رواية جريمة حب الفصل السادس عشر 16 - بقلم سلسبيل
__________________________
عادت لمنزلها بعد عدة أيام من الرعاية في المشفى، وتم القبض على جاسر بتهمة الخطف والشروع في قتل وقد أدلت جوليا بإفادتها ليُسجن على ذمة التحقيق.
فرحت جوليا برؤية ابنتها فهي قد اشتاقت لها كثيرا ولكنها مازالت قلقة عليها بالإضافة إلى أن حياتها أصبحت متوقفة لا تدرس ولا تمارس حياتها بشكل طبيعي لذا تشعر بأنها تظلمها معها.
كانت تراقبها من غرفتها لتجدها تلعب مع كل من ملك وريهام لتحزن على شعور ابنتها، ابتسمت وهي تراقب ابنتها كيف سعيدة والفرحة تملىء قلبها لتتذكر كيف قابلتها كم كانت غاضبة حزينة على فراق أمها حتى وجدت عدة جروح بجسدها لتبكي وتحتضن أمها؛ فهي قد افتقدتها كثيرا.
-متى ستتركين أمير؟
التفتت له لتراه اقتحم غرفتها لتعقد حاجبيها وتردف:
-يبدو أن عائلتك انشغلت عن تربيتك.
-أنا يتيم.
اقتربت منه لتقبض على ذراعه وتدفعه للخارج لتذهب لغرفة الضيوف حيث يمكنهم التحدث فيها أفضل من غرفتها لتعقد ذراعيها أمامها متساءلة:
-ماذا تريد؟
-أتساءل متى ستتخلين عنه؟
-أمير لا يعمل لدي بل يعمل من أجلي وأيضا يتقاضى بعض المال من أجل إتمام مهماته لا أجبره على فعل شيء.
-حسنا أتركيه نحن بحاجته ولكنه لا يستطيع الذهاب لأنه عقد معكِ صفقة.
تساءلت قائلة:
-أهو من أخبرك بالأمر؟
-نعم.
-هو من يريد الذهاب؟
-نعم.
-حسنا ولما سأمنعه من الذهاب لم أجبره على البقاء لذا لن أمانع في ذهابه.
-لم تعودي بحاجته.
-لِما تتحدث معي بغير رسمية!
-لا أسمح لك لذا اعتدل في حديثك، وأيضا تلك الصفقة عُقدت معي أنا وأمير لذا أنا وهو فقط من يتحكم في الأمر والعمل.
تركته وغادرت لتصطدم بأمير الذي كان قادم لها للحديث ليجد أدهم خلفها ليتبادل النظرات بينهما ويسأل أدهم عما يدور بعينيه ولكنه غادر لتستأذن جوليا وتغادر ولكنه أوقفها قائلا:
-وصلت لهند.
-هي فين؟
-مجبتهاش ولكن عرفت منها المعلومات اللي ممكن نحتاجها.
-اللي قتل والدتك والدة قصي سمر هانم بالاشتراك مع قصي.
كانت تتوقع الأمر ولكنها تساءلت بداخلها ما ذنب السيدة البريئة لتُقتل على إيدي قذرين مثلهم، لتنظر لأمير وتقول:
-أنا هعمل معاك صفقة جديدة.
استمع لها باهتمام، بينما أدهم كان يقف بعيدا عنهما بمسافة قصيرة حتى يتمكن من الاستماع لحديثهم لتكمل حديثها قائلة:
-هطلب منك تقتل شخص مقابل مبلغ مالي وساعتها كل واحد فينا هيروح من طريق ولا كأننا اتقابلنا.
تحمس أمير لأنه ظن بأنها ستقتل قصي وتتخلص منه نهائيا ولكنها فاجأته حينما قالت:
-عايزاك تقتل علي الأدهم.
انتبه على الفور للاسم ليتعجب من أنها تودّ قتل أبيه الذي لم يفعل لها شيء ليحاول فهم ما يدور بعقلها ولكنه لم يستطع ليحاول الاعتراض ولكنها تركته وذهبت لغرفة مكتبها تحاول العمل ولكنها تفكر أحقا قتلها لعلي خطوة صحيحة لها.
استمعت لطرق على الباب لتسمح للطارق بالدخول لتجد ريهام تتقدم منها وهي تفرك بيديها لتقول بارتباك:
-في شخص بره.
-مين؟
-شخص من المحكمة.
-هتقولي الكلام على مقاطع انجزي يا ريهام.
-أستاذ قصي رفع عليكِ قضية.
نهضت جوليا وتقدمت من الباب لتجد شخص ينتظرها لتمضي على ورقة الاستلام، لتستلم الورقة وتبدأ في قرأتها لقد رفع عليها قضية لسلب ابنتها منها لتمزق الورق أشلاء وتتركه يسقط أرضا لتغضب وتذهب ملتقطة هاتفها لتهاتفه ولكنه لم يجيب في المرة الأولى لتحاول المرة الثانية حتى أجاب قائلا بصوت ناعس استطاع اصطناعه:
-ألو.
-تأخد كام وتبعد عن البنت يا قصي؟
-ولا مال قارون كله يبعدني عن بنتي.
ابتسمت بسخرية لتجلس واضعة قدم فوق الأخرى قائلة:
-قصي اللي بينا مش عِشرة يوم أو اتنين دول سنين، وأنت ملكش في الجو الأُسري ولا بنتي ولا مراتي فتقول هتأخد كام مقابل جود وأنا موافقة.
-نرجع؟
-سيبك من حوار نرجع ومنرجعش أنا فرحت إني خرجت من البير بتاعك ومش هرجعله تاني برجلي.
-للدرجة دِ.
-بتكتر كلام يا ابن الأدهم قول عايز كام.
كاد أن يتحدث حتى وجدها تسحب منه الهاتف بقوة لتردف ببرود وكأنها لم تعترف بجريمتها للتو:
-لا أحنا عايزين البنت ولا عايزين فلوس ولا عايزينك، وياريت توافقي من غير كلام كتير عشان متحصليش المرحومة.
-أنا قولت قصي مبيتحركش لوحده، وأنتِ بقى بتعرفي تقتلي ولا بتأجري بس!
-أخر كلام عندي، البنت أهم عندي منك ومن الفلوس.
أغلقت المكالمة لتغضب جوليا وتحطم الهاتف أرضا وهتفت باسم ملك لتجعلها تنتفض من مكانها بذعر وتنظر لريهام بقلق متساءلة عما حدث.
-روحي متخافيش.
-مخافش إزاي بس!
كان كل من أدهم وأمير يجلسا أمامهم ينظرا كيف الخوف يعتلي ملامح وجوههم، لتتقدم ملك نحو غرفة المكتب وتدلف للداخل قائلة:
-نعم يا هانم؟
-جود هتقضي يومين في بيت الأدهم وأنتِ هتروحي معاها، تقدري تفدي روحك بيها؟
-طبعا يا هانم الست جويرية وجود فوق رأسي وميستاهلوش اللي بيحصل فيهم.
عقدت جوليا حاجبيها لتقول:
-قصدك إني أنا اللي أستاهل يعني!
نظرت ملك في الأرض لتستأذن وتغادر، كانت تعمل حتى وجدته يدلف للغرفة ولكنها لم تشعر بوجوده حتى شعرت بأنفاس خلفها لتلتفت على الفور وتشعر بالفزع وضعت يدها أمام جسدها وهي تلتقط أنفاسها متساءلة عن سبب وجوده.
-أنا مش هقتل علي الأدهم.
نظرت له باستفسار ليكمل حديثه:
-دِ خطوة غلط وهتندمي عليها.
-بتضيعي وقت، قتل الخصم الضعيف مش هيحققلك الفوز.
-علي الأدهم بالنسبة ليهم جندي بيحركوه بس.
أغلقت الملف الذي أمامها وضعت يد فوق أخرى وهي تفكر في حديثه لـتقول:
-أنا عايزاهم ينشغلوا بموته وساعتها.
قاطعها بحديثه لـيقول:
-وأنا شايف إنك هتخسري روح على الفاضي ولما تقتلي علي الأدهم أنتِ كدة بتوديه إنذار وهيقدر يأخد حذره منك لكن لما تبدأي بيه ساعتها مش هيقدر يخمن الضربة الجاية امتى وفين.
نظرت له وهي تفكر لتتساءل:
-وأنت رأيك إيه؟
-نخلص من قصي الأول.
-أنا خايفة على نفسية جود.
-ونفسيتها مش هتتعب بعدين!
نهضت وهي تشعر ببعض الألم في ظهرها لتتقدم منه عدة خطوات وهي تحاول أن ترخي عضلاتها قليلا لـتقول:
-تمام، قصي.
قاطعها رنين هاتفه ليعتذر ويجيب عليه ليستمع لصوت نيسان المحزن:
-جوزيف قتل السيدة.
وكأنه تلقى صفعة قوية للتو ليشعر بتأنيب ضمير لأنه لم يهتم بها وكان يجري خلف جوليا، شعرت بأن الدموية قد ذهبت من وجهه لتسأل بخفوت ماذا حدث لتنكمش على نفسها حينما انفجر صارخا في وجهها.
-اللي حصل إنه من ساعة ما مشيت وراكي وقابلتك وأنا كل المصايب بتنزل عليا واحدة ورا التانية، عشان خاطرك دخلت في حرب مليش دخل فيها، عشان خاطرك خسرت والدتي لأني ملطوع هنا جمبك.
ذهبت الدموية من وجهها هي الأخرى وشعرت بأنها محاصرة أمام حديثه ولكن طبعها غالب، لتردف قائلة بنبرة هادئة بدت كأنها باردة:
-قدام كل خدمة عملتها ليا كنت بتأخد فلوس وأنت اللي وافقت من البداية تشتغل معايا، مش ذنبي إنك عيل وبترجع في كلامك.
وكأن الكلام هبط كالصاعقة عليه، ألا تعلم أن تواسي البشر في مِحنتهم!!!!
ترك ذراعها ورجع للخلف خطوة، ليدلف أدهم للغرفة حينما عاد من الخارج واستمع لصوت صراخهم بينما الجميع كان خائف من الدخول لهم.
-ماذا هناك؟
-تقدر تمشي دلوقتي ومترجعش تاني وعلى فلوسك.
تقدمت من مكتبها لتحضر دفتر الشيكات الخاص بها لتكتب مبلغ كبير من المال وتعطيه الشيك في كف يده لتقول:
-كدة الحساب خالص.
كان مصدوم من برودها وهدوء أعصابها، لما تبدو وكأنها ليست بشرية من يأذي يحمل بداخله مشاعر الحقد والضغينة لما هي لا تشعر على الإطلاق ألا تمتلك قلب!
غادر الغرفة على الفور، لـيتقدم أدهم منها متساءلا عما يحدث لتردف قائلة:
-اذهب لصديقك ليس لدي إجابة لسؤالك.
-أخبريني حتى يمكنني المساعدة.
صرخت في وجهه بحدة قائلة:
-لا أعلم أخبرتك.
تركها وغادر وهو غاضب من هالة الغموض الذي يحيطها، ذهبت لمقعدها لتجلس عليه واضعة قدم فوق أخرى وارتشفت من كوب المياه أمامها لتشير لريهام لكي تغلق الباب.
على الجهة الأخرى،،
كان يلمم متعلقاته في حقيبة ظهره ليغادر ويذهب لقتل جوزيف الذي تعدى على أمه وقام بقتلها.
-ألن تخبرني ماذا حدث؟
كان يتحدث على الهاتف يحجز التذاكر الخاصة به ليغادر واختار أقرب رحلة لأمريكا، ليعترض أدهم طريقه قائلا:
-أخبرني الآن ماذا حدث.
-أكيرا قُتلت.
تخطاه ليستقل السيارة الخاصة به، بينما الصدمة احتلت ملامح أدهم ليشعر بالحزن على فقدانها ليستقل السيارة بجانبه ويقودها أمير نحو المطار.
__________________________
تمت دعوة عائلة الأدهم لحفل، ليشعر علي بعدم الراحة لأنه تمت دعوة معتز أيضا ومعه قصي ليعلم بأن تلك الليلة لن تمر بسلام.
اجتمعوا على طاولة واحدة لتهمس سمر لـقصي قائلة:
-ملقتش غيرها!!
نظر قصي لهالة وابتسم ثم أردف:
-لما نشوف ابنك هيعمل إيه.
دلف معتز من بوابة الحفل ليتقدم نحو طاولتهم ليتفاجيء بهالة والتي تتشابك بذراعها مع ذراع قصي أخيه ليعلم بأنه حقا أحقر إنسان قد يراه في حياته وأنها فتاة تستحق الموت لأنها بلا شرف.
وقف بجوار أبيه الذي كان يشعر بأن ما يحدث خطأ جسيم وأنه لم يستطع نشر الحب بداخل قلب أبنائه وأنه المذنب في دمار تلك العائلة، علم بأن الأمر انتهى حينما ترك زمام الأمور لتلك السيدة التي تسعى للانتقام ومال جوليا.
كانت ينظر لزوجته سابقا كيف تمكنت من خذلانه وخيانته بأبشع الصور، ربما الألم كان سيصبح أقل وجعا إن كان رجلا سوى أخيه ولكن الأسوأ في الأمر هو أن كل من أخيه و زوجته خانوه.
استأذن أبيه ليغادر ويترك الحفل بأكمله ويقود سيارته ليعود إلى منزله فوجوده في مكانهم سيجعله يرتكب بهم جريمة.
___________________________
كانت ترتدي جود ثيابها وهي سعيدة لأنها ستلتقي بأبيها، كان كل من ملك وريهام يحضروا حقيبتها بينما جوليا كانت تجلس على الأريكة تنظر لسعادة ابنتها المرتبطة بوجود أبيها لتشعر بالحزن لأنها ستضطر أن تحرمها من وجود أبيها في حياتها.
تقدمت جود من أمها وهي سعيدة لتقول:
-مامي هو أنا هقعد مع بابي كام يوم؟
-أسبوع.
-طب وهرجع المدرسة امتى؟
-لما ترجعي هنتكلم في الموضوع ده.
-المهم دلوقتي ركزي في كلامي، لو بابا سألك أنتِ كنتِ فين كل المدة دِ متجاوبيش قولي مكنتيش تعرفي.
-قولي إنك كنتِ في بيت لوحدك ومعاكِ خدم بس.
أومأت جود بصمت لتحتضنها جوليا وهي تهمس بأذنها قائلة:
-متخافيش أنا جمبك.
كانت جود خائفة أن أمها تتخلى عنها مرة أخرى، لتردف بضعف قائلة:
-مامي هو أنتِ هتسبيني تاني زي المرة اللي فاتت؟
-أنا لو سيبتك بيبقى غصب عني يا جود، واعرفي إن لو في بُعدي حماية ليكِ أنا هحميكِ.
-الشنط جاهزة يا هانم.
غادرت ملك مع جود حيث منزل قصي أو لنكن أكثر دقة منزل علي الأدهم.
صعدت جوليا لغرفتها لتبدل ثيابها لأخرى مريحة وجلست على الفراش وهي تفكر ما الذي قد يكون حدث وما الذي جعله يثور بتلك الطريقة، لتستلقى بجسدها وتغمض عينيها لتحاول النوم.
__________________________
وصلت طائرته إلى أمريكا لتكون في انتظاره سيارة من طرفه توصله هو وأدهم إلى المنزل الكبير ليجد في انتظاره نيسان وبعض رجالها.
-أعتذر سيدي ولكني فشلت في حمايتها.
ابتلع لعابه وهو يحاول التحكم في أعصابه، فهو يودّ أن ينفث كامل غضبه على أحدهم.
-ما الذي حدث؟
-أتى جوزيف هنا أمس ليصعد لغرفتها، ظننت أنه هنا للتحدث معها ولكنه هبط مرة أخرى وبيده سكين تغرقها الدماء لذا صعدت لأعلى على الفور لأطمئن على السيدة ولكني وجدتها غارفة في دمائها وقد اخترقتها عدة طعنات.
-وأين هو الآن؟
-لقد هرب، بحثت عنه كثيرا ولكني لم أجده.
-وسيتم دفن السيدة غدا.
على الرغم من شدة حزنه ألا وأنه كان واقف أمامهم بقوة ونظرات الانتقام تعلو عينيه، ليصعد نحو غرفة أمه بالقانون ليجلس على الفراش متذكرا أول لقاء بينهم.
عندما كان في العشرين من عمره في بداية عمله في إحدى الحفلات كانت تصطحب معها ابنها جوزيف وزوجها ولكنها كانت هدف لأحد الأشخاص.
لينقذها أمير عن طريق الصدفة، وكان يعمل في تلك الأثناء لحساب بيتر الذي اقترح على أكيرا أن تتبناه فهو لديه موهبة كبيرة يجب استغلالها وأيضا حتى يستطيع حمايتها وافقت في البداية ليتحول الأمر لعلاقة أم بابنها لدرجة أنها أحبته أكثر من ابنها الشرعي جوزيف والذي كان يهتم للمال والنساء ولم يكن يهتم بها.
كان يحمل بداخله ذلك الجميل، فهي من جعلت له اسم وساعدته بنفوذها ومالها ليصبح الجميع يخافه.
قرر قتل جوزيف قبل نهار اليوم، لينهض ويغادر غرفتها ويهبط لأسفل مشيرا لأدهم:
-استخدم سلطتي لمعرفة مكان ذلك الحقير.
-نيسان احضري لي الأسلحة التي قد احتاجها، فاليوم مقتل جوزيف.
وبالفعل بعد ساعتين استطاعوا الوصول لمخبأ جوزيف، فهو كان يختبيء بإحدى الحانات الصغيرة الذي لا يذهب لها أحد وقد استعان بأعداء كل من أمير وأكيرا.
تأكد من مسدسه الذي يوجد أسفل ظهره ليذهب للداخل بمفرده وأخذ يبحث عنه بعينيه حتى وجده يجلس بمفرده ليتقدم نحوه ببرود ووضع قدمه على الطاولة الزجاجية، ليرفع جوزيف نظره من قدمه للأعلى حيث وجهه الجامد الذي لا يبشر بخير.
أخرج أمير مسدسه ليطلق النيران على قدم جوزيف الذي صرخ بألم، ليجذبه أمير من ثيابه ويغادر الحانة قائلا:
-سأجعلك تندم على عدم قتلك لنفسك.
-وتندم على قتلك لأمي، أيها الحثالة.
دفعه لداخل السيارة، بينما جوزيف يصرخ من الألم وقدمه تنزف ليردف بصراخ:
-ارحمني.
-الرب من يرحم البشر.
قاد السيارة نحو مخزن يستخدمونه لتخزين الأسلحة ليدفعه لأرضية المكان بقوة ويؤمر أحد رجاله أن يغلق الباب، ليظهر وجهه الحقيقي ذلك القاتل المرعب الذي يخافه الموت.
ليتقدم ببطء نحو جوزيف الذي أخذ يتراجع للخلف بذعر قائلا:
-أجبروني على الأمر.
-لم أفعله عن قصد، قاموا بإجباري.
-لا تحاسبني على الأمر.
وجد جوزيف من يقيد حركته ليشعر بالذعر وكاد أن يموت من شدة الخوف حينما رأى قطعة حديد بيد أمير، ليبتسم أمير قائلا:
-يمكنك الصراخ كيفما تشاء.
لتخترق قطعة الحديد ذراعه الأيمن، ليخترق صوت صراخه أذن الجميع حتى من في الخارج فصوته كان قوي ناتج من شدة الألم.
لتخترق أخرى ذراعه الأيسر ومن ثم كل من قدمه الأيمن والأيسر أيضا.
ليشعر جوزيف بأنه فقد أطرافه بأكملها للتو، بينما رجال أمير كانوا يشعرون بالأسى عليه فقطع الحديد تخترق جسده ببشاعه وأيضا الدماء غرقت جسده.
ليتساءل أمير بابتسامه مخيفة على وجهه:
-بما تشعر؟
-أتشعر بالألم حقا!
-أين وضعت السكين؟
لم يجيب جوزيف ليحضر أمير قطعة أخرى مشيرا على جبهته قائلا:
-حسنا، حياتك لا تعيريني اهتمام.
صرخ بفزع مرة أخرى ليقول بحروف متقطعة:
-خبأتها في تلك الحانة.
لتخترق قطعة الحديد جبهتهه، لتفارق الروح جسد جوزيف وقد جحظت عينيه.
-اذهب لتفقد السكين في الحانة ومن ثم تصرف في تلك الجثة.
غادر المخزن وهو يرتدي المعطف الخاص به ويستقل السيارة ويذهب نحو المشرحة التي توجد بها أمه بالقانون ليودعها ويقبّل جبهتها.
ليأتي صباح اليوم التالي ويتم دفنها، ليقدم الجميع تعازيه لأمير الذي كان يقف في الأمام يرتدي نظارة سوداء تغطي ملامح وجهه.
ليصافح بيتر الذي وقف ليتحدث معه قائلا:
-قُدمت بك شكوى وتمكنت من التخلص منها.
-يمكنك العودة الآن لا داعي من الاختباء في مصر بعد الآن، نحن بحاجتك هنا بجوارنا.
-سنتحدث فيما بعد.
أردف بيتر بحدة قائلا:
-استمع لي جيدا، لا أعلم ما الذي يوجد بمصر لتتعلق به هكذا ولكن ما أعلمه بأنك إن انشغلت ستعود لنقطة الصفر مرة أخرى لن تعود لهيبتك مرة أخرى.
-ستكون كأول مرة رأيتك بها، بلا قيمة.
غضب أمير من حديث بيتر ليجذبه من ياقة قميصه قائلا بهمس بجانب أذنه:
-سواء بك أو من غيرك كنت وسأكون الأول.
-احذر من كلماتك، ثم إني أفعل ما يحلو لي لا ما تريده.
هتف باسم أدهم لـيقول:
-رافق مستر بيتر حتى يستطيع المغادرة.
انتهى الدفن والعزاء، ليعود أمير لمنزله مع أدهم لمناقشة بعض الأمور سويا.
بينما على الجهة الأخرى،،
كانت ترتدي ثيابها أمام المرآة وبجانبها ريهام التي تقول:
-هو أمير مشي ليه؟
لم تجيب لأنها كانت تعدل ثيابها وتضع اللمسات الأخيرة على وجهها بأدوات التجميل، لتشعر بالصداع يجتاحها فالنوم لم يطولها منذ أمس لتطلب فنجان من القهوة لتهبط ريهام للأسفل وتجد حامد بانتظار يتساءل.
-مردتش عليا.
-طب وبعدين؟
-مش عارفة، وكمان أنا مش مرتاحة.
-في إيه؟
-مش عارفة حاسة قلبي مقبوض.
-ربنا يستر.
هبطت جوليا من غرفتها وهي بكامل أناقتها، ولكنها عدلت تسريحة شعرها لتجعلها ملفتة للنظر بتلك الجديلة الصغيرة التي تتوسط شعرها.
كانت شاردة الذهن تفكر في تلك الأمور التي مرت بها، كيف تمكنت من تحمل كافة الأمور لتبتسم بسخرية بأن الظروف جعلتها قاسية لا تقهر.
وضعت ريهام كوب القهوة أمامها ولكن جوليا جذبت حقيبتها وغادرت، استقلت سيارتها وقادتها بنفسها لتغادر نحو الشركة.
هبطت من سيارتها وكادت أن تلتفت حتى وجدت أحدهم يجري نحوها حاملا بيده سكين.
كانت السكين أمام بطنها مباشرة، بينما هي كانت تقف ثابتة لم تهتز تنظر أمامها بلا حركة.
.
__________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية