Ads by Google X

رواية جريمة حب الفصل الاول 1 - بقلم سلسبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  رواية جريمة حب كاملة بقلم سلسبيل عبر مدونة دليل الروايات

رواية جريمة حب الفصل الاول 1

 
________________________
كانت تجلس على المائدة تتناول الطعام بجانب زوجها الذي أمسك يدها و قبّلها لتبتسم له و هي تنظر أمامها حيث زوجة أخيه.
انتبهت حينما استمعت لنداء حماها الذي تساءل عن حفيدته:
-فين جود؟
أجابت جوليا و هي تتناول طعامها:
-في البيت عندها مذاكرة.
-شكلكم مبسوطين النهاردة.
نظرت جوليا إلى زوجها قصي الذي ابتسم لهم قائلا:
-عيد جوازنا النهاردة.
نظر له أخيه معتز ليقول بابتسامه:
-مبروك، جوليا من أفضل الناس اللي اتعاملت معاهم على مدار حياتي.
نظرت له زوجته بغيرة و حقد على جوليا، تساءلت سمر والدة قصي:
-و هتحتفلوا بيه إزاي؟
أجاب قصي قائلا:
-ناوي أخدها نقضي يومين بره و نعيد ذكريات زمان.
ابتسمت جوليا بسخرية لتعقب على حديثه:
-أشك أننا هنقدر نعمله بعد ما أعرض هديتي عليكم.
ابتسمت جوليا و هي تنظر لزوجة معتز التي تُدعى هالة، لتردف و هي تصوب نظرها على صحن طعامها:
-مبروك هيجيلكم حفيد جديد قريب.
فرح الجميع سوى قصي الذي كان مصدوما و نظر إلى جوليا و بطنها بتلقائية، كيف يحدث هذا و هو لم يقرب لها منذ بضعة أشهر و هي تبتلع حبوب منع الحمل أيضا.
لتهنيء سمر جوليا بشدة و تحتضنها، أخرج والد قصي بطاقة شراء خاصة به ليضعها أمام جوليا قائلا:
-هدية مني ليكِ، اشتري كل اللي عايزاه على حسابي لمدة تلت شهور.
ابتسمت له جوليا و هي تردف:
-التهنئة جت للشخص الغلط.
ليستغرب الجميع و ينظرون إلى هالة، تساءل معتز و هو مندهش:
-تقصدي مين اللي حامل؟ هالة!
نفت جوليا برأسها  لتهتف باسم الخادمة هند التي أتت على الفور و هي تحني رأسها لأسفل قائلة:
-نعم يا جوليا هانم.
نظرت جوليا إلى الخادمة لتقول:
-هند عشيقة ابنكم المصون.
ليصعق الجميع من هول المفاجأة، بينما هند سقطت أرضا لم تستطع أن تحملها قدماها لتبدأ في البكاء و هي تضع يدها على بطنها كحماية لابنها.
نهض قصي بانفعال غير مبرر ليقول بصوت مرتفع و غاضب:
-أنتِ واعية أنتِ بتقولي إيه يا جوليا؟!!
-أنتِ شايفة بتظلميني قد إيه؟!
-مش كفاية العيشة اللي عايشها معاكِ و ساكت و صابر عليكِ و متحمل طريقتك و معاملتك و جمودك و برودة مشاعرك.
لتنظر له جوليا بحدة و تردف:
-لسة مخلصتش كلامي عشان تبدأ تتكلم.
ليشير عليها قصي بسبابته قائلا:
-شايفين أهي المعاملة دِ ٢٤ ساعة، حتى لما أحاول أبقى رومانسي معاها بترفضني و بتتعامل دايما كدة.
لتنظر له جوليا بملل و تردف:
-و هي مدام هالة معوضتكش عن الرومانسية دِ!
لتتجه جميع الأنظار نحو هالة التي صُعقت بشدة و نظرت لجوليا التي كانت تنظر لها ببرود قاتل كعادتها.
ليتساءل معتز باضطراب قائلا:
-اللي بتقوله جوليا صح؟
لم يجد رد من هالة ليغضب و يثور مكررا سؤاله:
-اللي قالته جوليا صح؟ انطقي.
لتجيبه جوليا بدلا منها قائلة:
-بتحاول تدور على كدبة.
ليسقط قصي على مقعده و هو يشعر بأنه على وشك الانهيار، نظرت سمر إلى جوليا قائلة بنبرة تشبه إلى رجاء:
-قصدك إيه يا جوليا؟
-قصدي أن زوجي المصون كان في علاقة مع الخدامة و مدام هالة و حاليا الخدامة حامل من جوزي.
شعر قصي بالضياع لينظر إلى جوليا ولكنه وجدها تتناول الطعام، لينظر الجميع إلى جبروتها المعتاد.
مسكت بمنديل الطعام لتمسح فمها برفق و تنهض و هي تقول:
-بالهنا و الشفا.
لتذهب جوليا لتأخذ المعطف الخاص بها و ترتديه و تأخذ حقيبتها.
لتجده يحتضنها من الخلف و يقبّل عنقها البارز برفق و ينظر إلى انعكاسهما سويا بالمرآة قائلا:
-وحشاني وحشاني يا جوليا.
نظرت له عبر المرآة لتجده ينظر لها بتملك لتبعده عنها برفق قائلة:
-كبرت على المواضيع دِ يا قصي.
ابتسم قصي ليقول:
-كبرتِ على إيه يا جوليا بجمالك ده؟
رفعت كتفيها لأعلى لتردف:
-كنت أقصدك أنت.
لتتركه و تغادر غرفة تبديل الثياب، لتتبدل ملامح قصي لأخرى حقودة فهي تعامله كأنه نكرة و هو قد سئم من ذلك الأمر ليذهب خلفها يجذبها نحوه و يحاول تقبيلها لكنها قامت بدفعه بقوة لتردف:
-عندك اجتماع ياريت متتأخرش عليه.
تركته لتغادر الغرفة بأكملها و تهبط لأسفل لتجد ابنتها تتذمر كعادتها من كثرة المذاكرة لتبتسم لها ابتسامه صادقة مليئة بالحب لا تظهر إلا لسواها.
تقدمت جوليا من ابنتها لتحتضنها و تقبّلها بقوة، لتبتسم لها جود و هي تردف:
-مامي.
-يا قلب مامي.
-ممكن أطلب طلب؟
-أطلبِ الدنيا كلها مش غالية عليكِ.
-ممكن أخد أجازه النهاردة من المذاكرة؟
-ممكن، ولكن استعدي للمدرسين اللي جايين النهاردة.
-لا ما هو و كمان اجازه من المدرسين.
-أنتِ قولتِ طلب واحد.
-تؤ، أنا قولت ممكن أطلب طلب.
-يبقى أهو طلب.
-طب شيلي الألف من أطلب.
-ممكن طلب طلب.
-طيب طلب و طلب يبقى إيه؟
لتبتسم جوليا على مشاغبة ابنتها و تردف:
-طلبين.
-شوفتي ازاي يا مدام جوليا؟
لتبتسم جوليا بقوة و تبدأ في تقبيل ابنتها التي تغار كثيرا و تتعالى صوت ضحكاتها، لتهتف جوليا باسم خادمتها:
-ريهام.
-نعم يا هانم؟
-ألغي النهاردة مواعيد أميرتنا جود.
-زي ما تؤمري يا هانم.
اومأت لها جوليا لتغادر، هبط قصي لأسفل ليقبّل ابنته و يجلس على مائدة الطعام و أنضمت له كلا من جوليا و جود.
لتقطع جود الصمت قائلة بحماس:
-بابي عايزة أخ.
نظر قصي لجوليا التي كانت تنظر بهاتفها، ليردف قصي قائلا:
-الحاجات دِ في إيد مامي أقنعيها.
نظرت له جوليا بحدة لتنهض و هي تجذب حقيبتها قائلة:
-جود حبيبتي متلعبيش كتير و خلي بالك من نفسك.
قبّلتها على وجنتها لتتركها و هي توصي ريهام عليها و تغادر لتستقل سيارتها بالسائق ولكنها توقفت قليلا حينما تقدم منها أحد موظفي الأمن قائلا:
-جوليا هانم الطرد ده وصل لقصي بيه.
جذبته جوليا منه لتبحث عن اسم الراسل ولكنها لم تجد لتفتح الظرف و تخرج ما بداخله كان عبارة عن ظرف أخر فتحته برفق لتخرج من داخله ورقة و بدأت في قراءتها.
بعدما أنهت جوليا من قراؤته و مازالت على حالة الجمود التي هي بها لتردف:
-عايزاك يا حامد في خدمة.
-رقبتي يا هانم.
-الظرف تأخده و تبعته لأي بريد يغلفه مرة تانية و تبعته لقصي بيه، ولكن لو قصي بيه عرف إني شوفته رقبتك هتطير.
تركته جوليا ليفتح لها السائق الباب و تجلس بداخل السيارة و هي تتفحص الحاسوب الذي بالسيارة.
دلفت جوليا إلى الشركة بخطوات واثقة و نظرات من الجميع يستغربون قوتها و يتساءلون كيف يتعامل قصي معها.
ذهبت جوليا إلى غرفة مكتبها، ليدلف قصي من باب الشركة و هو على وجهه تعابير الغضب ليبدأ في صب كل ما به على الجميع.
دلف قصي لغرفة جوليا لكنها لم تنتبه له؛ لأنها منشغلة بالعمل حتى وقف بجانبها و هو يردف:
-ممكن أفهم مقولتيش ليه؟
-خير مقولتش إيه؟
-أنك حولتي حساب بنص قيمة ثروتك في بنك لسويسرا باسم جود.
ألتفت جوليا بمقعدها المتحرك لتصبح بوجه قصي الذي استند بيده على المكتب و مال عليها قليلا، لتردف جوليا:
-هي فلوسك و لا فلوسي! من حكم في ماله ما ظلم يا قصي.
-و كمان دِ بنتنا، و بعد موتنا كل الفلوس هتروح ليها.
نظر قصي لجوليا بغضب لتقابله بأخرى جامدة و تردف:
-متنساش عزومة عائلتك بعد بكرة.
اومأ قصي ليغادر و يغلق خلفه الباب بقوة و غضب جاهد كثيرا لإخفائه.
على الجهة الأخرى،،
كان يجلس معتز بغرفته حتى أتت له هالة زوجته لتجلس بجانبه قائلة:
-حبيبي تحب نفطر بره؟
-لا مش قادر ما صدقت أخد النهاردة أجازه.
-طيب يا حبيبي، تيجي نزور أخوك و مراته.
-و ليه ما أحنا هنشوفهم بعد بكرة؟
-تغيير جو يا معتز.
-زهقت عشان بقعد علطول لوحدي و أنت في الشغل.
-ما ماما عرضت علينا نروح نعيش معاها في الشقة بتاعتها هي و بابا.
-الشقة هناك ضيقة مش بوسع الفيلا بتاعتنا.
-أنتِ اللي حابة قعدة الفيلا متتحججيش بقى.
-يا حبيبي أنا.
-أنتِ اللي مانعة تخلفي و تشغلي حياتك، و أنتِ اللي رافضة تشتغلي و تتعاملي زي الهانم المرتاحة؛ ارتاحي بقى.
تركها معتز ليغادر الغرفة و يذهب للمطبخ و يطلب من الخادمة إعداد الطعام لتومأ له بطاعة و تذهب لتجهز له الفطور.
شعرت هالة بالحقد و الغضب من معتز الذي أصبح يهملها في الآونة الأخيرة.
أخرج معتز هاتفه ليطمئن على والدته و أبيه الذي ترك أعماله لأبنائه الاثنين معتز و قصي ولكنه يعتمد أكثر على معتز رغم كسله و بالرغم من أن قصي ابنه الأكبر.
غادرت جوليا الشركة مبكرا لتستقل السيارة و تذهب إلى حيث منزلها حيث والدتها مازالت تعيش بذلك المنزل التي تزوجت به أبيها ولم توافق على الذهاب معها للعيش بعد زواجها بقصي.
قبّلت جوليا يد أمها التي ربتت على رأسها و تحدثت بهدوء كـجوليا، فجوليا نشأت في بيئة محافظة إلى حدا ما كانت عائلتها حادة الطباع و لها شخصية قوية ورثتها جوليا.
تفحصت جوليا المطبخ لتجد لا يوجد أكل كافي بالثلاجة، فهتفت باسم الخادمة، ولكنها لم تأتي لها لتوضح والدة جوليا الأمر:
-مش الخدامة اللي جبتيها سرقتني و مشيت.
شعرت جوليا بالغضب لتردف:
-و مبلغتنيش ليه؟
-عشاني مش محتاجة مساعدة من حد طول عمري بخدم نفسي بنفسي، ولا نسيتي أيام جويرية هانم يا جوليا.
تقدمت جوليا من أمها لتجلس أمامها قائلة:
-محدش يقدر ينسى جويرية هانم، ولكن خلاص تعبتِ كفاية زمان دلوقتي جه وقت إني أشيل عنك شوية يا أمي.
-ببقى في البيت و قلقانة عليكِ.
-أوعدك هختار أشخاص ثقة المرة الجاية صدقيني أسفة قصرت معاكِ.
نهضت جوليا لتقبّل جبهة أمها، و بدأت تهاتف بعض الأشخاص الموثوق بهم ليجدوا خادمة أخرى قادرة على الاعتناء بأمها.
وجدت هاتفها يتعالى رنينه لتجيب و تستمع للطرف الأخر:
-قصي بيه خرج بمجرد خروجك يا هانم، و أنا وراه حاليا.
-تمام يا عيسى ابعت اللوكشين بمجرد وصولك و متحسسهوش بحاجة.
-حاضر يا فندم.
تركت جوليا هاتفها لتقضي بعض الوقت اللطيف مع أمها، حتى صدر هاتفها عن رسالة و صورة لتقوم بفتحهم و تنهض على الفور قائلة:
-النهاردة هتكون في واحدة عندك يا ماما، هروح مشوار و أطمن على جود و هأجي.
-طمنيني عليها يا حبيبتي.
-حاضر يا حبيبتي خلي بالك من نفسك.
غادرت جوليا المنزل لتستقل المصعد ولكنها اصطدمت بأحد جيرانها السابقين الذي كان منبهر منها قائلا:
-مش قادر أصدق أنتِ جوليا أنتِ.
قاطعته جوليا و هي تنظر بهاتفها قائلة:
-أسفة عندي ميعاد مهم عن أذنك.
غادرت جوليا و هي تؤمر السائق بأن يسرع نحو المكان الذي أخبرته عنه، ليردف جارها قائلا:
-طول عمرك متكبرة و شايفة نفسك أنتِ و عائلتك.
شعرت جوليا بالقليل من الألم يجتاح رأسها، فجذبت زجاجة مياه من السائق و بدأت ترتشف منها و هي تفكر ماذا إن بالفعل وجدت قصي يخونها!
توقف السائق كما أمرته جوليا التي هبطت من السيارة و تقدمت للداخل لتجد عيسى في انتظارها قائلا:
-من هنا يا فندم.
وجدت جوليا قصي يجلس مع هالة على ترابيزة واحدة و يضحكان سويا و يبدو أن بينهم علاقة قوية لم تظهر بهذا الشكل من قبل أمامها فدوما ما كانوا حريصين على الاحترام المتبادل بينهم.
كادت أن تدلف إلى المطعم و تكسر عظام قصي بأكملها فهي جوليا الساعي لم يجرؤ أحد على خيانتها بل كان الجميع يطلبون مواعدتها و الزواج بها، ولكن أنتهى الأمر بزواجها من ذلك الخائن الذي يجلس أمامها الآن و يضحك مع زوجة أخيه المصون.
غادرت جوليا سريعا المكان و هي تحاول تهدئة نفسها حتى لا تثور و تخسر بمعركتها.
-يا هانم يا هانم، انا أعمل إيه؟
-بلغني هيروح فين لما يمشي من هنا.
اومأ عيسى ليظل بإنتظار قصي و كاد أن يشعر بالضجر فقد طالت مقابلتهم.
-حبيبي.
-يا عيونه؟
ابتسمت له هالة بخجل و هي تردف:
-هنتقابل امتى؟
-لما أجي عشاء بابا هحدد معاكِ ميعادنا الجديد.
اومأت له هالة و هي تمسك بيده قائلة:
-أنا خوفت أسألك بس أنت ليه حزين و متضايق؟
-هيكون مين منكد عليا حياتي غير جوليا.
-طب ما تخلص منها.
نظر لها قصي لتنظر أرضا سريعا و هي تندم على قولها هذا:
-ياريت ينفع.
صُدِمت هالة كثيرا فقصي كان يعشق جوليا يتمنى أن تنظر له أو تهتف باسمه فقط، ليفسر قصي قوله:
-بحس بالفخر من نظرات الجميع لما بدخل معاها لأي حفلة أو أي تجمع بيحسدني الكل عليها و على جمالها و ده أحلى شيء في جوليا.
لتردف هالة بنبرة تحمل الحقد لها ولكنها حاولت أن تصبح إلى حدا ما حزينة:
-قصدك إني مش جميلة!
تناول قصي الطعام و أردف حينما ابتلعه بحماس و ابتسامه انتصار على ثغره:
-هي أحلى، هي مصدر انجذاب و اهتمام الكل و بالرغم من ده اختارتني.
نهضت هالة لتذهب ولكنه مسك يدها قائلا:
-متتهوريش و تعملي حاجات تندمي عليها.
-مقدرش أتواجد مع حبيبي و هو شايف حد أحلى مني.
-هالة أنا و أنتِ بنقابل بعض ليه!
-ليه؟
-عشان نعوض اللي ناقصينه سواء من مراتي جوليا أو جوزك معتز و أكتر حاجة بكرهها في جوليا هو النكد فمتبقيش زيها.
عادت هالة لتجلس مرة أخرى و هي تبتسم قائلة:
-أنا كنت هروح الحمام بس شكلك مش عايزني أقوم من جمبك.
عادت جوليا إلى منزلها لتصعد إلى غرفتها و تتعجب جود من عودة أمها باكرا لتتقدم من ريهام متسائلة:
-في حاجة حصلت يا ريهام؟
-معرفش.
تركتها جود لتصعد لغرفة أمها التي خرجت من المرحاض للتو و هي تنظر إلى ابنتها قائلة:
-أنتِ بره سريرك ليه؟
-لسة بدري يا مامي أنتِ اللي جاية بدري.
نظرت جوليا للساعة لتجد مازال الوقت باكرا على خلود ابنتها للنوم، تقدمت جود من أمها لتحتضنها قائلة:
-أنا معرفش إيه اللي حصل ولكني لما أكبر هشيل عنك أوعدك.
هبطت جوليا لمستوى ابنتها و هي تبتسم لها بحب قائلة:
- و أنا واثقة أنك هتقدري تعمليها.
قبّلت رأسها و هي تنهض لتجفف شعرها الذي كاد أن يصل لأسفل عنقها، غادرت جود إلى غرفتها بعدما قبّلت أمها لتظل معها ريهام حتى تنام، بينما جوليا كانت تصفف شعرها أمام المرآة و تضع بعض الكريمات المرطبة لتجد قصي قد دلف لغرفتهم للتو.
خلع قصي معطف بذلته ليتساءل قائلا:
-إيه اللي خرجك بره؟
-كان عندي اجتماع.
-فين؟
لم تجيب عليه جوليا لتنهض و تتخطاه حتى تذهب إلى فراشها و تنام عليه، ليجلس قصي بجانبها و هو يبعد خصلات شعرها للخلف قائلا:
-ممكن أفهم واخدة مني موقف ليه؟ و كمان مش مدياني فرصة أقربلك.
نظرت له جوليا بداخل عيناه لتجعله يرتبك و بدأ في توزيع نظرات بعيدا عنها، أردفت جوليا بهدوء معتاد:
-لما تعرف تعتني كويس بالشركة و الشغل ساعتها هخلي وقتي كله ليك.
تركته جوليا لتغمض عينيها و تنام، ليشعر قصي بالغيظ و ينهض ليبدل ثيابه و يأتي لينام بجوارها حتى الصباح.
استيقظ قصي صباحا ولم يجد بجانبه جوليا ليتفقد الساعة ليجد الوقت باكرا، نهض و هو يلعن ذاته بداخله ليدلف إلى المرحاض و يغسل وجهه و أبدل ثيابه ليهبط لأسفل و هو يهتف باسم ريهام التي أتت له مسرعة:
-نعم يا باشا؟
-جوليا مشيت؟
-لا يا باشا في الجنينة لسة كانت بتودع الهانم الصغيرة.
اومأ قصي ليتركها و يتقدم للحديقة و هو يردف:
-جهزي الفطار.
وجدها قصي تجلس بالحديقة و ترتشف من قهوتها السادة الذي لا يعلم كيف تتذوقها و تتلذذ بطعمها.
-حبيبتي صباح الخير.
-صباح النور.
-مش هتلبسي و تروحي الشركة؟
-النهاردة أجازه.
اومأ لها قصي ليجد ريهام تقف خلفه و تقول:
-الفطار جهز يا باشا.
-يلا يا حبيبتي نفطر.
نهضت جوليا لتذهب إلى غرفة الطعام و معها قصي الذي كان يحاول التقرب منها ولكنها كانت باردة للغاية؛ لطالما كانت باردة المشاعر.
لينهض قصي بانفعال و يلقي الأطباق أرضا بغضب لتأتي ريهام على صوت الأطباق التي كُسرت، أشارت لها جوليا أن تذهب لتومأ لها و تغادر و هي خائفة من أن تُقام الحرب فجوليا في غضبها لا ترحم.
-هو أنا متجوز تلاجة! إيه كمية البرود دِ! أنا زهقت كل شوية أحب فيكِ و أدلعك و أكلمك حلو ولكنك باردة باردة بجد بدرجة لا تُطاق، ده أنا خايف بنتنا تطلع شبهك ساعتها هيبقى ربنا ابتلاني بمصيبتين.
تركت جوليا الهاتف من يدها لتنهض و هي تتساءل:
-كنت بتقول حاجة؟
تركته جوليا ليزداد غضبه أضعاف المضاعفة كيف يمكنها أن تمتلك كل ذلك البرود و من أين، بدأ في تحطيم كل ما يقابله من أثاث لتقلق ريهام و تصعد لغرفة جوليا و تطرق بابها.
-أدخل.
-يا هانم قصي بيه قاعد بيكسر أي حاجة يقابلها قدامه.
ابتسمت جوليا و هي تردف:
- سيبيه كسر الأشياء مفيد للعصبين زيه.
-بمجرد ما يمشي نضفي المكان، جود ترجع تلاقي البيت زي ما هو.
اومأت ريهام و هي تغادر لتجد قصي قد غادر بالفعل، استمعت لطرق على باب الفيلا لتتقدم من الباب و تفتحه لتجد حامد حارس جوليا.
-هي الهانم موجودة؟
-أه لحظة هبلغها.
دلف حامد ينتظر جوليا التي أتت له على الفور و أشارت لريهام أن تذهب لعملها، بدأ حامد في التحدث قائلا:
-بحثت عن الأمر يا هانم ولقيت أن التحليل خاص بهند عبداللطيف جلال خدامة سمر هانم.
عادت جوليا بجسدها للخلف و هي تبتسم بدهشة و تعجب، أهذا الحقير يخونها مع اثنتان!
نظرت جوليا لـ حامد لتردف:
-تمام يا حامد شكرا، تقدر تمشي و نسبتك محفوظة.
اومأ لها حامد ليغادر سريعا و هو خائف من ذلك الدمار الذي سيحدث من وراء جوليا الساعي فهي ليست بالفتاة التي تستسلم لأمرها.
جذبت جوليا هاتفها لترى تاريخ اليوم، قضت بقية اليوم بالمنزل و قررت أن تطبخ لابنتها التي أتت منذ ساعة و جلست بجانبها.
-تحيا مامي.
ابتسمت لها جوليا، تقدمت ريهام منها و هي تضع بجانبها ما تحتاجه و ما طلبته منها.
أتى المساء، و ودعت جوليا ابنتها التي دلفت لغرفتها لتنام و معها ريهام التي تظل بجانب جود حتى تنام و تطمئن عليها.
دلف قصي للمنزل بعد منتصف الليل، ليجد جوليا تضيء الأضواء و في انتظاره لتبتسم له تلك الابتسامه الجميلة الذي لم يراها منذ فترة.
حاول قصي تجاهلها ولكنه لم يستطع ليتقدم منها و يقف أمامها، فهي كانت تقف على الدرجات.
-خير إيه سبب السهرة الجميلة دِ؟ راضية عني يعني!
رفعت جوليا يدها لوجنتي قصي و هي مازالت تبتسم و اقتربت منه لتقبّل وجنته برقة و بطء.
أخذ قصي نفسا عميقا، ليهبط و يحمل جوليا بين يديه و صعد للأعلى حيث غرفتهما.
ليذوق قصي الجنة بين يدي جوليا ليومين، حتى أتى موعد زيارتهم لعائلته و كان عيد زواجهم.
غادرت جوليا المنزل بعد أن فجرت قنبلتها القوية و التي دمرتهم جميعا بلا استثناء.
فتح الحارس باب السيارة لجوليا التي كادت أن تستقلها ولكنها توقفت حينما استمعت لنداء قصي الذي هبط خلفها.
-أنتِ إيه اللي عملتيه ده؟ انطقي قولي إيه اللي قولتيه ده؟
اقترب منها ليجذبها من ذراعها بقوة و تحدث بغضب شديد أدى إلى ارتفاع ضغط دمه و كاد أن يُصاب بجلطة، رفع حراس جوليا أسلحتهم ليصوبوا نحو قصي الذي كان غير مستوعبا لما يحدث أتت لتنهي حياته و مستقبله بلحظة.
-أنتِ إيه؟
اقتربت جوليا منه لتجذب ياقة قميصه قائلة بجانب أذنه بنبرتها الباردة:
-أنا الدمار.
.
.
بقلم سلسبيل كوبك.
  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent