Ads by Google X

رواية جريمة حب الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم سلسبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

   

رواية جريمة حب الفصل الثالث و العشرون  23 - بقلم سلسبيل

 
___________________________
تساءلت بحدة وهي تتقدم نحوه:
-لِمَا حاولت فتح بابي؟
كان يشعر بالصدمة من إلقاء تلك الأباجورة عليه ليتساءل وهو يضع يده على رأسه قائلا:
-أصابت رأسي!!
-ألقتها لتُصيبك.
جلست على الأريكة لتقول:
-أودّ تناول شيئا ما.
-حسنا، يمكنكِ تبديل ثيابك حتى نغادر ستقابلين جايك.
ذهبت للغرفة لتقوم بجذب حقيبتها على الفراش وجذبت ثوب باللون الأحمر متناسقا ومرتب جعلها جذابة كان يصل للركبة بأكمام طويلة، وقامت بتصفيف شعرها الذي ازداد طولا؛ لأنها لم تهتم به لفترة تركت الغرفة وتقدمت من أدهم الذي نظر لها منبهرا قائلا:
-أحقا تمتلكين جانب من الأنوثة كبقية الفتيات!!
نظرت لثيابها لتلقي بحقيبتها على الأريكة وتتقدم منه حتى وقفت أمامه مباشرةً لتقوم بجذب ياقة قميصه قائلة بهدوء ونظرات حادة:
-ألا يمكنك التفوه بغير الكلمات اللاذعة كوجهك!
-إن نطقت بكلمة أخرى لن تعجبني سأقوم بقتلك حينما أنتهي.
ابتسمت له ليتفاجيء من تحولها المفاجيء وسرعة التحكم في ملامح وجهها، لتبتعد عنه وتجذب حقيبتها لتغادر المنزل مستقلة المصعد وخلفها أدهم الذي قام بعدل ياقة قميصه وهو غاضب منها يسبّ بداخله إياد على تلك الفكرة المجنونة.
بعد عدة محاولات استطاعوا الحصول على موعد من جايك، هي من أفسدت الأمر؛ لتصلحه.
دلفت لذلك الفندق وقاموا بحجز غرفة به، لتجده جوليا يجذبها لأسفل السلم حيث مصعد صغير يتواجد به ليستقلوه سويا.
وجدت صالة قمار وبجانبه غرفة مكتب ذلك المدعو جايك والذي كان بإنتظار أدهم الذي دلف مصطحبا معه جوليا لينظر لها يتفحص جسدها، لتجلس واضعة قدم فوق أخرى وبجوارها حقيبتها الصغيرة لتنظر له قائلة:
-يمكننا الدخول في صلب الموضوع مباشرةً، لا أحب تضييع الوقت.
-نودّ إخراج ذلك المدعو أمير.
تراجع بجسده للخلف ليستند على المقعد الخاص به قائلا متعجبا:
-ومن أنتِ؟ وما دورك هنا؟
-ليس من شأنك، لن نخرج أمير دون مقابل.
-أتعلمين خطورة الأمر؟ ثم أن أمير ليس بحاجة لتدخل امرأة في حياته.
حاول أدهم تهدئة الأمور بقوله:
-جايك نحن هنا لحل الأمر، لا يمكنكم التخلي عن أمير.
-نحن لم نتخلى عن أمير، فقط نعاقبه عما اقترفه.
-عميل مقابل عميل.
-أي أن أمير تخلى عن عميل مقابل عميل أخر أكثر قوة ومالا، ألا يهمكم المال؟
-ماذا تكونين؟
-جوليا الساعي.
-ماذا تريدون مقابل أمير؟
عم الصمت بالغرفة حتى قطعه بقوله:
-أمير خان عملنا.
-وإن تخليتم عن أمير الآن، أتخالون أنه سيعود لكم مرة أخرى!
-يا لطيبة قلبكم!!
أردفت جملتها بسخرية لتجذب حقيبتها وتنهض قائلة بهدوء يتناسب مع شخصيتها ونبرة اللامبالاة التي وصلت له:
-لقد خسرت لتوك صفقة كبيرة للغاية، لست الخاسرة هنا فأمير سيخرج على أي حال إن كان الآن أو غدا أو بعد حين سيخرج.
أعطته ظهرها وتحركت نحو الباب ليقف أمامها أدهم بذعر قائلا:
-لم نتفق على الأمر!
نظرت له بحدة لتتقدمه في محاولة منها لمسك المقبض حتى أوقفها صوته بقوله:
-سأجعلك تقابلين الزعيم.
صدمة احتلت وجه أدهم من هول ما سمعه، بينما هي ابتسمت بطرف شفتيها لتلتفت له قائلة:
-لن أضييع وقتي إني كان سيرفض الأمر بالنهاية، بدلا من التفاوض معكم سأفكر في طريقة أخرى لإخراجه.
-سأدبر لكِ الموعد في الصباح الباكر.
أومأت له بابتسامه لتقول وهي تصافحه بيدها:
-يمكنك التواصل مع أدهم لترتيب الموعد والمكان.
غادرت المكان وخلفها أدهم الذي لم يتوقع فعل أمر مماثل كهذا، كيف كيف تمكنت من التغلب على جايك! أو كفى عن التفكير كادت دماغه أن تنفجر ليسير بجوارها متساءلا:
-كيف تمكنتِ من إقناعه؟
-الممنوع مرغوب.
-هم يريدون منك التذلل لهم لمساعدتك، وأنت لا تريد إذا لما لا نساعدك لنشعر ببعض الانتصار!
استقلت السيارة مع أدهم الذي قادها متجهها نحو المنزل ولكنه أردف في منتصف الطريق:
-أعتقد أنك لا تودّين النوم الآن، لما لا نذهب للتنزه قليلا؟
-التنزه مع شخص غير مرغوب؟ حسنا لا بأس.
شهق بصدمة، لـيقول:
-ألا تخافين على شعوري من اعترافك بكرهي الآن؟
-لما قد أخاف على شعورك! ماذا تمثل لي؟
توقف بالسيارة أمام حديقة صغيرة يجتمع بها الكثير من الناس، ليهبطا من السيارة متقدمين نحوها كانت تشعر جوليا بالملل من عدم قدرتها على ممارسة حياتها بشكل طبيعي.
-دقيقة وسأعود.
تركها تجلس على مقعد عام ليعود لها بعد فترة حاملا بيده بعض الطعام ليضعه بجانبها ويجلس هو الأخر قائلا:
-لا داعي لشكري، يمكنكِ الأكل.
-ولما الشكر؟ لم تفعل بالأمر المعقد.
-ألا يتفوه ثغرك ببعض كلمات المدح والإطراء؟
-يبدو حقا أنه يلتهم الطعام فقط.
نظرت له وكان فمها امتلىء بالطعام لتنظر له بحدة وتكمل طعامها، لـيردف متساءلا:
-أشك بأن لديكِ بعض الأنوثة.
ضحكت لتقوم بمضغ تلك القطعة في فمها قائلة:
-لا تحاول التحدث بالعربية مرة أخرى، رؤيتك كأحمق لا تعجبني.
عبس وجهه ودفعها برفق بقبضة يده بينما هي لم تعيره انتباه فقط أكملت طعامها.
_____________________________
كانت في المشفى تتلقى العلاج وحدها، بينما معتز لم يعلم بعد بأنها مصابة ومريضة بالمشفى وقصي كان يعمل حتى يستطيع استرداد أمواله مرة أخرى من جوليا والانتقام منها حتى أنه قام بترتيب حبكة تمكنه من التخلص منها بسهولة؛ لتشعر سمر بالعجز لكونها وحيدة لم يأتي أحد ليطمئن عليها حتى هؤلاء الأصدقاء التي كانت تتنزه معهم طيلة الوقت حينما علموا بالأمر لم يقوموا بالاطمئنان عليها هاتفيا.
على الجهة الأخرى،،
كانت ترفض رؤية أبيها؛ لأنه قام بسجن أمير بينما أبيها كان غاضب للغاية ولم يتراجع عن قراره بل رأى أن أمير داء يجب أن تتعالج منه لنسيانه ونسيان ألامه، داء سيطر على ابنته وانتشر بداخلها بالبطيء ولكنه سيقوم بالتخلص منه نهائيا يبدو بأن سجنه لن يكفي ولن يطفيء نيرانه يجب عليه قتله في الوقت الحالي.
_______________________________
كانت تحمل جود على كتفها وتتقدم من الأتوبيس الخاص بمدرستها لتجده حملها بدلا عنها وقبّلها على وجنتيها يداعبها قائلا:
-خلي بالك من نفسك يا كتكوتة.
-حاضر يا عمو.
وضعها بداخل الأتوبيس ولوح لها بكف يده وكذلك ملك، كادت أن ترحل حتى هتف باسمها متساءلا:
-مرتاحة هنا؟
أومأت برأسها بالايجاب ورحلت، ليهتف قائلا:
-طب مال وشك طيب؟
لم تجيب عليه بل جرت للداخل على الفور، بينما هو شعر باليأس ليذهب نحو سيارته ويستقلها ذاهبا لمقر عمله.
حان الآن موعد خروج جود من مدرسته لتجد أبيها بسيارته في انتظارها، جرت بأقصى سرعتها نحوه لتدفعه بقوة ألمته قليلا لتقول بغضب طفولي:
-ليه مكنتش بتيجي ده كله؟
احتضنها بقوة مقبّلا وجنتها اليمنى قائلا:
-حبيبة بابي وحشتيني.
-مكنتش بتيجي ليه؟
عبس وجهه لتتساءل عن الأمر وهي تملس على وجنته بحب تنظر له بحب شديد، كم تشتاق لأبيها:
-عشان مامي بتمنعني إني أشوفك.
-وهي بتمنعك ليه.
-عشان مبقتش تحبني، ينفع يا جود؟
-خلاص يا بابي، تعالى شوفني عند بيت عمو معتز أنا قاعدة عنده الفترة دِ.
رُفِع حاجبه الأيسر باستنكار قائلا:
-وليه يا جود؟
-عشان مامي مسافرة يومين.
-وهي مسافرة فين؟
-مقالتش.
نظر لها ليرفع كف يده لوجنتها اليسرى قائلا:
-طب وعمو اللي كان بيبقى مع مامي علطول مع موجود معاكم؟
-عمو أمير؟ لا سافر قبل مامي.
-أه.
قام بتفسير الأمر كما أراد بذلك التفكير السلبي والذي ينتج عنه سوء جوليا التي تخلت عن ابنتها من أجل حارس سافرت من أجله لقضاء بعض الوقت معه، حقا!!
حملها بين ذراعيه بقوة ليدفعها بداخل سيارته قائلا:
-أنتِ من هنا ورايح هتبقي معايا.
شعرت بقليل من الخوف حينما رأت نظرة الشر بداخل عينيه كم يبدو مخيف وقاسي بتلك النظرة، لتردف قائلة:
-عايزة أروح البيت.
-هتيجي عندي.
أردفت بخوف وهي ترى غضبه:
-لا عايزة أروح عند عمو وملك.
صرخ بوجهها قائلا:
-مفيش مرواح أنتِ بنتي أنا وهتعيشي معايا أنا وأمك دِ أنا هعرف أخلص منها بطريقتي إزاي.
كان يهزها بعنف من كتفيها لتبكي جود من قوة ضغطه على ذراعيها وصراخه الغاضب وتلك النظرة المخيفة، لما أصبح ذلك المختل أبيها!
______________________________
الوقت يمر بسرعة البرق، ها هي الآن ترتدي ثوبها الأبيض أمام المرآة وقامت بتغيير قصة شعرها لتجعله يميل لليمين بدلا من جعله تقليدي كعادتها، جلست على فراشها لترتدي حذائها الأحمر تعالى رنين هاتفها لتلتقطه من جوارها.
-ألا يمكنكِ الاستعجال قليلا؟
-أنا أمامك.
أغلقت بوجهه لتنهض جاذبة حقيبة بيدها اليسرى مغادرة المنزل وهي تحاول أن ترتب حديثها مع ذلك الرجل المسؤول ماذا يجب عليها أن تفعل حتى تخرجه وتساعده كما قام بمساعدتها من قبل، لوح لها إياد بيده لتلقي التحية عليهم مستقلة السيارة بالمقعد الأمامي ليجلس إياد بالخلف قائلا:
-لم تكذب في وصفك.
استقل أدهم السيارة بجوارها ليقودها نحو المنزل الأبيض والذي به المصدر الرئيسي لإنتشار الفساد بالبلد أجمعها بدايةً من الكوكايين، والأسلحة، والدعارة، وتجارة الأطفال، والقتل حتى أن زعيمهم قام بإنشاء مدرسة لتعليم القتل بأكثر الطرق احترافا.
هبط أدهم من السيارة ليلقي التحية على جايك الذي كان بانتظارهم، ولكنه كان مصوب كل اهتمامه بجوليا تلك الفريدة من نوعها ليس لجمالها فقط بل لغموضها كلما ازداد غموضك كلما ازدادت حيرة الجميع قام بالبحث عنها وعن هويتها ولكنه لم يستطع سوى الوصول لكافة المعلومات التي يعلمها الجميع.
قاموا بتفتيش السيارة بأكملها ليتقدموا للداخل بها ومن ثم قاموا بتفتيش أخر لهم، لتتساءل الفتاة عن هوية جوليا لتجيبها:
-جوليا الساعي.
-تفضلِ بمفردك.
نظرت لأدهم الذي تعجب و تقدم منها متساءلا عن الأمر لترفع كف يدها في وجهه قائلة:
-تلك هي أوامر السيد، يمكنكم الرحيل إذا.
ليقول جايك متساءلا وهو يشير على ذاته:
-و أنا؟
-نعم، يخبرك السيد بأنه علم بكافة المعلومات منك لذا لن يكون بحاجتك الآن.
-يمكنكم الانتظار الآن.
-تفضلِ معي سيدة جوليا الساعي.
أشارت لأدهم أن يهدأ لتتقدم معها لداخل ذلك المنزل خطوات متزنة وواثقة، يبدو أنه يحاول زعزعة ثقتها ولكنها تعاملت مع هذا من قبل لذا لن يخافها شيء الآن.
جلست بغرفة المكتب في الطابق الثالث واضعة قدم فوق الأخرى، بينما الأخر كان يجلس على مقعده ناظرا للزجاج أمامه يعطيها ظهره طال صمته جلست صامتة هي الأخرى تتفقد هاتفها بلامبالاة وبرود.
التفت لها يطالعها بنظرات غامضة ثاقبة تتفحص ما بداخلها أيضا، لتقاطع تأمله بها بقولها:
-ألا يمكننا الدخول في صلب الأمر، تضييع الوقت ليس في صالحنا وأيضا يمكن لكاميراتك إلتقاط بعض الصور لي حتى تتمكن من تأملي دون إزعاج.
جريئة حسنا لا بأس بها يبدو بأنها تستحق ألا تنتهي حياتها مبكرا هكذا، ليشبك كفيّ يده سويا متساءلا:
-ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟
-خالف أمير القانون و.
قاطعها بقوله:
-ألا تعلمين من هو أمير في الأصل؟
-أمير بمثابة جندي يعمل لدي فقط يفعل ما يُؤمر به ولكنه خالف ذلك الأمر، ألا تعتقدي عقابه عدل؟
-لما ظننتك ذكي!! إن عُرِضت عليك السلطة والمال أيهما تختار؟
تراجع للخلف مستندا بظهره على مقعده يحاول التفكير في إجابة صحيحة، دلفت الخادمة بصينية عليها مشروب وضعته أمام جوليا التي لم ترتشف منه بل كانت تنظر بعمق داخل عينيه في محاولة منها لإرباكه.
-إن كانت الإجابة بتلك الصعوبة يمكنني حلها، قصي كان المال وأنا السلطة.
-السلطة أقوى من المال إن ملكت السلطة ملكت المال ولا يمكن أحد أن يضاهيك، لذا أمير اختار الطريق السليم لم يخون ولا تجب معاقبته.
-إن كانت حياتي أنتهت لكان الكون فقد قوته.
ابلتع لعابه من قوتها في الحديث وثقتها الزائدة بالنفس ليقول:
-لا يمكنكِ العيش بذلك الدور مطولا.
-ألا يمكنك التفرقة بين الحقيقة والتمثيل!!
-يمكنك النظر لعيني.
قدمت وجهها قليلا نحوه لينظر لعينيها شعر بالغرابة بهما كم تبدو أنثى بتلك القوة والبرود معا، مثلها يجب أن تكون ملكة على عرش ذلك المنزل ليقول:
-تعملي معي ولأجلي؟
-لا أعمل لأجل أحد فقط لنفسي ولمصلحتي.
-لا يمكنني تضييع الكثير من الوقت.
نظر لهاتفه بجواره ومن ثم لها متعجبا من قوة تأثيرها التقط هاتفه وقام بالتحدث لمساعده ليفكوا أسر أمير، ابتسمت جوليا وجذبت ذلك الكأس لترتشف منه ببطء وتمهل وهي توجه بصرها أمامها بنظرة ثقة تزعزت حينما دلف ذلك الشاب بنبرته التي تحفظها عن ظهر قلب قائلا:
-أبي اشتقت لك.
وجههت نظرها نحوه في محاولة منها لتكذيب الأمر، نهضت على الفور ببطء وخمول كم شعرت بأن جسدها قد تراخى سقط الكأس منها على قدمها مسببا جرح سالت منه الدماء.
تقدم منها الشاب قائلا وهو يخرج منديل من معطفه:
-كيف لفتاة جميلة مثلك أن يتلطخ ثوبها هكذا؟
قام بمسح المشروب من ثوبها لتبتعد عنه على الفور وتتراجع للخلف، حاولت إستعادة وعيها لتقوم بالرمش كثيرا وابتلاع لعابها.
-ابني ستيڤ، تلك فتاة جيدة للغاية تُدعى جوليا تمكث هنا لفترة وجيزة وستغادر قريبا.
مد يده نحوها ليصافحها بتلك الابتسامه التي لم تتغير منذ سنوات كم تبدو ساذجة في نظرها وبغيضة، ارتعشت يدها بقوة لتمسك في ثوبها في محاولة منها لإخفاء رعشة جسدها وحاولت التحكم في ملامح وجهها كعادتها ولكن احمرت وجنتيها بقوة من شدة الغضب.
يبدو بأنها نسيت لما أتت لهنا متذكرة تلك الليلة التي علقت بذهنها طوال تلك الفترة، لتنظر لذلك الرجل العجوز أمامها واضعا قدم فوق أخرى متعجبا من تصرفها الغير مبرر هبطت لتجذب حقيبتها من الأرض قائلة وهي تحاول التحكم في انتفاضات جسدها لتنظر له قائلة:
-أشكرك على مساعدتك.
-لن تكون الزيارة الأولى، جوليا.
أومأت له مع ابتسامه صغيرة برزت رجفة شفتيها، وغادرت متجهة نحو الباب ولكن أوقفها ندائه لم تلتفت له فقط نظرها مصوب باتجاه الباب وهي تفكر أن تلكمه بحقيبتها بقوة للتو ولكنها تماسكت لتجده يقف أمامها رافعا يده نحو شعرها وقام بوضع خصلة شعرها خلف أذنها قائلا:
-كم يوم ستمكثين هنا، جوليا؟
نطق اسمها بهمس مثير قامت بدفع كف يده بقوة كبيرة لا تعلم من أين استمدتها لتقول بحدة وهي ترفع سبابتها بوجهه:
-انتبه على حديثك مستر ستيڤ لا أعلم لأي مدى سأصبر.
تخطته لتغادر غرفة المكتب وهي تحاول البحث عن السلالم حتى وجدتها لتهبط عليها بسرعة وكأنها تهرب من وحش مخيف يلاحقها ولم يكن سوى ماضيها هو ذلك الوحش اصطدمت بأحدهم ولكنها لم تنتبه له لتتركه وتغادر على الفور خارج ذلك المنزل، جرت على السيارة بخطوات مرتجفة على عكس تلك التي دلفت بهم لنفس المنزل استقلتها وهي تحاول لفظ أنفاسها بطبيعة لتقول بحدة:
-غادر.
استقل كلاهما السيارة ليقودها أدهم خارج ذلك المنزل الكبير، لـتردف قائلة:
-يمكنكم إيصالي للمنزل ومن ثم جلب أمير.
ضحك أدهم بقوة بينما إياد فرح كثيرا؛ لأنهم سيقوموا بإخراج أمير من السجن ليس من المقنع بأن ذلك العجوز أُعجب بحديث جوليا فقط وقامت بالتأثير عليه كما أنها وضعت مباشرةً قبل مهاتفته لمساعده دفتر شيكات به مبلغ بقيمة كبيرة جدا بمثابة نصف ثروتها لذا العرض أغرى الرجل كثيرا.
كانوا مستمتعين كثيرا طيلة الطريق على عكس تلك الفتاة التي تصارع حتى لا تنهار الآن أمامهم، والتي ربما سينتهي بها الأمر متوفية أثر كتمانها لكافة المشاعر والأحاسيس التي تشعر بها.
توقف أدهم بالسيارة أمام المنزل قائلا بمرح:
-يجب عليّ التزوج منكِ ستفيديني كثيرا.
لم تجيب عليه فقط تقدمت من مدخل العمارة ولكنها شعرت بدوران لتستند على الجدران بأعصاب منهارة لتتقدم للداخل بخطوات بطيئة ضعيفة، دلفت للمنزل لتغلق الباب خلفها وتتطلق العنان لألمها.
على الجهة الأخرى،،
تعجب أمير كثيرا حينما تم الإفراج عنه، ذلك السجن من يدخله لا يخرج منه حيا أو على قيد الحياة ويُحذف اسمه بالخارج وكأنه لم يُولد.
خرج من السجن ليجد كل من أدهم وإياد ليحتضنهم بقوة وابتسامه عريضة على ثغره قائلا:
-يمكنني الاعتماد عليكم كثيرا يا رفاق.
ابتعد أدهم عنه قليلا لينظر لإياد قائلا:
-إياد من وجد الحل.
-ماذا فعلت؟
شعر إياد بالخوف قليلا من ردة فعل أمير الغير متوقعة قائلا:
-لقد استعنا بمساعدة خارجية ولم تكن سوى جوليا.
-لم نكن نعلم بمكان المال ولم تكن ستخبرنا لذا استعنا بها.
شعر أمير بالغضب ليدفع أدهم بالقوة ويتقدم من إياد يصرخ بوجهه قائلا:
-أجننت!!!
-أتخبرني الآن أنك لجأت لفتاة لتدفع لي المال ومقابلة أفراد عصابة!! عار عليكم.
-هي من وافقت يا أمير لم نجبرها.
-أهناك فرق؟
كاد أن يبرر الأمر ليقاطعه أمير بقوله:
-لا أريد أن يتفوه أحدكم بحرف.
تقدم من السيارة ليقودها إياد ويستقل بالخلف أدهم، ليتساءل أمير عما حدث ليحكي له أدهم كل ما حدث بالتفصيل فإن علم أمير أنه أخفى عنه شيء سيضعه طعاما لبعض النمور والأسود الجائعة.
ضرب جبهته بكف يده وهو غاضب من تلك الفكرة، أهناك سبيل أخر لها؟ ولما؟
-اذهب للشقة.
توقف إياد أمام العمارة ليدلفوا ثلاثتهم للداخل مستقلين المصعد نحو الشقة، وقفوا جميعا أمام الباب يفكر أمير كيف سيتعامل معها أو بما سيخبرها حتى استمع لصوت حطام قوي يصدر من الداخل وصراخ ليجذب المفتاح من أدهم على الفور وقام بفتح الباب دون سابق إنذار ليسقط قلبه بين قدميه من شدة ألمه عليها؛ كـبركان حاول الصمود كثيرا ولكن أنتهى به الأمر ليشعل الأرض بالنيران. 
  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent