رواية جريمة حب الفصل الثامن 8 - بقلم سلسبيل
_______________
كانت ترمش بعينيها دلالة على استيقاظها وذهاب مفعول المخدر، لتفتح عينيها ببطء وهي تنظر حولها بريبة من ذلك المكان الغريب التي هي به لتشعر بألم يجتاح رقبتها أثر الحقنة ورأسها أثر المخدر.
لتحاول النهوض ولكن أطرافها مازالت تحت تأثير المخدر، لتنهض وهي تستند إلى ذلك الحائط لتجحظ عينيها حينما تذكرت ابنتها وتحاول الوصول للباب على الفو وتقوم بفتحه وهي تبحث بكل مكان عنها وتنظر حولها تتفحص ذلك المكان الذي هي به ولا تعلم عنه شيء، لتلعن ذلك المدعو أمير بداخلها لعلها تهديء تلك النيران بداخلها نحوه؛ فهو ذلك الخائن الذي عقد اتفاق معها ليتمكن من قتلها.
استمعت لصوت تلفاز لتذهب لذلك المطبخ التي تفقدته منذ قليل وهي تبحث عنهم لتجذب ذلك السكين الحاد وتتقدم نحوهم ببطء.
وبدون سابق إنذار ترفع السكين نحو صدره، بينما هو كان جالسا على الأريكة تنام على قدمه جود ليتوقف السكين أمام صدره حينما رأت ابنتها لتجري نحوها على الفور وتفحصها.
استيقظت جود على لمسات أمها لتبتسم وتحتضنها بقوة قائلة:
-أخيرا فوقتي، عمو قال إنك أول ما تفوقي هتبقي كدة كويسة وخفيتي.
نظرت لذلك البارد بنظرة حادة لو كانت تقتل لكان الآن يُصلى عليه.
نهض واضعا يديه في جيب بنطاله ليشير لأدهم الذي ينظر لـجوليا بغضب غير مبرر لها.
-ضعها بغرفتها
جحظت عين أدهم وهو يتبادل النظرات بين جود وأمير، ليتفوه قائلا:
-أجننت! تطلب مني أن أحمل تلك الفتاة لأضعها بغرفتها! تعلم بأني لا أحب الأطفال.
شعر أمير بالضيق منه لـيقول:
-افعل ما أخبرتك به.
ليوجه نظره لـ جوليا التي تمسكت بابنتها قائلة:
-هتودي بنتي على فين؟
اقترب منها عدة خطوات ينظر لداخل عينيها القوية قائلا أمام وجهها مباشرةً:
-إن كنت أريد قتلها لفعلت.
لم يرد أن يتحدث بالعربية أمام جود حتى لا تفهم وتخاف منه، ابتسم لها ليقول:
-روحي مع عمو أدهم يا جود.
أومأت له جود لتذهب نحو أدهم الذي ينظر لها بقرف شديد وغضب، ليذهب أمير نحو إحدى الغرف مغلقا الباب خلفه لتشعر جوليا بالحنق من تصرفاته لتفتح الباب وتدخل مشبكة ذراعيها أمامها قائلة بنبرة قاسية:
-إيه فلوسهم قليلة!
ابتسم أمير بسخرية لـيقول وهو يعطيها ظهره:
-اللي بيهمني الفلوس فعلا، ولكن الأهم من الفلوس الثقة وأنا عمري ما خونت حد عشان كدة رجعت.
-شكرا مستغنية عن خدمتك، والكلمتين بتوعك مش هيأكلوا معايا أنا فاهمة لعبتك الـ.
-ومش هسمحلك تتخطى حدودك معايا.
اقترب منها في بضعة خطوات لترمش عينيّ جوليا أثر اندفاعه نحوها لترفع سبابتها في وجهه قائلة:
-أنا بحذرك تقرب مني أنا أو بنتي.
-راضية ترجعيله! ردي.
-وأنت مالك؟
نظر في ساعته قائلا وهو يفحص تعابير وجهها الحادة:
-فاضل على ميعاد الطيارة ست ساعات، هيدور عليكِ بأي شكل ويقتلك ومش بعيد يأجر بدل القناص اتنين وتلاتة عشان يخلص منك ومن الخطر اللي بتشكليه عليه.
-وأنت عايزني أثق في شخص حاول يقتلني!
جذبها نحوه لتصطدم به، لتبدأ حرب النظرات قائلا بنبرة حادة تزداد كلما رأى تلك القوة الكبيرة بعينيها:
-أنا قناص ومن على المسافة القصيرة اللي كانت بينا كنت ممكن أصيبها في دماغك وأخلص منك، ولكني عملت كدة متعمدا.
دفعها لـيقول:
-قدامك ساعتين تقرري فيهم تكوني معايا وتحت حمايتي من جوزك لغاية ما تطلقي منه، أو ترجعي لمكانك وتقابلي جحيم جوزك بإرداتك.
غادر وتركها وحدها، تفكر في تلك المصيبة الجديدة التي حلت على رأسها، لتتذكر ذلك الورق الذي جلبه لها جاسر اليوم بمستندات باسمها لموافقتها على إتمام صفقات ذلك الحقير المشبوهه؛ فهو يستخدم اسمها ليغطي على أعماله الغير قانونية وأيضا يهرب بعض الشحنات للخارج تحت ختمها هي.
لـتخرج من الغرفة وتجده يقف مع أدهم، لتقول وهي تتقدم نحوه:
-عايزة اطمن على ماما.
تفحصها أدهم من أخمصِ قدميها حتى رأسها باستحقار وغضب أغاظ جوليا، لتتقدم نحوه قائلة بنبرة باردة وقاسية بعض الشيء وهي تنظر لعينيه بقوة:
-بطل تبصلي كإني خدامتك عشان مشيلهمش من مكانهم، وإن كنت مش فاهم عربي فـ.
-لا تنظر لي وكإني أحد عاهراتك، حتى لا أنزع لك عينيكِ.
صُدم أدهم من جراءتها لينظر لأمير الذي ضحك على اندهاش صديقه بتلك الفتاة الغريبة والباردة ببرود ليس له مثيل تجعله أحيانا يفكر، أحقا هي بشرية مثلنا!
-التليفون؟
-هطمن على الأحوال وساعتها هبلغك بالحالة.
تركها وغادر دون انتظار كلمه منها حتى لا يخوض نقاش أخر معها.
__________________________
كان يحطم كل ما في المنزل بغضب يعتري قلبه وجسده، كاد أن يُصاب بجلطة أثر ذلك الغضب وضغط دمه المرتفع.
لـيردف بغضب وبقوة قائلا:
-هي فين؟؟
كانت ريهام تبكي بقوة وخوف وهي تجلس أمامه أرضا مقيدة بحبال، لتقول:
-والله يا بيه ما أعرف ولا حتى كلمتني.
-فين الزفت الصور؟
تقدم منه حارسه لـيقول:
-أتفضل يا بيه؟
جذب منه الصور ليرى بها أمير وهو يضع ذراعه حول خصرها ومصوبا بيده الأخرى نحو ذلك القناص بالأعلى ليستشاط غضبا ويضع الصور أمام ريهام متسائلا:
-مين ده؟
نظر له ومن ثم للصور لتبتلع لعابها بخوف وتوتر، لتصرخ حينما جذبها من شعرها قائلا بصراخ أمام وجهها:
-جاوبي، مين ده؟
أردفت ببكاء وخوف وهي تنظر لربة عملها:
-ده ده جه من فترة والهانم قالت أنه الحارس الشخصي بتاعها.
-اسمه إيه؟
-والله ما أعرف يا بيه، كنت بخاف أقرب منه أو أتعامل معاه.
-يعني إيه يعني! مش عارفة اسمه إزاي!
-والله يا بيه ما أعرف، هو مكنش بيتكلم غير مع الهانم.
دفعها أرضا لتصطدم رأسها بالأرض الصلبة، دلف حامد للمنزل مصوبا سلاحه نحو قصي وكذلك حراسه لـيقول:
-سيبها في حالها.
نظر له قصي باندهاش وضحك بقوة وسخرية لـيقول وهو يصوب اتجاهها سلاحه:
-أنت بترفع سلاحك عليا أنت ورجالتك!
-أحنا بنأخد الأوامر من الهانم غير كدة أنا أسف هعتبرك عدو بيحاول يستولى على بيت الهانم.
أطلق النيران نحو ريهام التي صرخت بقوة حينما اخترقت الرصاصة جسدها لتنظر لـحامد الذي لم يستوعب ما حدث للتو، لتسقط ريهام أرضا وهي تصارع الموت لتظل على قيد الحياة.
جرى نحوها على الفور وهو يحاوطها بذراعيه ينظر لها ولعينيها بصدمة يحاول إزالة تلك الدماء التي تغطيها ليصرخ في رجالته قائلا:
-إسعاف بسرعة.
أردف قصي وهو ينظر لـحامد:
-بلغ الهانم بتاعتك إني هلاقيها وهقتلها وساعتها هتتمنى لو كانت تحت طوعي.
أمر رجاله ليغادروا، بينما حامد كان يصرخ بقوة وهو ينظر لـريهام التي تحاول أن تظل على قيد الحياة وألا تغيب عن الوعي لتنظر له وهي مندهشة أذلك البارد خائف عليها!
___________________________
دلف لمنزل عائلتها ليجلس واضعا قدم فوق أخرى قائلا:
-هي فين؟
أردف باسل والد هالة زوجته وهو يشعر بالتوتر:
-في أوضتها.
أردف معتز بقوة وحدة:
-لو بنتك منزلتش في خلال ربع ساعة عشان ترجع البيت معايا، هطلع اجيبها من شعرها وهترجع معايا برضو.
أردفت سهير زوجة باسل قائلة:
-أنت عايز منها إيه! مش هي خانتك ومصدق مرات أخوك اللي اسمها جوليا دِ.
-ولا تكون مش قادر على بُعادها وعايز ترجعها لحضنك تاني.
ابتسم معتز بسخرية ليعود بظهره للخلف وأزال قدمه من الأخرى ليجلس بأريحة تامة، قائلا بهدوء:
-جوليا اللي بتتكلمي عنها دِ تبقى أشرف من بنتك مليون مرة وكلمتها عقد مصدق.
-اما بقى بالنسبة لبنتك فأنا فعلا عايزها ترجع البيت بس مش عشان مش قادر بُعادها عشان اخليها تندم على اليوم اللي بصت فيه لأخويا.
-طب ما تروح تحاسب أخوك الأول؟!
التفت لها ليجدها واقفة على إحدى درجات السلم لينهض واضعا يديه في جيب بنطاله ويتقدم نحوها رافعا سبابته في وجهها:
-يلا على البيت.
-مش جاية معاك يا معتز.
-يا حلوة وليكِ عين تتكلمي.
جذبها من شعرها بقوة رافعا سلاحه من خلف ظهره لكلا من باسل وزوجته، لتصرخ هالة وهي تقول:
-كلم البوليس يا بابا.
-أه كلم البوليس قوله بنتي اتخطفت واللي خطفها جوزها معتز الأدهم.
جذبها لخارج المنزل ودفعها لداخل السيارة بقوة لتصطدم رأسها وتشعر بالألم، استقل السيارة وقادها نحو منزله.
________________________
كانت تتحدث لأمها عبر الهاتف لـتقول:
-لما أشوفك هبقى أحكيلك.
-متقلقيش أنا كويسة أنا وجود، المهم خلي بالك من نفسك.
-أسفة.
-محمد رسول الله.
ابتلعت لعابها حينما أغلقت مع أمها المريضة والذي قام ذلك المختل بدفعها أرضا لتصطدم رأسها بحافة الطاولة لتسقط في دمائها ولكن لحسن الحظ قام حامد بالذهاب لها في الوقت المناسب لينقلها على الفور للمشفى هي وملك الفتاة التي ترعاها.
التفتت لتغادر لتجده يقف خلفها، لترفع حاجبيها لأعلى متسائلة:
-أنت بتتجسس عليا!
-تليفوني؟
وضعت الهاتف في يده الممدودة لها، لـيقول:
-ها فكرتي في إيه؟
-إيه اللي يضمن سلامتي أنا وبنتي وأمي؟
اقترب منها ليقف على بُعد خطوة واحدة منها، لينظر لعينيها التي لطالما كان يندهش لـرؤية تلك القوة بداخلهما.
-كنت هبقى عارف إنهم هيبعتوا قناص غيري يخلص عليكِ ومجيش، مكنتش خليت حد تبعي يكون واصي على والدتك وبيحميها لحد ما تتطلقي من جوزك.
-وأنت مستفاد إيه من حمايتك ليا!
-قولتلك لو كنا اتقابلنا في ظروف أحسن من كدة كنت هبقى أفضل حارس شخصي على الإطلاق وأنا حبيت اللعبة قولت لما ألعبها شوية.
أشارت على إصابتها قائلة:
-وده؟
-تكفير ذنوب.
تركها وغادر وهو يبتسم لتشهق بقوة وهي غاضبة منه ومن كلماته اللاذعة التي تشبهه.
ليستعدوا للرحيل، ولم يتفوه أدهم طيلة الرحلة بكلمة ليضحك أمير على صديقه ويجلسوا بمقاعدهم لتتساءل:
-أحنا إزاي عدينا في المطار!
-أدهم ساعدنا في الأمر وقدر يحضر جوازات سفر لينا.
جلس أمير بمقعده بجوارها وبجانبهما جود بينما أدهم كان يجلس بمفرده ليشعر بالضيق من وجود تلك المصيبة بحياتهما.
_________________________
كان يجري بجوارها في الممر وهي على نقالة المشفى غارقة في دمائها، لتدمع عينيه عندما شعر بأنه للحظة سيفقدها؛ فهو لطالما أحبّها من أعماق قلبه ولكنه كان دوما يخاف أن يخسرا عملهما أثر حبهما لبعض.
كان دوما يخاف أن يعترف لها بحبه الكبير لها، فهي منذ أن أتت لتعمل مع جوليا وقد وقع في غرامها، ليندم كونه لم يعترف لها ولم يتخذ خطوة بعلاقتهما سويا.
دلفت لغرفة العمليات لإخراج تلك الرصاصة من داخلها، فهي مازالت على قيد الحياة كانت رصاصة عشوائية استقرت بكتفها الأيمن وفقدت وعيها أثر كمية الدماء التي فقدتها.
لتُنقل لـغرفة عادية بعدما تم إنقاذها وقاموا بنقل الدماء لها تعويضا عما فقدته.
ذهب للمرحاض ليغسل وجهه عدة مرات وهو يحاول ألا يغضب ويذهب لذلك المختل ويقتله، أخرج هاتفه ليهاتف أحد رجاله قائلا:
-روح وأنقل جويرية هانم من المستشفى.
-حاضر.
نظر لإنعكاسه في المرآة، لـيتفقد هاتفه ووجد بها رسالة من رقم غريب مضمونها:
-أستاذ حامد؟
تعالى رنين هاتفه لـيجده ذات الرقم الذي أرسل له رسالة منذ قليل، أجاب حامد متعجبا:
-ألو مين؟
-أستاذ حامد مش كدة؟
-أه، مين؟
-أنا إياد تبع جوليا هانم، وهي بتثق فيك عشان كدة بلغتني أكلمك.
-هي جوليا هانم كويسة!
-أه متقلقش، المهم ياريت حضرتك تيجي تقابلني عشان لازم ننقل جويرية هانم في مكان أمن.
-دلوقتي!
-أه.
ابتلع لعابه وهو يفكر أيتركها هنا وحدها ويذهب، أم يظل بجوارها حتى تفيق ليردف قائلا:
-تمام، نتقابل فين؟
___________________________
كان متعجبا منها، لِمَا لم تنام كانت تنظر للأمام بشرود ونظرات مخيفة فالسفر استغرق عدة ساعات.
هبطوا من الطائرة، ليكون أدهم هو قائدهم فهو الذي يتحدث بالإيطالية على عكس أمير.
استقلوا إحدى السيارات التي كانت بإنتظارهم وقادها أمير نحو مول تجاري، فتعجبت جوليا لتقول:
-أنت بتعمل إيه؟
-مبدأيا بعد كدة كلامنا بالإنجليزية، ثانيا هتفضلي بلبسك ده!
اغتاظت جوليا منه لتهبط من السيارة خلفه قائلة بحدة:
-أنت فاكر إنك هتصرف عليا! ولا تكون فاكرني عشان وافقت أجي معاك هبقى لعبة بإيدك!
نظر لها ببرود استفزها للغاية، لـيقول بابتسامه صفراء:
-إن أنتهيتِ، يمكننا الذهاب الآن.
حمل جود ليتقدم نحو المول وخلفه أدهم، لتغضب جوليا ولكنها تماسكت لتنظر له بعينيها القاسية وتذهب خلفه.
لتبدأ في اختيار بعض الثياب وتذهب لغرفة الثياب لترتدي الثوب، أردف أمير قائلا:
-صوفيا اخرجي لها جميع القطع المتوفرة لديك.
أومأت له صوفيا، يبدو أنه يعرفها ويعتاد الذهاب إلى هنا.
جلبت لها صوفيا عدة فساتين أخرى لتبدأ في قياسهم جميعا، حتى ارتدت ثوب أحمر قصير يصل لركبتيها واسع وبأكمام طويلة يبرز جمالها التي لطالما حاولت إخفاؤه.
ابتلع أمير لعابه وهو يقول:
-يمكننا الذهاب الآن.
-وأنا يا عمو؟
-عمو أدهم هيأخدك ويشتري ليكِ.
جحظت عين أدهم وانتفض على الفور من مقعده لـيقول:
-للمرة الثانية! أجننت يا أمير!
-لن أسمح بذلك الأمر.
رمى مفتاح السيارة بجانبه لـيقول وهو يغادر:
-أذهب أنت، لن أتي.
غادر على الفور لتنظر له جوليا من أسفل لأعلى باحتقار ليستشاط غضبا ويتركهم، خرج أمير من المول بعدما قام بشراء كلا من ثياب جود وجوليا.
استقل أمير السيارة ليذهب نحو فندق قام أدهم بحجز غرفتين من أجلهم.
ألقت جوليا بجسدها على الفراش حينما وصلت للغرفة لتشعر بالألم في جسدها، اقتربت منها جود لتتساءل:
-ماما هو بابا وحش؟
نهضت جوليا وهي تنظر لابنتها لتجلس أمامها قائلة:
-ليه بتسألي السؤال ده يا حبيبتي؟
-عشان أنتِ مش بتحبيه.
حزنت جوليا من أجل ابنتها لتحملها وتضعها على قدمها قائلة بابتسامه:
-بصي يا حبيبتي أنا وبابا اتجوزنا وهنتطلق بسبب بعض المشاكل اللي بينا، ولكن تأكدي إنك أجمل حاجة حصلت في حياتنا.
بكت جود وهي تقول:
-واشمعنا أنا اللي باباها ومامتها هيتطلقوا!
-جود أنتِ مش أول ولا أخر بنت أهلها هينفصلوا، ساعات عشان نعيش أفضل لازم نبعد عن بعض الناس.
-لما تكبري هتفهمي أكتر.
__________________________
دلف ذلك المدعو ناصر لـقصي، ليجده غاضب للغاية ويجلس واضعا قدم فوق أخرى ويحرك ذلك القلم بيديه بعشوائية ليجلس أمامه متسائلا:
-عايز تخلص على مين المرة دِ؟
قدم له تلك الصورة التي تجمعهما سويا، لـيقول وهو غاضب:
-الاتنين دول.
رفع ناصر تلك الصورة أمام عينيه، لـيردف:
-مش خلصنا عليها؟
-لا.
-زي القطط بسبع أرواح عايشة، بسبب غبائك واختيارك وكمان الزفت اللي جمبها ده.
-مين ده؟
-حارس أجرته ليكون في حمايتها.
صمت قليلا لـيفكر في الأمر، وكيف سيتمكن تلك المرة من قتلها لـيقول:
-هي فين دلوقتي؟
-مش موجودة، مش عارف طريقها هربت مع الزفت اللي قدامك ده.
-متقلقش على نهاية الأسبوع هتكون قدامك والمرة دِ أخلص منها أنت ما أنت ياما عملتها.
غادر ذلك المدعو ناصر والذي كان حلقة الوصل بينه وبين الأخرين لتأجير قتلة محترفين كما فعل مع أمير.
-عايزك تجمعلي كل المعلومات عن الشخص ده.
أومأ له حارسه الشخصي، ليستقل ناصر سيارته ويغادر؛ ولكنه اصطدم بتلك الفتاة التي سقطت أرضا أثر اصطدامها بالسيارة.
هبط من سيارته على الفور ليتفحصها، لتنهض وهي تردف بغضب:
-سايق عربية تدوس على خلق الله كدة!
أردف ناصر ببرود:
-واضح أنك كويسة عن أذنك.
استقل سيارته مرة أخرى ليغادر وخلفه حراسه، بينما تلك الفتاة كانت غاضبة كثيرا من ردة فعله الغير متوقعة لتسبّه وتنظر لـشركة قصي، فهي أتت لهنا عن طريق جوليا التي وعدتها من قبل أن تجعلها تعمل لديها بسبب مهاراتها ولكنها لم تجدها لـتحزن وتغادر.
_______________________________
لـتمر عدة أيام بدون أحداث مثيرة للجدل، لـيسقط منه السكين وهو يطالعها بصدمة من حديثها للتو ليتفوه بارتباك:
-أنتِ قولتي إيه؟
استندت على طاولة المطبخ لتقول وهي تنظر له:
-جميلة عز الخولي، تعرفها؟
استعاد تركيزه لـيقول بنبرة جامدة:
-لا.
-هنخرج من هنا امتى؟
-في الوقت المناسب.
-وامتى هيجي الوقت المناسب؟
-وقت ما أشوفه مناسب.
تركها وغادر على الفور، لـيصعد إلى غرفته بينما هي التقطت ذلك السكين لتشرد به قائلة:
-قصي يستحق عقابها!
على الجهة الأخرى،،
جلس على فراشه وهو يضع رأسه بين يديه يتذكر تلك المدعوة جميلة.
-بابا.
جريت عليه تلك الفتاة الجميلة والتي تمتلك جمال أمها وكذلك جمال أبيها، لـيحملها أمير بين يديه ويقبّلها بقوة لتضحك له ابنته وتأتي من خلفه زوجته والتي احتضنته بقوة قائلة:
-وحشتني أوي يا أمير.
وضع ابنته أرضا والتفت لجميلة يقبّلها بحب ويحتضنها مرة أخرى قائلا:
-وأنتِ.
ابتسمت له لتجذبه نحو غرفتهم وهي تقول بابتسامه وسعادة:
-عندي ليك خبر، أنا حامل.
ضحك وهو يتفحص بطنها بفرحة، أحقا سيصبح أبا مرة أخرى يا له من إحساس رائع!
-بجد!
-أه، مبسوط؟
أومأ لها وهو سعيد ليقبّل جبينها بسعادة وامتنان على وجودها لحياته.
نهض أمير لـيذهب إلى المرحاض يغسل وجهه عدة مرات بالمياه لـعله ينسى تلك الذكريات، ولكنها هاجمته مرة أخرى.
"تم العثور على جثة لم تتم معرفة هويتها في إحدى الغابات، يبدو أنها تعرضت للضرب المبرح ومن ثم تم قتلها برصاصتيّ إحداهن في منتصف رأسها والأخرى حيث موضع قلبها، لـيعجز الجميع عن تفسير سبب قتلها بتلك الطريقة الموحشة".
- يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية