رواية عشق اليونس لإبنة الملجأ الفصل الثامن و الثلاثون 38 - بقلم سارة صبري
البارت الثامن والثلاثون من رواية عشق اليونس لابنة الملجأ
تأليفي
فقال لها بصدمة: أنتِ بتقولي إي
فقالت له بحزن: الحكاية بدأت لما درست في كلية الآداب جامعة الإسكندرية قابلت أبوك كان لسه في الفرقة التالتة في كلية الطب وأنا في الفرقة الأولى حبّينا بعض أوي بس لما أهله عرفوا بعد سنتين من تعارفنا أجبروه يتجوز ريهام وإلا هيغضبوا عليه وهيحرموه من الميراث فاتخلى عني واتجوزها وعشان أرد كرامتي اتجوزت داود وخلّفت جودي بعد تمن سنين من جوازي وبعد ما خلّفت جودي بست سنين قابلته صدفة وحنّينا للي فات ووقتها كان داود مسافر ولما رجع واحد من الجيران قال له إنه شاف راجل عندي وإني ما صونتوش في غربته فطلّقني وبعد العدة أبوك اتجوزني وكان بيجي لي أيام وأيام ييجي لكم
وتنهدت ثم أكملت: لسه عايز ترجع لجودي
فقال لها بدموع: أيوا بس أرجوكِ ما تقوليلهاش حاجة وخلّي إللي حصل في الماضي يفضل في الماضي وما يأثرش على حياتنا لإن جودي عاطفية أوي وأكيد لو عرفت مش هتبقى على حد فينا
وفجأة دلفت جودي فقالت له بابتسامة: اتأخرت
فقال لها بابتسامة وهو يبتلع لعابه من الخوف: لا يا حبيبتي
فقالت له بابتسامة: مش هنروح للمأذون بقى ولا إي
فقال لها بابتسامة: يلا
فأمسكت يده وقالت لداليا بحماس: يلا يا ماما
فخرجوا من المنزل وركبوا سيارة يونس ليذهبوا للمأذون وبعد قليل وصلوا ودلفوا له ثم بدأ بإجراءات كتب الكتاب وبعد توقيعهما على عقد زواجهما وتبعهما الشاهدان قال المأذون بابتسامة: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وعلى خير وبالرفاء والبنين
فقام يونس من مكانه وذهب إلى جودي التي قامت من مكانها وقبّل جبهتها وضمّها بعينين دامعتين فضمّته وقالت له بابتسامة: أخيراً يا يونس بقينا مع بعض تاني
فقال لها بدموع: اوعديني إنِك عمرِك ما هتتخلي عني
فقالت له بدموع: أوعدك
فقبّل يديها وقال لها بابتسامة: نرجع بيتنا بقى يا مراتي
فابتسمت وقالت له بجدية: يونس ممكن ماما تيجي معانا
فقال لها بابتسامة ظاهرية: ما تسألينيش يا روحي ده بيتِك أكتر ما هو بيتي وأكيد بيتنا مفتوح ليها ومرحب بيها دايماً
فقالت لداليا بابتسامة: يلا يا ماما
فقالت لها بتوتر: لاء يا حبيبتي أنا برتاح أكتر في بيتي
فمطّت شفتيها بحزن فقالت داليا لها بابتسامة: حاضر هاجي معاكم
فضمّتها بابتسامة وخرجوا من عند المأذون وركبوا السيارة متجهين للإسكندرية وبعد مرور ساعات قليلة وصلوا ودلفوا لقصر يونس واستقبلتهم ريهام بترحاب
بأحد أقسام شرطة الإسكندرية كان يحيى يدفع كفالة داود وسما وبعدما خرجا من الحجز قال داود ليحيى بحزن: شكراً يا يحيى
فقال له بحزن: العفو يا عمي لو احتاجت أي حاجة اطلبها مني فوراً
فقال له بحزن: أنا هسافر تاني لإن ما بقاش ليا حاجة هنا
وخرج من القسم وركب سيارته وقادها فقالت سما ليحيى ببكاء: شكراً يا يحيى أنا عمري ما هنسى وقفتك جانبي في الوقت الصعب ده
فقال لها بحزن: نصيحة مني راجعي نفسِك واعترفي إنِك ظلمتيها وظلمتي كل إللي حواليكِ بأنانيتِك وقرّبي من ربنا وحاولي تغيّري من نفسِك للأحسن لإن محدش هينفعِك غيرها
بعد مرور سبعة أشهر بمستشفى الجارحي دلفت سما لمكتب
يحيى وقالت له بغضب: مش ملاحظ إن السكرتيرة تجاوزت حدودها معاك شوية
فقال لها بابتسامة: لاء لى
فقالت له بغضب: أنت بتضحك على إي؟ مفيش حاجة تضحّك على فكرة
وأكملت بسخرية: أنا الغبية عشان بقول لك ما أنت إللي سامح لها بكده
فقال لها بخبث: أنتِ غيرانة عليّا ولا إي
فقالت له بتوتر: أكيد لاء
فاقترب منها فابتعدت عنه بخجل فقال لها بخبث: ما لِك اتوتّرتي أوي كده لى
فقالت له بتلعثم: ما أنت إللي مقرّب أوي
فقال لها بابتسامة: بحبِك يا سما
فقالت له بصدمة: إي
فقال لها بابتسامة: عارف إنِك سمعتي أنا قولت إي كويس بس ما عنديش أي مانع أعيد كلامي تاني أنا بحبِك أوي يا سما
فقالت له بابتسامة وعينين دامعتين: وأنا بعشقك يا قلب سما من أول يوم شوفتك فيه ولما لعبنا كرة سلة سوا
فقال لها بابتسامة وهو يمسح عبراتها السائلة على وجنتيها بغزارة: وأنا كمان يا روحي ما تتخيّليش فرحتي قد إي وأنا شايفِك بتحاولي تغيّري من نفسِك للأحسن عشان نفسِك وبس
فقالت له بدموع: ياريتني قابلتك من زمان يا يحيى
فقال لها بابتسامة: ربنا يخلّيكي ليا يا سماسيمو
فقالت له بابتسامة: ويخلّيك ليا يا حبيبي
عند يونس كان يجلس على الأريكة بغرفته ويقول لنفسه بحزن: عدى سبع شهور يا يونس وأنت خايف كل يوم من إن جودي تعرف الحقيقة وتبعد عنك هتعمل إي لا عارف تواجهها ولا عارف تسيطر على نفسك
فقطع شروده مجيئها ببطنها المنتفخة لبدئها الشهر السادس من الحمل وجلوسها على فخذيه فقال لها بابتسامة: إي يا روحي
فقالت له بشك: يونس أنت مش مرتاح معايا
فقال لها بصدمة: أنتِ بتقولي إي يا حبيبتي أنا ومش مرتاح معاكِ أنتِ
فقالت له بقلق: لإنك دايماً سرحان ومتضايق
فقال لها بابتسامة: أنا معاكِ في سرحاني الكتير الفترة دي
وأكمل باستغراب: بس متضايق! ده حتى ما يبقاليش حق وأنا عايش مع القمر سبع شهور بحالهم ولو على سرحاني فغصب عني يبقى قدامي الجمال ده كله وما أسرحش فيه
فقالت له بابتسامة: بحبك يا بكّاش
وقبل أن تكمل كلامها صرخت فقال لها بقلق: ما لِك يا روحي
فقالت له بابتسامة: الولد والبنت بيرفسوني
فوضع يده على بطنها وشعر بضرباتهما لها فقال لهما بعينين دامعتين: أنا بحلم باليوم إللي هشوفكم فيه قدام عينيا يا حبايب قلب بابي
فقالت له بجدية: حبيبي
فقال لها بجدية: نعم يا حبيبتي
فقالت له بحزن: أنا خايفة أوي على ماما لَتروح مني
فوضع يده على فمها حتى لا تكمل وقال لها بحزن: ما تقوليش كده يا حبيبتي الفال على طرف اللسان
وفجأة سمعا صراخ ريهام يأتي من غرفة داليا فانتفضت جودي من مكانها وهبّت واقفةً فقال يونس لها بحزن: اهدي يا حبيبتي إن شاء الله خير ما تقلقيش
فقالت له بدموع: يا رب
واتجها نحو غرفة داليا ففتحت لهما ممرضتها ودلفا فقالت داليا بأنفاس متقطعة: يونس
فذهب إليها فقالت له بأنفاس متقطعة: مش عايزة أموت قبل ما جودي وريهام يعرفوا السر إللي قولتهولك قبل ما تتجوز جودي تاني مرة
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية عشق اليونس لإبنة الملجأ" اضغط على اسم الرواية