رواية عقاب ابن الباديه الفصل العاشر 10 - بقلم ريناد يوسف
رواية عقاب ابن الباديه الفصل العاشر بقلم ريناد يوسف
تحركت مديحه وعادت للداخل واغلقت الباب في وجه فريال التي ظلت صامتة لا تجد ماتقوله، ولكنها اثرتها لمديحه في نفسها واقسمت على الإنتقام السريع، وقررت مراقبتها جيداً، هي تعلم أنها ستحتاط هذه الفترة وتأخذ حذرها حتي لا ينكشف ماتخفيه، ولكن مهما فعلت لن تنجوا هذة المرة، فقد وضعتها فريال في قائمة الإقصاء وسيتم مهما طال الإنتظار.
ذهب فريال لغرفة عايده بدلاً من ان تعود لغرفتها حين سمعت صوت ضحكات اطفالها، فتحت الباب دون أستئذان ورأت ما جعلها تستشيط غضباً، فقد كان واحداً منها يجلس في حجر عايده والآخر يطوق رقبتها من الخلف وهي تداعبهم وتقبلهم وتوقفت حين رأت فريال وقالت لها بنبرة خلت من أي مشاعر:
-ادخلي يافريال واقفه عالباب كده ليه؟
- متشكره.. يلا ياولد إنت وهو قدامي عالأوضه بتاعتنا كفايه لعب كده.
لم يستجيب الطفلان للأمر فهدرت بهم بقوة:
- قلت قدامي يلاااا.
نهض الطفلان بخوف وخرجا من الغرفة يتسابقا نحو غرفة امهم، أما هي فتبعتهم دون ان تتفوه بكلمة مع عايده، فقد حدجتها بنظرة سخط وكأنها وجدت بحوزتها غرض من اغراضها اخذته دون إذنها، وليسوا اولادها الذين لم يفارقا زوجة عمهم منذ ولادة امهم، وكان وجودهم معها شيئ جديد عليها، ولكن رؤيتهم في احضانها اشعل نيران الغيرة وجعلها تشعر بأنها لو تركت اطفالها لعايده اكثر ستستولي عليهم وتأخذهم منها.
دخلت فريال الغرفة واقتربت من ولديها ولانت ملامحها وبدأت تلاطفهم وتلعب معهم كما كانت تفعل معهم زوجة عمهم، ولكن ردة فعلهم لم تكن هي نفسها، فقد كانوا يتبسمون بثقل، وكانهم يعلمون ان أمهم تفعل ذلك دون رغبة، أو تفعله جذباً لهم ومحاولة بأن تخبرهم بأنها ايضاً تستطيع اللهوا معهم، ولكن محاولاتها لم تقترب حتى من افعال زوجة عمهم.. فالأخرى كانت ضحكاتها وضحكاتهم معها من القلب، ومن يخرج من القلب يستقر في القلب، اما مايقال على اللسان لا يتجاوز الآذان.
فنظرت اليهم ورأت الإختلاف واضح على ملامحهم فنهرتهم علي غرفتهم وجلست بجانب إبنتها التي بكت على صوتها العالي، فحملتها واخذت تطعمها وهي تشعر بنغزات متتالية في قلبها الذي بات لا يتحمل اي انزعاج ولو بسيط.
عاد يحيى بعد يومه العصيب في الشركة وبمجرد ان رأى ملامحها المحتقنة المتألمة سألها عن حالها، وإذ بها تخبره بان اخته وزوجة اخيه الاتنتين اليوم اجتمعتا عليها كيداً حتي انهكوا قلبها، واحدة تتوعد لها دون ذنب والأخرى تتباهى أمامها بأنها استولت على اولادها ولم يعودا يريدان قربها او حتى الجلوس معها، ثم اعطته ابنته واستوت على الفراش تتألم، فأستشاط يحيى غضباً ونادى على الاولاد وبخهم وأمرهم ألا يجلسوا مع زوجة عمهم مرة اخري ومجلسهم الوحيد من الآن وصاعداً بجانب امهم وأن يطيعا اوامرها.. وإلا سيرسلهم للبلدة ويتركهم في بيت جدهم حيث الباعوض والكلاب فارتعبا وصرخا معتذرين، فهو يعلم مدى خوفهم من هذين المخلوقين، وأنهم سبب عدم راحتهم فى البلدة وتنغيص الاجازات عليهم.
