رواية جريمة حب الفصل الرابع 4 - بقلم سلسبيل
________________________
أضاء قصي الأنوار سريعا ولكنه لم يجد أحد، ليشعر بالخوف و القلق من أخيه فهو قد نسى تماما تلك العداوة التي نشأت بقلبه اتجاهه ليلعن جوليا بداخله فهي السبب في جميع ما حدث.
نهض قصي ليهبط لأسفل و هو يفكر كيف يمكنه أن يتخلص منها دون أن يحدث ضرر و يصبح الواصي على ابنته بعد جوليا و يتمكن من أخذ المال التي وضعته باسم جود حتى تبلغ السن القانوني.
ليأتي له أحد حراسه و يدعى حاتم ليقول:
-أقدر أساعدك.
نظر له قصي ليشعر بأن الحل بين يديه من ثقته في الحديث ليومأ له يحثه على الحديث.
______________________
في الصباح الباكر، كانت جوليا قد استيقظت للتو على مكالمة مهمة لتنهض على الفور و تجيب:
-إيه الأخبار يا جاسر؟
-متخافيش، جهزت كل الأوراق و الشغل المطلوب ناقص وقت الإعلان.
-و الموظفين؟
-موجودين وكلهم منتظرين موعد البدء، الأهم من ده بلغتِ قصي؟ عشان ميعملش مشكلة.
-متشيلش هم قصي دلوقتي.
-طيب، وقت ما تحبي نعلن أنا جاهز.
-تمام يا جاسر.
أغلقت جوليا الهاتف لتأخذ شهيقا و زفيرا لعدة مرات و نهضت بعدها لتبدل ثيابها و تهبط لأسفل لتجد ابنتها تستعد للرحيل لتهتف باسمها ولكن جود لم تعيرها اهتمام لتغادر مع ريهام.
دلفت جود لمدرستها ليقابلها صديقها المتنمر قائلا:
-جود مش أنا عرفت أنكم فلستم.
نظرت له جود باستفهام ليكمل حديثه قائلا:
-عرفت من التلفزيون و سألت مامي.
أردفت جود بحدة لتقول:
-كلامك مش صح، أحنا أغنياء و مش مفلسين روح عالج نفسك.
-مش لما تتعالجي أنتِ الأول.
نظرت جود لذلك الوحش المتنمر الخاص بها كما تدعوه جود فهو دوما يلاحقها حتى يتمكن من إزعاجها لتتركه و تغادر و هي حزينة.
ليقترب ذلك المدعو أدهم من ذلك الذي تنمر على جود أولا ليردف:
-ابعد عن جود يا عدي.
ذهب ذلك المدعو عدي الذي بنفس عمر جود بينما أدهم يكبرهم بعامين.
__________________________
استيقظ أمير في الصباح الباكر ليقرر تغيير روتين يومه اليوم، ليغادر الشقة بعدما أبدل ثيابه لملابس ليست رسمية ليقرر الفطور في إحدى المطاعم.
ارتشف أمير من قهوته ليبتسم عندما يستمع لهمس بعض الفتيات من خلفه الذين أقسموا بأنه وسيم، بالرغم من كونه يمتلك بشرة حنطية تتناسب مع لحيته الخفيفة.
أنهى أمير القهوة لينهض و هو يجذب متعلقاته بعدما وضع الحساب على الطاولة، لتبتسم له إحدى الفتيات بينما أمير لم يعيرها اهتمام ليس لأنه يقصد تجاهلهم بينما هو يكره الفتيات و يكره التعامل معهم.
غادر أمير ليتعالى رنين هاتفه ولكنه لم يجيب ليجعله على وضع الصامت، ذهب أمير إلى كوبري للمشاة ليجلس عليه ليعتقد الناس بأنه يود الانتحار و يصفونه بالمجنون و الكافر.
كان يبتسم أمير على وصفهم له، لتظهر ابتسامته مريضة إلى حدا ما.
على الجهة الأخرى،،
قررت جوليا التمشية قليلا بدون حرس لتستطيع أن تفكر بشكل مثالي و لا يوجد مؤثر خارجي يؤثر عليها.
توقفت جوليا على الكوبري هي الأخرى لتنظر إلى المياه و تشرد في التفكير و كيفية التعامل مع ذلك القصي الذي يضغط عليها بابنتها و يمنعها من أذيته.
ضربت جوليا رأسها بسور الكوبري و هي تلعن قصي بداخلها كيف يمكنها التخلص منه، لتردف بصوت مرتفع قليلا:
-اللعنة على يوم جوازي منك يا قصي.
شعرت جوليا بالإحباط فهي لم تصل إلى حل بعد ولكنها شعرت ببعض الراحة حينما رأت منظر المياه أمامها.
لتقرر جوليا المغادرة لتحمل حقيبتها ولكنها وجدت شخص ما يجري نحوها ليدفعها و يكمل جريه، لتصطدم جوليا بأحدهم و ما كان سوى أمير الذي كان يجلس على سور الكوبري اتجاه البحر ليسقط.
صرخت جوليا و هي تراه يسقط أمامها في المياه لتضع يدها على فمها بصدمة غير مستوعبة ما يحدث ليجتمع البعض حولها متصلين بفرق الإنقاذ و الأخر يجتمع حول تلك الفتاة التي تصرخ بسبب من سرق حقيبتها للتو.
-لا حول و لا قوة إلا بالله.
-الواد شكله هيموت و محدش هينقذه.
تراجعت جوليا للخلف عدة خطوات و هي تحاول أن تقنع عقلها بأنها لم تكن تقصد قتله، تلك ليست غلطتها هي بل ذلك السارق.
ضربت رأسها بيدها و هي تلعن ذلك اليوم الذي قررت به أن تتمشى بمفردها، لتغادر جوليا و هي تشعر بأن ضميرها يؤنبها على ما حدث.
عادت جوليا إلى منزل أمها لتطمئن عليها، لتفتح لها ملك التي ابتسمت لها لتذهب جوليا إلى أمها بعد ان ألقت التحية و لكنها وجدت أمها نائمة لتدلف إلى الشرفة و هي تحاول تخطي ذلك الأمر الذي حدث معها قبل قليل.
أخرجت هاتفها لتتصل بريهام و تسأل عن جود لتجيبها ريهام قائلة:
-ايوه يا هانم رجعت و هي فوق حاليا بتذاكر و المدرس زمانه على وصول.
-تمام خلي بالك منها.
-و أه خليها تأكل و لو قصي جه بلغيني.
-حاضر يا هانم.
أغلقت جوليا الهاتف و هي تهتف باسم ملك التي أتت لها و هي تنظر أرضا احتراما لها، لتردف جوليا قائلة:
-جيبي حاجة للصداع.
ذهبت ملك لتأتي بعد قليل بدواء يعالج آلام الصداع و كوب من المياه لترتشفه جوليا على دفعة واحدة بعدما ابتلعت الدواء.
بينما على الجهة الأخرى،،
كان يسبح أمير تحت المياه و هو يكتم أنفاسه لأطول فترة ممكنه ليخرج رأسه بعد قليل قائلا بأنفاس متقطعة و غضب:
-اللعنة عليكِ.
ليظل أمير يسبح لوقت طويل حتى استطاع أن يخرج من المياه عن طريق تسلق تلك الحيطان التي على جانبي البحر، ليخرج أمير و يشهق الجميع عندما يراه ليبتسم لهم أمير و يردف:
-أنا بخير.
نهض أمير ليغادر و ثيابه تلتصق بجسده و عقله يسبّ جوليا بأقذر الشتائم فهي السبب بتلك الحالة.
بينما على الكوبري، أتت فرق إنقاذ لتبحث عن أمير ولكنهم لم يجدوا أثر له ليصعدوا معتقدين بأنه استطاع الذهاب للبرية.
عاد أمير إلى منزله ليدلف إلى مرحاضه و يستحم بمياه دافئة ليخرج و يبدل ثيابه لأخرى جافة و نظيفة غير تلك التي كان يرتديها.
ليلقي بجسده على السرير و هو يلتقط أنفاسه، ليغمض عينيه قليلا مستمتعا بذلك الدفء الذي يشعر به أثر المكيف الدافيء.
لينهض أمير و يجذب الحاسوب الخاص به و ينظر إلى هاتفه الذي قد دُمٍر ليلعن جوليا مرة أخرى، و يطلب هاتف أخر عن طريق الانترنت أخرج أمير الشريحة الخاصة به ليتأكد أنها لم تتلف، ليذهب إلى المرحاض و يلقي الهاتف بداخله و يعود مرة أخرى إلى فراشه.
لينتظر حتى يأتي هاتفه الجديد فهو طلب أن يتم شحنه اليوم مقابل ضعف المبلغ، ليتعالى رنين هاتفه الأرضي و يجيب عليه ليجده بأنه مندوب الشحن ليرتدي أمير معطف خاص به و يهبط لأسفل مبتعدا عن منزله بعدة أمتار ليعطي المندوب باقة الائتمان الخاصة به ليأخذ الهاتف و يذهب.
عاد إلى منزله ليفتح هاتفه الجديد و يضع فيه الشريحة الخاصة به و يبدأ في التعامل معه، ليسترجع كل ما يريده خلال حاسوبه ليبتسم أمير بعدما أنهى عمله الذي استغرق عدة ساعات و كلما يرى الوقت يلعن جوليا مرة فهي السبب فيما حدث له.
لينام أمير عمق بعدما أنهى ما يريده.
على الجهة الأخرى،،
عادت جوليا لمنزلها لتجد به سمر حماتها لتهتف باسم ريهام قائلة:
-قدمتي حاجة للهانم؟
-مش جاية اتضايف في بيت ابني.
ابتسمت جوليا لتتقدم منها وتجلس أمامها واضعة قدم فوق الأخرى قائلة:
-بيتي.
نظرت لها سمر باستفهام لتردف جوليا مفسرة:
-ده مش بيت قصي ده بيتي مكتوب باسمي أنا.
لتنهض سمر بانفعال و ضيق قائلة:
-قصدك إيه يا جوليا؟
-اقعدي يا سمر هانم الأمر مش محتاج كل الغضب ده، أنتِ جدة بنتي و حكايتي مش معاكِ.
-حكايتك مع ابني يا جوليا قطعة من قلبي.
-دمرتي حياته يا جوليا.
-عندك حق، دمرت حياته و لسة هدمرها.
-قصي بيحبك مستحيل يخونك.
أغمضت جوليا عينيها بملل لتفتحهم و هي تنظر لسمر بحدة قائلة ببرود لا يتناسب مع تلك النظرة:
-عمري ما اقتنعت بالمستحيل.
-و حتى لو خانك يا جوليا أحنا كستات بنسامح و لازم نسامح هنخرب بيتنا كدة.
-بنتك محتاجاكم سوا، متبقيش أنانية يا جوليا فكري في مصلحة بنتك.
-تعالي نعكس الأمر، أنا اللي خونت قصي ده هيكون ردك سامحها يا ابني و بنتكم محتاجاكم سوا! أشك.
-أنا أشك أصلا أنك لو لقيتي علي بيه بيخونك يبقى ده ردك.
ارتبكت سمر أمام جوليا فحديثها حقيقي، نعم أؤمن بالفرصة الثانية ولكنه لم يضع ذلك الخيار أمامي فهو لم يكن بالرجل التائه المذنب كان يعلم ما يفعله و كيف يستغل الثلاثة مع بعضهم البعض.
نهضت جوليا و اقتربت من سمر لتقف خلفها قائلة:
-ابنك محطش قدامي اختيار تاني و أنا شايفة في ايدي اختبار الحمل بخدامتك.
-و أنا شايفاه مع هالة على ترابيزة واحدة بيتفقوا علي خيانتي أنا و معتز.
-أنا مسامحتش حد قبل كدة و لا بسامح و لا هسامح و حقي هجيبه و لو كان التمن حياتي.
-متنسيش تأخدي واجب الضيافة.
تركتها جوليا لتصعد لغرفتها، بينما سمر كانت تشعر بالألم على بيوت أبنائها التي دُمرت بغلطة واحدة من ابنها الأصغر.
غادرت سمر الفيلا لتعود إلى منزلها و تجد علي بانتظارها متسائلا:
-كنتِ فين؟
-كنت بزور جود.
-و يا ترى قالتلك إيه؟
نظرت له سمر ليعلم علي بأنها كانت هناك لتقابل جوليا و ليس لتطمئن على حفيدتها، لتردف:
-إن بيت ولادي خرب.
-و ده المتوقع.
تركته سمر لتذهب إلى غرفتها و هي تفكر في طريقة للحفاظ على أبنائها.
صعدت جوليا لغرفتها و خلعت حذائها و هي تتذكر ذلك الشعور الذي تملكها حينما رأت اختبار حمل هند بيدها، تعلم بأنها ليست كاملة و أنه ينقصها العديد مما يريده قصي ولكن أليس من الحب التحمل؟
ألم يكن يخبرها بأنها المشرق و المغرب و ليس هناك أخرى قد تتمكن منه؟، ألم يكن يخبرها بأنها حبه الوحيد؟
جلست جوليا على الأريكة و هي تبدأ في خلع ثيابها لتبدلهم ببيجامة قطنية و بدأت في استخدام حاسوبها لتجد ابنتها تدلف للغرفة، لتتعجب جوليا من الأمر و تتقدم منها سريعا تتفحصها.
-أنتِ كويسة؟
احتضنت جود أمها لتقول بصوت ناعس:
-مش عايزة أنام لوحدي.
-مش ريهام معاكِ؟
-أنا بحبك أنتِ أكتر من ريهام.
ابتسمت جوليا و حملت ابنتها لتذهب بها إلى الفراش و تغطيها و تقبّل جبينها قائلة:
-و أنا بحبك قد الدنيا دِ كلها.
نامت جود بأحضان أمها لتبتسم جوليا و تغرز أصابعها بشعر ابنتها الوحيدة لتتخيل الحياة بدونها و تكرهها.
_____________________
استيقظ معتز صباحا ليهبط لأسفل و يهتف باسم خادمته قائلا:
-دخلي ليها أي حاجة تأكلها.
-حاضر يا بيه.
خرج معتز لحديقة منزله و الذي يرعاها بنفسه، فهو يحب الورد و زراعته.
كان يروي الأزهار و هو يفكر ما هي الخطوة القادمة، و متى سيواجه أخيه؟
ليشعر بالألم يعتصر قلبه ليتساءل بما كان يفكر أخيه حينما قام بخيانته، كيف استطاع أن يفعلها به!!!!
صعدت هالة بعد أن تناولت الطعام لغرفتها لتستحم و تبدل ثيابها لأخرى نظيفة، لتقف أمام المرآة و تقول:
-و حياة أمي لأربيكِ كويس يا جوليا.
هبطت هالة لأسفل لتصطدم بمعتز الذي كان لتوه سيصعد حتى يبدل ثيابه و يذهب إلى مقر الشركة التي يعمل بها، ليردف معتز ببرود:
-لما تكوني جاهزة تروحي للمأذون قولي.
تقدمت هالة نحوه و رفعت يدها على وجنته قائلة بإغراء و ابتسامه:
-أنا عارفة أنك مش هتقدر تتخلى عني، معتز أنا هالة حبيبتك نسيتني!
-لا منستش و لا عمري هنسى، أنتِ هالة حبيبتي اللي خانتني.
-أنا بحمد ربنا في كل لحظة إني مجبتش عيل منك أكيد كان طلع ليكِ.
-معتز أنا عارفة أنك لسة زعلان، ولكن صدقني جوليا بتكدب أنا و أخوك مفيش بينا حاجة.
-كل اللي كان بيحصل بنتقابل و بنخرج نفك عن نفسنا شوية.
جذب معتز هالة له ليقول بجانب أذنها بحدة و نبرة هامسة:
-أنتِ خاينة يا هالة.
تركها معتز ليصعد لغرفته، لتجلس هالة على الدرجات و هي تكرر الكلمة ألتلك الدرجة لم يعد يحبها بعد أن كان يتنفس حبها!!
أتلك هي النهاية لعلاقتهم و قصة حبهم القوية و الكبيرة، تعترف بأنها لم تحبه كما أحبها ولكنها لم تكن بوعيها حينما قامت بخيانته حاولت إقناع عقلها بتلك الكلمات بأنها ليست المخطئة بل هو بعد زواجهم لم يعد يهتم و أصبح مهتم أكثر بالعمل و الشركة.
__________________________
جمع أمير متعلقاته بحقيبة ظهر متوسطة الحجم، و حمل هاتفه و هو يفتحه على تلك الرسالة التي أُرسلت له صباح اليوم.
هبط لأسفل فهو سيؤدي أخر مهماته تلك في مصر ليعود إلى بلده مرة أخرى، استقل سيارته ليقودها إلى منزله الجديد و الذي كان عبارة عن فيلا كبيرة.
هبط أمير من سيارته ليدلف إلى الفيلا و ألقى بحقيبته أرضا ليستلقى على الأريكة، تعالى رنين هاتفه ليجيب:
-طمئني؟
-لا تقلق سأنهي الأمر تلك الليلة ولكن حينها سيتم تحويل المبلغ بأكمله إلى حسابي.
-لا تخف، المال جاهز و قد تم الدفع مقدما.
-حسنا، أراك غدا.
أغلق الهاتف و صعد لسطح منزله ليرى المكان من أعلى، و هبط مرة أخرى لأسفل و قام باستكشاف المكان بأكمله.
على الجهة الأخرى،،
هبطت جوليا من سيارتها على الفور لتقف أمام قصي الذي لتوه أتى و معه جود الذي جلبها من مدرستها و يلعب بأعصاب جوليا قليلا التي تخاف أن يأخذ ابنتها من بين يديها.
-مامي شوفتي بابي جابلي إيه؟
-حلوة يا جود ادخلي جوا.
-مامي أنتِ مشوفتهاش.
-خشي جوا يا جود.
-متزعقيش للبنت يا جوليا.
هتفت جوليا بصوت حاد لحامد:
-خد جود لريهام.
أومأ لها حامد ليأخذ جود و يدلف بها للداخل، لتتقدم جوليا من قصي عدة خطوات قائلة:
-أنت عايز إيه؟
-مراتي و بنتي.
-أنت مصدق نفسك!
-أنت بتنام! بتعرف تنام و أنت عارف أنك خونتني سيبك من دِ ازاي النوم طايلك و أنت خونت أخوك!!!!
-أنت مش طبيعي.
اقترب قصي من جوليا ليرفع يده لوجنتها و يقربها منه ليميل على شفتيها قليلا قائلا بهمس:
-جوليا أنتِ ليا بالموت أو بالحيا.
حاول قصي تقبيلها ولكنها دفعته، لتجذب سلاح أحد الحراس خلفها لتصوبه نحو قصي قائلة:
-أنا عمري ما كنت ملكك أو هبقى يا قصي.
ابتسم قصي بخبث و هو يتراجع للخلف حيث سيارته ليقول:
-افتكري كلامي كويس بالموت أو بالحيا.
غادر قصي بسيارته لتخفض جوليا السلاح و تضع يدها الأخرى على جبهتها و هي تلعن ذلك المجنون الذي أتى لعدة لحظات حتى يراها غاضبة قلقة.
-بتلعب بالنار يا قصي.
ألقت جوليا السلاح أرضا لتدلف إلى المنزل الخاص بها، ولكنها لم تغيب عن ذلك القناص الذي ينتظرها منذ أمس و الذي شاهد كل ما حدث قبل قليل.
دلف أمير إلى غرفته ليبدل ثيابه و بعدها أخرج سلاحه ليقوم بفك جميع محتوياته و يعيد تركيبها في أقل من ثلاثين ثانية، ليكرر تلك الحركة عدة مرات كتمرين له.
ليقترب من النافذة و يزيح الستائر لترتكز أنظاره على غرفتها منتظرا الوقت المناسب.
دلفت جوليا لغرفتها و هي تخلع المعطف الخاص بها لتلقيه أرضًا و تأخذ حماما بارد لعله يطفيء تلك النيران بداخلها.
خرجت لتبدل ثيابها لملابس أخرى نظيفة، ارتدت بنطال و فوقه تي شيرت كلاهما باللون الأسود.
هبطت جوليا لتتناول الغداء مع ابنتها جود التي كانت غاضبة منها، لتردف جوليا قائلة:
-جود.
-نعم!
-أنا عايزة أكلمك في موضوع مهم.
-أتفضلِ.
-أنا و بابي في مشاكل بينا شوية، فبلاش تزوديها.
-مامي هو فعلا بابي فلس؟
-لا.
-أومال ليه كل زمايلي بيقولوا كدة في المدرسة؟
-عشان هما أطفال لسة مش فاهمين.
أومأت لها جود لتنهي غدائها و تصعد لأعلى حتى تذاكر، فهي ليس بيدها سوى الدراسة.
تنهدت جوليا لترفع هاتفها و تجد مكالمة من معتز ولكنها لم تجيب، ليست قادرة على مواجهته تعلم بأنها جرحته في الصميم و صدمته في تلك التي حارب الدنيا من أجلها ولكن تلك كانت الحقيقة، و انتقام جوليا لا يجب أن يكون عاديًا.
أغلقت جوليا هاتفها لتنهض و تذهب إلى حديقتها و يتقدم منها حامد حينما أشارت له أن يأتي.
-في حد اشترى فيلا عزام بيه؟
-شكله كدة يا هانم.
أومأت له جوليا لتنظر إلى المنزل و تشعر بالريبة اتجاهه لتتقدم جوليا نحوه و لكنها توقفت لتشعر بالألم يجتاح رأسها من كثرة التفكير، والإرهاق، والضغط.
عادت جوليا إلى غرفتها لتستعد لنومها، ليأتي منتصف الليل و تشعر جوليا بصوت يأتي من الشرفة الخاصة بها.
بينما على الجهة الأخرى،،
كان أمير يلقي عدة أشياء تصدر أصواتا في شرفتها حتى يستطيع أن يستدرجها له و يمكنه قتلها و إنهاء تلك المهمة.
كان أمير يرتدي قناع أسود يغطي وجهه و مصوب بندقيته نحو شرفتها ينتظرها حتى تخرج له.
ليشعر أمير بخطوات أحدهم خلفه فحاسة السمع لديه مرتفعة، ليجذب أمير سكين من جيب بنطاله و يلتزم الهدوء ليجد شخصا ينقر على كتفه بسبابته.
ليلتف أمير على الفور و هو يضع السكين على عنق ذلك الشخص ليتفاجيء عندما يراها أمامه ممسكة بكارت بين سبابتها و الإبهام.
.
.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية