رواية اماني كاملة جميع الفصول بقلم Lehcen Tetouani حصريا عبر مدونة دليل الروايات للقراءة والتحميل
. تقول كنت أعيش مع أمي وأبي في غاية السعادة حتى جاء اليوم الذي دخلت فيه أمي غرفة الولادة لتنجب أخي الوحيد وحينها كان عمري خمس سنوات فقط
دخلت أمي المستشفى ولكنها لم تخرج أبدا فقد توفيت هي وأخي أثناء عملية الولادة لم أعرف وقتها ماذا حدث كنت اسأل والدي عنها فيبكي ويقول لي أنها سبقتنا للجنة
وأين الجنة ياأبي هي في السماء حبيبتي
مرت الأيام والشهور وارسلني أبي لأعيش مع جدتي في الريف لأنه قرر الزواج من أخرى واشترطت عليه زوجته الثانية أن يتركني عند جدتي وإلا لن توافق على الزواج
وبالفعل هذا ماحدث
أخذني أبي ذات مرة وتركني عند جدتي وعندما قرر المغادرة تشبثت في قدمه وطلبت منه أن يأخذني معه
ولكنه جلس على الأرض أمامي وأخبرني أنه مسافر ولن يستطيع أن يؤخذني معه بكيت بحرقة فقد كان أبي هو كل عائلتي ولكنه وعدني بأن يزورني في المناسبات ويحضر لي الحلوى والهدايا
الحقيقة أنه وفى بوعده وكان يأتي لزيارتي أنا وجدتي من وقت لآخر ويحضر لي بعض الهدايا والثياب ومع الوقت تعودت على بعده وأصبحت جدتي هي كل عائلتي
والحقيقة أنها عوضتني عن حنان الأم والاب معا
ولم تحرمني من شيء برغم أن معاشها من جدي كان قليلاً
وأبي لم يكن يعطيها مالاً لتنفقه علي فمع الوقت انشغل بزوجته الجديدة وأبناءه منها
وأصبحت أنا لا أخطر بباله إلا عندما أتصل به حتى أكلمه عندما أشتاق لسماع صوته أما جدتي فقد كانت حنونه وكريمة صحيح أنها كانت شديدة معي في بعض الأوقات ولكن شدتها كانت لصالحي فهي كانت تريد أن تعلمني أعمال البيت حتى لا أكون كسولة وأعتمد على غيري
مرت الأيام وكبرت وأصبحت شابة ودخلت الثانوية العامة ولكني دخلت القسم الأدبي فلم أكن جيدة في المواد العلمية ولكن جدتي كانت تشجعني وتجلس بجانبي وأنا أذاكر وقت الامتحانات حتى أخذت الثانوية العامة ودخلت الجامعة
لقد كنت سعيدة جداً بعالمي الجديد وأنني لن ألبس بدلة المدرسة بعد الآن بل سألبس ثياباً أنيقة وجميلة لأذهب بها
لكلية الآداب قسم وثائق ومكتبات
منذ أول يوم أخذ الأساتذة يطلبون منا عمل أبحاث عن العلماء والمشاهير باستخدام المكتبه
ليعرفونا أهمية القراءة فكنت أذهب للمكتبة الجامعة أحيانا والمكتبة العامة أحيانا أخرى وأقرأ وألخص كل شيء تقع عليه عيني
وهناك في المكتبه تعرفت على زميل لي اسمه ريحان كان يحب القراءة أيضاً وكنا نتبادل المعلومات فقد كانت علاقتنا لا تتجاوز الزمالة وكلامنا كله عن الكتب وما كتب فيها
ذات يوم أخبرني ريحان أنه وجد كتاب في مكتبة جده يتحدث عن مخطوطة قديمة وهذه المخطوطة غريبة جدا فكل كلمة تقرأها في المخطوطة تتجسد وتتحول للشيء الذي تقرأ عنه فمثلاً لو كنت تقرأ عن قطة ستجد الكلمات تحولت لشكل قطة وأخذت تمشي أمامك ولو كنت تقرأ عن الطعام أو الشراب تتحول الكلمات إلي هذا النوع من الطعام أو الشراب
سألته وهل هذه المخطوطة حقيقية أم هي مجرد وهم في خيال الكاتب
فأخبرني ريحان أن جده أكد له أن المخطوطة حقيقية وأن الجن هو من كتبها في عهد قديم وأن صديق قديم لجده هو من كتب عن تلك المخطوطة لأنه رأها بعينيه
فقد ملكها لفترة وقرأ فيها وشاهد كل ما يحدث في هذا الكتاب العجيب ولكن المخطوطة اختفت فجأة ولم يستطع أن يجدها مرة أخرى لأنه تحدث عنها لأحد أصدقائه
بينما الشرط الأهم الذي كتب في بداية المخطوطة هو ألا نخبر أحد عنها لذلك بمجرد أن قص لصديقه قصتها أختفت بدون رجعه لذلك كتب كتابا عنها يحكي ماحدث له مع المخطوطة
عندها تملكني الفضول وطلبت منه أن أرى الكتاب الغريب الذي يتحدث عن المخطوطة المسحورة
فأخبرني ريحان أنه سيصور لي بعض الصفحات من الكتاب ويرسلها لي عبر البريد الالكتروني لأن جده لن يسمح له بأن يخرج الكتاب من المكتبة ليعطيه لي
شكرته وعدت لمنزل جدتي بعد نهاية المحاضرات
وعندما جلست في غرفتي بعد الغداء كان يتملكني الفضول لرؤية الكتاب والمخطوطة الغريبة التي يتحدث عنها وانتظرت على أحر من الجمر أن يرسل لي ريحان ملف الكتاب على بريدي الإلكتروني
بقيت طوال اليوم انتظر حتى أنني لم أكن قادرة على التركيز في دراستي وعندما أذن العشاء جاءت جدتي وطلبت مني أن نتناول طعام العشاء معا وبالفعل اعددته لها وجلست معها على المائدة وبالرغم من شدة جوعي ولكن عندما سمعت صوت رسالة البريد الإلكتروني
قمت من على الطعام وجلست على الأريكة وفتحت بريدي فوجدت ريحان قد أرسل الكتاب
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اماني ) اسم الرواية