بقيت فريال علي حالها ساعات طويله، متألمة مجهدة وظل يحيي يحوم حولها حاملاً صغيرته التي تبكي، فلا دواء حسن من حال فريال، ولا رضعة صناعية سدت جوع الصغيره.. فاضطر إلى طلب مساعدة عايده للصغيرة فقد تعبت من البكاء وفريال حاولت ان تتمالك نفسها وتحملها عنه واكنها لم تستطيع، فما كان من محاولاتها إلا أن زادت عليها التعب، فاسود وجهها اكثر وازرقت شفتاها،واغمضت عينيها وغاصت في النوم هرباً من الألم.
أخذت عايده الصغيرة من يحيي وحملتها بين يديها، وقامت بتنظيفها وتبديل ملابسها، واخذت تتاملها فكم كانت جميلة وملامحها هادئة لا تشبه ايا من يحيى او عايده!
ولا تعلم لماذا شعرت بأن قلبها رف لهذه الصغيرة بمجرد أن حملتها، هل لانها اشتاقت للاطفال الصغار، أم لأنها تمنت كثيراً ان تنجب إبنة ولكن الله لم يرد لها ذلك؟
لا تعلم سبب هذه الرفرفات ولكنها ضمت البنت على اية حال وتجاهلت كل الأسباب.
أما مديحه فارتدت ملابسها وخرجت من المنزل متجاهلة كل مايحدث حولها وذهبت لتسرق لنفسها بعضاً من الوقت مع حبيبها السري الذي عادت لتعيش معه مراهقتها من جديد حيث محادثات الغزل عبر الهاتف لا تنتهي والشوق دائم والتسلل دون علم أحد واللقاء في الخفاء يجعل من الأمر متعة لها مذاق خاص وشعور لا يوصف.
اخيراً عادت عايده من ثباتها وأول من سألت عليها إبنتها "كارمن" حيث تلفتت حولها ولم تجدها ويحيى كان يجلس على الاريكة مرتدي نظارته وغارق في الاوراق والحسابات..
- يحيي كوكي فين؟
ترك الأوراق من يده ونزع نظارته وقام اليها يطمئن على حالها:
- متقلقيش كوكي مع مرات عمها اديتهالها تسكتها لما معرفتش اتصرف معاها ولسه رايح مطمن عليها لقيتها نايمه وعايده قاعده جنبها.. سيبك من البنت وطمنيني عنك. انتِ بقيتي احسن دلوقتي؟
هزت عايده رأسها بالايجاب ورت عليه بوهن:
-الحمد لله.. روح يايحيي هاتلي حاجه مسكره اشربها أو اكلها حاسه بهبوط، واتأكد إن الولاد اكلوا، وشوف مديحه موجوده في البيت ولا خرجت ولو موجوده بتعمل ايه.
يحي بزهق:
- يافريال قولتلك سيبك بقى من دا فين ودا بيعمل ايه وراح فين وركزي الفتره دى على صحتك لانك تعبانه وكل مادا وبتتعبي قولتلك الناس موجوده وكل حاجه تتأجل لوقت تاني بس صحتك اهم.
فريال بنفاذ صبر:
يوووووه.. يااخي متعصبنيش بقى واسمع اللي بقولهولك انا تعبانه لوحدي.
يحيي:
-طيب حاضر حاضر رايح اهو بس متتعبيش نفسك الزعل والعصبيه غلط عليكي.
- ابقى هات كوكي وانت جاي.
- حاضر هجيبها.
وخرج ينفذ اوامرها دون ادني محاولة جدال أخري لجعلها تستريح وتريح قلبها، فأي محاولة معها تاتي بنتائج عكسية.
اما في البادية...
الشيخ منصور:
-يا آدم تعالا هنا.. هادي دارك من هنا وقادم اللي هتعيش فيها وتبات فيها وتسيب خيمة الصغار .. في النهار معاهم تمرح وتسرح وتسعى وترعى ومن بعد العصر تعود لدارك هادي تاخد دروسك وتضل وتستذكرهن زين لين مايركزن في مخك. وماتطلع الا تخلص كل شي، لو فيه سامر اخرج مافي سامر تجلس بدارك بروحك وتدرس..
ادم:
-ازاي انام فيها لوحدي اخاف.
هدر به قصير..
ويش قولت ياولد؟ تخاااف؟! هادي الكلمه ما اريدها تتنطق على لسانك ابد ولا ينجاب طاريها، الخوف ماانخلق للرجال، الخوف بس للحريمات وانت رجال ماتهاب شي.
آدم:
طيب سالم بس يبات معايا دا صاحبي وانا مقدرش استغنى عنه.
منصور:
- لا.. بروحك تبيت، اولادنا مايسكنون الديار ويدارون خلف الحيطان .. مااريد وليد من اهل البدو يعتاد عيشة الحيطان ويلين عضمه وينعم جلده مايتحمل برودة الجو ولا رياح الشتا وامطاره.. اترك كل حي جسمه ياخد اعلى عيشته
انت تسمع كلامي وماتجادل.. وسالم طول النهار معك بس الليل ماحد يشاركك بمطرحك ولا فرشتك، ودارك ماحد يدخلها ولا يشوف ايش بيها فهمت.. والحين روح شوف ويش عندك وغدوه لستاذ جاي ليعطيك اول دروسك جهزلي حالك.
هز آدم رأسه وانصرف من أمامهم وهو يتمتم في سره علي قراراتهم التعسفية، وذهب ليبحث عن سالم فوجده واقف بجوار خيمة العمه مكاسب هو ورابح يتحدثان مع معزوزه التي تحمل اختها وتهدهد فيها والإخرى تصرخ دون توقف
اخبرهم بما قاله له الشيخ واخذهم وذهبا للمرعى فهذا وقت رعي الاغنام حتي يعودوا بهم قبل حلول الظلام
أما معزوزه فعادت بأختها رجوه لداخل الخيمة وهي لا تزال علي حالها تبكي دون انقطاع وقد جد عليها هذا الأمر منذ ولادة اخيها.. فجلست بها مقابل امها واخذت تراقب أمها التي تناغي في طفلها وترضعه واعتزلت العالم كله واختصرته فيه، ورجوه رغم قساوة امها تشعر بالغيرة من اخيها ومن قربه منها، فنزلت من حجر معزوزه وذهبت لأمها ووقفت امامها واخذت تجذبها من ملابسها حتى تترك الصغير وتنتبه لها، فكانت امها ترمي لها كلمة وتعود لملاعبة هلال، فهدرت بها معزوزه بغضب:
-امي انظري للصغيره وسكتيها ولا شوفي معاها حل،
والله راسي يوجع في من صراخها كل ماتشوفك تحملين هلال وترضعية وتهدهدي فيه،
خليتيها نار من يمه..
والله امس لو مالحقته كانت بتاكله بسنيناتها
مكاسب:
- وانتي ليش لازقة في بيها؟خوديها خارج الخيمه والهيها..
تعرفين لو صار شي منها لخوك ماتلومي الا روحك يامعزوزة
فردي بالك من رجوة لتعضه.
نهضت معزوزه وحملت اختها واخذت تحاول إطعامها سقاوه بحليب، فكانت الطفلة تأكل وهي تنظر لأمها، وبكائها لا ينقطع
فحملتها رجوه وخرجت بها وذهبت خلف الخيام وجلست تحت النخيل لتسكتها عن البكاء،
ولكن الصغيرة الغيرة من اخيها جعلتها كالمحمومة التي تهزي دوماَ بإسم أمها ولا تصمت..
كانوا الاولاد في طريق للعودة للخيام بالاغنام بعد ان قاموا برعيها، وقد بدا الليل يسدل ستائره.. فنظر اليها رابح بغرابة وتقدم الجميع نحوها، وسألها :
-:ايش فيها رجوه يا معزوزة
وليش دايرة حايرة ابها، للحين ماسكتت؟
معزوزة:
- والله انها ذوبتني تعب وين تشوف امي وهلال ما يهنالها بال وعلى شوفتك
رابح :
-من غدوى استاذني عمي قصير وجيبيها عند المرعى بتشوف الشواهي وتبعد عن أمها ويهدا بالها.
معزوزه:
- بي يجي غدوه، والله الليل ويش كثر طوله مع صراخها يارابح وامي قلبها صاير عليها متل حجر الرحى قاسي.
رابح:
أمك من يوم اللي خِلقت البنيه وهي قلبها حجر اعليها ماجدت القساوة علي قلبها.. يلا الحين عاودي وقضي الليل معها كيف ماكان والصباح انا بمر اعليكي واخذكم معي وانشالله تلعب وترتع و تسكت وتنسى الغيره شوي.
في صباح اليوم التالي استاذنك معزوزة ابيها ان تذهب برجوة عند المرعى فوافق
معزوزة :
-هيا يارجيوه هبلتيني وطيحتي ذراعي واقدامي
رجوه تأن وتحن وتبكي
فاخذتها وذهب عند رابح وسالم وآدم وبقية الصغار ..
فاخذها منها رابح واصطاد لها يمامه واعطاها لها.. فضحكت وهدأت وبدأت تلعب بها وتجرى خلف صغار الماعز والأغنام..
رابح:
- روحي انتي يامعزوزة وسيبيها ولو رقدت انا نروحها لك
معزوزة:
-ولو عيطت ايش اتديرلها؟
رابح:
-انت تو ايش شايفه اهي ماسكه فالطير وتلعب وتجري ورا الحلال اتقول كانت مقيدة!
معزوزة:
- زين اشقي بحالك وبحالها
انا مروحه وذهبت.. وعادت للخيام وهي تشعر بالراحة قليلاً، وبأن ذراعاها اليوم في هدنة من حمل رجوة.
أما رجوه فأكملت يومها كله مع سالم ورابح وآدم..
تلعب وتاكل وتشرب معهم وكان ذلك تغيير للصبيان ايضا..
فكانت مثل الدمية معهم وكلما ضحكت تعالت ضحكاتهم ايضا..
وفي اخر النهار حين عادت معهم من المرعى، أبت ان تتركهم وتذهب لاختها او لخيمتهم الا ان نامت.
فأعادها رابح لخيمة اهلها واعطاها لمعزوزه. إما آدم فكان اليوم موعد درسه الأول.. فدخل للمرة الأولى لغرفته الخاصة، وتعجب حين رآها من الداخل، فقد كانت تشبه غرفته في القصر، الأثاث والمكتب، التلفاز والحاسوب، والإنارة والحمام..خزانة الملابس والسرير! بلاط الأرضية، وكأنه حين دلف من بابها دخل إلى عالم آخر غير الذي كان فيه وغادر القبيلة من طاقة سحرية نقلته للحضر!
وبدإ إول دروسه مع المدرس الذي كان بإنتظاره في الداخل، وحين انتهى بدأ آدم في مباشرة القراءة والكتابة التي كاد أن ينساها منذ قدومه.. فها هو عام ينقضي من عمره دون دراسة وسنة دراسية تضيع من عمره، واقرانه سبقوه بخطوة، ولكنه همس لنفسه أن لابأس فهذا مايريده أبواه وهذا ماقرراه بشأن مستقبله.
وتوالت الأيام بين حياة البادية نهاراً ودروسه ومذاكرته ليلاً، والشوق الذي كان يؤرق ليله لأبواه قد هدأ وأعتاد الحياة بدونهم، ولأنه أُمر الا يدخل احد من أولاد البادية لمسكنه. الجديد ولا يستطبع عصيان الأمر فلم يجد امامه إلا التحايل عليه، فكان يتسلل هو ليلاً ويبيت في خيمة الصبية ويتشاوك مع سالم ورابح الفراش والسهر والسمر وكل شيئ.
أما رجوة فمنذ اليوم الذي قضته مع الاولاد في المرعى وهي كل يوم تراهم ذاهبون تبكي وتجري خلفهم فيأخذونها معهم مرغمين، حتى اصبحت رجوة جزء لا يتجزاء من مهمتهم اليومية وفرداً يعد له الحساب في الاكل والمشرب وكل شيئ.. وتعود معهم في آخر النهار.. لم يكن يزعجهم منها سوى قضاء حاجتها وهذا الأمر تكفل به سالم إبن عمها، فهو الوحيد من بينهم الذي كانت نفسه تطيب أن ينظفها، أما الاخرون فحين كانت تتغوط كانوا يتركون المكان ويفرون هرباً.
وبدأت رجوه تأخذ من طباع الصبية وطريقة كلامهم وتقلدهم في كل شيئ، حتى طريقة المشي، فلرجال البادية وصبيانها مشية تصف هيبة صاحبها من بعيد، وتجعله محط للأنظار بشموخه وأكتافه المفرودة وهامته المرفوعه.
مرت اربعة اشهر على هذا الحال، الكل بدأ يتكيف مع وضعه الجديد.. وسدينه في كل يوم تذهب للقابلة وتخبرها بأنها تريد ان تحمل بأية طريقة، فتصف لها القابلة الاعشاب اللازمة ولكنها كانت تصدم في كل مرة تكتشف فيها أن الامر لم ينجح.. وخاصة وهي ترى هلال إبن قصير يكبر يوماً عن يوم، وفي كل يوم يتعلق به قصير أكثر حتى اصبح لا يفارقه حتى في وقت جلوسه معها، وبدأت تشعر بأنها إن لم تنجب له ولداً قريباً سيفقده هذا الصغير عقله تماماً.
وها هو اليوم الذي تحققت فيه جميع دعواتها، فقد شعرت ببعض الإعياء في الصباح الباكر، وحين ذهبت للقابلة اخبرتها بأن المراد قد تم اخيراً وتحمل في أحشائها طفل الآن، فعادت مكاسب من خيمة القابلة لخيمتها وهي تهلهل حتى علمت جميع القبيلة بخبر حملها.
أما فى القصر...
محمود:
- فيه ايه يافريال إيه الموضوع المهم اللي عايزانا فيه انا ويحيى سوا وخطير وميتأجلش؟
نظرت فريال في عينيه مباشرة واخبرته:
- ايه اغلا حاجه على الراجل وميستحملش عليها الهوا يامحمود؟
- رد عليها محمود دون تفكير:
- ولاده.
فقالت له:
-وشرفه؟
نظر اليها بتفحص قبل ان يجيبها... انا جاوبت من واقع تجربتي الشخصية، اما حكاية الشرف دي فمجتش فبالي، واكيد طبعاً الشرف حاجه غاليه جداً، ودلوقتي ممكن تدخلي في الموضوع على طول بدون مقدمات ولف ودوران
ففجرت فريال القنبلة التي تحاول منذ عدة أشهر تجميعها..
اختكم مديحه بتعرف راجل وبتروحله بيته.. والراجل دا اسمه شريف وابن الساعي اللي فشركتك يامحمود.. طلع الموضوع فيه راجل يايحيي عشان لما كنت اقولك فتش ورا اختك تقولي هتكون بتعمل ايه.. اهي طلعت بتعمل العن حاجه في الدنيا.. طلعت بتمرمغ شرفكم في الوحل وانتوا نايمين على ودانكم.
انا حبيت اقولكم عشان تنقذوا مايمكن إنقاذه.
نظرت اليهم ووجدتهم يحملقون بها وكانها ألقت على مسامعهم كلام لا يمت للعقل بصلة.. فتركتهم يستوعبون الأمر على مهل، وفور أن وصلت لغرفتها واغلقتها خلفها سمعت صافرات الإنذار تنطلق من محمود ويحيي وهم ينادون على مديحة بأعلى طبقات صوتهم، فتبسمت وهي ترقد في فرشتها وتحمل إبنتها وتهدهدها وكأن الحرب التي ستشن في الخارج ليس لها يد فيها ولا تعلم عنها شيئ!
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية عقاب ابن الباديه" اضغط على اسم الرواية