Ads by Google X

رواية قلوب تائهة الفصل الرابع 4 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية قلوب تائهة الفصل الرابع 4 - بقلم سهام صادق 

الفـصــــل الـــرابــــع 

وكأن قد كُتب عليهاا ان تودع اعز مالديها في نفس العام
وكأن الحزن يريد ان يكسرهاا ويختبر صبرها ،وكأن الدموع لا تود ان تجف من قلبها ثانيه قبل عينيها
نظرت حولها تتأمل بيتها الموحش، تحاول ان تتذكر تلك الايام السابقه التي نعمت بها بكنف اهلها ، وقفت امام تلك الصوره التي تجمعها بوالديها وهي تمسك بأيديهم ويحتضونها سوياا ، كانت تتأملها ودموعها تتساقط وقلبهاا يكاد ان ينشطر وصوتها يريد ان يخرج ليضوي ضاويه تعبر عن مدي ألمها الذي لا تستطيع ان تتحمله
فقد ماتت والدتهاا وكأنها كانت لا تريد ان تترك اباها بمفردهه فذهبت اليه وتركوها هي بمفردها ، كانت كلمة الطبيب مازالت عالقه بأذنيها وهو ينظر لها بأشفاق بعد ان فحص امهاا التي كانت منذ لحظات قليله تجلس بجانبها وتبتسم لهاا تارة وتدعوه لها تارة اخري 
كلمة سمعتها للمره الثانيه، وكأن الوداع اصبح رفيقهاا 
البقاء لله يابنتي 
وضعت يديها علي اذنها، ثم سقطت علي ركبتيهاا وظلت تبكي بكاء الطفل الصغير 
.................................................. ......
عـاد من سفره بطيارته الخاصه، وكان اخه ينتظرهه 
اياد: يااا وحشتينا يابوس ، شهرين تغيبهم 
ادهم بضحك: اكيد ارتحت مني ، وقولت ايه الي رجعه تاني
اياد بعتاب: اخص عليك يا ادهم ، انت عارف اني ماليش حد غيرك
نظر ادهم لأخاهه الذي يعشقه كثيرا ويشعر دائما بالأبوه اتجاهه ، ثم ابتسم له ابتسامه حب
وبعد وقت قصير..
ادهم بسؤال : اخبار عزت باشا ايه
اياد بضحك : كنت لسا امبارح بحضر حفلة جوازه ، بس ايه بنت جامده ، ابوك ده بيقع واقف بصحيح
نظر له ادهم نظره لم يستطع تفسيرها ، ولكن فضل السكوت 
.................................................. .........
ذهبت الي عملهاا بعد غياب دام اسبوعا ..
كان وجهها يملئه الحزن وايضا التعب، بدأت في عملهاا ولاول مره لم تسمع توبيخا من ذاك المدير 
جاء اليها خيري ، ووجهه لاول مره لا تري فيه النفور والضيق الذي اعتادت عليه
خيري: اظن اني سمحتلك بأسبوع اجازه ، عشان ظروفك دلوقتي بقي لازم تنزلي شفت زياده
هزت له رأسها بالموافقه ولم تعقب او تتحدث فما بداخلها يكفيها ، ولأول مره تشعر بأن تلك الرجل يعمل معها معروفا فهو سوف يريحها من مكوثها وقت زياده في منزلها بين ذكرياتها
نظر لها خيري بأشفاق ولأول مره تري تلك النظره في عينيه، فحمدت ربها بأن مازال لديه قلب يعبر عن أدميته
.................................................. ...........
