Ads by Google X

رواية جريمة حب الفصل الثاني و الثلاثون 32 - بقلم سلسبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

    

رواية جريمة حب الفصل الثاني و الثلاثون 32 - بقلم سلسبيل

 
____________________________
كادت أن تغادر حتى وجدت أمير يخرج من الغرفة ويتقدم منهم ليتخطاها ويلكم أكرم بقوة، اندهشت جوليا كثيرا وأمير أصبح يسدد العديد من اللكمات لذلك الرجل الذي خان ثقة ابنته ذلك الذي أذى ابنته وحُبّه يا له من رجل مبتذل حقير.
كاد أن يعترض أكرم ولكنه وجد جوليا تنظر له وقد التمعت عينيها ليفضل الاستسلام، تقدمت جوليا من أمير لتفصله عن أكرم وتقف بينهم قائلة:
-اتجننت! إزاي بتهين ضيفك؟
ليردف بغضب وهو ينظر لأكرم قائلا:
-يستحق الموت على اللي عمله فيكِ.
جحظت عينيها متساءلة بداخلها عن كم المعلومات التي يعرفها عنها، هل تزوجها وهو يعلم ما مرت به!
لتلتفت نحو أكرم وتنظر له وقد ظهرت بعض الجروح في وجهه ليشعر أكرم بالصدمة ليحاول النهوض، صاحت جوليا باسم حامد لتذهب ريهام على الفور وتدعوه لتقول وهي تشير لأكرم:
-وصل الضيف.
تعجب حامد من حالة التوتر المسيطرة ليتساءل بعينيه لريهام لتخبره بأنها ستجيبه فيما بعد، غادر أكرم بينما جوليا تركت أمير وصعدت للأعلى لتقف أمام النافذة شاردة الذهن وهي تفكر ماذا يعلم أمير عنها؟ وكيف عرف بأنه أبيها؟ وإلى أي مدى يعلم العلاقة بينهما وماذا حدث في الماضي؟
التفتت له حينما شعرت بوجوده لتردف متساءلة:
-أنت تعرف إيه؟
-كل حاجة.
ابتلعت لعابها وهي تشعر بالضعف أمامه وأنها أصبحت مكشوفة له كَـكتاب مفتوح الآن لا مفر لم تعد بذلك الغموض وأيضا ذلك البرود، اختفت مشاعرها فجأة لم تستطع التعبير جيدا أردفت بحدة:
-ومقولتش ليا ليه؟
-كنتِ هتبقي مبسوطة!
-دورت ورايا ليه يا أمير؟
-عشان أعرف.
تساءلت بعينيها عن ماهية تلك الأمور التي يودّ معرفتها، ليتقدم منها وهو يجيب عن سؤالها:
-عشان أعرف كل حاجة تخصك.
-ليه الغموض حواليكِ في كل مكان، ليه الظروف خلقت منك إنسانة قاسية باردة؟
-عشان أعرف إيه الظروف اللي خلتك كدة ومين السبب في حزنك اللي موجود دايما في عينيك.
حاصرها بذراعيه على الحائط لترفع رأسها نحوه وقد التمعت عينيها بالدموع لتردف:
-اطلع بره.
دفعته بقوة وهي تردف بغضب:
-أنت فتحت الدفاتر اللي بقالي سنين بحاول أقفلها.
-أنت خلتني ضعيفة من أول وجديد، وأنا متعودتش أكون ضعيفة يا أمير ومش هسمحلك تقرب مني أكتر من كدة مش هسمحلك تكتشف أكتر من كدة.
كانت تودّ نسيان ماضيها دون أن يعرفه لتبدأ معه بداية جديدة بلا حزن أو ماضي مؤلم أو انتقام كانت تريد معرفة معالم الحب وتتذوق حلاوته معه لا أن يشفق عليها أو يخترق خصوصياتها وماضيها الذي تريد نسيانه وحتى وإن حاولت نسيانه هو لن ينساه أبدا، لن ينسى من يُحبّها إذ كان حقا يحبها كما يخبرها فلن ينسى ماضيها المؤلم سيظل متذكره حتى لو أخبرها بعكس هذا.
أمرته أن يغادر وألا يخاطبها مرة أخرى أخبرته أن يغادر بهدوء خارج حياتها، وألا يختلط بها نهائي.
تراجع عدة خطوات للخارج ليتساءل بداخله أحقا سينسحب كَـكل مرة ويتركها وحدها ليردف قائلا:
-أنا كنت عايز أشاركك الحزن والألم.
-وأنا مكنتش حابة أكون ضعيفة قدامك.
-نقدر نبدأ صفحة جديدة أحنا الاتنين سوا.
تمردت عَبراتها على وجنتيها لتصرخ به قائلة:
-أخرج يا أمير.
أعطته ظهرها لتبدأ في البكاء وقد عادت لها الكثير من المشاعر، شعور الخذلان، الحزن، الألم، البراءة التي سُلِبت منها سيطرت عليها تلك اللحظة وفي ذلك اليوم تغيرت الأمور.
أنتهى الحديث في تلك الليلة وكل منهما لا يرى الأخر إلا قلة أثر تلك الحدود والحواجز التي وضعتها مرة أخرى ليشعر أمير وكأنه عاد لنقطة الصفر حتى في العمل لا يخاطب أحدهم الأخر، بينما هي أصبحت كآلة تعمل طيلة اليوم وتنام مساء اليوم ليصبح روتين يومي ممل استمرت عليه لأسبوعين.
كان كلاهما يجلس في مكتب المنزل، فأمير حينما اختار المنزل قرر اختيار غرفة مكتب واحدة لِكلاهما.
ذهب باتجاهها لترتبك وتقبض على القلم بقوة ولكنها وجدته يجذب ملف قد وضعه بجوارها من قبل ويعود لمكانه مرة أخرى لتشعر بحرارة جسدها كادت أن تنهض حتى تعالى رنين هاتفها لتلتقطه ووجدت المتصل ميادة تلك التي تركت العمل التي كانت تسعى دوما له من أجل ناصر ذلك الذي كان يجاهد نفسه في الآونة الأخيرة أجابت على الهاتف.
-ألو، جوليا هانم.
-خير؟
-كنت بعزمك على فرحي أنا وناصر هيبقى كمان أسبوع أتمنى تشرفينا.
تعجبت كثيرا من سبب دعوتهم لها على الرغم من معاملتها وتصرفاتها القاسية معهم، لتكمل ميادة حديثها:
-وشكرا لأنك ساعدتيني وسامحتي ناصر والشغل معاكِ كان ممتع وفرحتي هتزيد لو كنتِ موجودة.
-أنا معنديش وقت أضيعه.
أغلقت جوليا الهاتف وجلست على الأريكة ليُطرق الباب ويدلف كل من ريهام وحامد بعد أن سمح لهم أمير كانت ريهام سعيدة للغاية وابتسامتها تكاد تصل لأذنيها تساءل أمير عن سبب تجمعهم سويا بمرح وقد غمز لريهام لتضرب حامد في جمبه ليتحدث، أردف حامد وهو يقول:
-جايين نبلغكم بميعاد فرحنا وإن ريهام هتأخد أجازة.
كانت تنظر لهم متسائلة بداخلها لما تلك الابتسامة تزين وجههم لما هي الوحيدة غير قادرة على الفرح والابتسام؟ لتقول:
- لِمَا تغادرني كل المشاعر السعيدة، لِمَا لا يتبقى لي سوى حطام؟
أفاقت من شرودها على مباركة أمير لحامد حيث أنه قام باحتضانه وصافح ريهام، نهضت جوليا وذهبت نحو المكتب وأخرجت منه ملف مغلق وأعطته لكليهما قائلة:
-دِ هديتي ليكم، وهدية شغلكم معايا طول الفترة اللي فاتت من ساعة ما وقفت على رجلي وأنتم معايا أتمنى تعجبكم.
تركتهم وغادرت ليتعجب الجميع عدى ذلك العاشق والذي ابتسم في أثرها إنها على الأقل تحاول لا بأس، ليتحمس أمير ويقول:
-إيه مش ناويين تفتحوه؟
كان الملف مُغلف ليزيل حامد التغليف ويجد بداخله عقد ومفاتيح سقطت منه لتلتقطهم ريهام ويبدأ حامد في قراءة العقد وجد بأنها اختارت شقة راقية للغاية لتكن مسكنهم بعد الزواج ويتواجد بالقرب من منزلهم أي أنهم لن يبتعدوا كثيرا، لتبتسم ريهام ويقول حامد بأنه لن يتمكن من قبول كمثل تلك الهدية كاد أن يغادر ليعديها لها ليقول أمير:
-بلاش يا حامد، أنتم فعلا تستحقوا هدية زي دِ، وبلاش تحرجها متعرفش هي جاهدت قد إيه عشان تعمل كدة أو تقول الكلمتين اللي قالتهم وألف مبروك وإن شاء ربنا يتمم على خير.
عاد أمير لمكانه وعاد للعمل ولكنه كلما حاول التركيز شُتت انتباهه نحوها يفكر بها كثيرا وكثيرا يتذكرها ويخزن تفاصيلها داخل ذاكرته ليظل يتذكرها، أخرج مسدسه من درج المكتب لينظر له متذكرا كيف كانت هي هدفهُ في أحد الايام وكاد أن يقتلها ليعود بذاكرته لذلك اليوم أول لقاء كم كانت قوية لا تهاب شيء حتى الموت حيث أنها أتت له بإراداتها حينها تأكد بأنها ليست خِصم سهل؛ وبالفعل أنها خِصم ليس سهل استطاعت إقناعه بعدم قتلها وحمايتها بدلا من ذلك ثم قامت بإيقاعه في حُبّها، حُبّ ابتسامتها النادرة؛ لحظات ضعفها النادرة؛ رحمتها المخفية؛ ولمعة عينيها بالحزن طيلة الوقت، أحبها بكل جوارحها وصمودها برغم المصائب التي تنزل عليها واحدة تلو الأخرى.
أفاق من شروده ليجد بأن كثيرا من الوقت مر في وصفها ووصف حُبّه، ابتسم بخفوت وعاد برأسه للخلف لينتظر تلك اللحظة التي ستجمعهم سويا.
مر الأسبوع سريعا، وملك انشغلت مع ريهام متناسية واجباتها نحو جوليا التي لم تعلق ولم تعير للأمر انتباه.
كان يقف أمام المرآة يعدل ياقة قميصه حتى وجدها خلفه بثوبها الأحمر القاتم، ليبتلع لعابه وتوقفت يده في الهواء ونظره بأكمله مصوب نحوها من المرآة يا لها من فاتنة!
تقدمته لتقف أمامه وهي تعدل ثوبها هي الأخرى وتزيل خصلاتها للأعلى ويظهر ظهرها بأكمله لتحثه بعينيها من خلال المرآة ليغلق سحابه، تدارك الأمر ليغلق سحاب الفستان ويبتعد عنها على الفور وهو يدعو أن يمر اليوم بخير وسلامة.
كانت ترتدي ثوب بالأحمر القاتم يصل لكاحلها وأكمامه طويلة تغطي منتصف كف يدها وكان إبهامها حُرّ وكتفيها من الأعلى وكان حذائها بنفس اللون بينما الأخر كان يرتدي بذلة أنيقة أكملها باللون الأسود حتى القميص كان يصفف شعره بجوارها بينما هي تضع اللمسات الأخيرة من مساحيق التجميل.
كان كلٍ من ميادة وناصر، وريهام وحامد حفلة زفافهم في نفس اليوم.
-أنا جاهز.
-وأنا.
جذبت حقيبتها الصغيرة لتجده يشير لها لتتقدمه،  لتتقدمه بالفعل ويذهب خلفها وقام بفتح الباب لها لتستقل السيارة وهو الأخر ليقودها نحو زفاف كل من ريهام وحامد، كان يصب بصره للأمام نحو الطريق ليقبض على كف يدها بصمت وهدوء نظرت له ولم تعلق لتعود بنظرها للخارج تتأمل كل الناس تحسدهم على ابتسامتهم حتى وإن يمروا بظروف مختلفة وقاسية بعض الأحيان ألا أنهم عندهم القدرة على الابتسام والضحك في وجه المصاعب بينما هي ليس عندها القدرة حتى على الابتسام.
توقف بالسيارة ليهبطا كلاهما ويحيط أمير خصرها يقربها منه وكأنه يخبر كل من يراهم بأنها زوجته ومِلكه هو فقط، جلسوا على طاولة بمفردهم ليأتي كل من معتز وملك خلفهم وأيضا علي الذي قام بتهنئتهم وأردفت ملك بحماس لجوليا وهي تجلس بجوارها:
-معتز أتقدم ليا وأنا وافقت.
ها هي الأخرى سترتدي الأبيض بكامل إرادتها ستحيا حياة تقليدية بسيطة ستعيش على حُبّ معتز، حاولت الابتسام ولكنها لم تستطع لتردف بقولها:
-مُبارك.
ذهبت جوليا مع أمير لتهنئة كل من حامد وريهام ولأول مرة تحتضنها لتتشبث ريهام بها، فهي الوحيدة التي تعلم جوليا بوجهها الحقيقي وليس ذلك القاسي البارد فقد عاشت معها لسنوات عدة وأحبتها على الرغم من معاملتها وجفائها.
صافحت الجميع لتتركهم وتغادر وقد أخبرت أمير بأنها تودّ حضور حفل زفاف ناصر وميادة ليوافق على الفور ويقود حيث موقع زفافهم فميادة أرسلت لها عنوان الزفاف.
حينما دلفت للداخل ممسكة بيد أمير تحولت كل الأنظار نحوهم، فميادة عزمت زملاؤها من الشركة والتي قد عملت معهم لفترة طويلة وأيضا رؤسائها ليتهامس الجميع حول العلاقة القوية التي تربطهم فجوليا لم تفصح عن علاقتهم بعد.
صمت الجميع لتُطفيء الموسيقى وتتقدم جوليا للداخل وتحييّ كل من ناصر وميادة، صافح أمير ناصر ليتبادلوا النظرات فهما يعرفوا بعض من قبل تقابلوا عدة مرات من قبل أثناء عمل ناصر السابق.
أخرجت من حقيبتها ظرف أبيض وضعته بيد ميادة التي حاولت الرفض ولكن جوليا لم تعطيها فرصة، كان الجميع في حالة توتر من وجود جوليا المفاجيء ابتسم أمير لميادة وهنئها ليستأذن ويغادر مع جوليا التي لم تحب أن تتواجد لوقت أطول، استقلوا السيارة ليقودها لتردف جوليا:
-أنا عايزة أتمشى، مخنوقة.
قام بالتوقف بجوار رصيف للمشاة ليهبط من السيارة خلف جوليا التي هبطت أولا على الفور وهي تستنشق الهواء لعلها تهديء بينما هو خلع معطف بذلته وتقدم منها يحثها على السير على الرصيف وبعد فترة وجدها تقبض على ذراعه ليقوم بوضع ذراعه على كتفيها كان كلاهما صامت حتى اعترض طريقها ووقف أمامها قائلا:
-جه وقت المواجهة يا جوليا.
-لو وجودي جمبك بيأذيكِ أنا ممكن أبعد نهائي عنك وعن طريقك، لكن لو وافقتي توديني فرصة هكون ضلك خطوة بخطوة هعوضك عن كل لحظة حزن مريتي بيها.
-جوليا مش هنكر إني كنت معجب بيكِ بس في البداية ولكني حبيتك رغم قسوتك وجفائك لأني عارف إن ورا قناعك وحواجزك في أنثى بريئة تستحق كل الحب والتقدير.
-اسمحيلي أعبر حواجزك دِ؟ مش هتندمي.
لم تعلق التمعت عينيها، تشعر بأن حصونها على وشك الانهيار أمام حبه وإصراره لتجده بدأ يذهب باتجاه السيارات يقف في منتصف الطريق قائلا:
-اختيارك هو اللي هيحدد يا جوليا.
وقفت أمامه على رصيف المشاة وهي تتساءل بداخلها اُبْتُلِيَتْ بمجنون!!!
-أرجع يا أمير بلاش جنون.
لم يجيبها بل كان ينظر لداخل عينيها وهو ينتظر جوابها الأخير والذي سيكون بداية لحياتهم كانت تقدم خطوة للأمام تارة وترجع للخلف تارة كانت تحمد ربها بأنه لا توجد سيارات في الطريق قد تصطدم به ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، كانت تريده أن يبتعد ولكنه عنيد لتجري نحوه على الفور وتدفعه للخلف بأقصى قوتها ليقعا كليهما أرضا وقد جُرِحت قدمها لتعتدل وهي تتفحص قدمها بينما هو شعر بأنها الفرصة الوحيدة أمامه يجب استغلالها لتقاطعه جوليا بنظرتها له والتي شعر فيها لأول مرة بلمعة وهي بجواره لتقول:
-قلبي بارد لم يعهد الحُبّ.
-مهما كنتِ سأختارك.
جذبها نحوه ليحتضنها ويعترف بجوار أذنها بحُبّه وجدت قليل من الناس يتابع ما يحدث بصمت لتبتعد عنه بحرج نهض أمير ليساعدها في النهوض ويعود نحو السيارة ليقودها عائدا للمنزل.
كادت أن تدلف للداخل حتى وجدته يحملها ويذهب بها للأعلى حيث غرفتهم سويا والتي شهدت كثير من جفائها مقابل حُبّه.
على الجهة الأخرى،،
بداية جديدة لكليهما مليئة بالحب والاحترام، دلف بها للداخل بعدما قام بتوديع عائلته وعائلتها لتتفحص الشقة والتي أُعجبت بها كثيرا لتدعو لجوليا بالصلاح التفتت له لتجده يستند على الحائط من خلفها أردفت قائلة:
-هو بجد الشقة دِ بتاعتنا يا حامد؟
اومأ لها حامد على الرغم من كونه يشعر بالضيق لأنه وافق على تلك الهدية من جوليا ولكنه لم يستطع الرفض كما أخبره أمير يجب عليه احترام رأيها، اقترب حامد من ريهام وهو يقول:
-الليلة دِ كلها هتبقى اعترافات عن كل لحظة خبيت فيها مشاعري وحُبّي.
ضربته بمرفقها وهي تقول:
-أنت عارف كام مرة خلتني أحس إني قليلة أوي!
ربت على وجنتها وهو يعتذر لها عن كل تلك اللحظات التي ندمت بها على حُبّه وكونه لم يكن يعترف بحبه مثلها؛ فعينيها كانت دوما تفضحها أمامه.
قبّل جبينها وهمس بجوار أذنها باعتراف لطالما انتظرت سماعه وها هي الآن بين يديه وقد كُتبت على اسمه.
على الجهة الأخرى،،
دلف لغرفته وهو يحملها بين يديه ويشكر ربه لأنه حصل عليها بعد صراع طويل لتردف قائلة:
-أنا انبسطت بإن جوليا هانم جت النهاردة الفرح.
-الإنسانة الوحيدة اللي مقدرتش أفهمها لحد دلوقتي.
-للأسف هي كمان مش قادرة تفهم نفسها، مش قادرة تحدد هي عايشة ليه.
-هنقضي اليوم كله عن ست جوليا ولا إيه!
-طب نزلني.
اخفضها ناصر لتخبره أن يخرج حتى تبدل ثيابها لأخرى نظيفة، ليوافق على مضض ليبدل كلاهما ثيابه ومن شدة تعب ميادة غفت بمكانها على الفراش.
_____________________________
في الصباح الباكر،،
كان نائم على الفراش عاري الصدر، لتخرج من المرحاض وقد أبدلت ثيابها لثياب عمل وذهبت نحو المرآة وهي تهتف باسمه ولكنه لم يستيقظ صففت شعرها وعدلت ثيابها لتتجه نحوه.
-أمير، قوم ورانا شغل.
نقرت على كتفه عدة مرات لتجده أحاط خصرها بذراعه وألقى بها على الفراش ليهتف بنبرة مزعجة:
-شغل إيه دلوقتي!
رفعت سبابتها في وجهه قائلة:
-الشغل عندي خط أحمر يا أمير.
-بتهدديني!
ارتفع حاجبه الأيسر لتحاول أن تبعده ولكنه لم يتزحزح لتزفر في وجهه بحنق، ابتعد عنها بجسده ليسمح لها بالنهوض كادت أن تنهض لتجده يمسك بكف يدها اليمنى ويجذبها نحوه لتعود له مرة أخرى ليقول:
-بحبك.
تركها ونهض ليتجه نحو المرحاض، بينما هي استلقت على الفراش وهي تنظر للأعلى تردد كلمته ظل يخبرها بها طيلة الليل حتى حينما غفى أصبح يهتف باسمها لفترة قصيرة من الوقت ليظهر شبح ابتسامه على ثغرها انتفضت من مكانها حينما فُتِح باب المرحاض لتتجه نحو المرآة مرة أخرى وتعدل هيئتها التي بعثرها أمير هبطت لأسفل لتجد ملك تتحدث بالهاتف وتبتسم من حين لأخر كانت تقف خلفها تشاهد كيف تتحدث بحياء وخجل مع معتز لتجذب الهاتف منها شهقت ملك وانتفضت من مكانها لتقف أمامها مرتبكة وضعت سماعة الهاتف على أذنها.
-أنتِ يا ملك كائن ملائكي، خايف يطير مني.
عقدت حاجبيها وهي تتعجب من نبرته وحديثه، لتردف قائلة بحدة:
-معتز.
انتفض الأخر من مكانه وأصبح ينظر حوله في كل مكان لعله أخطأ في سماع صوتها ولكنه وجدها تهتف باسمه مرة أخرى، ليجيب ببحة خافتة كادت أن تختفي:
-نعم!
-شغل تليفونات وكلام غريب زي اللي بتقوله ده مش هينفع معايا، تيجي زي الشاطر ونحدد ميعاد فرح غير كدة ممنوع تتصل بملك مفهوم.
أغلقت الهاتف وأعطته لملك لتخبرها أن تذهب وتحضر الفطور لكليهما.
وجدت من يحملها بذراعيه ليتجه نحو المائدة تعجبت كثيرا من معاملته لها في الآونة الأخيرة، لتتساءل بداخلها لما يتعامل على ذلك النحو معها لما يظهر جانبه الجميل أمامها لما يجعلها تتعلق به أكثر؟
وضعت ملك الأطباق أمامهم ليبدأوا في تناولها، صرخت ملك حينما استمعت لصوت زجاج يتحطم من الأعلى، بينما أمير جذب جوليا له وأحاطها بذراعيه لتدلف الحراس من الخارج متساءلين عن هوية تلك الرصاصة التي اخترقت زجاج المنزل.
أمرهم أمير أن يحافظوا على جوليا ليصعد هو للأعلى ليدلف لغرفته ويجد زجاج متناثر على الأرض وظرف أبيض ملقي أرضا التقطه ليقوم بفتحه.
"يشير تأخيرك لكثير من الخطايا لنا أمير، أتسائل عن هويتك الأصلية؟ أأنت من أتيت لهنا مترجيا العمل من أجلنا لتصبح رجلا ذات مال وسُلطة! تخليت عنا أم أغرتك تلك الفتاة بحبها؟
لن أتهاون معك في المرة القادمة تعلم أنني سأتمكن من الوصول لك في كل وقت لا تجعلني أضعك في موضع اتهام، عد لنا حيث موطنك وأثبت لنا ولائك".
مزق الورقة بقوة وعنف لتدلف جوليا للداخل وهي تنظر أرضا لتجد زجاج الغرفة متناثر أرضا وهو يقف على الزجاج يلعن ويسبّ بقوة أخرج هاتفه ليتصل بأدهم ولكن رقمه غير متاح ليلقي بالهاتف على الفراش ويزداد غضبه تقدمت منه جوليا وقبضت على يده قائلة:
-اهدأ، لو في حاجة أقدر أساعدك في.
قاطعها باحتضانه لها لتبادله هي الأخرى، أردف أمير قائلا:
-يلا ورانا شغل.
قبض على يدها وغادر الغرفة ليؤمر ملك أن تنظف الغرفة بحرص وأمر أحد الحراس أن يتبعها للأعلى، كان أمير ينظر في كل الاتجاهات بحرص هو علم بأنه الآن مُحاصر ومُراقب ليجعلها تستقل السيارة ويقودها هو للخارج لتتساءل عن الأمر بقولها:
-هو في إيه؟
-متشغليش بالك، أمر بسيطة هحله.
ابتسم لها لتطمئن وقف أمام الشركة ليهبطا سويا، دلفا للداخل متفرقين ولكن جوليا قررت إعلان زواجهم لتخبرهم أن يجتمعوا سويا فهي ستعلن عن أمر مهم، كان الجميع متلهف لذلك الإعلان لعله يكون في صالحهم تشابكت أصابعها بخاصته ليتعجب كثيرا من حركتها الجريئة للتو لتردف بنبرة ثابتة:
-أنا وأمير تزوجنا.
صدمة كبيرة احتلت ملامحهم ولكن لا يخصهم الأمر ليبدأوا في التهنئة المزيفة لعلها ترضى عنهم، غادرت جوليا مع أمير واستقلا المصعد سويا ومازالت ممسكة بيده لم يعلق كل منهما ذهب لمكتبه.
مرت الأيام وأصبحت جوليا تجد أمير يتصرف بغرابة في الآونة الاخيرة طلب عدد أكبر من الحراس وكان يحيطها دوما بجسده كنوع من الحماية ولا يفارقها إلا للضرورة يعلم بأنها ستكون الهدف من بعده لن يسمح للأمر أن يتم.
كان ينام على الفراش ليجدها جلست بجواره متساءلة:
-ممكن أفهم إيه اللي بيحصل؟
-إيه اللي بيحصل؟
-أمير أنت فاهم كويس أنا بتكلم عن إيه؟ تصرفاتك بقت غريبة.
-دِ طريقتي في التعبير عن الحب، حمايتك.
أعطاها ظهره وحاول النوم ولكن كيف وهي لم تعطيه تلك الفرصة لتسحب ذلك المسدس أسفل وسادته متساءلة عن سبب وجوده بالقرب منه لم يكن يفعل ذلك الأمر في البداية لم تعد تستطيع النوم بسلام.
اعتدل في جلسته وحاول جذب المسدس منها ولكنها رفضت لتصوبه باتجاهه وتجبره أن يخبرها عما يجري.
استطاع أن يجذبه منها باحترافية ليتألم رسغها ترك المسدس بجواره بعيدا عنها وفحص رسغها ليقول:
-حاجة بسيطة مفيش داعي للتمثيل.
جذبها لتنام بين ذراعيه قائلا بجوار أذنها بنبرة خافتة تحمل الكثير من المشاعر:
-بحبك يا جوليا.
تنهد بعمق وهو يحتضنها بقوة لعله يكتفي من عنبرها أو ملامحها أو خصلاتها حتى وإن ظل بجوارها طيلة العمر لن يكتفي منها.
استيقظت صباح اليوم لتبتسم بخفوت وإشراق بهتت عند رؤيتها للفراش خالي وبجوارها ورقة صغيرة تحتوي على اعتذار، لتتسائل بداخلها عما إن كانت حياتها في الآونة الأخيرة حلم كاذب عاشت به وصدقته!!!

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent