قصة مرام الفصل السابع و الاربعون 47 - بقلم Lehcen Tetouni
...... في قسم الشرطة قال ساهر سيدة مرام هذه أنتِ لم أتوقع أبداً أن أراكِ هنا
قالت مرام وأنا أيضاً لم أتوقع رؤيتك في هذا الموقف، ولكني أعتذر منك فلن أقبل بوجودك للدفاع عني آسفة
قال لو ترفضين بسبب أنني خريج جديد فسأثبتُ لك جدارتي وسأخرجك من هذه القضية حتماً
قالت آسفه ولكن ليس صغر سنك هو السبب ولكن لدي أسبابي الخاصة فأنت تعلم صلة القرابة بيني وبين والدتك، ولا أريد أن يعرف أقاربي شيئاً عن الموضوع
قال ساهر بسيطة سأخفي الأمر ولن يعلم أحد من أهلك بوجودك هنا فأنا لن أخبر أمي أو أبي بالموضوع
قالت موقفي صعب في القضية ولو خسرتَ هذه القضية ستكون عقبة في طريق مستقبلكَ وخصوصاً أنها أول قضية لك وأنت لا تزال في بداية حياتك فالأدلة كلها ضدي ولا أستطيع أثبات برأتي
قال ا تقلقي فكما أنقذتك من الموت في ذلك اليوم سأنقذك من حبل المش نقة، ولكن ثقي بي واحكي لي كل ماحدث بالتفصيل الممل ولا تخفي شيئاً
قالت مرام في نفسها: للأسف يابني لن أستطيع أن أقول الحقيقة بالكامل، ولكن سأخبرك بنصفها فقط ثم توجه حديثها لساهر ابنها لقد كنت أقف في الشرفة، ودون قصد سقط هاتفي في شرفة الجيران ولآن الشقة ليست مسكونة
فصاحبها لا يأتي إلا كل فترة طويلة ويقضي ساعة أو ساعتين ويغادر وأنا لا أعرف هاتفه لذا قررت أن أقفز للشرفة وآخذ هاتفي وبالفعل قفزت وأخذت الهاتف وقبل أن أرجع لشرفة منزلي سمعت صوتا في الداخل فأنا لم أتوقع أبدا أن عادل موجود في الشقة فحاولت الرجوع بسرعة لشرفتي ولكن عادل ورفاقه رأوني فقاموا بجذبي للخلف وأدخلوني للصالة وحاولوا الإعتداء علي
ولكني أستطعت أن أصل لزجاجة كانت بجواري وكسرتها وهددتهم بألا يقترب مني أحد ولكنه سخر مني وحاول أن يهجم على لذلك طعنته في رقبته وبينما حاول أصدقائه أنقاذه فتحت باب الشقة وتوجهت مسرعة لشقتي وأغلقت الباب هذا كل ما حدث
قال ساهر حسناً، هذا يعتبر دفاعاً عن النفس وإن شاءالله ستأخذين برأة في القضية
قالت مرام: شكراً بني
قال ساهر: لا شكر على واجب
يخرج ساهر من عند مرام وقبل أن تذهب للزنزانة يأتي سراج مع المحامي الكبير الذي عيّنه للدفاع عن مرام ويستوقف الشرطية بأذن النيابة الذي يحمله
يضمها وقال لا تقلقي حبيبتي فالمحامي سيخرجك من القضية
قالت لا أريده سراج فلقد عينوا لي محام للدفاع عني
قال لن أقبل أن يتولي قضيتك شاب حديث السن وتذهبي للتهلكة إنها قضية قتل وليست لعبة ليتسلي بها أو يجرب حظه
قالت مرام إن المحامي هو ساهر ابني وهو مصمم على أن يتولى القضية وأنا لا أريد أن يكون هناك محام آخر حتى لا تظهر كل الحقائق فيكتشف ساهر أنني أمه
قال سراج لن أفعل ما تطلبينه وأعرضك للخطر ولن أتركك بين يدي شاب ليتدرب على قضيتك حتى لو كان ابنك، وسوف أُطْلِع المحامي الذي أحضرته على التفاصيل كي يكون بجانبك
قالت مرام كما تحب إذاً نلتقي بعد إسبوع في المحكمة
قال سراج لا أعلم كيف سأصبر على بعدك أسبوع كامل فأنا أشتاق إليك من الآن
قالت وأنا أيضاً سأفتقدك كثيرا ولكن أكثر شيئ يسعدني أنك تقف بجانبي ولم تتخل عني بعد إتهامي بالقت.ل فقد كنت أخشى أن تبتعد عني مرةً آخرى
قال سراج لا حبيبتي لقد أصبحت أعرف كل شيء عنك وأثق بك فأنت لن تفعلي ذلك إلا لسبب قوي
قالت الحمد لله مادمتَ تصدقني فلا يهمني أحد بعد ذلك
قال الشرطي لقد انتهت الزيارة سيد سراج
قال سراج سأذهب الآن ولكني أحضرت لك مروحة وتلفاز صغير لتتسلي به ووضعت مبلغاً من المال في خزينة السجن لتشتري كل ماتحتاجينه من هنا
قالت شكراً حبيبي، إلي اللقاء
في بيت إسلام يجلس ساهر علي مكتبه وهو يطّلع على كل تفاصيل قضية مرام فيدخل إسلام الغرفة قال له كيف حالك يا بطل لقد أخبرتني أمك أنك بدأت عملك الجديد
قال ساهر نعم يا أبي ادعو لي بالتوفيق فهذه أول قضية لي وأريد أن أثبت للجميع أنني على قدر المسئولية
قال إسلام أنا أدعو لك دون أن تطلب ثم ينظر إسلام على الملف الذي يمسك به ساهر؛ فيلمح اسم مرام عبد الله
هل اسم المتهمة مرام عبد الله هل يعقل أنها قريبة أمك
يغلق ساهر الملف ويضعه في درج مكتبه لا يا أبي أنت مخطئ أنه تشابه أسماء فقط ولكن لا أستطيع أن أطلعك على تفاصيل أكثر لأنها أسرار المهنة
قال إسلام حسناً يابني يبدو أنك تملك أسراراً الآن، لذا لن أزعجك وأتركك كي تعمل
قال ساهر أبداً لا يوجد أسرار بيننا، ولكنها أمور تخص العمل فقط والقضية صعبة وأحاول جمع كل الأدلة فيها
حسناً تصبح على خير واتمني لك التوفيق
في فيلا سراج يتصل باهر بخسارة وقال سارة لو سمحت أسمعيني أرجوك ولا تغلقي الخط فأنا مصصم على زواجي منكِ تحت أي ظرف ولقد وعدني أبي أن يقنع أمي بزواجنا، وأظنه سينجح فشخصيته قوية ولا تستطيع أمي رد طلب له
قالت سارة آسفة باهر ولكني مضطرة لأن أغلق الخط فقد وعدت أبي ألا أتحدث معك حتى توافق أمك على الخطبة
قال باهر أنتظري قليلاً فقط فصوتك يهدأ أعصابي المتوترة
قالت سارة أرجوك باهر لو دخل أبي الآن فسأشعر بالحرج لو سمحت سأغلق الخط
يغلق ساهر الخط وهو حزين بينما تدخل نجلاء لغرفته قائلة: لدي لك نبأ سار ولدي الحبيب
قال ساهر لا أريد سماع شئ أمي فأنا أعرف أخبارك جيدا وستقولين: أنك عثرتِ لي على عروس مناسبة وأنت تعرفين أني لن أوافق إلا على فتاة واحدة هي سارة ولن أتخلى عنها فلا تتعبي نفسك معي
قالت نجلاء ولكن الفتاة التي أخترتها ستعجبك أوأكد لك أنظر للصورة فقط
قال باهر آسف أمي لن أنظر لشيء ثم يزيح يد أمه فتقع الصورة على الأرض، وعندما تقع عين باهر على الصورة يلتقطها من الأرض قائلاً: مستحيل هذه صورة سارة
قالت بالطبع حبيبي لقد وافقت على زواجك من سارة لأن سعادتك من أولوياتي ولا أحب أن أراك مكتئب وحزين، وبصراحة كلامك وكلام سراج أثر فيّ كثيراً لذا وافقت وتستطيع الاتصال بها الآن لتحدد موعداً نذهب فيه معك أنا ووالدك لنتفق معهم على التفاصيل
يحتضن باهر أمه شكرا حبيبتي هذا أجمل خبر سمعته في حياتي سأتصل بها حالا ثم يتصل بالهاتف
قالت سارة لو سمحت باهر أنت تحرجني هكذا أخبرتك ألا تتصل
قال باهر انتظري فهناك شخص يريد الحديث معك
ثم يعطي الهاتف لولدته
قالت نجلاء أهلاً بعروس ابني الجميلة
قالت سارة أنا لا أصدق أهلاً بك مدام نجلاء
قالت نجلاء لا حبيبتي صدقي وتستطعين إخبار والدك لتحددوا الوقت المناسب للحضور لخطبتك
قالت سارة شكرا لك سأكلم أمي وأرد عليكِ
قالت نجلاء مع السلامه حبيبتي
قال باهر شكراً أمي لن أنسي لك هذا الموقف الرائع أبداً وأعدك أن سارة ستكون عند حسن ظنكِ
•تابع الفصل التالي "قصة مرام" اضغط على اسم الرواية