كانت لا تصدق بأنه بجانبها الان تنعم بدفئه وايضا بحنانه الذي لا يظهره بل هي فقط من تشعر به ، وحتي ولم يشعرها بأي شئ يكفي انه بجانبها
كانت تتحسس وجهه بحنان بالغ ، كي تتأكد بأنها لا تحلم وانها بين يديه الان ونائمه بجواره
ابتسم لها أبتسامته التي لا ينعم بها وجهه الا قليلاا 
ادهم : ايه مش مصدقه اني جنبك 
صافي بحنين وهي نائمه علي احد ذراعيه : اصلك غبت عني كتير اووي يا ادهم 
ادهم : علي فكره وحشتيني اوووي اوووي 
لم تصدق ما سمعته اذنيها، فهل يعقل هو قد اشتاق لها ولكن لم يعطي لها فرصة للتفكير اكثر من ذلك ، وبدء يضمها اليه بشده لينعما معاا بليلتهم الهادئه التي يسرقُوهه من حياتهم 
.................................................. ........
وكعادته ،كان يقف وقفته المعهوده التي تنم عن غرورصاحبها 
كان يحتسي احد المشروبات وهو يتحدث مع بعض اصدقائه في تلك الحفل المدعو اليها ، كان يلتف للخلف لكي يحصل علي مشروب اخر ، ولكن ظلا شاردا يتأملهاا
كانت فتاه في غايه الجمال شديدة التحرربملابسها العاريه
كان يتأملها بأعين متفحصه تدل علي الرغبه الشديده 
نظر له صديقه وقد علم ما يفكر به ، ثم اقترب من اذنيه وبصوت يسمعه هو فقط
ديه شاهي اسعد ، بنت اكبر موزع وموارد للسيارات في الشرق الاوسط 
نظر له اياد ، ثم تركه وذهب اليهاا 
كانت تتراقص مع احدهما ، وبدون ان تشعر وجدته يمسك يداها ويراقصها ، نظرت له بغضب علي فعلته وكادت ان تذهب وتتركه ولكنه بثقته المعهوده امسك يدها ثانيه وبدء يحاوطها بذراعيه ، وهو يهمس في اذنهاا 
اصلك عجباني اووي
نظرت له بأعين كصقر وبصوت يملئه الغيظ: مغرور
.................................................. .........
وضعت طعامها البسيط ، وقد بدأت تتأقلم تأكل بمفردها 
نظرت لطعامها نفس نظرة كل يوم ، ثم همت بلم الاطباق
وذهبت الي غرفتهاا تجلس وحيده شارده ، امسكت بمصحافهاا وبدئت تقرء في سورة تبارك ، وبعد ان انتهت 
بدئت تمسك منبهها لتظبطه علي الميعاد الذي اعتادت عليه قبل اذان الفجر ، وبدون ان تشعر بدأت تنام من كثرة تعبهاا 
كانت في قصر كبير يملئه الازهار ، ولكن ما لفت انتباهها ان فهذا القصر زهرتان ذابلتان ، اتجهت نحوهم وظلت تنظر لهم بحزن ، بدأت تلمس يديها الزهرتان ، وفجأه أصبحت الزهرتان مثل باقي الزهور الاخري المزهره
استيقظت من نومها علي صوت منبهها ، وهي تتمتم (الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور)
.................................................. .........
كانت تحتضنه وكأنها امه حقا ، وليست زوجة اباهه الذي تركها منذ زمن كم ترك غيرهاا 
الهام بحب : وحشتني يا ادهم ، كده متسألش عني من زمان
ادهم بحب : معلشي يالولو ، ما انتي عارفه الشغل 
الهام بحب : ربنا يعينك يابني
نظر لها ادهم مبتسما ، وهو يتذكر تلك السيده 
فلاش باك
مالك يا ادهم بتعيط ليه 
كان ينظر لها نظرات طفل يكرهه زوجة اباهه
ادهم بشراسه : مالكيش دعوه
الهام وهي تمسح علي رأسه بحنان : ماشي ياسيدي ماليش دعوه ، بس ممكن تحكيلي يمكن اساعدك 
نظر لها طويلاا ، وبدون ان يشعر كانت دموعه كطفل تتساقط
الهام بخضه وهي تحتضنه : مالك ياحبيبي ، حد ضايقك في المدرسه
ادهم بطفوله : هو ليه كل صحابي عندهم امهاتهم بتوصلهم المدرسه وانا لاء اشمعنا انا
كانت تري في عينيه انكسار اليتيم ، كما كان قلبها يبكي حزنا عندما رأت تلك النظره في اعين طفل لما يتجاوز عمره الثامن سنوات ، ضمته اليها بحنان ام ، وهي تهمس في اذنه ومين قالك انك مالكش ام ياحبيبي 
ومن يومهاا هذا الي ان وصل عمره ل 15 عاما وهو مرتبط بها وكأنها امه حقا بعكس اخاهه الاصغر الذي كان لا يعي شيئا لصغر سنه ، وياله من يوم عندما علم بطلاقهاا عندما عاد من مدرسته الداخليه
عاد بذاكرته ، عندما ربطت الهام بيدها علي كتفه ليجلس معها ليتناولوا الطعام 
نظر لها نظرة طفل ، فهي الوحيده من تعلم من هو ادهم ، ليس ذلك الشخص الحاد القوي ولكن لكل منا عالم يضغي عليه
.................................................. ......
كانت تودع بعض اصدقائهاا ، بعد ان أنهوا تمرينهم المخصص، جلست تسترخي علي احد الكراسي ، وفجأه وجدته يجلس امامها ، ويتأملهاا ، نظرة اليه شذرا ، وكادت ان تغادرولكن كما اعتادت منه امسك يدهاا ، وكلماته التي اعتاد عليها مع اي فتاه تعجبه حتي يجعلها تخضع وتلين له
وحشتيني علي فكره 
شاهي بحده : انت مجنون صح 
اياد بهيام: مجنون بيكي ياحبي
شاهي بمعرفه سابقه عن غرمياته وهي تقترب منه : وقولت الكلام ده كام مره لمين غيري 
اياد بثقته المعهوده: كتييييير 
نظرت له بحده لوقاحته وكادت ان تسكب عليه كوب الماء الذي امامها ... ولكن
أياد: بس انتي الوحيده الي بقولهلها بقلبي قبل عقلي الي خطفتيه من اول ماشافك ياشاهي
كانت كلماته ونظراته كفيله ان تجعلها ، تلقي بكل حدتها وعجرفتها وتستمع له وتستكين حتي لو للحظات وهي تتأمل وسامته ، ولكن قبل ان تضعف نهضت سريعا وانصرفت وهي تلتف اليه ناظرة له
ابتسم أياد بخبث ، وهو يعلم انه لم يتبقي سوي جوله واحده وتصبح الكوره في ملعبه كما اعتاد 
.................................................. ...........
لم يصدق ما فعلته لأجله ، كانت واقفه تنظر له بحب وهي في كامل اناقتهاا ، اقتربت منه قليلا وهي تهمس في احد اذنيه كل سنه وانت طيب يا ادهم
ثم امسكت يدهه ، وجلسوا سوياا علي تلك المائده التي اعدت له ،له هو فقط وبدئوا يتناولون الطعام وهو يتأملهاا 
ادهم : عرفتي منين ان عيد ميلادي النهارده
صافي بهدوئها المعتاد : مممم ، طرق خاصه
ضحك ادهم ، وهو ينظر لها متفحصا 
علي فكره طالعه جميله اووي النهارده 
ابتسمت له صافي ، وبدأت تطعمه بشوكتها
ادهم بضحك : انتي بتدلليني اووي ياصافي
صافي بحنان وهي تمسك يدهه وتقبلها : انا مش عايزه حاجه غير انك تبقي جنبي يا ادهم حتي لو هكون عشيقتك وبس
تنهد ادهم بحزن ، وهو ينظر لها وما تفعله معه فهو لا يستحق هذا فهو لا يعطيها اي شئ ، فقط هي من تعطيه ولأول مره يكرهه انانيته ، كان يود ان يبتعد عنهاا ليتركهاا تنعم بحياتهاا بعيدا عن تلك القلب القاسي فهو يعرف نفسه تماما ، فهو لن يسمح لقلبه يوما ان يحب ويعشق ولكن هل ستستمر ايها القلب علي رغبة صاحبك ام ..
مدت له يدها بهديتها التي اختارتهاا بعنايه حتي تنال اعجابه : يارب هديتي تعجبك 
نظر لها ادهم مبتسما، وهو يفتح تلك العلبه القطيفيه ويري فيها تلك الساعه التي تنم علي ذوقها 
صافي : عجبتك !
ادهم مبتسما : اكيد ، زي ما صحبتها عجباني كده
ثم ترك الهديه وامسك يدها ، وهم يدخلون تلك الغرفه التي اعتادت علي لقائهم المعهود 
وانطفأت الانوار ، وذهبوا معاا في عالم الهروب والاحتياج بقلوبُ تائهه
.................................................. .........
خرج من سيارته ، وهو يهندم من نفسه وينظر لنفسه بنظرة اعجاب 
دخل الي تلك المعرض، الذي تقيمه هي
وجدهاا كما اعتاد علي رؤيتها واقفه بكل كبرياء وغرور
ولكن من منهن لم يستطع هو بنظرة واحده منه ان يجعلهاا تتمني ان تبقي طيله العمر بجانبه ، اقترب منهاا بنظرة ثقه
وهو يقول : مبرووك الافتتاح يا انسه شاهي
نظرة له بحده تحاول ان تخفيها تحت اعين اعجابها به : متشكره يابشمهندس 
ثم تركته وانصرفت ، لتنشغل بضيوفهاا 
.................................................. ............
كانت عائده من مشوارهاا الشهري الذي اصبحت تخصصه يوم اجازتهاا لتأخذ بعض المال من مرتبها علي قدر استطاعتها وتتصدق به لتوهب صدقتها لوالديهاا
وعندما صعدت الي شقتها ، وجدت احد جارتهاا تنتظرها لتطمئن عليهاا 
ام محمد : اخبارك ايه يامريم يابنتي 
مريم وهو تفتح باب شقتها : الحمدلله ياطنط، اتفضلي
ام محمد : انا قولت اجي اطمن عليكي ، وجبتلك الاكله الي بتحبيها ، كنت عملاها النهارده للولاد وافتكرتك 
مريم : ربنا يخليكي ياطنط ، بس ليه تعبتي نفسك
ام محمد بأشفاق : ولا تعب ولا حاجه ياحببتي ، انتي زي ولادي ، والمرحومه امك كانت ونعمه الجاره
نظرت لها مريم بأسي وصمتت
ام محمد بأسف: انا اسفه يابنتي والله ماكان قصدي افكرك ، ربنا يرحمهم 
مريم بدعاء : يــاربـــ
ام محمد بتسأل : مافيش حد من اهلك بيسأل عنك ، ولا حتي عمك
مريم : مين دلوقتي بيسأل علي حد ، كله بقي مشغول بحاله ، ربنا يعينهم
ام محمد بأشفاق : معلشي يابنتي ، ربنا ما يحوجك لحد ، ويحفظك من شرور نفوس البشر 
طيب انا همشي بقي ولو أحتاجتي اي حاجه اطلبيها من غير ما تتكثفي، ثم انصرفت 
تأملت مريم حولهاا للمكان ، الذي يكسوهه الحزن ، وفرت دمعه من عينيهاا .. ثم بدأت تُلهي نفسها بتنظيف الشقه 
.................................................. ..........
كان يعلم ان ما يجذبهم الي رجل في عمرهه ، سوا ماله فقط .. فمهما كان فهو يعلم قدر نفسه .. اخرج من جيبيه علبه قطيفه زرقاء اللون ..
كانت نظراتها متعلقه بتلك الهديه ، وعندما فتحهاا انبهرت بهاا
نانسي : بجد تحفه اووي يا زيزو ، ثم اقتربت منه لتقبله بعد ان ارتدت تلك الخاتم 
عزت : عجبك يانانسي 
نانسي وهي تنظرالي خاتمهاا الألماس بأنبهار: اووي اوووي يازيزو ، ثم اقتربت منه بدلالها الزائف حتي ترضيه وتحصل هي علي ماتريد منه من مال
ادهم انا اعايز اخطب!!

يتبع بأذن الله
*********

  •تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent