رواية رجوع الى الهويه الفصل التاسع عشر 19 - بقلم شيراز القاضي
رجوع الى الهوية
١٩
وقفت مكانها وهي تطالع الباب الذي خرج منه بصدمه قبل ان تضع كفيها علي وجنتيها بهلع وارتباك لتذهب مسرعه الي الحمام بغية تغيير هذا الفستان الكارثي !
" واخيرا اتيتما؟! "
قالها خافيير ممتعضا من تأخر سام ومليكه ثم دقق النظر الي وجهيهما فوجد ان كلاهما يبدو عليه الارتباك وبعض الصدمه! ..وايضا لا يتحدثان او ينظران الي بعضهما فقال متوجسا
: هل حدث شيء بينكم!
تحدثا في الآن ذاته ليقولا بإندفاع زاده ريبة
: لم يحدث شيء!
نظرا الي بعضهما بإرتباك ليبعد كلا منهما عيناه بسرعه!
تحدثا مع خافيير لمده وشكه ينقلب ابي يقين روايدا رويدا ثم صعد كلا منهما ليتحضرا لحفل اعلان خطوبتهما!
مساءً اكتظ المكان بالحضور وكان سام في غرفته يرتدي ثيابه ويتجهز للنزول مع مليكه ..زوجته شرعا! امرأته وحده .
ابتلع لعابه بتوتر وهو يتذكر هيأتها بالفستان الذي صممه !
شعرها حين انساب كالشلال علي كتفيها وكل شيء بها ! يا الله ما اجملها !
سام لم يكن رجلا يميل للعلاقات المتعدده لكن مجال عمله كمصمم بالطبع مكنه من رؤية إناث فاتنات ،
اشد فتنة من مليكه بمراحل لكنه لم يقف أمام احداهن مرتبكا مهزوزا ابدا كما حدث امام مليكه !
تنهد بإرتباك وهو ينظرالي نفسه في المرآة قبل ان يبتسم راضيا عن شكله ليخرج من الغرفه ليقف امام غرفتها بإرتباك وهو يستمع الي صوت ريزا الضاحكه من الداخل وهي تمدح مظهر مليكه !
تحمحم بالمزيد من التوتر فهو لم يتحدث اليها منذ.. منذ رؤيتها بهيأتها المهلكة تلك !
اعترف داخل نفسه انه اكثر من راض بإحتشامها وانه هو وحده من يحق له ان يراها بهذا الشكل !
سار مبتعدا عن غرفتها مبتسما براحه ..اخيرا صارت له ..ليس كليا لكن لا بأس! هناك تقدم لا بأس به!
كان يقف الي جانب بعض الرجال يتحدثون معا ووقف اباه معه كذلك ليقول جيرارد بخفوت
: لقد حان الوقت استعد!
دق قلبه بسعاده ليلتفت الي السلم ما ان تغيرت الموسيقي الي اخري اكثر هدوءً وقد خفت الاضائه الي حد ما ليري جده يقف اعلي السلم ممسكا يد مليكه مبتسما وهو يهبط بها السلم وسط تصفيق الحاضرين
وقف هو امام السلم يطالعها بشغف لم تنتبه له فهي كانت مشغوله بإرتباكها وسط كل هذه الاعين وبين فستانها الضخم قليلا كي لا تقع فتصبح اضحوكة في يوم كهذا ليزداد بؤسها اكثر واكثر!
اخيرا وصل الجد امام سام وهو يمسك يده ليضع يد مليكه بها !
ارتجف قلبه وابتسم ثم ضحك بخفوت مسرورا ! هذه اول مرة يمسك يدها وهي غير قادرة الان علي زجره او دفعه بعيدا عنها .
اصبح هو الوحيد الذي من حقه لمسها!
نظرت له بتعجب لكنها لم تعلق ثم اجفلت حين شعرت بيده تضغط علي يدها بلطف وهو يرفعها قليلا مقبلا اياها ثم استدار ومازالت يده ممسكة بيدها ليسير بها بين الحضور مستمعين الي عبارات التهاني والمدح من الجميع .
في هذه الليله كان سام مختلفا للغاية معها مما جعلها تتعجب وهناك شعور بالخطر يدق داخل رأسها من معاملته تلك ولكنها عادت لتفكر ..ربما افعاله تلك فقط للحفاظ علي المظاهر العامه امام الجميع! ..البسها خاتما ماسي راقٍ ضخم عكس خاتم فادي الرقيق الذي رفضت خلعه وهي تنظر له بتحذير فهمه وتقبله بحزن فائق حاول التغلب عليه!
بعد مده جلس كلاهما في الشرفه بعيدا عن ضوضاء الحفل وهما يطالعان السماء وكلا منهما شاردا في مكان اخر !
مليكه كان فكرها مع فادي وهي تمسك خاتمه وهو في اصبعها بقوه وكأنها تطلب العون او الصفح منه!
كل هذا تحت انظار سام الشارد بها وهو يراقبها بطرف عينه وهي ممسكه بخاتم فادي!
تنهد بثقل ! حقا!! هذا الخاتم الذي يكاد يكون في سُمك الشعره اكبر اهمية بالنسبة لها من خاتمه الذي اختاره بعناية فائقه لأجلها! حسنا لذاك الفادي مكانة كبيرة في قلبها لكن ماذا عنه؟!
قاطع شرودهما صوت مليكه وهي تسأل بهدوء
: ما اخبار قضية الميراث سام! لم تخبرني ؟
قال لها بإبتسامة فاتره
: كل شيء يسير حسب الخطه لا تقلقي! وبعد شهرين من الان سنباشر في بناء باقي الابنيه الباقيه .
اومأت له مبتسمة براحه لتقول بإمتنان
: شكرا لك سام! انت لا تعلم مدي اهمية هذا الامر لي! ..اااه لو كان فادي معنا الان يشهد ما سيحدث!
غمض عينيه بغضب وغيظ وهو يبعد وجهه عنها دون رد حتي لا تلمح غضبه الجم .
انتهي الاحتفال اخيرا وغادر الجميع الي غرفهم وها هو سام يسير علي مهل بجانب مليكه في الرواق نحو غرفهم كذلك .
وقفت مليكه امام غرفتها لتنظر الي سام مبتسمه لتقول
: تصبح علي خير سام ..الحفل كان رائعا وهذا الفستان جميل جدا ايضا!
وقف امامها مبتسما بسخرية من هذا الحال ليقول
: وبالنسبه لخاتم خطبتنا اليس له اي اهمية لتتحدثي عنه!
نظرت له بتعجب وهي تحاول ان تفهم معني كلماته تلك لكنه قالت بإحراج
: بالتأكيد هذا اروعهم سام ..زوقه راقِ للغايه ! انا فقط متعبه ولم استطع التركيز علي كلماتي! ما بك تبدو وكأن هناك ما يضايقك!
تنهد بحزن لاحظته ولم تفهمه لكنها اجفلت وصعقت تماما حين اقترب منها يحتضنها مقبلا رأسها ليقول
: تصبحين علي خير لا تشغلي بالك سأكون بخير!
ودخل غرفته دون ان يترك لها فرصة
للرد فهو لمح غضبها ورفضها لما فعل لكنه لم يشأ ان يترك لها فرصة الاعتراض!
صباحا جلس الجميع علي الافكار وكانت مليكه تتميز من الغيظ بسبب فعلة سام امس! يتوجب عليه ان يعرف ان هذا ليس من حقه !
" صباح الخير"
قالها سام بنشاط وابتسامة مشرقه جميله زادت من حنق مليكه لكن ما جعلها تكاد تفجر له رأسه هو حين ذهب بإتجاهها مقبلا رأسها ثم جلس في مكانه مقابلا لها
كادت ان تمطره بسباب لازع لا نهاية له لكن جدها تحدث اولا بإبتسامة فرحه بعد رؤيته لهذا المشهد قائلا
: صباح النور ياعزيزي ! تبدو نشيطا اليوم !
تنهد سام ليقول وهو يرتشف قهوته بتلذذ
: انا بخير حال ياجدي! وحقا لا ادري من اين لي بكل هذا النشاط !
نظرت له مليكه بنزق لتقول ببعض الحده
: هل صليت الفجر والضحي!!
اجفل من حدتها تلك ليقول بإرتباك
: اا اجل لل لقد صليتهما ! ..اقسم ..ما بك تطالعينني هكذا!
كانت تنظر له والشرر ينطلق من عينيها ليقول الجد لها بتعجب
: ماذا بك مليكه! تبدين غاضبه !
تحمحت مليكه لتقول
: لا شيء ياجدي..انا فقط اخشي عليه من ان ينسي !
اومأ لها الجد وهو يطالعها بريبه! تري ما الذي جري بينهما!
" كيف تجرؤ علي هذا الفعل !!"
قالتها مليكه بحده بعدما سحبها سام خلفه الي مكتبه في دار الازياء خاصته وقد اغلق الباب لكي لا يصل صوتهما لأحد ليقول ببعض الغضب
: اي فعل! هل اصابك الجنون! انتِ شرعا زوجتي! لم اعلن اسلامي لذاك السبب! ما الذي حدث ان قبلت جبهتك او امسكت يدك او احتضنتك!!!
قالت بصراخ وغضب عارم
: ليس من حقك!! انت مسلم علي الاوراق فقط لا غير! انت لا تصلي وانا اعلم هذا ..لم تترك شرب الخمر والنبيذ ولا تحاول الانكار! حينما احتضنتني امس كانت رائحتك كالخمر! ..لا حق لك بي طالما انت كاذب بهذا الشكل ! شرطي كان واضحا سام ! كن مسلما سأكون زوجتك ! غير ذلك لا حق لك حتي في لمس يدي!
تحدث سام بيأس صارخ
: انا احاااول ! احاول بشتي الطرق تقبل هذا الدين ..اصلي ..صدقا اصلي لكن قد يفوتني اغلب الفروض انا معترف لكنني احاول! وايضا انا لم اشرب اي كحول بالامس او نبيذ او ايا من هذه الاشياء اقسم لك! لكن اتركِ لي فرصة للاقتراب منك! انا بين يديك وقد اوضحت هذا سابقا ..علميني ولكن كوني صبورة عليّ!
تنهدت بحنق وهي تجلس بتعب لتصمت قليلا قبل ان تقول بحزم
: حسنا انا موافقه! سأصبر لكن لا حق لك بي الا ان تصبح مسلما قولا وفعلا ! غير ذلك ..لن يتم هذا الزواج!
في الايام التي تلت حاول سام بجهد شديد الالتزام بدين الاسلام لكن للاسف كان يقوم بكل شيء دون الشعور به ولكن احتفظ بتلك المعلومه لنفسه وهو يحاول جاهدا الوصول الي قلب مليكه ..حتي انه اصبح يلمح لها عن حبه لها وهو علي يقين انها تفهمه ولكنها تتجاهل ذلك!
كان شاردا في مكتبه في تصميم جديد بين يديه وهو مشغول به تماما فلم ينتبه للطرقات علي الباب ففتح الطارق الباب وما كانت سوي مارلين
قالت بصوت رقيق وهي تقف خلفه واضعة يديها علي كتفيه
: لقد طرقت الباب كثيرا لكنك لم تسمع ..فيمَ انت شارد ؟!
تنهد سام وقد نسي امر نهي دسن الاسلام عن ملامسته إمرأه غريبة عنه ليقول
: كنت انهي التصميم الاخير في المجموعة الجديده ..كيف حالك..لقد عرفت انك تغيبت عن العرض الماضي .
نظرت له بلوم لتقول
:لو انك مهتم لعرفت انني اصبت في حادث .
تفاجأ ليقول بصدمه
: رباه! متي! هل انتِ بخير الان!
قالت مبتسمه وهي تجلس امامه علي المكتب .
: بضع خدوش في الوجه والتواء في يدي لكن الان انا بخير ..اووه لقد كدت ان انسي! ..هناك حفل في منزلي بعد الغد اريدك ان تحضره ..جميع الرفاق سيكونون هناك ما رأيك؟
اخفض سام وجهه مفكرا ليوميء لها بهدوء قائلا
: سأري ان كنت متفرغا ثم احادثك!
ابتسمت له مجددا لتنهض من مكانها وما كادت تخرج من الباب حتي وجدا مليكه تقف علي الباب تنظر لهما بجمود يعرفه سام جيدا !
•تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية