الكتيبة 101 كاملة بقلم يارا محمود شلبي عبر مدونة دليل الروايات
رواية الكتيبة الفصل الاول 1
الكتيبة 101 {الجزء الأول /جاري التعديل}
#الفصل الأول
******
**************************
صلوا على نبي الرحمة..
قراءة ممتعة..
**********************
حينما تواجه الموت بعيونك ترتعب وتحاول الهرب لكن هذا لم يكن موتًا بل كان بعض الفتية المخمورين يركضون خلف تلك الفتاة التي تحاول الهرب حتى لا تشتبك معهم في قتال لا تضمن نهايته ففي النهاية هي امرأة وهم أربع شباب ربما لا تستطيع الفوز بشكل كامل وينتهي الأمر بكونها ضحية لهم ولكن في العادة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد وجدت الطريق نهايته مسدودة فالتفتت لهم وهي تطالعهم بشر وقوة بها لمحة خوف على ذاتها.
تحدث أحد الشباب المخمورين قائلًا بسُكَرْ:
_"ما تهدي بقا يا قمر خلينا نتمتع شوية يعني جريتينا كل ده وفي الآخر طريق نهايته مسدودة!!
تعالي بقا وخلينا نخلص من الليلة دي!."
وافقه باقي رفاقه بينما ابتسمت تلك الفتاة بشر قائلة في نفسها:
_"هنعتبره تدريب يا يارا أما نشوف ايه تقيمي في القتال اليدوي!! عشان لو مراد عرف إني سكت ليهم مش بعيد يشلوحني بدالهم"
أنهت حديثها مع ذاتها بمجرد أن اقترب أحد الشباب محاولًا إمساك يدها فأمسكت معصم يده لتتحكم بها ثم حركته بالاتجاه المعاكس أدى إلى كسره ثم ضربته بقدمها في معدته بقوة وشراسة فسقط الفتى أرضًا متكومًا يتلوى على ذاته من الألم الذي أصاب ذراعه كاد أن يقترب أحدهم من الخلف مباغتًا إياها لكن ظهر شخصٌ ما من العدم وأمسكه من ياقة ثيابه يجره ثم ضرب رأسه بجبهته ففقد الشاب توازنه وسقط هو الآخر بجانب رفيقه فتح الشاب الثالث مديته وتوجه ناحية "يارا" ملوحًا بها ليصيبها لكنه لم يستطع إذ أمسكت يارا بقدمه وقامت بجذبها بقوة فانقلب على ظهره وصدحت صيحاته المتألمه بينما هرب الشاب الرابع محاولًا النجاة بحياته من أسفل أيادي هذين الإثنين..
نظر ذلك الشاب ل "يارا" وتحدث قائلًا بقلق رغم أنه وبعد ما رآه من المفترض أن يقلق على أولئك الرجال:
_"حضرتك كويسة يا آنسة؟"
أجابته "يارا" ببسمة هادئة:
_"أنا تمام يا كابتن شكرًا على المساعدة.. بس معلش لو هتطفل في سؤال.. مين حضرتك وجيت هنا إمتى أصلًا ؟؟!"
ابتسم الشاب لها وهو يردف بهدوء:
_"بصي أنا اسمي "عمار عمر العُمَري".. أما بقا جيت امتى وازاي؟! ف.."
ثم بدأ يسرد تفاصيل الموقف قبل دقائق معدودة...
كان "عمار" يقف بجوار سيارةٍ ما في ورشة تصليح السيارات.. ظل على هذه الحال بضع لحظات قبل أن ينحني وقد نفد صبره قائلًا بعصبية:
_"ماتخلص يا سامح بقالك ثلاث ساعات موقفني على رجلي.. انت بتهبب ايه كل ده؟؟!"
تحدث المدعو سامح من أسفل السيارة وهو يقوم بتصليحها:
_"ألاه يعني يا حاظابط تيجي ليا عامل بالعربية خامسات وعشرات لغاية ما بوظت حاجة فيها ومستغرب موقفك كل ده ليه؟!.. ماهو عشان سعادتك يا باشا مطلع عينها معاك .. وبعدين أنا مقولتلكش تقف عندك الكراسي متنطورة في الورشة هات ليك كرسي وكوباية شاي واظبط مزاجك عقبال ما أخلص"
جز "عمار" على أسنانه بعنف ثم ضغط على قدم سامح التي تخرج من أسفل السيارة عن عمد ليعلوا صراخ سامح في الأجواء مبددًا هذا الهدوء..
ولكن على صوت صراخ وتشابك بالأيدي بالقريب من الورشة فصمت صراخ سامح وهدأ عمار يرهف للسمع ولكن قاطع ذلك سامح وهو يخرج من أسفل السيارة بوجه يمتلئ بالشحم وملابس متسخة قائلًا:
_"شوف ربنا عارف إنك بتحب الأكشن روح شوف في ايه يا حاظابط عقبال ما أخلص"
ولم يكن ينتظر عمار كلمات سامح ليذهب بل هو بمجرد أن سمع الصراخ ذهب أصلًا..
وحينما وصل وجد أحدهم يقترب من فتاة تعطيه ظهرها وتضرب شخص آخر في معدته بشراسة غريبة على فتاة عادية تبدو وكأنها فتاة مدربة على مستوى عالي من الكفاءة..
انتهي عمار من سرد الموقف قائلًا:
_"وبس جيت ولاقيتك واخدة الواد غسيل ومكواة وظبط أنا التاني...
بس قولي ليا انتي مين وازاي قتالك اليدوي قوي بالشكل ده؟!"
ضحكت يارا على جملته الأولى ثم أردفت وهي تتنهد بقوة:
_"أنا اسمي يارا الألفي ملازم أول لسا متخرجة من حوالي سنة أصلًا..دي أول مرة آجي فيها الإسماعلية أساسًا.. وماعرفش حاجة هنا بس وأنا ماشية عشان رايحة لأخويا عشان لسا منقولة جديد.. لاقيت الشباب بيجروا ورايا ف بصراحة قلقت فجريت لغاية ما وصلت هنا وانت جيت ساعدتني.... شكرًا ليك"
ابتسم لها عمار ورأسه يدور في فلك آخر..ثم ابتسم منتبهًا لها فقال:
_"إنتي راحة المقر اللي موجود في ***** صح؟؟!"
_"آه"
ابتسم لها عمار وتشدق:
_"أنا كمان رايح هناك تقدري تيجي معايا لو حابة؟!"
فكرت يارا لثوانٍ معدودة ثم قالت بموافقة وبسمة:
_"تمام.."
ثم انحنت تجتذب حقيبة ظهرها الصغيرة من على الأرض فقد أسقطتها في خضم شجارها مع هؤلاء الشباب ثم وقفت معتدلة وهي تقول:
_"ياريت نتفضل"
ابتسم لها عمار وهو يسبقها وهي تبعته بهدوء..
ظل الاثنان صامتين طوال الطريق الذي أخذ ما يقارب النصف ساعة سيرًا على الأقدام..
وصل الاثنان إلى مبنى ضخم يشبه المعسكرات وله بوابة عملاقة وأمام هذه البوابة وقفت يارا تشاهد هذا المبنى الضخم بفم مفتوح ثم همست لنفسها بصوت وصل واضحًا لعمار:
_"عَمَارْ يا مصر!! والله ده احنا ما كنا عايشين بقا أنا هتدرب في المكان الجامد ده..!! لا ده الواحد كده هيبرطع ع الآخر"
ضحك عمار بصوت مرتفع قليلًا فجذب انتباه يارا والعساكر الموجودين على البوابة، نظرت يارا بإحراج للأرض وهي تحاول أن تتصنع الهيبة والهدوء كما كانت قبل قليل ولكنها فشلت فشلًا ذريعًا وقبل أن ينطق أحدٌ بكلمة فتحت البوابة و خرج شاب ما منها وبمجرد أن رأته يارا صرخت بصوت أفزع عمار وهي ترمي حقيبتها جانبًا وتركض باتجاه ذلك الشاب وتحتضنه بقوة وهي تصرخ بسعادة:
_"وحشتني يا مراد.. يخربيت الغربة ياجدع"
أخرجها مراد من بين أحضانه وهو يقول بمرح:
_"وانت كمان وحشتيني يا يارا... بس غربة ايه يا هبلة انتِ؟؟
محسساني إن انا كنت في أفغانستان.. ده أنا بيني وبينكم ساعتين سفر يا جذمة"
_"عادي بالنسبة ليا غربة طالما بعيد عننا يا مراد"
ابتسم مراد لها وانحنى مقبلًا جبهتها وهو يمسد على شعرها بحنان وكاد أن يتحدث ولكن قاطع ذلك عمار الذي أتى مقاطعًا كل ذلك وهو يقول:
_"جرا ايه ياعم هو من لقي أحبابه نسي أصحابه ولا ايه؟! ماتخلص يا محنو"
نظر له مراد بتعجبٍ كبير وتحدث موجهًا حديثه إلى شقيقته:
_"ايه ده انتي قابلتي عمار ؟!"
نظرت له يارا باستغراب قائلة:
_"ايه ده انت تعرفه؟!"
_"طبعا يا بنتي ده الرائد عمار دفعتي وصاحبي ودي يارا أختي يا عمار اللي كنت بحكيلك عنه بس انتوا اتقابلتوا ازاي ؟!"
نظرت له يارا بغباء ثم قالت بتذكر وصوت مرتفع لم تنتبه له:
_"هو ده اللي شبه الشحات مبروك اللي انت كنت بتحكيلي عنه ده الل...."
قاطعها مراد بسعة وهو يكمكم فمها بقوة وهو ينظر نحو عمار يضحك له بغباء بينما نظر له عمار شذرًا وهو يهدده بنظراته بينما همس مراد ليارا قائلًا:
_"بس يا بت اللي قدامك ده مسؤول عن تديب فرقة عساكر مكونة من حوالي تلاتين فرد يعني هينفخك في التدريبات"
همست له يارا بالمثل قائلة وهي تطالع عمار المشغول بهاتفه:
_"ليه طب ماهو لذيذ اهو ده حتى ساعدني"
أمسكها مراد مقربًا إياها منه وهو يهمس بخطورة وكأنه أمسكها بالجرم المشهود:
_"ايوه ساعدك في ايه؟! واتقابلتوا ازاي؟؟"
تحدثت يارا بتذمر:
_"ياعم مش نافعة ماسكة حرامي الشباشب دي.. ده انا ملازم أول يارا الألفي وبعدين ياعم صاحبك ساعدني و...
زقصت عليه ما حدث بالتفصيل على مرأى ومسمع عمار الذي قال بسخرية معقبًا على حديثها:
_"نسيتي تقوليلوا إني عطست في النص واتاوبت (تثائب) في آخر جملة"
نظرت له يارا بقرف ولم تعره اهتمامًا على مزحته الثقيلة تلك..ظلت عكذا بضع لحظات حتى قالت ببرود:
_"مش عندك حس فكاهي يا سيادة الرائد على فكرة"
ابتسم لها عمار ببرود ثلجي:
_"مش طلبت رأيك"
كادت يارا أن تتحدث بحديث لاذع و لكن قاطع ذلك قدوم أحد العساكر وهو يؤدي التحية العسكرية قائلا:
_"سيادة اللواء عايز حضرتك يافندم حضرتك والرائد مراد"
أومأ له عمار وأشار له بالذهاب ثم نظر إلى كليهما قائلًا:
_" يلا عشان خالك مايكدرناش"
نظر له مراد بتذمر:
_"جرا ايه يا جدعان أطلب نقلي يعني انت بتعايرني ياعم الحاج"
أنهى حديثه ثم وجه كلماته إلى أخته قائلًا:
_"ماكنش ينفع تقولي كده أولًا عشان دي إهانة ثانيًا عشان عمار مابيرحمش في التدريب أصلًا"
_"ياعم اهو اللي حصل بقا"
أنهت كلماتها وهي تنظر اتجاه الباب الذي توقفوا عنده.. طرق عمار على الباب بهدوء حتى سمع الإذن بالدخول فدخل الثلاثة معًا وبمجرد أن دخلت يارا حتى سارعت بالركض نحو حضن خالها الحبيب والذي يكون اللواء والقائد الخاص بهم..
تلقفها خالها في أحضانه وهو يقول:
_"وحشتيني يا جذمة"
نظرت له يارا بتذمر:
_"في ايه يا جماعة ما تقتلوني أحسن"
ضربها خالها على رأسها بخفة وهو ينظر لعمار قائلًا:
_"صلحت عربيتك يا عمار ؟!"
_" لا يافندم لسا قدامها شوية عقبال ما تتصلح"
أومأ اللواء ثم قال:
_"طب يلا اخرجوا وسيبوني مع يارا شوية"
خرج الاثنان وبقيت يارا مع خالها بالداخل الذي بدأ كلامه قائلًا:
_"من بكرة مافيش طبطبة ولا دلع عشان تبقي عارفة من بكرة في جد وشغل وفي بنت تانية هتيجي آخر الإسبوع وهتكون معاكِ..لازم تكون شديدة عشان تستحملي تدريبلت عمار لاحسن هو بكرة هينفخك"
_"ايه ده ياخالوا أفحمتني يا راجل..بس انتم بتخوفوني من عمار ليه طب والله باين عليه طيب اوي"
ردد خالها بسخرة وتهكم:
_"اه طيب اوي المهم يلا روحي وخلي مراد يوريكي أوضتك فين يلا وبلاش غلبة"
وقفت يارا وقفةً عسكرية حيث رفعت كفها الأيمن إلى جانب رأسها مبسوطًا وضمت كلتا قدميها ووقفت معتدلة للغاية وهي تقول بنبرة صوت حاولت جعلها خشنة قدر المستطاع:
_"تمام يا فندم"
ضحك اللواء وأشار لها بالخروج فخرجت مسرعة..
بينما في الخارج وقبل أن تخرج يارا بلحظات كان مراد يحدث عمار معتذرًا:
_" ماتزعلش يا صاحبي من يارا بس هي كلامها دبش شوية أحيانًا يعني"
ابتسم له عمار وهو يربت على كتفه قائلًا:
_"ولا يهمك عادي أنا ما اتدايقتش اوي أصلًا"
ابتسم له مراد بامتنان وقاطعهما خروج يارا فتحدث مراد:
_"كان عايزك في ايه؟"
_"في ايه يا مراد محسسني إني كنت بحارب عادي كان بيتكلم معايا"
ثم وجهت بصرها نحو عمار قائلة:
_"أنا آسفة يا سيادة الرائد على اللي قولته من شوية"
_"لا ولا يهمك أصلي عندي نفس النوع المهبب ده في البيت أختي الصغيرة"
ابتسمت يارا على كلماته:
_"ولوإني شامة ريحة إهانة بس ربنا يخليهالك"
تحدث مراد قائلًا:
_"يلا يا ست انتي عشان أوديكي أوضتك"
أمائت له يارا ثم سبقته وهو لحق بها حتى وصل إلى غرفتها فتحها لها قائلًا:
_"بصي دي هتبقا أوضتك واللي هتشاركك فيها البنت الجديدة لما تيجى"
"تمام يلا غور في داهية بقا عشان الواحد عايز يريح شوية"
_"ماشي ياكلبة تصبحي على خير"
_"وانت من أهله يا مراد"
__________________________
توجه عمار ومراد إلى غرفتهم المشتركة مع أحد رفاقهم وهو قاسم ابن خالة عمار.
وصل الاثنان ثم فتحوا الباب فوجدوا قاسم نائم على بطنه ويرفع قدميه وهو يقرأ أحد الكتب كان الأمر ليبدو مثيرًا ومغريًا لو كانت تلك إحدى الفتيات لكن الأمر بالفعل مثير لكن للغثيان للضحك ربما للتقيئ لكن ليس اهتياج ورغبة بالتأكيد...
قفز مراد على السرير بقوة بجانب قاسم المندمج في قراءة إحدى الروايات البوليسية فتسبب ذلك في فزعه بقوة وهو يرمي الكتاب من يده وهو يصرخ بسباب لاذعٍ وبذيء يلعن فيه مراد وتلك الصداقة القذرة مع أمثاله هو وعمار...
فتحدث عمار بتحذير:
_"الله بقا ايه اللي جاب سيرة أهل عمار في الحوار دلوقتِ خليني بعيد عن خنقاتكم انتو الاتنين عشان هزعلكم لو اتدخلت"
نظر له قاسم بازدراء وحنق:
_"لا وعلى ايه ياعم الزومبي أنا قايم أكلم أمي أساسًا"
_"ايه ده تصدق وأنا كمان هكلم أمي عشان أطمنها على يارا وانها وصلت"
تبعهما عمار بقوله:
_"قال يعني انتوا متربين اوي وهترنوا على أهاليكم وأنا اللي ابن ستين في سبعين أنا هنام اطفوا النور وانتم خارجين"
خرج مراد وقاسم للخارج وهم يغلقون الأضواء على عمار...
اتصل مراد بأمه وانتظر للحظات حتى تجيب، أجابت أمه وقبل أن يستوعب مراد شيئًا كانت أمه تهبط فوق رأسه بسيل من الأسئلة:
_"عامل ايه يامراد يا حبيبي؟! بتاكل كويس؟خالك واخد باله منكم؟ يارا أختك وصلت؟ طب أكلت؟ طب شربت؟ طب نامت؟ عاملين ايه يامراد؟؟ وحشتو...."
قاطعها مراد وهو يتشدق بهدوء:
_"احنا كويسين ياست الكل ويارا وصلت وبخير وانتي كمان وحشتينا يا أمي انتي عاملة ايه وصالح باشا عامل معاك ايه؟! اوعا يكون مزعلك!"
هذه المرة لم يصله صوت أمه بل وصله صوت والده الذي قال:
_"اتلم يا جذمة ومالكش دعوة بأمك...خلي بالك على نفسك وعلى أختك يا مراد وخليك زي ضلها عشان أكون متطمن عليكم يا ابني"
_"عيوني ياحاج يلا بقا سلام..لا إله إلا الله "
أغلق مراد الاتصال وهو يبتسم على قلق والديه الشديد لكنه رغم ذلك لا يستطيع لومهما مهما حدث فتلك الحادثة في الماضي التي تشبه الغصة المؤلمة لا تزال تنغص عليهما حياتهم لينتقم الله من كل من كان له يد في تلك الحادثة..
بينما عند قاسم بمجرد أن انفتح الخط حتى وجد صوت خشن لا يعرف من أين يأتي يقول:
_"عامل ايه يا سطااا؟! واحشنا يا قاسم والله"
أزال قاسم الهاتف عن أذنه وأعاده وهو يقول:
_"مين اللي بيتكلم؟! عم عبده البواب!!"
وصله صوت شقيقته نور على الهاتف:
_"عبده البواب مين يا قاسم بقا القمر دي يتقالها بواب!!"
تحدث قاسم بمزاح:
_"ألاه وانا مالي يالمبي... مش انت اللي بتكلميني وانتي بالعة حنجرة الأستاذ محمد رمضان.. المهم سيبك قوليلي انت عاملة ايه وماما كمان عاملة ايه؟؟!"
_"كلنا كويسين يا حبيبي بس عايزين بس نتطمن عليك يا قلب أمك"
لم يكن هذا صوت نور بل كان صوت والدته الحبيبة فابتسم قاسم بشوق على عينه أن يتركهما ولكن هذا عمله فمذا هو بفاعل؟!..
_"أنا كويس يا امي الحمدلله وبخير اتطمني تمام"
_"طيب ياقلبي سلملي على صحابك وسلملي على عمار اوي وقولوا انت وحشت خالتك ابقا كلمها"
_"عيوني يا أمي يوصل يلا سلام.. لا إله إلا الله "
أغلق هو الآخر مع أمه وهو يتنهد بحنين وشوق ثم دعا لوالده الراحل بالرحمة والمغفرة وتوجه نحو الغرفة عائدًا في نفس الوقت الذي كان مراد هو الآخر عائدًا فيه وقف الاثنان قبالة بعضهما البعض وتحدثا في وقت واحد بنفس الجملة قائلين:
_"أهلك عاملين ايه ؟!"
صمت الاثنان لبرهة ثم وعلت ضحكاتهم ودلفوا إلى الغرفة وأغلقوها ليعلنوا بذلك نهاية اليوم بالنسبة إليهم..
دقائق وكان الثلاثة يغطون في سبات عميق..
____________________________
لم يكن اليوم قد انتهى بالنسبة ليارا بعد فقد كانت تحدث صديقتها على الهاتف..
بدأت يارا الحوار مع رفيقة دربها وصديقتها جميلة قائلة:
_"ألو يا جميلة عاملة ايه؟!"
أجابتها جميلة من الطرف الآخر قائلة:
_"أنا الحمدلله يا يارا انني عاملة وعملتي ايه في يومك النهارده ؟؟"
تربعت يارا بجلستها ثم نطقت بحماسة:
_"تعالي بقا أما أحكيلك.."
سردت يارا تقريبًا الموقف كله مع عمار باستثناء ذِكر اسمه بالكامل وهذا شيء حيرها للغاية...
أنهت يارا سرد الموقف وعقبت جميلة عليه قائلة:
_"طب والله باين عليه واد ذوق ومجدع اوي.."
أردفت يارا متسائلة:
_"جميلة انتِ هتيجي امتى؟!"
_"بصي يا يارا انا قلقانة من ردة فعل أخويا الصراحة وخايفة أقوله بجد بس أنا أصلًا قدمت ورقي كله واحتمال آجي على آخر الإسبوع"
ابتسمت يارا بسعادة:
_"ايه ده بجد؟! هستناك يارب بس ماتأجليش تاني وتعالي بسرعة بقا عشان مش عايزة أفضل قاعدة لوحدي وكمان عشان تشوفي عمار"
تحدثت جميلة بنبرة خبيثة نقلتها أسلاك الهاتف بقوة:
_"أيوه بقا بت يا يارا انتي معجبة بعمار ده ولا ايه؟!"
ابتسمت يارا باستخفاف وتحدثت بتوضيح:
_"جميلة ياحبيبتي مافيش حاجة اسمها أعجبت بيه من أول يوم ومن أول موقف والكلام العبيط ده أنا استحالة ألحق أعجب بحد في يوم ... البشر بطبيعتهم وفطرتهم بياخدوا وقت طويل عقبال ما يحسوا إنهم مايلين لحد معين مش بيحبوه لا مايالين ليه.. فا تيجي سيادتك يالي بتحبي على روحك انتي تقوليلي لحقت أعجب بيه من اول يوم!!!!
ليه كان شوجر دادي؟!"
أجابت جميلة من الناحية الأخرى بحنق:
_"غوري اتخمدي يا يارا قفلتيني وكرهتيني في عيشتي أبو اللي يقعد معاك يا شيخة غوري تصبحي على خير"
ضحكت يارا بقوة وأجابت:
_"وانتي من أهل الخير ياجيمي"
ولم يسمع بعدها سوى صوت صفارة غلق الهاتف بوجه يارا التي ازدادت ضحكاتها..
مالت قليلًا جهة اليمين تغلق أزرار الكهرباء فتطفئ الأضواء وتستعد للنوم فتستلقي بظهرها على السرير وهي تغمض عينيها براحة وهدوء..
_______________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الكتيبة 101) اسم الرواية