Ads by Google X

رواية جريمة حب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سلسبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية جريمة حب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سلسبيل

 
_________________________
تفاجيء قصي من اقتحامه للاجتماع، لينهض وهو غاضب قائلا:
-أنت مين سمحلك تدخل؟
لم يعييره انتباه ليتقدم من جوليا ويمسك يدها قائلا:
-مش هتتنازل عن حاجة.
جذبها خلفه ليغادر الغرفة بأكملها، بينما هي كانت تنظر له وهي صامتة، متفاجئة، متساءلة بداخلها من هذا الذي اقتحم خصوصياتها بتلك الطريقة، فلأول مرة تجد من يعارض أوامرها ولا يخاف من العواقب.
استقلت السيارة معه، ليقول أمير لـحامد:
-خليك هنا مراقب تحركات قصي.
أومأ له حامد وهو ينظر لجوليا التي كانت صامتة، تفكر كيف ستعالج الأمر دون التنازل عن حقوقها متساءلة أتعتبر تدخله إشارة لها لتتوقف؟
قاد أمير السيارة نحو المنزل قائلا:
-أنا اللي رفضت وأنا اللي هتحمل العواقب.
توقف بعد قليل أمام المنزل، لتهبط جوليا وتصعد حيث غرفتها وخلفها ريهام التي قالت:
-أكيد حضرتك تعبانة حضرت ليكِ الحمام والغداء جاهز.
-مش عايزة حاجة، أنا هنام.
حزنت ريهام وأومأت لها لتغادر ولكنها عادت مرة أخرى لتتساءل عن جود:
-هو فين جود؟
تركتها ودلفت للمرحاض، لتغادر ريهام وهي تدعو لها بالهداية.
على الجهة الأخرى،،
تعطلت سيارة قصي في منتصف الطريق، ليهبط السائق الخاص به وهو يبحث عن سبب العطل ليحاول أن يشير لأحد السيارات للمساعدة.
لتتوقف أمامه سيارة سوداء، ويهبط منها ذلك الذي يرتدي على وجهه قناعه يبرز عينيه فقط كان ينظر حوله ليتقدم نحو باب قصي وقام بفتحه لينظر قصي له ولهيئته ليغضب على السائق قائلا:
-أنت حد قالك توقفه!
ارتبك السائق، لـيخرج الأخر مسدسه موجهه على رأس قصي قائلا:
-أخرج بدل ما تنتهي حياتك في مكانك.
هبط قصي من السيارة بخوف وارتباك، ليجذبه أمير من ياقة قميصه نحو سيارته مصوبا على قدم السائق الذي سقط أرضا يصرخ بألم.
استقل قصي السيارة وهو خائف ليجد بها أخرون يرتدون أقنعة كأمير، ليتقدم أمير من السائق قائلا:
-تفدر تبلغ عن اختطافه بعد ست ساعات قبل كدة هرجعلك والمرة دِ هقتلك.
قاد أمير السيارة لمنزل إياد صديقه، ليردف قصي قائلا بخوف:
-أنت مين وعايز مني إيه؟
-لو عايز فلوس أنا عندي فلوس كتيرة أوي.
-وكمان اللي أنت بتعمله هيجلب ليك أذية، أنت مش عارف أنا مين.
-قصي علي الأدهم، كلمة كمان وهقتلك وساعتها زوجتك المصونة هتورث فلوسك يعني هتموت مقتول ومفروس.
ضحكت رجال أمير، ليغضب قصي ويحاول ضرب أحدهم ولكنه لُكم بقوة ليسقط فاقدا للوعي.
توقف أمير أمام منزل إياد والذي كان يقف في انتظاره لأمن الطريق، دلفوا جميعا لمنزل إياد وقاموا بتقييد حركة قصي وتركوه أرضا.
ليجذب إياد أمير بعيدا عن رجاله قائلا:
-أنت بتعرض نفسك وهيئتك للخطر.
-من امتى وأحنا بنجيب حقوق الناس!؟
-وكمان اللي زي جوليا الساعي دِ عاملة مصايب كتير في حياتها، يعني ميتخافش عليها.
ابتسم أمير وهو يستند على الحائط قائلا:
-أنا إيه أول حاجة قولتها ليك لما دخلت عالمنا ده.
-الفلوس ثم الفلوس ثم الفلوس.
-أنا بجري طول عمري ورا الفلوس، يعني اللي بعمله ده بتمنه.
-وتمنه يستحق كل اللي أنت بتعمله ده!
-وكمان مش المفروض تكون قتلتها من زمان، لو الأمر وصل للكبار هتتحاكم.
-تفتكر أنا مصاحبك ليه!
شهق قصي بقوة حينما شعر بدلو من الماء البارد يُسكب عليه، ليفتح عينيه وينظر حوله ليجد نفسه بمنزل أحدهم وأمامه خمس أفراد ملثمين ليتقدم أمير نحوهم ويجلس أمامه على مقعد خشبي.
-اقطعوا الحبل.
أومأ له رجاله، ليجلس قصي أمام أمير وهو يشعر بالتعجب من الذي يحدث له ليقول:
-أنت جايبني فين؟ وعايز مني إيه؟
-ورقة صغيرة هتمضي عليها وليا أمانة عندك عايز أخدها.
نظر له باستفهام ليشير أمير لإياد الذي جلب عدة أوراق له، لـيقول قصي:
-أنت مين؟
-مش مهم، المهم الورق قدامك والقلم.
نظر قصي للورق ليمزقه بقوة قائلا بغضب:
-وهي الهانم مأجرة بلطجية!
-طب ما أنت أجرت قاتل مأجور قبل كدة عشان تخلص منها، مقموص ليه دلوقتي!
-وأنت مالك أنت! أنا ومراتي حريين.
-لا أنا مالي إزاي!
-المهم هتمضي على الورق ولا تحب تتعامل بمعاملة مش لطيفة أنا عن نفسي بفضلها.
-طبعا ما أنت متحامي في رجالتك.
ابتسم أمير، لـيقول:
-استفزازك ليا هيضرك مش هيفيدك، فبلاش معايا.
نهض قصي ليقف أمام أمير قائلا:
-طب ما تجرب؟
نهض أمير واقترب من قصي الذي كان يتأهب للمقاتلة، ولكن أمير باغته بضربة مفاجئة في ركبته ليسقط أرضا وقام بضرب عنقه بكف يده بقوة ليصرخ قصي بألم.
-حتى لو موتني مش هتنازل عن حاجة ولا هطلقها.
-طب ما أنت لو مُت هي هتورثك وكذلك بنتك وكمان هتكون اتحررت منك، أنت غبي ليه!
صمت قصي وهو يفكر في حديثه، ليقول:
-ولو برضو مش هتقدر أنا معايا أمها.
-أهبل.
-طب ما أنا بمكالمة واحدة أعرف هي فين، بلطجي بقى.
ابتسم بخبث وهو يجلس على المقعد مرة أخرى، لـيقول وهو يمسك بالورق مرة أخرى فهو قد طبع عدة نسخ لأنه تعامل مع أمور مشابهة:
-واضح إنك مستغني عن حياتك فعلا.
أشار بيده لأحد رجاله الذي تقدم نحو قصي الذي صرخ فيه وحاول دفعه ولكن الرجل قام بالقبض على عنقه محاولا خنقه، ليحاول قصي دفعه وإنقاذ حياته ليردف بصعوبة:
-أقف أقف.
أشار له أمير أن يبتعد، لينظر له قصي وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة ليهدأ قليلا.
-أدفعلك كام وتبعد عني؟
-تمضي على الورق ده.
-طب عايز أتفاوض مع جوليا.
-تؤ ممنوع.
-وصراحة أنا مش فاضي ليك، هتمضي ولا أخلص عليك وجثتك دِ أسهل شيء هتخلص منه.
-أنت بتطلب مني المستحيل.
سبّ جوليا بعدة ألفاظ قائلا بأنها تستحق الكثير من الإهانة، لينهض أمير ويقوم بلكمه عدة مرات حتى نزفت أنفه وشفتاه.
ليبصق الدماء من فمه، جلس أمير مرة أخرى قائلا:
-واضح إن طريقتي الهادية مجابتش نتيجة.
-واضح إنك اختارت أنها تورثك وتتحرر منك بسهولة.
أخرج مسدسه ليضعه على جبهته قائلا:
-واحد، اتنين، تلاتة.
كاد بالفعل أن يطلق النيران ليوقفه قصي على الفور وأصبح يرتجف من الأمر، أحقا ستكون تلك النهاية ليقول:
-فين ورق الطلاق؟
جذبه أمير ليضعه أمامه، لـيقوم قصي بالإمضاء على عدة ورقيات ليبتسم أمير وينظر لإياد ويتركه ويغادر ليهتم إياد بالأمر ويعود أمير للمنزل.
على الجهة الأخرى،،
جرت ريهام لغرفة جوليا قائلة بصوت مرتفع أن جويرية هانم عادت مرة أخرى، نهضت جوليا من نومها وهي غاضبة من صوت ريهام المرتفع لتقول بحدة:
-أنتِ بتعملي ايه هنا؟
-جويرية هانم رجعت.
انتفضت جوليا على الفور من فراشها لتهبط لأسفل وتجد أمها المتعبة تجلس على الأريكة وبجانبها ملك التي امتلئ وجهها بالعديد من الكدمات، جرت جوليا نحو أمها لتجلس أمامها وتمسك يدها متساءلة عن حالها:
-أنتِ كويسة؟ طمنيني عليكِ.
-كنتِ فين؟ إيه اللي حصل؟
ولأول مرة كانت تظهر خوفها وقلقها أمام أحد، لتبتسم جويرية لابنتها وتجعلها تجلس بجانبها قائلة:
-طمنيني عليكِ أنتِ؟ وإيه اللي في وشك ده؟
-عملك حاجة؟
-سيبك مني يا ماما، طمنيني عليكِ أنتِ؟
-حد قربلك أو أذاكِ؟
صمتت جوليا قليلا وكأنها اكتشفت الأمر للتو قائلة:
-أنتِ إزاي جيتي؟
استندت ملك بظهرها على الأريكة بألم لتقول:
-أحنا كنا قاعدين هوبا لقينا ناس بيتخانقوا مع بعض و واحد جه خدنا ووصلنا لحد هنا.
دلف أمير للمنزل وبيده الملف ليبتسم إلى جويرية وملك قائلا:
-مدام جوليا دقيقة.
اقتربت منه بعدم فهم لتتساءل:
-عرفت مكانهم إزاي؟
-دِ شغلنتي معرفة أماكن الناس.
-أتفضلِ.
مسكت الملف بيدها لتقرأ ما بداخله وتجحظ عينيها من شدة المفاجأة، لتتبادل النظرات بينه وبين الورق لترتسم على شفتيها ابتسامه بسيطة سرعان ما ازدادت ليشرد بها متساءلا بداخله، لما ابتسامتها جميلة لتلك الدرجة؟ ربما لأنه لم يراها تبتسم على الإطلاق منذ لحظة لقائه بها أو لأن ابتسامتها بالفعل جميلة وتستحق الثناء!!
وضعت يدها على جبهتها وهي مازالت غير مستوعبة للأمر، لتتساءل بداخلها أحقا تحررت من قبضة قصي لتنظر إلى أمها وتستوعب أن الأمر ليس بكذبة.
-أنت.
-مش محتاجة تشكريني.
-بس، إزاي؟ أقصد يعني الطلاق ممكن ولكن ليه التنازل عن ممتلكاته.
-عشان يحس بشعورك لحظة تنازلك عن ممتلكاتك وثروتك.
ابتسمت جوليا مرة أخرى لتصافحه قائلة:
-شكرا على مجهودك وإن شاء الله هعوضك.
-ايه ده! طلعتي بتفهمي الذوق وتشكري وكمان طلعتي رقيقة أومال إيه جعفر اللي كنت مصدراه ليا ده.
دفعت يده بعيدا لتعود لحالة الجمود مرة أخرى، وتتقدم من أمها لتجلس بجانبها وتشير إلى ريهام لتأتي لها وتقول:
-خدي ملك لفوق وساعديها.
-حاضر.
-هي جود مش هتيجي بقى؟ وحشتني.
-قريب يا حبيبتي خلاص هانت.
كان يراقبها بصمت حتى لاحظت جويرية الأمر وتتساءل عنه، ليبتسم لها أمير ويقول:
-أنا حارس بنتك اللي بيرجع الحق لأصحابه.
عقدت جوليا حاجبيها لتقول:
-وكأنك بتعمل حاجة ببلاش!
-أنا قاسم وممكن تناديني بأمير.
أومأت له جويرية، بينما أمير غادر وصعدت جوليا مع أمها حيث غرفتها وأخرجت لها بعض الثياب فهي كانت تترك بعض الثياب لأمها في حال أنها أتت لتقيم معها لعدة أيام.
-تعالي نأخد شاور.
ساعدت جوليا أمها في الاستحمام وارتداء الثياب، ليجلسا سويا على الفراش وتنام جوليا على قدم جويرية التي كانت تملس على شعرها بحنية أم وبقلب لطيف.
-مبسوطة؟
لم تجيب عليها جوليا، فهي لا تعلم حتى إن كانت سعيدة بحياتها لطالما كانت تنغمس في العمل وحل المشاكل فقط لا غير.
غطت في نوم عميق على قدم أمها التي كانت تدعو لها بالهداية، وتتمنى رؤيتها سعيدة لبعض اللحظات فهي حزينة لرؤية ابنتها غارقة في ذكريات الماضي وفي مشكلات العمل وحياتها.
_________________________
دلف للفيلا الخاصة به والتي كان يقيم بها أثناء خلافاته مع جوليا، لتجري عليه الفتاة وهي تتفحصه بقلق متساءلة عن سبب تلك الكدمات التي بوجهه.
-أنت كويس؟، يا حبيبي.
جلس قصي على الأريكة بينما هالة جلست على قدمه وهي تتفحص كدماته لتضع يدها على وجهها ولكنه تآوه من الألم الذي يشعر به، لتجلب هالة علبة الإسعافات الاولية وتقوم بمعالجة جروحه بينما قصي كان شارد فيما حدث معه وكيف طلق جوليا بتلك السهولة ليصرخ بقوة وتفزع منه هالة.
ليشير لها أن تقترب منه مرة أخرى، قائلا:
-بتحبيني؟
أومأت له هالة لـتقول:
-من لحظة ما عرفت إن معتز أخوك بقيت عايزة أوصلك بأي طريقة، وعشان كدة اتجوزته هو.
عينيها فضحتها فهي ليست صادقة بالمرة، لطالما أحبت معاملة قصي للنساء ومال عائلته لذا كانت تريده هو ولكنه تزوج بجوليا لذلك قامت بالزواج من معتز لتحصل على كلا من المال وقصي.
-أنا طلقت جوليا.
-هتتجوزني؟
ابتسم بسخرية من تفكيرها، أحقا تظن أنه سيتزوجها يا لها من حمقاء!
-أكيد يا حبيبتي، ولكن لازم نصبر شوية.
-مين اللي عمل فيك كدة؟
-شوية بلطجية طلعوا عليا.
-حاسس بوجع؟
أومأ لها لتبتسم له وتقبّله، ليفكر قصي كيف سينتقم من جوليا لينظر إلى هالة ويقعوا في المحرمات سويا.
__________________________
دلف جاسر للمنزل لتسمح له ريهام بالجلوس في غرفة المعيشة لينتظر جوليا تستيقظ، خرج أمير من غرفته فهو يقطن بإحدى غرف المنزل والتي توجد بالأسفل لأنه رفض أن يقيم بغرف الحراس الأخرين.
نهض جاسر على الفور حينما رأى أمير يخرج من غرفة داخل المنزل ليمسكه من ياقة قميصه بغضب متساءلا عن ماهيته، جذب أمير ذراعه بقوة ليتألم جاسر ليجد أمير يقترب منه قائلا بحدة:
-إياك ايدك تلمسني.
دفعها ليغادر المكان ولكن جاسر غضب بشدة وذهب خلفه ليدفعه بقدمه ليسقط أمير أرضا ويبتسم بسخرية من ذلك الأحمق الذي يتحداه.
-أنت مين وبتعمل إيه جوا البيت؟
-وأنت مالك؟
-أنت مجنون! جوليا.
رفع أمير سبابته في وجه جاسر قائلا:
-أنا بحذرك كلمة واحدة تضايقني وهتندم.
-هتعمل إيه يعني! فاكرني هخاف منك.
هبطت جوليا على الفور حينما أخبرتها ريهام بشجار كلاهما، لتتساءل عن الأمر.
-الحيوان ده مين وبيعمل إيه هنا؟
-حيوان، طب تعالى بقى.
ذهب أمير نحو جاسر ليكلمه بوجهه عدة مرات وكان جاسر يحاول تفادي ضرباته وتسديد له عدة لكمات هو الأخر.
لتفصل بينهما جوليا وهي تضع يدها أمام كل واحد منهما، نظرت جوليا لأمير متساءلة عن الأمر ليقاطعها جاسر غاضبا:
-أنتِ ردي عليا، مين ده وبيعمل إيه هنا!
-حبيبها أنت مالك؟
جحظت عينيها وهي تنظر لرد أمير، لتنظر لجاسر الذي صُعق من إجابة أمير لتقول على الفور:
-ممكن تهدوا، جاسر لو سمحت متدخلش في شيء يخصني وأمير يخصني عشان كدة بلاش مشاكل معاه.
-وأنت، جاسر يبقى صاحبي ومدير أعمالي والمحامي الخاص بيا وبيساعدني كتير وليه معزة خاصة فلو سمحت احترمه.
-أيوه برضو مفسرتيش سبب وجوده هنا معاكِ في نفس البيت.
-بعدين بعدين، المهم دلوقتي.
التفتت لتلتقط الملف لتقدمه لجاسر وتقول:
-عايزاك تسجل الورق ده، وتعلن عن انفصالي بقصي، وعايزاك تعلن عن افتتاح المشروع الجديد في خلال أسبوع.
-أنتوا اتطلقتوا امتى!
ابتسمت جوليا وهي تشير لأمير قائلة:
-أمير ساعدني.
ضربها بخفة في جانبها، لتحمحم وهي تقول:
-أستاذ قاسم أمير اسم الدلع.
عقد جاسر حاجبيه معا ليبعد جوليا بعيدا عن أمير فهو كان يقف بجوارها مباشرةً، أردف جاسر قائلا:
-وإزاي حصلتي على التنازل!
-مش قالتلك إني ساعدتها ولا أنت وقعت على ودنك وأنت صغير.
-قاسم.
-طب والبيه بيشتغل إيه؟
-هتعمل عني تحقيق!
-جاسر لو سمحت لما تخلص اللي قولتلك عليه بلغني وهنتكلم بعدين ممكن.
أومأ لها وغادر وهو غاضب من أمير الذي اقتحم حياة جوليا وأصبح يساعدها بدلا منه، رفعت سبابتها بوجهه لتقول بحدة:
-مش عايزة مشاكل مع جاسر، ده الإنسان الوحيد اللي بثق فيه.
ابتسم وهو ينظر لريهام غير مبالي لحديث جوليا التي تركته وغادرت ولكن قدمها انزلقت لتسقط أرضا ولكن قبل أن يصل جسدها الأرض أمسك بكف يدها.
لـتنظر جوليا على الأرض ويده، فالمسافة بين جسدها والأرض ليست بِـ بعيدة ابتسم أمير ابتسامه صفراء ليترك يدها وتسقط أرضا وجذب كوب المياه من ريهام التي كانت تراقب ما يحدث بينهما باندهاش ليقول:
-واضح إن خوفك مني قل.
غمز لريهام وغادر، لتشعر ريهام بأن قلبها كاد أن يُخلع من مكانه من شدة لطافته بينما جوليا اعتدلت في جلستها وهي تلعنه بداخلها لتنظر إلى ريهام وتقول:
-والله!
انتبهت ريهام على الفور لجوليا لتعتذر وتتركها وتغادر، ألقت بجسدها على الأريكة وهي سعيدة من تحررها من ذلك المختل قصي لترفع يدها نحو عينها وتتحسس الكدمة التي تحيطها ابتسمت وقامت بوضع قدم فوق الأخرى لترتشف من تلك القهوة التي وضعتها ريهام لها.
___________________________
مرت عدة أيام والوضع هاديء للغاية، لتتعجب جوليا بأن قصي لم يواجهها بعد ولم يتأخذ خطوة لتقرر أن تعيد ابنتها إلى مصر ولكنها لم تراه ليومين لتتعجب أيضا من اختفائه المفاجيء، بينما هي لم تعود للعمل بعد وتعرف كافة الأخبار من ميادة لتنتظر افتتاح شركتها الجديدة.
نظرت لساعة يدها لتجد الوقت قد تعدى منتصف الليل لتقرر النوم، كادت أن تصعد لغرفتها حتى دق جرس الباب لتهبط مرة أخرى وتفتح الباب لأن ريهام طلبت أجازة من أجل زيارة والدتها.
وجدته يقف يستند على الباب بيده وينظر لها، لتردف قائلة:
-للأسف هتضطر تنام في غرفة الحراسة النهاردة، لأن مفي.
قاطعها باحتضانه لها واضعا رأسه على كتفها، لتلتقطه ذراعيها على الفور وتتفاجيء لتحاول دفعه على الفور ولكنها وجدته مغشيا عليه لتمسكه جيدا وتحاول أن تجره للداخل ولكنها لم تستطيع لتحاول حتى سقطا كلاهما أرضًا وتشعر بثقله عليها لتحاول أن تبعده عنها بعد محاولات لتنهض وتحاول سحبه لغرفته بالطابق السفلي.
اقتربت منه وهي تضرب على وجنته بخفة حتى يستيقظ ولكنها وجدت يده مليئة بالدماء لتتعجب وتبحث عن سبب الدم حتى وجدت جرحا في بطنه ينزف بغزارة، لتجري للخارج وتدعو حامد لها الذي تعجب حينما رأى أمير يتجه نحو الفيلا دون أن يتحدث لهم وحتى لم يلتفت له حينما هتف باسمه.
-نعم يا هانم؟
-اطلب دكتور بسرعة، و تعالى معايا.
ذهب خلفها وقام بمهاتفة طبيب منزلي، ليُصدم بشدة حينما يرى أمير أرضا والدماء بجانبه لتقول جوليا:
-ساعدني ننقله على السرير.
أومأ لها حامد ليحمل كلا من جوليا وحامد أمير ويضعونه على الفراش الخاص به، لتتساءل جوليا عن تأخير الطبيب وقامت بفحص نبض أمير ونزع المعطف الخاص به ليظل بقميصه فقط.
أتى الطبيب بعد فترة ليخيط جرح أمير الذي كان يتآوه من حين لأخر، ويوصف له عدة أدوية ليصطحبه حامد للخارج ويذهب لجلب الدواء لأمير الذي كان يغط في سُبات عميق.
اقتربت منه وتفحصت جبهته لتجدها دافئة وطبيعية لحدا ما، لتتساءل بداخلها عن سبب ذلك الجرح وأين كان وقت اختباؤه.
عاد حامد بالأدوية ووضعها أمام جوليا على الطاولة قائلا:
-تقدري حضرتك تطلعي تنامي وأنا هسهر معاه.
أومأت له جوليا ليقول حامد وهو يشير لبقعة الدماء على ثيابها:
-احم في دم على لبس حضرتك.
تركته وغادرت صعدت لغرفتها لتنظر للمرآة وإلى بقعة الدماء، لتتذكر حينما سقط فاقدا الوعي بين أحضانها ويداه الممتلئة بالدماء وُضعت على الثوب.
لتقوم بتبديل ثيابها على الفور لمنامة قطنية أخرى، وتجلس على فراشها تحاول النوم ولكنها لا تستطيع لتهبط مرة أخرى لأسفل و وجدت حامد يعد بعض الطعام في المطبخ ليعتذر عن الضجة التي أصدرها.
-كنت بجهز شوربة خضار ليه.
-حرارته عاملة إيه؟
-مظبوطة.
تركته ودلفت لغرفة أمير لتجده نائم ولكنه يتصبب عرق، لتحضر منشفة وتقوم بإزالة العرق من وجهه وعنقه وجلست أمامه تتطلع له وتتساءل بداخلها:
-متى سينتهي الأمر وتعود إلى حياتها الطبيعية؟
لتشعر بالسخرية من ذاتها وتقول:
-وأين تلك الحياة الطبيعة التي كانت تعيشها من قبل!
أفاقت من شرودها على حامد الذي دلف بصينية الطعام بيده، ليقترب من أمير ويحاول أن يوقظه ولكن أمير كان يواجه كابوسا كان يركض بقوة بداخله خلف تلك الفتاة ترتدي ثوب أحمر تغطي الدماء وجهها وتمسك بيدها طفلة صغيرة لينتهي بها الأمر بطلقة تخترق ظهرها لتسقط أرضا عاجزة عن الحركة.
مشى باتجاهها حتى وصل لها ونظر لداخل عينيها وقام بإطلاق النيران على مقدمة رأسها ومن ثم نظر للفتاة الصغيرة ليقتلها ببرود على عكس قلبه الذي كان يحترق لفتاة مثلها.
فتح عينيه بقوة وقد ارتفعت حرارته وتصبب الكثير من العرق، ليجد أمامه كل من جوليا التي كانت تزيل عرقه بالمنشفة وحامد الذي صنع له العديد من الكمادات حتى تنخفض حرارته.
كانت الرؤية مشوشة ليغمض عينيه مرة أخرى ويستسلم للواقع، لتقول جوليا:
-المفروض نطلب الدكتور تاني؟
-إن شاء الله بكرة هيكون أحسن، دِ كلها اعراض طبيعية.
أومأت له جوليا، ليجلسوا بجانبه طوال الليل حتى غفى حامد على الأريكة بينما هي جلست أمامه على مقعد خشبي ورفعت قدميها للسرير لتغفو عليه هي الأخرى.
استيقظ أمير ليتحسس جرحه ويجده قد خُيط، تعجب متساءلا عن ذي الذي قام بذلك الأمر ليجد أمامه جوليا وخلفها حامد ليتساءل داخله باندهاش، أحقا سهرا سويا لمراقبته ومعالجته!
لم يكن مستوعب للأمر ليعتدل في جلسته وهو يشعر بالتعب والإنهاك ويتذكر كيف حدث الأمر له.
حضر حفل ضخم به أحد السياسين وكان يتنكر في هيئة مقدم طعام للضيوف، ليذهب نحو المرحاض ويجلب ذلك السلاح الذي خبئه مسبقا ووضعه في ثيابه ليتحرك بجوار ذلك الشخص المُراد قتله، تفحص المكان بأكمله واختار موقع متميز يمكنه إطلاق النيران من خلاله ليخرج مسدسه ويصوب اتجاه السياسي ليسقط أرضا أثر تلك الطلقة التي اخترقت قلبه.
ليرتدي أمير قبعة ويحاول الخروج بهدوء ولكن أوقفه أحدهم الذي منع خروج أي شخص، ليلكمه أمير بقوة ويتركه ويغادر على الفور لينهض الحارس ويؤمر الجميع بتتبعه.
كان يركض بقوة في الأنحاء وخلفه الحراس، ليختبيء بجراج خاص بدأوا يبحثوا عنه ولكنهم فقدوا الأمل ليغادروا المكان.
نهض أمير وبدأ ينظر حوله بتفحص حتى شعر بأنفاس أحد خلفه ليلتفت له ببطء ويبدأوا في الشجار سويا لينتهي الأمر بجرح أمير، أخرج أمير مسدسه وأطلق النيران على قدمه ومن ثم رأسه ليغادر على الفور نحو الشقة الذي قام بتأجيرها لعدة أيام ولملم أشيائه المهمة وغادر نحو منزل جوليا على الفور فلم يكن هناك متسع من الوقت لمعالجة جرحه لينتهي الأمر بسقوطه في أحضانها.
_________________________
دلف جوزيف للمنزل و وجد أمه تجلس بجوار نيسان، ليتساءل عن جود.
-نائمة بالداخل، ماذا تريد منها؟
-أخبرني أمير أن أتي واصطحبها لرؤية الطبيب.
لتتساءل نيسان قائلة:
-حقا!
-نعم.
-حسنا جوزيف يمكنك الانتظار قليلا.
لتؤمر أكيرا نيسان أن توقظ جود وتجعلها ترتدي ثيابها لزيارة الطبيب، ارتدت جود ثيابها بفرح وهي تشعر بأنها ستقابل أمها الآن لم تكن على تواصل مستمر معهم لاختلاف لهجاتهم ولكن عند الضرورة كانوا يستخدموا تطبيق للتواصل مع بعضهما البعض.
خرجت جود لتجد جوزيف يصطحبها، لتخبرها أكيرا عن طريق التطبيق أنها ستذهب لزيارة طبيب ليخيب آمالها وتغادر مع جوزيف وهي تنظر للأسفل عابسة الوجه.
ليبتسم جوزيف لهم ويحملها على كتفه، لتشعر بعدم الارتياح وتطلب منه أن ينزلها لأسفل ولكنها سقطت مغشيا عليها بعد إعطائها حقنة مخدرة.
  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent