رواية سد خانة الفصل التاسع 9 - بقلم فيروز مغازي
وخد بعضه وخرج من الباب الخلفى، ومشي بهدوء لحد مكان الشخص ده، وضربه ع راسه من الخلف والشخص ده فقد الوعى فى لحظتها ولما معتصم شاف ملامحه كانت المفاجاة الكبرى ليييه..
لقاه تامر اللـ اكيد وجوده هنا كان غريب اوى.
دليلة خرجت بسرعه واتصدمت لما شافته.
دليلة: ده تامر ايه الل جابه هنا؟
معتصم: هعرف أنا مضطر اخده معايا.
وكتفه وخده معاه فى شنطة العربية، لمخزن دليلة استغربت هو ازاى بيملك مخزن زيه هنا فى دبى.
كأنه متعود يعمل كوارث فيه كمان !!
معتصم بتحذير: اوعى تنزلى من العربيه واقفلى عليكى أنتِ وحمزة كويس.
دليلة مسكت ايده: ايوة بس أنتَ ازاى..
معتصم قطعها: هجوابك بس لما افهم منه بيراقبنا ليه لدرجة انه جاى ورانا دبى.
دليلة تنهدت: مش مطمنة يا معتصم، طيب ممكن تخلى بالك من نفسك، انا خايفة عليك.
معتصم: اطمنى جوزك بيأذى مش بيتأذى.
دليلة استغرب كلمته هو بجد ممكن يأذى !!!
قفل عليها ونزل تامر من العربيه وخده لل المخزن، دليلة استغربت شدة وقوة معتصم فى اللحظة دى وشافته لأول مرة مرعب زى بتوع المصارعة، اللى كانت بتتفرج عليهم زمان وبتخاف منه..
حمزة بخوف: هو عمو بيعمل كده ازاى!
دليلة: متخافش يا حبيبي، معتصم بيحمينا.
مجرد ما فتح عينيه لقاه واقف بطوله قصاده.
تامر اتخض: معتصم بيه!
معتصم شده من ياقته: بتراقبنا ليه؟
تامر بلع ريقه بارتباك للحظات، اتفاجى بلكمة قوية، من معتصم الل كان جاب اخره منه.
معتصم: ما تنطق يا روح أمك!
تامر كح بالم: ططيب هتكلم.. بس أضمن انك مش هتاذينى، ماشي !!
معتصم بانفعال: ما تخلص يا حيلتها.
تامر: أنا كنت جاى أذى دليلة حضرتك مش مقصود.
معتصم اتسعت عيونه: يبقي أنتَ الل قتلت فريد.
تامر بقوة ظهرت فيه فجاة: ايوة انا اللى قتلته ايه مش من حقى اخد بتارى من الى كانت السبب فى حاجات كتيرة وحشه حصلتلى !!
معتصم رفع حاجبه: مش خايفة بعد الل عرفته ده اقتلك !! واقسملك محدش هعرفلك طريق جرة.
تامر بسخرية: هو حضرتك فاكرنى عبيط عشان اصدق انك بتحبها دى واحدة زى غيرها.
معتصم لكمه بقوة: طب ايه رايك بقي انك عايز تتادب وانا فاضي لاهلك.
تامر بالم: ليه كده بس يا بيه!
معتصم طلع سلاحه: ده عشان تفوق لنفسك وتعرف ان الل قولته ده هيوديك فى داهية.
دليلة دخلت برعب: معتصم لاء، لاء ارجوك.
معتصم بغضب: أنتِ ايه الل جابك هنا؟
دليلة دمعت: انا سمعت كل حاجة، ومش عايز أنتَ تضيع منى بسبب ده، انا عايزة اسلمه للحكومة.
تامر بانفعال: كل حاجة وحشة حصلتلى بسببك، هقتلك صدقينى هقتلك زى ما قتلك أخوكِ.
معتصم قبض على رقبته: كلمة تانية ومش هسمى عليك هقتلك واشرب من دمك لو رفعت عينك دى فيها أنتَ فاهم يا حيلة امك.
دليلة: سيبه يا معتصم عشان خاطرى احنا هناخده للحكومة المصرية تتعامل معاه، انا سجلتله.
تامر بلع ريقه: سجلتى؟
معتصم ابتسم برضا: تمام، ناخده لمصر يدفن فى بلده، احسن من هنا ولا اى رايك يا دودى!
دليلة بعدم رضا: أنتَ من امتى شرير كده!
تامر ضحك بسخرية: أنتِ لسه شوفتى منه شر!
معتصم شده من شعره ورفع رقبته وضغط على العرق الل بيخليه يفقد الوعى فى لحظات.
فقد الوعى وخده متربط لشنطة العربية، ولمعارفه الكتير قدر ياخده معاه ببساطة بدون اجراءات لما ركبه معاه طيارته الخاصة، والغريبة ان دليلة لقتـه كل حاجتهم جاهزة فى الفندق اخدوها بسهولة..
ركبت الطيارة الخاصة بتاعته وهى مش فى كامل الرضا عن الل هو بيعمله ده، كأنه حد تانى.
معتصم حس بكده: أنتِ مستغربة كل حاجه صح!
دليلة: ايوة ومش راضية عن كمية الحاجات الغير شريعة الل أنتَ بتعملها، وكمان قلبك تقيل اوى يا معتصم انا خوفت منك والله خوفت..
معتصم: حبيبي أنتِ لسه متعرفيش قساوة الدنيا عاملة ازاى ولا نوعيات البشر، أنتِ متعرفيش حد، فى حياتك غير أيمن، وفاكرة انه اسوء البشر لكن تفكيرك لا فيه انيل من ايمن عشان كده لازم اكون كده عشان اعرف اخد حقى من الدنيا.
دليلة: ايوة بس انا بخاف عليك.
معتصم ابتسم: قولتلك جوزك بيأذى مش بيتأذى.
دليلة بعد راحة: ربنا يستر.
معتصم: مستنى اللحظة الل هشوف فيها نجوان عشان اثبتلها انى عمرى ما فكرت اوجعك.
دليلة: بس الحمدلله قدرنا نمسكه المجرم ده انا. قولت لنجوان انه حد عايز يأذينى انا.
**************************
نظراتها للنيل نظرات مليانة وجع ومرار لدنيا قست عليها وخدت فرحتها فى غمضة عين، دلوقتي لقت نفسها بتعيط بعد ما فشلت تاخد حق حبيبها، عياط مكنش الم لفراقه ع قد ماهو قهر انها عجزت تعرف القاتل الحقيقي ولا عرفت تجيب حقه..
نجوان: خلصت كده يا نوجة !! بقيتِ لوحدك !!
= لا مبقتيش لوحدك انا هنا يا نجوان.
بصت وراها لقته واقف عل ملامحه الحزن.
نجوان: أنتَ عايز منى ايه !!
نضال: عايز أكون جمبك ممكن!
نجوان بسخرية: وانا المفروض اقولك اوك.
نضال: مضطرة تقوليلى اه عشان هقولك خبر كنتِ مستنياه من مدة كبيرة.
نجوان ربعت ايدها: وايه الخبر؟
نضال: معتصم وصل لل قتل فريد.
نجوان: اممممم عشان يبرئ نفسه.
نضال بنفى: معتصم مش محتاج يعمل كده اساسا لانه already طلع منها من غير مجهود.
نجوان: ومين هيشهد للعروسة يا دكتور.
نضال: طب ممكن تيجى تشوفي مين المجرم !!
نجوان بقوة: ايوة هاجى عشان اثبت للكل انه مش هو، انما معتصم هو المجرم الوحيد.
نضال ابتسم: طيب تعالى اوصلك.
نجوان بكبرياء: مستحيل.
وسابته، وقفت عشان تلقى حاجة تركبها، وهو ركب عربيته وقعد متابعها لانه متاكد انها مش هتلقى.
بعد وقت طويل اتحرك ووقف قصادها وفتح شباك العربية وبصلها من تحت نضارته.
نضال: لسه مصممة بردو!
نجوان بعناد: ايوة مصممة، امشي.
نضال: اوك، همشي، سلام.
واتحرك بعربيته والشارع فضي عليها لانها كانت الصبح بدرى، وقفت مستنية حاجة تعدى ملقتش..
وفجاة لقت عربية غالية وقفت قصادها وجواها، شاب شكله لعوب اوى ابتسم ليها.
الشاب: الحلوة محتاجة توصيله!
نجوان: روح يا حبيبى الله يسهلك.
الشاب ابتسم: حبيبي!
نجوان بتافف: روح يا افندى من هنا الله يكرمك، اليوم شكله باين من اوله، اشكال تعر.
الشاب نزل: طيب يا ستى متبقيش حمقية، اركبى وهظبطك، انا عارفكم البنات اللى بتقف ع نواصى الشارع دى وبتلقط رزقها.
نجوان ضربته بالقلم: حيوان.
الشات اتعصب ولوى دراعها: أنتِ مجنونة ابت.
نجوان فقدت القدرة عل الافلات منه.
فجاة لقت نضال ظهر من العدم، وشده من ياقته.
نضال: أنتَ بتعمل ايه ياض؟
الشاب: وانت مالك يا عم الحلو ما تتكل.
نضال ابتسم: هتكل حاضر.
ضربه بالروسية فى راسه، الشاب اتعصب وطلع من جيبه سلاح وحطه على جبهة نضال بتهديد.
نضال: هخاف انا كده صح!
الشاب: ايوة لازم تخاف، عشان هقتلك.
نضال كان شايف نجوان واقفة خلف الشاب ده، وماسكة عصاية وراحت ضربته فى راسه وفقد الوعى فى ساعتها ووقع عل الارض.
نضال غمزلها بمرح: البطل تربيتى.
نجوان بحنق: اتفضل اتنيل امشي بقي.
نضال: تعالى طيب مانتى السبب من الاول.
نجوان: انا هركب عشان انا مستعجلة بس انت مش مجبى عليا ولا بتعمل فيا معروف.
نضال رمالها بوسة عالهواء: الى تشوفه يا عسل.
نجوان برقت: احنا هنهرج ولا ايه !!
نضال رفع ايده: مقدرش يا ستى اتفضلى.
ركبت نجوان بكبرياء ولا كأن العربية بتاعتها، نضال بص عليها من المراية، وابتسم شقاوتها دى بتنسيه نفسه وبتخليه عايز يفضل جمبها عل طول.
نجوان: بص قدامك مع انى مش طيقاك بس فيك حاجة كويسة انا شيفاها في عينك.
نضال برق بعينه الزيتونية: اه والله بصي كده.
نجوان ارتبكت قدام سحر عيونه، وحاولت تتحكم فى نبضاتها الل زادت فجاة بشكل مريب.
نضال ابتسم جواه: يالله بحبها اوى.
حبيتك قد الحب اللى فى كل العالم، حبيتك وربك وحده حبيبي هو العَالِم أنتِ بالنسبالى ايه حلم يما حلمت بيه.
نجوان لما سمعت الاغنية بصتله لقته مركزلها اوى، وبيدندن بصوت وصل لقلبها كأنه عايز يقولها كده بجد، كأنه بيعشقها ومن زمان.
نجوان بتعلثم: ممكن تقفل الاغانى!
نضال: الل تشوفيه، من عينى.
وقفل بيأس، وصل بيها القسم، لقت دليلة هناك مع معتصم بصتلها بعتاب وتخطتها وكملت طريقها لـ وكيل النيابة بعد ما عرفت ان تامر جوة..
معتصم: هى صحبتك بتعمل ايه !!
دليلة بحزن: مش عارفة يا معتصم.
نجوان بجدية: انا حاضرة عن المتهم تامر يا فندم، ممكن اتكلم معاه قبل ما تاخد أقواله الاخيرة!
وكيل النيابة: بس هو معترف.
نجوان: اكيد معترف تحت ضغط هو برئ صدقنى.
وكيل النيابة: طيب هسيبكم شوية مع بعض.
خرج وكيل النيابة، وعدى من قدام معتصم.
معتصم سال العسكري: هو وكيل النيابة خرج ليه؟
العسكرى: المحامية الل حاضرة عن المتهم طلبت تتكلم مع موكلها قبل ما تتاخد اقواله الاخيرة.
وسابهم ومشي من قدامه.
معتصم بنرفزة: شايفة صحبتك بتعمل ايه!
دليلة بتعب: مش عارفة نجوان بتفكر ازاى.
معتصم: لعلمك هى اخرتها معايا هتبقي وحشة.
دليلة: عشان خاطري اهدى لو هو الل عملها بجد، مستحيل تقدر تطلعه ده معترف حتى عل مكان السلاح الل قتل بيه..
نضال: أنتَ متاكد انه هو؟
معتصم: ايوة يا نضال متاكد.
نجوان: بص يا تامر انا هقف جمبك فكك خالص من معتصم مش هيقدر يأذيك قولى انه عمل كده بس، واوعدك هيبقي مكانك.
تامر ابتسم: بس انا الل عملت كده بجد ومعتقدش هتقدرى تخرجينى لانى القاتل الحقيقي.
نجوان: صدقنى لو هو ضاغط عليك..
تامر قطعها: محصلش، معتصم بيه ميعملش كده.
نجوان: وليه معترف، انت متعرفش اخرك ايه!
تامر بحزن: عارف، وصدقينى مش ندمان.
نجوان: تامر أنتَ ملكش مصلحة فى قتل فريد.
تامر لمعت عيونه بشر: لا ليا مصلحة عشان آوجع دليلة زى ما بسببها اتشردنا انا واهلى فالشارع.
نجوان: ممش فاهمة.
تامر: انا الل بعت حريم تضرب دليلة زى ما كانت السبب فى فصلى من الشغل، ولما معتصم عرف، مسبنيش فى حالى وقطع رزقى من كل مكان..
نجوان اتصدمت: يعنى أنتَ القاتل الحقيقي بجد.
تامر بتاكيد: ايوة انا، ولو عايز تساعدينى اقتليها، خلينى اشفى غليلى منها، وارتاح.
نجوان دموعها نزلت وخنقته بايدها: ليه ليه فريد حبيبي آذاك فى ايه، ليه عملت كده، ليييه.
دخل وكيل النيابة، والعساكر شالوها منه، وخرجت برة المكتب مش عارفة تصلب طولها وبتعيط، هى بجد ظلمت معتصم وهو ده القاتل !!
نضال قرب بقلق: مالك يا نجوان؟
نجوان انفجرت فى العياط: انا بكره معتصم وبكره دليلة، بكرهم وهفضل اكرهم طول عمرى هما سبب الل فريد وصله واللى انا فيه انا بكرهكم.
دليلة دمعت: نجوان انا ضحية زيك خسرت اخويا.
نجوان عيونها اتملت غل: لو مكنتيش اذيتى تامر، أنتِ وجوزك مكنش قتل فريد ولا حرمنى منه.
دليلة: أنا معملتش حاجة هو الل اذانى يا نجوان.
نجوان صاحت: كنتِ اسكتِ استحملى أنتِ طول عمرك مستحملة الظلم والذل جت عل ده !!
دليلة اتكسرت فى اللحظة دى، ودموعها زادت من القهر اللى اتقهرته بسبب صحبة عمرها..
الل بتعايرها بقلة حيلتها وتحملها للظروف.
نضال خد نجوان لتحت وهى مشيت معاه حقيقي مكنتش قادرة تشوف دليلة حست انها مش طايقة تشوف خلقتها وهى واقفة جمب معتصم.
نضال: صحبتك ملهاش ذنب ع فكرة.
نجوان بدموع: هى السبب الرئيسى اللى كان عايز يقتلها، كان قاصدها بجد، وجت فى حبيبي.
نضال: والقاتل الحقيقي دلوقتي مسجون.
نجوان: حتى لو يا نضال حتى لو، انا مش هرتاح، قلبى هيفضل شايل منها طول العمر.
نضال: طيب ممكن تهدى، تعالى نقعد فى حتة بعيد عن الضغط ده، وانا جمبك مش هسيبك.
خدها لمكانه المفضل فى المقطم على مرتفع عالى، بيحب دايما يقعد فيه لوحده.
قعدت جمبه على حرف المنحدر وبصت للكون.
نضال: تعرفى ان ده مكانى المفضل!
نجوان مسحت دموعها: مريح وهادى.
نضال: وعمري ما جبت حد معايا فيه غيرك.
نجوان: ليه هو انا غير الناس !
نضال بتأكيد ابتسم: غير كل البشر.
نجوان: كنت فاكرة انك وحش زيه.
نضال: معتصم مش وحش صدقينى.
نجوان بغل: لا وحش والايام هتثبتلك.
نضال تنهد: طيب انسي خلينا فيكِ.
نجوان: انا !! انا خلاص انتهيت.
نضال: الدنيا لسه بخير يا نجوان.
نجوان بسخرية: وانت شوفت منها حاجة عدلة!
نضال شرد بحزن: لاء بس دايما واثق ان ربنا شايل ليا الاحسن والاجمل، واثق ان فى عوض.
نجوان: أنتَ غريب اوى، الل يشوفك يقول رايق.
نضال بمرارة: بالعكس يمكن أنتِ عندك حاجة كده عايشة عشانها، مامتك مثلا، ربنا يخليهالك.
نجوان: وانت ملكش حد !!
نضال: انا اتربيت فى ملجأ، لقيط يعنى.
نجوان شهقت: بجد!
نضال: امممم بس عادى انا مبسوط.
نجوان: ططيب وملكش أخوات!
نضال بنفى: لا مليش طبعاً.
نجوان باهتمام: وبدات حياتك ازاى!
نضال: خرجت الملجأ ف سن الـ 18 وطول سنين عمرى هناك كنت بدرس، ولما خرجت كنت ثانوية عامة.
نجوان باسي: وبعدين!
نضال: توهت طبعاً ولفيت على شغل عشان اعيش، والحمدلله قدرت الاقى واشتغلت مع بواب عمارة، كان محتاج حد يشيل الحاجات التقيلة بتاعت لان هو كان كبير فى السن، قدرت اعمل فلوس تكفينى اكل وشرب وسكن بس دراسة لا لحد ما البواب ده جاله فرصة شغل، فى ڤيلة الرواى.
نجوان باستنكار: الل معتصم من عيلتهم.
نضال بتاكيد: ايوة، الغريبة انه لما شافنى حبنى اوى رغم ان عنده اصحابه فى مستواه لكن انا كنت من زمان الاقرب ليه والحقيقة انا كمان حبيت الشغل من يوم ما بقينا صحاب كان هو اكبر منى بسنة واحدة.
نجوان: ومش محتاح تقولى انه ساعدك تدرس.
نضال بتاكيد: رغم اعتراض جده، صمم واهله هما اللى شجعونى وشجعوه الحقيقة.
نجوان ابتسمت: الظاهر أنتَ كنت دحيح.
نضال ضحك: ايوة، بس مش لابس نضارة.
نجوان تنهدت: طلعت لذيذ اوى.
نضال بحب: أنتِ لسه معرفتيش عنى حاجة.
نجوان بحزن: متزعلش لو ضايقتك.
نضال: القديمة احنا الاتنين هننساه.
نجوان: بس مش هنسي الل معتصم عمله.
نضال: لسه مصممة يا نجوان!
نجوان: مش قادرة اتقبل وجوده وانا عارفة انه كان السبب فى موت فريد حتى لو من بعيد.
نضال لمس ايدها ببطء: يبقا نبعد وانا هكتفى بيكِ صديقة، او بيست فريند جديدة ليا هو اساساً مش هيبقي فاضي لاهلى، وهينشغل بحياته.
نجوان انتفضت من لمسه: ممنوع بعد اذنك.
نضال ابتسم: الل تشوفيه، موافقة !!
نجوان: موافقة بس تبعد عن معتصم.
نضال ضحك: اعتبرينى، نسيته خلاص.
نجوان بحزن: انا شايلة من دليلة اوى.
نضال: حاولى تصفيلها هى ملهاش ذنب.
نجوان تنهدت: مش مهم دلوقتي، المهم انى بشكرك على المكان الرايق ده، انا حبيته.
نضال: هجيبك هنا كتير لو حابة.
نجوان: اشطات، بس كفاية كده انا عايزة اروح.
نضال: طيب، تعالى اوصلك.
وصلها لحد بيتها وتبادلوا الارقام، وحس انه مالك الدنيا وللى عليها، ودعى كتير تكون ليه ف يوم.
***************************
على شاطى اسكندريه شموع وورود فى كل مكان، اضاءة هادية مع غروب الشمس، ميوزك هادى اوى، بيناقض صوت تلاطم الامواج حواليهم واقفة هى بفستان متفصل عليها من لونه المفضل الازرق.
وهو مقرب منها حاضنها بيراقصها عل الميوزك كل لحظة بيحاول ينسيها كل الل مرت بيه ووجعه.
معتصم بحنان: دليلة، أنتِ مركزة معايا؟
دليلة بصت جوة عيونه: أنا بنسي نفسي معاك، بس فى وسط ضياعى معاك بفتكر كل الل واجعنى.
معتصم لامس خدها: بس خلاص الل واجعك كله نهيته، وتامر خد الحكم المحترم ولو علي نجوان نضال قالى انها باقية عليكِ، بس هى تعبانة.
دليلة: وايه لم نضال عل نجوان!؟
معتصم: مش بقى صديقها المقرب.
دليلة: غريبة مع انها مكنتش طيقاه.
معتصم: خلينا فى حالنا بقى وسيبك منهم.
دليلة بخجل: ايه !!
معتصم باس خده بتمهل: وحشتينى.
دليلة اتوترت: طيب خلينا نرقص احسن.
معتصم بيأس: أنتِ مبتحبنيش!
دليلة ابتسمت: ازاى مش بحبك وانا مغرمة بقلبك!! ازاى وانا عـندى استعداد أعمل كتير عشان خاطر عيونك، ازاى وانا مكتفية بيك بعد ما خسرت الكل علشان اكون فى حضن عينيك وجمب قلبك.
معتصم همس قدام شفايفها: ده بجد؟
دليلة خجلت: ايوة بجد، أنا بحبك.
معتصم منع بينهم كل المسافات وهو حقيقى متلهف لقربها ده من يوم ما لمح عيونها السمراء الجميلة.
دليلة بعدت وخبت راسها فى حضنه.
دليلة بخجل: أنتَ قليل الأدب اوى مش دلوقتي.
معتصم: استنى بس دانا مش سايبك النهارده، هو اللى حصل ده فكرك مش هيتكرر تانى؟
دليلة بتوتر بالغ: معتصم بليز انا متوترة.
معتصم بانفاس حارة: طب ومعتصم يعمل ايه، هو بجد انا مش صعبان عليكى !!
دليلة بخجل: نحتفل الاول طيب !! وهغنيلك.
معتصم بحنق: لا احتفلى أنتِ انا هنام.
دليلة بحنان: استنى بس، انا عايزاك ليا النهاردة.
معتصم: وبعد الساعة 12 !!
دليلة برقة: هكون ملك ايديك.
معتصم: حيث كده بقي نحتفل يا مزتى.
دليلة ضحكت بخجل: بحبك اوى وانت مجنون.
معتصم: وانا كمان يا ايقونة قلبى.
دليلة ابتسمت: هو أنتَ بجد طلعتلى منين!
معتصم: اشكرى حمزة بقي.
دليلة: عندك حق، هشكره هو وتقى.
معتصم: أنتِ بقي الل كنتِ مستخبية فين؟
دليلة حزنت: كنت موجودة بس مدفونة بالحيا لما انت جيت حياتى طلعتنى من الحفرة دى، ونورت حياتى، تعرف انتا بالنسبالي ايه يا معتصم !!
معتصم باهتمام ابتسم: ايه يا حبيبتي!
دليلة شردت فى ملامحه واتكلمت بتاثر وعيونها بتلمع بصدق واضح لمعتصم:
- أنتَ أعظم انتصار وانجاز حققته، أنتَ الفارس ال دخل حياتى ونورها بجمال عيونه، أنتَ دعوة كانت مستجابة بس اتاخرت لاسباب كتيرة..
أنتَ حاجة كده حركت مشاعرى وغيرتنى، أنتَ بيت امان فى وسط غابة مفيهاش مسكن، أنتَ السند.
معتصم ضمها لحضنه مش قادر يبص جوه عيونها وغصة الم اتعلقت فى حلقه وجعاً عليها.
دليلة دمعت: اوعى تتخلى عنى، ارجوك.
معتصم باس راسها: مستحيل أنتِ فاهمة انا مش هفرط فيكِ، أنتِ هدية جاتلى من ربنا.
دليلة رفعت عيونها، وحضنت وشه بحنان.
دليلة: أنتَ كويس يا معتصم !!
معتصم: اه اه انا تمام.
دليلة ابتسمت بخجل: طيب الساعة عدت 12.
معتصم ضحك غصب عنه: تعرفى انك مجنونة!
دليلة بدلال: انا مهووسة بيك صدقنى.
معتصم شالها بحنان كبير، ومشي بيها للشاليه الل واخده ليهم فى اسكندرية، وباصص قدامه.
بيحاول يفكر نفسه بحاجات تكرهه فيها، او حتى تخليه يقسي عليها زى ما كان مخطط، بـس عقله، رافض يفكر فى وجود نبضات قلبه الل زادت ليها.
وصل بيها لحد الفراش وسندها برفق.
ووقف بيبص ليها، وهى مستغربة تحوله الغريب.
دليلة بقلق: مالك يا حبيبي، قافش كده زعلتك!
معتصم بتعب: تعبان من الصراع الل جوايا.
دليلة: مش فاهمة.
معتصم: مش مهم خلينا نتبسط.
دليلة بعدم رضا وحرج: ايه الطريقة دى يا معتصم، نتبسط؟!! هو أنتَ شاقطنى انا حبيتك على فكرة.
معتصم: مش هو ده الل هيحصل !! انا هتبسط انك ملكتك فى حضنى وانتى كمان ولا ايه !!
دليلة بحرج: ايوة بس بلاش تقولها بالصيغة دى.
معتصم بسخرية: اشمعنا بحسسك انك رخيصة!
دليلة شهقت: أنتَ بتتكلم كده ازاي !! انت اتجننت.
معتصم: مقصدش بس أنتِ مكبرة الموضوع.
دليلة بخنقة: لا مش مكبرة حاجة، انا عايزة انام بقا بعد اذنك، سيبنى لوحدى.
معتصم تنهد وقعد جمبها بيحتويها بعد ما ضيقها.
معتصم: مالك بس انا مقصدش.
دليلة دمعت: بس أنتَ عرفت انى اضيقت وبتتريق عليا كأنك مش فارقلك احساسي.
معتصم: شكل موضوعك كبير.
دليلة بحزن: ايوة لما قولت كده، فكرتنى بالزفت الل ما يتسمى ايمن الله يجحمه مكان ماهو.
معتصم بتعجب: مش فاهمك.
دليلة بخنقة: أيمن عمره ما حبنى وانا كنت بالنسباله مجرد جارية عنده، تعرف كان بيقولى ايه؟!
معتصم: كان بيقول ايه الحيوان ده؟
دليلة: كان بيقولى انا مخليكى عل زمتى عشان أنتِ بتبسطينى واحدة حلوة كسبتها فى البخت، واحدة وظيفتها فى حياتى تعدلى مزاجى، كأنه لقينى فـى الشارع ابن سيدة العورة.
معتصم اتضايق: يابن الࢪ..
دليلة: ملوش لزوم نتكلم عنه المهم فهمتنى!
معتصم: حقك عليا، انا مقصدش اساساً.
دليلة ابتسمت؛ وانا واثقة فيك وبحبك.
معتصم فك شعرها: وانا كمان، تعرفى انك جميله.
دليلة غمضت ببطء: وأنت كمان عجبنى اوى بحبك بحب كل حاجه فيك ومش ندمانة انى معاك.
فتحت عيونها تانى يوم لقت نفسها لوحدها وهو واقف فى البلكونة عارى الصدر مولع سيجارته..
لبست الرواب بتاعها ودخلت البلكونة حضنته من ضهره بحنان كبير وسندت رأسها عل ضهره.
دليلة برقة: صباح الخير!
معتصم ابتسم ولف ليها: صباح الجمال.
دليلة بخجل: قومت من جمبى ليه؟
معتصم: تعالى اقولك فى ودنك.
ووشوشها بخبث، دليلة اتكسفت وبعدت عنه.
معتصم ضحك: يا جبانة، طب ايه رايك مش هقوم تانى من جمبك وابقي ورينى هتهربى ازاى.
دليلة ضحكت بخجل: ياعم انا جبانة، سيبنى امشي لابنى الله لا يسئك انا اخاف عليه لوحده.
معتصم: قولتلك انا سبته مع تقى فى بيت جدى، ومعاهم الدادة يعنى هو فى امان بجد.
دليلة: بس بردو احنا لازم نرجع القاهرة.
معتصم قربها منه: طب واشبع منك ازاى، دليلة انا محتاج عمرين على عمرى عشان اكتفى منك.
دليلة بخجل: ايه الكلام الل على الصبح ده؟
معتصم: لا دانتى شكلك مفكرة ان هيبقي بينا فى ليل وصباح ونهار والكلام ده يا حبى لا، انا وانتى، والاوضة دى ومش عايز اعرف حاجة تانية.
وخطفها لعالم أدمنه جمبها، وقضت معاه شهر من أجمل ايام حياتها، بداية جديدة لكل جميل، شعور بالامان مكنتش متعودة عليه ولقته جمبه، حمدت، ربنا عالصدفة الل جمعتها بيه، وأتمنت كتير تعيـد اللحظات الحلوة دى كل ثانية وكل دقيقة معاه.
فى أوضتها الخاصة شاليه اسكندريه واقفين جمب بعض بيحضروا شنطهم عشان السفر.
معتصم: مكنتش عايز الشهر ده يخلص.
دليلة: الايام جريت بينا محستش بيهم من جمالهم تعرف بجد ان دى احلى فترة عدت عليا.
معتصم قرب حاوط خصرها بتملك.
معتصم بصدق: تعرفى انى لاول مرة بلقى نفسي، معرفش بس حاسس انى أول مرة بعيش وبلاقى الاهتمام بالشكل الجميل ده من حد جميل زيك.
دليلة ببسمة: مع انك وسيم وجميل وبنات الكون، كلها تتمناك، تفتكر هصدق كلامك ده !!
معتصم: الوسامة مش كل حاجة، المهم الى حبتنى دى حبت قلبى وحبت روحى، ولا ايه رايك!
دليلة؛ عندك حق، وانت بقي حبتنى عشان ايه !!
معتصم بجدية: ومين قال انى حبيتك!
دليلة دورت فى عيونه لقته بيتكلم بصدق قتلها.
معتصم: ايه مستغربة ليه يا دليلة.
دليلة: انت اكيد بتهزر معايا صح!
معتصم مط شفايفه: أنتِ شايفة ايه !!
دليلة ضحكت ونعكشت شعره بمرح.
دليلة: شايفة انك شاطر اوى فى التمثيل.
معتصم زق ايدها بضيق: أنتِ بتهزرى معايا؟
دليلة حزنت: الظاهر متعكنن هسيبك تهدى.
معتصم جذبها لصدره بقوة لدرجة انها بجد حست ضلوعها بتتكسر من شدة قبضته حول خصرها.
معتصم: ومين قالك انى متعكنن انا كويس.
دليلة دفعته عنها بوجع: اوعى متلمسنيش.
معتصم من بين سنانه: متخلقش الل يدينى اوامر، معتصم الراوى مبيخدش اوامر من حد.
دليلة: معتصم بتوجعنى، ابعد عنى.
معتصم افلت قبضته حواليها وسابها ونزل تحت، متنرفز بطريقة غريبة، دليلة استغربتها ووجعتها.
معتصم بيركل الهواء برجله بعصبية:
- مش عارف توجعها !! مش عارف تبعد ولا تشوف حتى دموعها غبى، وهتفضل طول عمرك كده، كنت عايزها فترة تغيرلك مودك وتملى مكان فاضى جوا منك، وشكلك اتعلقت بيها لدرجة انها عششت فـى دماغك وعايزها جمب العمر كله مش مجرد وقت.
شافها شايلة شنطتها ونازلة بيها وبتمسح الباقى من دموعها بقوة فشلت فى اظهارها ليه لانه قدر يشوف الوجع الل جوة عيونها ببساطة شديدة.
والغريبة انه اتوجع لوجعها ده ولقا نفسه قرب منها واخد عنها شنطتها وحضنها بحزن شديد.
معتصم: أنتِ مبتعرفيش تهزرى!
دليلة: اوعى بعد اذنك، عايزة امشي.
معتصم: دليلة أنا كنت بهزر.
دليلة بدموع: تهزر فى وجع قلبى صح؟ انت عارف كويس اوى ان اكتر حاجة ممكن توجعنى انك انك متكونش بتحبنى بجد وتسيبنى وتمشي وعملتها.
معتصم حضن وشها وحقيقي مش قادر يستوعب حياته دى من غيرها بعد ما بقت هى سبب فرحته.
معتصم: حقك عليا، سامحينى.
دليلة عيطت ومردتش عليه، مسح دموعها وحضن جسمها جوة بين ايديه بيضمها كأنه خايف تمشي.
دليلة: متمشيش ارجوك.
معتصم: مش همشي، انا جمبك.
دليلة ببراءة: أنا هسامحك المرادى بس متتعودش على كده، عشان انا زعلى وحش.
معتصم باسها ببطء: حقك على قلبى.
دليلة بعدت: بعد اذنك ممنوع.
معتصم بحنق: لا والله؟
دليلة: اه واذا كان عجبك، روحنى يلا.
معتصم شالها: بعينك لسه قدامنا اسبوع هنا.
دليلة: ممكن تقولى بحبك!
معتصم شرد لحظات وبان عليه الالم والوجع.
تارا: ممكن تقولى بحبك؟
معتصم: طب مأنتِ عارفة انى بحبك.
تارا مط شفايفها: وايه المانع اسمعها منك؟
معتصم: حبكت دلوقتي !! حبيبتي احنا المفروض متاخرين على الحفلة، ونضال مش مبطل زن.
تارا برقت: مليش دعوة، الحفلة اهم منى؟
معتصم: طيب ياستى بحبك اوى كمان.
تارا حضنته: وأنا كمان، بحبك اوى.
معتصم باس ايدها: يخليكى ليا.
دليلة طرقت بصوابعها قدام عيونه: معتصم.
معتصم بانتباه: نعم يا دليلة.
دليلة بحنق: أنتَ مبتحبنيش؟
معتصم تنهد: لا طبعاً بحبك.
دليلة ابتسمت: وانا كمان، يلا نطلع؟
معتصم كأنه افتكر ابتسم بخبث: اه عندك حق.
*******************************
خرجت من شغلها لقته واقف مستنيها كالعادة.
نجوان بتعجب: أنتَ مبتزهقش يابنى!
نضال: تؤ معنديش غيرك ارخم عليها.
نجوان: وترخم عليا ليه هو انا ناقصه؟
نضال: طب بزمتك مش بتتبسطى لما بتخرجي تشوفينى !!
نجوان ابتسمت: عايز الحق؟
نضال باهتمام: طبعاً.
نجوان: بقول فى نفسي كده، ايه اللى جابه الكائن المتطفل ده؟ دانا زهقت منه.
نضال حزن: بجد انا متطفل!
نجوان ضحكت: ههههههه مالك هتقلبها حزاينى، لا ياخويا بتبسط بس النهاردة تودينى الملاهى.
نضال بغيظ: بتاعت ملصحتك، حيوانة.
نجوان: هتودينى ولا اخدك الكورنيش انكد عليك.
نضال: دموع بقي ومنديل وشحتفة.
نجوان: بتقول حاجة اخويا.
نضال ابتسم: ها هو انا اقدر يا نوجة؟
نجوان: ايوة كده اتعدل، اتفضل قدامى.
نضال: هنروح فين؟
نجوان: الل تشوفه يا شق الشقايق.
نضال لسه هيرد، شاف حد وقته مش مناسب تماماً.
****************************
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية سد خانة) اسم الرواية