رواية سد خانة الفصل الثاني عشر 12 - بقلم فيروز مغازي
بعد انتهاء الحفل خرج معتصم برة وهو بيستشيط، من الغضب من تارا الل مصرة تضايقه بتصرفاتها.
لحقته هى بخطوات سريعة لحد عربية.
ومسكت ايده وقفته بضيق.
تارا: استنى هنا أنتَ رايح فين ومالك مضايق؟
معتصم نتر ايدها بنرفزة: ابعدى عنى عشان عفاريت الدنيا بتتنطط قدامى دلوقتي.
تارا بسخرية: ولا عايزة تلحقها؟
معتصم باعصاب مشدودة: ايوة عايز الحقها وبحبها، ليكِ فيه يا ستى حلى عنى ابعدى، زى ما بعدتى قبل كده، بس المرادى انا هبقي مبسوط اوى وعال.
تارا اتصدمت: بتحبها، للدرجة دى دخلت دماغك.
معتصم شدها من دراعها بجنون: اياكِ تحاولى تتكلمى عنها وحش، دليلة ستك، واشرف منك عالاقل مبعتش نفسها عشان الفلوس، مش رخيصة زيك.
تارا رفعت ايدها بعصبية عشان تضربه بالقلم.
معتصم وقفها ولوى دراعها:
- اياكِ يا تارا انا لحد دلوقتي هادى معاكِ واوى كمان.
تارا بانفعال: كل ده عشان دليلة هانم؟
معتصم ببرود: دليلة دى ستك وتاج راسك.
تارا: يعنى أنتَ وجدك بتضحكوا عليا؟
معتصم زفر بخنقة وسكت، ورجع افتكر انه المفروض ينفذ خطته عشان يوجعها وينتقم منها اشد انتقام.
تارا بضيق: ما ترد عليا يا معتصم بيه؟
معتصم: مبنضحكش عليكِ.
تارا ربعت ايدها: امال ايه قصة دليلة مش المفروض انت بتحبنى !! ليه زعلان ومحموق عشانها ؟!
معتصم بصدق: عشان هى مراتى يا تارا.
تارا اتصدمت ودمعت: مراتك !! اتجوزت !!!
معتصم بجدية: اه اتجوزت، بس ليا اسبابى وللعلم، اسهل ما عليا اكدب عليكِ ومقولكيش انها مراتى.
تارا بقهر ووجع: اسبابك!
معتصم: ايوة ليا اسبابى زى مأنتِ ليكِ اسبابك، ولا انتِ مش اخدة بالك اننا متعادلين دلوقتي!
تارا: ايوه بس أنت عارف، الل خلانى افكر كده.
معتصم: وأنتِ كمان لازم تبقي عارفة الل خلانى انا كمان افكر كده واتجوز غيرك زى ما عملتى.
تارا بحزن: ايه اسبابك ان شاءلله؟
معتصم: انى اتوجعت بعدك مثلاً وحبيت ادور على واحدة تملى مكانك !! وتكون ليا سد خانة.
تارا بتفهم: اممممم واشمعنا دليلة بقي !!
معتصم: عشان هى مطلقة ومعاها طفل وملهاش حد، يعنى حسيت انها مناسبة ليا.
تارا: اتجوزتها شفقة يعنى!
معتصم باختناق: أدينى اتجوزتها، وأنتِ عرفتى ايه اسبابى وللعلم انا مش هطلقها هى هتفضل ع زمتى.
تارا باعتراض وغيرة: لا انا مش موافقة انت هتطلقها قبل كتب كتابنا كمان، انا مش هبقي زوجة تانية.
معتصم مسك ايدها برقة: يا حبيبتي أنتِ الللى فى القلب، هى بس هتفضل عل زمتى عشان انا وعدت اخوها احميها، واخد بالى منها ومن ابنها حمزة.
تارا بخنقة: بس يا حبيبي انا..
معتصم: تارا أنتِ عارفة كويس انى صعب اقتنع باى كلام هتقوليه ومصمم على رايى خلينا متفاهمين.
تارا باستسلام نفخت: بس هتروح تسال عليهم عطف مش هتاخدك منى ولا هتروح تبات عندها.
معتصم: ربنا يسهل يا ستى، ممكن تروحى بقي!
تارا بضيق: مش هتوصلنى؟
معتصم بجدية: عندى مشوار مهم هخلصه وهعدى عليكم بكرة عشان نكتب الكتاب، مرضية!
تارا: هتروح لدليلة؟
معتصم: هو تحقيق يا تارا، اروح مكان ما اروح أنتِ هتحبسي نفسي كمان؟
وسابها وخد عربيته ومشي، هبدت برجلها عالارض، وركبت عربيتها هى كمان ومشيت لڤيلة الرواى.
بتلم فى شنطتها بدموع، وعصبية وهى بتفتكر كل تفاصيل اليوم المتعب ده، للدرجة دى مش فارقاله !!
دليلة بالم: بس انا الل عودته يجرحنى واسامحه، انا اغبى خلق الله انا استاهل اكتر من كده كمان.
قفلت شنطتها ولسه هتخرج لقته واقف قدامها.
دليلة بانفعال: ابعد عنى، سيبنى فى حالى.
معتصم: لا مش هسيبك قبل ما نتكلم يا دليلة.
دليلة بعياط ممزوق بغضب: هتكدب تقول ايه، انها مش مهمة عندك !!! عشان اصدقك زى لما شوفتها، لاول مرة وكانت غيرانة عليك اكنها خطيبتك.
معتصم بحزن: بس دى حقيقي هى بجد مش مهمة عندى ولا فرقالى، أنتِ الاهم عندى من كل الناس.
دليلة بسخرية: شبعت من الكدب واكتفيت.
معتصم مسك ايدها: دليلة اسمعينى.
نترت ايده بانفعال وبعدت عنه.
دليلة: متلمسنيش، ابعد عنى قولتلك، وطلقنى.
معتصم بتوسل: دليلة عشان خاطرى اسمعينى.
دليلة بنرفزة: اتفضل قول الل عندك.
معتصم: صدقينى تارا متهمنيش، انا قولت للصحافة كده لان كان فى كلام قديم عننا اننا عل علاقة ببعض وانا قولت انى هتجوزها عشان سمعتها مش اكتر.
دليلة بسخرية: يا راااااجل.
معتصم نفخ بخنقة: مش نضطر اكدب أنتِ عارفانى كويس، عارفة مين معتصم الراوى.
دليلة: طيب هعمل نفسي مصدقة، تعرفها منين؟
معتصم بصدق: تبقى فى مقام اخت جوز شهد.
دليلة باستيعاب؛ يعنى تبقي فى مقام عمة تقى؟
معتصم: بالظبط وكانت بتظهر معايا، الاشاعات كترت حوالينا من ساعتها وانا مش عايز سمعتها تبوظ.
دليلة: مانت كان ممكن تقولهم انكم اصحاب.
معتصم: مكنش هينفع لانها ارملة، والكلام هيكتر حواليها اكتر، ويمكن يقولوا اننا ماشين مع بعض.
دليلة ببعض الاقتناع: ماشي، وليه كانت متعشمة!
معتصم بصدق: عشان هى بتحبنى بجد.
دليلة بغيرة حارقة: حبها برص وعشرة خرس.
معتصم ضحك: ههههه المهم انها بعيد عنى.
دليلة رجعت انزعجت: انا مش مسامحة طلقنى.
معتصم قرب قرص خدها: لا مش بسمع كلام عيال، وهفضل حابسك لبكرة فى اوضتنا دى.
دليلة بخنقة: معتصم انا مضايقة بجد.
معتصم باس جبينها: حقك عليا، سامحينى على كل كلمة جرحتك، انا اسف ليكِ بس متزعليش منى.
دليلة بحزن: يعنى مبتحبش غيري !!
معتصم ضمها بين احضانه: اقسملك ما فى غيرك فى القلب يا روح القلب من جوة.
دليلة: طيب سيبنى ابعد فترة يمكن اعرف اتخلى..
معتصم: هششششش تتخلى ايه، مستحيل اسيبك تانى انا اتعلمت من المرة الل فاتت، دانا اموت كده.
دليلة مسحت دمعه: ولو وجعتنى تانى؟
معتصم: اختفى وسيبنى هتعلم الادب بعدك.
دليلة دمعت: خايفه يا معتصم، خوفت.
معتصم: ثقى فيا انا بحبك يا دليلة.
دليلة: وانا للاسف بحبك.
معتصم بلهفة: يعنى مسامحة؟
دليلة بصدق: لا، ولسه مش عارفة انسي الل عملته.
معتصم: طيب ايه الل يرضيكِ وانا اعمله؟ اعرف كل الناس اننا متجوزين، وانك بتاعتى؟
دليلة تنهدت: لا مش عايزة كده، ومش عايزة يتبصلى على انى مرات معتصم الرواى، رجل الاعمال الناحج، انا عايزة تفضل جمبى وبس وتفهمنى، وتدعمى لحد، ما اقدر انجح لوحدى واعمل اسمى بنفسي.
معتصم ابتسم: كل لحظة بثبتيلى انك الوحيدة اللى حبيتى معتصم عشان شخصه مش عشان منصبه.
دليلة بحزن: فكرك الفلوس بتريح البال؟ لا انا عمرى كله بتمنى راحة نفسية، وزوج يحبنى، لو هنقضي عشانا نوم، حتى لو هناكلها بعيش وملح، بس نبقي مرتاحين ومبسوطين، ده الل كنت بتمناه والحمدلله لقيته معاك واحنا بعيد عن الناس.
معتصم: أنتِ ملاك يا دليلة.
دليلة بمرارة: مفيش حد ملاك يا معتصم، مش عشان اتحملت مرة وادى التانية، هعديلك تانى، مفيش اغلى من الكرامة والكبرياء عند الواحدة، وصدقنى، كسرة تانية منك مش هتلاقى، وهتندم عليا.
معتصم مسك ايدها بتملك: لا يا دليلة، أنتِ مستحيل تسبينى، عشان عارفة انا ايه من غيرك.
دليلة: سيبها بظروفها يا معتصم.
حاوطها بايده بحنان كبير وتمسك.
معتصم: اوعى تسبينى، هموت من غيرك.
دليلة تنفست ببطء فى حضنه، ودفعته عنها بتعب، ورفعت عيونها ليه، وقالت بصوت ضعيف:
- عايزة اروح من هنا، عايزة ابعد عنك، تعبانة.
معتصم بحزن: راحتك هتبقى بعيد عنى؟
دليلة وانفاسها ضاقت: سامحنى، مش قادرة تعبانة، تعبانة اوى يا معتصم.
معتصم قلق من تعرقها الشديد، وارتعاشها وقبل ما يتحرك يقربلها، فقدت الوعى ووقعت قصاد عينه.
اتخض عليها، وعيونه دمعت، وحاول يفوقها.
معتصم: ددليلة ردى عليا يا حبيبتي، مالك !!
لكنها مبتفوقش، شالها للسرير ودموعه نزلت عليها وقرر يتصل بـ نضال يجى يسعفها ويشوف مالها.
فى الناحية التانية، قاعدة معاه فى العربية ماسك ايديها بحنان حسته، وكانت باصة قدامها، دموعها مبطلتش تنزل وكأنها فقدت السيطرة عل دموعها، وفقدت القدرة على الكتمان..
نضال: أنتِ كويسة !!
نجوان بالم: هو أنا ظلمت دليلة ووجعتها؟
نضال تنهد: للاسف ايوه، لكن انا فاهم انك مستحيل تكونى قاصدة توجعيها وفاهم الل جواكِ!
نجوان: ممكن تسامحنى، انا جيت عليها وبوظتلها فرحتها، انا كان لازم ادعمها يا نضال.
نضال ابتسم بامل: هتسامحك دليلة قلبها طيب.
نجوان: ططيب انا عايزة اشوفها واكلمها
نضال بمرح: مينفعش دلوقتي، أنتِ عايزة تبوظيلها الهانى مون بتاعها ولا ايه؟
نجوان بحنق: جاته ضربه فى قلبه، هو خدها منى.
نضال: بعيد الشر عنه، ده صاحبى يا بت.
نجوان: بت ام تبتك ياخويا، بلا صاحبك ده عرة الصاحب مش عارفة تعرف ليه.
نضال بحزن: اهو الل بتقولى عليه عرة الصاحب ده، الوحيد الل وقف جمبى فى اصعب فترة فى حياتى، وسانى ودعمنى وهو ميعرفش الل فيا.
نجوان بقلق: اصعب فترة فى حياتك؟
نضال: ما علينا اهى ايام وانقضت.
نجوان: لا مانا حابة افهم.
نضال: اسف مش هحكى، ومتضغطيش عليا.
نجوان زعلت انه مخبى عنها ولسه هتسيبه وتمشى، تليفونه رن باسم معتصم، وبتلقائية قعدت وقلقانة، تكون صحبتها فيها حاجة، قلق فطرى ماهى اخت.
نضال: ايه يا معلم، اتخض، نعم دليلة مغمى عليها، ومش بتفوق، طب انا جاى، على طول مش هتاخر.
وقفل معاه، نجوان عيطت برعب:
- مالها دليلة يا نضال!
نضال: هنروحلها وهنطمن خليكى معايا.
وانطلق بعربيته لبيت معتصم، وطلعت نجوان معاه وهى مرعوبة على صحبتها..
دخلت بعد ما معتصم فتح الباب ليهم و سابته.
وجريت على دليلة فى الاوضه.
نضال دخل خلفها، وطلب منها تبعد عنها.
نجوان بقلق: طمنى عليها يا نضال!
نضال ابتدى يكشف عليها، ووشه اتملى اسف بعد انتهائه من الكشف وبص لمعتصم بلوم واضح.
نجوان لاحظت صاحت: فى ايه يا نضال هو عملها حاجة، بتبصله كده ليه.
نضال باسف: انا مش عارف ابدا منين بس الوضع مش بسيط نهائى، وانتى لازم تبقي عارفة.
نجوان عيطت: ما تنطق يا نضال، خوفتنى.
نضال بص لصاحبه: دليلة حالتها الصحية مش تمام، وزعلها وعياطها المستمر وارد يسببلها مشاكب كتير فى القلب بعيد الشر، وانها اغمى عليها دى اشارة من الجسم عشان ناخد بالنا من نفسيتها ومنزعلهاش.
نجوان عيطت اكتر: كله بسببي انا زعلتها، انا سبب حالتها دى ربنا ياخدنى.
معتصم بالم: مش أنتِ بس انا كمان وجودى حواليها سببلها متاعب كتير، انا كمان السبب.
نضال: الندب ده مش هيحل حاجه دليلة لازم تبعد خالص عن اى ضغوط نفسية.
نجوان بحزن: بس انت عارف انا مش هقدر اسيبها.
نضال: لما تفوق هى الل هتقرر هتروح فين ترتاح.
نجوان قعدت جمب دليلة وباست راسها، وايديها، ودعت كتير ربنا يريحها، معتصم طلع برة وتعبان، اعصابه كلها سابت بعد الل سمعه وهاين عليه بجد يموت نفسه بعد اللى سببه ليها، ضرب ايده بقوة فالحيطة، لحد ما نزفت دم غزير وهو موجوع من جواه ومش عارف يساعدها ازاى !!!
لو بعد عنها وهى تعبانة ممكن يموت.
ولو قرب منها هيبقي سبب موتها بالبطىء !!
نضال خرج خلفه وانخض من منظره.
نضال: انت اتجننت اهدى مش كده.
معتصم: انا السبب انا وجعتها.
نضال بحزن: ولسه متمسك بيها، طب ما تطلقها.
معتصم بعيون مليانة وجع: مش هقدر ابعد عنها انا بحبها يا نضال حبيتها ومش قادر اسيبها لحالها.
نضال ابتسم بحزن: دلوقتي عرفت قيمتها.
معتصم دمعت عينه: انا لقيت نفسي معاها، انا حبيت كأنى فى عمرى ما شوفت حب، وهى بتحبنى بس انا مستاهلش الحب ده، انا انانى بحب نفسي.
نضال: بس فى ايدك تثبت لنفسك انك قادر تسعدها، ومتزعلهاش انت تعرف تعمل ده بس انا مش عايز
معتصم: صدقنى عايز اكتفى بيها بس انا لازم انتقم من الل كانت السبب فى الل انا ودليلة فيه دلوقتي.
نضال: تارا الهلالى مش كده؟
معتصم بغل وحقد: والله لوريها الوجع الوان.
نضال: بس فى المقابل هتخسر دليلة.
معتصم: دليلة مش هتعرف حاجة، انا هبقي عارف بعمل ايه، وهعرف ازاى اوجعها من غير ما اخسر اى حاجة وهتشوف يا نضال.
نضال: هتنقم ازاى؟
معتصم: لا مش هقول هتعرف فى وقتها.
نضال: طيب تعالى نطمن على دليلة الاول.
فتحت عيونها، لقت صحبتها جمبها، ابتسمت بحزن وملت قلبها سعادة متتوصفش هى عارفة ان نجوان من الصعب تغير تفكيرها فى وقت قليل كده.
نجوان بسعادة: حمدالله علي سلامتك.
دليلة: امشي من جمبى، مش عايزاكى.
نجوان بحزن: متزعليش منى حقك عليا انا كنت مضغوطة، وحزنى على فريد نسانى نفسى.
دليلة: وانا مش والله ضحية زيك.
نجوان عدلت ليها حجابها وابتسمت: انا اسفة والله مستحيل ازعلك تانى، أنتِ صحبتى يا بت.
دليلة دمعت: بجد ولا هترجعى توجعينى زيه؟
نجوان بضيق: هو الحيوان ده زعلك ازاى؟
دليلة بصت خلف نجوان، وبرقت وحاولت تكتم فى نفسها ضحكتها لما شافت رياكشنات معتصم.
نجوان: ردى عليا يا بت، زعلك تانى عملك ايه ؟ يوه مالك اكلتى سد الحنك ولا ايه؟
معتصم بغيظ: لا أبداً، بس الحيوان واقف وراكِ.
نجوان اتفاجات بس ردت بحنق: مغلطش عل فكرة.
معتصم بغضب: ما تحترمى نفسك، انا ساكتلك عشان دليلة لكن قسماً بالله ما تفتحى بؤقك تانى لعمل منك شاورما وبفتيك وارميكى للكلاب.
نجوان بقوة: متقدرش، انا اكلك بسنانى كده.
معتصم لسه هيتكلم نضال وقفه وقال بزهق:
- احنا كده هنزعل دليلة وهنزعجها، ها؟
نجوان بسرعة: لا انشالله هو، ودليلة لاء.
دليلة: طب انا تعبت من خناقكم ده.
معتصم بسرعة: لا خلاص هنسكت المهم صحتك.
دليلة: طيب انا عايزة اروح مع نجوان.
نجوان بسعادة: الله عليكى يا فخر البلد.
نضال ضحك: ايوة ده الاصح، تعالى اوصلكم.
معتصم: واهون عليكى يا دليلة؟
دليلة بجدية: انا قولتلك انى محتاجة ابعد عنك.
معتصم قعد جمبها من الناحية التانية وباس ايدها؛
- اللى تشوفيه، المهم تفضلى بخير.
دليلة: قلبك عليا اوى يا معتصم؟
معتصم بحنان وحب: ايوة، وبحبك اوى كمان.
نجوان بغيظ: خلاص فقرتك خلصت امشي.
معتصم تجاهلها: تحبى اخلى الولاد معايا!
دليلة: خليهم معايا افضل، هاخد بالى منهم.
نجوان: هيتعبوكى يا دليلة، بلاش.
دليلة: بالعكس انا هتعافى بيهم، ولا هنزعج طنط.
نجوان بسرعة: لا طبعاً ده بيتك يا حبيبتي.
دليلة ابتسمت برضا: وده العشم، تعالى خدى بايدى
معتصم سبق نجوان: لا انا الل هساعدك وهوصلك لـ بيت والدة نجوان كمان، وهما هيروحوا يجبوا تقى، وحمزة من بيت نضال مش كده يا نضال!
نضال: عندك حق يلا يا نجوان بينا احنا.
نجوان: أنتِ شايفة كده يا دليلة.
دليلة تنهدت: ماشي، انا هسبقك عل البيت.
نجوان هزت رأسها: الل تشوفيه يا دودى.
وخرج نضال برة مع نجوان الل اتغاظت من معتصم.
نجوان: صاحبك ده رخم رخامة.
نضال ابتسم: بيحبها يا دليلة.
نجوان تنهدت: اتمنى يا نضال، دليلة مش متحملة.
نضال: متقلقيش انا مش هرضي اساساً ياذيها، تعالى ننزل يلا عشان نجيب الاولاد من البيت.
وخدها ونزل، وركب عربيته وانطلق للبيت، وشروده فى حركاتها لشعرها، وتفاصيلها الجميلة نسي انه كان ساب غدير معاهم تراعيهم لحد ما يرجع.
وصل لحد شقته وفتح الباب بالمفتاح ولسه هيدخل.
نجوان بعتاب: أنتَ سايبهم لوحدهم؟
نضال وافتكر انه خلى غدير معاهم ومعرفش يشرح ليها ازاى انها مجرد صديقة عابرة وجارته.
نجوان بتعجب: مالك سكت ليه تعالى ندخل.
نضال بارتباك: طب ما تستنى تحت وانا ادخل.
نجوان: وليه استنى تحت مش فاهماك.
غدير خرجت بغيظ لما سمعت صوتهم؛
- اقولك انا مش عايزك تدخلى ليه.
نجوان لاحظت من هيئتها انها مش تمام، ومشيها مش كويس، فـ اضيقت اوى واتكلمت.
نجوان بضيق: أنتِ مين يا ست أنتِ.
غدير لوت شفايفها وقالت بمياعة: انا صاحبة دكتور نضال، فى مشكلة، ما تقولها يا بيبي انت جايبنى ليه.
نجوان بانفعال بصت لنضال: أنتَ مقعد تقى وحمزة، مع الاشكال دى ازاى، دليلة لو عرفت هتطين عشتك.
نضال بارتباك: ودليلة هتعرف منين بس؟
غدير ببرود: ااااه دليلة دى الل هى قريبة صاحبك يا بيبي الل جبتها هنا وهى سايحة فى دمها؟
نجوان برقت: أنتِ كمان تعرفى دليلة صحبتى؟! ده معرفك قصة حياته بقي !!
نضال بضيق: اطلعى برة يا غدير.
غدير بحقد: شكلها الكراش ولا ايه؟
نجوان بجنون: احترمى نفسك لعلمك الادب يا زبالة، والله البسك قضية اداب أنتِ والبيه الل واقف ده.
نضال بسرعة: نجوان والله هى جارتى بس.
غدير بانزعاج: حيث كده بقي اعرفها المدفون، وزى ماهى خربت عليا، اخرب عليك أنتَ وصاحبك اللى، عامل فيها شريف واجبر جوز دليلة انه يطلقها.
نجوان برقت بصدمة: يعنى معتصم سبب طلاقها؟
نضال بارتباك: نجوان هشرحلك.
نجوان بجنون: أنتَ وهو عاملين جريمة، أنتَ عارف دليلة عانت قد ايه من بعد الطلاق ده !!!
غدير: وياريتها عل الطلاق ياختى، ده هو كمان كان عارف ان فى عيال ضربتها وسقطتها وسابهم عشان يخلص من ابنها، وعارفة كمان هو مش بيحبها هو عايزها ليه سد خانة عشان ينسي بيها واحدة كان، بيحبها وخذلته يعنى هيوجعها ويسيبها، انا قولت اقولك أنتِ عشان ابرئ زمتى.
نجوان اتصدمت اكتر ودموعها نزلت على صاحبتها، وبصت لنضال عايزة تصرخ فيه وتعاتبه ازاى سمحله ضميرى يدارى على ظلم معتصم لدليلة !!
غدير ضحكت بصوت مسموع وخرجت بعد ما فجرت كارثة قنبلة موقتة قدام نجوان الل اعصابه سابت.
نضال: نجوان والله العظيم...
نجوان صرخت فيه: أنت متعرفش ربنا، متحلفش بيه أنتَ انسان بشع ومريض ياخى ده الساكت عل الحق شيطان اخرس، مبالك بقى الل عارف بالظلم وساكت عليه، أنتَ هتتحاسب زيه عل وجع قلبها وكسرتها هى كانت مرتاحة قبل ما تتطلق ليه دخل هو حياتها !!!!
نضال: نجوان انا مليش ذنب هو عمل كده لوحده، انا عاتبته ولومته لما عرفت، واقسملك انا لو مش واثق، دلوقتي انه بيحبها مكنتش سبتها معاه.
نجوان بتعنيف قوى: هى خرب حياتها، أنتَ واااعى، ليه معرفتهاش، ليه سكت وسبتها مخدوعة فيه، لاء وكمان كانت حامل فى طفل وسقطته بسبببه، حسب الله ونعم الوكيل فيكم، ربنا ينتقم منكم يا شيخ.
نضال بحزن: حقك تقولى اكتر من كده، انا غلطت، انا مذنب وعارف ده كويس بس بالله عليكى ما تجبيلها سيرة، لو عرفت ممكن تموت مننا، لو خايفه عليها انا بقولك متقوليش، عشان تكمل طريقها مرتاحة.
نجوان دمعت: تكمل معاه وهو خسيس وكداب طب ازاى هقدر اشوفها مخدوعة فيه واسكت؟
نضال: قولتلك معتصم حبها بجد، اه الاول كان عايز يتجوزها عشان غرض معين فى دماغه بس حبها.
نجوان غمضت عينها بتعب، مش عارفة تقولها بجد، وتخسرها، ولا تسكت وتسيبها مخدوعة فيه !!
قرب منها ومسك ايدها بحنان بالغ وحب.
نضال همس: نجوان ارجوكِ متدخلنيش انا معاه فى حاجة ولا تخلقى زعل بينا بسببه، انا تعبت من كده، أنتِ دايماً بتحطينى فى الوش كانى شريك معاه.
نجوان فتحت عينها بعتاب: عشان بجد شريك معاه.
نضال: عمرى ما كنت راضي عن الل بيعمله، انا بعرف المصيبة بعد ما بيعملها وكان صعب عليا اروح اجرح قلبها واقولها الل فيها، وتسيبه وتعيش فى الشارع، بعد ما امك رفضت تقعدها معاها انا عارف كل حاجة عنها وكنت بحاول اوصلها بس الظروف دايما كانت بتمنعنى يا نجوان، اقسملك انى مليش يد.
نجوان دموعها نزلت ومقدرتش تخبى ضعفها قدامه، وبقى هو مصدر قوتها فى وقت ضعفها وحزنها.
نجوان: انا حزينة عليها والله حزينة، خايفة اقولها ان هو وحش، بس الزعل هيتعبها، هيتعبها اوى.
نضال مسح دموعها: أنتِ واثقة فيا مش كده؟
نجوان: اكيد، ومش عارفة ليه بصدقك.
نضال: مدام واثقة فيا، انا لو لاحظت انه لعب بديله، من وراها، هبلغها بكل حاجة، ومش هسيبها لنفسها، اقسملك انى بعتبرها زى اختى بالظبط.
نجوان: وهى عارفة انها سقطت؟
نضال بتاكيد: ايوة قولتلها والله، عارفه.
نجوان بحزن: لو عرفت انه السبب فى اجهاضها، هتكرهه اوى يا نضال!
نضال بياس: مضطرين نسكت، ولو عمل غلطة بس، صدقينى مش هسكتله، ممكن تهدى !!!
نجوان بصت لعيونه: هيفرقلك يعنى، هديت او لاء.
نضال بحب تنهد: اكيد يا نجوان.
نجوان ارتبكت من نظراته، خرج حمزة بيفرك فى عيونه تقريباً كان نايم، ولقاهم واقفين كده.
حمزة بخبث: هو قالك انه بيحبك؟
نجوان اتصدمت وبصتله: أنتَ قولت ايه؟
نضال بسرعة: مبيقولش، حمزة بيهزر.
حمزة لسه هيتكلم، نضال حط ايده على بؤقه.
نضال: اتفضل ادخل شوف تقى عشان هنمشي.
حمزة ضحك: ماشي، انا غلطان.
ودخل لتقى جابها، ونجوان نزلت قدامهم، سرحانة فى كلمة حمزة، هو ليه ممكن يكون قال كده !!
نزلها نضال وفهم دماغها.
وحاول يبان طبيعي ويلهى نفسه فى السواقة.
حمزة بمكر: شغلنا اغنية يا اونكل!
نضال: بس يا حبيبي، عايزين نروح.
حمزة: طب عايز اقولك حاجة.
نضال: قول يا معلم.
حمزة: طنط غدير حلوة اوى.
نضال باندفاع: حلوة ازاى يعنى!
حمزة ضحك بخجل: عاملة زى صافينار.
نجوان اتصدمت: يا قليل الادب، وعرفت اسم دى منين، شكلها فسدتهم الواطية.
حمزة: كانت بتفرجنا عليها، على اغنية زلزال.
نضال: نهار ابوها مش فايت.
نجوان بغيظ وحنق: كله بسبب معارفك الهباب اللهى تتشك فى كرشها البعيدة.
نضال ضحك: معندهاش كرش.
نجوان صرخت بغيظ: بطل تستفزنى يا نضال.
تقى ببراءة: اونكل عنده حق هى معندهاش كرش، حتى لما قلعت..
نجوان برقت: قلعت؟؟؟
نضال ضحك جامد: متستغربيش بس انا هوريها.
نجوان بسخرية: هتوريها ازاى، هتروح تلبسها؟
نضال برق بيضحك: بس العيال قاعدين.
حمزة: انا مش غريب اتكلم.
نضال: شوفى الواد اللمض!
حمزة: مانا قولتلك شغل اغنية، وكنت هسكت.
نضال: اشغلك ايه يا زفت، عشان نكمل كورس قلة الادب والفساد، ال مامتك ومعتصم هيجلدونا عليه.
حمزة: بحب اسمع توليب.
نضال ببلاهة: ها؟ مين؟
نجوان: ايه ده انت متعرفهوش؟
نضال بتعجب: لا معرفهوش والله، بيقول ايه؟
نجوان بجنان ابتدت تغنى: بيسالونى عليه مش بيظهر ليه، حب زى الشمس وانتى القمر بليل..
حمزة كمل: ما تيجى اعدى عليكى سيبي كل حاجة حبيبي فيييش وقت...
نضال ضحك اوى عل جنانهم ونجوان ضحكت عل ضحكته، لاول مرة كانت تضحك كده، نضال وقف ضحك وعينه لمعت وهو بيتاملها بحب واضح.
تقى بخبث: الطريق يا اونكل.
نضال انتبه لنفسه وكمل طريقه، ونجوان اتحرجت اوى وبصت من الشباك، وهى مكسوفة.
فى الناحية التانية، وقف العربية قدام البيت.
ودليلة كانت لسه هتفتح الباب وقفها.
دليلة بصت لايدى الل ماسكة ايدها، وبصتله.
دليلة: وقفتنى ليه؟
معتصم قرب لمكانها بحزن: مينفعش اودعك؟
دليلة بتعب: لا مينفعش.
معتصم: بس أنتِ هتوحشينى.
دليلة عيونها اتملت حزن، ودمعت وسكنت مكانها، حاوطها بايده وضمها بحنان وكاد يعتصرها جواه، ومش عايز بجد يسيبها، بعدت عنه وبصت لعيونه للحظات، نظرات كلها عتاب، كانت عايزة تقوله لو مكنتش وجعتنى مكناش وصلنا، ويارتنى عارفة، انساك، ولسه بحبك زى الغبية يا معتصم.
لكنها فى النهاية نزلت، وهو نزل وراها وخد شنطة هدومها وطلع معاها، خبطت وفتحت سهير واتضح عليها الضيق لما شافتها، دليلة مكنتش قادرة تتكلم.
معتصم بجدية: ممكن نتكلم عل انفراد؟
سهير نفخت؛ تمام، ادخلى يا دليلة اوضتك.
دليلة: لو مش مرحبة بيا...
سهير: لجل غلاوة فريد انا لسه باقية عليكى.
دليلة دخلت اوضتها، ومعتصم وقف يتكلم معاها.
سهير: ها هتدفع حق قعدتها؟
معتصم متصدمش من طلبها، وهو كان هيعمل كده بجد من غير ما تقول مكنش عايز حد يزعج حبيته.
معتصم طلع مبلغ من جيبه: خدى دول 20 الف هى مش معاها حاجة ورفضت تاخد منى، خليهم معاكِ، واديها منهم كل شهر وفهميها انهم من معاش فريد.
سهير بطمع: من عينيا حاضر.
معتصم بتحذير: وعالله احس انها مخنوقة ولا انتِ زعلتيها او ضيقتيها ولا حاجة.
سهير: متخافش، فى ايد امينة.
دخل نضال مع نجوان والولاد فى اللحظة دى.
نضال: مساء الخير.
سهير باقتضاب: اتاخرتى برة ليه يا هانم؟
نجوان ببرود: عن اذنكم هدخل اجهز العشا.
نضال بحرج: لا بلاش انا ماشي، يلا يا معتصم.
سهير بضيق: استنى عندك، ممكن اعرف ليه دخلت حياتى بنتى وبتكلمها وبتخرج معاها؟
نضال: انا مش باذيها، وهى ممكن تبعد لو عايزة.
سهير: لو أنتَ بتحبها ومتعلقين ببعض اوى كده، انا معنديش مشكلة اتقدملها واكتب عليها، لكن ياخويا معندناش احنا الصرمحة دى، وترجعولى نص الليل..
نجوان اتعصبت: ماما مش كده...
نضال بجدية: وانا موافق اتقدملها.
****************************
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية سد خانة) اسم الرواية