رواية جريمة حب الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم سلسبيل
_______________________________
خرجت من غرفتها وهي تهتف باسم أمير حتى أتت لها ريهام التي عادت للعمل مع حامد بعد أسبوع من زواجهم لتردف:
-حضرتك عايزة حاجة؟
-فين أمير؟
-معرفش يا هانم.
-ابعتي حامد ليا.
اومأت لها لتجري ريهام على الفور وهي تهتف باسم حامد الذي كان يضحك مع زميله ولكنه قلق على الفور حينما رأها تأتي له بوجه قلق لتخبره بأن جوليا تريده ليصعد لها وجدها بثياب نومها ليجد أن هناك أمر مريب لتتساءل وهي تغرز أصابعها في شعرها بقوة:
-شوفت أمير أو كلمك؟
-لا يا هانم، هو في حاجة؟
-لا.
تركتهم وعادت لغرفتها لتغلق الباب من خلفها وتسقط أرضا على الأرض الصلبة تنظر للفراغ من حولها متساءلة بداخلها ماذا الآن؟ كيف ستترجم اعتذاره! جزء منها يخبرها بأنه لم يغدر بها بل سيعود من أجلها والجزء الأخر يخبرها بأنها خُدعت وسلمت قلبها وجسدها لرجل خانها مثله كالأخرين.
نهضت لتجذب هاتفها وتتصل به ولكن هاتفه غير متاح ومغلق جلست على الفراش واضعة وجهها بين يديها تائهة لأول مرة لا تعرف ماهية شعورها لما تشعر بالضياع؛ تلك ليست المرة الأولى لها خُذلت كثيرا من قبل ولكن لما تشعر بشعور مختلف تلك المرة لما ليست قادرة على تقبل الأمر بسهولة ابتلعت لعابها وهي تفكر لتلتقط يدها تلك الورقة الصغيرة وقد كُتب بخط رقيق هاديء" أسف ".
جذبت هاتفها بلهفة لتهاتف أدهم ولكنه لم يجيب في المرة الأولى وأجاب في المرة الثانية، لتباغته بسؤالها:
-أين أمير؟
-لا أعلم، ألم يكن معكِ طيلة تلك الفترة؟
-لا تكذب أدهم.
-ولما سأكذب عليكِ! أخبرني أمس أنه سعيد ومسرور معكِ.
-أعلم بأنك تخفي عليّ أمرا يخصه.
-أخبره بأنني عندما أراه، سأقتله.
-وما ذنبي أنا؟ أن ل.
أغلقت الهاتف وألقته على الفراش وهي تحاول الحفاظ على اتزانها الداخلي، على الجهة الأخرى نظر أدهم لصديقه أمير ذلك الذي كان يجلس على الأريكة بجواره واستمع للمحادثة بأكملها ابتسم بخفوت ونظر للملف أمامه وهو يفحصه بعناية.
جلس أدهم بجوار أمير قائلا بغيظ:
-لما تزوجت تلك الباردة؟
-حتى تغيظك كما تشاء.
-ألن تجلبها لهنا وتستمر في العمل؟
-لا، سأنهي الأمور هنا وأعود لها.
عُقد حاجبيّ أدهم ليحثه على التفسير ليلتقط أمير تلك القداحة ونظر له قائلا:
-سأحرق كل ما يمتلكونه.
-كيف سيتم الأمر؟ ولما؟
-سأخبرك لاحقا، ولكني أريدك أن ترسل سديم لجوليا في مصر.
-ولما؟ أجننت يا أمير! أتودّ ائتمان أختك مع تلك الفتاة!
-جوليا أصبحت زوجتي يا أدهم، لن أسمح لك أن تتحدث عنها بطريقة غير لائقة.
تعجب أدهم كثيرا من طريقة أمير الغير لائقة معه ليتساءل بداخله اختارها هي بدلا منه ولم يعد بحاجته!! تغير كثيرا عليه على صديقه ذلك الذي ضحى بالكثير من أجله.
نهض أدهم وغادر المنزل الجديد التي تسكن به سديم لتتقدم سديم من أخيها وهي تبتسم له ليربت على وجنتها قائلا:
-سأُعيدك إلى مصر.
ابتسمت سديم من ذلك الخبر وتحمست كثيرا لتهتف باسم الخادمة وجعلتها تساعدها في ترتيب متعلقاتها، غادر أمير الشقة واستقل المصعد ليصعد للطابق الحادي عشر ودلف لتلك الشقة التي مُلئت بكل ما يملكه من مال وذهب وملفات ليقوم بلملمة أهم الملفات وأعد مبلغ مالي كبير ليهاتف أحد حراسه بالأسفل ليصعد وينقل كل متعلقاته المهمة لأسفل حيث سيارته، بعد فترة كانت سديم جاهزة فهي تودّ العودة إلى موطنها يكفي غربة لسنوات فبعد وفاة أمها أصبحت حالتهم تحت خط الفقر وكان أمير يسعى ليجلب الطعام لهم ليقرر المهاجرة بطريقة غير شرعية ووعد أخته بأنه سيعود لها لن يطول انتظارها كثيرا وبالفعل وفى بوعده وعاد لها بكثير من الأموال الطائلة التي كافية لتعيشهم لباقي حياتهم بدون خوف أو قلق ولكنها أثناء هجرته أُصيبت بحادث لتصبح راقدة على مقعد متحرك من إحدى المستشفيات الحكومية ولم تتلقى خدمة جيدة لقد عانت كثيرا في غياب أخيها وها هو الآن بجوارها يعوضها عن كل لحظة فقر عاشتها ولكن للأسف بطريقة غير شرعيه.
غادرت الشقة مع خادمتها ولم يبقى سواه يقف أمامه ماله واضعا يده بجيب بنطاله ينظر له، كانت تنتشر رائحة بنزين في المكان ليخرج قداحته ويلقيها على المال ليبدأ في الاحتراق لتمسك النيران في الستائر ومتعلقات الشقة ليغادر بخطوات بطيئة وهادئة يغادر العمارة بأكملها لقد تعب كثيرا ليكون تلك الأموال وعانى في كثير من الأوقات لكنه يودّ الآن العيش بهدوء مع أخته وزوجته.
_____________________________
صباح اليوم التالي، طُرق باب جوليا ودلفت ملك تخبرها بأنه هناك ضيفة في انتظارها تُدعى سديم لتنتفض من مكانها وتهبط لأسفل وبالفعل وجدت سديم على مقعد متحرك وبجوارها خادمتها المخلصة ابتلعت لعابها لتتقدم منها وتصافحها بابتسامه خفيفة لتقبض على مقابض المقعد وتحركه حيث غرفة المعيشة لتجلس أمامها على الأريكة متساءلة عن كيفية وصولها إلى هنا، أردفت سديم بحماس:
-أخبريني أولا كيف تزوجتي أنتِ وأخي لم يخبرني سوى القليل.
عقدت حاجبيها وتساءلت بقولها:
-أنتِ تعلمي بمكان أمير؟
-كان عندي ليلة أمس ولكنه ودعني صباح اليوم مع أحد أتباعه وأخبرني بأني سأتي لهنا وأن أخبرك بأني أمانته التي سيتركها لكِ وترك لكِ تلك الورقة.
جذبت منها الورقة ونهضت لتقرأها بعيدا عنها كم خطه يروق لها يجعلها تقرأ وهي تشعر بكل كلمة كتبها " أعتذر عن تلك الطريقة التي غادرت بها، كان يجب عليّ أن أشعر بخوفك من فقداني ولو للحظة لا تقلقِ عليّ سأعود قريبا وسنغادر بعيدا عن الذكريات السيئة لنكون أخرى جديدة انتظريني سأعود، أحبك جوليا".
أغلقت الورقة وقد نبض قلبها بعنف لتحاول الثبات ولكن كيف!! فقد استطاع السيطرة عليها وعلى قلبها.
عادت لسديم لتؤمر ملك أن تجهز لها غرفة الضيوف لتمكث بها هي وخادمتها.
استمتعت جوليا كثيرا بتواجد سديم التي أضافت بهجة شديدة على المنزل بمزاحها.
على الجهة الأخرى،،
كان يسعى كثيرا لتنتهي تلك الأيام وتلك الخطة التي وضعها لكي يستطيع النجاة كان يجلس بجوارهم يفكر كيف سيتمكن من التخلص منهم بقبضة يد سيكون الأمر صعب ولكنه ليس مستحيل.
كان يجلس معهم أكرم الذي عاد بعد رفض جوليا القاطع له ليعود لهم حاملا على عاتقيه خيبته.
اليوم كتب كتاب كلا من ملك ومعتز، ملك طلبت أن يكون حفل بسيط لا يوجد به سوى المقربين أتى المأذون وكتب الكتاب في منزل جوليا أو الأدق منزل أمير الذي اشتراه من أجلها لتبكي ملك في نهاية اليوم لأنها ستترك ريهام وجوليا لتحضن جوليا التي تفاجأت كثيرا وضحك الجميع على دراما ملك، ربتت جوليا على شعرها وأردفت:
-في أي وقت عايزة تيجي هنا تعالي، ملكيش دعوة بيه.
جذبها معتز لأحضانه قائلا:
-تيجي فين دِ مش هتشوف الشارع لسنتين.
ضحك علي على ابنه ودعا له أن يجد السعادة مع ملك وأن تعوضه عن خيانة هالة له، اقترب من جوليا وأعتذر لها بصدق بالغ عما قام به ابنه وعن فقدانها لابنتها ابتسمت له بهدوء ونظر لتلك الصورة التي تتوسط الحائط والتي كانت صورة تجمع كلا من أمير وجوليا سويا أخبرها بأنه يودّ أن يتشارك معها ذكرى ليردف علي:
-شكله كدة ده الوحيد اللي قدر يغيرك.
حقيقة تقوم بإنكارها كل يوم حتى، حتى يعود ابتلعت لعابها وأشارت بيدها حيث معتز وقالت:
-معتز هيمشي.
غادر الجميع إلى مكانه وعادت ريهام مع زوجها إلى منزلهم، لتصعد جوليا لغرفتها بعدما أودعت سديم لتغلق الباب وتبدأ في خلع زينتها ولكنها وجدت رصاصة اخترقت زجاجها مرة أخرى لتفزع وتتراجع للخلف.
جذبت معطفها وهاتفها لتهبط لأسفل حيث غرفة سديم وكانت معها الخادمة تساعدها على تبديل الثياب لتردف قائلة:
-يجب علينا مغادرة المكان.
في الخارج،،
كانت تدور معركة بين رجال جوليا وهؤلاء الغرب المُستغلون لغياب أمير، أخرجت جوليا هاتفها وحاولت الاتصال بحامد ولكن هاتفها سقط منها حينما اخترقت رصاصة جسد الخادمة والتي كانت تقبض على مقعد سديم، لتصرخ سديم بقوة وتتمسك في ثياب جوليا تلك التي نظرت لذلك الرجل الذي تعدى لتوه على منزلها بينما الخادمة سقطت أرضا تسيل الدماء من عنقها.
انقطعت أنفاسها وهي تتساءل بداخلها، أحان وقت نهايتها الآن؟ أأنتهى دورها وحان موعد الرحيل!!
ليأتي من خلفه أحد حراسها ويضربه بقوة على أسفل رأسه ليسقط الرجل على ركبتيه وهو يتألم بقوة.
جذبت جوليا مقعد سديم وقبضت عليه ليساعدها ذلك الحارس على الهروب من الباب الخلفي لتلك الفيلا وقد أخبره أمير بذلك المهرب إن حدث لهم مكروه في غيابه.
أتى حامد بعدما تم إبلاغه بالحادثة من أحد رجاله وهو يبحث عن جوليا ليقوم أحدهم بلكمه ليتعارك معه حتى أُصيب برصاصة تخترق كتفه الأيمن.
سقط على ركبتيه ليخرج سلاحه خلف ظهره ويصوب باتجاه عدوه ذلك الذي أطلق النيران عليه لتنطلق رصاصته مخترقة صدر الأخر ويسقط مغشيا عليه على الأرض الصلبة.
كانت تهرب جوليا مع سديم وخلفها ذلك الحارس الذي يخبرها بطريق الهروب وقبل أن تخرج كانت رصاصة اخترقت ذلك الحارس لتشهق بقوة وذعر بينما سديم كانت تبكي بخوف وقلق.
هبطت جوليا لمستوى الحارس وجذبت سلاحه لتصوبه باتجاه ذلك الرجل الذي يتقدم نحوها لترتجف يدها وتخبره أن يتوقف عن التقدم حتى لا تطلق النيران، لتنطلق ضحكة ساخرة من ثغره وهو يتحداها أن تطلق عليه.
-يمكنك إيذائي ولكن لا تمسها بسوء.
تعالت إنذارات الشرطة وهاتفت ريهام ملك التي أخبرت معتز بأن هناك أمرا ما في منزل جوليا، ليلعن جوليا ظنا منه أنه هراء ولا أساس له من الصحة ولكن تحت إصرار ملك ارتدى ثيابه مرة أخرى وذهب باتجاه منزلها هو الأخر.
جرى زميله باتجاهه يهمس بجوار أذنه بكلام لم تستطيع فهمه ليتقدم الرجل منها لتخبره بأنها ستطلق النيران وبالفعل حاولت الضغط على الزناد ولكن رصاصاته فارغة ليسقط منها المسدس ويتقدم منها الرجل يحاول جذبها نحوها ولكنها حاولت الاعتراض لتضربه بقوة وكذلك سديم.
ليدفع مقعد سديم بقوة وتسقط أرضا وهي تصرخ باسم أمير، دفعته جوليا بقوة كبيرة واتجهت نحو سديم تساعدها ليحك الرجل موخرة رأسه بسلاحه بنفاذ صبر ليجذبها له ويضربها بموخرة سلاحه لتسيل الدماء على جبهتها تألمت ولكنها حاولت دفعه ولكن بقوة أقل مما سبق ليخرج تلك الحقنة ويغرزها في عنقها لتسقط مغشيا عليها ويحملها على كتفه مغادرا المكان قبل الإمساك به من قِبل الشرطة.
لتتم مطاردتهم من سيارة الشرطة التي أعلنت إنذارها ورأتهم يهربون.
قاد سائقهم بسرعة فائقة تخطت رجال الشرطة ليقف السائق حينما تخلص من مطاردتهم وهبط ذلك الذي حقن جوليا وحملها مرة أخرى على كتفه بينما هي كانت غائبة عن الوعي في الظلمات تشعر وكأنها في جوف مظلم تشعر بالاختناق؛ فالمكان ضيق للغاية لترفع رأسها للأعلى لعلها تجد مخرج ولترى السماء صافية ساكنة بلا نجوم لتردف بذلك النداء لأول مرة:
-يارب.
ومن ثم أغمضت عينيها معلنة استسلامها، شعرت برأسها تصطدم بمقعد أخر وما كانت سوى سيارة أخرى تنتظرهم للذهاب حيث الميناء.
على الجهة الأخرى،،
كانت ساقطة أرضا تبكي وتصرخ لعل أحد يستنجدها، بينما ريهام تقدمت من زوجها الملقي أرضا لتسقط على ركبتيها أمامه والدموع تهبط على وجنتيها بغزارة لتحتضنه بذراعيها وتبدأ في مناداته باسمه لعله يستجيب لها تدخلت الإسعاف سريعا لتبدأ في حمل المصابين جلست ملك بجوار ريهام واحتضنتها لتردف بخفوت:
-حامد! حامد هيسبني يا ملك.
-لا متخافيش إن شاء الله هيبقى كويس.
كان معتز يقف بجوار الضابط ليأخذ أقواله ويسأل بعض الأسئلة التقليدية، لتبدأ رجال الشرطة في التحقيق ليجدوا سديم التي أُغشي عليها وتم نقلها هي الأخرى للمشفى.
ليصبح أسعد يوم في حياة معتز الأسوأ على الإطلاق.
_____________________________
كان ستيڤ يضحك بقوة ليتعجب فيكتور منه ويتساءل عن سبب تلك البهجة التي تحتل ملامحه، ليجببه بعدما أغلق الهاتف:
-جوليا في طريقها إلى هنا، سأحصل عليها.
-ألم تعلم بعد! لقد تزوجها أمير.
ضحك ستيڤ بسخرية وأردف:
-هو الأخر سيُقتل، رتبت لكل الأمور لا تقلق أبي.
-لما اختارتها هي حتى بعد تلك السنوات؟
-إنها رائعة بكل المقاييس، ربما ستصبح زوجة جيدة لي.
تعجب الأب من سلوك ابنه الغير صالح، ليُطرق الباب ويدلف أكرم للداخل ينظر للأسفل نادما على كل لحظة قضاها بين جدران ذلك القصر خادما لهؤلاء الذين قاموا بتدمير أسرته وابنته؛ لقد كان مخمورا لا يعيّ شيء ومضى على صفقة غير شرعية دمرت عمله وحياته وأسرته.
أردف بقوله:
-سأستقيل.
جلس ستيڤ واضعا قدم فوق أخرى قائلا باستنكار:
-حقا! بعد تلك السنوات أم بعد رؤيتك لابنتك قد تحركت مشاعرك.
نظر له أكرم متساءلا بداخله أحقا كان يراقبه في الآونة الأخيرة، أردف قائلا:
-لقد سئمت من العمل لديكم، سأغادر ولا أريد منكم شيء.
-حقا! بعدما أنقذتك من السجن أتودّ مغادرتي؟
-أنسيت تلك اللحظة؟ حينما تمسكت ببنطالي ترجوني أن أخذك معي!
نظر ستيڤ لأبيه وأردف قائلا:
-يجب عليه أن يرتاح قليلا أبي، لذا أعطه أجازة لعله يعود لرشده.
-سأذهب الآن.
غادر ستيڤ بعدما ضحك بسخرية استفزت أكرم كثيرا ولكنه تماسك فهو يعلم بأنه من وضع رأسه بين فكي الأسد لذا عليه الحرب للخروج منها.
على الجهة الأخرى،،
كان أدهم يجلس بجوار أمير الذي ينظر لتلك الملفات بعناية ودقة وأردف متساءلا:
-متى موعد الحفل؟
-بعد الغد.
-حسنا، هل أرسلت كافة الدعوات؟
-نعم، جميعها.
-إلى كل أسماء القائمة في قصر فيكتور.
اومأ رأسه ليغادر أدهم الغرفة بينما أمير أخرج تلك العلبة من معطف بذلته والتي كانت تحتوي على خاتميّ زواج واحد نسائي رقيق يليق بعينيها الحزينة وأخر رجالي له يحفر بداخله اسمها"جوليا" يا له من اسم مختلف يتلذذ به.
عاد برأسه للخلف يتذكر كل مواقفهم سويا يا لها من أنثى بالغة رائعة بداخلها طفلة تائهة وسط الظُلمات، لقد كانت رقيقة كالزجاج في الأسبوع الأخير معه هو فقط ليشعر بالفخر لكونه استطاع الحصول عليها وعلى قلبها.
___________________________
لا تعلم كم مر من الوقت ولكن كل ما تذكرته أنه كلما استيقظت غُرزت بمهدىء حتى أصبحت أعصابها ضعيفة لم تتناول شيء لذا لا تمتلك القوة الكافية لمجابهتهم ولكن شعرت باصطدام في الخارج وجدت الباب يُفتح لتبتلع لعابها لا تشعر بالراحة كلما تقدم منها خاطفها والتي علمت بأنه يُدعى ماركوس ليحملها مرة أخرى على كتفه ويخرج بها وحينما حاولت ضربه أو الاعتراض هددها بغرز حقنة جديدة لتتراجع للخلف مردفة:
-يمكنني السير بمفردي.
نظر لها قليلا ثم جذبها من ذراعها لتتقدمه ويحيطها الجميع، لطالما كانت تحيطها الكثير من الحرس ولكن لحمايتها وليس لخطفها لتتساءل من ذو الذي قام بخطفها وجلبها لتلك البلد.
استقلت سيارة سوداء كحياتها ولون ثيابها كانت تتكون من قطعتين بنطال ويعتليه قميص صوف من نفس اللون عدا كوتشي رياضي أبيض لتسخر من نفسها قائلة ألم يكن باستطاعتها تكملة اللون!
توقفت السيارة أمام منزل ثري يتواجد أمامه حراس ليدفعها ماركوس لتدخل حتى أوقفها عند غرفة المجلس ليجلسها على الأريكة بالإجبار ويضع أصفاد بيدها وقام بقيد الطرف الأخر في الطاولة أمامها لتشعر بالألم فالطاولة كانت منخفضة المستوى ولكنها فكرت بأنها ستتمكن من الخلاص عند مغادرتهم وبالفعل غادرت كل الحراس لتبدأ في تحريك الطاولة ولكنها مُثبتة في الأرض ابتلعت لعابها وهي تحاول مرة أخرى ولكن بلا فائدة لتلعن ذلك الخاطف المجهول.
قام فيكتور بدعوة كل أعضاء تلك المنظمة الفاسدة لحفل باقتراح أمير عليه بعدما اعتذر له عن تأخيره وأخبره أنه أسف عن إهماله في الآونة الأخيرة ليعفو عنه فيكتور.
كان القصر واسع وكبير يمتليء بالكثير من الرجال والسيدات يبدو أنه لم ينسى أحد في تلك المنظمة بدايةً من التجار الصغار حتى فيكتور المسؤول عن تلك المنظمة، فانتقامه سيكون قوي وقاتل.
كان يرتدي بذلته بلونها الأخضر الهادئ كَـلون عينيّ أدهم الذي كان يقف بجواره يعدل ياقته، ليردفا:
-لندمرهم.
ذهب كلاهما للحفل ولا ننكر وسامة أمير المتواضعة والتي جعلته محط أنظار البعض، أتى له ديف واستند بمرفقيه على الطاولة قائلا:
-لقد علمت بأنك تزوجت حديثا، مبارك.
علم أمير بأنه يخبره بطريقة غير مباشرة بأنها ستخضع له كجميلة، همس أمير بجوار أذنه قائلا:
-إنها مُختلفة، تكتفي بي فقط.
ابتسم أمير وتركه وغادر لتلحق به إحدى الفتيات ولكنه لم يعيريها اهتمام وكان يضع في أذنه سماعة يتواصل بها مع أدهم الذي أخبره للتو بأن العدد اكتمل وأن الجميع هنا فقط يعطي إشارة للتنفيذ.
غادر أمير المكان ودلف لتلك السيارة بالخارج وأصبح يرى الجميع عبر ذلك الحاسوب، أردف أدهم:
-ماذا هناك؟
-ستيڤ ليس موجود هنا، وأيضا أكرم.
حك أدهم رأسه ليقول:
-أتريد التخلص من أكرم أيضا؟ ألن تنزعج زوجتك؟
أُرسل على هاتفه الخاص رسالة صوتية يتبعها صورة ليفتح الصورة ويجد بها جوليا وهي مقيدة في ذلك المنزل يتبعها مكالمة أكرم ليجيب على الفور وهبط من السيارة، ليردف أكرم:
-ألحق جوليا يا أمير، هي موجودة في بيت الصيف لستيڤ.
أغلق أمير الهاتف واستمع للرسالة الصوتية والتي كانت مضمونها "ربما لن تستطيع رؤيتها للحظة الأخيرة قبل موتك، هي الآن في قبضتي".
هبط أمير من السيارة وهو غاضب ليتبعه أدهم والذي أردف:
-اختطفها ستيڤ؟
-قف هنا سأعطيك الإشارة في الوقت المناسب حينما أضمن سلامتها.
اومأ له أدهم، ليستقل أمير سيارة أحد الحراس التابعين له ويقودها بمفرده نحو الموقع الذي أرسله له أكرم والذي قد سبقه لهناك يتمنى أن يصلح ولو جزء صغير مما فعله بها.
على الجهة الأخرى،،
دلف ستيڤ للغرفة وجدها تحاول بشتى الطرق أن تحرر قيدها ولكنها توقفت حينما أردف:
-لا تيأسِ كعادتك.
نظرت له ليتوقف الزمن من حولها وتشعر بالغيثان وألم شديد في معدتها ليس حملا كما اعتقد البعض منكم، لقد داهمتها تلك اللحظة بكل ألم شعرت به حينها اقترب منها وهبط لمستواه يزيل خصلاتها قائلا:
-لقد كانوا أطول بكثير، لما قصتيه؟
-ألم تعلمي أني أحببته طويلا.
ليهمس بجوار أذنها بينما هي ثابتة لا تتحرك حتى لم ترمش ولو مرة واحدة:
-مازال صراخك في أذني استمع له كنغمة.
ليضع وجهه قِبال وجهها ضاحكا بخبث وهو يلمس وجنتها اليسرى لتبتعد بوجهها عنه قائلة:
-وأنت لم تتغير كثيرا ستيڤ، مازلت عاهر كما كنت بل يبدو أنك طورت بعض المهارات أيضا.
غضب كان سريع الانفعال ليصفعها بقوة على وجنتها لم تتأثر ولن تظهر ضعفها يبدو بأنها حانت لحظة مواجهة ماضيها الآن، ذلك الوحش المخيف الذي سلب براءتها الآن أمامها يحاول إخافتها مرة أخرى، فكيف الخوف من الظلام بعد العيش فيه لسنوات؟
ابتسمت وأردفت قائلة:
-لا تثبت لي بأنك رجلا بذلك التصرف، فأنت ستظل في نظري بتلك الصورة.
-أنت عاهر ستيڤ مثلك كأبيك.
نهض ليجذب ذلك السلاح من حارسه وصوبه باتجاهها لتقول:
-لما ترددت! إن كنت تنتظر مني أن أجثو على ركبتيّ وأطلب العفو منك حتى لا تقتلني فلا بد أنك جننت.
ضربها بقوة بمؤخرة السلاح ليُعاد فتح الجرح مرةً أخرى بعدما قامت بتطهيره حينما كانت في غرفة الباخرة.
تساقطت الدماء على جبهتها حتى فكها ليؤمرهم أن يغادروا جميعا وبدأ يسبّها بالعديد من الألفاظ الخارجة لم يعيرها الأمر فقد أصبحت الرؤية مشوشة يبدو أنه سيُغشى عليها مرة أخرى ولكن انتبهت كل حواسها حينما دلف أكرم للداخل، سمحت له الحراس لأنهم يعرفونه ليصرخ أكرم به:
-أجننت!!!
-لن أسمح لك حتى وإن كنت ستقتلني.
أردفت بسخرية وهي تلتقط أنفاسها:
-لا داعي لتلك المسرحية، فأنت لا تختلف عنه كثيرا.
اقترب ستيڤ من جوليا وقام بفك قيدها لتنهض وهي تستند على الطاولة ووجدته يمد يده بالمسدس قائلا:
-أتودّين قتله؟
أخرج أكرم مسدسه ليصوبه باتجاه ستيڤ لأول مرة، ليتعجب ستيڤ قائلا وهو ينظر لجوليا:
-يبدو أن أبيكِ يحبك كثيرا.
ليجذبها لأحضانه وصوب مسدسه هو الأخر باتجاه رأسها قائلا:
-أخفض سلاحك في كلتا الحالتين سيموت كلاكما.
-حسنا، يمكنك قتلي أنا بدلا منها اتركها هي وأمير في شأنهم.
ضحك بسخرية ليقول:
-ماذا عن قتلك أنت وأمير والتلذذ بها وحدي.
دفعته ولكن بقوة ضعيفة، فقد حُقنت بالكثير من المهدئات وأيضا مُصابة ليقبض على عنقها وهو يصوب السلاح باتجاه أكرم وأطلق النيران عليه ولكنه تفادها.
ليقع قلب الذي وصل لتوه وجرى للداخل ولكن منعته الحراس ليقوموا بتفتيشه كما أمرهم ستيڤ كان يعلم بأنه سيأتي، قاموا بسحب السلاح منه ليسمحوا له بالدلوف بعدما أخبروا ستيڤ الذي ابتسم ودفع جوليا أرضا في اللحظة التي دلف بها للغرفة.
تقابلت أعينهم بقلب قلق عن حال حبيبه، ليرى الدماء تنزف من جبهتها ليبتلع لعابه ليجد من يضربه بقوة على قدمه مرتين ولكنه لم يتحرك إنشا يصوب كل اهتمامه عليها وكأنه يعتذر لها من نظراته.
اشار ستيڤ لحارسه أن يغادر ويغلق الباب من خلفه، ليقترب من جوليا ويضع المسدس بيدها قائلا:
-إن قتلتيهم سأترككِ وشأنك.
ليصمت الجميع فقط قلوب تنزف عدا ذلك المريض، ليجذب شعرها بقوة لتتألم بخفوت ويردف قائلا:
-حسنا سأكون رحيما بكِ اختاري أن تقتلتي واحدا منهم.
قبضت على المسدس لترفعه في وجه أمير ذلك الذي يقف أمامها بوجه جامد يفكر بالطريقة المناسبة التي سينتقم بها من كل أذى أُلحق بها، لتوجهه إلى أكرم وقد عزمت على قتله فهو من وضعهم في ذلك المأزق ولكن لما يدها ترتجف! لما ليست قادرة على قتله! لما تشعر ببعض المشاعر نحوه الآن! لما خائفة!
ليجذبها ستيڤ نحوه ويجعلها تنهض من الأرض وجذب المسدس من يدها يصوبه باتجاه عنقها، ليردف أكرم بقلق:
-ستيڤ لا تخطيء أرجوك.
لينظر إلى أمير ذلك الذي لا يهاب أحد، ذلك الرجل الذي لم يتردد للحظة في حياته، ذلك الذي لم يعهد الحُبّ يؤلمه قلبه الآن وبشدة.
كانت جوليا باردة لا تفكر في شيء فقط تودّ أن ينتهي اليوم حتى وإن كان اليوم يوم مماتها؛ فهي ليست خائفة لم تعهد الخوف ولكن لما تسيطر عليها بعض المشاعر المختلفة لما بدأت بالشعور الآن!
لتتفاجيء حينما وجدت أمير يجثو على ركبتيه بهدوء لم تكن الوحيدة المتفاجئة بل جميعهم، ذلك الرجل الذي لا يهاب الموت يجثو الآن على ركبتيه من أجل امرأة!
لتتذكر في تلك اللحظة حينما جثت ميادة أمامها هي الأخرى من أجل حبيبها لتتساءل أمجنون ذلك الذي يجثو من أجل حبيبه؟ أو.
توقفت قليلا لتنظر له وتجد الإجابة، إنه ليس بمجنون بل عاشق.
.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية