رواية سد خانة الفصل الثامن عشر 18 - بقلم فيروز مغازي
لبست هدومها، وخدت شنطتها ولبسها كعادة بيشبه لهدوم الرجالة، وسابت شعرها الدهبى القصير مفرود عل كتفها عدت ع غرفة دليلة، خبطت مبتردش فتحت ببطء لقتها نايمة ف حضنها فريد الصغنن، باست جبينها بحنان.
نجوان: شكلك رجعتى تحنى تانى، ربنا ينتقم منه معتصم، وجعك اوى يا حبيبتي.
بصت فى الساعة لقتها خمسة صباحاً.
معاد وصول نضال زى ما فهمت منه.
نزلت وركبت عربيتها ووصلت المطار قعدت فى انتظاره، الناس كانت بتوصل لاهليها الا نضال مش ظاهر من بين الناس.
فجاة لقته بيهل عليها بحضوره القوى، وقف قلبها من كتر نبضاته، رغم ان نظراته شاردة وحزينة، كانت سعيدة بوجوده..
جريت عليه وعيونها مدمعة مالفرحة، نطت لقصر قامتها وحضنت رقبته بتعيط جامد.
نجوان: كنت خايفة معرفش اشوفك تانى.
نضال ضمها ودفن راسه فى شعرها ساكت، وحست بدموعه الدافية بتلمس رقبتها.
نجوان بقلق: مالك يا نضال؟
نضال بصوت مبحوح: وحشتيني.
نجوان: وأنت كمان وحشتنى اوى، بس مالك نظراتك حزينة، قلبى بيقولى انك تعبان.
نضال: تعبان فوق ما تتصورى يا نوجة.
نجوان بعدت عن حضنه وضمت وشه بايدها الصغيرة وبصت جوة عيونه بحنان.
نجوان: انا جمبك، مش هسيبك تانى للابد.
نضال: تتجوزينى يا نوجة !!
نجوان خجلت: ايه السرعة دى؟!
نضال بهمس: موافقة !!
نجوان: موافقة ياسيدى.
نضال مسك ايدها: طيب تعالى دلوقتي.
نجوان اتصدمت: نعم !!
نضال: عايزك جمبى الفترة دى يا نوجة.
نجوان بتردد: بس أصل دليلة هتزعل.
نضال: هنقولها يا حبيبتي، وهنعمل كمان فرح وهنعزم الكون كله عليه، بس النهارده لازم انا وأنتِ نكون حلال بعض، ارجوكِ.
نجوان: موافقة، بس مالك، ليه عامل كده.
نضال: هقولك لما تروحى معايا شقتى.
نجوان بضيق: نعم، شقتك!
نضال: هكتب عليكى الاول يابت الهبلة.
نجوان حزنت: ادعيلها بالرحمة.
نضال باستيعاب: انا اسف جداً، ربنا يرحمها.
نجوان ضمت كفه بقوة: أنا عايزاك جمبى.
نضال: وأنا كمان، تعالى هنتجوز دلوقتي.
وخدها من المطار لاقرب مأذون وكتب عليها لحسن حظهم كان فى ماذون متاح فالوقت، الغير مناسب تماماً ده واخيرا حقق انتصار، كبير بجوازه منها بعد متاعب كبيرة شافها.
خرج وركب العربية الل وصلتهم من المطار، وطلب منه ياخدهم لشقته القديمة.
كل ده ونجوان مش شاغلها غير نظراته اللى حرفياً مفيهاش ذرة سعادة وكلها حزن.
دخلت الشقة الل بقالها كتير مقفولة، ومتربة بشكل مريب، دخل وراها بالشنط وشاف هو كمان المنظر، هز راسه بيأس ومسك فونه..
نجوان: هتعمل ايه !!
نضال: هكلم واحدة تيجى تنضفها.
نجوان بحزم: وانا مش عايزة واحدة تدب رجلها فى شقتى، مفهوم يا حبيبي !!
نضال ابتسم: حبيبك !!
نجوان: ايوة طبعاً، حبيبي وكل ما ليا.
نضال قفل الباب، وشدها لحضنه بحنان ضم خصرها بتملك بيبص لعينها عن قرب بحب.
نجوان بلغبطة: انا عايزة اروح انضف الشقة، رروح غير هدومك وارتاح وبعدين نتكلم.
نضال متابع شفايفها وهى بتتكلم بتوهان.
نضال: وايه كمان يا قلبى !!!
نجوان زقته بخجل: انا لازم امشى.
نضال حك دماغه بياس: طيب استنى اعمل حاجة معاكى، بدل ما تتعبى لوحدك.
نجوان: معندكش حاجة قديمة انضف بيها.
نضال: لا معنديش حاجات بنات.
نجوان: طيب خلاص هتصرف انا.
ودخلت الطرقة الل بتودى عالاوض، ودخلت اول اوضة فى وشها وخدت معاها الشنط.
لقت الاوضة دى كل حاجه فيها متغيطة كأن محدش دخلها بقاله عمر مش ثلاث سنين.
لسه هتفتح الدولاب، لقت نضال عندها.
نضال بحدة: الأوضة دى اقفليها خالص.
نجوان: مالك مش فاهمة حاجة!
نضال: اطلعى برة يا نجوان.
نجوان: فى ايه يا نضال، مالك؟
نضال: يا ستى مفيش انا قولتلك الاوضة دى تتقفل، واوضتنا اخر اوضة فى اخر الطرقة.
نجوان مفهمتش ماله وخمنت انه مرهق بس وخدت شنطته ودخلت اخر اوضة زى قالها، روقتها بعناية عشان يرتاح فيها، وضـبت كل هدومه فى الدولاب وخدت منهم حاجة ليها ينفع تفضل بيها لحد ما توضب بقيت الشقة.
كان هودى طويل عليها لحد الركبة تقريباً.
دخل عليها وهو مترب وحالته حالة لانه هو كمان بدأ برة يروق فى الرسبشن.
نجوان بيأس: ليه طيب، مانا كنت هخلص كل حاجة لوحدى مكنتش هتعبك.
نضال ابتسم لشكلها: حلو عليكى الهودى.
نجوان بخجل: معلش هبهدله بقي، اصل انت فاجتنى ومجبتش معايا حاجة.
نضال بحب: فداكِ عمرى كله يا حبيبتي.
نجوان بلغبطة: عموما تعالى الحمام نضيف، خد حمامك عقبال ما اخلص الل ورايا.
نضال: عندك حق بالشكل ال انا فيه ده مش هينفع خالص.
نجوان: هو ايه الل مش هينفع!
نضال غمزلها: هتعرفى يا قلبى.
وسابها ودخل الحمام، وهى خجلت وخرجت برة خلصت كل حاجة تقريباً فى وقت قليل.
بس كان اتهد حيلها حرفياً.
نزلت كمان اشترت مستلزمات كتير للبيت من الماركت الل تحت البيت وطلعت لقت الدنيا، هادية ونضال مش طالع ليه صوت..
دخلت الاوضة لقته لسه بيخرج من الحمام.
وعيونه حمرة بشكل مريب ومرعب.
نجوان اتفجعت: ايه ده، مالك !!
نضال: ممفيش تلاقى بخار الماية.
نجوان: نضال انت أنتَ مش طبيعى.
نضال: أنتِ كنتِ فين كده، غيرتى هدومك.
نجوان: متطلعش من الموضوع.
نضال: نوجة انا جعان اوى، هنزل اجيب اى حاجة من تحت نفطر بيها سوا.
نجوان: حاضر الل تشوفه انا جبت اكل من تحت عموماً.
نضال: هاتى حاجة خفيفة.
نجوان: هنتكلم عل فكرة.
نضال هز راسه وهى راحت جابت الاكل من المطبخ، واكل حاجات خفيفة معاها وشرب قهوته، وهى شالت الاكل ورجعتله من تانى، لقته اتمدد عالسرير بيبص للسقف.
نجوان تنهدت وقربت منه بحزن ومسحت على شعره برقتها المعتادة.
نضال غمض عينه: خليكِ جمبى.
نجوان بحزن: ممكن تقولى مالك؟
نضال: تعبان شوية، لو عايزة تساعدينى بجد خليكِ فى حضنى، محتاج انام، نوم عميق.
وسحبها بشويش لحضنه الدافى.
نجوان ضمته بشوق: أنا جمبك، نام يا حبي.
نضال ابتسم بضعف: كنت خايف متحبنيش، وجودك دلوقتي فارقلى كتير اوى.
نجوان بحنية: بالعكس وجودك انت الل والله طمن قلبى ونبضاته بشكل جميل اوى.
نضال: بحبك يا نوجة متتخليش عنى.
نجوان دست راسها فى رقبته:
- مستحيل، انا ندمت مرة ومش مستعدة انى اندم واتوجع تانى فى بعدك يا حبيبي.
نضال رفع وشها ليه بأمل: بجد حبيبك؟
نجوان: حبيبي وحياتى وعمرى كله كمان.
نضال حضن خدها وباسها بخفة: بحبك.
نجوان وشها احمر: ما تحترم نفسك.
نضال ضحك: مش عارف صدقينى.
نجوان خجلت: لا اعرف يا أخويا.
نضال بهمس: أنتِ مبتحنيش ولا ايه؟
نجوان: بطل تستفز مشاعرى بالله عليك انا دقيقة وهبعد بسبب جنانك ده.
نضال لمس شعرها: هموت نفسي لو مشيتى، خليكى جمبى ومتخافيش مش هأذيكِ.
نجوان: بعيد الشر عنك يا حبيبي.
نضال باحتياج: قربيلى يا نوجة.
نجوان ظهر فى عيونها نظرة رضا، فهمها هو ابتسم براحة وخطف انفاسها فى قبلة رقيقة ظهرت لهفتها عليه من حركة ايدها العفوية، حوالين رقبته وبصعوبة بِعد عنها بيهمس..
نضال: هشش مينفعش اكتر من كده، خلينا حلوين، حركاتك دى مش فى صالحك.
نجوان بضعف: أنتَ عايز منى ايه دوختنى.
نضال خباها بقـوة فحضنه: معلش سامحينى نفسي افرح بيكِ بالفستان الابيض.
نجوان: مش هتقولى مالك بردو؟
نضال: معلش انسي شوية، هقولك اكيد.
نجوان سكنت وغفت بسرعة فى حضنه انما هو عيونه مشفتش النوم طول الليل.
بعد وقت فاقت ع صوت الفون وكانت دليلة الل بترن، ونضال مكنش جمبها.
نجوان ردت: صباح الخير يا حب.
دليلة بقلق: أنتِ فين دلوقتي؟
نجوان: فى شقة نضال.
دليلة اتصدمت: لوحدك؟
نجوان ابتسمت: تؤ كنت بايتة فى حضنه.
دليلة لطمت: يالهوى، هو امتى جى من لندن اساساً!
نجوان: جيه الساعة خمسة الصبح.
دليلة: وأنتِ طبعاً مكدبتيش خبر.
نجوان بخبث: كان واحشنى، الله.
دليلة بضيق: أنتِ هبلة يا نجوان قوليلى ايه الل حصل ضحك عليكِ ازاى الحيوان ده.
نجوان ضحكت: بقا انا يتقالى الكلام ده؟
دليلة بغيظ: فهمينى يا نجوان.
نجوان تنهدت: اتجوزنا يا ستى.
دليلة اتصدمت: امتى؟
نجوان: من لما رجع مصر.
دليلة بضيق: ودخلتى دنيا من غير فرح؟
نجوان ببسمة: لا هو مرضيش، قالى هعملك فرح، وهفرح بيكِ وهلبسك الابيض.
دليلة براحة: طيب، هاتى اكلمه.
نجوان بياس: ماهو مش موجود.
دليلة: راح فين دى الساعة لسه 8 الصبح.
نجوان: مش عارفة، اقفلى طيب اكلمه.
دليلة: طب استنى عايزة اقولك حاجه.
نجوان: نعم يا قلبى؟
دليلة: انا هسافر النهارده القاهرة.
نجوان بيأس: مصرة بردو يا دليلة؟
دليلة: معلش أنا عشت حياتى هناك.
نجوان: طيب هقول لنضال واكيد هنجيلك.
دليلة: وبقالك زوج يشكمك يا بت سهير.
نجوان ضحكت: ده حبيبي يا بت.
دليلة: طيب اقفلى ياختى، بنات اخر زمن.
نجوان قفلت معاها بتضحك لقته داخل من باب اوضتهم، وهدومه متربة وعيونه حمرة وحالته متغيرة اوى، نجوان اتخضت طبعاً.
نجوان: مالك يا نضال؟
نضال حاول يبتسم: مفيش أنا كويس.
نجوان: لا انت مش كويس.
نضال: انا بخير يا نوجة والله.
نجوان: طيب ليه شكلك كده؟ ورحت فين
نضال: روحت المكان الل روحته بقي.
نجوان بحنق: فى ايه يا نضال ما تتكلم.
نضال بتعب: ابوس ايدك سيبنى عايز انام.
نجوان: تنام ايه بس احنا نمنا.
نضال بمرارة: انا معرفتش انام.
نجوان بحنية: طيب اعمل الل تحبه، انا هنا جمبك ومش هسييك.
نضال: ياريت تفضلى فى حضنى شويه لحد مانام، أنتِ اكيد حاسة بيا صح؟
نجوان بحزن: حاسة بيك بس مش فاهمة.
نضال: المهم انك حاسة يا نوجة.
وخدها فى حضنه وغفى لاول مرة من فترة، لاول مرة ينام بالعمق والراحة دى.
فغيابك مهما مشيت ورضيت.
وعملت صحاب واغانى وبيت.
هفضل مكسور مهما اتلميت
هفضل شارد مهما اتونست.
باصص لسقف اوضته قافل النور، وسرحان، بالمعنى الاصح غرقان فى ذكرياته معاها حتا لو كان متجوز غيرها وحواليه كل الناس هى وجودها مهم، ريحتها حواليه هى روحه، فى غيابها روحه بتسافر معاها، ووموجوع قلبه منها ومن قسوتها رغم انه سبب فى قسوتها، هو الل سرق طيبة قلبها وقساها عليه.
دخلت تقى الاوضة ومعاها تليفونه.
تقى بحزن: كلم يا خالو.
معتصم: مش عايز ارد على حد.
تقى: ده مدير اعمالك يا خالو.
معتصم بتعب: هاتى يا تقى، ايوة يا خليل.
خليل: فى عميلة مهمة اوى، عايزة تعمل معانا مناقصة هتكسبنا دهب.
معتصم: عميلة مين وشركة ايه يا خليل.
خليل: هو مدير اعمالها الل اتواصل معانا يا معتصم بيه، ولازم حضرتك تيجى بنفسك.
معتصم: وانا مش فاضي، خلص الموضوع.
خليل: ما المشكله ان الموضوع مش هيخلص فى الشركه هى عاملة حفلة كبيرة وعايزاك تحضرها تتعرف عليك وتتكلموا مع بعض، ف تفاصيل الشغل قبل ما تتعامل معاك حضرتك فى حاجه
معتصم بضيق : ومين دى بقى الل شايفة نفسها وعايزة تقيمنى انا معتصم الرواى، قبل ما تشتغل معايا لا دى الظاهر اتجننت رسمى.
خليل بتوتر:
- دى اشطر سيدة اعمال فى مجالنا، وغطت علينا من مدة بس حضرتك اللى مش متابع.
معتصم انتفض: غطت علينا كمان؟
خليل: للاسف، عشان كده احنا مضطرين.
معتصم بغيظ: تمام جاى لما اشوف مين دى.
خليل: تمام يا فندم.
وقفل التليفون وشد شعره بتعب، هو امتى بقي مهمل فى شغله كده !!
الظاهر خطفتى عقلى معاكِ يا دليلة !!
بص لقى تقى مبتسمة بخبث.
معتصم: مالك يا ست تقى !! فرحانه فيا!
تقى بمكر: لا فرحانة انك هترجع القاهرة.
معتصم: اشمعنا؟
تقى: اصلى زهقت من القعدة هنا.
معتصم: معلش خلاص هنمشي.
تقى: ولعلمك دليلة هناك.
معتصم باستخاف: لا والله!
تقى: اه والله، حمزة الل قالى.
معتصم بسرعة: أنتِ بتتكلمى جد!
تقى: اه والله، تعالى نلحق نشوفها بقي.
معتصم ابتسم: الحمدلله، هى اكيد هناك ف بيتها القديم انا هروحلها.
وخدها سافر بيها بجد وهيموت من الفرحة، وصل القاهرة وراح لبيت دليلة على طول.
اتخنق لما ملقاش حد هناك، وعرف كمان ان سهير اتوفت ومحدش دخل البيت من تلات سنين تقريباً، زفر بتعب وسال تقى لو تعرف مكانها من حمزة، عشان يقدر يشوفها.
تقى بيأس: حمزة قافل فونه من امبارح.
معتصم نفخ بخنقة: طب لما يفتحه اساليه.
تقى: حاضر تعالى نروح البيت بقي.
معتصم هز راسه لما خليل بدا يزن تانى، هنا رجع الڤيلة بجد، ودخل غرفته على طول.
لقى تارا راقدة فى السرير.
معتصم بتعجب: خير مالك نايمة كده؟
تارا: سسقطت من يومين.
معتصم انفعل: سقطتى !!
تارا دمعت: مانت قافل فونك اعملك ايه!
معتصم شد شعره بجنون: انا هتجنن، هتجنن ليه مش بيكملك حمل، انا تعبت، تعبت.
تارا عيطت: براحة يا معتصم، انا تعبانة.
معتصم: انا تعبت منك، أنتِ مش نافعة فى حاجة، تصدقى انك اكبر غلطة عملتها.
تارا بالم: بس انا غصب عنى والله.
معتصم: هو اليوم مش، طالب عكننة اساسا هدخل البس عشان اغور من وشك.
تارا بسرعة: رايح فين؟
معتصم بملل: حفلة تبع الشغل.
تارا قامت: طب انا جاية معاك، ممكن !!
معتصم بضيق: اشمعنا؟ مش تعبانة.
تارا بالم: تعبانة بس عايزة تكون معاك.
معتصم: براحتك أنا داخل البس.
وسابها ودخل غرفة الملابس، انما هى لطمت ع وشها وعيطت بتعب نفسي رهيب، خسرت الدنيا عشانه وهو مش طايق منها كلمة..
غسلت وشها وقامت لبست اشيك ما عندها، عشان متشمتش حسام فيها الل اكيد متابع، كامل تحركاتهم مع بعض !!
خرج معتصم لقاها جهزت، نزل قدامه وهى تقدمت منه ومسكت ايده بقوة.
تارا: ايدك مش هتفارق ايدى قصاد الناس.
معتصم نفخ: طيب، لما نوصل بقي.
ونتر ايدها وركب عربيته حست بقلبها اتكسر من قسوته، ركبت جمبه بتحاول تكبت دموع كتير عايزة تخونها وتنزل بغزارة.
-فى الحفلة-
واقفة متوترة بتبص لباب الاوتيل ال معمول فيه الحفل، بتفرك ايدها بتوتر كبير، وجمبها تمنى شايلة فريد وكانت فى ابهى طلتها.
تمنى: فى حاجة يا هانم!
دليلة: اولاً اسمى دليلة عادى يا حبيبتي، انما مالى فأنا بس منتظرة ضيف مهم جداً.
تمنى ابتسمت: شكلك زى القمر النهاردة.
دليلة بتوتر: بجد شكلى حلو يا تمنى.
تمنى بصدق: زى القمر وخمارك مجمل شكلك، أنتِ ناجحة عشان بتعملى شغل يرضى ربنا.
دليلة: متشكرة عل الدعم الجميل ده.
تمنى بمشاكسة: ومين الضيف؟
دليلة: هتعرفى دلوقتي.
فى اللحظة دى وصل حسام المكان، بحضور قوى، وبدلة شيك جداً، تمنى عيونها راحتله، قلبها دق بجنون مع كل خطوة بيقربها منها، كانت حاسة انها هيغمى عليها فى اى لحظة.
حسام بابتسامة ساحرة: ازيك يا تمنى!
تمنى بخجل: الحمدلله.
دليلة رفعت حاجبها: انت تعرفها؟
حسام ارتبك: اه شوفتها برة من شوية.
دليلة: عموماً انا عايزاك النهارده تعمل الل انا وانت اتفاقنا عليه بالحرف، ولو هى جت مع الباشا زود العيار حبتين، مفهوم؟؟
حسام بمكر: من غير ما تقولى.
دليلة: خليك واقف جمبى بقي.
حسام ضحك: ايه الرضا ده؟
دليلة بضيق: لا يا بيه مش هتسوق فيها انا وانت عارفين انت هنا ليه.
تمنى بغيرة: منور يا حسام بيه!
حسام عض شفته: بنورك يا جميل.
دليلة بضيق: لم نفسك انت مش بتضيع وقت مع كل واحدة شويه، انسان نرجسي مريض.
حسام ببرود: ممكن نحترم بعض!
دليلة: يبقي ملكش دعوة بتمنى، هى اختك الصغيرة فاهم !!!
تمنى بتوتر: ططيب فريد نام يا هانم.
دليلة: روحى بيه للعربية، وخلي بسيونى بس يوصلك البيت بسرعة.
تمنى بصت لحسام نظرة اخيرة: طيب، يارب تتبسطى وتكون حفلة جميلة.
دليلة: ان شاءلله خير.
تمنى: عن اذنك.
وخدت بعضها ومشيت للعربية برة، طبعاً لقت بسيونى قاعد فيها، ركبت وفريد فى حضنها.
بسيونى ابتسم: هتروحى ولا ايه !!
تمنى: ايوة، فريد نام، هروح بيه البيت.
بسيونى: شكلك مختلف النهارده.
تمنى بياس: مجبش نتيجة، ادينى مروحة.
بسيونى باعجاب: بالعكس أنتِ جميلة.
تمنى بتوتر: مش هتروحى طيب؟
بسيونى: هنروح حاضر بس استنى.
وخد الجاكت بتاعه وناوى يلبسها كنوع من توضيح اعجابه ليها يعنى.
عند حسام كان مش على بعضه من لما شاف الميكب والفستان بتوع تمنى الل خلوها، مش مجرد طفلة فى الـ 19 من عمرها، بل خلوها، انسانة ناضجة وأثارت مشاعره بجنون.
دليلة: فى حاجه يا حسام!
حسام: انا محتاح اخرج اعمل مكالمة.
دليلة: روح بس متتاخرش بالله عليك.
حسام اومى براسه بسرعة، وجرى لبرة بيدعى يلاقيها موجودة لسه مامشيت، مجرد خروجه لقاها فى الكرسي الخلفى للعربية، وبسيونى،، بيلبسها الجاكت بتاعه ونظراته المعجبة باينة لحسام بشكل كبير، الدمى غلى فى عروقه..
وانفعل بشكل مرعب وجرى شده من جمبها وقعه على الارض وصرخ فيه بجنون.
حسام: أنتَ اتجننت !!
بسيونى بضيق نفض هدومه: وانت مالك، يكونش حد داس ليك على طرف.
حسام شده من ياقته بانفعال: لو حاولت من تانى تقربلها هنسفك انت فااااهم.
تمنى برعب: ححسام خلاص امشي، امشي.
حسام بجنون بصلها: أنتِ تسكتِ خالص.
بسيونى بضيق: أنتِ تعرفيه؟
تمنى: ده باشا كبير هنا، دليلة هانم هتزعل.
بسيونى زق ايد حسام: باشا يحترم نفسه.
حسام بغضب لسه هيتكلم، تمنى توسلته انه يسكت بنظراتها وهو نفخ وانتظر يشوف اخر الموضوع مع الانسان المستفز ده.
تمنى: تعرف تاخد فريد تروحه البيت؟
بسيونى: وانتِ هتروحى فين؟
تمنى بتعب: هروح اى حتة، اعصابى تعبانة.
بسيونى هز راسه:
- طيب خلى بالك عل نفسك، وابقي ادخلى الحفلة لو عايزة كمليها وانا هخلى بالى من فريد، متقلقيش، وهبلغ مدام دليلة.
تمنى: طيب ماشي.
حسام واقفة وجواه غليل كبير هينفجر بجد من نظرات بسيونى ليها.
مشي بسيونى انما تمنى التفتت لحسام.
تمنى بانفعال: أنتَ اتجننت يا حسام؟
حسام شدها من ذراعها: لا الظاهر أنتِ الل اتجننتى، وشكلك معجبة بيه كمان وعاجبة اهلك النظرات القذرة بتاعته.
تمنى دمعت: اوعى ايدك، انا مسمحلكش.
حسام بغيرة جامحة: لا انتِ كده وعاجبك كده فكرك معرفش ماضيك الاسود فى الاقسام.
تمنى بالم: لتانى مرة بتعايرنى.
حسام: مش بعايرك، بس انت طلعتينى عن شعورى، ممكن اعرف ايه الميكب ده!
تمنى بغضب: وانت مالك بيا، سبنى وخليك جوة مع دليلة الل عينك هتطلع عليها وانا، بردو هعمل الل عل هوايا..
حسام جذبها ناحيته بجنون:
-وانا هنا مش كوز درة، وهخلى وشك ده، خريطة، تعالى كده معايا.
وشدها للباب الخلفى للـ الاوتيل..
وخدها لاوضته الل قاعد فيها هناك، وقفل عليهم الباب بقوة هز الاوتيل كله.
تمنى بانفعال: أنتَ بتعمل ايه؟
حسام قلع جاكيته: هعرفك ازاى تخرجى كده من بيتك وتخلى الناس تاكلك بعينها.
تمنى خافت: حسام أنتَ بتهزر صح !!
حسام جذبها من شعرها وباسها بهمجية وهى بتعيط بتقاومه وخايفة منه لدرجة كبيرة كل مادا كان بيقسي أكتر وجنونه نساه نفسي..
واقفة لوحدها فى الحفل وهتتجنن حسام اختفى فين ومعتصم خلاص هيجى.
رضوان: اهدى متبينيش التوتر، حتى لو هو جيه قبل حسام، مش مشكلة فى الاخر هو هيشوفك معاه واكيد حسام هيظهر.
دليلة: كنت عايزة ابينله انى استغنيت.
رضوان: بتتعبى نفسك وخلاص.
دليلة: صدقنى الل جوايا منه كتير اوى، هو خلانى انسانة قاسية، وجع قلبى مش هين.
رضوان: ربنا يصلح الحال ان شاءلله.
دليلة: ومش هوصيك عالل اتفاقنا عليه.
رضوان بياس: الل تشوفيه يا ستى.
دليلة: فين حمزة؟
رضوان: هتلاقيه راح هنا ولا هنا.
فى اللحظة دى وصل معتصم المكان، وماسك ايد تارا الل باين عليها الوجع رغم ابتسامتها.
ابتدى هو يسلم عل المعارف الكتير ال شافها فى المكان، وراسم عل وشه الجدية.
حس بحد بيشده من سترته بحماس.
اضايق وبص اتفاجى بـ حمزة مبتسم.
حمزة: ازيك يا عمو.
معتصم عيونه لمعت ونزل لمستواه حضنه.
معتصم: وحشتنى اوى يا حمزة.
حمزة: وانت كمان وحشتني يا عمو.
معتصم: أنتَ هنا لوحدك؟
حمزة ابتسم: لاء ماما معايا، هى اللى عملت الحفلة دى اساساً، شوفت بقينا اغنية.
معتصم دماغه وقفت وبص حواليه اتفاجى بيها واقفة بين الحضور بترحب بيهم، طبعاً استوعب انها صاحبة الشركه الى بتنافسه !!!
ولما شاف بسيونى ورضوان جمبها استوعب انها نفسها أم فريد، الطفل الل هو حبه !!
************************
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية سد خانة) اسم الرواية