رواية جريمة حب الفصل الخامس عشر 15 - بقلم سلسبيل

   

رواية جريمة حب الفصل الخامس عشر 15 - بقلم سلسبيل

 
___________________________
كانت تزحف أرضا والدماء أسفلها لعلها تصل للباب وتجد مخرجا من ذلك المختل، لم تكن تتوقع أن يكون بهذا السوء اللعنة لما تقع مع المختليين فقط!
كان يقف خلفها ينظر لها كيف تحاول بجد أن تخرج ليجذبها من شعرها بقوة حتى تقف أمامه لتصرخ وهي تنظر له، ليرفع يده الحرة نحو جرحها الذي ينزف بغزارة ويضغط عليه بقوة لتتألم وتمسك في ثيابه حتى لا تسقط ولكنها سقطت مغشيةً عليها بين ذراعيه ليحملها ويتجه نحو غرفته.
على الجهة الأخرى،،
كان حامد قلقا بشدة على غياب جوليا فهي لثلاث ليالِ لم تعود وأيضا أمير مختفي؛ فهو يمارس عمله.
دلف حامد للفيلا ليجد بها كل من ريهام وملك، ليقول:
-محدش عارف الهانم ممكن تكون فين؟
-وهي الهانم بتقول حاجة يا حامد! مروحتش معاها ليه؟
-رفضت.
دلف أمير وهو يحمل حقيبته على ظهره وجدهم متجمعين بالمطبخ ليذهب لهم ويرتشف بعض المياه، اقترب منه حامد وهو يقول:
-كنت فين؟
عقد حاجبيه لـيقول بنبرة جادة لا تحمل النقاش:
-ميخصكش يا حامد.
-الهانم مختفية من تلت أيام.
تساءل أمير عن الأمر بتعجب، لـيخبره حامد بما حدث في ذلك اليوم وبأنها غادرت مستقلة سيارتها بمفردها.
-متخافش مفيش حد هيروح للموت برجليه.
دلف لغرفته ليأخذ حماما ويبدل ثيابه، أخرج الحاسوب الخاص به ليتفقد حسابه بالبنك والذي ازداد في الآونة الأخيرة فوجوده هنا بمنزل جوليا يحميه كثيرا.
جذب هاتفه ليحاول الاتصال بها ولكنها لا تجيب، يبدو بأن هاتفها مغلق ليتجاهل الأمر ويهاتف إياد الذي أخبره بأنه سيكون على متن الطائرة بعد ساعة.
-حسنا، سأدع الأمر لك.
-تعلم بأن بيتر لن يستطع الصمود لفترة أطول.
-حسنا أعلم ذلك الأمر، ولكني أريدك أن تحل الأمر حتى لا يصبح معقد أكثر.
-حسنا، ولكن لا تنسى أن تهاتف أدهم فهو قد سئم من تلك الطفلة.
-حينما أعود ستعود.
أغلق الهاتف وأخرج تلك الصورة التي يحتفظ بها وابتسم، ولكنه استمع لصوت بالخارج ليظن بأنها عادت خرج ولكنه وجد أدهم ومعه جود.
تقدم أدهم نحو أمير وجذبه من ياقة قميصه قائلا بحدة:
-لقد مرت فترة طويلة، كيف تمكنت من نسياني!!
-كيف أتيت لهنا؟
-لا تنسى من أنا.
جرت جود إلى أمير الذي احتضنها وحملها بين ذراعيه، ليتساءل عن حالها وهي تجيب.
-كنتِ فين ده كله يا جود؟
نظرت جود لـريهام التي تساءلت لتجيب قائلة:
-الأول فين مامي؟
ابتلعت ريهام لعابها ولم تجيب، ليصحح أمير الأمر قائلا:
-في الشغل.
-طب يلا نروحلها ونعملها مفاجأة.
-لا مش دلوقتي.
-اطلعي مع ريهام تأخدي شاور وتغيري هدومك الأول.
تقدمت منها ريهام واحتضنتها بقوة وابتسامه، فهي من قامت بتربيتها وجلست معها منذ ولادتها ليصعدا سويا للغرفة وجود سعيدة بأنها عادت لمنزلها وأخذت تقص وتحكي كل ما حدث معها لريهام التي تستمع لها بحب.
كان كل من أمير وأدهم يجلسان سويا يتحدثان بالعمل وما الخطوة القادمة التي سيفعلها أمير ومتى سيغادر.
كانت تجلس تشعر بالألم وتتنفس بقوة وهو يخيط لها جرحها لتبتلع لعابها حينما شعرت به يتمادى بيده لتبعدها على الفور بقوة وهي تشعر بالألم من ذلك الجرح التي أُصيبت به، كانت تراه بهيئة رجل مجنون ينظر لها بينما يخيط جرحها بابتسامه غريبة تعتلي وجهه.
لـتردف بحدة وهي تشيح بنظرها عنه:
-مكنتش أتخيل إنك حقير كدة.
ابتسم لها ليقترب منها ويده ممتلئة بالدماء ليحيط وجنتيها بيده قائلا أمام وجهها:
-اللي يحصل عليكِ لازم يبقى قوي ولو أنتِ شايفاني حقير لأني بحبك يبقى أنا حقير.
-اللي بيحب حد مش بيخطفه ويعذبه دِ جريمة.
-أنتِ اللي جيتي لحد عندي مغصبتكيش على حاجة.
حاولت التخلص من قبضة يده ليتركها ويعود لجرحها الذي كان أسفل البطن بقليل، لترفع رأسها للأعلى وهي تتذكر لياليها الثلاث الماضية.
حينما استمعت لصوت الباب يُقفَل التفتت لتراه يقف مستندا بجسده على الباب يرتدي بنطاله فقط عاريا الصدر لتبتلع لعابها وتتقدم منه وهي تحاول ألا تنظر له لتقول:
-أنت كويس؟ حاسس بإيه؟ تحب نروح للدكتور؟
رفعت يدها وهي مازالت تنظر أرضا لتتفحص درجة حرارته ولكنه قبض على معصمها ليجبرها على النظر له متساءلا:
-بتحبيني؟
أردفت بنبرة جادة لا تقبل النقاش:
-ده مش وقته، أنت قولت إنك تعبان لو كانت دِ كذبة يبقى أسفة هضطر امشي.
حاولت دفعه ولكنها لم تستطيع لتنظر له، كيف ينظر لها! لما هو مخيف للغاية!
حاوط خصرها ليدفعها للأمام حيث الصالة حيث صورها تغطي المكان، لتردف قائلة:
-أنا عايزة أمشي.
-للأسف مفيش خروج من هنا ولا هروب يا جوليا.
التفتت له لترفع يدها وتصفعه بقوة على وجهه، ليغضب جاسر منها للغاية ويجذبها للأعلى ولكنها كانت ترفض وتقول بغضب:
-أنت اتجننت! أنا عايزة امشي.
دفعها للأعلى حيث غرفته ليدفعها على الفراش وهو يشير للغرفة بيديه قائلا:
-بصي حواليكِ مفيش مفر مني.
نظرت حولها لتجد صورها تغطي غرفته أيضا منذ أن التحقت بالجامعة وحينما أنجبت جود اللعنة لما يحتفظ بتلك الصور!!
-أنت عايز إيه يا جاسر؟
-عايزك.
-وأنت فاكر كدة أنا هوافق عليك تبقى اتجننت.
اقترب منها لتتراجع للخلف ولكنه جذب قدمها بقوة نحو ليعتليها، كانت تصرخ وهي تسبّه وتتحدث بصوت مرتفع لعل أحد يستمع لها لتراه يصب كل اهتمامه على عينيها لتبتلع لعابها وهي خائفة مما قد يفعله ذلك المختل بها فهو يبدو أنه أصبح مجنونا لا بل مهوسا بها وبصورها.
ركلته بقدمها ليتألم، جرت للخارج على الفور وذهبت نحو الباب لتحاول فتحه وأصبحت تطرق عليه بقوة لعل أحد يسمع الصوت ويأتي، بينما هو ذهب للمطبخ ليحضر تلك السكينة الصغيرة واقترب منها لتتبادل النظرات بينه وبين السكين لتشعر بالفزع حينما وجدته يقف أمامها لا يفصلهم سوى بعض الملليمترات ليهمس بجانب أذنها:
-لو هربتي تاني هتكون السكينة دِ في جسمك.
نظرت له وهي تحاول الحفاظ على هدوئها وضربات قلبها الذي كاد أن يخرج من موضعه، فأن يصبح قاتلها جاسر لم تكن تتوقع الأمر أبدا.
