رواية جريمة حب الفصل الثاني 2 - بقلم سلسبيل
دلف ذلك الشاب الوسيم إلى شركته لينحني الجميع عند رؤيته احتراما له، فهو له مركزه الكبير الذي يسعى للحفاظ عليه.
تقدم منه المدير الخاص به قائلا:
-أستاذ يوسف الحسابات كلها جاهزة، تقدر حضرتك تطّلع عليها دلوقتي.
أومأ له يوسف ليجلس على مقعده و يبتسم للسكرتيرة الخاصة به التي أتت له ممسكة بقهوته الخاصة.
أشار يوسف للمدير أن يذهب ليجذب السكرتيرة له قائلا بجانب أذنها:
-هنتظرك بليل.
أومأت له ببطء و ابتسامه خبيثة تزين ثغرها لتتركه و تغادر بعد أن تركت الملفات التي بيدها على مكتبه.
عمل ذلك الشاب حتى أتى موعد رحيله لينهض و يجذب متعلقاته حتى يرحل، خطى خارج شركته عدة خطوات حتى وجد رصاصة تخترق صدره بقوة و أخرى في منتصف رأسه لتدل على مهارة ذلك الذي أطلق النيران.
سقط يوسف أرضا و التفت حوله الجميع ليروا ما إن كان حي.
بينما الأخر نهض من موضعه و هو يجمع متعلقاته و التي كانت عبارة عن بندقية من النوع الخاص و النادر استخدامها و وضعها بحقيبتها ليبتسم بخبث و هو يسقط سيجاره أرضًا ليطفئه بقدمه قائلا ببؤس مصطنع:
-يا لسوء حظه!
غادر ذلك المشفى و التي كانت على مقربة من شركة يوسف الذي غادرته الروح قبل عدة دقائق، ليتقدم الإسعاف منه و أيضا بعض أفراد الشرطة ليغادر ذلك القناص و هو يرتدي نظارته السوداء و التي تحجب الأخرون عن رؤيه عينيه والتي لطالما امتازت بالحدة، تقدم من أحد الأشخاص الواقفة تشاهد الحدث ليتساءل عن الأمر قائلا:
-هو بيحصل إيه؟
-ده واحد اتضرب بالنار و محدش عارف مين اللي ضربه، لا حول و لا قوة إلا بالله.
-لا حول و لا قوة إلا بالله.
ابتسم بانتصار و ترك الموقع ليغادر و يستقل سيارته السوداء و التي قام بركنها على بُعد كافي من شركة يوسف الذي نُقل للتو إلى المشفى و تبدأ الشرطة في التحقيق.
__________________________
عادت جوليا إلى منزلها بعدما حرقت المنزل بأكمله، وجدت ابنتها مازالت مستيقظة لتردف:
-إيه اللي مصحيكِ يا جود؟
-خايفة.
اقتربت جوليا من جود لتجذبها نحوها قائلة و هي تنظر بداخل عيناها بكل قوة:
-إياكِ بنت جوليا الساعي مستحيل تخاف.
احتضنت جود أمها، لتحملها جوليا و تصعد لغرفتها لتجد بها ريهام و التي غلبها النعاس أثر ذلك المجهود التي تقوم به طوال اليوم، وضعت جوليا ابنتها على فراشها لتقبّلها بحنية قائلة:
-مفيش حد يقدر يأذيكِ طول ما أمك موجودة هنا و جنبك، فاهمة؟
اومأت جود و هي تبتسم لأمها و كأنها استمدت قوتها من أمها التي لا تقهر، لتتركها جوليا و تدلف لغرفتها تنظر في أرجائها و تتذكر قصي بأفعاله.
ابتسمت جوليا و هي تنظر لتلك الحقائب التي أمرت ريهام بتحضيرها من أجل قصي الذي سيأتي و يأخذها ليغادر ذلك المنزل.
دلفت لتبدل ثيابها و وقفت أمام المرآة و هي تتفقد وجهها و بشرتها، لتفزع و تتراجع للخلف عندما رأت طفلة صغيرة بتلك المرآة تبكي و تتوسل لذلك الذي يقف أمامها.
فاقت من شرودها على صوت قصي الذي كاد أن يهز أرجاء المنزل من قوته، هبطت جوليا لأسفل بكل هدوء قائلة:
-صوتك عشان جود نايمة.
اقترب قصي من جوليا و جذبها من ذراعها ليجد جميع الحراس خلفه و كل منهما يصوب سلاحه نحوه، ليصرخ قصي بوجه جوليا قائلا:
-أنا تمنعيني إني أدخل بيتي! اتجننتِ!
-قولتلك صوتك عشان البنت نايمة.
دفعته جوليا و هي تتفقد ذراعها قائلة:
-دِ المرة التانية صدقني لو قربت خطوة واحدة كمان هنسى أنك أبو بنتي.
اقتربت جوليا منه خطوة لتقول و هي تشير بسبابتها عليه:
-دِ مجرد البداية عشان تعرف تمن خيانتك ليا تساوي كام يا قصي.
جذب يدها له ليمسكها برقة بالغة قائلا بصوت هاديء و دافيء:
-أنا مقدرش أخونك يا جوليا أنتِ مراتي أم بنتي الوحيدة أنا بحبك يا جوليا، سامحيني يا ج.
ابتعدت عنه جوليا لتشير إلى نفسها قائلة بابتسامه سخرية من حديث قصي:
-أنا أسامحك!
-أنا مبسامحش يا قصي و أنت عارف كويس تمن خيانتي بيبقى إيه ولكني هعمل حساب لبنتي اللي نايمة فوق.
تركته جوليا لتقول بعدما أعطته ظهرها لتقول:
-ابقى ابعت حد يأخد شنطك لأنه ملكش مكان هنا من النهاردة.
غادرت جوليا لتصعد إلى غرفتها و تغلق الباب خلفها و هي تقول في نفسها:
-لقد فعلتيها.
ذهبت جوليا إلى فراشها لتنام عليه بعمق لأول مرة منذ زواجها بقصي.
على الجهة الأخرى،،
دلف معتز إلى منزله و هو يدفع هالة أرضًا، تراجعت هالة للخلف و هي تبكي قائلة:
-معتز أنت مصدقها! مصدقها و مكدبني أنا و أخوك!
هبط معتز لمستوى هالة ليجلس كالقرفصاء قائلا بهدوء مريب زاد خوف هالة:
-أنتِ تخرسي و مسمعش صوتك.
-أنتِ أحقر بني أدمة شوفتها في حياتي، أنتِ و أخويا جوليا مش بتكدب يا هالة و مش محتاجة تكدب عارفة ليه؟
-لأنها مش واحدة رخيصة زيك، مش بتخترع القصص عشان تضحك على جوزها.
ليصفعها معتز بقوة على وجنتها، لتصرخ هالة و هي تبكي فهي على وشك خسارة كل ما تملكه و أولهم زوجها الذي لطالما أحبّها.
اقتربت منه هالة و هي تقول:
-طب طب أنا أسفة تعالى نفتح صفحة جديدة عشان خاطري يا معتز، صدقني محصلش حاجة بيني و بينه نهائي.
نهض معتز و هو يجذبها من شعرها ليذهب بها إلى إحدى الغرف ليلقيها بها و يغلق الباب عليها قائلا:
-هنشوف الموضوع ده بعدين يا.
ليكمل حديثه بنبرة تحمل السخرية:
-يا هالة هانم.
تقدم معتز من الخادمتين اللتان كانا يقفن بارتباك و خوف، ليردف بحدة و هو يوجه أوامره لهما:
-محدش يقرب من الباب ده و لا حتى تعبروها.
غادر معتز الفيلا و هو يشعر بالحمل الثقيل على قلبه، فكيف استطاعت أن تخدع قلبه و تطعنه برجولته بذلك القدر و ليس هي فقط بل أخاه الذي طعنه في شرفه دون تفكير بما سيحدث لاحقا.
ذهب معتز لإحدى الأماكن الفارغة نسبيا ليصرخ بقوة تدل على ما يعتري قلبه، فهو تعرض للخيانة من قِبل أخاه و زوجته كيف يمكنه تخطي ذلك الأمر.
على الجهة الأخرى،،
جلست سمر بجانب زوجها و هي خائفة على أبنائها، فقد خُرِبت بيوتهم في لحظة لتنظر لزوجها و تقول:
-أحنا هنفضل كدة يا علي! أحنا لازم نطمن عليهم.
ابتسم علي بسخرية قائلا:
-و هو مين اللي عمل كدة؟
أردفت سمر بحدة و هي تلوم جوليا بكل ما حدث:
-أكيد جوليا هي اللي بوظت بيتها و خربته لا و كمان خربت بيت معتز.
-طب و ابنك اللي كان على علاقة بخدامتك!
-طب و ابنك اللي طعن أخوه في ضهره و كان برضو على علاقة بمراته!
-طب ابنك اللي خان مراته و خرب بيته و ضيع بنته!
-طب.
-بس كفاية كفاية، كفاية يا علي.
نهضت سمر لتترك علي نادما على زوجة ابنهُ معتز؛ فهي ليست مثال للزوجة المخلصة، تنهد علي بعمق و هو يدعو ربه أن يصلح حال ابنه معتز الذي لطالما سعى لرضا والديه، وزوجته، وأخاه الذي لطالما سعى لرضا الجميع ولكنه دوما المظلوم.
وقفت سمر بالشرفة و هي تدعو ربها ألا تخرب بيوت أبنائها، فهي لم تلد سواهما و لا تتمنى لهم الأذية أبدا حتى ولو كان أحدهما مخطيء بحق الأخر لا تستطيع أن تكرهه.
____________________________
أتى صباح جديد على أبطالنا، لتنهض جوليا في ميعادها فاليوم ستذهب لشركة قصي هي ليست ملكه وحده فهي أيضا تمتلك منها أسهم، لتدلف إلى المرحاض و تخرج تبدل ثيابها لبدلة رسمية باللون الأسود حتى أنها اختارت الحذاء من نفس اللون لتبدو امرأة تمتلك هيبة قوية بـِ طلتها تلك.
غادرت جوليا غرفتها لتهبط لأسفل حيث مائدة الطعام لتجد ابنتها بانتظارها، لتجلس جوليا بمكان قصي لتترأس المائدة لتتعجب جود و تسأل أمها عنه:
-هو فين بابا؟
توقفت جوليا عن الطعام لتترك ما بيدها و تنظر لابنتها و تقول:
-حبيبتي بابا مش هيعيش معانا لفترة.
-ليه؟
-بعدين هقولك، بس حاليا روحي مدرستك و أنا هروح شغلي.
-بس أنا عايزة أعرف دلوقتي.
نظرت لها جوليا بحدة لتردف بنبرة هادئة على عكس ذلك الغضب و النيران التي تشتعل بعينيها:
-جود اسمعي الكلام.
تنهدت جود لتكمل طعامها و كذلك جوليا التي غادرت المنزل بعد أن ودعت جود، ليفتح لها السائق الباب الخاص بها لتستقل جوليا السيارة.
توقف السائق أمام مقر الشركة لتهبط وعلى وجهها علامات الجمود فهي لم تبدأ انتقامها بعد.
لتجد من تجري نحوها و تقبّل يدها قائلة:
-جوليا هانم أبوس إيدك، أبوس إيدك انجديني أرجوكِ.
جذبها الحارس بعيدا عن جوليا التي نظرت لها ببرود و تركتها لتصعد إلى مكتبها، لتصرخ هند قائلة:
-أرجوكِ احميني أرجوكِ.
بدأت جوليا في عملها، لتنتهي منه بعد قليل و ترتاح لعدة دقائق رأت أن هند مازالت متواجدة أسفل الشركة من شرفتها لتجذب الهاتف و تتحدث إلى حارسها قائلة:
-طلعها السطح.
تركت جوليا مكتبها لتغادره و تجد السكرتيرة الخاصة بها تقف لتشير لها جوليا أن تجلس مرة أخرى، لتستقل المصعد و تذهب لسطح الشركة.
بدأت جوليا في رؤية المدينة من سطح شركتها، فهي كانت تقف على سور الشركة و التي كانت على وشك السقوط بمجرد أن تخطو خطوة واحدة للأمام ابتسمت جوليا عندما استمعت لخطوات الحراس و هند تقترب من السطح لتظل على حالها.
-جوليا هانم.
أشارت له جوليا بسبابتها أن يتوقف عن الحديث، لتردف و تقول و هي توجه حديثها لهند:
-تعالي.
اقتربت هند من جوليا و هي ترتجف من الخوف، لتشير لها جوليا أن تصعد على السور هي الأخرى لتنفذ ما تؤمرها به و هي على أمل أن تنقذها من بطش قصي فهو بالتأكيد سيقتلها بعدما علم الجميع بعلاقتهما سويا.
وقفت هند بجانب جوليا التي كانت تنظر للأمام بكبرياء، فهي الآن تقف بجانب خادمة اختارها زوجها ليقضي بعض الوقت الممتع معها لتبتسم بسخرية فكيف يمكنه أن يفضل خادمة عليها فهي ليست مجرد فتاة إنها امرأة يهابها الجميع و يتمناها.
-اتكلمي سمعاكِ.
أردفت هند بارتجاف و خوف لتقول:
-و الله يا هانم قصي باشا هو اللي أغراني و كان بيتحرش بيا قبل كدة.
-و أنا و الله رفضت كتير و قولتله جوليا هانم يا باشا مينفعش و مكنش بيسمع كلامي.
ضحكت جوليا لتتوقف هند عن الحديث، لتشير لها جوليا أن تستمر و هي تردف:
-معلش بحاول أصدق كدبتك.
بدأت هند في البكاء لتقول بصوت باكي:
-أرجوكِ احميني أنا و ابني، أرجوكِ أنتِ ست الناس كلهم بس أرجوكِ متأذنيش أنا و ابني و لا تخلي حد يقربلنا.
ضحكت جوليا على حديث هند المضحك بالنسبة لها، لتتوقف عن الضحك و تعود إلى جمودها حينما نطقت هند بأخر كلماتها:
-اعتبريه زي بنتك جود.
لتشهق هند حينما وجدت جوليا تطبق كف يدها على عنقها و هي تخنقها، لتجعلها تقف أمامها و بينها و بين السقوط خطوة واحدة.
لتردف جوليا ببرود و نبرة أخافت هند للغاية:
-أنا بنتي تتساوى بابنك اللي في بطنك نتيجة علاقة غير شرعية!
-الجنون أنك تفتكري إني ممكن أسمح إن بنتي يكون ليها أخ غير شرعي، أو حتى ابن من أم غيري.
-أنا مبسامحش اللي بيخوني و أنتِ خونتيني يا هند استحملي نتيجة خيانتك ليا.
نظرت هند لأسفل بذعر و عادت بنظرها لجوليا التي كانت تنظر لها ببرود نابع من داخلها لتقول:
-قدامك حلين، لاما تعيشي لوحدك أو تموتي أنتِ و ابنك.
بكت هند لتضع يدها على بطنها المنتفخة قليلا، لتردف جوليا بملل و تقول و هي تفلت هند:
-بكره البنات الضعاف زيك.
لتصرخ هند و هي على وشك السقوط لتمسك جوليا بيدها و كادت أن تسقط هي الأخرى لتصرخ بحراسها الذين تدخلوا على الفور لينقذوا سيدتهم و أيضا هند التي كانت تبكي بهستيرية لتقول:
-ارحميني.
-اللي بيرحم ربنا مش أنا.
غادرت جوليا و هي تؤمر حراسها قائلة:
-خدوها لأقرب مستشفى و خليها تجهز لعملية الإجهاض.
صرخت هند بقوة و هي تحيط بطنها و تقول:
-أرجوكِ ارحميني، أرجوكِ أنا جيت تحميني أرجوكِ ابني ملهوش ذنب ملهوش ذنب بحياتكم أرجوكِ.
استقلت المصعد و هي تمسح على جبينها فهي تشعر ببعض الألم يجتاح رأسها ربما من كثرة التفكير لتخرج من المصعد و تؤمر أحد الموظفين:
-ابعت كوباية شاي لمكتبي.
عادت جوليا إلى منزلها لتجد قصي يحتضن ابنته و يقبّلها، لتردف جوليا و تقول:
-جود اطلعي على أوضتك.
-عايزة اقعد مع بابي يا مامي.
هتفت جوليا باسم ريهام بصوت مرتفع، لتأتي ريهام على الفور و هي خائفة من أن تثور جوليا بوجهها لتردف بخفوت:
-نعم يا هانم؟
-خدي جود على فوق.
اومأت ريهام لتقترب من جود التي نظرت لجوليا بغضب، ليردف قصي قائلا:
-متخافيش يا حبيبتي، اطلعي أنتِ دلوقتي.
صعدت جود للأعلى مع ريهام و هي تبكي لتحاول ريهام تهدئتها، بينما جوليا نظرت لقصي بحدة ليبتسم وينهض وهو يضع يده بجيب بنطاله ليقول:
-شبهك بالظبط.
تركت جوليا حقيبتها و هي تردف بابتسامه:
-أنت فاكر أنك قدرت تدخل لهنا من غير أذني!
-تبقى غلطان يا قصي.
اقترب قصي من جوليا ليرفع يده لوجنتها ولكنها دفعت يده بقوة قائلة:
-طلقني يا قصي.
-طلاق مش هطلق يا جوليا، و متخلنيش أقلب على وشي التاني.
-أنت أخرك الكلمتين اللي بتقولهم دول، أنت ولا تقدر تعمل حاجة يا قصي.
ليجذب شعرها له بقوة قائلا بغضب:
-أنتِ إيه! ليه مُصِرة على الدمار؟
-فكري في بنتك شوية، فكري في حياتنا، فكري في شغلنا، متبقيش أنانية و تفكري في نفسك.
-واضح أنك اتعودتي على قصي الكيوت اللي مدلعك يا هانم، لا فوقي فوقي أنا قصي الأدهم أنا اللي رفعتك سابع سما أنا اللي عملتك يا جوليا.
ليدفعها لتسقط أرضًا لتنظر جوليا إلى الأرض و ترفع يدها على شعرها لتتفقده بهدوء، ليشعر قصي بالخوف حينما رفعت عينيها له؛ فهي تبدو مخيفة للغاية و خاصةً في ذلك الضوء الخافت لتنهض و هي تزيل الغبار عن ثيابها قائلة:
-بسأل نفسي إذا كان ده ردة فعلك و احتمال تجيلك جلطة من أول ضربة، اومال باقي الضربات هيبقى حالك فيها ازاي؟
نظر لها بدهشة كبيرة فمن أين جلبت هذا البرود، إنها مخيفة حد اللعنة كيف يمكنه الصمود أمامها هكذا.
تخطته جوليا لتجلس على الأريكة واضعة قدم فوق الأخرى قائلة بابتسامه جعلته يقسم بداخله أنه تزوج بمجنونة.
-لو عايز تحافظ على مركزك أخرج من الباب ده لوحدك بدل ما رجالتي تخرجك.
-هخرج يا جوليا ولكن أنتِ اللي هتندمي، و هأخد بنتي مستحيل أسيبها مع مريضة زيك.
تركته جوليا لتصعد لأعلى حيث غرفتها لتجد ابنتها جود التي كانت تحطم ما تقابله يدها لتصرخ بوجه جوليا حينما رأتها:
-هتطلقي أنتِ و بابي!
أشارت جوليا لريهام حتى تغادر الغرفة، لتقترب جوليا من ابنتها التي كانت ممسكة بقطعة زجاج في يدها لتجذبها منها بهدوء و تهبط لمستواها لتزيل ذلك الغبار الوهمي المتعلق بثياب ابنتها لتقول بهدوئها المعتاد:
-أنتِ بنت جوليا هانم مش عايزة أشوف دمعة واحدة منك سواء على شخص يستاهل أو لا.
لتزيل دموعها المتعلقة على وجنتيها و تكمل حديثها:
-اللي بيني و بين بابي متدخليش فيه يا جود، الأهم من اللي بيني و بين بابي أنك تعرفي إني جمبك و إني مش هسيبك أبدا و إن أي حاجة بعملها بفكر في مصلحتك قبلها.
لتهدأ جود أثر كلمات أمها، لتقترب منها و تحتضنها لتنام بأحضان أمها لتحملها جوليا حيث فراشها لتجعل جود معها الليلة.
ليأتي صباح جديد يحمل أحداث جديدة.
كان نائما عاري الصدر بإحدى ممتلكاته، لينهض و يذهب إلى مرحاضه حتى يأخذ حماما دافيء يريح عضلات جسده.
غادر المرحاض ليبدل ثيابه إلى بنطال و قميص يبرز عضلاته، ليبدأ في قيام بعض التمارين الرياضية الخفيفة لينهض بعدها و يمسك هاتفه و هو يحضر فطور خفيف لأجله.
رُسلت له رسالة ليفتحها و يجد بداخلها صورة لإحدى الشخصيات و رسالة أخرى مضمونها بيانات ذلك الشخص.
ليرسل ذلك الشاب رسالة مضمونها"حسنا، خمسمائة".
ليجيب الاخر عليه برسالة مضمونها" جاري التحويل"
ابتسم ذلك الشاب و حقا يبدو و كأنه يمتلك أجمل ابتسامه على الإطلاق بالرغم من بساطتها.
غادر شقته بعد أن التقط متعلقاته ليذهب إلى جراج قريب من العمارة ليستقل دراجة نارية بدلا من سيارته اليوم.
ليتعالى رنين هاتفه و يضع سماعة لاسلكي بأذنه ليجيب على المكالمة:
-أمير.
ابتسم أمير حينما استمع لصوت معشوقته:
-حبيبة أمير.
-اتأخرت عليا أوي.
-أسف ولكن الشغل كتير، المهم طمنيني إيه أخبار علاجك؟
-كويس، الدكتورة طمنتني و قالت إني قريب هتعافى.
-و أنا في أقرب وقت هأجي ليكِ.
-خلي بالك من نفسك يا سديم.
أغلقت المكالمة، ليقف أمير على بُعد من إحدى المنازل لينتظر هبوط أحدهم و الذي كان مطابقا لتلك الصورة التي بحوزته، ليظل هناك منتظرا اللحظة المناسبة للقبض على الفريسة.
على الجهة الأخرى،
كانت ريهام تحاول أن توقظ جود ولكن جوليا استيقظت بدلا منها لتتأسف ريهام على الفور لتبرر قائلة:
-كنت هنا بصحي جود هانم أسفة.
أومأت لها جوليا لتبدأ هي توقظ جود التي فتحت عينيها لتبتسم حينما رأت أمها، ابتسمت لها جوليا و هي تردف لتقول:
-قومي يلا عشان المدرسة.
نهضت جوليا لتؤمر ريهام و تقول:
-نضفي الاوضة بعد ما جود تروح مدرستها.
اومات لها ريهام لتساعد جود، بينما جوليا ذهبت للمرحاض لتنظر إلى انعكاسها بالمرآة لترفع يدها إلى شعرها حيثما جذبها قصي، لتعدل خصلات شعرها القصيرة و الكثيفة.
خرجت جوليا لتبدل ثيابها و التي كانت ثوب باللون الأحمر يصل لبعد الركبة قليلا.
لتغادر جوليا غرفتها و هي تلتقط هاتفها الذي تعالى رنينه لتجيب عليه:
-جوليا هانم الدكتور منتظر موافقتك.
-أنا جاية في الطريق.
غادرت جوليا المنزل و هي تستقل سيارتها ليقود السائق حيثما أخبرته جوليا التي بدأت في تفقد هاتفها قائلة لنفسها:
-إنها فقط البداية.
توقف السائق أمام المشفى، لتهبط جوليا و تدلف إلى المشفى متوجهه إلى غرفة أحد الأطباء التي تعاملت معهم من قبل.
لتجد حارسها يقف أمام غرفة الطبيب لتدلف هي إلى الداخل و خلفها حارسها.
-أهلا و سهلا بمدام جوليا.
-حالتها إيه؟
-انهيار تام.
لتنظر جوليا إلى الأمام مردفة:
-تمن خيانتها.
-المهم نفذ النهاردة، و هيتحول لحسابك المبلغ اللي اتفقنا عليه.
-هتخلصي عليها.
ابتسمت جوليا لتقول و هي تنهض:
-أنا مش بحط إيدي في الأمور دِ.
-أنا عندي ألف طريقة لموتك غير الموت.
تركته جوليا و هي تفكر في الخطوة التالية، فهي ستنتقم منهم جميعا ستتفرغ لهالة بوقت لاحق، فهي كانت تنتظر لتلك اللحظة التب ستذيقها من العذاب ألوان.
ذهبت جوليا إلى مقر الشركة لتجد بها قصي و الذي كان يتحدث لمدير الشركة لتدلف جوليا إلى غرفة مكتبه دون الطرق عليها لتقول:
-تقدر تتفضل يا أستاذ حاتم.
نقل حاتم بصره بين كلا من قصي و جوليا، ليشير له قصي أن يغادر لينحني لجوليا و يغادر لتغلق جوليا الباب خلفها و تقترب من قصي قائلة:
-ورق الطلاق وصلك؟
أردف ببرود وهو ينظر لذلك الورق أمامه:
-أه وقطعته.
قام بتمزيق الورق لأشلاء أمامها ليبتسم ببرود قائلا:
-أنا كاللعنة.
اقتربت منه لتميل عليه بجسدها قائلة بجوار أذنه بهمس وصوت هاديء رزين:
-عنادك مش هيزود غير أعداد الموتى.
غادرت جوليا الشركة لتذهب إلى منزل أمها جويرية، دلفت جوليا للغرفة لتجد أمها تشاهد التلفاز بينما الخادمة التي جلبتها بالمطبخ تعد طعام الغداء.
قبّلت جوليا يد أمها لتجلس بجانبها و هي تطمئن عليها و على حالها، لتردف جويرية تقول:
-الحمدلله بخير، أخبارك أنتِ و جود و جوزك؟
-الحمدلله كويسين يا حبيبتي متشيليش هم.
ابتسمت جويرية لابنتها لتعود و تشاهد التلفاز، نهضت جوليا لتذهب إلى المطبخ و ترى الفتاة التي جلبتها كيف تبدو لتجد طفلة لم يتعد عمرها الثامنة عشر عاما لتتعجب، فهي صغيرة.
حمحمت جوليا لتنتفض الفتاة بذعر و تقول:
-مين!
تداركت الموقف فهي قد رأت جوليا عدة مرات بتلك الصور المتعلقة على الحائط لتردف:
-ست هانم أسفة.
أومأت لها جوليا لتتقدم منها و تسأل عن اسمها، لتجيب الفتاة و هي تنظر أرضا:
-ملك.
ربتت جوليا على كتفها لتغادر المطبخ، فهي اطمأنت على أمها قبّلت رأسها لتغادر و وجدت عيسى بانتظارها بالأسفل.
-عايزة كل معلومات عن البنت اللي فوق.
-هي جاهزة يا هانم مع مسعود أول ما أشوفه هطلبها منه لأنه هو اللي جابها.
أومأت جوليا لتستقل السيارة و تؤمر السائق أن يقود نحو المنزل، ليقود السائق إلى المنزل ولكن أثناء قيادته لا يعلم ما حدث له ليصطدم بسيارة أخرى بقوة جعلت جوليا تصطدم هي الأخرى بالمقعد أمامها ومن ثم اصطدمت بالزجاج بجوارها.
.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية