
قاسم واقف وشعره على كل الاتجاهات كأنه خرج من إعصار.
خالد يرتدي بنطال قصيرًا يكاد يصل إلى ركبته بطريقة مضحكة.
أما آدم... فقد ظل نائمًا.لم يتحرك وكأن الأمر لا يعنيه.
نظروا جميعًا إلى بعضهم البعض ثم إلى مراد الذي ما زال يضحك كأنه لم يضحك من قبل.
قال مصطفى وهو يحدق في مراد بوجه خالٍ من التعبير:
-"يلا يا رجالة إحنا لسا هنتفرج عليه؟"
رفع مراد حاجبيه وحدق فيهم بمكر:
-"في إيه؟ بتبصولي كده ليه؟ لا هو ده موسم تزاوج الكلاب ولا إيه؟"
حاولوا جاهدين ألا ينفجروا ضحكًا لكن خالد هو أول من انهار، ثم تبعه البقية.
مراد هز رأسه بخبث، وقال ساخرًا:
"طب كنتوا تقولولي وأنا هجوزكوا بنات مزز!"
انفجروا جميعًا في الضحك ،تنهد مراد أخيرًا وقال:
-"أيوه... فكوا كده يا رجالة ده أنا حتى كنت طالع أصحيكوا علشان تاكلوا."
رد مصطفى وهو يرتدي تيشيرته أخيرًا:
-"على فكرة إحنا لسا ماخدناش حقنا منك صح يا رجالة؟"
رد خالد وقاسم بصوت واحد:
-"طبعًا ده إحنا هنعملك حفلة."
مراد ضحك، ولوّح بيده بلا مبالاة:
-"ولا تقدروا تعملوا حاجة بس بصراحة... شكلكوا كان مسخرة بجد يعني"
قاسم:
-"خلاص إحنا هننزل بس استنوا هصحّي آدم."
اقترب قاسم من آدم وانحنى بجواره، ثم صرخ فجأة في أذنه:
-"اصحى يلا... عمك مات!!"
قفز آدم من مكانه بفزع، وهو يصرخ:
-"إيييييه! عمي مات؟! تاني؟! هو مش لسا ميت السنة اللي فاتت؟!!"
ساد الصمت لثانيتين، ثم انفجر الجميع ضحكًا، حتى آدم نفسه بعدما استوعب الكارثة التي قالها.
هز رأسه بيأس وقال:
-"الله يخرب بيتكوا يا متخلف منك ليه!"
قاسم وهو يحاول كتم ضحكته:
-"طب ياض مش كنت تقوللي إن عمك مات السنة اللي فاتت علشان أجي أعزيك حتى؟"
آدم، وهو ينظر له بتهديد:
-"يا عم غور من وشي وبعدين أنا عمي لسا عايش أصلاً!"
ضحك مصطفى، وربت على كتف آدم:
-"طب أمال اتخضيت ليه يا بغل؟"
آدم تجاهلهم تمامًا، وقال بنبرة يائسة:
-"أنا جعان يا مراد."
مراد:
-"طب قوم البس هدومك وهننزل ناكل."
تنهد آدم، ثم رمى البطانية جانبًا، وأخذ يبحث عن قميصه، بينما نزل البقية إلى الأسفل، أصواتهم وضحكاتهم تتردد في المكان.في انتظار ليلة أخرى من العبث المعتاد.
***************
وقفت صفاء أمام باب الغرفة، طرقت عليه بلطف، ثم نادت بصوت خافت:
صفاء:
-"جميلة... جميلة!"
لحظات وفتح الباب ظهرت جميلة بعينين نصف نائمتين، تتثاءب وهي تحاول استيعاب الموقف فقالت:
- "أنا كنت صاحية من شوية... في حاجة؟"
صفاء بابتسامة دافئة:
-"لا مفيش بس عايزينك علشان تتغدي."
تحركت جميلة خارج الغرفة، ثم سألت بقلق وهي تسير بجوار صفاء نزولًا على الدرج:
جميلة: "يارا نزلت؟"
"أيوه قاعدة في الجنينة."
جميلة بتنهيدة ارتياح:
- "خلاص شكرًا يا صفاء أنا هروح لها."
صفاء بإيماءة مطمئنة:
-"ماشي يا بنتي."
في المطبخ، انشغلت صفاء بإعداد الطعام
بينما اتجهت جميلة إلى الحديقة
حيث وجدت يارا جالسة على الأرجوحة، تداعب أطراف شعرها بأناملها شاردة ما إن رأتها حتى أسرعت نحوها واحتضنتها بقوة.
جميلة بمزاح خفيف:
- "ديه تاني مرة على فكرة."
ضحكت يارا وهي تردّ بدفء:
- "عدّيهم عليّا دول كمان."
ثم اقتربت من أذنها لتهمس بصوت خافت حتى لا يسمعها عمار:
- "لينا قعدة مع بعض علشان أعرف مين زين دا... ها؟"
اتسعت عينا جميلة بتوتر ارتبكت للحظة قبل أن تتصنع البراءة.
جميلة ببرود مفتعل:
- "مين زين دا؟"
يارا بمكر:
-"لما نطلع أوضتي هنعرف ماشي؟"
- "ماشي اسكتي بقى."
في هذه اللحظة قطع صوت مراد العالي الأجواء الهادئة.
مراد بصوت جهوري:
-"يلا يا جماعة الغدا جهز يلا يا عمار دا انت فاتك نص عمرك باللي حصل فوق."
عمار بفضول:
-"إيه اللي حصل فوق؟"
مراد بضحكة غامضة:
-"نأكل الأول وبعدين أحكيلك."
تحرك الجميع إلى المائدة، حيث جلس صالح على رأس الطاولة، وبجواره على اليمين سارة، بينما جلست جميلة أمام مراد ويارا أمام عمار.
سارة مبتسمة وهي تنظر إلى يارا:
-"استني يا يارا هاكلك."
يارا بضحك:
- " حبيبتي انا مش طفلة أنا هحاول أكل نفسي شكرًا."
صالح وهو يرحب بالجميع:
-"اتفضلوا يا شباب نورتونا."
مصطفى باحترام:
-"بنورك يا عمي."
بدأ الجميع في تناول الطعام وسط أجواء مليئة بالمرح والضحك.... بعد لحظات وضع عمار الملعقة على الطاولة وقال بابتسامة:
- "الحمد لله."
سارة بحزم:
-"كمل أكلك يا عمار."
عمار وهو يرفع يديه مستسلمًا:
-"الحمد لله والله شبعت
تسلم إيدك وإيد صفاء."
يارا وهي تنهض من مكانها:
-"تعالَ يا سيادة الرائد علشان نغسل إيدينا."
سارة:
"أكلتي كويس يا يارا؟"
يارا بمزاح:
- " الحمد لله... بس زعلانة منك إنك ماعملتيليش مسقعة."
سارة بضحكة:
- "امشي يا فقيرة."
يارا بضحك:
"اتفضل يا سيدي."
وقف عمار معها وسارا معًا إلى المغسلة حيث غسلا أيديهما عندما انتهيا استدار عمار ينظر لها ثم أشار لها من بعيد على وجنتها
عمار بنبرة هادئة:
-"في صابون على خدك."
يارا بتوتر وهي تلمس خدها تلقائيًا:
- "آه... شكرًا."
عادا إلى السفرة وقبل أن تجلس التفتت يارا إلى والدتها وسألت:
- "ماما فين سيمبا؟"
- "هتلاقيه في الجنينة."
ذهبت يارا إلى الحديقة وتبعها عمار.
فتحت باب منزل سيمبا، وما إن رآها حتى ركض نحوها، يلهث بسعادة قافزًا عليها بحماس.
كان سيمبا كلبًا من نوع "هاسكي"، بلون رمادي وأبيض، بعيون ثاقبة لامعة.
أخرج عمار هاتفه والتقط صورة لها وهي تحتضن سيمبا، دون أن تلاحظ.
*********************
خرج آدم ليستنشق بعض الهواء سار في الشارع بخطوات هادئة حتى كادت سيارة أن تصطدم به.
آدم بصوت عالٍ وهو يقفز للخلف:
"أقفّي يا مجنونة انتِ!"
توقفت السيارة فجأة، ثم خرجت منها فتاة ملامحها رقيقة لكن عينيها تحملان ثقة واضحة.
الفتاة بصوت مرتبك:
- "أنا آسفة بجد ماخدتش بالي."
آدم بنبرة ساخطة:
- "آسفة إيه وبتاع إيه!
دا أنا كنت هموت يا شيخة!"
تغيرت ملامح الفتاة تمامًا، تحولت من التوتر إلى الجدية، عقدت ذراعيها أمام صدرها وردّت ببرود:
- "بقى أنا نازلة من العربية وباعتذرلك تقوم تقوللي كده؟! يا خي إن شاء الله كنت تموت ولا تولع! أنا غلطانة ليك أصلاً؟ وبعدين انتَ اللي واقف غلط أنا مالي؟!"
رمش آدم أكثر من مرة مصدومًا من التحول المفاجئ.
آدم بدهشة:
- "إيه التحوّل دا؟! ما كنتِ كويسة من شوية!"
استدارت الفتاة وركبت سيارتها وانطلقت تكاد تخبطته ثانيةً لكنه أبتعد مسرعًا ثم ظل آدم واقفًا مكانه يحدّث نفسه:
آدم وهو يغمغم بغيظ:
-"دي أنا اتهزقت وأنا واقف! لا وكمان هي اللي غلطانة! بنت الذينّة ديه والله لأوريها أنا وراها والزمن طويل."
____________
دخلت الفتاة إلى الفيلا، وما إن رأت يارا حتى هرعت إليها واحتضنتها بشوق.
- "كده تخضّيني عليكِ؟!"
يارا بضحكة دافئة:
-"سيبك من الكلام دا انتِ وحشاني! النتيجة طلعت ولا لسه؟"
الفتاة وهي تتنهد:
-"لا لسه ما طلعتش... استني هسلم على الباقي."
بعد لحظات دخل آدم إلى الحديقة وقبل أن يصل إليهم، مالت الفتاة نحو يارا وهمست:
الفتاة بقلق:
-"انتو تعرفوا البني آدم دا؟"
يارا:
- "آدم؟ آه طبعًا في إيه؟"
الفتاة بغيظ:
-"اتخنقت أنا وهو بره! بصي هييجي دلوقتي يزعق ويتنرفز."
يارا بضحك خفيف:
-"لا، هو مش هيزعق دا بالعكس
ممكن يطلعك انتِ اللي غلطانة."
الفتاة باندهاش: "أشمّعنى؟"
يارا بمكر:
-"بيتصرف كويس في الحاجات ديه."
سيلين بتحدٍ: "هنشوف."
دخل آدم إلى الحديقة نظر حوله ثم وقعت عيناه عليها، ابتسم ببطء وهو يهمس لنفسه:
- "إيه اللي جابها هنا؟! أكيد تعرفهم... طبعًا هتطلعني أنا الغلطان بس أما ورتها."
رفع مصطفى حاجبه وهو يتكئ للخلف قائلًا:
-"جبتلي سجاير يا آدم؟"
آدم يضيق:
-"لا، ما جبتش أصل كنت هتخبط يا عم
بس سيبك شايف وجوه جديدة."
يارا مبتسمة:
- "سيلين بنت خالي اللواء علي."
رفع آدم حاجبيه قليلًا، قبل أن يقول بنبرة جامدة:
- "أهلاً."
ردت سيلين بابتسامة باردة:
-"أهلاً."
قطع مصطفى الصمت وهو يمدد ذراعيه بتململ:
-"بقولكم إيه مليش في الملل دا شكلنا كتيبة تعبانة يا نقوم نتدرب في أي حتة يا نلعب حاجة."
جميلة بفضول:
- "هنلعب إيه؟"
مصطفى:
-"صراحة أو تحدي."
مراد بحماس:
- "اشطا اقعدوا على النجيلة."
جلس الجميع في دائرة، وبدأ عمار في لف الزجاجة. توقفت أمام مصطفى الذي ضحك وهو ينظر لعمار بمكر:
-"أنا مش هسألك سؤال أنا وحشني أيام زمان لما كنت بتغني... فغنّي لنا."
عمار رافضًا:
- "لا مش هغنّي يا عم."
جميلة متوسلة:
- "غنّي يا عمار."
-"بس يا حبيبتي مبغنيش."
-"ما تنجز يا جدع ."
قالها مراد بملل
تنهد عمار ثم بدأ يغني بصوت هادئ:
"على رمش عيونها قابلت هوى
طار عقلي مني وقلبي هوى
وأنا اللي كنت طبيب الهوى
ولأهل العشق ببيع الدوا..."
جميلة بحماس:
-"خشّي معاه يلا"
يارا مترددة:
-"إنتي هبلة؟"
جميلة ضاحكة:
-"بطّلي رخامة."
اندمجت يارا معه في الغناء، حتى انتهى الدويتو وسط تصفيق مصطفى الذي أطلق صفيرًا عاليًا:
-"الله الله أحلى دويتو دا ولا إيه؟"
قطعت أصواتهم نبرة جادة قادمة من بعيد فكان صوت علي:
- "جرى إيه يا مصطفى؟ صوتك جايب آخر الشارع!"
توقف الجميع ثم وقفوا لإلقاء التحية على علي الذي أشار لهم:
-"تعالوا ورايا."
دخل الجميع إلى الداخل بينما بقيت سيلين في الحديقة. في الداخل توجّه علي مباشرةً نحو شقيقته وزوجها.
- "معلش يا صالح محتاج مكتبك."
صالح بترحيب:
- "البيت بيتك يا علي اعمل اللي انت عايزه."
دلف الجميع إلى المكتب وأغلق علي الباب خلفهم.
وقف أمامهم بجدية، ثم قال بصوت حازم:
-"زي ما اتفقنا... قاسم ومصطفى هيروحوا أمريكا هيرجعوا بعد ثلاثة أيام مع زميلهم.
الباقي هيكون هنا هتروحوا على العنوان اللي فيه سهر ورهف."
ثم التفت إلى عمار وأضاف:
-"أنا عارف إن يارا تعبانة بس إنتو هتكونوا محتاجينها. عمار إنت وهي هتراقبوا المكان بس مش مسموح بأي اشتباك حد عنده اعتراض؟"
رفع عمار يده ببطء:
-"أنا عندي اعتراض يا فندم."
علي متفاجئًا :
-"اتفضل."
-"أنا مش عايز يارا معايا تاني."
التفتت يارا إليه بصدمة:
- "نعم؟!"
علي بحدة:
- "ليه يا سيادة الرائد؟"
عمار بجمود :
- "مش حابب إنها تكون معايا في نفس الخطوات أنا محتاج راجل وبعدين هي أصلًا تعبانة."
ثبتت يارا عينيها عليه، مزيج من الغضب والدهشة في ملامحها. كان الجو مشحونًا بالتوتر، فيما نظر الجميع بينهما في صمت منتظرين رد فعل علي.
يتبع......
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
متنسوش الفوت بتاعي يا ولاد خالتي عايزه تشجيع علشان أعدل الباقي😌😌😌❤️
لو نزلنا اسكرينات على الجروبات هكون مبسوطة جدًا 💃🏻💃🏻
كلموا اصحابكم عليها علشان نكمل المليون ولو في جزء محدد عجبكم اعملوا كومنت 🫠
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الكتيبة 101) اسم الرواية