رواية عناد الحب الفصل الثالث 3 - بقلم اسماء الاباصيري
3. تعارف
الحب يُقوي ....و الفراق يُضِعف
هذا هو حال الأحبة غالباً لكن بطلنا يُعّد استثناء فالآن لا يوجد لديه أية نقطة ضعف .. اصبح انسان لا يخشى شئ .. ذو قلب ميت او لنقُل لم يعد لهذا القلب وجود من الاساس .. فقد أعز الاشخاص اليه ... حبيبته وصديق عمره
ماذا فاعلة بنا هذه الحياة البائسة تقسي علينا و المطلوب ان ننسى او حتى نتناسى أُناساً لا يُنسوُ
رحماك يا الله
بعد مرور ثلاثة اشهر على حادث زوجته ومأسآة صديقه نجده فى المشهد المعتاد جالس على كرسيه خلف مكتبه يبدو كالصقر المستعد للانقضاض على أية فريسة امامه .... ان كان فيما سبق قاسياً فلقد اصبح الآن جباراً وان كان عصبياً فلقد صار الآن قنبلة موقوتة جاهزة للإنفجار بأية لحظة فى وجه اى شخص يخالف اوامره او يخطئ فى عمله
هذا هو حال بطلنا .. الوحيد القادر على التحدث معه دون قلق او خوف هو صديقه وشريكة معتز فقد كان حقاً نعِم الصديق فى محنته لن ينسى له موقفه وقت حاجته .
نجدهم الآن جالسين فى انتظار شريكهم الجديد والذي سيكون بديلاً عن أيمن فلقد رفض والديه بيع اسهمه لآدم بحجة انهم سيجدون من يحل محله ويكون اهلاً لذلك.......
تدخل كاميليا معلنة وصول شريكهم الجديد فيسمح آدم بدخول الضيف
تدلف الى المكتب بخطوات رشيقة واثقة ... بثيابها المهنية السوداء و الكعب العالى الذي يكسبها انوثة تطغى على شكلها العملي
ظل ادم على جلسته يحدق بها بصمت فى حين هب معتز مرحباً بها ماداً يده لمصافحتها ناظراً لها بإعجاب لترمقه بنظرة سريعة ... علمت من تصرفه ذاك انه المدعو معتز و الاخر هو ادم شريكه .... تنحنحت بهدوء مجيبة اياه
.............. بجمود : اسفة مش بسلم
اخفض يده بإحراج يشوبه قليل من الغضب ليطلب منهما آدم الجلوس والتعريف عن نفسها لتجيب
............ : المهندسة اسيل نور الدين
لتعتلى و جوههم الدهشة ويسرع معتز بالرد
معتز : قصدك انك ......... ؟؟؟؟
أسيل مقاطعة بثقة : ايوة ... اخت ايمن الله يرحمه .. اظن مش هتلاقو انسب مني عشان يحل محله مش كده ولا ايه ؟
ًيسود صمت للحظات فيقطعه آدم قائلاً
آدم : طبعاً احنا منفضلش ان يجي حد غريب و يحل محل ايمن الله يرحمه بس انا كنت عرضت على الوالد انى اشتري نصيب ايمن من الاسهم و هو رفض .... ثم اكمل بثقة و مكر .... و بعدين اظن انك عندك شغلك الخاص فى اميريكا و مش متعودة على الشغل فى السوق هنا ... فى مصر
طالعته بحدة من سخريته و استخفافه بقدراتها لترد بثبات و هدوء تام
أسيل بجدية : انا نهيت اقامتي برة و قدمت استقالتي خلاص ... اما بخصوص انى مش متعودة على الشغل هنا فمظنش انه صح انك تحكم عليا قبل ما تشوف شغلي ... بعد ما استلم الشغل تقدر تحكم و تشوف اذا كنت مناسبة ولا لا ...... ثم اردفت بغرور .... رغم انه مش من حقك انك تقرر حاجة لوحدك بما اننا شركا يعنى مش شغالة عندك ... بس هقبل المرة دى بما انك خايف على مصلحة الشغل و المؤسسة زيك زيي
يسود الصمت المكان مرة اخرى يقطعه معتز محاولاً تلطيف الاجواء .. موجهاً حديثه الى آدم
معتز : انا متفق مع اسيل فى رأيها و اظن ان وجودها بينا احسن من وجود اي حد غريب ... وبعدين هى كانت شغالة فى امريكا يعنى سوق كبير و مستوى عالي .... انا موافق على كونها تبقى الشريك التالت لينا ... ايه رأيك يا ادم؟
آدم بعد صمت : تمام مفيش مشكلة ......ثم بنبرة ذات معنى .........خلينا نشوف شغلك و نقيمه و بعدها نقرر اذا كان مناسب لينا ولا لا
اغمضت عيناها بنفاذ صبر لتذفر بعدها نفساً عميقاً محاولة التحلي ببعض الصبر ... و بعد ثوان قليلة فتحت عيناها بهدوء لتجيب بإبتسانة مصطنعة
أسيل بغيظ : تمام .. دلوقتى عن اذنكم همر بنفسي اشوف مكتب ايمن الله يرحمه و بكرة ان شاء الله هبدأ الشغل ... مع السلامة يا استاذ معتز .... عن اذنك يا بشمهندس
شعر معتز بالاحراج لملاحظته اصرار أسيل على استخدام الالقاب فأجاب مصطنعاً ابتسامة
معتز : مع السلامة يا باشمهندسة
لتبتسم هى ابتسامة جانبية فى حين اجابها آدم بإيماءة من رأسه دون حتى النظر اليها لتخرج من مكتبه وكلها اصرار لإثبات نفسها امام ذلك المتعجرف
سترى يا آدم حلمى الشناوي من هي أسيل نور الدين
من جهه اخري وفى مكان ليس ببعيد عن ابطالنا نجد رجل فى الخمسين من عمره يبدو عليه الوقار يجلس على طاولة الافطار و بجانبه سيدة فى منتصف الاربعينات ولكن بالنظر اليها تكاد تجزم انها لم تتعدي الثلاثين من عمرها لما تبذله فى سبيل العناية برشاقتها وبشرتها وما الى ذلك
الرجل : معقول اسيل نايمة كل ده .... مش عادتها يعنى ولا لسة مأخدتش على فرق التوقيت ؟
زوجته : اسيل تنام لغاية دلوقتى !!! انت بتهزر .... دي قامت من الصبح بدري و فطرت و بعد كده خرجت عشان تقابل ادم فى المؤسسة .... بخصوص الاسهم
تنهد الرجل براحة ليردف بابتسامة
............ : الحمد لله انها معترضتش على استلام اسهم ايمن لا وكمان هى اللى عرضت تاخد مكانه .. لولا عملتها دي كان زمانى دلوقتى بدور على حد ثقة يتولى الموضوع ده..... لازم نصلح اللى هببه ابنك الدلوع ... كفاية فضيحة موته واللي حصلنا من وراها
حنان بعصبية : نور الدين .. إياك تنسبه ليا ..... هو ابنك زي ما هو ابني .... ثم اردفت بتعجب ..... بس حقيقي متوقعتش يصل بيه الحال لكده ويموت بالطريقة دي....... مش قادرة اصدق انه كان مد.......
ليقاطعهم صوتاً من خلفهم هاتفاً بغضب
اسيل : لسة برضو بتعيدو وتزيدو فى التخاريف دي ...... انا مش عارفة انتو ازاى تصدقو الكلام ده على ابنكم الوحيد ....... بقى ايمن اللى عمره ما مسك سيجارة تصدقو عنه انه مدمن لا و كمان بيتاجر فى المخدرات و مات بجرعة زايدة
................................
............. يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية عناد الحب" اضغط على اسم الرواية