رواية عفريتة المساء الفصل التاسع 9 - بقلم ساميه السيد
نظرت إليها محاولة إخفاء ما بداخلها، ثم ابتسمت بهدوء وقالت:
متاخذيش في بالك، حبيبتي.
لكن ملاك رمقتها بتردد قبل أن تقول:
أماني… بجد ممكن تحكيلي؟ أنا ارتحتلك بصراحة، ونفسي أسمعك.
أعادت نظرها إليها للحظة، ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو المرآة قائلة:
صدقيني، مفيش حاجة.
ابتسمت الأخرى وقالت بمزاح:
براحتك، أنا أصلاً مكنتش حابة أسمع.
♡في مكان آخر♡
كان يجلس أمام الشيخ، الذي أخذ يتلو عليه القرآن بصوت هادئ جميل، صوت يبعث في النفس راحة لا توصف.
وحين انتهى، نظر إليه وقال:
متخافش، مش هتأذيك، لأنها ملهاش مكان.
رفعت عيناي بذهول ثم قولت :
مخافش إزاي؟ دي حرقت البيت بتاعنا!
ابتسم الشيخ وقال بهدوء:
حاول تضحك عليها، اقنعها إنك موافق، كل يوم قولها عذر، لحد ما تخلص مدتها… وقتها هتختفي للأبد.
نظر له بحيره ثم قال:
يعني مش هتظهر تاني أبداً لو محصلتش على روح؟
هز الشيخ رأسه قائلاً بثقة:
إن شاء الله. بس بنسبة تسعين في المئة تكون هي، احترس… وحاول تمشيها.
♡في مكان آخر♡
كانت أم ملاك تنظر إلى الضيفة بحزن وهي تقول:
أنا مقدرة موقفك، بس للأسف عندنا ضيوف… وكمان شباب. ميصحش تقعدي معانا.”
رمقتها الفتاة بغضب، لكن سرعان ما سيطرت على ملامحها، ثم قالت بهدوء مصطنع:
“يعني حضرتك لو بنتك كانت في مكاني، كنتِ تتمني تعيش نفس الشعور؟ تلاقي نفسها في الشارع من غير مكان؟”
أخذت أم ملاك نفسًا عميقًا وقالت بابتسامة باهتة:
ربنا ما يكتبها على حد… بس ممكن تاخدي سكن، مش لازم تقعدي مع حد.
ابتسمت الفتاة بخبث وقالت:
للأسف، مش معايا فلوس، وبرضو مش بآمن السكن… وبعدين، أنا بقعد ومش بخرج، متخافيش مني.
ضيّقت أم ملاك عينيها وقالت بنبرة حازمة:
“لو سمحتي، قدري كلامي وامشي. اتفضلي الفلوس اللي محتاجاها.”
ألقت إليها المال، لكن الضيفة نظرت إليها بعينين تملؤهما شرارة خفية، ثم قالت ببرود:
“مش عاوزة، عموماً همشي.”
قبل أن تتحرك، دخل كريم وهو يبتسم وقال بهدوء:
ليه تمشي؟ وبعدين، يا حماتي، ميصحش كده… تخلي الضيفة تزعل مننا
نظرت إليه بحزن مصطنع، كأنها تتقمص الدور ببراعة، وقالت:
لا، متشكرة جداً… بعد إذنكم، أنا همشي.
سارت باتجاه غرفتها، بينما كان كريم يراقبها بصمت. ثم التفت إلى أم ملاك وقال:
يا حماتي، ليه كده؟
ابتسمت أم ملاك له وقالت بحزم:
أحسن وبعدين مينفعش تقعد وانتوا قاعدين… ولا حضرتك ليك رأي تاني؟!
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عفريتة المساء) اسم الرواية