رواية جريمة حب الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم سلسبيل

   

رواية جريمة حب الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم سلسبيل

 
___________________________
صعد للأعلى وخلفه جوليا ليجد أخته أرضا وأمامها الممرضة تضربها ليقوم ليدفعها بقوة ويهبط لأخته يساعدها على الوقوف بينما هي كانت تبكي والدماء تنزف من شفتيها، نهضت الممرضة لتخلع زيّها الرسمي وتقف أمامه مستعدة للقتال يبدو بأنهم أرسلوا فتاة متدربة ليقترب منها ولكنها ضربته بقدمها في وجهه ليبدأوا في معركة قوية ومؤلمة للطرفين إنها ليست فتاة عادية وضعيفة بل يبدو أنها تدربت كثيرا حتى تصل لذلك المستوى.
اقتربت جوليا من سديم لتهبط لمستواها وتقوم بمساعدتها لتجعلها تجلس على مقعدها مرة أخرى، كانت تنظر لكل من أمير والممرضة يبدو بأنها تتغلب عليه وتحاصره لتتقدم جوليا منهم وتجذب ذلك البرواز المُعلق على الحائط لتقوم بضربها به على مؤخرة رأسها ولكنها لم تتأثر حقا!
تراجعت جوليا للخلف كان أمير يشعر بالألم لينهض ويجذبها من شعرها ولكنها ضربت جوليا بقدمها لتسقط أرضا، قبض أمير على عنقها بقوة بدأت تختنق ولكنها أخرجت تلك السكين لتجرحه في صدره تراجع أمير لتركض تلك الفتاة لخارج المنزل.
تألم أمير ليسقط أرضا بينما جوليا سقطت أرضا ولم تقف مرة أخرى أثر ألم قدميها، اقترب أمير من أخته التي تبكي ليقف أمامها على ركبتيه وقام بإزالة تلك الدماء وأيضا عَبراتها ليردف قائلة:
-متخافيش.
تراجع ليستند على الحائط بجوارها وهو يتألم من جرحه لتتقدم جوليا منه وهي تردف قائلة:
-اخلع ثيابك.
نظر لها بدهشة لتقوم بفك أول زر لقميصه ولكنه ابتعد عنها وهو يقفله مرة أخرى قائلا:
-حقا! أتعنين الأمر؟
أومأت له برأسها لتحاول فكه مرة أخرى ولكنه دفع يديها بعيدا ليقول:
-التوقيت ليس مناسبا، الآن؟
-لما تختارين الوقت الغير مناسب.
استند على الحائط لينهض ووجدها تقف أمامه لتردف وهي تقوم بفك الزر مرة أخرى:
-لما لا تريد؟
وضع يديه على شفتيه وتعتلي ملامحه الدهشة ليردف:
-لم أعلم بأنكِ بذلك الإنحراف!
نظرت له لتفهم الآن مقصده وتشهق بقوة، ابتعدت عنه على الفور أحقا هذا ما جال بخاطره يا له من فاسق لتضغط على جرحه بقوة ألمته لتقول:
-يبدو بأن الإنحراف يجرى في دمائك بكثرة.
بالرغم من بكاء سديم ألا أنها ضحكت بقوة عليهم، لتطالعها جوليا بحدة نظرت سديم أرضا بينما هو كان يتألم من ضغطها على جرحه ليفهم ما كان مقصدها للتو.
قام بخلع قميصه وجلس على الأريكة لتتقدم منه سديم وهي قلقة على أخيها بينما جوليا كانت ترى مدى عمق الجرح لتقول:
-مش محتاج مستشفى.
أردفت سديم وهي تشير نحو غرفة بالجوار:
-يوجد بداخل تلك الغرفة علبة إسعافات.
أومأت لها جوليا لتذهب للداخل وتجلب علبة الإسعافات الأولية، بينما أمير كان يربت على قدم سديم بحنية وهو يطمئنها ويخبرها بأن ليس هناك ما تخاف وتقلق بشأنه.
وضعت العلبة أمامه وجلست بجواره على الأريكة ولكنها لم تتحرك نحوه لكي تعالج جرحه ليتعجب من تصرفها ويردف متساءلا:
-مش هتعالجيني؟
عقدت حاجبيها لتقول:
-جوزي، ابني، أبويا، صاحبي؟
تقدمت سديم من أمير لتقوم هي بتعقيم جرحه، فهي كلما كانت تُصاب بجرح أو خدش كانت تعالجها الطبيبة وتعلمها أساسيات الإسعافات الأولية فهي على ذلك الحال منذ عدة سنوات لذا لديها خبرة لا بأس بها.
كانت تعقم جرحه وتعالجه لتهبط دموعها على وجنتيها قائلة:
-تبدلت تلك الممرضة منذ شهر وكانت تعاملني على غير الممرضة الأولى وحينما تساءلت عن سبب تغيير الممرضات أخبرتني بأن الممرضة الأولى مريضة لذا لن تتمكن من الحضور والطبيبة في سفر لذا لن تعود خلال تلك الأيام، ودوما كانت تسألني عنك أنت وأدهم حتى لمعت عينيها حينما وجدتك تأتي لهنا وحينما دلفت أنت وجوليا للداخل كانت تريد الدخول حاولت منعها ولكن.
صمتت لترتعش يديها ويزداد بكائها، كاد أن يحتضنها ويربت عليها حتى وجد جوليا تأخذ القطن لتكمل تعقيم بدلا منها ابتسم لها أمير ليقول:
-حسنا، سديم.
-لا بأس أنا هنا بجوارك.
-ولكني شعرت بالعجز.
توقفت جوليا حينما وجدته يمسك يدها ليوقفها عن العمل وتقدم من أخته ليقف على ركبتيه أمامها ويقبّل وجنتها قائلا:
-لا تقلقِ، ستتحسنِ عما قريب.
-اذهبي لترتاحي بالداخل.
أومأت له لتجر مقعدها وتذهب للداخل حيث غرفتها بينما هو جلس أمام جوليا مرة أخرى التي أكملت تعقيم الجرح ومعالجته لتتركه وتذهب للمرحاض التي رأته حينما دلفت لهنا لأول مرة.
عاد رأسه للخلف وهو يشعر بالتعب لينام بمكانه من شدة إرهاقه، بينما هي كانت تغسل وجهها عدة مرات بالمياه لعلها تشعر ببعض الراحة ولكن الألم كان يغزو قلبها أخرجت هاتفها لتطمئن على ابنتها ولكن الهاتف مغلق لذا أغلقت هاتفها واستندت على الحوض أمامها لتأخذ شهيق وزفير كانت تعلم ما يقصده وما يريد إخبارها به، ولكن هي إنسانة لا تصلح للحب؛ إنه يطلب منها شيء لا تملكه.
خرجت من المرحاض لتجده غفى بمكانه لتنظر حولها وتجد المكان بأكمله محطم لتحاول تنظيفه بقدر إمكانه وقامت بجمع الزجاج المتناثر أرضا حتى لا يُصيب أحد وأعادت ترتيب كل شيء.
لتذهب لتلك الغرفة بحقيبتها وتختار ثياب نظيفة وأكثر راحة لتغفو على الفراش من شدة تعبها هي الأخرى.
___________________________
كان معتز يقف أمام قصي الذي أتى لمنزله حينما علم بوجود جود عنده، أردف معتز قائلا:
-ملكش بنات هنا يا قصي.
-ابعد يا معتز بقولك.
-قولتلك ملكش بنات هنا، أنا مش هسمحلك تستخدمها طُعم لجوليا.
-وأنت مالك؟ كنت أبوها.
-أنا عمها وبحميها من طيش أبوها، عندك مانع؟
-وأتفضل اطلع بره بدل ما أطلب البوليس ليك.
-وهتقولهم إيه!
-أنت مش مكسوف من نفسك! والدتك لسة متوفية من كام يوم وأنت عايز تنتقم من جوليا لكونها خدت منك البنت.
-وأنت متعرفش الحقيقة!
-جوليا هي اللي قتلت أمُنا وأنت فاكر هي هربت وسابت البنت عندك ليه؟
-عشان متثبتش التهمة عليها، بس أنا ورحمة أمي لأخليها تعترف وبنفسها وهقدمها للنيابة يا معتز.
شعر معتز بصحة كلامه، ليتساءل بداخله لما قررت السفر المفاجيء وترك ابنتها عنده أحقا هي المسؤولة عن وفاة أمه مثلما أخبره ذلك المختل؟
-جود أمانة عندي يا قصي ووجودك هنا مش هيخليك تأخدها.
غضب قصي ليهتف باسم جود كثيرا ولكنها لم تأتي له؛ لأنها لم تكن تتواجد بداخل المنزل فأخذتها ملك ورحلت كما أخبرتها جوليا أن تفعل إن علم قصي بوجودها لدى معتز تأخذها وترحل بعيدا عنهم.
كانت تجري ملك وهي ممسكة بيد جود لتستقل سيارة أجرة وتخبره بعنوان ليذهب له.
أتت الخادمة على الفور وهي تقول:
-البنت مش هنا.
نظروا لبعضهم البعض ليجروا جميعا يبحثوا عنها في المنزل بأكمله ليتساءل معتز عن ملك وتجيبه الخادمة بقولها:
-برضو مش هنا.
ليغضب قصي ويقول بنبرة مرتفعة:
-لو بنتي ضاعت هقتلك يا معتز.
جرى للخارج ليبحث عنها بينما معتز شعر بأنه طُعِن من كلٍ من جوليا وملك.
على الجهة الأخرى،،
توقفت ملك أمام ذلك المنزل والذي تمتلك مفتاحه لتذهب نحوه وبيدها جود التي تساءلت عن سبب هروبهم لتخبرها ملك:
-أمان ليكِ.
فتحت باب المنزل ليدلفوا سويا وتجد بداخله العديد من الصور لجوليا وهي صغيرة كم كانت بريئة والبسمة لا تفارق وجهها، وشفتيها يا لها من فتاة محظوظة لديها كل ما تمتلكه عائلة، مال، جمال، صحة ولكن التعاسة كانت من نصيبها.
ابتسمت جود وهي تدور حولها لتقول:
-مامي كانت حلوة أوي.
ابتسمت ملك لجود ولكنها استمعت لصوت قوي من خلفها يتساءل عن هويتها وسبب وجودها، التفتت ملك له لتجده البواب الذي أخبرتها جوليا عنه لتقول ملك:
-أنا ملك ومعايا بنت جوليا هانم جود.
-وأنا أعرف منين بقى أنه أنتِ ملك!
-مش جوليا هانم كلمتك؟
-وقالتلي إنك معاكِ مفتاح الفيلا وريني.
أخرجت له المفتاح ليراه ليومأ لها ويرحب بهم كثيرا وينظر لجود ليقول:
-نورتِ البيت يا جود هانم.
أومأت له جود وهي تمسك بثياب ملك، ليتساءل:
-محتاجين حاجة أجيبها؟
-شوية طلبات كدة.
أومأ لها وذهب لشراء ما طلبته منه، بينما كل من ملك وجود قاموا بتنظيف المنزل سويا.
___________________________
نهضت من مكانها لتزغرط بقوة وفرحة، بينما هو كان يشعر بالحرج منها ومن تصرفاتها فهو أخيرا تجرأ وتقدم لطلب يديها من ولي أمرها.
شعرت ريهام بأنه سيغشى عليها من شدة فرحتها وصدمتها في آنٍ واحد فقد تقدم حامد لخطبتها وتحدث إلى والدتها التي رحبت بالأمر كثيرا، فهي أتت عدة مرات لمنزل جوليا ورأت أخلاقه الحميدة لذا وافقت حينما شعرت بفرحة ابنتها واتفقا على ميعاد الخطبة.
__________________________
كان يهتف باسمها بخفوت حتى انتفض من مكانه يبدو أنه كان يحلم بكابوس، نظر حوله ليجد المكان نظيفا ولكن لا أحد هنا بجواره.
نهض ليتفقد المكان بأكمله وجد أخته نائمة بفراشها ولكنها استيقظت حينما هتف أمير باسم جوليا.
-إلى أين ذهبت؟
-لا أعلم.
ذهب أمير للغرفة الثانية ليجدها بداخل الغرفة نائمة على الفراش بعشوائية من كثرة إرهاقها تنفس الصعداء حينما وجدها مازالت هنا ليغادر الغرفة ويخرج هاتفه ليتصل بأحدهم يعلم منه من تلك الفتاة ومن أرسلها لأخته؛ فلا أحد يعلم بمكان أخته سوى القليل وقام بعدها بطلب طعام لهم.
جلسا سويا في الشرفة لتتحدث سديم مع أخيها بالإنجليزية؛ فهي اضطرت لتعلم اللغة حتى تتمكن من التواصل مع الأخرين لذا اعتادت على تلك اللغة.
-ما التالي؟
-لا أعلم بعد، جوليا ا.
قاطعته أخته حينما رأتها قادمة نحوهم لتقول:
-يبدو أنها استيقظت.
جلست جوليا في الشرفة بجوار أمير لتتساءل:
-امتى هنمشي؟
-عايزة أحجز تذكرتي.
-قريب لما اطمن على سديم.
-أنا سايبة جود طول الفترة دِ مش هقدر أسيبها أكتر من كدة.
-الأكل وصل.
تركها ونهض ليحاسب صاحب التوصيل ويأخذ الطعام منه ليضعها أمامهم ويبدأوا جميعا في التناول لتقول سديم:
-تبدو وكأنكم حديثي الزواج.
سعلت جوليا بقوة بينما أمير ابتسم لأخته البالغة من العمر ثلاث وعشرون، قدم لها بعض المياه لترتشف منها وتضعها مرة أخرى وتكمل تناول طعامها.
بعد فترة،،
غمز أمير لسديم لتستأذن وتغادر وتتركهم بمفردهم، كانت شاردة الذهن حتى أفاقت من شرودها حينما وجدته يميل نحوها بوجهه لتبتعد عنه متساءلة:
-في إيه؟
-يبدو إنك جاهلة.
عقدت حاجبيها وكادت أن تتحدث حتى قاطعها بقوله:
-جوليا أنا عايز أتجوزك.
أصبح الأمر واضحا كوضوح الشمس لا مفر الآن منه، حاولت التحدث ولكن يبدو أن الكلام علق صمت دام لدقائق يحاصرها بعينيه، بينما هي تحاول الهرب منه ومن طلبه لتحاول النهوض ولكنه أعادها مرة أخرى للمقعد قائلا:
-مفيش مفر.
ابتلعت لعابها وكادت أن تتحدث ولكن اختفت الإضاءة، كاد أن يتحرك من أمامها يلعن الضوء بداخله ولكنه وقف كالصنم حينما وجدها تتشبث به بقوة شعر بأنه ملك الحياة بأكملها من خلال احتضانها له ليرفع ذراعيه يحاوطها بهم ولكنه وجد جسدها يرتجف ليتساءل بداخله أحقا تخاف من الظلام يبدو بأنه سيستغل تلك النقطة.
حاول المغادرة حتى يرى الضوء ولكنه وجدها تتشبث به مرة أخرى قائلة بخوف:
-متسبنيش.
جذبها من شعرها بقوة ليدفعها أرضا لداخل تلك الغرفة المظلمة بعدما انتهى من فعلته بها لتزحف لأخر الغرفة بخوف وضعف وتجلس بزاوية الغرفة تضم ساقيها نحوها وترتجف من شدة الخوف تبكي على حالها وما حدث بها ليستمر الحال لعدة أيام حتى فُتِح الباب وظهر نور قوي كاد أن يعميها.
شهقت بقوة حينما فتحت عينيها وسقطت مغشيا عليها بين ذراعيه.
  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
تعليقات