Ads by Google X

رواية جريمة حب الفصل الثالث 3 - بقلم سلسبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية جريمة حب الفصل الثالث 3 - بقلم سلسبيل

 
_________________________
كانت تجلس بسيارة الإسعاف، وأحد المسعفين يطهر جرح رأسها فهي أُصيبت بكدمة قوية ليردف:
-هتحتاجي تغيري عليها كل يوم.
-حالة السواق إيه؟
-حالته للأسف صعبة و هو حاليا هيتنقل للمستشفى و هي تعمل اللازم.
أومأت له جوليا التي استقلت سيارة الحرس لتعود إلى منزلها فهي تشعر ببعض التعب، عادت جوليا لمنزلها ولم تجد به أحد لتهتف باسم ريهام.
جذبت هاتفها لتتصل بها، لتجيب ريهام عليها قائلة:
-ألو يا هانم.
-أنتِ فين؟
-جود هانم تعبت شوية فروحت أنا و حامد نجيبها.
-أنتوا فين دلوقتي؟
-قربنا نوصل.
أغلقت جوليا المكالمة لتجلس في انتظار مجيء ابنتها حتى تطمئن عليها، لتجد ابنتها تجري نحوها بعد أن أتت.
-براحة يا جود.
احتضنت أمها و قبّلتها، لتتساءل جوليا عن حالها:
-حاسة بوجع؟
نفت جود برأسها لتنظر جوليا إلى ريهام و تقول:
-حصل إيه؟
-محصلش يا هانم حست بالوجع لفترة و دلوقتي هي بخير.
أومأت لها جوليا لتنظر إلى ابنتها و تقول:
-يلا يا حبيبتي اطلعي لأوضتك غيري هدومك و نامي ساعة عشان مدرسينك.
-حاضر.
رأت جود جرح أمها لتتساءل عنها، لتجيب جوليا:
-حاجة بسيطة.
ابتسمت جود لأمها لتخرج شيكولاتة من حقيبتها و تعطيها لها قائلة:
-خدي يا مامي.
ابتسمت جوليا و تساءلت عن الأمر، لتجيب جود:
-إعتذار مني على امبارح.
أومأت لها جوليا و هي تقبّل رأسها، لتغادر جود مع ريهام للأعلى.
بينما جوليا خلعت حذائها و اعتدلت في جلستها لتنام براحة تامة على الأريكة و هي تشعر ببعض التعب.
تعالى رنين هاتفها لتلتقطه و تضعه على أذنها بعدما أجابت، لتسمع الطرف الأخر:
-اللي أمرتي بيه اتنفذ يا هانم.
أجابت جوليا بنبرة خالية من المشاعر:
-طيب ظبطوها و سيبوها تمشي، و بالنسبة للشركة هبلغك بالميعاد خلي رجالتك جاهزة.
-حاضر يا هانم.
أغلقت جوليا الهاتف لتلقيه و تغمض عينيها في محاولة منها للاسترخاء.
على الجهة الاخرى،،
صعد لمنزله ليبدل ثيابه، ولكن أمه أوقفته لتقول:
-أنت رايح فين؟ كل يوم تيجي من الشركة و تنزل تاني و ألاقيك راجعلي الصبح!
-أنت ناسي أنك لسة مبتديء و لازم تشتغل و تتعب على نفسك عشان شغلك يكبر.
-أنا قولتلك شوف التانين بيعملوا ايه و أعمل زيهم في الشغل مش تروح مع دِ يومين و دِ يومين.
تركها ليغادر ولكنها جذبته لتردف بحدة:
-قسما بالله يا عادل لو اتحركت من هنا و روحت الأماكن اللي بتروحها دِ هنسى إني أمك.
تركها ذلك المدعو عادل ليغادر، بينما هي صُدمت كثيرا كيف ابنها تغير حاله إلى تلك الدرجة كان من قبل بريء لا يفقه شيء سوى العمل و الآن بعد أن تعرف على بعض من أصحاب السوء تغير حاله للأسوأ كثيرا.
هبط عادل ليستقل سيارته ولكن الموت كان بانتظاره، ليخرج أمير بندقيته الذي استأجر إحدى الشقق بالعمارة المقابلة لـ عادل ذلك الذي لتوه كان يبدأ مشوار حياته.
ليطلق رصاصة تخترق قلب عادل، التي خرج على أثرها العديد و من ضمنهم والدته التي صرخت عندما رأت ابنها أرضا ينزف الدماء يلفظ أنفاسه الأخيرة حتى فارقته الروح لتهبط جريا حتى ترى ابنها و تحتضنه و تصرخ بقوة جعلت الجميع يشفق على حالها سوى ذلك الذي ينفذ الأوامر و يغادر بدم بارد.
استمع أمير لخطوات قادمة على الدرجات؛ فحاسة السمع لديه عالية بطبيعة عمله، ليغلق الباب بقفل كبير و قام بجمع متعلقاته بحقيبة حملها على ظهره و حمل ذلك الحبل القوي بيده ليقوم بربطه من داخل المنزل و يلقيه من إحدى النوافذ.
استمع أمير حطام الباب ليبتسم و يلقي بجسده للخارج ليتمسك بالحبل و يهبط للأسفل في عدة لحظات و يغادر ذلك المكان.
___________________________
استيقظت جوليا باكرا لتدلف إلى المرحاض و تبدأ في تبديل ثيابها لفستان باللون الأبيض قصير جريء و حذاء عالي بذات اللون.
هبطت جوليا من غرفتها لتذهب إلى غرفة ابنتها التي لتوها استيقظت لتقبّلها و تنظر إلى ريهام لتقول:
-جهزي الفطار.
أومأت لها ريهام لتتركهم جوليا و تهبط لأسفل حيث حديقة الفيلا و تبدأ في رؤية الورد التي قامت بزرعهم منذ أن تزوجت بقصي في ذلك المنزل، لتتذكر كيف حارب قصي حتى يتزوج منها.
دلفت جوليا إلى المصعد لتجد بداخله قصي وشخصان أخريين، لتعطيهم ظهرها و تضغط على الطابق الخاص بها في شركة أبيها.
تعطل المصعد ليبدأ الجميع يتوتر سواها، لتستخدم هاتف الطواريء من داخل المصعد لتتمكن من مهاتفة أحدهم من الصيانة حتى يمكنه إخراجهم.
كان قصي ينظر لها وللحق أُعجب بثباتها، ليتم إنقاذهم و إخراج جوليا أولا و من بعدها قصي ليقترب منها في محاولة منه لشكرها:
-شكرا.
لم تنظر له جوليا فهي كانت تتفقد هاتفها و للتو قد ضيعت الاجتماع الخاص بها لتتركه و تهرول سريعا، ولأن قصي كان يحب دوما المختلفين أُعجب بها للغاية ليصعد للأعلى حيث غرفة الاجتماعات مع مساعدينه؛ فاليوم سيتم عقد صفقة مع كلا من شركة قصي و جوليا و لكن جوليا لم ترى قصي من قبل و كذلك قصي الذي لم يكن يعير شركتها اهتماما ولكن أبيه و معتز أصروا عليه حتى يعقد مع شركتها صفقة فهي اكتسحت سوق الاستيراد و التصدير بعد وفاة أبيها.
دلف قصي إلى غرفة الاجتماعات ليجد جوليا تتحدث إلى أحد أفراد شركته و الذي وصل قبلهم.
-و أنا مش بحترم اللي مش بيحترم مواعيده، أتفضل.
كان المتحدث باسم شركة قصي متوترا و مرتبك و كاد أن ينهض حتى أردف قصي قائلا:
-و مش ممكن المتأخر ده كان في ظرف معطله؟
دلف قصي لينهض المتحدث باسم شركته ليجلس مكانه و بجانبه الذين أتوا معه لتنظر له جوليا و تقول:
-مين أنت؟
-كنت فاكرك ذكية من طريقة تعاملك.
-وأنا متهمنيش الفكرة اللي تأخدها عني.
-قصي الأدهم ابن صاحب شركات الأدهم.
أومأت له جوليا لتنهض و هي تردف قائلة:
-تشرفت، فرصة سعيدة تقدر تشوف ميعاد تاني مع الأستاذ هشام.
تركتهم جوليا ببرود ليندهش قصي بقوة و يزداد إعجابه بها.
-جوليا هانم.
فاقت جوليا من شرودها و نظرت إلى ريهام التي أردفت:
-الفطار جاهز.
أومأت لها جوليا لتذهب إلى غرفة الطعام و تبدأ في تناول طعامها، أردفت جوليا لتقول:
-شغلي التلفزيون.
نفذت ريهام ما أمرت به جوليا، لتجلب إحدى قنوات الاقتصاد لتستمع جوليا باهتمام و هي تتناول فطورها بجوار ابنتها.
لتشهق ريهام قائلة:
-الحقي يا هانم.
"نحن الآن أمام الحدث، تم حرق شركة قصي الأدهم بأكملها لتتحول إلى رماد و من حسن الحظ أن ذلك الأمر تم دون أذية أي من أفراد الموظفين ولكن الأسوأ أنه عائلة الأدهم الآن تواجه مشكلة كبيرة قد تؤثر على العمل و اسمهم قليلا بالرغم من عدة الشركات التي يمتلكونها، نحن الآن في انتظار مجيء أحد أفراد عائلة الأدهم".
تراجعت جوليا للخلف بهدوء لتبتسم بثقة و انتصار، لتجد ابنتها تردف و تقول:
-مامي هو ليه بيجيبوا اسم بابي؟
-لأن بابي صاحب الشركة دِ، المهم يا حبيبتي روحي المدرسة دلوقتي و أنا هحل كل حاجة.
نهضت جود لتقبّل وجنتيّ جوليا لتغادر مع ريهام و تستقل الأتوبيس الخاص بمدرستها، لتنهض جوليا و تغادر الفيلا لتستقل سيارتها بابتسامه و هي متشوقة لرؤية قصي و هو يتحسر على شركته التي تعب عليها كثيرا.
كاد قصي أن يسقط أرضا مغشيا عليه فهو قد خسر الكثير بذلك الفعل و كان يقف بجانبه أبيه علي و الذي كان يحاول ألا يخرج غضبه على قصي فهو لن ينسى بأنه قام بخيانة أخيه و استغل زوجته.
هبطت جوليا من سيارتها بوقار لفت انتباه الجميع، ليتقدم منها الجميع و يحاولوا سحب أي حديث منها ليتدخل حراسها و تتقدم هي إلى قصي و أبيه الذي كان يخجل منها.
تقدم قصي من جوليا ليجذبها من ذراعها قائلا بحدة و همس:
-أنتِ إيه جابك! جاية عشان تشمتي فيا!
سحبت جوليا ذراعها لتردف ببرود:
-أه.
-أنا مبسوطة بالحزن اللي في عينيك.
-أنا اتجننت يوم ما أتجوزتك يا جوليا.
ابتسمت جوليا لتردف باستفزاز أثار غضبه:
-تؤ، اتجننت يوم ما فكرت تخون جوليا الساعي.
تركته لتقف بجوار أبيه و الشرطة تقوم بالتحقيق مع قصي، ليغادر الجميع بعد يوم متعب.
-أنتِ مريضة، دِ شركتك أنتِ كمان.
تركته جوليا ولم تجيب عليه، فهي منشغلة بتلك القنبلة التي ستفجرها عن قريب.
__________________________
كانت تضرب على الباب بقوة مردفة بصراخ:
-يا معتز يا معتز اسمعني أرجوك.
-يا معتز عشان خاطري، أنا بحبك يا معتز.
فتح معتز الباب لتتراجع هالة إلى الخلف و تنظر له لتقول:
-معتز ممكن تسمعني؟
ابتسم معتز ابتسامه صفراء ليتقدم منها قائلا:
-معاكِ أنا سامعك، يلا قولي.
ارتبكت هالة لتتقدم منه خطوة واحدة في محاولة منها للتأثير عليه لتقول:
-أنا بحبك يا معتز، أنت جوزي حبيبي مستحيل أخونه.
-أنا ازاي هبص لأخوك يا معتز، أنت ليه مصدق كلامها و مكدبني أنا و أخوك.
ليصرخ معتز بوجهها قائلا:
-عشان أنا أصلا كنت شاكك من البداية، في كل كلامك قصي قصي قصي في أي موضوع بيجمعنا كان لازم تجيبي سيرته و تتكلمي عنه و تتكلمي عن مراته أنها مش مهتمة بيه.
-كنتِ دايما بتحسسيني أنه أحسن مني مليون مرة.
-كانت اهتماماتك مش ليا.
- كنت بشوف نظراتكم لبعض، ولكني كنت بكدب عيني بقول مستحيل مراتي حبيبتي و أخويا يخونوني كنت بنام كل ليلة و أنا مأنب ضميري أنه ازاي فكرت فيكم التفكير الزبالة ده.
-ولكنكم طعنتوني في ضهري.
تركها ليغلق الباب خلفه مرة أخرى، لتسقط هالة أرضا و هي تتذكر جميع تلك اللحظات التي أخبرها عنها لتتأكد بأنها خسرت معتز للنهاية و أنه لن يستمع لها مرة أخرى.
لتمر عدة أيام دون أحداث جديدة، سوى ذلك الحقد الذي يزداد لجوليا بقلب قصي الذي أصبح يتنقل من فندق لأخر و من ملهى لأخر؛ ليقرر مواجهتها تلك الليلة.
كانت جوليا تعمل بغرفتها ليتعالى رنين هاتفها و تجيب دون رؤية المتصل:
-جوليا هانم.
-إيه؟
-قصي بيه تحت و عايز يطلع و شكله كدة سكران.
تنهدت جوليا لتسمح له أن يدلف، ليصعد قصي لغرفة جوليا التي لم تعيره انتباها ولكنه اقترب منها ليرفع يده نحوها ولكنها جذبتها لتؤلمه بقوة و يصرخ بخفوت لتتركه جوليا و تنهض لتقف أمامه وهي تضع يدها بجيب بنطال بيجامتها القطنية.
-ليه؟
نظرت له جوليا لتعرف بأنه قد ثمل قليلا قبل أن يأتي و الآن جوارحه هي من تتحدث، لتجيب جوليا:
-اسأل نفسك، إيه اللي ممكن يخليك تخوني؟
-أنتِ.
-أنتِ اللي خلتيني أخونك بتصرفاتك ببرودك.
-أنتِ باردة يا جوليا باردة.
ابتسمت جوليا حقا ببرود لتتقدم من قصي و تضع يدها على الأريكة خلفه قائلة:
-لأن ناري بتدمر مش بتكتفي بالحرق.
-أنتِ قلبك موجعكيش الشركة اللي حرقتيها دِ كانت شركتنا.
-تؤ، المهم الكسرة اللي في عينك دِ.
ابتسمت جوليا لتبتعد عن قصي الذي كان يشعر بنبضات قلبه تتعالى؛ فجوليا خطر عليه من كافة النواحي فهي امرأة لا تؤتمن.
ليشعر قصي بثقل دماغه لينام على الأريكة و تتركه جوليا لتذهب لغرفة ابنتها و تسمح لريهام أن تنام بغرفتها في الأسفل، لتنام بجوار ابنتها و تحتضنها لتفكر طوال الليل كيف ستأخذ حقها؛ فهي لا تترك حقها حتى و إن كان الثمن حياتها.
استيقظ قصي صباحا و هو يشعر بصداع يجتاحه ليفتح عيناه و هو يرى حوله ليتأكد بأنه في غرفته بمنزله لينهض و هو يتمنى أن يكون كل ما حدث بأكمله حلم ولكنه وجد نفسه على الأريكة ليتأكد بأن حياته ليست حلم.
نهض قصي و بحث عن جوليا بالغرفة بأكملها ولكنه لم يجدها ليتقدم نحو غرفة ابنته ليراها نائمة بعمق ليجثو بجانبها و يزيح شعرها المتناثر على وجهها.
ليردف قصي عدة كلمات بهمس:
-الأسوأ من امرأة جميلة، امرأة ذكية و أنتِ الاتنين.
نهضت جود لتجد أبيها، فصرخت بمرح و حماس لتستيقظ جوليا و تنظر إلى قصي لتنهض و تجد ابنتها تسقط في أحضان أبيها بفرحة.
كادت أن تغادر حتى جذبها نحوه لتنظر له بحدة، ليقول قصي إلى جود:
-حبيبتي روحي اغسلي وشك يلا.
-بس أوعدني أنك مش هتمشي.
-وعد.
ابتسمت له جود لتجري إلى المرحاض، بينما قصي اقترب من جوليا ليرفع يده نحو وجنتها قائلا:
-ممكن ننسى؟
-جود محتاجانا سوا، و أنا بحبك.
ابتسمت جوليا بسخرية و هي تجذب يده بعيدا عنها لتردف:
-أنا عارفة كويس أنت بتعمل إيه و قاصد إيه و إيه مغزى كلامك ولكني مش هستسلم ليك أبدا يا قصي حتى لو فيها موتي.
التفتت يده نحو عنقها ليدفعها على الفراش و هو يعتليها ليقول بغيظ و حقد:
-ما أنتِ فعلا هتموتي لو فضلتي بعقليتك دِ.
-أنا بوديكِ فرصة عمرك يا جوليا.
نظرت جود التي لتوها خرجت من المرحاض لأبيها و أمها و تشعر بالقلق و الريبة لينظرا كلاهما لها ليبتسم قصي و هو يقترب من جوليا ليقبّلها قائلا:
-معلش يا جود مامي كانت وحشاني شوية.
ابتسمت جوليا لابنتها تطمئنها لتقول:
-جود انزلي لتحت و قولي لريهام تجهز الفطار.
أومأت جود لتجري إلى أسفل و هي خجلانة من تصرفات أبيها، لتدفعه جوليا بكل قوتها ليصطدم بالحائط خلفه و هو يتألم لتنهض و هي تردف بتحذير:
-إياك تقرب مني تاني أنت فقدت الرخصة دِ.
غادرت جوليا غرفة ابنتها لتذهب إلى غرفتها لكي تبدل ثيابها و هي تفكر كيف ستتخلص من ذلك الأفعى و التي تعلم أنه قد يفعلها حقا من أجل مصلحته قد يقتلها بالفعل و بهذا سيتمكن من السيطرة على أموال ابنتها.
هبطت جوليا لأسفل لتجد قصي يحتضن ابنتها السعيدة بمجيء أبيها، لتردف بحدة:
-جود بتعملي إيه؟ مروحتيش مدرستك ليه؟
-بابي قال هأخد النهاردة أجازة، صح يا بابي!
-أيوه يا حبيبة بابي.
تقدمت جوليا من جود لتجذبها من أحضان أبيها بحدة قائلة:
-مفيش أجازة.
لتصرخ باسم ريهام التي أتت بذعر:
-نعم يا هانم؟ نعم؟
-طلعي جود تلبس و وصليها مع حامد للمدرسة يلا.
أومأت ريهام سريعا لتتقدم من جود التي بدأت في البكاء لتأخذها للأعلى، بينما قصي ضحك بقوة و هو يراها غاضبة أمامه ليردف بغرض استفزازها:
-أخيرا قدرت عليكِ ولو لمرة.
تبدلت ملامح جوليا لتلتفت له وهي تبتسم ليقسم بداخله أنها تعاني من انفصام بالشخصية، لتعقب جوليا على حديثه:
-زي ما أقدر أعيشك في نعيم، أقدر أحول حياتك لجهنم يا قصي و أنت أدرى.
لتجد جوليا ريهام تهرول لها قائلة:
-يا هانم جود وقعت في الأرض مني.
هرولت جوليا إلى غرفة ابنتها و هي تشعر بالألم يعتصر قلبها فإن حدث لابنتها شيء الآن ستتحمل هي الذنب.
ليصعد قصي هو الأخر لأعلى ليجد جوليا تحتضن ابنتها الساقطة أرضًا و تتفقد نبضها، لتؤمر ريهام:
-هاتي بخاخة الأوكسجين.
جذبتها جوليا من يد ريهام بعد أن جلبتها، لتبدأ جود استنشاق الأوكسجين و تستعيد وعيها ببطء لتنظر إلى أمها بلوم و عتاب لتقبّلها جوليا.
نهضت جود لتتقدم من قصي و تحتضنه، لينظر قصي لجوليا بخبث و ابتسامه واسعة ترتسم على وجهه لتقبض جوليا على يدها بقوة و تبتسم له قائلة:
-ريهام خليكِ جمب جود.
غادرت جوليا الغرفة و هي تشعر بالإحباط، فابنتها الوحيدة التي تعيقها عن قصي و أذيته.
__________________________
لم يعود أمير إلى منزله بل ذهب إلى بار ليطلب مشروب بارد، لينظر إلى الجميع ببرود و يحتقر كل فتاة هنا فقط من أجل المال و المتعة.
-مشروبك يا فندم.
أومأ له أمير ليرتشفه دفعة واحدة، تعالى رنين هاتفه لينهض و يلقي المال على الطاولة ليغادر و هو يجيب:
-الجميع هنا سعيد للغاية.
-سعادتهم لا تهمني، فقط المال.
-المال هو السعادة بحد ذاتها.
-حسنا، ألن تعود؟
-ليس الآن، أخبرهم إني لن أعود إلى مصر مرة أخرى ليستغلوا تلك الفرصة لن يجدوا أحدا بمهارتي.
-أكثر ما يعجبني بك الثقة.
-لتذهب أنت و ما يعجبك لجنهم.
أغلق أمير الهاتف ليضعه بجيب معطفه و يخرج سيجارة ليشعلها و يستقل سيارته ليعود إلى منزله ولكنه توقف عن الحركة حينما وجدها تجلس على الأريكة قائلة:
-انتظرتك كثيرا.
نهضت تلك الفتاة لتتقدم من أمير و هي تفك زرار قميصه لينظر إلى حركتها تلك و يبتعد عنها مستديرا نحو النافذة قائلا و هو ينفث الدخان من سيجاره:
-لما أنتِ هنا؟
-من أجلك، لقد اشتقت لك كثيرا عزيزي.
ابتسم أمير بسخرية ليردف:
-أهناك مهمة يجب عليّ القيام بها؟
ابتسمت تلك الفتاة و تقدمت منه لتحتضنه من الخلف قائلة:
-ما يعجبني بك أنك قوي لا تهاب شيء، استطعت ان تجعلني أقع بحبك.
- لست بحاجة إلى ذلك الحب ألكسندرا، أنا لا أحب سوايّ.
تركها ليتقدم من الأريكة لتجلس هي أمامه على إحدى المقاعد التي وجدتها لتردف:
-ألن تعود!
-عندما ينتهي عملي.
-أبي يريد رؤياك.
-ألكسندرا أريد النوم يمكنكِ الذهاب.
تقدمت ألكسندرا منه لتقبّله و تقول بجانب أذنه:
-لا تجعلني أنتظرك كثيرا عزيزي.
غادرت ألكسندرا بينما أمير رجع برأسه للخلف قائلا:
-اللعنة عليكِ ألكسندرا.
ليتذكر حينما رأها لأول مرة و أنقذها عن عمد، فأبيها من أكبر رجال الأعمال باليونان و يمتلك ثروة أضعاف مضاعفة الثروة التي يمتلكها أمير.
قررت ألكسندرا في إحدى الايام للتخييم في الغابة مع أصدقائها، ليذهبوا بالرغم من خطورة الأمر فالحيوانات المتوحشة تمليء الغابات هناك.
لتنفصل ألكسندرا عنهم و تكتشف المكان بمفردها فهي تحب المناظر الطبيعة، لتستمع إلى صوت بجانبها ولكنها لم تجد أحد لتتنفس الصعداء فهي كانت خائفة من أن يهاجمها أحد الحيوانات.
لتصرخ بقوة حينما هاجمها أسد و سقطت أرضا تنظر إلى الأسد بذعر ولكنها لحظات معدودة حتى وجدت الدماء تسقط على وجهها و عنقها؛ و أمير يخفض الرمح من يده تقدم من ألكسندرا ليزيح الأسد بقوة من عليها ليجدها فاقدة للوعي من كثرة الذعر و الخوف من الدماء التي رأتها.
حملها أمير ليأخذها إلى الكوخ الذي استأجره لعدة أيام كما يفعل دوما و يضعها على الأريكة بإهمال دون أن ينظف دمائها.
لتستيقط في الصباح و تنهض بذعر و هي ترى نفسها بمكان مختلف لتتذكر ما حدث بالأمس و تطمئن قليلا.
نهضت ألكسندرا لترى ثيابها المتسخة و تشمئز من نفسها لتخلع التي شيرت الخارجي و تبقى بأخرى سوداء.
وجدت ألكسندرا أمامها أمير الذي أردف:
-يمكنكِ الذهاب الآن.
-من أنت؟
-أكل ما يشغل بالك من أنا؟ لن تستطيعي اللحاق برفاقك إن لم تغادري الآن.
-أتعلم من أنا.
-لا يهم.
أُعجبت ألكسندرا بشخصية أمير المنغلقة لتتقدم منه و هي تردف:
-حسنا يمكنك مساعدتي حتى أستطيع اللحاق برفاقي.
أومأ أمير ليجذب المعطف الخاص به و متعلقاته و يغادر الكوخ و خلفه ألكسندرا، ليصل إلى أصدقائها الذين جروا نحوها يحتضونها بقوة قائلين:
-أين كنتِ؟
-لقد ساعدني حينما هجم عليّ أسد مفترس.
غادر أمير لتجري ألكسندرا نحوه مما أدى إلى اندهاش جميع أصدقائها فهي ألكسندرا التي لا تقبل بأحد.
-انتظر.
توقف أمير ليراها تهرول نحوه، قائلة:
-أيمكنني الاحتفاظ برقم هاتفك؟
اصطنع أمير التفكير ليعطيه لها بعد دقيقة و يغادر، لتبتسم ألكسندرا و هي ترى نفسها بين أحضان ذلك اللامبالي.
___________________________
دلف قصي لمنزله الذي استأجره لفترة حتى يمكنه العودة إلى منزله، ليلقي بالمعطف الخاص به أرضا بكل طاقته و غضبه الذي يستحوذ عليه فهو يتمنى لو أن تعود الحياة كالسابق دون أن تعلم زوجته شيء عن علاقاته.
ليجلس على الأريكة و يسكب له مشروب كحولي، ليدلف الحارس الخاص به إلى المنزل قائلا:
-في مشكلة يا قصي بيه.
-يا ترى في إيه غير اللي حصل؟ يا ترى جوليا هانم حابة تكمل انتقامها مني ازاي؟
توتر الحارس حينما صرخ قصي بوجهه ليقول:
-البت هند يا باشا بره.
-كنت ناقصها.
-لا يا باشا دِ واضح أن حد مروقها على الأخر.
-كل المصايب من تحت رأسها، دخلها.
جذب الحارس هند ليلقيها أرضا تحت قدم قصي لتتألم و تبكي في آنٍ واحد فهي ندمت على كونها عملت لدى تلك العائلة.
ليتفاجيء قصي حينما وجد معالم وجهها قد اختفت من آثار الضرب، فجوليا لم تكتفي بالإجهاض فقط بل أمرت رجالها أن يقوموا بتأديبها قليلا على خيانتها.
-أبوس ايدك يا باشا ارحمني من أيديها و أيدك، أبوس أيدك.
-هي عملت إيه؟
-سقطتني يا بيه و خلت رجالتها يضربوني.
بكت هند بقوة لينزعج قصي من صوت بكائها و يصرخ بها قائلا:
-اخرسي شوية.
ليفكر قصي قليلا و يهتف باسم حارسه ليأتي له على الفور ليقول:
-خدها ارميها في أي حتة عقبال ما أتصرف.
صرخت هند لتسبّ كلا من جوليا و قصي.
-حسبي الله و نعم الوكيل فيكم يا ظالمين.
احتسى قصي مشروبه لينهض و يصعد إلى غرفته لينام بها، ولكنه استيقظ في منتصف الليل على صوت ليجد أخيه معتز أمامه مصوبا سلاحه عليه.
.
  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent