Ads by Google X

رواية جريمة حب الفصل الثاني عشر 12 - بقلم سلسبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية جريمة حب الفصل الثاني عشر 12 - بقلم سلسبيل

  
____________________________
كانت تجلس واضعة قدم فوق أخرى وأمامها ذلك الضابط الذي يود أن يخرج مسدسه ليقتلها على الفور، فبالرغم من صمتها ألا وأنها تستفزه ببرودها وابتسامتها التي لم تختفي من وجهها.
-كدة تمام، جوليا هانم اتفضلِ.
مضت جوليا على ذلك المحضر التي قدمته لتوها وكادت أن تغادر مع إياد ولكنها عادت لذلك الضابط لتميل على أذنه قائلة بهمس:
-قول لقصي أنه هو اللي بدأ اللعبة وأنا اللي هخلصها على طريقتي.
غادرت مع إياد لتجد جاسر يقف بالخارج في انتظارها لـيقترب منها متساءلا:
-حصل إيه؟
-قدمت محضر في قصي أنه هو اللي استخدم اسمي لأجل صفقاته المشبوهه.
-وبعدين؟
-هيتم التحقيق في الأمر.
غادروا ثلاثتهم القسم، ليقول إياد:
-استأذنك أنا عندي شغل ولو في جديد هبلغك.
تركها إياد ليتعالى رنين هاتفه ويجيب على الفور:
-ماذا حدث؟
-أمير، أنا لست لعبة بين يديك يمكنك تحريكها كيفما تشاء.
-لن أكمل ذلك الأمر، أنا خالفت القوانين بما يكفي.
-ماذا حدث الآن، إياد؟
-قمت بإخراجها الآن بكفالة ومن ثم سيتم التحقيق بخصوص محضرها.
-حسنا، أكمل عملك.
أغلق أمير الهاتف ليلعن ويسبّ إياد على ما فعله به أمير فهو كان هنا لزيارة أهلهُ ولكن أمير طلب منه في البداية حماية جويرية ومن ثم طلب منه التدخل بخصوص قضية جوليا مقابل مبلغ مالي.
-اللعنة عليك يا أمير.
_________________________
حطم الهاتف أرضا حينما أنهى مكالمته مع الضابط، ليغرز أصابعه في شعره بقوة أثر غضبه فهو يُكاد أن يجن مما تفعله معه.
-طيب يا جوليا.
ذهب نحو غرفته ليختار بدلة أنيقة باللون الكحلي تتناسب مع بشرته البيضاء، ووضع العطر الخاص به وصفف شعره لعله يستطيع أن يبهرها.
هبط من المنزل لـيستقل سيارته ويتجه نحو الفيلا الخاصة بهم، أبدلت ثيابها لأخرى مريحة حتى تلقت اتصالا من ميادة لتجيب:
-جوليا هانم، قابلت أستاذ سمير وخلاص بقيت موظفة رسمية في الشركة.
-تمام، ركزي في كل ما يخص الشغل ولو في حاجة مش طبيعية بلغيني بيها.
-حاضر يا هانم.
-جوليا هانم.
نظرت جوليا لـريهام لتغلق مع ميادة.
-قصي بيه عايز يشوف حضرتك.
-دخليه أوضة المكتب.
هبطت ريهام لأسفل، بينما جوليا شعرت ببعض الصداع يجتاحها لتأخذ مسكن للآلام لعلها تشعر ببعض الراحة.
تقدمت نحو مكتبها لتجده يقف بداخله ينظر حوله يتحدث بداخله كيف يكون هو سيد المنزل وتدعوه هي لغرفة مكتبها اللعنة على ما يحدث له.
-تشرب إيه؟
-هو أنا ضيف ولا إيه يا جوليا؟
-عندك حق، تحب تأكل إيه؟
اقتربت من مقعدها لـتجلس عليه، بينما هو اقترب منها ليميل عليها بجسده قائلا:
-جوليا.
-ليه عملنا في بعض كدة؟
-ده ذنب واحد اللي عملته.
كانت تهز رأسها بلامبالاة لتسحب دفتر الشيكات الخاص بها لتمضي عليه وتضعه أمامه قائلة:
-اكتب الرقم اللي محتاجه وخلينا نخلص إجراءات الطلاق وأنت تخلص وأنا هخلص.
-جوليا أنا لسة بحبك.
-قصي خلينا نتكلم بصراحة، أنت عمرك ما حبتني ولا أنا عمري حبيتك كنا متجوزين جواز تقليدي وأنت اللي نهيته بتصرفاتك.
-أنك تخوني مع هند الشغالة دِ إهانة مش هقبل بيها، أما إنك تخوني مع هالة دِ إهانة لأخوك قبل ما تكون إهانة ليا ولما أخ يخون أخوه مش هنتظر لما يجي يخوني لأنه أكيد كدة كدة هيعملها عاجلا أو أجلا.
رفع يده نحو رقبتها ليجذبها بقوة نحوه قائلا:
-تمام، أنا عايز كل ثروتك وفوقهم حياتك يا جوليا.
جذبت تلك السكين التي خبأتها من قبل بيدها لتطعنه في كتفه قائلة ببرود:
-أنت اللي اختارت.
ابتعد عنها على الفور حينما شعر بالألم يغزو كتفه لتلقي بالسكين أرضا وتشبك يديها على المكتب قائلة:
-أتمنى ليك مباراة سعيدة.
ابتسمت له بينما هو غضب ورفع سبابته بوجهها قائلا:
-مش هرحمك يا جوليا، وهتشوفي.
دلفت ريهام للمكتب حينما غادر قصي وقطرات الدماء تتساقط من كتفه، لتذهب نحو جوليا التي طرقت برأسها على سطح المكتب.
-حضرتك كويسة؟
أومأت لها جوليا وهي تقول:
-خدي السكينة دِ.
غادرت المكتب على الفور لتهاتف أمها وتطمئن عليها، فهي أرسلتها لمخبئ خوفا من قصي أن يؤذيها.
لتستمر الحياة على ذلك الروتين، جوليا ما بين المحاكم والقضايا بينما أمير يهتم بجود وحمايتها وأيضا عمله الذي لا يستطيع التخلي عنه.
_________________________
كان يقف قصي خلف جوليا التي تجلس أمام طاولة الزينة أمام المرآة ليقبّل عنقها وتتقابل أعينهم في المرآة، لـيقول:
-جود فين يا جوليا؟
-في مكان أمن.
-رجعيها أحسنلك.
-مش هسمحلك تضغط عليا بيها.
جذبها بقوة نحوه لـيقول:
-مش محتاج أضغط عليكِ بيها، كفاية جويرية هانم ولا هي مش مهمة بقدر أهمية جود!
ابتلعت لعابها وهي تحاول التحكم بعضلات وجهها الغاضبة منه، لتبتسم قائلة:
-أعتقد جود عندك مش بقدر أهمية الفلوس مش كدة!
ضحك قصي بقوة وهو يبتعد عنها ليستند على الحائط قائلا:
-مشكلتك إنك فهماني يا جوليا.
-مش عدوي!
-هنتظرك تحت.
تركها وغادر بعدما قبّلها مرة أخرى، لتحطم الأشياء التي كانت على طاولة الزينة وهي تتذكر كيف تمكن من السيطرة عليها حينما علم بمكان أمها ومازال يحتجزها لديه حتى يتمكن من تنفيذ كل ما يحتاجه منها لتشعر بالعجز.
أخفت تلك الكدمات التي كانت على وجهها ببعض مساحيق التجميل، لتهبط خلفه ومازالت تحتفظ بملامح وجهها الحادة.
-يا هانم.
نظرت إلى ريهام التي كانت تشعر بالحزن على ما يحدث لربة عملها، لـتقول:
-هتفطري؟
-لا.
غادرت واستقلت السيارة بجوار قصي، وخلفها حامد ورجاله في سيارة لحمايتهم.
توقفت السيارة أمام الشركة ليهبطا سويا ويدلفوا للداخل وتنتقل جميع الأنظار نحوهم، والجميع يتحدث عن شخصيتها التي لا تتغير حتى بعد عودتها من الموت فهي قامت بتبرير حقيقة وفاتها بأن أحد الأعداء لدى قصي قاموا باختطافها ليستطيعوا أن يجبروا قصي ليتنحى عن مجال السوق لفترة.
صعدوا للطابق الأخير، فهو خاص لكلا من قصي وجوليا التي عادت للعمل وتم سحب كافة القضايا للتي رُفعت عليها وقررت العيش مع قصي مرة أخرى حتى تتمكن من معرفة مخبأ والدتها.
على الجهة الأخرى،،
كاد أن يجن فهو لا يستطيع التواصل معها بأي طريقة ممكنة، حتى هاتف إياد والذي أخبره بأنها استغنت عن خدماتهم ليشعر أمير بالخيانة ولكنه تراجع حينما رأى أمامه جود؛ فهي لن تترك ابنتها خلفها وتغادر فهي تستمر من أجل ابنتها فقط لا غير.
دلف للمرحاض ليأخذ حماما دافيء يهدأ أعصابه، ليشرد في ذكرياته من سنوات.
-متى ستترك تلك الوظيفة التي تشغلك عنا لأيام؟
-لا يمكني، جميلة.
-حسنا ولكني قد سئمت من طبيعة عملك أشعر بالخوف في كل ليلة تتركني بها وحدي مع ابنتك.
نظر أمير لابنته التي تبلغ من العمر أربع سنوات ومن ثم نظر لزوجته جميلة ويبتسم لها ليقربها منه قائلا بهمس:
-حسنا عزيزتي، سنذهب إلى نزهة في الغد وحينها سأتمكن من تعويضك عن تلك الليالي المؤلمة التي قضيتيها من دوني.
فرحت لتحتضنه وتقبّله على وجنتيه.
فاق من ذكرياته حينما قاطعه طرق جود على المرحاض ليتعجب متساءلا:
-ماذا هناك؟
-أنا جود.
-في حاجة يا جود؟
-في بنت بره بتسأل عليك، وطنط نايمة في أوضتها والخدامة بره.
نهض أمير على الفور ليرتدي ثيابه ويخرج على الفور لينظر إلى جود ويهبط لمستواها قائلا:
-جود خليكِ تحت السرير لفترة.
-ليه هنلعب لعبة؟
-أه، يلا استخبي عشان نيسان لما تيجي تدور عليكِ.
-ولكني كبرت على اللعب ده.
-اسمعي الكلام.
تركها وأغلق الباب جيدا خلفه، فهو لا يعلم ماهية الفتاة فربما عضو خطير حتى وجدها ألكسندرا ليتنهد ويجلس على الأريكة متساءلا عن سبب زيارتها:
-علمت بأنك عُدت منذ أيام ولكنك لم تهاتفني، ومن تلك الفتاة التي فتحت لي الباب؟
-حسنا، تلك ابنة أحد السياسيين.
-وأنا لست مضطر لإبلاغك بكافة تحركاتي.
-أمير، متى ستقابل أبي؟ لا أطيق الانتظار.
-لم أخبرك أني سأقابل أبيكِ قط.
-وإن كنتِ أخر نساء الأرض لن أتزوجك ألكسندرا.
نهض ليقترب منها، بينما هي شردت بخصلات شعره المبللة وقطرات المياه التي تتساقط على وجهه ليميل على أذنها قائلا:
-لقد كنتِ هدفي حتى أتمكن من التقرب لأبيكِ، ولكنك لا تعنيني شيء ألكسندرا لذا اذهبي بعيدا عني فأنا لست بمزاج جيد لأجل التعامل معكِ بصبر.
-وكفي عن تتبع أخباري ومكاني، حتى لا تكوني ضحية لي ولعملي.
ابتسم لها ليتركها ويذهب نحو المطبخ ليعد له فنجانا من القهوة ويستعد لمهمتة التالية، بينما ألكسندرا غادرت على الفور فبالرغم من أنها تريد أمير لها ألا وأنها لا تريد أن تجعله يكرهها ويراها مملة وتقليدية.
دلف لغرفته لـيجد جود تجلس على الفراش وتقول:
-أنا ليه محدش بيحبني ولا بيهتم بيا؟
اقترب من جود وجلس بجوارها لـيقول:
-فكرتك غلط، والدتك بتحميكِ بالطريقة اللي هي شايفاها مناسبة.
-بتحميني من إيه؟ أحنا كنا عايشين مبسوطين أب وأم وبنت ليه فجأة الدنيا اتقلبت واتحرمت من بابا ودلوقتي ماما.
-أنا السبب؟!
ابتسم لها أمير لـيقول:
-لا مش أنتِ السبب، دِ مشاكل كبار ملناش دعوة بيها تيجي ننزل نتفسح.
تحمست كثيرا للفكرة لتقفز من على الفراش وهي تبتسم قائلة:
-ماشي فكرة حلوة أوي.
-طب يلا غيري هدومك هستناكِ.
جرت على الفور لغرفتها لتبدل ثيابها ولكنها لم تكن بارعة في الأمر لتظهر بمنظر بشع فهي كانت تعتمد على كلا من أمها وريهام.
اقترب منها أمير وبدأ يعدل لها ثيابها وقام بتصفيف شعرها وخرجا سويا.
___________________________
كانت نائمة بجواره تنظر للأعلى تحاول التحكم في غضبها وحزنها، لـتنظر له كيف ينام بعدما حقق رغبته في عودته لها لتنهض وتتجه نحو المرحاض وتغلق الباب خلفها بإحكام تقدمت إلى المرآة وهي تنظر لوجهها.
-اهدئي اهدئي.
وضعت يدها على وجهها وهي تشعر بأنها على وشك البكاء ولكنها تماسكت، فهي أقسمت ألا تبكي من بعد وفاة أبيها لن تكسر ذلك القسم من أجل مرحلة مؤقتة فهي ستتخلص من قصي عاجلا أو أجلا لن تتركه يتحكم بها وبوالدتها وستجد أمها حتى وإن كان الثمن حياتها.
غسلت وجهها عدة مرات لتخرج من المرحاض وترتدي معطف وتهبط لأسفل حيث الحديقة لتحاول التنفس عما بداخلها من غضب.
اقترب حامد منها لـيقول:
-حضرتك ليه مبلغتيش الشرطة أو معارفك عشان تقدري تخلصي منه؟
وقفت أمامه لتعدل ياقة قميصه وهي تقول:
-قصي ميستحقش أستخدم معارفي عشانه، وكمان طول ما جويرية هانم تحت إيده مينفعش أتحرك أنا كدة هخسر من كل الجهات.
-اما بقى لما أكون ضامنة كل نقاط ضعفي، ساعتها هقدر ألعب من غير خطر.
-أنا عمري ما خسرت عشان بختار الوقت المثالي دايما.
-المهم أنت اتبع قصي عايزاك تبقى خياله يا حامد، أنت الوحيد اللي بثق فيه.
أومأ لها حامد قائلا:
-وأنا حياتي فداكِ يا هانم.
تركته وصعدت للأعلى لتجد الشمس قد برزت، وقصي بدأ يستيقظ من نومه لممارسة يومه.
نظر لها وهو يبتسم ليقترب منها ويحتضنها من الخلف لتشعر بالاشمئزاز وتبعده عنها على الفور قائلة:
-وراك اجتماع مهم، عن أذنك.
تركته وخرجت من الغرفة وتقدمت من غرفة ابنتها لتشم رائحة ابنتها تمليء الغرفة لتقترب من فراشها وتملس بيدها على الوسادة الخاصة بها وهي تقول بداخلها:
-انتظري قليلا سنتمكن من العيش سويا مرة أخرى.
غادر قصي المنزل، فهو لديه اجتماع مهم جدا بالشركة ولم يسمح لجوليا بالحضور.
عادت لغرفتها حينما غادر وقامت بوضع بعض مساحيق التجميل لتخفي تلك الكدمات التي تمليء وجهها وتلك العلامات التي تمليء عنقها، لتتحكم في عضلات وجهها التي تودّ الانهيار ولكنها تماسكت لتجد ريهام تقف خلفها وهي تقول:
-الفطار جاهز يا هانم.
-ميادة اتصلت؟
نفت برأسها لتضع جوليا أحمر الشفاه الخاص بها وتسمح لريهام بالمغادرة لتشعر ريهام بالبؤس نحوها؛ فهي تعرف بأنها مقيدة من كافة الجهات وتحاول التحكم بزمام الأمور كما كانت تفعل في الماضي.
___________________________
كانت تجلس كلا من جويرية وملك مقيدين بالمقعد التي تجلس عليه، لتنهار جويرية من شدة الإهانة التي تتعرض لها لتحاول ملك التخفيف من حدة الأمر وتتحدث بايجابية:
-هتفرج يا هانم.
-وكمان اللي زي بنتك دِ مش هتسيبك بالساهل كدة.
لتتحدث جويرية بخفوت وضعف:
-أنا خايفة عليها.
-أنا أسفة يا هانم بس اللي زي بنتك دِ ميتخافش عليها دِ تسد عين الشمس.
شردت جويرية في ابنتها، لـتقول:
-قصي دفنها.
-بكره اليوم اللي شافته فيه.
كانت نائمة بهدوء على فراشها حتى وجدته يجذب شعرها بقوة لتصرخ بألم وهي تحاول أن تخلص نفسها منه ولكنه قبض على شعرها بقوة لتزحف أرضا خلفه وتبدأ في البكاء.
لتقف أمامه وتصفعه بقوة على وجهه لعله يفيق ويعلم خطورة الأمر وبشاعة ما يفعله.
____________________________
كانت جود نائمة ليقوم بتغطيتها ويغادر الغرفة بعد أن يقبّلها ويجد أكيرا جالسة تنتظره لـيقول:
-هل يمكنكِ رعايتها حتى أعود؟
-أين أمها؟
-تحاول حمايتها لذا تبتعد عنها حتى تتمكن من حمايتها.
-متى غيرت عملك؟
-اللعنة! ستفهمين الأمر كأدهم.
-لقد عرضت عليّ صفقة جيدة لذا أقوم بمساعدتها.
-هل يمكنك أن تهتمي بها حتى أعود؟
أومأت أكيرا وهي تتفحص ابنها التي قامت بتبنيه منذ عدة سنوات، لتربت على كف يده قائلة:
-لا تشغل بالك سأجعل جوزيف يهتم برعايتنا.
أعترض بشدة على ذلك الأمر، لـيفسر بقوله:
-أعتذر أمي ولكني لا أؤتمن تلك الصغيرة مع جوزيف، لذا أيمكنكِ أنتِ رعايتها وستساعدك نيسان.
-لما لا تتزوجها؟
توقف الماء بحلقه ليسعل بقوة ويبصقه أرضا وهو ينظر لها وتكاد عينيه تخرج من موضعها:
-لما تروا الأمر هكذا، أنا أكره النساء حقا وإن كنت أريد الزواج لتزوجت ألكسندرا منذ زمن.
-أجننتِ أنتِ وأدهم؟! تجعلوني أفقد أعصابي.
ليضيف بسخرية:
-أحقا أنا سأحب تلك الباردة! لِمَا لم أفقد عقلي بعد.
ابتسمت أكيرا على تعابير وجهه المندهشة، فكرة زواجه من جوليا تقشعر الأبدان ليفكر ماذا إن تزوجها.
-جوليا.
-نعم؟
-بتعملي إيه؟
-بشتغل.
شهق بقوة وهو يراها بثوب زفافهم وتعمل على الحاسوب الخاص بها، لـينظر حوله ويجد ذاته يرى سقف المنزل ليتفاجيء وينظر حوله ليجد أكيرا أعلاه ليتعجب.
فسر الأمر حينما وجدت ظهره يؤلمه، فهو صرخ حينما تخيل ذاته يتزوجها بالتأكيد ستبدو باردة كالجليد ليقع بمقعده ويجد أكيرا بجانبه وهي تبتسم لينهض على الفور وهو يقول بصراخ:
-لا تفكرين في الأمر أبدا، إنها متزوجة ولديها ابنة حسنا.
ترك أكيرا وذهب لـغرفته، ليشعر بالعجب أحقا كانت باردة حتى ليلة زفافها!
ليضرب رأسه بالحائط وهو يقول:
-اللعنة!
أخرج حقيبته وهو يحزم أمتعته فهو سيسافر الآن، لديه مهمة أخرى يجب عليه فعلها تلك المرة لـيغادر المنزل بعدما اطمئن على أمه وجد أدهم ينتظره بالأسفل قائلا:
-لما لم ترسلني أنا؟
-لأنك لن تستطيع التصويب.
-حقا!
ضحك أمير وهو يقول:
-حاول تعلم العربية أولا، فأنت تبدو كشرير من أفلام هوليوود.
ضربه أدهم بكتفه ليستقلوا السيارة سويا، ويقود أمير نحو المطار وبجانبه أدهم الذي كان ينظر له من فترة لأخرى.
-لما تنظر ليّ وكأني حبيبتك!!
-اللعنة هل تظنني هكذا!!
-حقا لا أعلم كيف تفكر تلك الأشخاص، رجل لـرجل وإمرأة لإمرأة اللعنة أنه لأمر مقزز يجب عليهم تقديم عقوبة لهؤلاء.
-إذا عاقبهم أنت.
توقف أمير أمام المطار، ليبتسم إلى أدهم ويهبط من السيارة لـيقول:
-قمت بتسريب الأسلحة؟
-نعم لا تقلق ستجد كل ما تحتاجه، ولكن.
-ماذا هناك؟
-لِمَا حقا تعود مرة أخرى؟
-المال.
غادر أمير وهو يرتدي نظارة الشمس الخاصة به لينهي إجراءات السفر ويستقل الطائرة.
__________________________
-راحة فين؟
نظرت له وهي كادت أن تستقل السيارة، فقد كادت أن تُجن من ذلك المنزل وكل ما يحدث معها لتقول:
-ممنوع أتمشى بالعربية شوية!
-خدي حراس معاكِ.
-أنا مش عيلة يا قصي.
اقترب قصي من جوليا حتى كاد أن يقبّلها من شدة قربه للتراجع للخلف قليلا ولكنها محاصرة بينه وبين السيارة ليهمس أمام وجهها قائلا:
-دِ المشكلة، إنك كبيرة و واعية ومريتِ بحاجات كتير زادتك قسوة وزادتك ذكاء.
-المشكلة أنك ذكية جدا يا جوليا، ولو أنا مش معاكِ خطوة بخطوة هتفضلي دايما مسبقاني.
-عشان كدة دايما عايش في خوف.
عدلت ياقة قميصه وقربته منها أكثر لـتقول:
-سواء معايا أو بعيد عني هتفضل غبي يا قصي أو بمعنى أخر هفضل أنا أذكى منك وسابقاك بخطوة.
-عشان كدة أنت دايما كنت بتخاف مني، ولكن واضح أن في شخص وراك ساندك وعايزني أقع عشان كدة الأمر ده بيخليني ازداد غرور.
-كل ما بشوف نظرة الخوف في عينيك يا قصي بحس بسعادة كبيرة.
لتتواجه عينيهم وتبتسم له جوليا مستقلة سيارتها وتغادر على الفور، لـيصرخ قصي وينظر حوله مشيرا لأحد حراسه أن يأتي.
كانت تقود بسرعة كبيرة وكأنها وجدت شيئا تصب عليه كل غضبها لذلك كانت تتخطى جميع السيارات وهي تنظر للأمام بغضب.
حتى توقفت فجأة وشعرت بصداع يجتاحها، لتقود بسرعة أقل حتى وصلت لمطعم ودلفت للمطعم ليهبط خلفها ذلك الحارس الذي أمره بأن يتبعها وتوقف أمام المطعم في انتظارها حتى تخرج.
بينما جوليا استقلت أتوبيس عام من الباب الخلفي للمطعم، جلست بأحد المقاعد بجوار الشباك الزجاجي لتستند برأسها عليه حتى وجدت من يجلس بجوارها ويجذب كف يدها ليمسكه وينظر لها.
لتتفاجيء جوليا وترفع يدهما سويا أمام وجهها لتنظر له واستطاعت التعرف عليه على الفور، لقد كان أمير!

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent