Ads by Google X

رواية جريمة حب الفصل العشرون 20 - بقلم سلسبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

   

رواية جريمة حب الفصل العشرون 20 - بقلم سلسبيل

 
__________________________
كانوا يجلسوا سويا في انتظار ذلك الخبر الذي سيفرحهم ويجعلهم ممتلكين لكل أملاك جوليا الساعي وأيضا أملاك جود فجوليا قامت بتأمين مستقبلها بأفضلُ طريقة وأسلوب.
على الجهة الأخرى،،
كان يحاوطها بجسده مختبئين أسفل السور، بينما الأخر كان يطلق النيران عليهم لعل تصيبها أحدهم كانت يدها تنزف فحينما جذبها له بقوة أُزيل المحلول من يدها لتتساءل:
-مين ده؟
-لاعب جيتار.
ضربته في كتفه بقوة لتردف:
-أنت بتهزر!!!
-أنتِ قد الضربة دِ؟
لم تجيب عليه بل نظرت في الاتجاه الأخر كان معتاد على تلك الأمور ولا يهابها لذا كان يحادثها مازحا، رفع نظره حيث السطح الذي أمامه ليراه القناص ويحاول التصويب عليه ولكنه يختبيء مرة أخرى، قام بإخراج هاتفه واتصل بالشرطة ليبلغ عن مكان الحادث وأنهم قيد الاغتيال.
-من طريقة تصويبه واضح أنه قاتل محترف.
جلسوا سويا أرضا مستندين على السور بظهرهم في انتظار الشرطة للتدخل، فأمير لم يجلب معه مسدسه وإلا لكان أتعامل مع الأمر بطريقته ولكنه حاول حل الأمر بطريقة مسالمة.
أرسل ذلك القاتل رسالة لسمر التي أرسلته لقتلها عبارة عن صورة لكل من أمير وجوليا بجوار بعضهم البعض.
أردفت بضيق وهي تنظر للصورة عدة مرات:
-قوتها بسببه، لازم نتخلص منه هو مش منها.
جذب الصورة ليغضب وهو يقول:
-أنا اللي جبته وأنا اللي هخلص منه.
كان يضع يده مكان جرحها في محاولة منه لمنع النزيف، بينما هي كانت تنظر للسماء كم تبدو صافية ولكنها مظلمة تشعر بالنعاس لأول مرة لتنظر لأمير الذي كان يحاول وقف النزيف حتى أنه قام بقطع قطعة قماش من قميصه ليربط يدها به.
بدون وعي رفع كف يدها نحو شفتيه ليقبّلها ببطء، ألتقت عينيها بخاصته في نظرة بلا معنى أو ربما بمعنى مختلف وجديد على كلاهما.
دلف الأمن للسطح وأيضا بعض أفراد من الشرطة بينما البعض الأخر على السطح المقابل، ليغادروا جميعهم السطح اما عنها فحالها كان غريب حالة صمت سيطرت عليها وعلى لسانها لتشعر بالعجز.
دلفت لغرفتها واهتم الطبيب الخاص بها بحالتها وأيضا عالج جرح يدها، بينما هو اختفى أيضا سيطر عليه شعور العجز والضعف لأول مرة ولكن جزء بداخله مسرور من قربها منه ليقف قليلا يفكر في الأمر ويشعر بالحرج من تقبيله ليدها دون سابق إنذار.
أتى موعد مغادرتها من المشفى بعدما ظلت بداخلها لثلاث أيام حتى شعرت بالملل، أتت ريهام لمساعدتها وأيضا أتى معها حامد ومعه عدد كافي من الرجال لحمايتها كما أمره أمير الذي لم يدلف لغرفتها منذ تلك الليلة فقد كان ينتظر أمام غرفتها كل ليلة.
كانت تعدل شعرها حتى دلف للغرفة قائلا:
-أحنا جاهزين؟
-وأنا جاهزة.
غادر الجميع نحو السيارة بينما أمير كان يحاوطها بجسده وينظر في كافة الاتجاهات حتى لا يحاول أحدهم اغتيالها مرة أخرى؛ لحسن حظهم أنه استطاع رؤيته قبل التصويب وإلا كان أحدهم مستلقيا في غرفة العمليات حينها.
جعلها تستقل السيارة وجلس بجوارها ومن الجهة الأخرى كانت ريهام قد استقلت هي الأخرى، وكل من السائق وحامد في الأمام.
كانت تشعر جوليا بالضيق من كثرة الاحتياطات التي اتخذها من أجلها؛ فهي تشعر بأنها محاصرة في كل دقيقة وكل ثانية لم تعد تشعر بالراحة.
وصلوا سويا للمنزل، هبط أمير أولا ومن ثم أشار لحامد ليقف بجوارها وكذلك ريهام من كلتا الناحيتين بينما هو كان يقف خلفها واضعا يده على جبهتها؛ لأن هدف جميع القتلة هو الرأس حتى تكون ضربة قاتلة لا يمكنها العودة للحياة مرة أخرى.
-وهل ده كمان إجراء ضروري!!
-لو حابة تموتي بطلقة في رأسك معنديش مانع.
التفتت له برأسها ولكنه أعاد رأسها للأمام حتى دلفوا جميعا للمنزل ليتركها ويذهب لغرفته، بينما حامد استأذن ليغادر وكذلك ريهام ذهبت لتحضير الطعام رحبت بها ملك وتساءلت جوليا عن جود التي في مدرستها الآن.
صعدت هي الأخرى لغرفتها لتستحم بمياه باردة، جلست في حوض الاستحمام فترة طويلة كادت أن تغفو في حوض الاستحمام من شدة التعب لتنهض وتبدل ثيابها وتذهب لفراشها على الفور ليغلبها النعاس.
كان يتحدث إلى سديم التي هاتفته ليعتذر لها كثيرا على عدم اتصاله بها طيلة تلك المدة، لتردف قائلة:
-للدرجة دِ الشغل مهم؟
-لا أكيد يا حبيبتي ولكن أنتِ عارفة الظروف و.
قاطعته بقوله:
-أه عارفة الظروف دايما بتتحجج بيها.
-خلاص يا ستي في أقرب وقت هجيلك، المهم أنتِ طمنيني أخبار علاجك إيه؟
-الحمدلله.
-وأنت؟
-أنا كويس متشغليش بالك بيا وركزي في علاجك وبس.
-وأنا إن شاء الله في أقرب وقت هكون عندك وعايز لما أرجع ألاقيكِ أحسن من الأول بكتير، فاهمة؟
-عيوني يا أحلى أخ.
-ربنا يخليكِ ليا.
شهقت ريهام حينما استمعت لحديث أمير، فهي ظنت بأنه على علاقة بفتاة ويحبّها لتذهب على الفور وتخبر ملك التي صُدمت هي الأخرى؛ لأنهم كانوا يحاولن إيقاع كل من جوليا وأمير في بعضهم البعض ليفكرن في طريقة لحل الأمور ولكن ريهام قد شعرت باليأس عندما علمت بأنه يحب أخرى.
خرج أمير من غرفته ليذهب إلى المطبخ ويجدهم مقتربين من بعضهم البعض يتهامسون بصوت منخفض، ليحمحم وينتفضوا من مكانهم ليتساءل عن الأمر.
-لا لا مفيش حاجة.
-حضرتك عايز حاجة؟
-عطشان.
ابتسم لهم بعملية وجذب زجاجة مياه ارتشف منها عدة مرات ومن ثم تركها على طاولة المطبخ، غادر المطبخ وهو يشك فيهم ولكنه تغاضى الأمر لينغمس في النوم لفترة طويلة لا يعلم مدتها.
___________________________
لـتمر عدة أيام بشكل تقليدي، حتى أتت تلك اللحظة التي كانت بإنتظارها منذ وفاة أمها؛ فهو قد جلب لها هؤلاء الأشخاص الذين كانوا سببا في قتل أمها بناءًا على مواصفات ملك والتي رأت وجوههم جميعا.
دلفت لتلك الشقة والتي كانوا يختبئون بها بأمر من سمر، نظرت لهم كيف يجلسون مقيدون الحركة لا حول لهم ولا قوة ليجلب لها أحدهم مقعد لتجلس عليه واضعة قدم فوق أخرى.
كانوا مغيبين أثر الضرب الذي تلقوه على إيدي رجالها، ليشير أمير لهم حتى يسكبوا عليهم دلو من المياه ليشهقوا جميعا وما أن وقعت عينيهم على جوليا علموا بأن مصيرهم الهلاك لا محال.
ليبدأوا في التذلل لها في محاولة منهم لإرضائها، لتنهض جوليا وتتقدم من أولهم والذي كان يُدعى محسن لتضع حذائها ذو كعبٍ عالي على قدمه قائلة:
-مين فيكم اللي خنقها بإيديه؟
ليشير محسن على صديقه الذي بجواره على الفور والذي كان يُدعى إسلام لينظر إسلام إلى صديقه الذي اعترف عليه من شدة خوفه، لينظر إسلام لها قائلا بلامبالاة:
-هتعملي إيه يعني! هتقتليني؟ ما كدة كدة الحياة مش فارقة معايا.
رفعت حذائها من على قدم إسلام لتبتسم بسخرية وتتخطاه لصديقهم الثالث والذي تبول من شدة خوفه، فـ رجال جوليا بأكملهم مسلحين وأيضا توجد بعض الأدوات الحادة المتواجدة بجوارهم على الطاولة.
لتجذب شعره بقوة قائلة بنبرة حادة متساءلة:
-وطالما أنت جبان كدة وافقت ليه!
-أنا أسف سامحيني، أبوس إيدك أنا غلطت والله غلطت وخلاص توبت توبت أنا عندي ولاد.
-وهي كمان كان عندها ولاد، مرحمتهاش ليه؟
صفعته بقوة على وجنته اليمنى لتكررها عدة مرات حتى أصابعها طبعت على وجهه وقد نزفت شفتيه، فإيديهم كانت مقيدة للخلف ويجلسون أمامها على ركبتيهم.
لتقترب من أمير وتهمس له ببعض الكلمات، لتعود إلى مقعدها مرة أخرى بينما هو أشار لأحدهم ليساعده ليتقدم من إسلام ويقوم بفك قيده ليحاول إسلام الهجوم ولكنه ليشعر بسكين اقتحمت جسده، ليستلقى أمامهم أرضا يتألم والدماء تخرج من جرحه ليبدأ في الصراخ ولكن لأن العمارة بأكملها تم عزلها لم يستطع أحد سماعه ليبدأ أمير في جرح يديه بجروح صغيرة لا تتخطى ال٢سم؛ فهو خبير بتلك الأمر ويستطيع جعلك تتمنى ألم الموت بدلا من ألم عذابه ليجلب كحول ويقوم بوضعها على تلك الجروح لينتفض إسلام من موضعه وهو يصرخ من شدة الألم الذي اجتاحه فهو يشعر وكأن جلده قد مُزق أو احترق.
ليخاف كل من محسن وصديقه المدعو عمار ويحاولوا الذهاب إلى جوليا في محاولة منهم لكسب تعاطفها وقاموا بتقبيل قدميها لتشير لرجالها أن يبعدوهم قائلة:
-أنا مش بسامح ولا هسامح، لأن اللي بيغلط معايا بتبقى حياته التمن.
كان يصرخ إسلام بالنجدة حتى أنه ظل يعتذر لجوليا ويخبرها أن تسامحه، ولكنها أبت كلما تذكرت أمها المستلقية أرضا يبدو عليها علامات المقاومة وقد امتلىء وجهها بالكدمات أي أنها عانت في أخر لحظاتها لن تسامح كل من تسبب في الأمر وأيضا نفسها لن تسامح نفسها أبدا؛ فهي من اقحمتها في حياتها وجعلتها طُعم سهل لأعدائها.
لتنظر لأمير والذي فهم على الفور ما تعنيه، لـيخرج مسدسه ويصوب باتجاه محسن ليقتله برصاصة اخترقت قلبه، بينما ذلك المدعو عمار قام بإطلاق النيران على قدميه ومن ثم أخرى تتوسط جبهته.
كاد أن يغشى عليه من شدة الألم والدماء التي خسرها، لتتقدم منه واضعة قدمها على أحد ذراعيه لتمتد يدها لأمير الذي تعجب كثيرا أحقا تودّ قتله بنفسها!!
نظرت له ليخرج مسدسه مرة أخرى ويضعه في يدها، أشار أمير لجميع رجاله أن يخرجوا لتنظر جوليا إلى إسلام الذي يتلوى تحت قدميها من شدة الألم ومن شدة خوفه أن تفارق روحه الحياة.
كل ما كانت تراه أمامها جثة أمها وهي مفارقة للحياة، بينما هو علم بأنها لأول مرة تمر بالأمر وأنها ليس لديها خبرة في الأسلحة ليتقدم منها مطبقا يده على يدها ومن ثم صوب باتجاه جبهته ليطلق النيران، اختل توازنها أثر اندفاع المسدس من شدة وزنه فبالرغم من صغره ألا وأنه ثقيل.
أردف بجوار أذنها بصوت هامس:
-يمكننا الرحيل الآن.
غادرا سويا بعدما أوصى أمير رجاله بما يفعلوه، استقل السيارة بينما هي جلست بالمقعد الأمامي جواره وأغلقت الباب لتجده ينظر لها باستفهام، لتردف وهي تقوم بربط حزام الأمان:
-امشي.
ليقود السيارة في اتجاه مدرسة جود لاصطحابها كما أخبرته جوليا قبل مجيئهم، حمحم ليردف متساءلا:
-إيه اللي قالوه ليكِ خلاكِ تدخلي المستشفى؟
ابتسمت بسخرية لتردف قائلة:
-إني أم مش كويسة.
نظر لها وشعر بنبرة السخرية بداخلها ليلتزم الصمت حتى وصل أمام مدرسة جود في انتظارها لتخرج، ليغضب عند رؤيته لقصي يقف مقابلته بسيارته ليقوم بخلع حزام الأمان قائلا:
-أنا هتصرف معاه.
قبضت على ذراعه لتقول وهي تنظر لقصي الذي يجلس بسيارته يطالعها بتحدي:
-أنا هتصرف
هبطت من السيارة لتتقدم منه بخطوات متزنة ونظرة ثابتة لتثبت له بأنها عادت من جديد وأصبحت أقوى، تقدمت منه حتى توقفت أمامه وقد عقدت ذراعيها أمامها لتقول:
-خير يا قصي؟
-جيت أخد بنتي من مدرستها.
أردفت بسخرية وهي تشير عليه قائلة:
-بنتك!
-مش غريبة؟
-أب وجاي يأخد بنته من المدرسة فيها حاجة دِ!!
-لا طبعا ولكن لما يكون أب طبيعي.
صمت قصي ليفصل تلك الخطوة بينهم ليصبحوا أمام بعضهم مباشرةً، لـيقول وهو ينظر لها بنظرة ثاقبة وهو يرى مدى تأثير كلماته بها:
-طمنيني عليكِ؟ قدرتي تخرجي من المستشفى تاني ألف مبروك.
حقا! أيحاول التأثير عليها بكلماته المبتذله مثله كما فعل هو وأمه المرة السابقة، أردفت قائلة:
-كلمة واحدة يا قصي، أنا النهاردة هأخد بنتي وأنت مرة تانية.
كادت أن تذهب ولكنه جذبها من ذراعها نحوه لتصبح أمامه حتى كادت أنفاسهم تُختلِط لينظر إلى أمير الذي هبط من سيارته على الفور وتقدم نحوهم ولكنها أشارت له ألا يتدخل وأن يعود مرة أخرى مكانه لتنظر إلى قصي الذي ركز كل بصره على وجهها ليهبط بمستوى وجهه ويقبّل يدها قائلا:
-قولتلك مرة قبل كدة، أنتِ ليا بالحيا أو بالموت ومش فارق معايا لو هموت معاكِ.
-المهم أنا هوصل لإيه.
-أنت عارف إيه الفرق بيني وبينك يا قصي؟
نظر لها باهتمام يحثها على تكملة حديثها، لـتردف قائلة وهي تنظر له باحتقار:
-أنا ممكن أضحي بحياتي عشان بنتي وأنت ممكن تضحي ببنتك عشان حياتك.
-الفرق بينا كبير جدا، أتفضل امشي.
جذبت ذراعها منه بعنف لتبصق بوجهه وهي تحتقره كلما تذكرت معايرته لها في تلك الليلة، تفدمت نحو أمير الذي كان يستند على السيارة في انتظارها أن تنهي حديثها ليتقدمها ويذهب لقصي ولكمه بقوة مرتين على التوالي قائلا وهو يقبض على ياقة قميصه:
-لو حاولت تقرب منها هينقلب السحر على الساحر يا ابن الأدهم، أنا إنسان متفرقش معاه حاجة وأقف في وش ألف زيك لأنكم تحت رجلي.
دفعه على سيارته بعنف لينظر له بتحذير ويغادر نحو جوليا التي استقلت السيارة وتفاجأت من فعلته، لينظر قصي حوله ويرى بأن الناس قد تجمعت ليشعر بالحرج ويستقل سيارته هو الأخر يتوعد له بالعذاب ليخرج هاتفه ويتصل بناصر قائلا:
-عايزك تخلصلي من الزفت اللي أنت جبته ليا الليلة أحسن ما أقطع علاقتي وشغلي بيك.
غادر المكان بأكمله وهو يشعر بالغضب لأنه لم يستطع أن يرد له الضربة بالرغم من جسده الرياضي وذهابه للنادي لتعلم الفنون القتالية ألا أنه لا يضاهي قوة أمير المتدرب في أكثر الأماكن قوة في عالم ولديه خبرة في تعلم الفنون القتالية بطبيعة عمله.
خرجت جود من المدرسة لتجد أمامها أمير فاتح ذراعيه لها لتتقدمه وتحتضنه ليجلسها بالمقعد الخلفي ويغلق الباب ليلتفت ويستقل مقعده ويقود نحو المنزل، لتتساءل جوليا عن أحوالها.
عادوا جميعا للمنزل، ليذهب أمير لغرفته ليبدل ثيابه بينما جوليا جلست على الأريكة لتذهب ريهام تحضر الطعام وذهبت ملك مع جود لغرفتها لتساعدها في تبديل ثيابها.
أخرج هاتفه واتصل بها حتى أجابت على الهاتف قائلة بعتاب:
-تذكرتني لتوك؟!
-أعتذر ولكني كنت منغمس في العمل.
-بماذا يفيد إعتذارك، متى سأراك؟
-في القريب العاجل لا تقلقي ولكني سأرسل أدهم لرؤيتك.
أردفت بنبرة شبه باكية:
-أخي.
استمع لها ليشعر بالحزن على حزنها، لـيردف قائلا:
-نعم، سديم.
-حقا اشتقت لرؤيتك، أشعر بالضعف بدونك.
-لا تفعلي، أنا بجوارك لا يمكنني الإبتعاد عنك فقط أنا منغمس بالعمل قليلا وسأعود لكِ كما وعدتك.
-ولكنك ركزي في علاجك ولا تفكري في أي أمر أخر، أخيكِ هنا من أجلك ويحبك.
أغلق الهاتف وتركه بجواره ليضع رأسه بين يديه، ليشعر بأن عينيه اغرورقت بالدموع لأنه لا يستطيع رؤية أخته حتى تتعافى بالكامل كما أخبرها.
على الجهة الأخرى،،
طُرق الباب لتفتح الممرضة وتجده أدهم لتبتسم له وتدعوه للداخل قائلة:
-سأخبر السيدة الصغيرة.
أومأ لها أدهم ليجلس على الأريكة في انتظار سديم حتى ظهرت له وهي تجر الكرسي الخاص بها، لينهض على الفور حين رؤيتها ويجلس على ركبتيه أمامها قائلا:
-ما أخبارك يا أميرتنا؟
ضربته في كتفه بقوة قائلة بحدة:
-لما لم تأتي طيلة تلك الفترة لرؤيتي!
-أعتذر ولكننا منغمسون في العمل قليلا، حتى نستطيع تأمين حياتك.
-لقد اشتقت لكم.
-لا تقلقِ قريبا سيجتمع ثلاثتنا.
-أنا خائفة على أمير، لا أعلم ماهية عمله ولكني أشعر بالخطر نحوه.
-لا تقلقِ، أمير يعمل من أجلك فقط لذا اطمئنِ.
-متى سيأتي؟
-حينما تنتهين من علاجك.
-وإن كان عملنا يزعجك سأخبر أمير أن نتوقف عنه من أجل أميرتنا.
لـتردف متساءلة:
-تستهزيء بي؟
-حسنا دعك من الأمر الآن، ما رأيك أن ترين هديتي لكِ؟
صفقت بحماس لتنظر له وهو يخرج تلك العلبة الصغيرة من معطفه، لتفرح كثيرا من ذلك الخاتم الذي جلبه من أجلها فهي لطالما كانت تحب الخواتم من صغرها ليبتسم أدهم على فرحتها العارمة بذلك الخاتم البسيط ليقول:
-حينما تتعافي سأجلب لكِ الكثير والكثير من تلك الخواتم، فقط تعافي.
حزنت سديم لتنظر لقدميها وتقول:
-أظنني لن أتمكن من السير مجددا، فقد مرت عدة سنوات.
-حتى وإن مرت ألاف السنين، لا تيأسِ.
-اليأس خُلِق للضعفاء فقط.
-وأنتِ أخت كل من أدهم وأمير، لذا إياكِ واليأس من أجلنا.
ابتسمت له سديم لينهض أدهم ويقبّل جبهتها، ليقضي معها بقية اليوم فهي لا ترى سوى كل من الممرضة التي تتواجد معها دوما وتلك الطبيبة التي تأتي من حين لأخر للاطمئنان عليها ولكنها الآن ليست موجودة، لذا سعدت كثيرا برؤيتها فهي لا تراه دوما.
____________________________
استيقظت جوليا من نومها لتجد هاتفها يرن جذبته لتجيب بعدما رأت هوية المتصل.
-ألو.
-جوليا هانم، كان في حاجة عايزة أقولك عليها.
-قولي.
-ناصر دراع قصي اليمين عايز يقابلك ضروري.
اعتدلت جوليا في جلستها على الفور لتتساءل:
-الكلام ده امتى؟
-من فترة يعني تلت أيام كدة.
أردفت جوليا بحدة وهي تنهض من مكانها قائلة:
-وأنتِ إزاي متبلغنيش! أنتِ اتجننتِ!
-أنا أسفة يا فندم والله بس هو جه هنا وكسر المكتب فوق دماغي واتعصب عليا فأنا كنت فاكراه بيهزر.
-وهو ده هزار!!
-ظبطي معاه ميعاد و.
-هو عايز يقابلك بسرية تامة من غير ما قصي يعرف.
-يبقى تظبطي معاه وتجبيه هنا في البيت عندي وأنتِ تكوني موجودة.
-حاضر يا فندم حاضر.
أغلقت الهاتف، لتغسل وجهها وتخرج من غرفتها وقد أتى منتصف الليل لتصعد لسطح منزلها وتجد أمير يجلس في الجنينة ويرتشف من فنجان أمامه لم تعير للأمر اهتمام لتتذكر قصته ومصير تلك الطفلة لتشعر بالفضول حيالها، لذا هبطت لأسفل وتقدمت من مكانه لتجده يتفحص صورة لفتاة بالغة لتشعر بالفضول أكثر.
-إيه اللي صحاكِ؟
انتفضت حينما تحدث لها فهي كانت تقف خلفه، ليردف قائلا:
-أقوى حاسة عن القناص هي السمع.
جلست بجواره بصمت، ومن ثم حينما وجدته يطيل النظر نحوها ومازال عند سؤاله أجابت قائلة:
-عادي صحيت.
أغلق الهاتف ووضعه بجواره، لتفرك يدها بتوتر وقالت:
-هي دِ صورة بنتك؟
ابتسم أمير ووضع قدم فوق أخرى قائلا بنبرة خبيثة وربما سعيدة لفضولها حياله:
-لا، دِ حُبّي الأول.
-أه.
-حبيت غير جميلة؟
-طبعا.
-قلب الراجل فعلا بطيخة.
ضحك أمير على تشبيهها له، لـيقول:
-مفكرتيش تطلقي من قصي ليه من زمان؟
-أنا وقصي كانت علاقتنا قذرة أوي.
-يعني هو مستخدم اسمي وسلطتي عشان يمشي صفقاته المشبوهة، وأنا كنت محتاجاه في بداية شغلي عشان أقدر أسيطر على السوق باستخدام اسمه واسم عائلته.
-ليه دخلتي مجال الشغل ده؟
-وأنت ليه بتسأل كتير كدة؟
-دردشة، أنا أصلا بحب الهدوء ولكن.
نظرت له حينما صمت لتحثه على الحديث، ليردف قائلا:
-وأنتِ حاسة بالفضول ناحيتي كدة.
شعرت بالحرج ولكنها نهضت لتقول بحدة:
-أنت اللي فاكر كدة.
دلفت للداخل ولكنها شعرت بأحدهم في المنزل لتبتلع لعابها وتبحث في كل مكان؛ هي تعلم رائحة تلك البريفوم إنها خاصة ومميزة لا يمكنها نسيانها.
دلفت لمكتبها ومن ثم ذهبت لغرفتها لتشعر بأن الغرفة بأكملها امتلئت بالرائحة كادت أن تغادر حتى وجدته أمامها لتصرخ.
  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent