رواية سد خانة الفصل الرابع 4 - بقلم فيروز مغازي

  

 رواية سد خانة الفصل الرابع 4 - بقلم فيروز مغازي

 

دليلة: بس أنا موافقة يا نجوان. 



نجوان بضيق: وفكرك لو أنتِ وافقتى فريد هيوافق تبيعى نفسك لواحد عايز يشتريكِ فلوسه !!!



دليلة: ومين هيقول لفريد اساساً. 



نجوان باستنكار: امال هتتجوزى من وراه !!



دليلة بهدوء: هقوله ان العريس مناسبنى، ومحدش هيجبله سيرة انه هيدفع ولا مش هيدفع. 



نجوان اتعصبت: ومين هيوافقك عالمهزلة دى!! 



سهير: أنا هوافقها، دليلة صح، هى لازم تتجوز حد يقف جمبها، مش جوازة أيمن اللى ممنهاش فايدة. 



نجوان: تمام يا دليلة ابقي شوفى فريد هيعمل ايه، لما يعرف الجنان اللى عايزة تهببيه. 



دليلة مسكت ايدها بقوة وبصت لعيونها. 



دليلة: لو قولتيله حاجة، يبقي اتقطعت بينا ليوم الدين يا نجوان، تمام !!!  



نجوان بحزن: دليلة انا عايزة مصلحتك. 



دليلة: وانا مصلحتى انى اتجوز واتستر، والراجل شارى ومش بيخلف، يعنى عريس مثالى. 



نجوان: وانتِ كنتِ شوفتيه يا دليلة !!  



سهير بضيق: بت يا نجوان متلعبيش فى دماغها، هدخل اجهز العشاء تعالى اقفى معايا. 



نجوان: طيب اتفضلى حضرتك وانا جاية وراكِ. 



دخلت سهير المطبخ، انما نجوان بصت لدليلة اللى عيونها اتملت أصرار غريب عالجوازة دى. 



نجوان: دليلة عشان خاطري فكرى كويس دى حياة وانتى لسه يعتبر فى بداية حياتك. 



دليلة بجدية: فكرت يا نجوان، صدقيني ده احسن حل متاح دلوقتي، انا مش هستنى لما حد يضربنى ويحاول يقتلتى تانى عشان بشتغل شيفات مسائية، ولا هستنى شفقة من حد عليا وانا تعبانة ولا كمان هستنى لما ابني يتلطش فى الدنيا من غير اب.. 



نجوان دمعت ومسكت ايدها كأنها بتتوسلها. 



نجوان: انا هقف جنبك، وسيبك من كلام ماما، هى دقة قديمة، ومش فاهمة انك ممكن تكملى حياتك من غير راجل وتعتمدى على نفسك، دليلة افهمى. 



ابتسمت ليها بامتنان ومسحت دموعها. 



دليلة: انا عايزاكِ تفرحيلى يا نجوان، وانا هبقى سعيدة فى حياتى، بس فريد ميعرفش حاجة. 



نجوان بحزن: طب انا موافقة تشوفى العريس ده، ولو معجبناش مش هنوافق، تمام !!



دليلة ابتسمت: تمام يا ستى موافقة. 



نجوان: تعالى بقا نراضي حمزة عشان حابس نفسه جوة وخايف منك من ساعة ما جبته مالمدرسة. 



دليلة دخلت معاها لحمزة لقته قاعد عالسرير حزين وباين عليه الخزى، دليلة ابتسمت ليه اكنها بتطمنه. 



 
                
وقعدت جمبه ومسدت على شعره بحنان. 



دليلة: حبيبه ماله قاعد لوحده. 



حمزة: ماما انا اسف والله اتخنقت معاه عشان هو عايرنى وقالى يابن دليلة عشان بابا مش بيجبنى. 



دليلة حزنت: مش مهم الل حصل المهم انك اهو اتعلمت من غلطك ومش هتعمله تانى. 



حمزة: ايوة انا مش هكرره تانى، المدير طلب منى فلوس كتير يا ماما وانتى تعبانة. 



