رواية عشق الفيروز "لا تظلمني" الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ولاء رفعت
🚌🚌
* كانت مستلقيه ع تختها شاردة ف الفراغ وآثار عبراتها ع وجنتيها كمجري شلالات جافه .. لم يعرف النوم لها طريقا فظلت مستيقظه منذ الامس وهي تدعو الله أن يهدي لها الحال وان والدتها تتراجع عن قرار السفر المفاجئ .... قاطع تفكيرها صوت تذوب له كل القلوب من عذوبة نداءه الرائع فهو نداء الحق وطريق الهدي لمن ضل سبيله .... تعالت اصوات الآذان ف كل مكان معلنه عن صلاة الفجر ... ردد ت فيروز الآذان مع المؤذن ثم قالت الدعاء وكادت تنهض لتذهب وتتوضأ استوقفها صوت خطوات اقدام والدتها ففزعت فيروز وتصنعت النوم
آمال وهي تدلف للغرفه: انتي نمتي ومغيرتيش هدومك؟؟ .... اقتربت منها وقبل ان توقظها جلست بجانبها ومسدت ع خصلات شعرها وهي تقول لنفسها: سامحيني يابنتي مش عيزاكي تعيدي الماضي وتخسريني زي ماخسرت اهلي زمان .... ثم تذكرت ماحدث لها منذ زمن لتخونها عبراتها التي انزلقت من اهدابها لتسقط ع وجنة ابنتها
فيروز وهي تفتح عينيها : ماما انتي بتعيطي؟
نهضت واقتربت من والدتها ثم عانقتها وهي تقول : أنا اسفه ياماما سامحيني
افاقت آمال من ذكرياتها ومسحت بكفيها دموعها
واردفت قائله بجمود: قومي يلا اتوضي وصلي وغيري هدومك وجهزي شنطتك وحاجتك عشان نلحق اتوبيس الساعه ٧ ... قالتها وهي تبعد يدان فيروز المعانقه لها
فيروز ارادت ان ترجوها للمرة الاخيرة لكنها خشيت من ردة فعلتها فأنها تعلم ان والدتها عنيدة وعندما تتخذ قرار لاتتراجع فيه ....
بعدما انتهو من إعداد حقائبهما استعدا للرحيل
فيروز: ماما
آمال: نعم
فيروز: ممكن قبل ما نمشي انزل لليلي اسلم عليها
.... كانت تفكر بأن تترك رساله مع صديقتها لترسلها لصقر لكي يعرف الي اين سيذهبون
آمال بنظرات وهي تتفرس ملامحها : عشان البيه بتاعك يعرف انك مسافره ويجي ورانا
فيروز بتردد وقلق : ااا انا ....
قاطعتها والدتها: فيروز انا كنت ف يوم من الايام كنت ف سنك وعارفه انتي بتفكري ف اي انا امك والي مربياكي وبفهمك من نظرة عنيكي ... مش عيزاكي تتعشمي ف حاجه احنا مش اداها هو فين واحنا فين وبعدين ده لو كان رايد الحلال كان قبل ما يقرب منك كان جالي وطلبك ع سنة الله ورسوله
فيروز برجاء: ماما اسمعي بس.......
قاطعتها مره اخري : اسمعيني انتي للاخر ومتقاطعنيش انتي رخصتي نفسك لما بتقابليه ورايحه وجايه معاه ومن بجاحتك نازله من عربيته ادام باب البيت ودي تاني مره غير المرة الي شافك فيها الواد جمال
فيروز: هو الزفت ده قالك ؟
آمال: هو ده الي همك ومش همك عيل صايع زي ده ماشي يجيب سيرتك ف الحته ... كنت بسمع الكلام من الجيران وبعمل نفسي طرشه وبقول يابت اسكتي هي هتيجي بنفسها هتحكيلك كل حاجه وقولت اسيبك لما تخلصي امتحانات لكن ماشاء الله طلعتي مبتضيعيش وقت
فيروز: ماما انتي فاهمه غلط والله صقر ع فكرة بيحبني وطلب ايدي وقالي هيجيلك بعد امتحاناتي يعني مش بيلعب بيا زي ما انتي فاكره
آمال: الي زيه من اصحاب الفلل والعربيات يوم ما يجو يتجوزو بياخدو من الي زيهم لكن الي زي حالنا بيبقي تسليه وهيضحك عليكي بكلامه المعسول واول ماهينول غرضه منك هيرميكي رمية الكلاب اسأليني انا و ف الاخر انتي الي هتشيلي الطين فوق دماغك
فيروز تسمع لحديث والدتها وكانت تخشي ان يكون صحيحا ولكن عشقها لصقر كان يزيل تلك الافكار من زهنها
آمال بصوت مرتفع : انتي يابت سرحانه ف اي
فيروز: ها لأ مفيش
آمال: طب يلا عشان نلحق قبل ما الاتوبيس يطلع
فيروز بتأفف : اوووف يلا
غادرا المنزل ونزلا الشارع وسارو الي ان وصلو الي موقف سيارات الاجرة الجماعيه التي ستصل بهم الي محطة مترو الأنفاق
******************************
*
بداخل مكتب صقر بقسم الشرطة
إياس: لا انت كده غلط ياصاحبي مينفعش ازاي تاخدها تبات عندك وكمان رايح توصلها بالعربيه تحت بيتها ده كويس ان مامتها مدتكش المين انت كمان
صقر: ماهو انا هروحلهم النهاردة ان شاء الله وانت هتيجي معايا عشان اطلب ايديها
إياس: متاخدش الامور بالسرعه دي لازم الاول تروح تعتذر لوالدة فيروز وبعد كده تحدد معاها ميعاد
صقر: انا بحب اجيب من الاخر وبعدين انت مشوفتهاش امبارح دي كانت بتبصلي بصة كأنها هتولع فيا
إياس: حقها ياصقر دي أم ودي بنتها وملهاش غيرها غير انهم ف حي شعبي يعني سمعة... وبعدين انت لو بتحبها بجد استحمل اي حاجه تحصلك عشان تكون ليك
صقر يتنهد بقوة: حاااضر يا استاذ إياس انت الوحيد الي بتقنعني بكلامك
إياس: ده واجبي عليك يا صديقي احنا عيشرة عمر واكتر من الاخوات ولازم اوجهك للصح وابعدك عن الي بيضرك
صقر: ربنا يخليك ليا
إياس وهو يقلد صوت فتاه: ويخليك ليا يا حبيبي
صقر بضحكة جليه: هههههههههههه يخربيت عقلك شغلك ف الاداب ده بهت عليك خالص
إياس: مقبوله منك يا ياصاحبي
صقر: طيب انا يدوب امشي انا هروح لحماتي واعتذرلها وربنا يحنن قلبها عليا
إياس: ما تكلم فيروز الاول
صقر: بتصل عليها من بدري موبايلها مقفول
إياس: ربنا معاك ولو احتجت اي حاجه اتصل عليا
صقر : تسلملي ... يلا سلام
نهض صقر من مكتبه وغادر القسم وركب سيارته متجها نحو منزل فيروز
**************************
امام منزل فيروز نزل من سيارته وكانت تتابعه من اعلي وهي تقف ف الشرفه والدة ليلي ... ظلت تراقبه وهي تقول لنفسها : مش ده الشاب الي كان مع فيروز ف المستشفي وبيقول ان خطيبها .. طب وجاي ليه وهم سافرو شكلو ميعرفش لما اطلع واشوف
كان مازال يقف ف الفناء ويحاول الاتصال ع فيروز لكن لا فائدة هاتفها مغلق لايعلم انه اصبح حطام
والدة ليلي وهي تخرج من الشرفه وتدلف للداخل متجهه نحو باب المنزل : بت ياليلي تعالي انشري الغسيل ده عقبال ما اجي
ليلي بتأفف: يووووه اهو ابتدينا بقي يارب الاجازه تخلص بسرعه
والدة ليلي: انجزي يابت بدل ما انشرك انتي بدل الغسيل
ليلي: حاضر يا ماما ... يارب توب عليا بقي
_ خرجت ام ليلي ووقفت ع الدرج تنتظر صقر الذي يصعد الدرج فاستوقفته : يا بيه يابيه
صقر وهو يتعرف ع ملامحها ويشبه عليها: نعم
ام ليلي بابتسامة زائفه: انا ام ليلي صاحبه فيروز الي شفتني ف المستشفي لما امها تعبت
صقر : اه افتكرت حضرتك ف حاجه؟؟
ام ليلي: انا شوفت حضرتك طالع وانا كنت ف البلكونه قولت اخرج واقولك ان الست آمال وبنتها شافهم عمك ابو ليلي وهو راجع من صلاة الفجر رايحين موقف الميكروباصات ومعاهم شنط سفر
صقر بتعجب : سافرو!!!!!!!.... بتتكلمي بجد
ام ليلي: والله زي مابقول لحضرتك
صقر : طيب ماتعرفيش راحو فين ؟
ام ليلي: والله الي اعرفه ان عمرهم ماسافرو لاي حته ولا اعرف بلدهم اي
صقر: طيب ومدام آمال معاها تليفون ؟
ام ليلي : اها ثواني هدخل اجيب الموبايل واجيلك
دلفت للداخل واحضرت هاتفها ثم خرجت : اتفضل حضرتك النمرة اهي اكتب ........
صقر انتهي من تسجيل الرقم : طيب شكرا لحضرتك .... وهم بنزول الدرج ... سلام
ام ليلي وهي تلوي فمها : ده الظاهر الي سمعتو امبارح ف المدخل ده صح .. ربنا يسترها ع بنتنا
ودلفت للداخل لتقابلها ليلي: كنتي بتعملي اي بره يا ماما
ام ليلي: خليكي ف حالك واياكي اشوفك تقفي ولا تكلمي الي اسمها فيروز دي تاني فاهمه
ليلي وهي تفتح فاهها من الصدمه: انتي بتقولي اي
ام ليلي: مش عايزه رغي كتير بقولك اقطعي معاها بدل وديني وما اعبد ما هخليكي تخرجي من باب الشقه .... قالتها واتجهت الي المطبخ وهي تهمهم : بنات اخر زمن
_ بينما صقر بعد ان ذهب وركب سيارته كان يحاول الاتصال ع والدة فيروز لكن كان يعطيه رسالة مسجله بأن الهاتف غير متاح حاليا .. جز ع اسنانه وهو ف قمة غضبه ليضرب بقبضته ع المقود وبصوت هادر: سافرتو عشان تبعديها عني .. وقسما بالله ما هابعد عنها وهتكون ليا غصب عن الكل .... صمت ثم اتصل بإياس
صقر بصوت مخنوق : الو ايوة يا إياس انا هديك رقم دلوقت وعايزك تديه لصاحبك الي بيشتغل ف شركة (.....) ويعرفلي مكان صاحب
إياس: مش فاهم حاجه وبعدين ده صعب الي انت بتطلبه ده
صقر: مليش فيه اتصرف ولما تخلص شغلك تعالالي ع البيت عشان عايزك .... يلا سلام
*********************
**
وبعد مرور ١٢ ساعة سفر عبر طريق الواحات الصحراوي وف احدي قري محافظة الوادي الجديد اخيرا وصلت كلا من فيروز والسيدة آمال امام منزل كبير متكون من عدة طوابق له بوابه كبيرة من الحديد المطلي باللون الاسود الذي تكون عليه الاتربه .....
آمال وهي تمسك بهاتفها : يووو ه ده مفيش شبكه هنا
فيروز تقف كجسد بلا روح حيث كانت تتظاهر بالنوم طوال الطريق وكل ما يشغل فكرها ما الذي تخطط له والدتها ولماذا لم تعطي صقر فرصة ليثبت لها صدق نواياه ..... استوقفت والدتها شرودها
آمال: افردي بوزك بدل ما اقلع الي ف رجلي واديكي بيه ع بوءك
فيروز نظرت لها بعيون ترقرقت فيها العبرات
آمال: هو انا لسه حاسبتك! اصبري عليا بس
انتفضت فيروز من كلمات والدتها فخيالها يصور لها اشياء جعلتها تدعو الله بأن هذا لايحدث
_ يامرحب يامرحب بالغاليين من ريحة الحبايب
جاء هذا الصوت من خلفهم .. لترد آمال: اهلا ازيك يا ابو خالد
ابو خالد: ياااه اخيرا جيتي بلد جوزك يا ام فيروز
آمال: ما انت عارف الظروف وبعدين المسافه كبيره واحمد الله يرحمه كان مريض وممنوع من السفر
ابو خالد : نورتو البلد والله .... ونظر لفيروز ويتفحص ملامحها التي لاتشبه اخيه بتاتا ... ثم اردف قائلا: ماشاء الله كبرتي ياعروستنا
فيروز لم تنبس بكلمة فنظرت لها والدتها بنظرة مخيفه وهي تقول لها : ردي ع عمك يابت ده يبقي عمك حافظ اخو ابوكي الكبير
فيروز بصوت منخفض: ازيك ياعمي
حافظ: الله يسلمك يابنتي ... هاتو عنكو الشنط هخلي خالد ابني يطلعهالكو فوق .... ثم اردف بصوت جلي: يا خالد ياخالد
اجابه خالد من شرفه الطابق الثاني : ايوه يابابا
حافظ: تعالي يابني مرات عمك وبت عمك وصلو
خالد : انا جاي
لتفتح البوابه من الداخل وخرج خالد اليهم: اهلا وسهلا يا مرات عمي .... ثم نظر لفيروز وكان شاردا ف ملامحها وعينيها التي جذبته من اول نظره
(خالد ..٢٩ سنة ..يعمل طبيب امراض نفسية ... طويل وعريض المنكبين ... ذو بشرة خمريه .... يتميز بملامح رجوليه منحوته و جذابه)
حافظ: هتفضل متنح كتير كده خد الشنط منهم واطلع حطها فوق
خالد : حاضر
حافظ: يلا اتفضلو يامرحب يامرحب
صعدت فيروز مع والدتها الي شقة عمها بالطابق الثاني ودلف الجميع للداخل
استقبلتهم زوجة حافظ بابتسامه ومهلله: يامرحب يامرحب .... صافحتهما بالعناق والقبلات
ونظرت لفيروز متفحصه : ماشاء الله والله اكبر اي الحلاوة والجمال دي ياست ام فيروز
آمال: تسلمي يا ام خالد الله يخليكي
ام خالد نظرت لابنها الذي كان ينظر لفيروز وقالت: روح ياخالد انده ع عمك سعد وعمتك اعتماد قولهم مرات عمك وبتها وصلو
خالد: حاضر
**************************
***
كانت تجلس ع الاريكة ف اعياء شديد وهاتفها لم يتوقف عن رنين المكالمات الواردة ... تحاملت وجمعت قواها وأمسكت بهاتفها لتري من المتصل حتي أجابت
مايا: الو ياسيلي معلش كنت نايمه
سيلين : انا تحت البيت عندك قعدت ارن الجرس ومحدش فتح
مايا: معلش حبيبتي مكنتش سامعه
سيلين : اوك اقفلي وانا طالعلك ناو عشان عيزاكي ف موضوع مهم
مايا : اوك مستنياكي .... قفلت ثم تنهدت وهي تتأفف: اوووف ده وقتك .....
اتجهت نحو باب المنزل وهي تشعر بالغثيان فقامت بفتح الباب لصديقتها مسرعه وركضت نحو المرحاض ودلفت له وافضت كل ما بجوفها .... وكانت الاخري دلفت للمنزل وتنادي : مايا انتي فين
مايا: لا رد
وجدت سيلين باب المرحاض مفتوحا فاتجهت اليه لتصرخ بذعر : ماياااااااا
كانت مايا مسجيه ع الارض وبشرتها شاحبه فجثت سيلين ع ركبتيها واخذت تضرب ع وجنة مايا لتفيق ... ثم وضعت اناملها لدي عنقها لتقيس النبض وجدت نبضها ضعيف ... نهضت وركضت للخارج واخذت تفتش ف حقيبتها ع هاتفها فأمسكت به واتصلت ع رقم الطبيب المعالج لعائلتها
سيلين: الو يادكتور انا سيلين السويفي ...... عيزاك تيجي ضروري ع العنوان الي همليه لحضرتك ...... اها العنوان هو (.........) .......... ف انتظارك يا دكتور ..... باي ..
حاولت بأن تسند صديقتها لتحملها الي غرفتها الي ان يصل الطبيب ... نجحت بسحبها الي غرفتها ثم وضعتها ع تختها ذو الفراش الوثير
وبعد مرور ربع ساعة رن جرس الباب .... اسرعت راكضه نحو الباب وفتحته
سيلين بتوتر وخوف: اتفضل يادكتور من هنا بسرعه بليز
دلف الطبيب لغرفة مايا واخرج من حقيبته ادواته الطبيه ثم فحصها بعد ما قام بقياس الضغط ومعدل نبضها .... اغلق جهاز قياس الضغط ونظر لسيلين وتنهد
سيلين: هي مالها يادكتور؟
الطبيب: هي عندها ضعف عام والي زود من اعراضه انها حامل
سيلين وهي تشهق : هااا حامل !!!!!!
الطبيب : هو انتو مكنتوش تعرفو ولا اي
سيلين بارتباك وريبه: ااا اها اصل جوزها مسافر وسابها قاعدة لوحدها واهلها عايشين ف سويسرا مش هنا
الطبيب بعدم اقتناع: اه ... طيب عموما انا هكتبلها ع شوية فيتامينات وفوليك اسيد عشان البيبي ولازم تروح لدكتور نسا عشان تتابع معاه
سيلين: حاضر يادكتور ... ميرسي
الطبيب: ده واجبي يا آنسه سيلين ..... نهض بعدما كتب ورقه علاجيه ... ثم ذهب الي باب المنزل وفتحت له سيلين وهي تتردد : دكتور
الطبيب: نعم
سيلين: ارجو الموضوع ده يفضل سر
الطبيب وهو يرفع احدي حاجبيه: حاضر يا آنسه سيلين بس خدي بالك من صاحبتك ومن صحتها
سيلين : اوك ميرسي
الطبيب: مع السلامه
سيلين : سلام
ذهب الطبيب وقفلت سيلين خلفه الباب ثم سندت بظهرها ع الباب وهي تزفر بقوة : يخربيتك يا مايا الي هببتي ف نفسك ده
**********************
****
ف منزل أيمن كان يتقلب ع فراشه وهو يغمغم بكلمات غير مفهومه وجبينه يتصبب منه قطرات عرق منزلقه ... لتدلف سلمي للغرفه وهي تمسك بملابس مطويه لتضعها بالخزانه فسمعت أنين زوجها فألقت ما بيدها ع الكومود وأضاءت مصباح خافت الأضاءه وتقربت منه وأخذت تمسح بيدها ع جبينه وتوقظه بصوت هادئ
: أيمن ... يا أيمن قوم ياحبيبي فوق مالك
نهض أيمن ف فزع من كابوس ف منامه ونظر امامه وهو يحدق ف الفراغ وهو يقول: معملتش حاجه مش عايز اموت سبوني
سلمي وهي تربت ع ظهره بحنان: مالك يا حبيبي اهدي .... واخذت تقرأ عليه سورة الأخلاص والمعوذتين حتي هدأ تماما وعاد لوعيه .. ونظر لها
سلمي: مالك يا أيمن كنت بتحلم بكابوس؟
أيمن ظل صامتا لثوان وهو يتزكر احداث الامس بالصحراء ثم اقترب من زوجته وقبلها من جبينهاوهو يقول: مفيش ياحبيبتي كان كابوس وراح لحاله
سلمي بضيق: عشان بقالك كتير بعيد عن ربنا ومش بتصلي حتي لما فتحها عليك ورزقك بفلوس المفروض تصلي وتشكره
أيمن وقد شعر بالاختناق من حديثها له: هي الساعه كام دلوقت؟
سلمي : احنا المغرب قوم يلا عشان تتغدي وتروح الشغل
أيمن زفر بضيق لأنه سيذهب ويري مجدي زميله بالعمل وسبب دخوله الي وكر الافاعي والوحوش
أيمن: انا مليش نفس للأكل حضرلي الحمام عقبال ما اجهز هدومي
سلمي : حاضر ... طيب احطلك الاكل ف حافظة الاكل وتاكل ف الشغل
أيمن بغضب: انتي مبتفهميش قولتلك مليش نفس اطفح وروحي اعملي الي قولتلك عليه
سلمي ترقرقت عبراتها ف عينيها من كلماته لها بدون سبب تركته وغادرت الغرفه
رن هاتفه فنظر الي الشاشه وجد المتصل رقم مجهول فعلم انه من بيبرس
ايمن: الو ياباشا
بيبرس: ايمون حبيبي مساء الخير
ايمن ويزفر بضيق : مساء الخير ياباشا
بيبرس: ماله صوتك كنت نايم ولا اي
ايمن: اه كنت نايم ورايح الشغل
بيبرس: ربنا يقويك يا ايمون
كتم ايمن الصوت بالهاتف وقال : هو الي زيك يعرفو ربنا الله يلعنك انت والي معاك
ثم فتح الصوت واردف : الله يخليك ياباشا .. فيه جديد ولا اي؟
بيبرس بضحك: انا كل الي عندي ع طول جديد يا ايمون .... هتعرف كل حاجه لما تقابل ساشا بكرة الساعة ٤ ادام نادي الصيد
ايمن: تمام ساعدتك
بيبرس: خلاص هاسيبك عشان تلحق تروح شغلك وابقي سلملي ع ميجو ... سلام
ايمن: سلام .... قالها وهو يلقي بهاتفه ع الفراش ويبصق عليه وهو يقول : الله يحرقك انت وهو ف يوم واحد
*******************************
*****
ف منزل مايا
سيلين: الو داد
صلاح : نعم ياسيلي انتي فين لغاية دلوقت؟
سيلين: انا بتصل بيك عشان هقولك انا هبات مع مايا صاحبتي عشان تعبانه ومعهاش حد
صلاح: خلاص ياحبيبتي خلي بالك من نفسك ومنها .. ابعتلك حد من الخدم ؟
سيلين: ميرسي داد مفيش داعي ... يلا باي
_ كان شهاب يجلس مع عمه وسمع الحوار فسأل عمه: هي سيلي هتبات بره ولا اي؟
صلاح: صاحبتها مايا تعبانه وهي قاعده معاها
شهاب بإقتضاب وهو يقول لنفسه: ياتري بتعملي اي ياسيلين من ورايا؟؟
_ نعود لمنزل مايا مرة اخري
سيلين تمسد ع جبهة مايا التي بدءت تفيق رويدا : ليه كده يا مايا ليه ترخصي نفسك كده وياتري مين الحيوان الي عامل فيكي كده ؟؟
استوقفها همهمات مايا التي كانت تردد : باس.. باسل .. حراام عليك .. متسبنيش
سيلين حاولت تقترب بأذنها منها لتستمع لما تقوله : مايا بتقولي اي مش سامعه منك حاجه
مايا عادت لوعيها وفتحت عينيها ثم نظرت لسيلين ونهضت ... فساعدتها سيلين ع النهوض واسندت ظهرها ع وسادة خلفها
سيلين: حمدالله ع سلامتك
مايا بوهن: سيلي انا حصلي اي
سيلين وتنظر اليها بارتباك : انتي تعبتي واغمي عليكي وجبتلك الدكتور ويدوب لساكي صاحيه
مايا: وقالك اي
سيلين وهي توجه نظرات استفهام وغضب لها
مايا: مالك بتبوصيلي كده ليه؟
سيلين : انتي عملتي علاقه مع حد؟
مايا بتوتر : علاقه!!! مش فاهمه
سيلين: متستهبليش انتي فهماني كويس
مايا بتصنع: بقولك اي انا تعبانه ومش فايئه لالغازك واسئلتك دي
سيلين وهي ترمقها وتعقد ساعديها امام صدرها: انتي حضرتك حامل ياهانم
مايا بصدمه وذهول شهقت بقوة : اي؟؟؟؟؟
سيلين: زي ما سمعتي الدكتور قال الي حصلك نتيجه انك حامل .. ها الدكتور هيكدب هو كمان ؟
مايا كانت تلطم ع صدغيها وتقول : يادي المصيبه يادي المصيبه
سيلين اقتربت منها وامسكتها من كتفيها : اهدي دلوقت كده وقوليلي انتي حامل من مين
مايا توقفت فجاءه وقد الجمها سؤال سيلين وخشيت من ان تعلم بعلاقتها بباسل التي تبغضه .
مايا: معرفش
سيلين: هو اي الي متعرفيش انتي هتستهبلي يا مايا يعني حملتي من الهوا
مايا: بقولك اي ياسيلي سبيني انا عايزه انام انا تعبانه ومش عايزه اشوف حد
سيلين غضبت من اسلوب صديقتها الفذ فوقفت قائله: تصدقي ان انا غلطانه اني خايفه عليكي وعموما شكرا يا مايا انا ماشيه ومش هتشوفي وشي تاني وشوفي مين الي هيساعدك ف مصيبتك دي .... قالتها وغادرت المنزل بأكمله
وتركت مايا ف حاله يرثي لها تبكي وتتألم : اعمل اي ياربي ف المصيبه دي وخايفه اقوله يبعد عني وانا بحبه ومقدرش ابعد عنه خالص
صمتت ثم نهضت لتبحث عن هاتفها واتصلت ع رقم باسل
مايا : الو ياباسل ........
**************************"
*********
ف منزل صقر .... دلف لمنزله متجها نحو غرفته فلاحظ صوت يأتي من الغرفة الاخري ففتح بابها ثم اندهش وقال : لسه فاكره ان ليكي بيت؟؟
رنيم ببرود: والله انا حرة اروح واجي زي ما انا عايزه
اثارت كلماتها غضب صقر فاقترب نحوها ليجذبها من شعرها فاوقفه صوت رنين جرس باب المنزل
اردف قائلا وهو يشير لها بأصبعه السبابه : والله لاربيكي يارنيم من اول وجديد بس لما افضيلك بس
ترك الغرف فغضبت من تحذيره لتركض وراءه وكادت تتحدث فأوقفها عندما فتح اخيها الباب دلف إياس الذي كان يرمقها بنظرات ناريه ... وي بادلته بذات النظرات وهي تقول : انا داخله اوضتي عن أذنكو
صقر : استغفرالله العظيم يارب الاقيها منك ولا من الي مش عارف اراضيها فين ... ثم نظر لإياس الذي كان ينظر نحو غرفه رنيم
صقر: انت يازفت واقف عندك ليه
إياس : ها كنت بتقول حاجه؟
صقر: تعالي جوه وقولي عملت اي
دلفا الاثنان لغرفة المعيشه وأخرج إياس ورقه من جيب بنطاله وقال: اتفضل ياسيدي دي بيانات الرقم الخط باسم آمال عبد الرحيم الاسيوطي وعنوانها الي انت عارفه
امسك صقر بالورقه وقام بتمزيقها لفتات وصرخ بوجه صديقه بصوت مخيف : وحياة امك جاي تهزر!!!!
إياس: ماتلم نفسك ياصقر انت بتتكلم مع صحبك مش مع واحد متهم
صقر وهو يمسح وجهه بكفيه ليهدأ وزفر بقوة : الصبر من عندك يارب ..... يابني ادم افهم بقولك دول سافرو ومش عارف راحو فين فأنا عاوز اعرف مكانهم عن طريق الرقم ده فهمت ولا افهمك تاني
إياس: صعب والله ياصقر خاصة انه الظاهر تليفونها عادي مش تاتش ولا فيه جي بي اس نقدر نوصلهم بيها
صقر وهو يكظم غيظه: طيب متشكرين لخدماتك يا عم إياس ... قالها وهو يشير اليه بالذهاب
إياس وهو يرفع احدي حاجبيه: انت بتطردني يا صقر؟؟؟؟!!!
صقر: انا مش طايق نفسي ولا طايق الي جوه دي ولا طايق اي حاجه اوسخ احساس لما تحس انك عاجز ومش قادر توصل للانسانه الي انت بتحبها .... وطبعا انت مش حاسس بيا خطيبتك معاك
إياس قاطعه بصوت جلي عن قصد : ومين قالك ان انا بحب خطيبتي ؟؟
رن هاتف صقر ليوقف حديثهم اخرجه من جيب بنطاله ونظر فيه ليجد رقم غير مسجل وبجانب الرقم مكتوب بالانجيلزية الوادي الجديد فتعجب
إياس: مين؟
صقر: ده رقم غريب ومكتوب جانبه انه من الوادي الجديد
إياس: طيب ماترد
فتح صقر واجاب : الو ..........
انتهت حلقتنا
•تابع الفصل التالي "رواية عشق الفيروز" لا تظلمني" اضغط على اسم الرواية