رواية جريمة حب الفصل الرابع و الثلاثون 34 - بقلم سلسبيل

    

رواية جريمة حب الفصل الرابع و الثلاثون 34 - بقلم سلسبيل

ا  
_____________________________
على الرغم من شعوره بالذل لكونه يجثو على ركبتيه أمام هذا الحثالة ولكنه يعلم تهوره فإن عزم على قتلها أو أذيتها سيفعل.
تعجب ستيڤ كثيرا ليردف وهو يقترب بوجهه من جوليا تلك التي تحركت جميع مشاعرها للتو ولأول مرة متساءلة بداخلها، أيُحبّها لتلك الدرجة؟ حتى يجثو الآن على ركبتيه متناسيا كبريائه ومقامه! لتجد بالفعل إجابة سؤالها ألن تجد شخصا يحبها مثله؟
-يبدو بأنه يحبك كثيرا جوليا.
لم تعلق فقد توقفت عند تلك اللحظة متناسية ذكرياتها مع كل من ستيڤ وأبيها فقط تصب كل نظراتها واهتمامها مع هذا العاشق الذي أحبّها لشخصها فقط.
كاد أن ينهض أمير حتى أمره ستيڤ بالجثو أمامه مرة أخرى قائلا:
-فعلتك لم تحرك قلبها، أمير.
-ستندم على خيانتك لنا.
نهض أمير لتلتقط ذراعيه جوليا تلك التي دفعها ستيڤ بقوة نحوه مطلقا رصاصته من فوهة المسدس ليدير ظهره كاملا يفاديها بجسده يحتضنها بقوة وكأنها أغلى ما يملكه احتضنته جوليا بقوة وتمسكت به لأول مرة وكأنها وجدت طريقها وضالتها للتو.
لتخترق الرصاصة جسد أكرم الذي وقف في وجه ستيڤ وأمسك به حتى لا يطلق النيران عليهم ليحاول ستيڤ أن يبعده عنه ولكنه لا يقوى أمام قوته تلك التي اكتسبها منذ رؤية ابنته ليفرغ ستيڤ كل طلقاته في جسد أكرم ذلك الذي دفعه ستيڤ ليسقط أرضا تنزف الدماء منه وتسيل أرضا بغزارة.
جرى أمير نحو ستيڤ ليلكمه عدة مرات ويصدم رأسه بالحائط بقوة لتسقط الدماء على جبهته كمثل تلك الدماء على وجهها ليقوم بضربه حتى أُغشى عليه وأصبح لا حول له ولا قوة أمام أمير والذي يمتلك قوة تفوقه.
تقدم أمير من أكرم ليهمس بجوار أذنه بخفوت وحروف متقطعه:
-أ س فف.
نهض ليتقدم من جوليا تلك التي نظرت له وتساءلت بعينيها هل مات؟ اقتربت من أكرم وهي تحاول أن توقف النزيف ولكن كيف وقد فارقت روحه الحياة والدماء تتناثر في كل مكان حولها ليجذبها أمير نحوه قائلا:
-لازم نمشي، قبل ما الحرس تتدخل.
لم يستمع أي منهما بالخارج لصوت الطلقات فكان مسدس ستيڤ كاتما للصوت، أمسك بيدها وصعد للأعلى فهو يعلم المنزل ويعلم مخارجه وعلى ماذا يحتوي ليدلف لتلك الغرفة ويبدأ في اختيار بعض الأسلحة الخفيفة ووضعها في حقيبة ظهر صغيرة وصعد لغرفة صغيرة توجد في أخر الممر تحتوي على سلم مساحة درجاته صغيرة بالكاد تسعى قدميهما كانت صامتة تغلفها كثير من المشاعر المختلطة أخرج هاتفه وأتصل بأدهم ليخبره بأن ينفذ خطتهم ليغلق هاتفه ويخرج تلك الشريحة ليقوم بكسرها وإلقائها نظر لها ليجدها تائهة اقترب منها قائلا وهو يحيط بكفي يده وجهها:
-جوليا، لقد أنتهى الأمر لا داعي للخوف الآن أنا معكِ.
اندفعت نحوه تحتضنه بقوة لينظر أمير حوله وثم إليها يجب عليهم الخروج من هنا أولا ليمسك يدها ويقول:
-يلا.
جرى أمير نحو تلك الغابة الصغيرة فخلفها البر إن تمكن من تجاوزها سينجو، توقفت جوليا وهي تتساءل أحقا سيعبروا تلك الغابة ليقول:
-فرصة نجاتك لهناك النص.
دلف أمير لتلك الغابة وأنار بذلك الكشاف الصغير الذي جلبه معه بينما هي تتمسك بذراعه لتستمع لصوت بجوارها وتجذبه من ياقة قميصه وهي تشير لنقطة بعيدة بسبابتها ليصوب الضوء باتجاه ما تشير له ولكن لم يكن سوى حركة الأوراق ليغمز لها باليسرى قائلا:
-اختيار الغابة مش بطال برضو.
ابتعدت عنه على الفور وتقدمته بغضب ليجرى خلفها قائلا:
-يا بتاعت اندبينتت وومن استني.
على الجهة الأخرى،،
شهدت البلد أقوى إنفجار خسرت به أعداد مأهولة من الأشخاص من مختلف الجنسيات، تخلص أمير من تلك المنظمة الفاسدة لم يستطع جمع عدد أكبر من هذا كان يشاهد أدهم النيران تأكل القصر بأكمله ليبتسم بفخر بأنه استطاع التحرر من تلك المنظمة التي كانت تقيده وتخبره دوما بأنه لم يكن سوى ابن يتيم أنعموا عليه بمساعدته حتى استطاع أن يصبح رجل يُعتمد عليه.
حمل تلك الحقيبة الصغيرة ليضعها على ظهره واتجه لطائرته التي حجز تذكرتها ليغادر تلك البلد بعملها ويبدأ حياة جديدة في بلد أخرى يعيش فيها حياة سوية وربما ليكفر عن ذنوبه.
______________________________
في تمام الساعة التاسعة مساءًا استقلت جوليا السيارة مع أبيها وهي سعيدة بذلك الثوب الجديد الرائع الذي اشتراه لها ودعاها لتذهب معه لحفل الشراكة كان مهموما ويشعر بضيق النفس ولكنه حاول الابتسام؛ فالصفقة ليست رابحة له ولكنه يودّ إنقاذ اسمه في السوق حتى لا يصبح بين فكيّ أحد.
دلفوا للحفل سويا ليتقدم فيكتور منه وكذلك ستيڤ ذلك الذي ترك تلك الفتاة بجواره وتقدم من تلك البريئة التي لا تفقه شيء لا حول لها ولا قول لتتمسك بذراع أبيها وبدأت في تجاهله مما جعله يزداد رغبةً بها.
تركها أبيها ليدلف مع فيكتور لغرفة مكتبه حتى يمضي على عقد الصفقة والتي كانت مشبوهة ولكنه اضطر لذلك الأمر حتى ينقذ سمعته وعائلته، بدأ ستيڤ يتحرش بها في الخفاء لتدفعه بقوة ودلفت للداخل وهي تبكي وتهتف باسم أبيها الذي خرج لها على الفور واحتضنها لتهتف وهي تشير بسبباتها على ستيڤ ذلك الذي تبعها:
-حاول يلمسني.
نظر أكرم لستيڤ ذلك الذي أردف:
-أيا كانت ما أخبرتك به، فإنه ليس حقيقي لما ألمسها! ابنتك كاذبة.
انتقل ببصره لفيكتور الذي كان يقبض على أوراق الصفقة وهو لم يمضي عليها بعد، لينظر لابنته بانكسار وأردف:
-أنتِ اللي غلطانة يا جوليا، أنتِ.
نظرت له بصدمة، فيما اخطأت هي الآن؟ لما يلقي عليها اللوم وهي الضحية هي التي تعرضت للمساته القذرة.
-روحي دلوقتي عقبال ما أخلص شغل وأجيلك.
تركها أبيها ودلف للداخل حيث مكتب فيكتور ذلك الذي ابتسم لابنه وهو يراه ينظر لجوليا بتلذذ ستكون غنيمة جيدة له.
جلست جوليا على المقعد وهي ترى الفتيات يرقصن وبجوارها ذلك المختل تتحرك يده على جسدها بحرية أكبر مما سبق ويقربها منه يحيطها بذراعه، كيف لها أن تعترض وحاميها قد أخبرها بأنها المخطئة بدأ يتمادى لتنهمر دموعها على وجنتيها وقد أنقذها مجيء أبيها الذي أخبرها بأنه حان وقت الرحيل جذبها من ذراعها واستقلا السيارة سويا كان يعلم بأن ابنته لا تكذب كان يجب عليه الفتك بمن تعرض لابنته ولكنه كيف كان جبانا لا يقوى على الاعتراض أو جلب حق ابنته.
لتمر الأيام حتى تعالى جرس المنزل وفتحت جوليا الباب التي كانت لا تتحدث لأبيها طيلة تلك الفترة الصغيرة لتجد أمامها ستيڤ ابتلعت لعابها وهتفت باسم أبيها الذي أتى وشعر بالقلق لرؤية ذلك الرجل في منزله ليتساءل عن سبب مجيئه ليتقدم ستيڤ للداخل وهو بيده العقد ليقول:
-أتيت لأخذ فتاتك معايا.
جذب أكرم ابنته خلف ظهره وهو يهتف بغضب:
-أجننت!
-لا، ولكن يجب عليك دفع مقابل ذلك العقد خمس مليون دولار أمريكي.
-أتمتلك ذلك الكم من المال؟
ليجذب ستيڤ جوليا نحوه والتي صرخت ليقول ستيڤ ببجاحة كبيرة امتلكها من عدم تربية فيكتور له وعدم تعلمه احترام الأخرين وكثرة البذخ الذي يعيش به:
-قرر الآن.
-حتى وإن رفضت وجلبت لنا أموال العقد، سأقتلك وأحصل عليها أكرم.
كان يتحدث بنبرة متهورة مجنونة وجوليا بين ذراعيه تحاول التخلص من قبضته ولكنه كان أقوى منها، مسك أكرم العقد لينظر لابنته الخائفة ليجد ستيڤ يحملها بين ذراعيه بينما هو لم يرفض ولم يوافق خائف خائف كثيرا ولكنه الآن على وشك خسارة ابنته كيف سيتصرف كانت تهتف باسمه وهي تصرخ، ضحك ستيڤ كثيرا وهبط بها لأسفل كاد أن يجري خلفهم أكرم ذلك الذي أغراه الشيطان لدقيقة ويعترض ليأخذ ابنته حتى وإن كان سيُسجن ليجد حارسيّ ستيڤ بانتظاره ويلكماه بقوة يمنعاه من الهبوط.
كانت جوليا تضرب ستيڤ بقوة وتحاول دفعه ولكنه دفعها داخل تلك السيارة وأغلق بابها وانطلق سائقه نحو منزلهم.
كان أكرم مُلقي أرضا ينزف الدماء لتدلف جويرية تلك التي كانت عند أختها ليومين لتشهق بقوة وتجري نحو زوجها ذلك الذي امتلأ وجهه بالكدمات لتحاول إيقاظه وهتفت باسم جوليا ولكنها لم تجيب.
انتقلوا جميعا لتلك الشقة الصغيرة بعدما كانوا يمتلكون فيلا كبيرة والعديد من الحراس اضطر التخلي عنهم من أجل البحث عن مصدر مالي بدلا من أمواله التي خسرها بالكامل، كانت جويرية خائفة فهي لا تعرف أحد هنا لتذهب وتطرق الباب على أحد جيرانها لعله يساعدها.
على الجهة الأخرى،،
كانت ترتجف من الخوف وهي تراه يلقي بجسدها على الفراش ويغلق الباب من خلفه ليحاصرها بين جدران تلك الغرفة ويقوم بانتهاك حقها رغم صراخها وهي ترجوه أن يبتعد عنها وكانت تصرخ باسم أبيها كثيرا ولكن كيف سيأتي وهو لا حول له ولا قوة.
لتظل جوليا أسيرة لذلك المختل لثلاث ليالِ في غرفة مظلمة لا تقوى على فعل شيء سوى البكاء؛ فمنقذها تخلى عنها كيف أصبح جشعا!
كان أكرم في الخارج يرجو فيكتور أن يتخلى عن ابنته بمقابل ما يطلبه ولكن ستيڤ رفض حتى اكتفى منها وأنها أصبحت كغيرها من الفتيات التي عرفهن لذا لا فائدة منها.
-يمكنك أخذها عند التوقيع على تلك الورقة حينها ستكون ابنتك بين أحضانك.
جذب الورقة وكانت عقد للتخلي عن أسهمه في شراكتهم الجديدة لقد سعى كثيرا للحصول على تلك الأسهم، ولكنه جذب القلم ومضى عليها ليقول:
-أعطني ابنتي.
-يمكنك الذهاب الآن، وبالغد ستأتي ابنتك لك.
تفاجيء أكرم من خيانتهم له لتأتي الحراس وتخرجه من المنزل، بينما ستيڤ دلف لتلك التي تجلس في زاوية الغرفة تبكي منذ أول لحظة أتت بها إلى هنا يا لها من امرأة نكدية لا تفعل شيء سوى البكاء.
جلس أمامها على الفراش ليخبرها بإنزعاج:
-ستذهبين غدا.
نظرت له وأخفضتها سريعا، فهي تخاف للنظر في عينيّ مغتصبها سيتخلى عنها هي وغيرها من الفتيات اللتي يرفضن الأمر.
اقترب منها ليجذبها نحوها وكانت ابتسامته مريضة حد اللعنة بأنه استطاع الحصول عليها تلك الفتاة البريئة التي لا تفقه شيء يجذب خصلاتها له ليقوم باستنشاقها قائلا:
-ما رأيت مثلك قط، جوليا.
أردف اسمها بتلذذ بين شفتيه وهو يراها ترتجف بين أحضانه وتبكي لتعكر مزاجه ويدفعها لتصطدم رأسها بالحائط من خلفها قائلا:
-امرأة لا تفقه سوى البكاء.
حملها أحد حراسه ليلقي بجسدها على بوابة العمارة، لتحاول تغطية جسدها بيدها ولكن كيف وقد مُزقت جميعا بدأت تصعد على الدرجات بخطوات خافتة وهي تبكي وطرقت على منزلها بقوة لتنتفض تلك السيدة التي لم تنام منذ لحظة معرفتها ما حدث لابنتها تِلكَ اَلْوَرْدَة الصَّغِيرَة اَلَّتي سُقِيَت بِ سُم بَدلا مِنْ اَلْمَاء اَلنَّقِي كَيْفَ لَهَا أَنْ تَزْدَهِرَ دُونَ أَشْوَاك!
التقطتها يدها على الفور وهي تشهق من منظر ابنتها ليُغلق الباب من خلفهم وتسقط هي وابنتها أرضا تبكي وتصرخ في أحضان أمها حتى أُغشى عليها.
دلف أكرم للمنزل في وقت متأخر وجدها تتوسط أحضان أمها نائمة ليتقدم نحوها بلهفة وقبل أن يلمسها منعته جويرية تلك التي أردفت بقوة:
-أنت ملكش حق تلمسها ملكش حق تشوفها، أنت خسارة تكون أب ليها يا أكرم.
تفاجيء كثيرا من زوجته ولكن تمتلك بعض الحق، هو من قام بإيذاء ابنته وهو من قام بتدمير تلك العائلة الصغيرة السعيدة.
تركتها على الأريكة لتنهض وتجذب أكرم لداخل الغرفة قائلة:
-أنت خسرت الحق في اليوم اللي سيبتهم يأخدوها فيه.
-أنت اتغيرت أوي يا أكرم بقيت جشع.
أردف قائلا بتقطع وارتباك:
-أنا هحا.
-أنت معملتش حاجة، عايز تفهمني أنك هتقدر ترفع عليهم قضية أو حتى هتحاول.
تعالت أصواتهم لتستيقظ تلك الفتاة واستمعت لمحادثتهم كانت جويرية غاضبة من زوجها وتتحدث بقلب أم مقهور على ابنتها، كانت كالآلة تتحرك نحو المطبخ تقبض على تلك السكين وتتقدم من غرفتهم لتتفاجيء جويرية وأردفت قائلة:
-جولي.
قاطعتها جوليا بغرز تلك السكين في جسد أكرم ذلك الذي أدمعت عينيه وشهق بألم لتبتعد عنه جوليا وقد أُغرقت يديها بالدماء لتبتعد عنهم وتجري للخارج سريعا لتصطدم بمساعد أبيها وتسقط مغشيا عليها أرضا وكذلك أبيها ذلك الذي طُعن وسقط أرضا يتأوه متألما ليُرفع ضغط دم جويرية وهي ترى أسرتها تسقط أمامها واحد تلو الأخر وتقبض على قلبها لعل الألم يخف ولكن كيف.
ليتم نقل ثلاثتهم للمشفى والتحقيق في قضية جوليا التي أصبحت في غيبوبة أثر ما تعرضت له، كان أكرم خائف من تلك المصيبة التي حُلت عليه فهو هُدد من فيكتور ألا يتحدث ويخبر أحد بما حدث وإن فعل لن يكتفي باغتصاب ابنته فقط بل سيقتلها.
ليس مبررا أن يصمت الأب عن حق ابنته حتى لا تجلب له ولعائلته العار، هي من سُلِب منها برائتها وهي من تعرضت لكل الألم الجسدي والنفسي وليس أنت لا تمتلك الحق لجعلها تتنازل عن حقها.
_____________________________
كانت تجلس أمام فراشه في انتظاره حتى يفيق، فقد أخبرها الطبيب بأنها إصابة بسيطة ولا حاجة للقلق كانت خائفة كثيرا فهو زوجها ذلك الذي حاربت كثيرا من أجل حُبه.
بدأ يفيق في مساء اليوم التالي وهو يتأوه بألم ليفتح عينيه ويجد ريهام تجري نحوه بلهفة وهي تتساءل عما إن كان استيقظ لتذهب على الفور وتخبر الطبيب المراقب.
ليفحصه ويخبرها ببعض الملاحظات حتى يتعافى تماما، غادر الطبيب بعد الاطمئنان على حامد لتحتضنه وهي تبكي بينما هو ربت على كتفها بحنو وهو يخبرها بأنه بخير وأردف:
-لقوا جوليا هانم ولا لسة؟
-لسة.
-أنا هنا من امتى؟
-يومين.
حاول حامد النهوض لتتعجب منه ريهام وتقول:
-رايح فين؟
-لازم أشوف جوليا هانم فين دِ أمانه أمير.
-تروح فين! أنت متصاب وكمان معتز بيه بيهتم بالأمر ده.
-معتز مين بس! الراجل لسة متجوز يشغل باله بالحاجات دِ ليه؟
-مش هتقوم يا حامد مش هسمحلك تأذي نفسك.
-يا ريهام وسعي.
-هنادي الدكتور، مش هسيبك تروح وأنت تعبان بالشكل ده.
ظل حامد بمكانه تحت إصرار ريهام التي بكت خوفا عليه خوفا من أن يصيبه مكروه مرة أخرى.
على الجهة الأخرى،،
دلف معتز لغرفته بعد تعب يومين يجدها تنتظره وقد تملك منها الملل والقلق على جوليا لتندفع نحوه وهي تتساءل عن أخبار جوليا.
-مفيش حمدلله على سلامتك يا سي معتز، أخبارك إيه يا سي معتز؟ هو أنا مش جوزك!
-أنا أسفة بس قلقانة مش أكتر.
ربت على وجنتها برفق وأردف قائلا:
-إن شاء الله هنلاقيها.
أردفت قائلة بخجل:
-أنا أسفة لو ضايقتك مني.
نفى برأسه الأمر ليقول:
-أنا أضايق من العالم كله ومضايقش منك.
كاد أن يقترب منها حتى استمع هتاف أبيه باسمه ليلقي بجسده على الفراش قائلا:
-هو أحنا اللي نحس ولا الدنيا معارضة جوازنا ليه!!!
ضحكت عليه لتردف قائلة:
-انزل شوف عمو عايز إيه.
نهض معتز ليهبط لأسفل فقد جعل أبيه ينتقل للعيش معه وألا يبقى بمنزلهم القديم بمفرده ليوافق تحت إصرار معتز.
قضى الليل مع أبيه الذي كان يتحدث معه عن بعض أمور التي تتعلق بشراكتهم الجديدة، بينما هو كان غاضب من تلك الأمور التي تعارضه.
________________________________
كانت تنظر إلى البحر من شرفتها وقد شردت به كثيرا لا تعلم كم مر من الوقت، أفاقت من شرودها أثر قبّلته على عنقها ليحيط خصرها بذراعيه قائلا:
-بتفكري في إيه؟
أردفت بنبرة هادئة:
-مفيش.
أدارها نحوه لتستند بجسدها على سور الشرفة ورفع يده لوجنتها يلمسها برفق قائلا:
-هتفضلي كدة لحد امتى؟ هتفضلي رفضاني لحد امتى؟ هتفضلي خايفة مني لحد امتى؟ هنفضل كدة لحد امتى، يا جوليا؟
جحظت عينيه من كلماته لما يتفوه بتلك الأسئلة الأن، لتردف قائلة:
-أمير، أنت جاي تقول الكلام ده بعد سنتين!
-أنا ب.
صمتت لا تستطيع تكملتها، هي تخجل من اعترافها بالحب بينما هو يخبرها كل ليلة أنه يحبها على عكسها هي لم تخبره طوال سنتين انتقالهم لهنا أنها تحبه اللعنة لما تتوقف الكلمات بحلقها أمامه.
تركها وهبط لأسفل ليجد من تقفز أعلى ظهره ويتمسك بها حتى لا يسقط كليهما، أردفت متساءلة:
-هتخرجنا فين النهاردة؟
-النهاردة ورايا شغل.
عبست بوجهها لتقول:
-عايزة أروح الملاهي، يا أمير.
ألقى بجسدها على الأريكة ليقول:
-ورايا شغل يا سديم مش فاضي النهاردة.
أردفت قائلة وهي تراه يغادر:
-هو أنت كل يوم تتخانق معاها وتيجي تنكد عليا!
أردفت تلك الكلمات بحنق فهو دوما يتشاجر مع جوليا على أتفه الأسباب وكذلك هي لذا يرفض طلباتها دوما ولا يأخذها للفسحة إلا قليلا، وهي تعافت منذ سنة لقد أصرت على الشفاء حتى لا يحدث لها مثلما حدث يوم اختطاف جوليا وألا تصبح طُعم سهل للأخرين.
غادر أمير المنزل كان يسكن في جزر المالديف، اختار ذلك المكان الرائع ليكون مسكنهم واستطاع إخراج سديم من مصر بمساعدة معتز الذي كان يهتم بها في غيابه.
عاد من عمله ليجد سديم بالأسفل وهي سعيدة للغاية ليتعجب منها ويتساءل عن جوليا لتخبره سديم بأنها بالأعلى في انتظاره.
-إيه سبب سعادتك دِ؟
-ملكش دعوة.
عقد حاجبيه وصعد للأعلى ووجدها تجلس على الفراش تقبض على شيء صغير بكف يدها لم يعيير الأمر اهتمام ودلف للمرحاض ليبدل ثيابه وجلس بجوارها على الفراش يستعد للنوم لتردف قائلة:
-عايزة أتكلم معاك.
-أتفضلِ.
-خد ده.
التفت لها ليجذب منها اختبار الحمل والذي كان إيجابيا ليتبادل النظرات بينها وبين ذلك الاختبار في يده مصدوما متفاجئا إنها حامل في طفله الأول يا لها من أجمل هدية قد تعطيه له جذبها لأحضانه بقوة متناسيا كل الحزن بينهما يقبّلها في كل إنش بوجهها بفرحة بينما هي اكتفت بابتسامه هادئة على ردة فعله كانت على غير قصي الذي اكتفى بالمباركة وتركها وحدها بينما هو لم يفارقها للحظة منذ حملها حتى الشهر الخامس لتخبره أن يهتم بعمله حيث أنه كان يعمل مستشارا لبعض المكاتب ويهتم بعملهم لذكائه وخبرته في ذلك المجال.
خرجت من عيادة الطبيبة وهي تائهة خائفة أصبحت تسير بلا هوادة بلا هدف وإلى أين ستذهب، أصبحت الدموع تسقط على وجنتيها ببطء وتمهل سقطت أرضا بين المارة في الطريق.
حاولت النهوض وكانت تستند بيديها على ذلك المقعد الخشبي ولم تستطيع لتجده يحيطها بذراعيه بقلق ويساعدها في النهوض ليجعلها تجلس على المقعد ويجلس كالقرفصاء أمامها يمسك بيديها متساءلا بقلق عن سبب حالتها:
-أنتِ بخير!
كانت تنظر له كيف يحبها ويخاف عليها ويعبر عن ذلك في كل لحظة بينهما، بينما هي غير قادرة عن البوح بمشاعرها وإخباره بحقيقة مشاعرها تحسده في بعض الأحيان على قدرته عن التعبير كانت شاردة به وبملامحه على عكسه كان قلقا من صمتها وتلك العبرات المتعلقة برموشها.
تساءلت بداخلها كيف ستخبره بذلك الأمر كيف ستخبره بأنها على وشك خسارة حياتها وأنها مصابة بسرطان.

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
تعليقات