دليلة: متخافش ربنا هيبدرها بس متعملش كده مع حد تانى، انا عايزاك تبقي مسالم مش وحش. 



حمزة: ماشي يا ماما، بس ممكن اتنقل فصل تانى! 



دليلة ابتسمت: من عينى يا حبيبي، من بكرة اروح معاك ادفعلك الفلوس، وانقلك الفصل الى تحبه. 



حمزة ابتسم بسعادة: بجد يا ماما! 



دليلة اومت براسها، حمزة اندفع جوة حضنها وهو بيضحك بسعادة، رغم صغر سنه لكن فاهم تعبها. 



نجوان ابتسمت بحزن: ربنا يعوض صبرك خير. 



دليلة: امين يارب، تعالى نتعشي بقي مع طنط.



وخرجت اتعشت مع سهير بنفس راضية، لاحظت فرحة سهير لما عرفت بموافقتها وبعد الاكل قامت كلمت العريس وعرفته موافقة دليلة، وحدد معاها معاد على بكرة بليل الساعة 8 بعد المغرب. 



سهير بحماس: دلوقتي تنزلى أنتِ ونجوان تحت، تشتروا فستان حلو ليكِ وميكب عشان تدارى كل العك اللى فى وشك ده وهتبقي جاهزة. 



نجوان لوت شفايفها: هتفكِ الكيس! 



سهير بغيظ: بطلى قلة ادب يا بت، وقومى شيلى الاكل ده، وكلمى خطيبك من الصبح بيرن، واوعى تبوظى الجوازة فاهمة ولا لا !!! 



نجوان بحنق: اوف حاضر، دانتى العيشة معاكى تقصر العمر يابااااااى منك جبروت ياما جبروت. 



وقامت شالت الاكل بمساعدة دليلة، وبعدها دخلت اوضتها عشان تكلم فريد خطيبها. 



فريد بمرح: نجمة النجوم، ومزة المزز. 



نجوان: هههههه ضحكتنى وانا مليش نفس اضحك. 



فريد بهزار: اكيد امك منشفة ريقك عالعادة. 



نجوان: اه والله، ياخى تقولش مرات ابويا؟ 



فريد: هههه معلش استحمليها، بكرة نتجوز يا بطل واسفرك السعودية تزوى الحرم. 



نجوان تنهدت: أمتى بقي يا حبيبي، البُعد طال اوى وانا تعبت من غيرك، نفسي بقي نبقا فى بيت واحد. 



فريد بحب ابتسم: عن قريب كلها شهور، بس والله موضوع دليلة ده شغل بالى ومزعلنى عليها. 



نجوان: متشغلش بالك عن قريب تتجوز وتلقى الى يسعدها، ان شاءلله خير. 




        
          
                
فريد تنهد: انا مش عايزها تتجوز جوازة والسلام، كفاية جوازة الزفت ايمن الى كنت رافضها. 



نجوان بتردد: احم.. لا ان شاءلله يكون كويس. 



فريد بشك: لغتك فى حاجة قلقانى. 



نجوان: بصراحة دليلة متقدم ليها عريس كويس، وهى موافقة عليه. 



فريد بضيق: ومين العريس الى وافقت عليه منها لنفسها ده ان شاءلله؟ 



نجوان بتوتر: صاحب العمارة الى انا ساكنة فيها. 



فريد: قبل ما تعملوا حاجة انا لازم اتكلم معاه اعرف اصله وفصله، ودليلة انا هتكلم معاها. 



نجوان بسرعة: فريد عشان خاطري سيبها براحتها، دليلة كبيرة كفاية وعارفة فين مصلحتها. 



فريد: ربنا يسهل الحال يا نجوان. 



نجوان: مدام مقولتش حبيبتي يبقا زعلان. 



فريد: انا لازم اقفل يا نجوان، سلام. 



نجوان: وأهون عليك انام زعلانة !! 



فريد تنهد بياس: متهونيش ياستى بس انا اتخنقت من القرارات الل بتتاخد من ورايا دى. 



نجوان بحنية: يا حبيبي دليلة محتاجة راجل جمب منها، مهما كنت قريب منها مش هترتاح الا لما يبقى ليها بيت واسرة ومستقرة فى حياتها. 



فريد: اللى فيه الخير يقدمه ربنا ومدام هى مقتنعة انا هعمل الل عليا وهسال عليه وان شاءلله خير. 



نجوان: طب قولى بحبك. 



فريد ابتسم: بحبك يا زغلولة قلبى. 



نجوان ضحكت: بحبك يا بطتى. 



فريد بحنق: ايه بطتى دى، لا داحنا رجالة اوى. 



نجوان: مانت بتقولى زغلولة قلبى. 



فريد: قوليلى فريد وخلاص بلاش فلسفة. 



نجوان: هههههه ماشي تصبح عل خير يا بطتى. 



وقفلت فى وشه وهى بتضحك عليه، وبعد شوية فتحت الموبايل لقته باعت ليها اغنيتهم المفضلة، اللى بيختم بيها يومهم مهما كان الى بينهم حتى فوقت زعلهم من بعض، لان الاغنيه بتصبرهم عل الفراق اللى تعب قلوبهم ومش عايز ينتهى.. 



" وايه يعنى مابينا بلاد، كفاية قلوبنا بتقرب ومهما البعد طال أو زاد لبعض من الحياة بنهرب "



نجوان حضنت موبايلها وبصت للسقف ببسمة: 



- أمتى أشوفك وتيجى بقالك كتير بعيد عنى يا حبيبي، ربنا يرجعك ليا بالسلامة يارب. 



             ***************************



« فى شركة الراوى للملابس الجاهزة » 



قاعد فى مكتبه الخاص سرحان وهو ماسك صورة دليلة بين ايديه بيتامل ملامحها الملائكية، عيونها السمراء اللى بتشبه سواد الليل، روموشها الكثيفة اللى بتشبه الغزلان، كل حاجة فيها  كانت مختلفة، هى كلها على بعضها بالنسباله استثنائية.. 




        
          
                
وجمالها استثنائى، جمال اسطورى رقيق. 



رجع بضهره براحة للخلف وبص عليها من بعيد. 



معتصم: ايه الى وقعك فى طريقى يا دليلة !! غريبة شكلك وطريقتك وطيبة قلبك بيشدونى اوى. 



- مين دى اللى بتشدك يا معتصم، تارا ولا غيرها؟ 



كان صوت مستفز، بيسبب الحرايق فى قلب بطلنا اللى مجرد ما رفع عيونه وشافه اتعصب. 



معتصم بغليل: جاى هنا برجيلك مش خايف ! 



الشاب عدل ياقته: حسام الهلالى مبيخفش. 



معتصم من بين سنانه: جاى وعايز ايه يا حسام! 



حسام قعد ببرود: جاى اشقر على خال بنتى، ولا مليش حق اعدى ع ملك شهد مراتى الله يرحمها. 



معتصم انقض عليه مسكه من ياقته ووقفه بغضب الدنيا، وعيونه اجمرت بطريقة تخوف. 



معتصم بعصبية: متجبش سيرة اختى على لسانك، اختى الى انا غلطت اكبر غلطة لما طاوعتها تتجوز انسان معندوش دم ولا انسانية زيك. 



حسام زق ايده بغضب: لا أنتَ تمسك لسانك ده، عشان اخرتها كده هتبقي خراب يابن الرواى. 



معتصم بوعيد: الخراب هيبقي على دماغك أنتَ قريب اوى لو ثبتلى انك السبب فى موت شهد. 



حسام بارتباك حاول يداريه: أنتَ هتلبسنى جريمة، اختك كانت مريضة كانسر وماتت لوحدها. 



معتصم هز راسه: هعرف، وعد منى هعرف. 



حسام: ده مش موضوعى أنا جاية أخد تقى بنتى، ومش هتنازل عن جنيه واحد من الفلوس ال شهد سابتها ليها ولا الاملاك الل كتبتها باسمها. 



معتصم بابتسامة جانبية: لو تعرف المسها ساعتها، هدفنك حى يابن الهلالى، أنتَ ملكش حق عندنا. 



حسام بوعيد: تمام  وصدقنى فى يوم هتندم عل تصرفاتك معايا، ومش هخسرك بس فى شغلك، هخسرك، كل حاجة بتحبها ومتمسك بيها.. 



معتصم: طيب سكة السلامة طريقك خضرة. 



حسام مشي وهو بيتوعد ليها، معتصم نادى على السكرتيرة بتاعته بعصبية دخلتله برعب. 



معتصم: من امتى بتدخلى حد من غير ما اقولك. 



السكرتيرة بتوتر: اصل هو يا فندم قالى انه عميل مهم عندك، وولازم يشوفك فدخلته. 



معتصم غضبان: ده خصم يا غبية، ده مالك شركة الهلالى بينافسنى، هحب اشوف وش امه لييه؟ 



السكرتيرة: مانا قولت عشان قريب تارا هانم... 



اتعصب وبجنون كسر كل محتويات المكتب وصرخ فيها بعصبية وانفعال. 



معتصم: اطلعى ومتجبيش السيرة دى تانى. 



السكرتيرة خرجت برعب وهو شد شعره بجنون، بيلف المكتب وهو بيتنفس بسرعة من غضبه.. 



غمض عينه واشتد جنونه. 




        
          
                
معتصم: هو كابوسك ده هيفضل ملاحقنى كتير !! بس لا يا تارا لا متخلقتش لسه الى تعلم عليا. 



*****************************



فى منزل راقى وجميل، قاعدة بنت غاية فى الرقة والجمال قصاد لوحة رسم فنية بتكمل رسمتها، اللى بتعبر عن حياتها، وشعرها الاسود الطويل الحريرى، مفرود بطوله على ضهرها وبيرفرف مع هواء شباك اوضتها، وكانت البنت اسمها " تارا الهلالى "



تارا تنهدت بيأس: تفتكرى هيفكر فيكِ بعد الل أنتِ عملتيه فيه يا تارا، تفتكرى لسه فاكرك؟ 



قطع تأملها لرسمتها الرقيقة مع معتصم صوت باب شقتها بيخبط، قامت من مكانها وفتحت الباب. 



ونفخت بضيق لما شافت حسام ابن عمها. 



دخلت الشقة بزهق وسابتله الباب مفتوح. 



حسام: مالك مديانى الوش الخشب يا تارا؟ 



تارا ربعت ايدها ببرود: قصر فى الكلام عشان انا مشغولة ومش فاضيالك. 



حسام بتودد: يا بت دانا بحبك وشاريكِ. 



تارا: ما بلاش الاسطوانة الحمضانة دى يا حسام انا اكتر واحدة فهماك أنتَ مبتحبش حد لا انت بتحب نفسك، ومصلحتك وبس يابن عمى. 



حسام: لا بحبك من زمان وأنتِ اللى بعتينى. 



تارا بسخرية: عشان كده لعبت فى دماغى لحد ما خلتنى اوافق اتجوز الراجل الخليجى واسيب حب عمرى، منك لله ذنبى فى رقبتك يا حسام. 



حسام بضيق: ومعتصم ده يتحب يا خايبة. 



تارا: ايوة بحبه ومستنية عدتى تخلص وهخلى، اونكل ابراهيم يقنعه نرجع لبعض. 



حسام: عشان يلهف كل الى ورثتيه يا هبلة. 



تارا ببرود: ياعم مش شغلك، ولا ليك فيه انا حرة. 



حسام شدها من دراعها: لا مش حرة انا ابن عمك، والوحيد الل باقيلك فى عيلتك يبقي تسمعيلى. 



تارا بعصبية نترت ايده: حل عنى يا حسام. 



حسام رجع يتودد: يا حبيبتي أنا بتمنالك المصلحة. 



تارا: وانا بحب معتصم وبس. 



حسام: يا غبية هيلهف فلوسك اسمعى منى. 



تارا بسخرية: ليه هو زيك، قتل مراته ولهف فلوسها كلها الى باسمها وعمل بيها شركة لنفسه؟ 



حسام برق بغضب: عالله اسمعك بتقولي كده تانى، شهد ماتت بمرض، انا مليش يد فى ده. 



تارا بقوة: طب سيبنى فى حالى بدل ما ونعمة ربنا أحكى لمعتصم الليلة كلها، واخليه يندمك. 



حسام: هسيبك بس الايام بينا يا بنت عمى. 



تارا بسخرية: ابقي خد الباب فى ايدك. 




        
          
                
سابها وخرج، متنرفز بيدور على حاجة يدمر بيها معتصم، غير تارا اللى الظاهر متمسكة بيه. 



*****************************



= ادخلى يا دليلة تعالى شوفى عريسك، رضوان. 



دليلة سندت الشربات بتوتر وقعدت جمب والدة رضوان عريس الغفلة، بعد ما سلمت عليهم. 



سهير بحماس: دى بقي دليلة بنت صحبتى يا مدام رانيا، اخلاق عالية وتربية ما شاء الله. 



رانيا باستخفاف: أمال اطلقت ليه لما هى كده؟ 



سهير ابتسمت بتوتر: جوزها كان راجل شرانى اوى ياختى اتجوز عليها، الخسيس الرمة. 



رضوان ابتسم: فى حد يبقي معاه القمر ويبص برة! 



رانيا ذغدت ابنها: وهى عندها كم سنة ع كده؟ 



دليلة بهدوء: عندى 23 سنة يا طنط. 



رانيا: ماشاء الله صغيرة وبتدرسي ايه؟ 



دليلة: معايا اعدادية، سبت الدراسة لما اتجوزت. 



رانيا باستنكار: اعدادية؟ 



رضوان قطعها: وماله يا امى انا معنديش مشكلة، المهم عندى تكون فاهمة يعنى ايه جواز واسرة. 



رانيا بضيق: بس يا واد أنتَ. 



سهير: يا مدام رانيا، التعليم مش قضية ودليلة زى اللهلوبة بتعرف تقرا وتكتب ومثقفة كمان هى بس ظروف عيلتهم كانت صعبة شوية.. 



رانيا: امممم طيب، وحمزة بقي هتخليه مع ابوه! 



دليلة: لا ابنى هيفضل فى حضنى. 



رانيا: حيث كده بقي انا عندى كم شرط. 



نجوان باستنكار: والجواز بقي بشروط دلوقتي؟ 



دليلة: سيبها يا نجوان. 



رانيا ببرود: اول حاجة تفهم ان رضوان ابنى الحيلة هيعيش معايا بيها فى شقتنا، تخدمنى انا وابنى و.. 



نجوان بضيق: حيلك حيلك يا ست انتى هى بايرة ولا بايرة، دليلة ست البنات والف يتمناها.. 



رانيا بضيق: طيب عن اذنكم وخليها للاف دول. 



رضوان: يا امى بقي عديها الله يخليكِ. 



رانيا: ماشي نعدى موضوع الشقة، بس مش هنكتب قايمة، وكفاية انه هيدفعلها مقدم ومهر قد كده. 



نجوان باعتراض: وحقها نضمنه ازاى؟ 



رانيا ببرود: ده اللى عندنا. 



دليلة: وانا موافقة يا طنط. 



رضوان ابتسم: ممكن بقي نقرا الفاتحة. 



نجوان: يا دليلة.. 



دليلة بهدوء: نجوان والله موافقة. 



واتقرت الفاتحة، وامه مشيت وهو قعد عشان بس يتكلم مع دليلة شوية، كان واضح عليه الاعجاب. 




        
          
                
رضوان ببسمة؛ متشغليش بالك بكلام امى، انا انا مستعد افرشلك الارض ورد بس انتى تبقيلى. 



دليلة: انا الل بتمناه حد آتمنه على حياتى. 



رضوان: وانا مش هخذلك مهما كان، ها كلمينى عن نفسك شويه، اهلك، حياتك، احلامك! 



دليلة تنهدت: ممكن تتكلم أنتَ عن نفسك؟ 



رضوان: أنا يا ستى زى مانتى عارف مالك العمارة، والايجار اللى باخده كل سهر كفيل يعيشك ملكة، وللعلم انا اتجوزت قبل كده مرتين بس موضوع الخلفة ده كان مسبب مشاكل كتير عندى.. 



دليلة: مش مهم انا مكتفية بيك طول مانت كويس معايا، وبتحب ابنى حمزة كمان ده الاهم. 



رضوان: طبعاً بحبه زى ما حبيتك كده بالظبط. 



دليلة اتخنقت: مقولتليش عندك كم سنة. 



رضوان بان عليه الضيق: هيفرق معاكى؟ 



دليلة: مهتمة اعرف. 



رضوان بتردد: عندى 43 سنة. 



دليلة شهقت من المفاجاة، هو كان بايــن انه كبير، لكن مكنتش تتوقع الرقم ده اكبر منها بـ 20 سنة. 



رضوان: ايه اضيقتى؟ 



دليلة بحرج: لا أبداً بس اتفاجأت اصل طنط شكلها صغنن ميبنش عليها ولا انت كمان. 



رضوان براحة: يعنى لسه موافقة. 



دليلة بحزن: موافقة طبعاً بس عايزة طلب. 



رضوان بلهفة: عيوني ليكى يا دليلة. 



دليلة: عايزة خمس الالاف جنية ضروري، كملت بسرعة، وهردهملك لما ارجع اشتغل. 



رضوان ابتسم: بس كده، عدى عليا الصبح فالشقة اللى فى أول دول هتلقينى محضرهم.



دليلة ابتسمت: شكراً منحرمش منك.



رضوان: وبالنسبة للشغل انا مش عايزك تتشتغلى، والفلوس دى اعتبريها من مهرك مش عايزها. 



دليلة: لا اسمحلى اقولك انى لازم انزل شغلى. 



رضوان: يا بنت الناس وليه.. 



دليلة: معلش لحد ما نتجوز عشان اجيب جهازى. 



رضوان: طيب ياستى الى تشوفيه، تحبى اوصلك بالعربية بتاعتى كل يوم؟ 



دليلة برفض: لا عشان سمعتى الله يخليك. 



رضوان بفهم: الى تشوفيه، يعنى كده اكيد موافقة. 



دليلة تنهدت: موافقة يا استاذ رضوان. 



رضوان ابتسم بفرحة، وحدد مع سهير معاد فرحهم بعد 3 شهور تكون شهور عدتها خلصت، نجوان من خنقته محضرتش القعدة اللى برة، وانتظرت يمشي. 



بعد ما هو مشي خرجت مضيقة. 



نجوان: انتو ازاى تحددوا معاد فرح وفريد معرفش عن العريس حاجة انتو مجانين. 




        
          
                
دليلة: يا نجوان انا موافقة، وسيبى فريد عليا هقنعه وانتى، كمان حاولى تقنعيه. 



نجوان: اقنعه بايه !!! بعريس مش مناسب ليكى وامه اللى متحكمة فيه، اقنعه بواحد ابن امه. 



دليلة بخنقة: بعد الجواز هيكون بتاعى انا وبس، وامه مش هتعيش لينا طول العمر يعنى. 



نجوان: وانتى مصدقة نفسك يا دليلة أنتِ نفسك مش مقتنعة بيه، هتوافقى ليه عليه. 



دليلة بخنقة: يووووه بقي، انا موافقة ومرتاحاله، متشغليش بالك أنتِ الله يخليكِ. 



نجوان: بقي كده يا دليلة؟ 



دليلة بتعب: عشان خاطرى يا نجوان، انا مكتفية بكدة ومبسوطة بالله عليكى اقنعى بس فريد. 



نجوان: حرام عليكى الل بتعمليه ده. 



دليلة تنهدت: كده راحة ليا صدقيني، ها هتقنعيه؟ 



نجوان: هو قالى هسال عليه، وربنا يسهل. 



دليلة براحة: الحمدلله هو سمعته كويسة اوى. 



نجوان: يارب تكونى مبسوطة وانتى بتخربى فى حياتك وبتضيعيها يا دليلة. 



دليلة: انا تمام، المهم انا هودى حمزة بكرة المدرسة وهنزل الشغل تانى باذن الله. 



نجوان بسرعة: لا طبعاً أنتِ تعبانة. 



دليلة: انا بقيت كويسه الحمدلله متقلقيش. 



ومدتش نجوان فرصة تتكلم، دخلت اوضتها ولقت ابنها نايم بسكون مسحت على شعره بحب. 



دليلة: بعمل كل ده عشانك يا حمزة يارب تتبسط. 



تنهدت ومسكت تليفونها وطلعت الكرت بتاع مدير شغلها اللى هو معتصم، وقررت تطلبه عشان النقل، وتعرفه انها هتنزل فرع تانى من المصنع بتاعه. 



معتصم بجدية: السلام عليكم، مين معايا؟ 



دليلة بحرج: مدام دليلة مع حضرتك يا معتصم بيه. 



معتصم بلهفة غريبة: دليلة !! 



يا الله على احساسها لما نطـق اسمها بنبرة صوته وبحته الرجولية، اسمها كأنه غنوة ما بين شفايفه، تقسم ان صوته أجمل صوت نادى عليها. 



معتصم ابتسم: روحتى مني فين يا دليلة !! 



دليلة بحرج: اسفة سرحت. 



معتصم: ولا يهمك محتاجة حاجة؟ 



دليلة: الحقيقة ايوة، بخصوص الشغل. 



معتصم: اعتبرى نفسك اتعينتى من بكرة تنزلى لو حابة، وعنوان الشركة عندك فى الكارت. 



دليلة بحرج: لحظة بس انا خياطة هروح المصنع التانى، شركة ايه مش فاهمه! 



معتصم: بصي بقي انا مستحيل انزلك بين الناس العشوائية دى تانى أنتِ رقيقة وقلبك طيب، مش هتعرفى تتعاملى هناك فانا عايزك معايا فالشركة، مش انتى بتفهمى فى التصاميم !!! 




        
          
                
دليلة: بس ع قدى مش الـ wow يعنى، حضرتك اكيد عندك ناس اشطر منى بيفهوا فالفاشون. 



معتصم: تعالى بس وانا واثق انك هتكونى شاطرة وجديرة بالوظيفة دى، وانا مش عايز منك حاجة حالياً غير انك تتعلمى ده هينفعك قدام شغلانة،، الخياطة دى متعبة ومش جايبة همها. 



دليلة: هو حضرتك بتعمل معايا كده ليه؟ 



معتصم ابتسم: عشان عارف انك تستاهلى ده. 



دليلة: ولو منجحتش؟ 



معتصم: لما يجى وقتها اكيد هنتكلم. 



دليلة ابتسمت برضا: متشكرة. 



معتصم بحنية: ده واجب يا دليلة. 



دليلة بارتباك وقلبها ابتدى يخفق: طيب سلام. 



وقفلت وزفرت براحة اكنها كانت حابسة انفاسها ف المكالمة وحطت ايدها على قلبها مش قادرة توقف نبضاتها السريعة دى ولا قادره تنسي صوته لما فى اول المكالمة نطق اسمها بلهفة حستها منه.. 



دليلة شخصية رقيقة وحساسة جداً وقلبها طيب، وللاسف بتثق بسرعة فى ناس ممكن تاذيها ولانها اتعودت تتعامل بنية صافية بقت متعرفش تفرق، مابين اللى بيحبها واللى بيتمنى وقوعها.. 



جيه عليه اليوم التانى جهزت وخدت حمزة عشان توديه المدرسه وطبعاً عدت ع رضوان علشان بس تاخد منه فلوس التعويض بتوع حمزة. 



رضوان ابتسم: صباح الفل. 



دليلة: صباح النور معلش لو صحيتك بدرى. 



رضوان: انا صاحى مقدرتش انام من امبارح، مش قادر انسي صوتك ولا ملامحك يا دليلة. 



دليلة بتوتر: احم.. حمزة سلم على عمو هيبقي زى بابى بالظبط قريب ان شاءلله. 



حمزة باستنكار: بس شكله عجوز يا ماما. 



دليلة بحدة: حمزة عيب، قولتلك سلم. 



رضوان بحزن: مفيش حاجه هو عنده حق مانا اكبر منك بعشرين سنة يعنى هو مغلطش. 



حمزة بصدمة: عشرين سنة؟ 



دليلة بضيق: ما تسكت يا حمزة قولتلك عيب. 



رضوان ابتسم بحنية ونزل لمستوى حمزة: بس بقا حرام عليكى متزعقلوش كده، حمزة عسل اوى. 



حمزة بحرج: انا اسف يا عمو. 



رضوان مسد عل شعره: مفيش حاجه يا حبيبى. 



رجع وقف وبص لدليلة ببسمة. 



رضوان: انا هدخل اجيب الفلوس. 



ودخل ورجع ليها وفى ايده الفلوس، اعتذرت منه كتير عن اللى قاله حمزة ومشيت وهى بتعنف فى حمزة ومضايقة منه لانه احرج رضوان. 



حمزة بزهق: خلاص يا ماما مانا اعتذرت. 



دليلة بياس: ماشي يا استاذ تعالى ندفع التعويض، عشان كمان انقلك فصل تانى. 



حمزة راح معاها مكتب المدير دفعت الفلوس بجد، وطلبت انه يتنقل فصل تانى، والمدير وافق وقالها على الفصل الجديد الى حمزة هيبقي فيه، شكرته، وقررت توصل حمزة لحد الفصل بتاعه.. 



اتفاجات بـ تقى بنت معتصم فى نظرها قاعدة فى نفس المكان الى حمزة جرى قعد فيه. 



تقى ابتسمت بخبث: القشطاية! 



دليلة بصت حواليها بتعجب: بتكلميني انا؟ 



تقى بتاكيد: ايوة يا طنط أنتِ جميلة اوى انا لما شوفتك مع خالو قبل كده عجبتيه اوى. 



دليلة اتصدمت: خالك مين؟ 



تقى: خالو معتصم، وع فكرة انا اعرف حمزة، لعب معايا فى حصة الالعاب قبل كده. 



دليلة هزت راسها وابتسمت بتلقائية، وكانها رجعت للحياة من تانى ووشها نور لما عرفت انها مش بنته، واطمنت على حمزة وهى خارجة اصتدمت بـ صدر عريض رفعت راسها لقته معتصم نفسه.. 



معتصم ابتسم: دليلة تانى؟ 



دليلة: أنتَ بتطلعلى منين بجد، انسان غريب. 



معتصم: غريب؟ 



دليلة بتعلثم: اقصد كأنك مراقبنى. 



معتصم ببسمة جذبتها؛ متقوليش ليه القدر هو الى قاصد يجمعنا وبيقولنا اننا مربوطين ببعض. 



دليلة اتحرجت وكانت هتمشي مسك ايدها. 



معتصم: استنى متهربيش، انا قدرك يا دليلة، هفضل ملاحقكِ طول مأنتِ بتتنفسي. 



دليلة بحرج سحبت ايدها: بعد اذنك، التجاوز. 



معتصم ابتسم: على راحتك ياستى. 



دليلة: عن اذنك، انا لازم امشي عشان الش... 



مكلمتش كلمتها وافتكرت انها هتلاقيه كمان هناك. 



معتصم ضحك: شوفتى بقي انى هفضل ملاحقكِ؟ 



دليلة اتكسفت من تلميحاته وهربت من قدامه. 



معتصم جواه باصرار: اهربى بس فى الاخر هتبقي تبعى وتخصينى، لان مصيرك مربوط بيا. 


 

تعليقات