Ads by Google X

رواية جريمة حب الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سلسبيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

رواية جريمة حب الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سلسبيل

 
___________________________
كانت تقف أمامهم تنظر لتعابير وجههم، يبدو أنها خيبت ظنهم وجعلتهم تعساء!
لتسحب معلق الصوت وتتحدث قائلة:
-شايفة الحزن على وجوهكم!
-عمتا، أنا رجعت انشروا الخبر ده في كل الصحف والقنوات واللي مش حاضر دلوقتي بلغوه لما يرجع.
-اما موظفين الشركة فمخصوم منك عشر أيام لحسن كلامكم عليا.
ابتسمت لهم ببرود لتترك معلق الصوت يسقط أرضا ليصدر صوت قوي مصطدما بالأرض الصلبة وتغادر القاعة تاركة الجميع خلفها يتهامس بتفاجيء وصدمة واندهاش كما حدث من لحظة دخولها لذلك المكان.
لتجري ملك على جويرية لتساندها حتى تغادر خلف ابنتها وهي سعيدة جدا بعودتها وأنها ما زالت على قيد الحياة، جري حامد نحو جوليا يهتف باسمها لتقف وتنظر له ابتسم حامد على الفور وهو يقول:
-مبسوط برجوعك.
لم تجيب عليه تركته واستقلت السيارة التي كانت بإنتظارها لتعود إلى منزلها وهي تفكر في الخطوة التالية كيف ستتمكن من التخلص من تلك القضايا التي رُفعت عليها.
دلفت لمنزلها لـتجلس على الأريكة واضعة قدم فوق أخرى وكانت رجال حامد يقفون أمامها ينظرون للأسفل باحترام حتى تساءلت:
-إيه حصل في غيابي؟
-قصي بيه.
-ماله؟
-ضرب نار على ريهام وهدد حامد وهددنا إننا أو نعرف مكان حضرتك ومقولناش ليه هيخلص مننا.
-وريهام أخبارها إيه؟
-تعافت الحمدلله وبقت أحسن، وحامد معاها خطوة بخطوة.
دلف جاسر للمنزل على الفور وهو ينظر حوله بلهفة حتى وقعت عينيه عليها ليتقدم نحوها ويحتضنها على الفور لتتفاجيء جوليا وتنظر للحراس بأعين متسعة ليشعروا بالحرج ويغادروا على الفور.
-أنتِ كويسة؟
ابتعد عنها ليفحصها حتى وجد جرح يدها ليرفع يدها أمامه وهو يتفحصها لتجذبها جوليا على الفور وهي تقول:
-أنت اتجننت يا جاسر!
نظر جاسر لها وهو يرى تعابير وجهها، لـيجدها جادة لا تقبل النقاش لـيردف:
-أنتِ متعرفيش أنا واجهت إيه بسبب غيابك! حسيت إن الدنيا انتهت.
كادت أن تتحدث حتى وجدت أمها تدخل وهي تستند على ملك لتجري نحوها على الفور وتسندها بدلا من ملك واحتضنتها، لتدمع عين جويرية على فقدانها لابنتها لتقبّلها قائلة:
-أنتِ كويسة؟
أومأت لها جوليا وهي تقبّل يدها ورأسها لتجعلها تجلس على الأريكة وتجلس بجوارها تطمئن على أحوالها، كانت تقف ريهام بجانب حامد وهي خائفة من ردة فعل جوليا حينما تعلم بما حدث لها هل ستتخلى عنها!
-إيه حكاية موتك دِ!
-هفهمك بعدين، المهم طمنيني على صحتك؟
-أنا دلوقتي بقيت بخير.
ابتسمت لها جوليا وهي سعيدة بأن أمها ما زالت على قيد الحياة ولم يؤذيها قصي وبصحة جيدة، لـتنظر إلى ريهام التي كانت تنظر أرضا باحترام لجوليا ولكن لم تهمل نظرات جاسر والتي كانت تغلفها الشوق لتتجاهل الأمر وهي تفكر ما الخطوة التالية.
