رواية جريمة حب الفصل العاشر 10 - بقلم سلسبيل
_________________________
هبطوا جميعا لتناول الطعام سواها، فهي أبت أن تهبط وأن تتناول الطعام فهي منشغلة كثيرا بالتفكير في حياتها وما الخطوة التالية التي ستقوم بها من أجل القضاء على قصي وتبرئة اسمها من تلك الصفقات الغير قانونية.
-تلك الفتاة كم عمرها؟
-ثمانِ سنوات، أمي.
أومأت تلك السيدة وهي تتساءل عن عدم نزول جوليا، ليجيب جوزيف قائلا بسخرية:
-ربما تتعامل وكأنها سيدة هذا القصر، لا تهتم لـقوانينه.
-يمكنك أن تركز فقط على طعامك جوزيف، لا تهتم لأمر جوليا سأتولى أنا الأمر.
ابتسم أمير ابتسامه صفراء تعبر عما بداخله اتجاه ذلك الخائن والذي حاول قتله من قبل.
أنهت جود طعامها لتتركهم وتغادر بعدما شكرت أمير، صعدت جود لـغرفة أمها لتجدها بالشرفة تتطلع للأمام بشرود يرهقها التفكير.
-نيسان.
-نعم سيدي.
-أخبري جوليا هانم أن تنضم لي بغرفة المكتب.
تركها وغادر لتصعد نيسان لـغرفة جوليا وتطرق بابها.
-تفضل.
دلفت نيسان وهي تضع رأسها أرضا قائلة:
-سيدي ينتظرك بغرفة مكتبه، يمكنني مرافقتك لهناك.
أومأت لها جوليا لتتقدمها لأسفل، ليتابعها جوزيف بنظراته فهو يحب النساء الجميلات مثلها ولكنه ينفر منها؛ فشكلها يبدو مخيف بالرغم من ملامحها الرائعة.
تقدمت نحو مكتبه دون الطرق على بابه ليشعر بالإهانة قليلا، لـتغادر نيسان وتتركهم بمفردهم.
-ألم تتعلمي الطرق؟ أنه بسيط للغاية يمكنك رفع يديك الجميلة لتطرقي بأصابعك على الباب حينها يمكنني سماعك والسماح لكِ بالدخول.
تقدمته لتجلس على الأريكة المتواجدة بالغرفة واضعة قدم فوق أخرى لـيشعر بالغيظ من غرورها.
ليجذب أحد الملفات ويضعها أمامها، لتنقل بصرها بين الملف وبينه لتمسكه وتبدأ بقراءته لتبتسم بسخرية واندهاش أحقا رُفِعت عليها كل تلك القضايا حتى أنه قام برفع قضية لها لأمرها ببيت الطاعة وحضانة ابنتها وبعض الصفقات الغير قانونية.
وضعت الملف على الطاولة أمامه لتعود برأسها للخلف وهي تفكر بأن تلك المرة لن تتهاون معه أبدا يجب عليها تلقينه درس قوي يتعلم منه ومن ثم تقتله.
-هتختفي عن الأنظار لفترة.
قاطعته وهي تقول:
-متعملتش أهرب لما حد يشهر بسيفه قدامي.
-وهتعملي إيه؟
-هرجع مصر.
-ولكن.
-بنتك؟ و والدتك؟
-أنا قررت أتدخل.
عقدت حاجبيها ليكمل حديثه قائلا:
-أنك عملتِ حادث أنتِ وبنتك وتوفيتم.
-وبالفعل القرار في طريقه ليهم، عشان يتعاملوا على هذا الأساس وتعيدي ترتيب أفكارك وتأخدي قرار سليم.
-هرجع لمصر.
كادت أن تذهب حتى أردف قائلا:
-وبنتك!! هترميها ليه بإيديكِ؟
-متدخلش في أمر ميخصكش.
-استني.
توقفت ولكنها لم تلتفت سوى عندما شعرت بأنفاسه الحارة قريبة منها لتلتفت له وتجده قريب منها للغاية ويديه تتحرك باتجاهها لتكور يدها على هيئة قبضة تستعد لـِ لكمهُ.
لتجده يضغط على يدها المجروحة بقوة وقد فتح جرحها مرة أخرى، لـيقول:
-يبدو بأنك تلقين بنفسك للهلاك.
-لا يخصك ذلك الأمر.
-أخبرتك ذات مرة، أنكِ أصبحتِ مسؤوليتي منذ تعيينك لي كحارس شخصي لكِ.
-وماذا فعلت! قمت بإطلاق النيران نحوي لتتمكن من قتلي وتنفيذ مهمتك.
-أخبرتك بإني لم أخطيء في التصويب فعلت ذلك لحمايتك و.
-يمكنك ترك يدي الآن.
نظر لـيدها وجدها تنزف الدماء ليزيل يده على الفور التي اختلطت بدمائها، لِمَا لا يرى تعابير الألم على وجهها؟، لِمَا لا تبكي كباقي الفتيات؟، ما الذي تقوم بتخبئته خلف هذا القناع الذي ترتديه؟
تركته وغادرت لتصطدم بجوزيف الذي كان يحمل بعض الأوراق التي سقطت أرضا، لـيردف بصراخ:
-غبية؟
تركته ولم تتحدث ليغضب ويقول:
-أيتها العاهرة، أنتِ صماء أم ماذا؟
-قفِ عندك.
توقفت منذ اللحظة الذي نعتها بالعاهرة، لتعطيه ظهرها وتنظر أمامها للاشيء ليخرج الجميع على صوت جوزيف المرتفع والذي كان يسبّ جوليا قائلا:
-تعالي إلى هنا وأحضري لي تلك الأوراق.
التقطت ذلك الوعاء الزجاجي من إحدى الطاولات لتلتفت له وتتقدم منه تكسره على رأسه بقوة ليصرخ من الألم و ينزف الدماء لـتقول ببرود:
-لستُ أنا العاهرة بل أنت أيها القذر.
-وتلك الأوراق.
هبطت لتلتقطها وتمزقها بقوة أمام عين الجميع المندهشة، من تلك الفتاة القوية والتي لم تضع في الحسبان أنها هي ضيفة ذلك المكان ليست صاحبته.
صعدت للأعلى حيث غرفتها وجدت ابنتها تختبيء بإحدى الأماكن حينما استمعت لصوت جوزيف المرتفع.
-عايزة أرجع.
تقدمت منها جوليا وهي تقول:
-هنرجع.
________________________
دلف لمكتبه بغضب ليشعر قصي بالريبة حينما رأى أمامه أخيه وهو غاضب ليبتلع لعابه على الفور وهو خائف ومتوتر من بطش أخيه.
-القضايا المرفوعة على جوليا صح؟
-صحيح هي أجبرت هند على الإجهاض؟ وصحيح هي بتاجر في الأسلحة والمخدرات؟ وصحيح هي مختفية مع جود؟ رد عليا هي اللي عملت كل ده؟
-عشان تعرف نوعية الزوجة اللي كنت عايش معاها طول فترة حياتي.
تقدم معتز من أخيه ليقبض على رقبته بقوة قائلا:
-جوليا مستحيل تعمل كدة.
-مش بعيد كل دِ أعمالك القذرة وما صدقت اختفاء جوليا عشان تعمل كل ده.
-هند لسة موجودة معايا جوليا بتدور عليها من لحظة اختفائها، ولو مش مصدقني أقدر أخليها تيجي لعندك وتتكلم.
-وبالنسبة للصفقات الغير قانونية كل الأوراق باسمها وإمضتها حتى أنها كانت بتقابلهم من ورايا.
-غير العنف اللي كانت بتتعامل معايا بيه، حتى أنها كانت بتحرمني من أبسط حقوقي كزوج، وحرمتني من إني أكون أب للمرة التانية.
-وبتتعامل معايا ومع جود على إننا سلع للبيع أو كمالة عدد وصورة قدام الناس.
-أنت اللي مكنتش فاهم حقيقة واحدة زيها، وأنا كنت مستحملها عشان بحبها.
ابتعد معتز عنه، ليعطيه قصي ظهره وقد التمعت الدموع بعينيه لـيقول بضعف:
-كانت بتحرمني ألمسها، أربي بنتي، أو أنه يبقى ليا كلمة.
-كانت بتتعامل معايا بقسوة يا معتز، كنت بخاف أتكلم لتقتلني زي ما قتلت غيري.
-أنا الوحيد اللي يعرف حقيقة جوليا يا معتز ومع ذلك كنت مستحملها.
-عشان بحبها وبحب تفاصيلها وبحب وجودها.
-أنا اتعذبت أوي يا معتز.
يبدو أنه تمكن من كسب تعاطف معتز قليلا، فلطالما كانت جوليا تمتاز بشخصية غامضة وقوية ليتساءل:
-وعلاقتك بمراتي كانت كدب برضو!
-أنا فعلا كنت على علاقة بهند وهي فعلا حملت مني، ولكن هالة كنت بعتبرها أخت صديقة ببوح ليها باللي بحسه مع جوليا بالحزن والقهر اللي كنت بحس بيهم.
-أنا ضحية يا معتز.
بالفعل استطاع كسب تعاطف معتز، لـيغادر على الفور وهو يتساءل أحقا قامت جوليا بكل تلك الأمور؟!!!
__________________________
وصل خبر وفاتها هي وابنتها بإحدى الطائرات المتوجهة إلى أميركا، ليُصدم الجميع حتى جويرية التي سقطت مغشيا عليها عند سماعها لوفاة ابنتها الوحيدة وحفيدتها، بينما كل من ريهام وحامد نزل عليهم الخبر كالصاعقة؛ فهي كانت لهم بمثابة درع حماية من قصي الحقير والمختل والذي سيتخلص من جميع أتباع جوليا المخلصين بعد ذلك الخبر.
ارتفعت نبضات قلبها وأصدر جهاز القلب عن وجود خطب ما، بينما هو أمسك بيدها وهو يهتف باسم الطبيب ولكن الممرضة قد أتت لتحاول أن تنقذ الأمر.
بينما على الجهة الأخرى،،
جلب إياد طبيب لرؤية جويرية والتي مازالت فاقدة للوعي منذ أن سقط عليها الخبر كطلقة نارية أصابت رأسها، كيف أنها لن تتمكن من رؤية ابنتها بعد الآن لم يكن يجب عليها أن تختار ذلك الطريق الصعب والمليء بالكثير من الأشواك أرضا.
_________________________
سقط الهاتف من يد علي والذي تعجب كثيرا من الأمر، كيف توفت ولِمَا؟
بينما سمر كانت تصرخ على فقدان حفيدتها والتي كانت تحبها لـتردف بصراخ:
-منك لله يا جوليا منك لله.
-ربنا يسامحك على اللي عملتيه فينا ده.
-حفيدتي اللي ملحقتش تشوف النور أنتِ السبب في موتها مش هسامحك أبدا.
-اهدئي يا سمر.
-اهدأ إزاي وحفيدتي اتقتلت!
-ده قدر.
-ولولا اللي عملته اللي ما تتسمى جوليا مكنتش حفيدتي ماتت.
كانت لجوليا مكانة خاصة بقلب علي، لذلك هو غاضب حزين وربما مشتت كيف سيتصرف وكيف سيعالج الأمر.
أحقا تلك النهاية لتلك الفتاة التي حاربت الجميع من أجل الفوز!
سقط على مقعده من هول ما سمعه، كيف؟
ابنة أخيه العزيزة و زوجته رحلوا بتلك البساطة!، ربما لم يكن أحد يعلم بذلك الأمر ولكن جوليا كانت بمثابة دواء لجروح معتز التي لم تُشفى من عائلته أو زوجته كانت دوما تستمع له في أسوأ حالاتها وحالاته كان يشاركها حياته بأكملها ولكن كيف انتهى الأمر بالفراق!
يقسم بأنه سيجد كل من قام بإيذائها وسيقتله، فهي كانت تمثل له أكثر من أخت وصديقة كان يحبها بقوة وكانت تمثل له العالم بعد زوجته التي قامت بخيانته.
________________________
اندهش كل من في الشركة من ذلك الخبر، كيف تلك الجبروت توفت بتلك السهولة.
لـيتناول البعض أطراف الحديث عن ذلك الأمر قائلين:
-أهو ارتحنا من مصدر الرعب في الشركة.
-بيقولوا أنه اترفع عليها قضايا كتير، مش ممكن تكون انتحرت وهما بيخبوا على الحكاية؟
-وهي دِ يقدروا يمسكوا عليها حاجة، دِ تقتلهم فيها!
-ليه عايشين مع مجرمة؟
-لا ولكن دِ واحدة بيقولوا.
نظرت تلك الفتاة المتحدثة حولها جيدا لتميل على أصدقائها قائلة بهمس:
-بيقولوا إنها قتلت أبوها ومش بس كدة معملتش جنازة ليه ولا عزاء ولا حتى كانت موجودة ساعة الدفنة.
-مش معقول!
-أنتِ متأكدة!
-أيوه طبعا، أنا هنا من سنين وعارفة.
بينما بمكان أخر، كان يتناول الأخرون ذات الحديث قائلين:
-مين يصدق إن جوليا الساعي تموت الموتة دِ!
-مين يصدق أصلا أنها كانت بتهرب من جوزها و كمان خطفت البنت!
-أهو أحسن ارتاحنا منها ومش هنعيش في رعب تاني من النهاردة.
-بس تفتكروا الأمر بسيط للدرجة دِ!
-يعني إيه؟
-يعني تفتكروا فعلا ماتت بالسهولة دِ ولا دِ كذبة، وهي اتقتلت!
-ما هو برضو اللي زي دِ تموت على إيد مجرمين، دِ عاملة بلاوي.
كان حديث الجميع في الشركة بذلك النحو وبتلك الطريقة، جميعا يتحدثون عنها بالسوء فكم سعدوا عند عِلمهم بوفاتها والذي كان بمثابة زفاف ليس انتهاء حياة.
على سطح الشركة،
كان يقف قصي على السطح الخاص بالشركة يضحك بقوة وينفث من دخانه يعبر عن مدى سعادته بذلك الخبر الذي سقط عليه كطوق نجاة، فبتلك الطريقة سيتمكن من الاستيلاء على أموالها وأموال ابنته والاستيلاء على المباني التي تمتلكها وحتى تلك الشركة أسهمها ستعود له.
كان يصرخ بفرح كبير يعتريه وكأنه حقق أكبر إنجازاته لتوه، ينتظر بشوق جارف رؤية جثمانها وهي لا حول لها ولا قوة أمامه.
فأخبرته السفارة بأمريكا أنهم سيقوموا بإرسال جثمانها وجثمان الفتاة بعد عدة أيام من قيام الإجراءات.
هبط لمكتبه لـيجذب معطفه ويغادر قائلا:
-أجازة للشركة كلها النهاردة.
نظرت له السكرتيرة الخاصة به وتعجبت من تصرفه، وقامت بتفسيره على إنه مصدوم قليلا ربما.
كاد أن يغادر حتى اجتمع حوله بعض الصحفيين والذين طرحوا عليه العديد من الأسئلة بخصوص وفاة جوليا وابنته، لتلتمع الدموع بعين ذلك الكاذب ويردف بنبرة متأثرة وضعف يظهر في حديثه وعينيه وتعابير وجهه:
-وكأن روحي راحت معاها وسابتني، مش قادر أوصف لكم قد إيه أنا حزين لأنها سابتني ولأنها فارقتني وبِعدت عني.
-بالرغم من اللي جوليا عملته بس هتفضل مراتي وأم بنتي.
انهار في البكاء عند تذكره لابنته التي توفيت، لـيقول ببكاء:
-وبنتي هتوحشني أوي، كان نفسي نفضل أسرة سعيدة.
سقط أرضا مغشيا عليه لتجتمع الصحافة وتلتقط له العديد من الصور وهو حزين على فراق زوجته وابنته بعد كل الجرائم الموجههة بحق جوليا الساعي كم يبدو زوج وفي!، بينما اجتمع موظفي الأمن لنقله للمشفى على الفور.
قام بتحطيم الهاتف أرضا وهو يستمع لما يقوله ذلك المختل ليصرخ بغضب قائلا:
-جوليا!!
-مستحيل تموتي مستحيل.
تقدم من صورتها أمامه كانت تضع يدها على كتفه وتبتسم بالرغم من أنها كانت نصف ابتسامه ألا وأنها كانت جميلة للغاية:
-جوليا مستحيل تموتي كدة ومن غيري.
-ارجعي يا جوليا، ارجعي عشان خاطري.
التقط هاتفه مرة أخرى ليهاتفها ولكنه وجد هاتفها مغلق ليصرخ:
-ردي.
ضرب رأسه بقوة في الحائط وهو يفكر أسيتمكن من رؤيتها إن قتل نفسه وذهب لها!
_________________________
تركت الهاتف على الطاولة وضحكت بقوة وبصوت مرتفع، ليطالعها باندهاش ما الذي يضحكها الآن؟ موتها أم حديث زوجها!
-أتضحكين؟
زادت من ضحكاتها لتصمت فجأةً ويصاب أدهم بالصرع من ذلك الانفصام بشخصيتها، فهو قد عاد قبل عدة أيام بعدما تلقى العلاج فقد مرت العديد من الأيام خلال فترة وجودها بذلك القصر وذلك المكان بجانبه، تمر الأيام سريعا.
-ماذا ستفعلين؟
وضعت قدم فوق أخرى وهي تفكر حقا ما الذي ستفعله بذلك الأخرق والذي سقط مغشيا عليه من قوة حزنه على فراقها، يا للسخرية!
-كيف سترسلوا جثماني؟
-حسنا، لم نفكر بعد ولكني سأفكر.
-حسنا تصرف ومن ثم أخبرني.
-لا أعمل لديكِ، أيتها ال.
نظر له أمير بحدة ليصمت ولا يكمل حديثه، ولكنه أردف قائلا:
-جلبت لنا مجرمة تضرب الأخرين.
غادر أدهم وهو غاضب من تلك التي اقتحمت حياتهم وجعلت من أمير متكاسل.
-ناوية على إيه؟
-بفكر في هدية.
نهض أمير ليتقدم منها ويمسك بيدها لتحاول سحبها على الفور ولكنه أحكم القبض عليها، فبالرغم من غضبها ألا أنه يفوقها قوة لـينظر إلى كف يدها ويرفع سبابته ويرسم ثلاث دوائر وهمية قائلا:
-قصي، القضايا، محاكمتي.
لـتنظر بتلقائية على يدها وتتعجب من لفظ محاكمتي!، لـيفسر أمير قائلا:
-لازم تفكري في الأمور دِ، إزاي هتتعاملي مع قصي.
-إزاي هتبرأي نفسك.
صمت قليلا لتتساءل جوليا قائلة:
-محاكمتك! وأنت هتتحاكم إزاي؟ وليه؟
-عندنا قانون يا جوليا زي ما لكل دولة قانون.
-إنقاذي ليكِ وعدم تنفيذي للمهمة يعتبر إعاقة للقانون وهيتم في أقرب وقت محاكمتي.
جذبت يدها على الفور ونهضت وهي تعطيه ظهرها لـتقول بحدة:
-وأنت عايز تفهمني إنك هتتعاقب بسببي! أنا مطلبتش منك تحميني ولا طلبت منك تنقذني ولا حتى اتذللت ليك وطلبت منك إنك تخليني عايشة.
-أنت عملت كل حاجة بمزاجك، يبقى تتحمل نتيجة غلطتك وبالنسبة لقصي والقضايا أنا هقدر أحل أمور بنفسي حل أمورك أنت كمان بنفسك.
-وفي أقرب وقت همشي من هنا وهقطع علاقتي بيك.
تركته وغادرت على الفور ليتساءل بداخله لما هي قاسية القلب هكذا، لما مخيفة ومتقلبة المزاج من السيء للأسوأ!
__________________________
فاقت جويرية من إغمائها لتطلب من ملك تركها بمفردها قليلا لتتردد ملك قليلا ولكنها بالأخير تركتها لمفردها، ليتساءل إياد عن حالتها:
-قالتلي أسيبها لوحدها.
هز رأسه عدة مرات ليفكر في الأمر ويقول:
-تمام، جهزي ليها الغداء.
-هو أنت متعرفش حاجة عن الموضوع أو ماتت إزاي؟
أردف إياد قائلا:
-فضول؟
أردفت ملك بضيق وهي تتخطاه:
-خلاص مش عايزة أعرف.
-اتقتلت هي وبنتها.
شهقت ملك بقوة ووضعت يدها على مقدمة جسدها لتقول:
-ومين اللي عمل كدة؟!
-محدش لسة يعرف.
-طب وحتى البنت الصغيرة! هي الناس للدرجة دِ معندهاش ضمير ولا احساس.
اقترب إياد منها ليتساءل بقوله:
-ناس مين؟
أجابت بتلقائية:
-الناس اللي بتقتل والناس اللي بتطلب من الناس أنها تقتل، البلد مبقاش فيها خير ولا جواها ولا براها، ربنا يحفظنا يا رب.
تركته وغادرت بينما هو طالعها، ليتحدث بداخله:
-أصبحت البلاد للأقوياء، ليست لكِ أنتِ أو أمثالك.
__________________________
كان الجميع يجتمع في تلك الشركة التي أسستها جوليا، ليقوموا بوضع صورتها بعرض الحائط حتى في الصور لم تكن تضحك يا لها من قاسية وباردة.
كان الجميع يقف ينظر لتلك الصورة بينما هم يرتدوا ثياب سوداء بأكملها، حتى دلفت تلك الباردة ترتدي ثوب أبيض وكأنها عروس ستُزف اليوم.
صدر عنها صوت حذائها العالي والذي صدع في المكان بأكمله لتتقدم الجميع ليطالعها كل من رأها بصدمة واندهاش متساءلين كيف!
حتى وصلت للصف الأول والذي كان به كلا من علي، وسمر، وقصي، ومعتز، وجويرية، وجاسر، وأيضا ريهام وحامد.
لتتخطاهم أيضا وتتطالع صورتها ببرود، صعدت تلك الدرجة التي تفصل بينها وبين الحائط لتلتفت للجميع.
وكانت كالصاعقة الأكبر من وفاتها والتي قضت تماما على مستقبل قصي.
.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (جريمة حب ) اسم الرواية