رواية جريمة حب الفصل الخامس 5 - بقلم سلسبيل

  

رواية جريمة حب الفصل الخامس 5 - بقلم سلسبيل

 ________________
نظرت له جوليا و بيدها ذلك الكارت الخاص بها، كان أمير يتساءل بداخله ما الذي أتى بها إلى هنا و ماذا تريد؟، والأهم كيف!
-دفعولك كام؟
خفض أمير سكينه لأسفل و هو ينظر لها بحذر، ليردف أمير بنبرة هادئة:
-أنتِ مين؟
ابتسمت جوليا بسخرية لتقول:
-كنت فاكراك ذكي.
ابتسم أمير لتظهر تلك النظرة المريبة في عينيه ليردف بنبرة خالية من المشاعر:
-رأيك و أنتِ هيقابلوا ربهم النهاردة.
ليسحب ذلك السلاح الذي يضعه خلف ظهره ليصوبه نحو جوليا، ليقول:
-كلمات أخيرة؟
اقتربت جوليا منه لتمسك يده و تضع بداخلها البطاقة الخاصة بها لتقول:
-عشرة مليون دولار.
-مقابل؟
-روح مكان روح.
-إزاي؟
-بكرة الساعة ١ الضهر في **** هنتظرك.
تركته جوليا و غادرت لتعود إلى منزلها، لا يمكن لأحد أن يستوعب فكرة موته سواها لتقرر أن تقف أمام قدرها تلك المرة.
شجاعتها و تلك النظرة الخالية من الخوف هي من جعلتها للآن حية، لتستطيع أن تؤثر على أمير فهي أول ضحية له تكن بتلك الشجاعة و الجراءة لتأتي إلى منزل قاتلها.
نظر أمير إلى شرفتها ليفكر كيف عرفت!! و يظل ذلك السؤال يشغل باله ليخفض معداته و يهبط لأسفل حيث غرفته ليجلس بها و يدخن سيجاره و هو يفكر مَن تلك الفتاة غريبة الأطوار.
دلفت جوليا لغرفتها لتخلع المعطف الخاص بها و تلقيه أرضًا، لتبتسم بخبث فجوليا ذكائها ليس محدود فهي علمت على الفور من حديث قصي اليوم بأنه لا ينوي لها على خير، لتتعجب جوليا من ذلك الساكن الجديد الذي انتقل لمنزل جارها و الذي سافر منذ زمن لتعمل اتصالها و تتحقق من هوية الساكن ولكنها لم تستطع الوصول لأي معلومات.
لتفقد جوليا الأمل حتى أتاها اتصال من جارها صاحب تلك الفيلا و الذي أخبرها بأنه لم يؤجرها لأحد لتزداد جوليا تعجبا وتفكير.
لتراقب ذلك المنزل و تشعر بالريبة اتجاهه، ليأتي لها اتصال من رقم غريب لتجيب عليه:
-مين؟
-جوليا هانم.
صمتت جوليا قليلا لتجيب و تقول:
-أيوه أنا، مين؟
-اسمعيني كويس يا هانم.
أغلقت جوليا الهاتف و هي تجلس على فراشها بصدمة ألتلك الدرجة انتهت الأمور، قام بتأجير أحدهم لقتلها بعد تلك السنوات.
لتنظر جوليا من خلال شرفتها لتلمح تلك الحركة الغريبة بمنزله لتتأكد بأنه قام باختيار محترف من أجلها لتجرب حظها.
أتى الصباح، لتنهض جوليا و ترتدي ثياب رسمية باللون الأسود لتعدل جوليا خصلات شعرها القصيرة لتجذب هاتفها و تهبط لأسفل لتوجه حديثها لريهام و تقول:
-جود ممنوع تخرج من البيت النهاردة.
-طب لو سألتني؟
-اتصرفي يا ريهام، لو في حاجة مهمة حصلت بلغيني.
غادرت جوليا الفيلا و خلفها حامد و بعضًا من حراسها لتستقل السيارة و تذهب لمقابلة ذلك المدعو جاسر الذي هاتفته مرة من قبل.
-اتأخرت؟
-دقيقتين.
-أسف.
جلس جاسر أمام جوليا ليطلب له قهوة و ينظر إلى جوليا التي كانت شاردة لتنتبه له و تقول:
-إيه أخر الأخبار؟
-منتظرك تعلني.
تقدمت جوليا من جاسر قليلا بجسدها لتقول باهتمام:
-جاسر أنا الفترة دِ في صراعات مع قصي.
-و الله أعلم الأمر هينتهي على إيه، المهم في حال لو حصلي حاجة.
قاطعها جاسر ليقول بانفعال:
-جوليا متقوليش كدة، محدش هيربي بنتك غيرك و مش معنى أنه في مشاكل بينك و بين قصي يبقى تقولي الكلام ده.
-أنا واقعية يا جاسر، في أي لحظة ممكن يحصلي حاجة سواء من قصي أو غيره.
-المهم لو حصلي حاجة أنت الواصي على جود و فلوسها.
تحدث جاسر و هو يحاول أن يبتعد عن ذلك الموضوع:
-جوليا لو سمحت بلاش كلام في الموضوع ده.
-خلينا نركز في شغلنا كويس و متفكريش في حاجة.
-أنا معاكِ.
تمسك جاسر بيد جوليا ليطمئنها لتسحب جوليا يدها منه ببطء و ترتشف من قهوتها المُرة، لتتناقش مع جاسر صديق جامعتها في عدة أمور و من ضمنها تلك القنبلة التي ستفاجيء قصي بها.
غادر جاسر لتجلس جوليا بمكانها في انتظار أمير، لتظل بانتظاره لوقت طويل ولكنه لم يأتي لتنهض جوليا و كادت ان تغادر حتى وجدته يقف أمامها بقناع على وجهه لا يظهر سوى عيناه ولكنه لم يتحدث، لتردف جوليا ببرود:
-متأخر! في تفسير؟
لتجده يجذب ذلك الذي أمامها ليقول:
-تقدر تمشي أنت.
ليخلع الشاب القناع و يفرح بتلك الأموال التي وضعها أمير بيده، لتتفاجيء جوليا من حركته تلك و تقول بحدة:
-لو مش واثق مكنتش جيت من الأساس.
-واحدة اقتحمت بيتي و قدرت تكشف هويتي كقاتل ازاي أقدر أثق فيها.
خلع أمير القناع الخاص به ليجلس على الطاولة مشيرا للجارسون حتى يأتي له قائلا:
-قهوة مظبوط.
نظرت له جوليا و هي تقسم بداخلها أنه وقح، لتتركه و تغادر بينما أمير ابتسم فهو قام بإرسال أحد الأشخاص حتى يرى ما ستفعله هي أتفعل ذلك لقتله أم بالفعل تريده من أجل مصلحة كما أخبرته؟
توقفت جوليا بمنتصف الطريق و هي تغمض عينيها تحاول التحكم في غضبها منه فهي تكره أن يأتي أحدهم متأخرا عليها، لتعود له جوليا و تجلس أمامه لينظر لها أمير ببرود قائلا:
-قولي اللي عندك.
أشارت جوليا لحراسها أن يبتعدوا لتنظر إلى أمير الذي ارتشف من قهوته التي جلبها الجارسون له الآن، أردفت جوليا بنبرة عملية:
-ضعف المبلغ اللي اتدفع ليك عشر مرات.
-مقابل؟
-حراستك ليا لمدة.
-عارفة اتدفع فيكِ كام؟
نظرت له جوليا باهتمام ليكمل أمير بلامبالاة:
-اتنين مليون، يعني لو زي ما بتقولي هتدفعي الضعف عشرة.
-يعني عشرين مليون.
-معاكِ عشرين مليون!!
ارتبكت جوليا للحظة لتنظر له بقوة و عناد:
-معنديش مانع.
ابتسم أمير بخبث ليميل على جوليا بالرغم من الطاولة التي بينهما ليقول:
-للدرجة دِ حراستي ليكِ مهمة!
لعنته جوليا بداخلها لتبتسم بمجاملة:
-وجودك الأهم.
تراجع أمير للخلف بتفاجيء لم يتوقع إجابتها تلك، لينظر أمير حوله و هو يراقب كل ما حوله حتى حركاتها التي لتوها نقرت بأصابعها على الطاولة ليبتسم نصف ابتسامه لم تظهر لجوليا التي كانت تنظر في ساعتها لتقول:
-وقتي ضيق.
-ياريت تقول رأيك، أو تأخد فلوس في مقابل أنك تبعد عن طريقي.
ابتسم أمير باستهزاء ليقترب منها مرة أخرى متساءلا:
-لو أنا رفضت قتلك هما هيسكتوا!
-هيختاروا غيري يقتلوكِ طالما اختاروكِ.
-و رأيك أنت إيه؟
للمرة الثانية تفاجئه بحديثها الغير متوقع، نهضت جوليا بعدما رأت أنه حان موعد رحيلها لتردف و هي تنظر له:
-رقمي معاك موجود على البطاقة، متخلنيش أنتظر.
ابتسمت له جوليا بعملية لتغادر بعدما أشارت لحراسها لتستقل السيارة ويقود السائق، بينما أمير أخرج بطاقتها بين يده ليتفحصها و يشرد قليلا و يفكر هل يقبل العمل معها ليشعر بالحماس من تلك الفكرة الجديدة التي سيطرت عليه خارج نطاق عمله، ولكنه كان يفكر على الجهة الأخرى بأنه ليس سوى قاتل يريح البشرية من بعض الأشخاص المزعجون للبعض الأخر.
_________________________
دلفت جوليا لمنزل أمها و هي تهتف باسم ملك، لتأتي لها سريعا قائلة:
-اؤمري.
-جهزي هدوم الهانم و هدومك.
تساءلت ملك عن السبب لتتركها جوليا و تذهب إلى أمها التي تجلس بالشرفة لتجلس أمامها مقبّلة يدها و جبينها.
ربتت جويرية على وجنتها لتبتسم جوليا و تقول:
-ماما.
-خير؟
-ممكن تسمعي كلامي و تيجي معايا.
-اجي فين؟
-اسمعيني بس.
لتردف جويرية بحدة و تقول:
-فين يا جوليا؟ و كمان مالك بقالك يومين مش على بعضك!
أغمضت عينيها لتفتحهم مرة أخرى بعدما قامت بتهدئة تفسها قليلا لتردف:
-في خطر عليكِ يا ماما.
-من مين؟
-مش مهم دلوقتي.
نظرت جويرية لابنتها لتعلم بأنها ليست مزحة و يبدو أن الأمر خطيرا، لتنهض و تتركها إلى غرفتها لتتنهد جوليا و تضرب جبهتها في الطاولة لتحاول أن تمتص غضبها.
لتجد أمها تقف أمامها بعدما أبدلت ثيابها لتقول بجمود:
-أنا جاهزة.
ابتسمت جوليا لتنهض و تهتف باسم حامد الذي كان يقف أمام باب المنزل لتجعله يحمل الحقائب و تهبط مع جويرية لأسفل و خلفهم ملك التي أردفت:
-أنا أسفة يا هانم ولكن ممكن أعرف احنا رايحين على فين؟
-هننتقل لبيت تاني، عندك مانع؟
نفت ملك برأسها فهي ليست لديها أحد ليسأل عنها، فهي ابنة للميتم التي عاشت به منذ الصغر.
ذهبت جوليا لمنزل يبتعد عن المدينة؛ حتى لا يتمكن قصي من الوصول لها بكل سهولة.
دلفت جوليا للمنزل التي قامت بتأجيره لتدلف خلفها جويرية التي نظرت للمنزل و تجلس على الأريكة لتقول جوليا:
-البيت حلو مش كدة؟
أومأت جويرية بصمت لتقبّلها جوليا على جبينها لتقول:
-فترة مؤقتة صدقيني هترجع الحياة لطبيعتها في أقرب وقت.
-أنا عايزة أشوف جود.
أومأت جوليا برأسها لتردف بعدها و تقول:
-أوعدك هجيبها ليكِ تشوفيها.
جلست جوليا مع أمها قليلا لتقرر المغادرة و تعود إلى منزلها منهكة من كثرة المجهود الذي بذلته اليوم؛ فالطريق إلى منزل أمها الجديد طويل قليلا.
بينما على الجهة الأخرى،،
كان ينتظر قصي أن يأتي له خبر وفاة جوليا ولكنه لم يأتي ليشعر بالإحباط، ولكنه لم يعير للأمر اهتمام بل أقترب من تلك الفتاة التي قام بدعوتها لمنزله ليفعل محرمات الله بدلا من زوجته جوليا التي تنكد عليه كما يقول هو لنفسه ليقتنع عقله بتلك الفكرة أنها السبب، سبب تلك المشكلات و أنها من قامت بتدمير عائلته و منزله.
ليقترب قصي من تلك الفتاة ليراها جوليا و ينتفض من مكانه لتنظر له الفتاة بخوف قليلا و تتساءل:
-في إيه؟
هز قصي رأسه عدة مرات لينظر إلى كأس الكحول و يتركه ليتقدم من الفتاة مرة أخرى و يبتسم محاولا أن ينسى جوليا.
ليقبّل الفتاة ولكنه رأها مرة أخرى ليبتعد عنها على الفور قائلا:
-امشي امشي.
نهضت الفتاة و هي تنظر له بتعجب لتستفسر عن الأمر ولكن قصي دفعها لخارج غرفته ليغلق الباب خلفها و هو يلتقط أنفاسه.
وضع يده على قلبه يحاول تهدئة نفسه، لم يكن على وعي كافي ليدرك بأنه مخطيء وكل ما يقوم به سينعكس عليه و يبدو أنه نسي انتقام جوليا.
________________________
ليأتي صباح جديد يحمل في خباياه العديد من المفاجأت، لتنهض جوليا بفزع حينما استمعت لصراخ ريهام لتقلق جوليا و تحمل تلك السكين الخاصة بالفواكه لتهبط لأسفل و هي تنظر حولها بحذر، لتجد حراسها يوجهون أسلحتهم نحوه بينما هو يقف واضعا يده بجيب بنطاله ينظر حوله باهتمام ليتقدم نحو ريهام ولكنها صرخت مرة أخرى و هي تحتضن جود.
لتنزل جوليا السكين الخاص بها و تنظر له، لتصرخ به قائلة:
-أنت إيه اللي دخلك هنا؟
التفت لها أمير بنظرات حادة ولكنها سرعان ما تلاشت حينما رأها بتلك المنامة القصيرة، ليشير أمير إلى المطبخ قائلا بجمل ثابتة و واضحة:
-لازم نأمن باب المطبخ المطل على الحديقة الخلفية.
نظرت جوليا إليه بحدة لتشير إلى ابنتها حتى تتقدم منها، لتجري جود نحوها و تحتضنها قائلة:
-مين ده يا مامي؟
-متخافيش يا حبيبتي، ده عمو.
أشارت جوليا لحراسها أن يخفضوا أسلحتهم، لتقول جوليا و هي تنظر إلى ذلك الغريب بحدة:
-تقدروا تمشوا أنتوا.
-ريهام تعالي خدي جود و اطلعوا فوق.
نظرت ريهام لأمير بقلق و خوف فهو كان يقف بجانبها لتنظر إلى جوليا برجاء، لتردف جوليا و تقول:
-أبعد عنها مش شايفها خايفة ازاي؟
ابتعد أمير عن ريهام التي جرت سريعا للأعلى حيث جوليا لتأخذ جود و تذهب بها لغرفتها، لتجد جوليا أمير يقترب منها و يصعد الدرجات لتشعر بالريبة منه و من هدوئه المريب.
لتفزع حينما وجدته يمسك يدها و يجذب منها السكين قائلا:
-لما يحصل هجوم، أولا تستخدمي شيء حاد و تقيل يخليكِ تقضي على خصمك بضربة واحدة قوية في الرأس.
رفع أمير السكين أمام وجه جوليا ليتابع حديثه و يقول:
-سكينة الفواكه عمرها ما كانت الحل.
ليحاول أمير جرح نفسه بتلك السكين و يضعها على عنقه ولكنها لم تصيبه سوى بخدش صغير، لترتبك جوليا من تصرفه المفاجيء و الجنوني ليكمل أمير حديثه و يقول:
-سكينة الفواكه مش للحماية، أخرك تقطعي بيها تفاحة.
هبط أمير لأسفل ليجذب تفاحة من صحن الفواكه المتواجد على الطاولة و يقطعها بالسكين لينظر إلى جوليا و يبدأ في أكلها، لتشعر جوليا بالغيظ و تصعد للأعلى حيث غرفتها لتبدل ثيابها لأخرى متناسقة تظهر ساقيها باللون الأبيض.
كانت ترتدي الحذاء الخاص بها لتجد جود تدلف للغرفة متساءلة عن ذلك الشاب الذي اقتحم منزلهم:
-مين ده؟
-لما تروحي مدرستك الأول و ترجعي هبقى أقولك.
قبّلتها جوليا ليهبطا لأسفل سويا و خلفهم ريهام التي كانت تنظر لأمير بريبة فهو مخيف و تصرفاته مريبة تثير خوفها.
وقفت جوليا أمامه لتردف ببرود:
- البيت بيتك!
نظر لها أمير باستفهام لتغرز جوليا أصابعها بشعرها في محاولة منها للتحكم بتلك الفوضى التي سببها ذلك الغريب التي لم تعلم اسمه بعد، لتشتعل غضبا حينما أردف كلماته بابتسامه مستفزة:
-كفاية شد في شعرك، دقيقة و هتبقي شبه واحد صاحبي الله يرحمه كان أقرع.
اقتربت جوليا من أمير لتضع يدها خلف الأريكة التي كان يجلس عليها لتميل و هي تردف بنبرة باردة:
-شكلك هتحصل صاحبك ده في جهنم قريب.
جذبها له أمير ليقول بجانب أذنها بهمس لم يسمعه سواها، ولكن ريهام استغربت كثيرا مما يحدث:
-هلاكك و حمايتك في ايدي.
دفعها أمير ليضع قدما فوق الأخرى و يبتسم ابتسامه صفراء خبيثة أزعجتها كثيرا.
تقدمت جوليا من مائدة الطعام لتبدأ في تناول الطعام تحت نظراته، غادرت جود بعد أن تناولت فطورها و أشارت لأمير لينظر لها و يراها تشاور له لتقول بصوت خافت لم يسمعه ولكنه استطاع قراءة شفاها:
-مع السلامة، باي.
-باي.
ابتسم أمير لجود التي شعرت بالسعادة و ذهبت لتستخدم الأتوبيس الخاص بمدرستها، لينهض أمير و يتقدم من مائدة الطعام لتتراجع ريهام للخلف و هي تنظر له بريبة لتردف جوليا:
-خشي جوا يا ريهام.
أومأت ريهام لتغادر سريعا نحو المطبخ و هس تتعجب من ذلك الغريب الذي اقتحم المنزل صباح اليوم و تفحصه.
-اسمك؟
جلس بجانبها أمير ليبدأ في تناول الفطور و يجيب:
-قاسم.
أومأت له جوليا لتردف قائلة:
-الحركي؟
لم يجيب عليها أمير لينهض قائلا بعدما أنهى طعامه:
-في شروط قبل ما ابدأ الشغل معاكِ.
نظرت له جوليا تحثه على الحديث، ليكمل حديثه و هو يتحرك حول جوليا التي لم تستطع تناول فطورها:
-واحد، المبلغ المتفق عليه عشرين مليون هتحولي لحسابي خمسة مليون النهاردة.
-اتنين، المدة اللي هحرسك فيها شهر و نص فقط لا غير.
-تلاتة، هكون المسؤول عن كل ما يتعلق بحياتك الأمنية و إياكِ تتكلمي معايا بصيغة الأمر.
-بس كدة و لو في حاجة حابب أضيفها هبقى أقولك، و أه هنعمل عقد بالكلام ده.
كاد أن يكمل حديثه لتقاطعه جوليا و هي تضرب رأسها بالطاولة مما جعله يستغربها كثيرا:
-تحب أخصصلك أوضة معانا بالمرة!
كانت تتكلم جوليا باستهزاء لتتفاجيء به يجيب قائلا:
-أنا بالفعل ليا أوضة عندك هنا.
-ليه! أنت مش ليك بيت!
ارتفع حاجبه تلقائيا ليردف و يقول:
-البيت خلاص سيبته ده أولا، ثانيا هحميكِ لا سلكي!، ثالثا نشوف الموضوع ده بعدين و ياريت متكتريش في الكلام معايا بكره رغي الستات.
تركها أمير ليغادر المنزل بينما هي أقسمت بداخلها أنها هي المخطئة لأنها جلبت كارثة كبيرة في منزلها.
نهضت جوليا و غادرت خلفه لتجده يعطي الأوامر لحراسها ولكنهم كانوا ينظروا له بغضب، أتت جوليا و وقفت بجانب أمير لتقول لحامد:
-حامد أعرفك قاسم من فرقة خاصة هيكون مسؤول عن حمايتي لفترة أتمنى تفهم زمايلك الكلام ده.
أومأ حامد ليستمع الجميع إلى جوليا و يقفوا أمام أمير الذي أردف بنبرة ثابتة:
-من النهاردة لعشر أيام هتكونوا تحت تدريبي، انسوا أي تدريب تاني اتعلمتوه.
-عايز اتنين يبقى مركزهم فوق السطح، و أربعة على البوابة.
تقدم الجميع ليختار منهم أمير ما يناسبه ليبدأ في توزيعهم كما يشاء ليستطيع حماية الفيلا بأكبر قدر ممكن.
-حامد خليهم يجهزوا عربيتي لأني خارجة.
-راحة فين؟
تضايقت جوليا من أسلوب أمير لتردف بنبرة حادة لم تؤثر في أمير الذي وقف أمامها لامبالاي للغاية:
-ياريت تعدل أسلوبك شوية، أنت مش جاي تحميني خدمة إنسانية أنت هتأخد مني عشرين مليون جنيه مقابل شهر و نص بس ياريت تكون مقدر حجم الخسارة.
جذب المفاتيح الخاصة بالسيارة من السائق الذي نظر لجوليا بتساؤل، لتردف قائلة:
-جيب الهانم الصغيرة من مدرستها.
استقل أمير السيارة لتستقل جوليا هي الأخرى و تجلس في الخلف، لينظر لها أمير من خلال المرآة قائلا لنفسه:
-يبدو بأني اختارت شخصية مغرورة.
قاد أمير السيارة ليردف متساءلا:
-لفين؟
-ولو قولتلك هتعرف! تصرف غير مقبول منك أنك ترفض أن سواقي يسوق.
-تعرفي حاجة اسمها مهارات السواقة؟
-أحنا مش رايحين مسابقة.
-لفين؟
-بيت علي بيه الأدهم.
نظرت له جوليا بلامبالاة لتجده يقود بسرعة كبيرة للخلف حتى وصل إلى بوابة منزلها، لتتفاجيء جوليا وهي تراه يهبط ليهتف باسم السائق الذي علم اسمه قبل قليل.
هبطت جوليا من السيارة بعدما قام السائق بإيصالهم، ليهبط خلفها أمير ولكن جوليا أشارت له حتى لا يأتي لتتركه و تصعد للأعلى لتطرق باب منزلهم.
فتح علي الباب ليجدها أمامه ليقول:
-أتفضلِ.
دلفت جوليا خلفه ليجلسا بغرفة المعيشة نظرت جوليا حولها ولكنها لم تجد سمر لتردف:
- أسفة للي حصل للشركة.
لم يجيب علي لتكمل جوليا حديثها قائلة:
-و أنا هقبل إني أحضر الاجتماع الخاص بيكم و بعائلتكم بعد أسبوع، ولكني في المقابل أتطلق من قصي.
نظر لها علي بهدوء ليردف قائلا:
-جوليا أنا مقدر اللي قصي عمله ولكن في بينكم جود و كمان أنتوا متجوزين بقالكم قد إيه ا.
قاطعته جوليا لتقول بنبرة حادة نسبيا مزيلة قدمها التي فوق الأخرى:
-ابنك هو اللي دمر البيت مش أنا، متنساش مين عمل لشركاتكم اسم بعد ما كان شغلكم مقتصر على كام محافظة جوا مصر.
-لو كنت ناوية الخيانة ليكم مكنتش شاركت ابنك بكل ما أملك.
-أنا كنت بستحمل معاكساته لغيري وسط الاجتماعات و كنت بعدي، لكن توصل لخيانة و مع خدامة و مرات أخوه و كمان حمل.
-أنا أسفة اللي زي ده ميعرفش يحافظ عليا و على بنته، اللي زي ده يفسد بنتي و أنا اللي يضر بنتي يبقى دفن نفسه بالحيا.
كادت أن تكمل حديثها ولكنهم استمعوا لطرق قوي على الباب لينهض علي و يفتح الباب ليجد أمامه أمير يمسك بيده مسدسا ليتفاجيء علي، ولكن أمير وضع يده على صدره مصوبا مسدسه نحوه ليقول و هو ينظر أمامه:
-هي فين؟
أتت جوليا لتنظر إلى أمير بتفاجيء و تجذب علي خلفها لتقف أمامه، ليخفض أمير مسدسه متسائلا:
-أنتِ كويسة؟
-أنت إيه اللي جابك؟
-تأخيرك لأكتر من تلت ساعة.
نظرت جوليا بساعتها لتردف قائلة:
-فرصة سعيدة يا علي بيه.
غادرت جوليا و هي تجذب حقيبتها ليغادر خلفها أمير ليجدها تردف بحدة قائلة:
-أنا قولتلك متطلعش.
-أنا عارف بشتغل إزاي مش محتاجة تعرفيني شغلي.
استقل أمير السيارة بجانب السائق لتستقل جوليا في الخلف و هي نادمة على اختيارها لذلك الغريب على اقتحام حياتها.
عادت إلى المنزل لتدلف إلى الفيلا و تركت أمير بالخارج يتحدث إلى الحراس قائلا ميعاد تدريباتهم الكثيفة التي سيضعها لهم، فأمير يفعل الشيء باتقان على غير الكثير.
نامت جوليا في فراشها وهي تفكر ما الخطوة التالية التي ستدمر بها قصي وكيف ستحمي بنتها وأمها من غضبه حتى غفت في موضعها.
بينما أمير دلف لغرفته وأخذ حماما دافيء يرخي عضلات جسده حتى استمع لصوت صراخ.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
تعليقات