رواية جريمة حب الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم سلسبيل

   

رواية جريمة حب الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم سلسبيل


 
____________________________
كانت تجلس في الاجتماع واضعة قدم فوق أخرى قائلة:
-هسيب ليكم وقت تفكروا، ولكني مش هتنازل عن بند من البنود.
-ولكن يا جوليا هانم البنود كلها لصالحكم.
-أنا بمشي في السليم، وشغلكم مش مضمون كنت بتشتغلوا وتتعاملوا مع قصي قبل كدة وأنا مش هقبل بأي أعمال غير شرعية.
-غير كدة.
أشارت على الباب بسبابتها:
-تقدروا تتفضلوا وتشوفوا بنود تعجبكم في مكان تاني.
نظروا جميعا لبعضهم البعض لينهض المتحدث الخاص بهم قائلا:
-هنشوف ونرد عليكِ.
أومأت لهم ليغادروا في صمت تام يفكروا في تلك المعضلة التي حلت عليهم، قصي كان يوافق على شروطهم جميعا بدون نقاش لأنه كان فقير النفس، أناني.
نهضت جوليا وهي تعدل ثيابها لتشير لميادة التي أتت خلفها وغادروا:
-ناصر بلغك بحاجة؟
-لا يا فندم، مكلمنيش من أسبوع.
-تمام لو في جديد بلغيني.
-وابعتِ ملف صفقة.
قاطعها في الحديث دخول معتز عليها لتؤمرها بأن تغادر وتقابله بابتسامه على وجهها متساءلة عن سبب زيارته المفاجئة:
-بتوحشيني.
-التودد المبالغ فيه بيبقى وراه حاجة يا معتز، وأنا مش غبية عشان مفهمش.
جلست على المقعد الخاص بها لتطلب له مشروبه الخاص، لـيردف:
-أنا.
نظرت له لتحثه على الحديث، ليكمل حديثه بتلعثم:
-أنتِ تعرفي ملك كويس؟
عادت بجسدها للخلف لتعلم بخلفية الأمر لتومأ برأسها لتقول:
-أه كانت بتشتغل عند ماما وجت كملت عندي شغل بعد ما توفت، وكويسة ومحترمة.
-بتسأل ليه؟
قام بحك فروة رأسه وهو محرج كثيرا من تلك الأفعال الصبيانية الذي يفعلها، ليقول:
-أنا عايز أستقر.
-يعني بتجيب عريس وبيت وخدامة قبل العروسة!
نظر لها متفاجئًا ليتوقف الحديث بحلقه، لتكمل هي حديثها:
-وهالة؟
-أنا مش ممكن أعرض ملك للخطر، وجوازها منك خطر عليها نفسيا وممكن كمان جسديا لأني مضمنش حقد هالة هيوصلها لفين.
-هحافظ عليها وهحميها.
-أنتِ مش واثقة فيا!
-مش واثقة في الظروف.
-طب ممكن تكلميها؟
-طب ما تكلمها أنت هو أنا العريس!
-جوليا ما تساعديني مرة في حياتك.
-الاعتماد على الغير يشير لعدم المسؤولية.
-هو أنا بطلب منك تغششيني في امتحان الثانوية!!
نظرت له بحدة لينهض وهو يلملم أشيائه قائلا بحزن:
-خلاص يا ستي ومش شارب الحاجة السقعة.
تركها وغادر، لتنقر بسبابتها على المكتب أمامها وهي تفكر لتدلف السكرتيرة بعد فترة قائلة:
-جوليا هانم في شخص عايز يزورك.
-مين؟
صمتت السكرتيرة قليلا لتردف:
-هالة هانم.
-كنت منتظرة المقابلة دِ من زمان، دخليها.
أومأت لها السكرتيرة لتسمح بهالة أن تدلف بغرورها، وحقدها، وكرهها الشديد لجوليا لأنها سعت لدمار بيتها ومنزلها وحبها، وكم كبير من مساحيق التجميل التي تغطي وجهها لتجلس واضعة قدم فوق أخرى لتبرز ساقها البيضاء لتشير لجوليا قائلة:
-قهوة مظبوط.
ضحكت جوليا بسخرية من حديثها، لـتقول:
-واضح إنك وأنتِ بتتربي نسيتي تتعلمي الذوقيات.
لتتقدم نحو المكتب مشبكة أصابعها ببعضهم البعض، لتكمل حديثها وهي تنظر لعينيها ببرود مما جعل هالة ترتبك:
-عشان كدة نسيتي تعرفي إن أخو جوزك يبقى من المحارم ومع ذلك روحتي ليه وكنتِ بتلعبي على الناحيتين، شوية حنية وحب وشوية.
قاطعتها هالة بنبرتها الحادة:
-مسمحش ليكِ، أنا وقصي كنا أصدقاء فقط لا غير أنتِ اللي فسرتي رؤيتك لينا غلط.
ابتسمت جوليا بطرف شفتيها لتقوم بفتح الدرج أمامها وسحب مجموعة من الصور تضعهم أسفل الملفات لتلقيهم بوجهها قائلة:
-أنا مش واحدة عبيطة عشان أخرب أربع بيوت من مجرد مقابلة، طب ما أنا ومعتز كنا بنتقابل كتير بعلمكم أو غير لكن بينا احترام للنفس قبل احترامنا لبعض.
-وأنتِ الست المحترمة اللي هربت مع واحد وهي على ذمة واحد تاني.
شكلت يدها على هيئة قبضة في محاولة منها للتحكم في أعصابها، لتنهض وتتقدم نحوها لتقف خلفها واضعة كلتا يديها على كتفها:
-وأنتِ بقى عرفتي المعلومات دِ صدفة ولا قصي بيه اللي قالك عليها؟
-أصل أنتِ عقلك واقف بقاله كتير ومبتشغلهوش.
نهضت هالة بغضب لتقف أمامها قائلة:
-أنتِ متعرفيش أنتِ بتتعاملي مع مين و.
قاطعتها جوليا بصوت مرتفع هي الأخرى لـتقول بحدة وهي تنظر لهالة باحتقار:
-أنتِ متعرفيش أنتِ واقفة قدام مين وتقدر تعمل فيكِ إيه، أنا أقدر أدمرك وأنتِ واقفة قدامي وأعترف إني قتلتك بقلب بارد أو أقدر أبوظ سمعتك بشوية الصور اللي معاكِ بس اللي مانعني شكل معتز فقط لا غير.
-لكن والله العظيم يا هالة لو ما اتعدلتي لأدمرك مع قصي وسمر وهخلي عائلتك تلبس الأسود عليكِ.
-أنتِ عارفة بتخرجي إزاي مش محتاجة أقولك.
تركتها وتقدمت من الزجاج المطل على الشارع لتعطيها ظهرها، وتقول:
-قولي للي بعتك إن نهايته قريبة.
غادرت هالة وهي غاضبة؛ هي رفضت كثيرا أن تأتي إلى هنا ولكن مع إلحاح قصي وضغطه وافقت على مضض لتأتي لها وهي لا تعلم ما سبب إصراره على زيارتها وإجراء تلك المحادثة.
____________________________
كان يتودد أدهم إلى بيتر لعله يتمكن من مساعدة أمير، ليهتف بيتر باسم صارخا ليكمل حديثه بقوله:
-لا داعي لمحادثتي والتودد لي، يمكنك التودد لإلكسندرا أو أبيها.
-أو التنازل عن كامل ثروته للمافيا.
-تعلم أن هذا غير عادل، أمير فعل لك الكثير.
-مقابل ما فعله لي كنت أدفع له المال.
-لا تتودد لي مرة أخرى، حتى لا أجعلهم يحجزونك معه.
-ارحل.
أردف أدهم بغضب وهو يشير على القصر الخاص به:
-ستندم بيتر حينما يعود ويدمر لك كل ما تمتلكه.
نظر له بيتر بسخرية ليبتسم وكأن الأمر لا يعنيه ليردف:
-وأنا في انتظاره.
غادر أدهم ليستقل سيارته ويذهب لمقابلة إياد الذي كان ينتظره بأحد المطاعم في أمريكا.
-لما تبدو عابس؟
-وكأن أمير ذهب للزواج!!
-إن كنت ستأخذ الأمر على محمل الجدية بذلك الشكل ستنتهي حياتك قبله، كما أنني أفعل ما بوسعي لإخراجه ولكنهم يرفضون أي مقابلات.
-هل يمكننا التفاوض مع ألكسندرا؟
-والدها هو من أمر بحبسه وأنت تعلم جيدا ما قيمته لديهم.
-ماذا إن قمنا بدفع كامل ثروته؟
-حينها سيخرج وسنكون فريسته الأولى.
على الجهة الأخرى،،
كان يقف عاري الصدر في تلك الغرفة، كانت بأكملها بيضاء حتى الفراش وليس لديه ما يكفي من الماء والطعام يعلم هو ذلك السجن أنه خاص بالمميزين مثله يجلبونه لهنا للتخلص منه تدريجيا؛ لأن المكان منعزل يوجد تحت مبنى كبير على الرغم من معرفتهم لقوته ولكنها لن تضاهي قوتهم بأسلحتهم، هذا سجن خاص لهؤلاء الذين قدموا للمافيا الكثير ولكنهم يودّوا التخلص منهم.
حان موعد الإنصراف ليغادر الغرفة ويذهب حيث ساحة المعركة والذي ينفث بها الجميع عن غضبه وكرهه لهذا المكان وللشخص الذي أمامه، كان ينظر لهم بهدوء لا يختلط بأحد فقط ينتظر ذلك اليوم الذي سيخرج به من هنا حتى ينتقم من والد ألكسندرا.
ليتساءل بداخله لما تعود تلك الذكرى في رأسه، لما كلما تذكرها تذكر فرحتها العارمة بطلاقها وامتلاكها لكافة ممتلكاته شعر وكأنه ملك الدنيا بأكملها من خلال ابتسامتها الجذابة، ربما لا تكون بذلك القدر من الجاذبية ولكنه لم يراها تبتسم من قبل لذا كانت ابتسامتها ساحرة للغاية بالنسبة له.
كان شارد الذهن ولكنه لدانتبه حينما لكمه أحدهم بقوة ليسقط أرضا أثر تلك اللكمة المفاجئة، ليجد خط من الدماء يسيل من شفتيه ليمسحه وينظر لذلك الشاب والذي يمتلك بُنية ضخمة تفوق أضعاف أمير بمراحل، نهض أمير لـيردف بحدة:
-ماذا تريد؟
-حقا!  لما لا تشاركنا اللعب؟
-لا أريد، يمكنك الذهاب.
لكمه الرجل مرة أخرى، ليشعر أمير بالغضب ويقوم بـِ رد الضربة هو الأخر ثم حاول ضربه عدة مرات في بطنه ولكن الرجل لم يتأثر لتقوم معركة شنيعة بين كلا الطرفين، ليراهن الجميع بأن أمير سيخسر أمام ذلك الضخم والذي يُدعى شارلوت.
ليجذبه شارلوت ويرفعه لأعلى ومن ثم ألقاه أرضا بقوة ليشعر أمير بألم شديد يجتاح عموده الفقري، ليضحك شارلوت ويعطيه ظهره رافعا يديه لأعلى ليخبرهم بأنه هنا المُنتصر الوحيد، ليزحف أمير نحو مطفأة الحريق ليقوم بجذبها وضربه بها على رأسه عدة مرات حتى سالت الدماء منه ألقى المطفأة بعيدا وقام بتسديد العديد من اللكمات على وجهه حتى فقد وعيه، لينهض أمير وقد غُرقت الدماء جسده ووجهه لينظر للجميع الذين صُدموا من شارلوت وما حدث له ليضحكوا جميعا بفرح؛ لأنهم سيتخلصوا منه أخيرا وقام شخص بهزيمته بينما هو غادر المكان بصمت نحو غرفته.
دلفت للغرفة لتراه يتآوه من الألم، لتتقدم منه وتبدأ في لمس جسده ليبعدها على الفور وهو يردف بحدة:
-ماذا تفعلين هنا؟
-جئت لمساعدتك، لن يمكنك معالجة جروحك بمفردك.
نظر لها مطولا ليجلس على ذلك المقعد وهي أمامه تقوم بمسح الدماء من جسده ومن ثم معالجة جرحه لتردف وهي تخيط جرحه:
-لقد قمت بعمل عظيم اليوم، التخلص من شارلوت لم يكن بالأمر السهل ولكنك استطاعت الفوز.
-سيعمل الجميع لدى أمرك من اليوم.
لترفع رأسها نحوه وتتفحص ملامح وجهه والتي مُلئت بعدة جروح، لـيردف أمير بعدما رأى نظراتها الحالمة:
-لا تفكرين، لدي زوجة.
ارتبكت الفتاة وقامت بالإنتهاء من عملها لتردف وهي تغادر من باب الغرفة:
-يبدو بأنها محظوظة لامتلاكها زوج مثلك.
غادرت بينما أمير وقف أمام المرآة لينظر إلى وجهه وجسده، تنهد بعمق ليذهب للفراش ويقوم بالنوم عليه من شدة التعب.
___________________________
كانت تصرخ على أبيها بغضب شديد قائلة:
-اخرجه.
-لا يمكنني.
-أبي، أمير لا ذنب له أنا أحبه.
-لذا سأجعله يتعفن في ذلك السجن حتى تتمكني من نسيانه.
-اجعلني أراه.
-لا.
-إن لم تجعلني أراه سأنتحر.
-حسنا افعلي ما يحلو لكِ.
كاد أن يغادر حتى وجدها جذبت سكين من المطبخ وقامت بجرح يدها لتسقط الدماء بغزارة وتسقط هي الأخرى أرضا فاقدة الوعي.
على الجهة الأخرى،،
كان يصرخ بوجهها قائلا:
-معملتيش اللي قولتلك عليه.
-أنا عرفت!! دِ كانت واقفة فوق رأسي معرفتش أحط الجهاز عندها.
-أنتِ مبقتيش نافعة.
دفعها بقوة على الأريكة بغضب، ليشير لها بسبابته ويقول:
-اطلعي بره ومش عايز أشوف وشك في أي حتة يا هالة، ولو اتكلمتي عن حاجة تخصني هفضحك قدام الكل أنتِ وعائلتك.
نظرت له بصدمة أحقا سيتركها تغادر! هو من قامت بالتخلي عن منزلها وزوجها من أجله وجلست تحت قدميه تخدمه تخلى عنها ويهددها الآن بأنه سيفضحها.
-واقفة عندك بتعملي ايه؟ أمن أمن.
أتى الأمن على صوت هتافه العالي ليأمرهم بأخذها للخارج، ليجذبها موظف الأمن بعنف لتغضب وتصرخ بوجه قصي قائلة:
-بعد كل اللي عملته ليك يا زبالة ترميني أنا الرمية دِ!
-بره بره.
-هوريك يا قصي هوريك.
لم تعلم إلى أين ستتجه، عائلتها؟ قاموا بالتخلي عنها هي الأخرى وتبروا منها، قصي؟ قام برميها للخارج وتخلى عنها هو الأخر بينما من لم يتخلى عنها أبدا هي قامت بالتخلي عنه ما الذي ستفعله الآن.
لا تعلم لما ذهبت لمنزله لتجده يغادر وهو في أبهى صورته ليبتسم للخادم لديه ويتركه ليستقل السيارة ولكنه توقف حينما رأها تتقدم نحوه و الدموع تتساقط على وجنتيها.
-عايزة إيه؟
-أنا أسفة.
نظر لها يتساءل بداخله عما إن كانت بخير، يبدو بأنها ليست في كامل قواها العقلية كيف تخونه وتحبه في آنٍ واحد، أردف بحدة قائلا:
-إعتذارك غير مقبول يا مدام.
استقل السيارة وقادها للخارج ولكن نظراته متعلقة عليها من خلال تلك المرآة حتى اختفت صورتها، ابتلع لعابه يفكر متساءلا أتلك دعابة جديدة؟
____________________________
دلفت للمنزل وجدت ابنتها تجري نحوها لتهبط لمستواها وتحتضنها، لتنظر لها جود وهي تتساءل عن موعد عودة أمير لتجيب:
-عمو أمير عنده شوية شغل ممكن ميرجعش تاني، لأن هو عنده حياته الخاصة بعيد عننا.
حزنت جود لتتقدم منها ريهام قائلة:
-يلا يا جود ورانا مدرسة بكرة.
صعدت جود مع ريهام للأعلى حيث غرفتها، نهضت جوليا لتجلس على الأريكة وتقوم بخلع الحذاء الخاص بها لتردف ملك:
-أجهز العشاء؟
-تمام.
صعدت لغرفتها لتخلع ثيابها وتبدلها بأخرى متذكرة أول ليلة حينما عادت من التنزه بعدما رحل كم أرهقها التفكير حينها ولم تنم ليومين حتى استعادت مركزها مرة أخرى وكأن لم يمر في حياتها شخصا باسمه.
وجدت من يطرق بابها لتسمح له بالدخول، لتجد ملك تقول:
-أستاذ معتز منتظر حضرتك تحت.
-تمام روحي أنتِ.
غادرت ملك لتهبط جوليا لأسفل وتجده يجلس بأريحة تامة على الأريكة يشاهد التلفاز، وقفت أمامه لينهض على الفور قائلا:
-مساء الخير؟
-جاي في الوقت ده تعمل إيه؟
-وحشتني جود قولت أشوفها.
-جود نامت.
شعر بالحرج ليحك رأسه بقوة قائلا:
-أه فاهم، طيب أجيلها يوم تاني بقى.
أتت ملك مرة أخرى لتهمس بجوار أذنها:
-العشاء جاهز.
أومأت لها لتشير لمعتز نحو مائدة الطعام قائلة:
-تعالى اتعشى.
-مين قالك إني جعان؟ بنت حلال والله.
جرى نحو مائدة الطعام وخلفه جوليا التي جلست في مقدمة الطاولة وبدأت في تناول طعامها، ليتحدث بصوت منخفض وهو ينظر لملك الواقفة أمامهم تنظر أرضا:
-شوفتي الدنيا معاها؟
-مش أنا اللي هتجوزها اللي عايز يتجوزها يفاتحها في الموضوع.
-هو أنتِ مش أختي؟
-أنت اسمك معتز الأدهم، وأنا اسمي جوليا الساعي.
-ملك لو سمحت هاتي ماية.
غادرت ملك بينما معتز شعر بالحزن اتجاه جوليا ليردف وقد امتدت شفتيه للأمام قليلا:
-و ههون عليكِ؟
-أه.
تعالى رنين هاتفها لتنظر إلى هوية المتصل لتنهض على الفور وهي تخبر معتز أن يكمل باقي طعامه وتتركه لتغادر وتذهب لغرفة مكتبها وتجيب على الهاتف متساءلة عن الأمر بقولها:
-إيه الأخبار؟
-لسة موصلتش لحاجة، كل اللي أعرفه إن الأمر سري.
أردفت بحدة وهي تعبث بشعرها:
-ومش أنت اللي جبته لهنا؟ وأجرته عشان يقتلني إزاي متعرفش عنه حاجة.
-أنتِ اللي حظك وقع فيه لكن كان وارد جدا أي إنسان تاني يبقى هو المسؤول عن قتلك وممكن يبقى ده سبب توقيفه عن العمل بسبب مخالفته للأوامر وعدم قتلك.
-اختيار القتلة بيبقى على أساس معايير خاصة، وكذلك إرسال كافة المعلومات الخاصة ليهم.
حاولت التحكم بأعصابها لتغلق الهاتف في وجهه ليضيء هاتفها معلنة عن مكالمة أخرى ولكن من رقم مجهول وخارج حدود مصر لتجيب بلهفة حتى وجدته يتحدث قائلا:
-أتريدين إنقاذه؟
استطاعت تمييز صوته ولم يكن سوى أدهم الذي هاتفها على مضض بعد إلحاح من إياد لإنقاذ أمير من ذلك السجن المظلم.
-وما المقابل؟
-أنه حاول حمايتك أكثر من مرة، ألا يمكنكِ إنقاذه تلك المرة؟
-وحتى إن كنتِ لا تريدي نحن لسنا بحاجة لكِ سنضمن له طريقة أخرى.
-كيف سأتمكن من إنقاذه وأنا لست على دراية بالأمر؟
-إن كنتِ جادة حقا سأنتظرك في أمريكا صباح الغد.
أغلق بوجهها الهاتف لتشعر بالغضب من أسلوبه ولكنها كتمته حينما دلف معتز لغرفة المكتب متساءلا:
-ليه اتأخرتي؟
-كان عندي مكالمة شغل مهمة.
-معتز.
-نعم؟
صمتت قليلا وهي تفكر ما الذي عليها فعله أحقا ستوافق على ما تفوه به لإنقاذه.
-مالك يا جوليا هي المكالمة عصبتك ولا إيه؟
-أنا مضطرة أسافر بكرة الصبح، ممكن تخلي بالك من جود وتخليها عندك؟
-وملك؟ وباقي الموظفين؟
-هيأخدوا أجازة.
-طيب ماشي.
غادرا سويا غرفة المكتب لتهتف باسم ملك ولكنها لم تأتي لتجد ريهام أمامها قائلة:
-نامت يا هانم، حضرتك عايزة حاجة؟
-جود هتقعد مع معتز يومين جهزي شنطتها، وأنتِ والباقي أجازة.
تركتها وصعدت للأعلى لتقوم بحجز تذكرة طيران لأمريكا أونلاين ومن ثم قامت بإحضار حقيبة سفرها لتضع بها كل ما هو مهم وبعض الثياب التي ستحتاجها.
ذهبت لتبدل ثيابها لأخرى وكانت بسيطة غير مكلفة كعادتها بل كانت ثياب مكونة من قطعتين بنطال وقميص مع حذاء رياضي.
ليأتي صباح اليوم التالي وقد كانت لتوها غادرت المطار الدولي للولايات المتحدة الامريكية، كان يستند على سيارته يرتدي نظارته السوداء في انتظارها متعجبا من موافقتها للأمر.
حينما رأته قامت بخلع نظارتها هي الأخرى لتشير له بيدها ليعتدل هو الأخر في جلسته وتقدم منها قائلا:
-ألا ترين أمر غريب؟
لم تجيب عليه لتتركه وتتقدم من السيارة تستقلها وقد تركت له الحقيبة ليحملها ويضعها بسيارته ويعود ليقود سيارته نحو تلك الشقة التي ستمكث بها ولم تكن سوى شقة أمير.
عقدت ذراعيها وهي تتقدم من الشباك الزجاجي لتشاهد الموقع أمامها ومن ثم نظرت له لتتساءل:
-ما هو دوري في تلك القصة؟
-البرود.
-عفوا!
-أراكِ هادئة للغاية.
ابتسمت له ببرود لـتردف قائلة:
-حينما يثور الجميع، كن هادئا.
-ولكنك لم تخبرني بعد ما هو دوري.
-خالف قانوننا من أجلك، لذا ستعوضينهم عن تلك الأموال التي فقدوها.
جلست على الأريكة واضعة قدم فوق أخرى وقد ارتفع حاجبها الأيسر، لـتقول باستنكار:
-أجلبتني لهنا لكي أدفع مال! ألا يمتلك ذلك القاتل الشهير الكثير من المال!!
-ستذهبين لمقابلة جايك.
-يمكنكِ التفاوض معه بطريقتك.
-سأتي لكِ في مساء اليوم.
شعرت جوليا بأن أدهم يخفي أمرا ما وأنه يعطيها القليل من المعلومات التي لن تفيدها في شيء، نهضت وهي تتفقد المكان بصمت حتى وجدت غرفة لتجلب بها حقيبتها وتقوم بتبديل ثيابها لتنام بعدما قامت بإغلاق الباب عليها بإحكام؛ فهي لا تأمن لذلك المدعو أدهم.
على الجهة الأخرى،،
استيقظت ملك لتجد ريهام ترتدي ثيابها لتتساءل عن الأمر والوقت، أجابتها ريهام بقولها:
-جوليا هانم سافرت وهتسيب جود مع معتز بيه وأحنا خدنا أجازة.
نهضت ملك على الفور وهي تقول:
-أجازة!!! وأنا هروح فين؟
-يعني هتروحي فين؟ هتروحي بيتك عائلتك موحشتكيش؟
أردفت ملك بحزن وهي تفرك يديها بارتباك:
-أنا معنديش أهل.
شعرت ريهام بالحزن عليها لتتقدم وتجلس بجوارها لتتساءل:
-ليه كدة؟
-يتيمة.
ربتت ريهام عليها، لـتردف قائلة:
-غيري هدومك وتعالي نشوف حل.
غادرت ريهام الغرفة لتنهض ملك لتبدل ثيابها وتترك الغرفة من خلفها لتجد أمامهم معتز حاملا بين يديه جود التي تضحك بينما هو يداعبها، لتتقدم منه ريهام وهي تقول بخفوت:
-أستاذ معتز، كان في مشكلة كدة.
-قولي.
-ملك مش هينفع تأخد أجازة؛ لأنها يتيمة فلو ينفع يعني هي تقعد هن.
صمتت ريهام حينما وجدت ملك تجري نحوها وتقوم بنغزها في جانبها عدة مرات لتقول وهي تنظر لمعتز في محاولة منها لتبرير الأمر:
-أنا هتصرف مفيش داعي تشغل بال حضرتك.
نظر لها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها، لـيردف بنظرة تملؤها الانبهار:
-تقدري ترعي جود في البيت عندي وكمان عندي كذا شخص بيشتغل يعني متقلقيش.
-لا شكرا لحضرتك ا.
قاطعها بقوله:
-أنا مش بعرض عليكِ الأمر، لو سمحت اجهزي عشان نتحرك.
تركها وغادر نحو الخارج ليستقل السيارة هو و جود، لتغضب ملك وتردف:
-ينفع كدة يا ريهام؟
-أنا كنت بحاول أساعدك وكنت هقوله يخليكِ تقعدي هنا في الفيلا وأكيد جوليا هانم مش هترفض.
-أنا أتصرف ازاي دلوقتي؟
-جهزي هدومك وروحي عشان خاطر جود وعشان تأخدي بالك منها.
-وأنا مش عايزة.
-اومال هتروحي فين؟
شعرت ملك بالضيق وذهبت لغرفتها وتغلق خلفها الباب لتبدأ في البكاء لشعورها بالعجز لكونها يتيمة وليس لديها أحد تلجأ له، قامت بتجهيز ثيابها وذهبت للخارج لتستقل السيارة معه وبجوارها جود التي كانت تتحدث معها قليلا ومن ثم تنظر للشارع من خلال زجاج السيارة.
______________________________
سقطت مغشيا عليها حينما علمت بخبر طلاق علي لها؛ قد سئم من تصرفاتها اللئيمة هي وابنها قصي الذي علم بأنه خسره لحبه الشديد للمال حتى لو كان الأمر معارضا للأخلاق والفضيلة بينما هي ساعدته على الأمر ولم تقم بالاهتمام به وتربيته على الأخلاق الحميدة، فقط الغل والحقد لأخيه حتى أنه قام بخيانة أخيه مع زوجته أحقا تلك هي التربية السليمة التي تسعى الأم لغرزها بداخله!!
جرى قصي عليها ليتفقد النبض ووجده سريع للغاية ليقوم بمهاتفة الإسعاف وهو قلق على أمه من أن يصيبها شيء ليكره أبيه حينما رأى تلك الورقة بيديها و جواب قد كتبه بخط يديه مضمونه"لا سامحكِ الله ولا عفى عنكِ، ستحصدين ما زرعتيه بداخل ابنك قمتِ بتربيته على الرذيلة والحقد والمال بينما أنتِ اهتميتِ بذاتك أكثر من منزلك وزوجك وأبناءك أنتِ من قمتِ بخراب بيتك وبيوت أبناءك بتربيتك الخاطئة".
استيقظت للتو حينما تعالى رنين هاتفها معلنا عن السادسة مساءا، لتنهض وتذهب نحو المرحاض الملحق بالغرفة وتقوم بغسل وجهها ومن ثم عادت للغرفة لتبدل ثيابها ولكنها استمعت لخطوات أحدهم تقترب من الغرفة لتنظر حولها بخوف وهي تبحث عن شيء حاد تهاجمه به ليحاول فتح الباب ولكنه وجده مُحكم ابتلعت لعابها وقامت بجذب تلك الأباجورة لحماية نفسها.
ابتعد مصدر صوت الخطوات عن الباب لتقوم بفتحه والتقدم نحو ذلك الشخص الذي يعطيها ظهره ليلتفت لها حينما شعر بوجودها، لتشعر بالغضب وقامت بإلقاء تلك التُحفة نحوه بقوة.
  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
تعليقات