دفعها للصالة ليجذب ذلك الحبل وبدأ يقيدها، ليتعلق نظرها بحقيبتها الملقاة أرضا ليلتقطها ويخرج منها هاتفها قائلا:
-هروح أعمل كام حاجة وأجيلك.
جذب أيضا مفاتيح سيارتها ليخرج ويقوم بقيادة سيارتها لمكان بعيد عن منزله ويقوم بغلق هاتفها ووضعه بسيارتها حاول إزالة سجل مكالمته ورسالته ولكنه لم يستطع فتحه لذا اخترع كذبة في حال توجيه أي اتهام نحوه، ليعود لها مرة أخرى.
كانت هي تنظر حولها في محاولة منها للبحث عن مخرج لتحاول النهوض ولكنها سقطت أرضا لتشعر بالألم، لتحاول الوصول لباب المنزل ولكنها وجدته يفتح الباب لينظر لها ويغلقه مرة أخرى بإحكام ليساعدها على النهوض ويدفعها لتجلس على الأريكة.
جلس أمامها على الطاولة وجذب السكين الخاص به ليضعه على وجهها قائلا:
-أعمل فيكِ إيه! أكتر حاجة بحبها فيكِ روح التحدي اللي جواكِ ولكن معايا مش هتقدري يا جوليا.
-أنا واحد كتم حبه جواه لسنين.
-كنت تكمل جميلك وتقعد شوية كمان مستعجل أوي.
ابتسم وهو يشعر بنبرة السخرية في حديثها، ليبدأ في قطع الحبل ببطء وهو ينظر لعينيها لتقول:
-خيانتك ليا مش بالساهل.
أشار على نفسه بتعجب قائلا:
-خاين! أنا خاين!
-حبي ليكِ خيانة! أومال أستاذ قصي إيه لاعب بالية.
اغتاظت بشدة منه، لـتقول بهدوء:
-جاسر في سوء تفاهم، ممكن تسبني أروح حاليا ونتكلم بعدين؟
-أنا لو سبتك دلوقتي يبقى بضيع فرصة كبيرة.
حملها على الفور لتشهق وتحاول أن تبعده عنها لتضربه في مقدمة جسده ولكنه لم يتأثر ليصعد للأعلى حيث غرفته مرة أخرى.
-عشان يبقى يشيلك كويس.
ألقى بجسدها على الفراش ليحاول اغتصابها ولكنها كانت تقاوم لتجذب تلك الأباجورة بجوارها وتضربه بها على مقدمة رأسه ولكنه لم يتأثر لتحاول ركله والصراخ حتى تنقذ نفسها ولكن لا أحد يعيش في الجوار، فهو كان يحلم بذلك اليوم الذي سيتمكن من حبسها بمنزله وتصبح مِلكهُ للأبد.
كانت تسبّه وترفص بقدميها بقوة حتى استطاعت إزاحته ليقف أمامها، بينما هي كانت تنظر حولها لعلها تجد شيء تضربه به حتى تعلقت عينيها ببرواز قديم متعلق لتجري نحوه وتمسكه لتضربه به بقوة على رأسه وتتركه وتجري لأسفل لتختبيء بالمطبخ.
ألقى البرواز أرضا وهو يشعر بقليل من الدوار وأيضا بعض الدماء التي خرجت من تلك الجروح البسيطة التي سببها البرواز، ليهبط لأسفل وأصبح يبحث عنها في كل مكان.
ليتذكر جملتها حينما أتت هنا لأول مرة تهنئه على المنزل الجديد:
-"البيت جميل، وخاصة المطبخ مكان كويس عشان أهرب فيه من قصي".
ابتسمت له فهي كانت تعتبره صديق جيد لها ويمكنه حمايتها، أتى اليوم التي تخاف ممن جعلته صديق.
ليذهب نحو المطبخ ويجذب سكين ليشعر بها بجوار الثلاجة وطاولة المطبخ ليجذبها من شعرها لتنهض وهي تشهق وتتألم.
-مش هتقدري تهربي يا جوليا.
ليطعنها بالسكين بجانبها الأيمن لتشهق جوليا بصدمة من الذي فعله، أحقا قام بطعنها للتو!! جحظت عينيها من هول الصدمة، كيف تمكن فعل الأمر؟ أهانت عليه!
تمسكت بياقة قميصه وهي تحاول أن تستند بيدها على الطاولة حتى لا تسقط أرضا، ليتركها ويذهب نحو المرحاض ليجلب حقنة مهدئة بينما هي كانت تجلس أرضا تسقط الدماء منها تحاول أن توقفها بيدها وهي تلفظ أنفاسها والتي اعتقدت أنها الاخيرة أعتقد بأنها ستموت في ذلك المنزل الوضيع.
تقدم منها ليحقنها بالمهدئ ليتبادلوا النظرات سويا حتى سقطت أثره، بينما هو حملها ليصعد لغرفته ويعالج جرحها فهو يعلم جيدا كيفية التعامل مع الجروح لطالما كان يجرح نفسه كلما رأى قصي يقترب منها ويقبّلها وهي لأنها زوجته لم تكن تمانع.
نهضت جوليا في اليوم التالي لتنظر حولها ولكنها لم تجده لتحاول النهوض ولكنها لم تستطيع لتجد يدها مقيدة بجوار السرير لتغضب، بعد فترة وجدته يدلف الغرفة بطعام صحي لتحاول الاعتدال ليساعدها ولكنها ترفض ليهمس بجوار أذنها:
-نومك طول الليل جمبي كان مريح للأعصاب.
نظرت له بأعين غاضبة، بينما هو ابتسم ليقول:
-مالك ساكتة ليه؟
نظرت له لتردف قائلة بهدوء:
-اللي بيفكر في جريمة قتل مش بيقولها في العلن، وخد بالك إن صبري ضيق وأنت هتتوسلني عشان أبقى على حياتك بعدين.
ضحك بعلو صوته ليستفزها ولكنها لم تبين له الأمر لتنظر للأمام بنظرات جامدة، يُكاد يجزم بأنها هي من اختطفته وليس هو كيف تجلس بكل هذا البرود ولم يجد في عينيها نظرة خوف!
-عايزة ماية.
نظر حولها ولكنه لم يجد مياه ليهبط لأسفل ويجلب لها زجاجة، بينما هي حاولت فك ذلك الحبل المتين والذي كان واسع على معصمها لتنهض على الفور وتقدمت من الشرفة لتفتحها وتنظر لأسفل لم تكن المسافة طويلة لتقرر القفز ومن ثم الخروج عبر البوابة الكبيرة كادت أن تهبط لتجده يدلف للغرفة ليتبادلوا النظرات سويا بينما هو ابتسم قائلا:
-عالية عليكِ يا جوليا.
بادلته نفس ابتسامه السخرية، لتقفز لأسفل والأمر ازداد سوء فجرحها ما زال جديد لذا نزفت الكثير من الدماء وأيضا وجهها تضرر لتحاول النهوض وتجري نحو البوابة لتغادر المكان بأقصى سرعتها.
استقل سيارته وقادها للخارج حتى استطاع رؤيتها ليبتسم ويطاردها بالسيارة، بينما هي شعرت بالألم يجتاح جسدها بأكمله لتحاول البحث عن أحد لمساعدتها ولكنه أعادها مرة أخرى للمنزل ليصبح غاضب بشدة من هروبها منه لـيقول:
-أنتِ مش بتفهمي ليه؟
-أنا بحبك، بصي حواليكِ صورك في كل مكان.
كان يتحدث بهستيرية لتضربه في صدره بقوة قائلة:
-اللي بيحب مش بيأذي، وكمان لو أنت أخر راجل في الأرض مش هقبل بيه يا جاسر أنت مجنون زيك زيهم وأنا مش هتجوز مجنون تاني.
صفعها بقوة على وجنتها بهستيرية عدة مرات، فهو لا يحبها لشخصها بل يحبها من أجل التملك فهو يندم في كل مرة لأنه لم يتزوجها قبل قصي لذا أخذ الأمر تحدي وكان يقترب منها حتى يمكنه الحصول عليها ولكنه استشاط غضبا حينما وجدها تقترب من ذلك المدعو قاسم(أمير).
دلف للمطبخ ليعد بعض الطعام لهما، بينما هي كانت تحاول الوصول للباب فهو لم يغلقه عندما عاد حاولت النهوض ولكنها لم تستطع لذا زحفت أرضا والدماء أسفلها لعلها تصل للباب وتجد مخرجا من ذلك المختل، لم تكن تتوقع أن يكون بهذا السوء اللعنة لما تقع مع المختليين فقط!
كان يقف خلفها ينظر لها كيف تحاول بجد أن تخرج ليجذبها من شعرها بقوة حتى تقف أمامه لتصرخ وهي تنظر له، ليرفع يده الحرة نحو جرحها الذي ينزف بغزارة ويضغط عليه بقوة لتتألم وتمسك في ثيابه حتى لا تسقط ولكنها سقطت مغشيةً عليها بين أحضانه ليحملها ويتجه نحو غرفته.
____________________________
كان قلقا فهو قام بمهاتفتها عدة مرات ولم تجيب ليغضب من إهمالها وأنها لم توافق أن تأخذ حامد معها ليلعنها بداخله.
-لما أنت قلق؟
-لم تعود لأكثر من ثلاث ليالِ.
اقترب أدهم من أمير بشدة حتى كاد يقبّله ليتعجب أمير منه ويدفعه ولكن أدهم لم يتحرك ليردف وهو ينظر لداخل عينيه:
-أريد سؤالك عن أمر ولكن يجب أن تُجيب بصدق.
-تستطيع سؤالي من بُعد.
رفض أدهم برأسه ليقول:
-أأنت معجب بها؟
جحظت عين أمير ليدفعه بقوة وغضب لـيقول:
-أجننت!! أحب من؟ تلك الباردة!!
-ييدو بأنك متأثر قليلا بعدة أفلام.
غادر أمير وترك أدهم بمفرده في الحديقة، ليهز رأسه عدة مرات وهو يفكر ليردف بداخله:
-يبدو حقا أنك معجب بها.
أخرج هاتفه وحاول التواصل مع أحد معارفه ليعلم بموقع سيارتها، كان ينتظر بفارغ الصبر أن تأتيه المعلومة وكان يجول في غرفته ذهابا وإيابا.
دلفت جود لغرفته وهي تبتسم لتقول:
-هي مامي هترجع امتى؟
-تعالي.
جلس على الأريكة لتقف أمامه ويمسد بيده على شعرها بابتسامه ليقول:
-أنتِ مبسوطة؟
-أه، ولكني زعلانة من مامي.
-ليه؟
-عشان هي مش بتسأل عليا وكمان سابت بابي ومبقتش تحبني زي الأول.
-مامي بتحبك يا جود، وكمان لما تكبري هتفهمي هي سابت بابي ليه.
تعالى رنين هاتفه ليبعد جود عنه ويجيب على الهاتف ليدون الموقع بورقة خارجية قائلا:
-جود خليكِ مع ريهام لغاية ما أرجع.
غادر أمير ليذهب نحو إحدى السيارات ليجد كل من حامد وأدهم يستقلون السيارة معه.
-اطلع.
-هيا قُدّ.
قاد أمير السيارة نحو موقع سيارة جوليا ليجدها أسفل كوبري، اقترب من السيارة ولم يجدها بها ليرتاح قليلا بدأ في فحصها حتى وجد بداخلها المفاتيح وأيضا هاتفها لينظر حوله حتى وجد قالب طوب ليكسر به الزجاج ويفتح الباب من الداخل.
استقل السيارة وجذب هاتفها ليحاول فتحه ولكنه محمي بكلمة مرور، هاتف ريهام لعلها تعلم بكلمة المرور ولكنها لا تعلم لذا طلب منها أن يعطي الهاتف لجود.
-جود عارفة باسورد تليفون ماما؟
-أه.
أخبرته بكلمة المرور فهي قد رأت أمها من قبل تكتبه لذا حفظته حتى تفتحه من دون علمها وتلعب عليه، قام أمير بفتحه ليجد سجل المكالمات وقد كانت جميعها لجاسر لذا فتح تطبيق الواتساب ووجد أن جاسر قد أرسل لها رسالة استغاثة وأنه متعب للغاية ويحتاجها لذا ذهبت له لتطمئن عليه فهو صديقها وأيضا يعلم عن حياتها الكثير.
تساءل بداخله أحقا هي كل ذلك الوقت معه ترعاه!! وإن كانت معه ترعاه لما سيارتها وهاتفها بعيدا عن متناول يدها! شعر بأن هناك خطب ما حدث لها لذا ذهب لسيارته واستقلها مرة أخرى متساءلا عن منزل جاسر، أردف حامد:
-صح أنا نسيت أكيد جاسر بيه عارف طريقها دِ سرها معاه.
-هتصل بيه.
رفض أمير لـيقول:
-بلغني بعنوان بيته وبس.
-أنا مش عارفه أوي لأني ولا مرة روحت بيته، ولكن اللي أنا فاكره أن الهانم قالت على المكان قبل كدة.
-أفتكر.
حاول حامد كثيرا حتى تذكر المكان، ليقود أمير نحوه ولكن لم يكن العنوان دقيقا ليتفرقا ثلاثتهم ليبحثوا عن المنزل فالمكان كان فارغ لا توجد به سوى عدة عمارات لم تُنشيء بعد.
وقف أمير حينما وجد اسم جاسر بجانب بوابة الفيلا ليدفع الباب ويدخل حتى وصل لباب المنزل الداخلي وطرق عليه عدة مرات.
حاولت التحرك ولكن يدها مقيدة بالفراش، أردف جاسر قائلا:
-مش عايز أسمع صوت ليكِ.
هبط لأسفل بعدما أغلق الباب عليها حتى لا تهرب وفتح الباب ليجد أمامه أمير، تحدث بنبرة هادئة:
-خير؟
-جوليا.
-مالها؟
-مفقودة من تلت أيام وأحنا بندور عليها ياريت تتعاون معانا لأن حضرتك أخر شخص هي كلمته.
-هي فعلا جت هنا لأني كنت تعبان وبعدها مشيت علطول مكملتش ساعة عندي.
تذكر جاسر حينما قاد سيارتها لأسفل الكوبري ومن ثم حاول فتح الهاتف ولكنه فشل في تخمين كلمة المرور الصحيحة لذا ترك الهاتف بعدما أغلقه ليغادر.
-طب هي كانت تعبانة لما جت ليك أو بلغتك بأي حاجة؟
-هو تحقيق! جوليا كبيرة وفاهمة هي بتعمل إيه وأكيد مفيش خطر عليها.
-متنساش أنها ليها أعداء كتير.
-وحتى لو ليها أعداء كتير أنا مستحيل أكون منهم عشان كدة بلاش نظرة الاتهام دِ.
أومأ له أمير ليغلق جاسر الباب في وجهه بقلة ذوق لينظر أمير حوله، خفض مستواه لتلتقط يده ذلك القُرْط الصغير أي زينة الأُذن بلونه الأبيض الذي برز في الأرضية السوداء ويتذكر تلك البقعة الحمراء الذي كانت في معصمه ليتأكد بأنها بالداخل وأنه من قام بخطفها.
غادر أمير وهو يعلم بأن جاسر يراقبه حتى يغادر، حينما رأه يغادر صعد لأعلى وفك قيد جوليا الغاضبة ليحاول أن يجعلها تشرب المياه فهي لم تتناول أي طعام أو تشرب مياه فهو خائف أن تموت هنا بالإضافة إلى إصابتها.
ليضغط على جرحها بقوة قائلا من بين أسنانه بغيظ:
-يعني مش هتشربي ولا هتأكلي؟
تألمت لتنظر له وهي تحاول أن تبعده عنها ولكنه بقوة يفوق قوتها، فقد تلونت شفتيها باللون الأبيض و أصبح وجهها شاحب وقد ذبلت عينيها وأيضا جسدها ضعف فهي واجهت عدة أيام صعبة.
هبط لأسفل وتركها تعاني من ألم جرحها لتحاول النهوض وبدأت تستند على الحائط حتى هبطت لأسفل و وجدته أمام صورها يتفحصها بيده قائلا بعدما شعر بها خلفه:
-جميلة مش كدة؟
وقفت خلفه صامته بينما هو كان يجلس أمامها ينظر لصورها يتحدث:
-حبيتها من أول يوم جامعة بنت جميلة ولكن قاسية سألت نفسي ليه واحدة زيها قاسية كدة! الإنسان مش بيبقى قاسي إلا لما بيمر بظروف وحشة ليه هي قاسية كنتِ غامضة ما بين الكل لوحدك مبتحبيش الصحاب ولا اللمة عشان كدة حبيت أقرب ليكِ ولكن قصي جه وخطفك مني.
جذب صورة تجمعها بقصي ليمزقها، أردفت جوليا بصوت ضعيف:
-حتى لو كنت طلبتني ساعتها كنت هرفض لأني كنت بدور على النفوذ.
وجدته يقبض على عنقها بقوة ويدفعها للحائط خلفها قائلا:
-دلوقتي مفيش اختيارات دلوقتي أنا وحتى لو اختارتي الموت هيبقى أنا يا جوليا.
استمع كلاهما لطرق على الباب، كادت أن تتحدث حتى وضع يده أمام فمها بقوة يمنعها من الحديث قائلا:
-شكل النهاردة هتحصل جريمة قتل بسببك.
لم يفتح كان ينتظر أن يمل الطارق ويغادر ولكنه كان أمير الذي لم يهدأ له بال منذ أن رأى بقعة الدماء في معصمه لتدور في باله أسوأ السيناريوهات التي من الممكن أن تحدث لفتاة مثلها.
أطلق النيران على مقبض الباب ومن ثم دفع الباب بقدمه ليسقط أمامه أرضا لتفزع جوليا ويجذبها جاسر لتقف أمامه ووضع سكين على عنقها.
ليدلفوا ثلاثتهم وأمير في المنتصف وقعت عينيه عليها كم ذبلت وضعفت! ليلعن نفسه بأنه لم يعطي للأمر اهتماما في البداية.
-محدش فيكم يقرب عشان متموتش.
أردفت وهي تنظر أمامها بقوة قائلة:
-لو كنت عايز تموتني كنت عملتها.
لتشير لحامد أن يتقدم ولكن منعه أدهم الذي كان يعلم بأن أمير سيتولى الأمر، تقدم أمير عدة خطوات للأمام ببطء وهو يصوب نظره لجاسر يدرس تحركاته و ارتباكه الظاهر يبدو بأنه لأول مرة يختطف أحد، جرحها بعنقها قائلا:
-المرة الجاية هقتلها.
أخرج أدهم مسدسه وأطلق النيران نحو تلك النجفة التي تعلو رأسه، نظرت للأعلى وهي خائفة أن تسقط عليها بينما جاسر تشتت ليجذبها أمير نحوه بقوة وتسقط على رأس جاسر الذي جُرح.
كان يحاوطها بذراعيه بقوة تبادلوا النظرات سويا، لتهمس قائلة:
-متسبش حقي.
استندت برأسها على كتفه وهي تلتقط أنفاسها فهي قد مرت بالكثير، ليردف أدهم قائلا:
-علينا إسعافها فهي تنزف.
أشار أدهم إلى جرحها ليضع ذراعها حول كتفيه ويخرج بها من المنزل قائلا:
-حامد خده وسلمه للشرطة.
كانت تشعر بالتعب والألم من المجهود الذي مرت به لذا كانت تتشبث بثيابه فهي تشعر بأنها ستسقط ساعدها لتجلس في السيارة وهو يضع يده على جرحها ليضغط عليه برفق يمنع الدماء أن تتدفق للخارج، قاد أدهم السيارة لأقرب مشفى قد تقابلهم؛ بينما حامد ضرب جاسر عدة مرات وقد قام بمهاتفة رجاله من فترة حتى يأتوا لمساعدتهم ولكن يبدو بأنه لم يكن بحاجتهم بشدة ليستقل السيارة معهم ويذهبوا للإبلاغ عنه.
طلبوا نقالة لها ليذهبوا بها للداخل لفحصها ومعالجة جروحها، كان يأخذ الممر ذهابا وإيابا حتى يطمئن عليها ليردف أدهم ببرود وهو يقف أمامه:
-لا أرى أمامي أمير القاتل، أين أخفيته؟
عقد أمير حاجبيه باستفهام، ليكمل حديثه قائلا:
-أرى أمامي أمير الخائف، الضعيف والمُحبّ.
وكأنه صفعه للتو وأخبره بحقيقة كان لا يشعر بها أو يعلمها، أخبره بأمر لأول مرة يحدث معه كان يشعر بأنه يشفق عليها في البداية ولكن لما يبدو الأمر وكأنه تحول لإعجاب.
ابتلع لعابه وكل ما بداخله يكذب الأمر، لن يحبها إنها جريمة.
  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
تعليقات