صعدت لغرفتها واحتضنت ابنتها وهي تفكر في حديث أمير كيف ستتعامل مع الأمر!
نظرت لها جود وهي تتساءل ماذا حدث ولكن جوليا لم تجيب لتفكر حقا ما الخطوة التالية لِمَا تشعر بالعجز لتلك الدرجة!
تركت ابنتها لتنهض وتتجه نحو الشرفة لـتنظر حولها وهي تحاول أن تتحكم بكافة الخيوط، لتصطدم عينيها بعينيه حيث أنه كان يتحدث إلى والدته بالقانون في الحديقة لتتجاهله على الفور وظلت بقية اليوم تفكر.
ليأتي الصباح عليها وهي مازالت مستيقظة حتى استمعت لطرق على باب غرفتها لتجيب:
-أتفضل.
دلفت نيسان وهي تنظر لها باحترام قائلة:
-سيدي ينتظرك بالأسفل.
نهضت جوليا لتعدل ثيابها أمام المرآة وتقوم بتصفيف شعرها لتهبط للأسفل حيث غرفة المكتب الخاصة بأمير والذي كان ينتظرها وهو يرتشف من قهوته.
دلفت دون أن تطرق الباب ليحاول التغاضي عن الأمر، ليلمح عينيها المرهقة فهي لم تنام من كثرة التفكير ربما سيغشى عليها قريبا إن ظلت على ذلك الأمر.
-يمكنك الذهاب نيسان.
-لو سمحت، هل يمكنك أن تحضري لي فنجان من القهوة؟
-بالطبع سيدتي، كيف تحبينه؟
-سادة.
-حسنا.
غادرت نيسان، لـتنظر جوليا إلى أمير والذي أردف قائلا:
-ممكن نتخطى كلام امبارح.
-لو في جديد أتفضل قوله.
-شايفة الأمر ممكن يتحل إزاي؟
-بحياة قصي.
-ممكن نعمل صفقة واقتله مقابل مبلغ مالي.
-لا، أنا مش بفكر في الطريقة دِ.
-ومش مضطرة أبلغك بطريقة تفكيري.
-عايزاك تحمي بنتي.
رجع بجسده للخلف ليتساءل:
-مقابل؟
-المبلغ اللي عايزه.
-اتفقنا.
مد يده لها لتصافحه ولكنها نهضت وأردفت:
-ممكن تجهز ليا الأوراق الخاصة بالسفر؟
تركته وغادرت، لـيشعر أمير بأنه بكل مرة يخسر أمامها وأمام برودها ليجذب ذلك الفنجان ويلقيه أرضا لعله يهدئ من روعه.
لِتُرسل له رسالة بها صورة أحدهم وبعض المعلومات عنه، ليتقدم من ذلك الحائط ويضغط على زر بجانبه حتى خرج الحائط من موضعه وكان عبارة عن مخزن لأسلحة ومعدات يستخدمها أمير في مهماته للقضاء على الناس.
____________________________
وكأن سُكِب دلو ماء بارد على قصي لُجِم لسانه من هول الموقف والصدمة ليشعر بأنه صُفِع على وجهه صفعة قوية.
تحرك بخطوات ثقيلة نحو مكتبه ليغلق الباب خلفه وهو ينظر حوله، أحقا سيخسر كل شيء الآن؟
ليبدأ في تحطيم المكتب بأكمله لعله يهدئ من روعه وتحمل تلك الصفعات التي يتلقاها على يد جوليا، والتي كلما صفعته ازدادت ابتسامتها.
لـيشعر بأنه على وشك خسارة كل شيء، أخرج هاتفه وتحدث إلى أحد معارفه قائلا:
-عايزك تحبسها، مفهوم.
رمى الهاتف أرضا من قوة غضبه، ليجد معتز يدخل لمكتبه ليستند قصي بيده على الحائط وهو يلتقط أنفاسه الغاضبة ليتساءل معتز بنبرة استنكار:
-مالك زعلان ليه! مش دِ مراتك حبيبتك اللي متقدرش تستغنى عنها!
صرخ قصي بوجه أخيه قائلا بغضب:
-اللعنة عليك وعلى جوليا وعلى أمثالكم.
دلف كل من علي وسمر للغرفة، لتشهق سمر من منظر المكتب الذي أصبح في حالة فوضى أثر غضب ابنها لتستشيط غضبا من جوليا والتي قامت بالأمر من البداية هي من قامت بتفرقة الأخوين ومن ثم دمار وخراب بيوت أبنائها لن تفلت بعملتها تلك.
________________________
كان أمير في إحدى مهماته، استأجر غرفة في فندق لمدة يوم حتى يتمكن من تنفيذ مهمته وهي قتل عضو سياسي.
كان يجلس بجواره على طاولة يتناول طعامه، لـيبتسم أمير حينما وجده يستأذن ليذهب إلى المرحاض ليدلف أمير خلفه ويغلق الباب ليبتسم له السياسي بـِودّ.
جحظت عينيه حينما وجد أمير يخرج سلاحه الكاتم للصوت ويصوب نحو رأسه لينهي الأمر بطلقة واحدة من مسدسه ويغادر واضعا سلاحه في يد أحد أتباعه لـيغادر الفندق ملغيا حجزه.
على الجهة الأخرى،،
كانت جود في غرفتها تبكي و والدة أمير بالقانون تجلس في المنزل تطالع الأخبار، بينما ذلك الخائن جوزيف كان يتحدث في هاتفه حتى استمع لضرب نار ليصرخ ويسقط الهاتف منه، بينما أكيرا والدة أمير نهضت بفزع من مكانها وهي تتساءل عما يحدث وجود اختبأت في المرحاض وهي خائفة وتبكي.
-ماما! ماما أنا خايفة.
هاتفت نيسان أمير على الفور ليجيب متساءلا عما يحدث لتردف بقلق:
-ييدو أن هناك هجوم علينا.
-حماية السيدة والفتاة مسؤوليتك نيسان.
-حسنا سيدي، ولكن إلى أين؟
-أخرجيهم من القصر أولا.
-والسيد جوزيف؟
-اللعنة على سيد جوزيف اذهبي لحمايتهم كما أخبرتك.
أغلقت نيسان الهاتف وأخرجت سلاحها التي دوما تقوم بتخبئته، فهي تعمل لدى أمير واختارها أمير لقدرتها على التصدي للمشكلات لتجري على الفور نحو السيدة التي كانت تضع يدها أمامها تحاول التقاط أنفاسها من شدة الخوف لتأخذها وتصعد للأعلى بينما الحراس بالخارج كانوا يتعاملوا مع الأمر بقدر إمكانهم.
صعدت نيسان لغرفة جود وهي تصرخ باسمها، لـتخرج لها جود على الفور وهي تبكي لتحتضن نيسان بخوف وبكاء قائلة:
-عايزة ماما.
-يجب علينا الذهاب الآن.
غادروا الغرفة ليجدوا أمامهم اثنان مسلحين، لترفع نيسان سلاحها أمامهم قائلة:
-سيدتي يمكنكم الذهاب سألحق بكم.
جذبت أكيرا جود وغادرت، لتطلق نيسان النيران على قدميّ كل منهما وتجري خلف أكيرا.
ليخرجوا من البوابة الخلفية للقصر وتستقل نيسان السيارة المتواجدة للطواريء ويجلس بها كل من أكيرا وجود وكادت أن تغادر حتى وجدت سيارة أخرى أمامها لتصطدم بهم، صرخت جود لأن رأسها اصطدم بالكرسي بقوة.
هبطوا المسلحين لـيتقدموا من سيارة نيسان والتي كانت تنظر له بترقب وأخرجت مسدسها لتطلق النيران عليهم ولكن الطلقات قد نفذت لترمي سلاحها وتهبط لتتعامل معهم بذراعيها.
تقدم أحدهم من السيارة ليمسك أكيرا من ذراعها ويضع مسدسا حول رقبتها.
-توقفي.
لـيُشتت انتباه نيسان ويضربها أحدهم لتسقط أرضا و يرفع مسدسه نحوها، لـيسقط أرضا حينما تلقى رصاصة من مسدس أمير والذي قاد بأقصى سرعته متناسيًا قوانين المرور ليأتي لهم، ويطلق النيران على ذلك الشخص الممسك بأكيرا، ويتقدم نحو السيارة ليفتح بابها، ولكنه وجد جود مغشيا عليها ليحملها على الفور ويضعها بسيارته قائلا:
-نيسان خذِ السيدة على شقتي.
أومأت له نيسان لتستقل أكيرا السيارة وهي تنظر لابنها الذي يحمل بين يديه جود التي أُصيبت وتعاني من مشكلة في قلبها ليجري بها لأقرب مشفى لعلاجها.
_____________________________
كانت تعمل لوقت متأخر مع جاسر قائلة:
-كدة قضية الطلاق هتقدمها بكرة، وهند تكون قدامي بأي طريقة يا جاسر.
-أكيد.
-بدأت البحث عنها من فترة وأول ما أعرف طريقها هتكون قدامك.
-جاسر بكرة بالكتير تكون هند قدامي، قصي مش هيقدر يقعد ساكت كدة كتير.
-تؤمري يا جوليا.
-أنتِ كنتِ فين؟
-مش مهم، المهم إني رجعت.
قبض على يده بقوة لـيبتسم لها قائلا:
-عمتا أنا معاكِ في أي حاجة وأي وقت.
-همشي دلوقتي.
أومأت برأسها ولكنها كانت تعطيه ظهرها وهي تنظر لتلك الأعشاب أمامها والتي تظهر من زجاج غرفة مكتبها.
لـتجذب الهاتف حينما غادر وتطلب رقم إحداهن، لـتستيقظ الفتاة وتنظر للساعة فقد تخطت الثانية عشر منتصف الليل لتجذب الهاتف وتجدها جوليا لتنتفض من مكانها على الفور وتنظر للمرآة متساءلة:
-شكلي كويس! يالهوي هكلمها ازاي!
-اهدئي اهدئي يا ميادة، هي مش هتشوفك ده على التليفون بس.
أخذت شهقيا قويا لتجيب على اتصال جوليا:
-ألو.
-ميادة؟
-أيوه يا جوليا هانم.
-أعتقد سمعتِ في الأخبار عن الأمر، هنتظرك بكرة تيجي عشان نتكلم.
-في الشركة؟
-لا في البيت عندي، هبعتلك العنوان.
-حاضر حاضر يا هانم.
-لسة عايزة تشتغلي تبعي؟
أردفت على الفور بلا تفكير:
-أكيد يا هانم أكيد أنتِ قدوتي في مجال العمل.
-هنتظرك بكرة بدري، بكره التأخير.
أغلقت جوليا الهاتف، لتشعر ميادة بالصدمة وتصعد على سريرها تقفز من فرحتها فهي أخيرا ستعمل لدى جوليا؛ فهي كانت دوما تتابع أخبارها و ودّت أن تعمل معها فجوليا كانت تحقق الكثير من الانجازات منذ لحظة صعودها في سوق العمل.
صعدت جوليا لـغرفتها وأخذت حماما دافيء يريح أعضائها وجسدها وتفكيرها؛ فهي منذ لحظة سفرها لم تشعر بالراحة تلك لتخرج من الحمام بفترة طويلة وتبدل ثيابها.
جلست على الفراش وهاتفت أمير مكالمة فيديو، لينظر أمير للهاتف وإلى جود النائمة على الفراش أثر الدواء لـيخرج من الغرفة ويذهب نحو الفراش ويجيب على مكالمتها.
-أسفة على اتصالي في الوقت المتأخر ده.
-كنت عايزة أطمن على جود.
-إنها نائمة الآن.
-أه تمام.
كادت أن تغلق الهاتف حتى وجدته يوقفها قائلا:
-ارجعي لوضعيتك.
شعرت بالتعجب لتعقد حاجبيها وتنظر له، ليردف قائلا:
-قربي الصورة.
قام بتقريب الهاتف خلفها، ليخبرها أمير أن تبتعد عن الفراش قائلا:
-في كاميرا في أوضتك.
انتفضت جوليا من على الفراش لـتنظر نحو الفراش وتجد كاميرا صغيرة للغاية تُكاد تُرى من طريقة وضعها، فقام قصي بوضعها في حائط الفراش المطلي باللون الأسود حتى لا يبرز الكاميرا.
صعدت جوليا للشرفة لتهتف باسم حامد الذي صعد لها على الفور وطرق على الباب لتسمح له بالدخول، كان ينظر للأرض احتراما لها.
-عايزة حد يجي يشيل الكاميرا دِ من هنا.
نظر لها حامد باستفهام، لتشير إلى موضع الكاميرا لـيقول أمير:
-لا يمكنك النوم بتلك الغرفة، يجب أحد يأتي لفحص الغرفة.
-حسنا سأتحدث لك لاحقا.
أغلقت الهاتف ليهاتف حامد أحدهم ليأتي وينزع تلك الكاميرا، كانت تجلس بشرفتها حتى دخل حامد قائلا:
-خلاص يا هانم حلينا الموضوع.
-تمام يا حامد.
جلست بمفردها في الشرفة الخاصة بها حتى غفيت بمكانها مستسلمة لذلك الإرهاق الذي يخيم جسدها.
انتفضت من نومها بفزع لـتنظر إلى ريهام التي تقف أمامها تنظر لها قائلة:
-حضرتك كويسة؟ كنت هصحيكِ عشان في بنت تحت عايزة تقابلك وقالت أنه في ميعاد بينكم.
-أه أه.
-دخليها أوضة المكتب وأنا هنزل.
تقدمت نحو المرحاض لتغسل وجهها ومن ثم ذهبت لثيابها لتختار ثوب أسود أنيق متناسق مع جسدها، ولكن اللون الأسود زادها غموض فوق غموضها فملامحها لا تلين أبدا.
هبطت لأسفل لتذهب نحو مكتبها وجدت به ميادة التي نهضت على الفور وهي تنظر للأسفل قائلة:
-جوليا هانم.
تقدمت جوليا نحو مكتبها لتجلس على مقعدها بهدوء وهي تطالع ميادة من أعلاها لأسفلها؛ فهي لطالما أحبت الشخصية الطموحة والتي فعلت المستحيل لكي تستطيع إقناعها لتعمل معها بالشركة الخاصة به.
-اقعدي.
-حضرتك طلبتيني.
-هعمل معاكِ صفقة.
عقدت ميادة حاجبيها وهي تنظر لها باهتمام، لتميل جوليا بجسدها وهي تشبك يديها قائلة:
-هسمح ليكِ تشتغلي في الشركة ولكن بشرط.
تساءلت ميادة بعينيها عن الشرط لتحث جوليا عن الحديث، لـتردف:
-ولكن الأول هل أنتِ مستعدة للشغل معايا؟
-أكيد يا فندم.
-هتكوني مكاني في الشركة، يعني كل معلومة تعرفيها توصليها ليا من غير ما حد يأخد باله منك.
-ولكن مش هيشكوا فيا!
-متقلقيش، مدير الحسابات هيساعدك هناك وهو اللي هيقدمك في الشركة.
-كل ما شغلك هيعجبني كل ما هقدملك مزايا كتير.
-ولكن.
صمتت جوليا وهي ترجع بجسدها للخلف وهي تنظر لـميادة التي كانت مترددة.
-في طرق أسوأ من الموت صدقيني هستخدمهم لو فكرتِ في يوم إنك تخونيني، لأني مش بسامح عندي استعداد أقتل عائلتك كلها وأخليكِ تندمي على اليوم اللي عرفتي فيه اسمي.
نهضت ميادة وهي تقول بثقة قد استمدتها من نظرات جوليا، لـتقول:
-وأنا حياتي فداكِ يا جوليا هانم وإن شاء الله هقدم كل اللي تطلبيه مني.
-لغاية ما في يوم متقدريش تستغني عن خدماتي.
ابتسمت ميادة بمرح، لـتنظر لها جوليا بحدة وتشير لها بأن تذهب.
على الجهة الأخرى،،
استيقظت جود لـتنظر حولها وتجد نفسها بغرفة جديدة لتشعر بالخوف، ولكنها وجدت أمير يدخل الغرفة لتنهض من فراشها وتقترب منه وهي تمسك يده وتنظر له بخوف طفلة فقدت أمها وأبيها وتتساءل:
-هي ماما مش هترجع يا عمو أمير؟
هبط أمير لمستوى جود وأحاط بذراعيها ليقول:
-هترجع، ولكنها رجعت مصر عشان تخلص شوية حاجات هناك وترجع بسرعة عشان تأخدك وتعيشوا مع بعض في سعادة.
-أه صحيح هو إيه اللي حصل امبارح!
-كان في شوية ناس صحابي حابين يلعبوا معايا حرامي وبوليس.
-علفكرة أنا كبيرة وعارفة إن الكبار مش بيلعبوا.
-مين قال كدة!
-ماما عمرها ما لعبت ولا بابا ولا حتى تيتة.
-لا دول ناس كئيبة ملناش دعوة بيهم.
-جعانة؟
-أه.
-نيسان عاملة أكل تحفة تعالي معايا.
حملها أمير ليخرج إلى مائدة الطعام ويضعها بمقعدها ويجلس بجانبها وهو يبتسم لها، ليبدأوا في تناول الطعام سويا ولكن أكيرا باغتته بسؤالها:
-لما تهتم لتلك الفتاة؟
-حسنا عقدت صفقة مع والدتها.
-تبدو والدتها صعبة المنال، لما تحاول معها؟
بصق الطعام من فمه وهو يفهم نية حديثها ليبرر على الفور قائلا:
-أنا أهتم لتلك الفتاة! مُحال.
-حسنا أمي ولكنك فهمتي الأمر خطأ، تلك الفتاة عقدت معي صفقة جيدة لي لذلك أفعل هذا الأمر لا تفكري في أمور أخرى ليس لدي نية لأمر أخر.
-حسنا كنت اطمئن فقط.
أومأ لها أمير، لـينظر إلى جود التي ابتسمت له لـيقول:
-تتكلمي لوالدتك؟
فرحت جود كثيرا بالأمر لتومأ برأسها، وتذهب مع أمير لتتحدث إلى أمها ليحاول أمير مهاتفة جوليا ولكنها لم تجيب ليكرر محاولته عدة مرات ولكن بلا فائدة؛ لتحزن جود وتتركه وتغادر.
__________________________
كان يجلس مع أمه وهو غاضب بشدة من عودة جوليا وهي كانت تحاول تهدئته، لـتقول:
-اهدأ يا حبيبي، البنت هترجعلك لحضنك.
تركها قصي وتقدم للشرفة الخاصة بالمنزل وهو يفكر بأن سبب غضبه ليس ابنته؛ فهو يعلم بأن جوليا على استعداد بتضحية حياتها من أجل ابنتها لذا لن تلحق بها ضرر ولكن عودة جوليا تجعلها أقوى وأخطر مما سبق؛ فهي ستكون كالنمر الجائع لأيام وستنقض عليه في أول فرصة.
ليتعالى رنينه ويجيب عليه، ليتحدث الطرف الأخر قائلا:
-تم الأمر يا باشا.
على الجهة الأخرى،،
كانت تُوضع الأصفاد بيد جوليا التي تبتسم ببرود قاتل لذلك الضابط الذي حاول إخافتها ولكنها لم تجيبه؛ فقط وضعت يدها أمامه وهي تقول:
-أنا جاهزة.
وكأنها كانت منتظرة بالفعل تواجدهم، فهي عليها أن تتخلص من تلك القضايا المُتهمة بها كادت أن ترحل حتى وجدت جاسر يتدخل في الأمر وهو يحاوطها بذراعيه قائلا بغضب:
-أنتوا مش عارفين هي مين؟ ابعدوا عنها.
-جاسر.
لم يعيرها انتباه، كان يحاول أن يجعل الضابط يتركها لتتحدث بحدة قائلة:
-جاسر.
التفت لها، لتبتعد عنها و تبعد خصلات شعرها عن عينيها لـتقول:
-هرجع علطول مش هطول.
ابتسم الضابط بسخرية، لـيقول:
-في الحلم.
كانت جويرية تدعو لابنتها أن تخرج منها سالمة، بينما جميع الخدم لدى جوليا قلقون من ألا تعود فتلك التهم التي رُفعت عليها يمكنها القضاء على مستقبلها.
كادت أن تخرج من منزلها بهدوء حتى وجدت صحافيين، لترفع رأسها للأعلى مع ابتسامه لتتحدث بداخلها:
-لقد لعبتها جيدا يا قصي.
-أستاذة جوليا، ممكن تتكلمي إزاي رجعتي من الموت؟
-وإيه سبب الكلبشات اللي حوالين إيدك دِ؟
-لو سمحت ممكن تجاوبينا؟
-إزاي وصلنا سبب موتك هل ده خطأ ولا حركة؟
-ليه ساكتة؟
-وفين بنتك؟
غادرت جوليا ولم تفيدهم بشيء، لتصبح الشائعات حديث الجميع عن حقيقة جوليا وأنه لربما كانت تمتلك وجهين تتعامل بهم.
دلفت جوليا لمركز الشرطة وجلس أمامها ذلك الضابط والذي تساءل:
-إيه أقوالك في التهم الموجهة ليكِ؟
التزمت بالصمت ليستشاط غضبا من صمتها وبرودها، لـيقول بغضب:
-أنتِ بتستعبطي يا بت! ما تردي.
-اسأل اللي قدم البلاغ واللي مشغلك.
غضب الضابط ليهتف بصوته المرتفع قائلا:
-يا عسكري.
دلف العسكري الواقف أمام المكتب ليقول الضابط:
-واضح إن الهانم مش مستوعبة هي فين وإيه اللي بيحصل، نزلها الحجز.
جذب العسكري جوليا للخارج ليخرج خلفها الضابط والذي كان ينظر لها وكم تبدو مخيفة حتى وهي في تلك الحالة، لـيحاول جاسر أن يقترب منها ولكن الضابط منعه كادت أن تغادر مع العسكري.
-اقف عندك.
نظر الجميع لذلك الشاب الوسيم والذي يرتدي بدلة رسمية باللون الرمادي زادته وسامة فوق وسامته، وكان يحمل بيده حقيبة محاماة ليقوم بفك زر بدلته وتقدم من جوليا يقف أمامها ولكن جوليا لم تتعرف عليه ولكنها بالطبع تعلم ماذا يجرى حولها.
-ويطلع مين البيه؟
-إياد نصر الدين محامِ مدام جوليا الساعي.
أخرج إياد الكارت الخاص به ليضعه أمام الضابط الذي تبادل النظرات بين الكارت وإياد الذي كان يمتلك كاريزما خاصة تحيط به.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent