رواية عشقها الاسد الفصل التاسع 9 - بقلم رباب عبد الصمد
الفصل التاسع
وصلت منى لمنزل هنا وما ان فتحت لها الباب الا وارتمت بين احضانها واخذت تبكى
ربتت منى على ظهرها وسحبتها من يدها بهدوء للداخل عند يحيى الذى كان يسمع انينها وهى فى الخارج بينما هو قلبه منفطر عليها فهو يعلم انها قد جرحت فيه وكانت قد بنت امالا على عشقها والان هى تتارجح بين حبها وبينه فلا شىء يقلق شخص ويعكر صفوه كحلمه المتارجح بين سماء الخيال وارض الواقع
منى مهداه لها / ارجوكى كفى عن البكاء فما الداعى لهذا
بدات هنا تمسح دموعها بكفيها وتقول بصوت متحشرج / لقد هدمت كل امالى اليوم
منى باستفهام / ماذا حدث لكى اليوم وما هى امالك تلك التى هدمت
هنا / امالى فى كسب قلبه
منى وهى فارغه فاها / قلب من . قلب ذلك الميت
هنا / لقد عشقته وقلبى ليس بيدى
منى بصدمه / كنت اعتقدت انكى قبل ذلك تمزحين ولكن حالتك الان لا توحى باى سخرية فقد وقعتى فى عشقه حقا ولكنك مجنونه حقا فكيف تعشقين ميت ؟
هنا بعصبية / الامل كبير فى عودته انه فى تقدم وحتى ان لم يعد فشعورى نحوه لن يتغير فقد اصبحت اسيرة عشقه ولا استطيع الخروج من عرينه والغريب اننى فى قمة سعادتى وانا بوضعى هذا اسمعتى من قبل عن اسير سعيد باسره
منى / نعم سمعت .. المجنون بالطبع هو من يكون سعيد باسره
هنا / لقد رايتها ..رايت خطيبته وبتلعثم قالت اقصد زوجته انها لجميله حقا ومغرية وانا لاشىء اذكر امامها والادهى انها ام ابنه واشارت لذلك الطفل النائم بجوار ابيه
منى مصدومه / ولما كل هذا العذاب فالدكتور حسام يتمنى لكى كل الرضا
هنا بصريخ / حسام لم يحبنى حسام يشترينى
منى انتى واهمة / لقد سمعته خلسة وهو يعترف لوالده فهو يعشقك ولكن لكل رجل اسلوبه فى التعبير فهو يضايقك فى عملك لترضخى له ويتملكك . وان كنت لا اقتنع بطريقته ولكنه حقا يعشقك ويعشق اعتزازك بنفسك ومن السهل عليكى ان تروضيه ويقع هو اسيرك وارى انه ان الاوان لتتركى هذا الميت لذويه وترحمى نفسك
هنا ببكاء / لن اتخلى عنه ابدا ولكن قلبى يؤلمنى فقد لا اتحمل وانا اراه معها
منى متعجبه / لقد وصل عشقك له ان تبنى اوهاما وخيالات مع نفسك وكانك ضمنتى انه سيعود لحياته
هنا / هل تصدقينى ان قلت لكى اننى اشعر به فى احلامى يحدثنى ويطماننى وكانه حى امامى واسمع صوته واشعر اننى خلقت من ضلعه هو وشعرت به سند لى
اخذت نفس عميق واستطردت قائلة كلما رايته معها تمنيت ان اكون انا مكانها وانعم بدفء حنانه وبقوة رجولته . مع كل لمسه يلمسها لها اشعر انه يلمسها لى حتى بت احلم انه يتحسس خصلات شعرى حقا
وهى لا تعلم انه حقا كان يملس على خصلاتها ولم تكن تعلم ان ما كانت تسمعه منه حقيقة وليست احلام وان كانت تعلم ان ما كانت تسمعه حقيقة لاراحت نفسها واستكان قلبها
منى بصدمه من الحالة التى آلت اليها صديقتها فقالت / يبدو ان طريقتك الجديدة فى علاج هذا الميت قد اثرت عليكى وهذا يزيدنى اصرار على رايى . عليكى من الان تركه لذويه
قطع كلامهم صوت جرس الباب وما ان فتحت هنا الا ووجدت شهندة
شهندة ابتسمت بهدوء وكانها لم تقلق ولو لدقيقة على طفلها
هنا نظرت اليها باستغراب على هدوئها التام وكادت ان تتكلم الا ان شهندة هى من بدات وقالت / اعرف ما تودين سؤالى عنه ولكنى ابدا ما قلقت عليه وهو معكى فمن ارتضت ان تتحمل مسئوليه ابيه الميت لن تتخلى عن ابنه الطفل
شكرتها هنا بكل برود على ثقتها فيها واشارت لها بالدخول
وما ان دخلت شهندة الا وتقدمت نحو يحيى وقبلته ثم قبلت طفلها
هنا وهى تستشيط من غيرتها قالت / حالا ساجهز يوسف لكى
شهندة بسرعة / ولكنى جئت لاستسمحك ان تبقيه معك لعدة ايام قليلة فانا عندى رحلة سفارى مع احد اصدقائى وبالطبع لن استطيع اخذه معى وكنت قد اجلتها مرارا لاجل من اجد من ائتمنها عليه والان وجدتها واشارت عليها
هنا وهى فارغة فاها / سفارى؟ وستتخلين عن ابنك؟ وستاتمنينى انا عليه؟
شهندة بلا مبالاه / نعم والان جئت لاخبرك وساسافر فى الصباح الباكر وفى لمح البصر تركتها وغادرت وهنا لازالت تحت تاثير الصدمة ولم تنطق بشفا حرف
منى بعصبية / لما لا تردى عليها وتبلغيها انكى لستى بدادة فانتى طبيبة وتعملين بالرعاية وليس عندك وقت
لم تنطق هنا وهى لاتزال تحت تاثير الصدمة
منى بصوت اعلى / ارايتى الان فقد كبلوكى بالاب وابنه فهل هناك استغلال اكثر من هذا ايتها البلهاء فلمتى ستظلين هكذا تتحملين فوق طاقتك ولا تشتكين
هنا بشرود / ساطلب اجازة واعتنى به
منى / اجازة من الرعاية ؟
هنا قد فاض بها الكيل فبكت وصرخت وقالت / حسام ابعدنى مرة اخرى من الرعاية وانتى تجزمين انه يحبنى فاى حب هذا وتبا لاى حب بهذه الطريقه
منى / ولا زلت اجزم بهذا ولكنك انتى من ترفضين رؤية ما وراء تصرفاته لان قلبك موهوم باخر فى خيالك
.................
رحلت منى وظلت هنا تلعب مع يوسف وتتحدث معه وكانه رجل كبير وتقول / لقد اصبحت يتيم الام والاب رغم ان والديك احياء واصبحت تشبهنى تماما فانا يتيمة الاب والام على الرغم من ان امى لازالت حية كذلك لعب معها يوسف كثيرا ولم ينفرها واخيرا نام بين احضانها ووضعته بجوار ابيه ونامت هى بجوارهم فاصبح يوسف بينها وبين يحيى وكانه بين ابويه ولم تكن تعلم ان يحيى كان مراقبا لها وانسجم على العلاقة التى نشات بينها وبين صغيره ولما لا فقلبها يحمل حنان الكون
انتظر الى ان استغرقت فى نومها وقام بهدوء بنقل طفله للناحية الاخرى واقترب هو منها واخذها على صدره فاصبح لا ينعم بنومه الا وهى على صدره واخذ يهمس لها
اقسم انى اعشقك عشق الجنون
عشق الليل للسكون والعصفور للغصون
عشق لا يضاهيه عشق
يا من اصبحتى لى ليلى واصبحت انا فى حبك مجنون
فاهدأى واستريحى فان كنتى انتى من ضلعى فانا كلى منك
...........
فى الصباح قامت هنا على صوت جرس الباب وبالطبع لم تشعر باى تغيير فقد وجدت يوسف كما تركته بينهم فقد اعاده يحيى
ارتدت اسدالها وفتحت فكان زياد فارتبك عندما راها هى التى تفتح له فقد توقع ان يكون يحيى
هنا بتعجب / استاذ زياد ؟ من اين علمت اننى اجازة ؟
زياد بتلعثم ولا يعرف بماذا يجيب الى ان انقذه صوت يوسف الذى استيقظ لتوه وبدا يبكى فجرت عليه هنا ورفعته لحضنها واخذت تربت عليه تحت انظار زياد المستفهم فنست بسرعة سؤالها وقصت عليه ما حدث امس مع شهندة
زياد بصدمة / يحيى اب ليوسف ؟
هنا بحزن / نعم ثم اكملت قائلة من فضلك ابقيه معك لحين اجهز له طعامه
تركته وخرجت واذا به يوكز يحيى فرد عليه هامسا وامره بما سيقوله لهنا
هنا عادت ومعها طعام يوسف ولكن اخذه منها زياد وقال / اذهبى انتى لعملك وساظل انا معهم
هنا بتردد / لن تستطيع العناية بهم معا
زياد / لا تقلقى اتركيهم معى ثم ان يوسف يستطيع ان يتكلم وان شعر بالجوع سيقول بالتاكيد
رضخت هنا لطلبه وبالفعل ذهبت لعملها بينما قام يحيى بسرعة من مكانه قائلا / لابد ان استعيد قوتى البدنية فى اسرع وقت فلابد ان اعود للحياة واستعيد اموالى بسرعة لاجلها
زياد بعدم فهم / لاجل من وما الذى غيرك فجاة بين امس واليوم فامس كان رايك انك لن تتعجل واليوم عكس امس
يحيى بعصبية / لاجل قطتى التى خذلت فى . لاجلها فقط اود ان استعيد حياتى . قال ذلك وهو يبدل ملابسه بسرعة جنونية
زياد / ستعود والدتك خلال ايام
يحيى بفرحة / احقا اخيرا ساملى عينى منها ولكن عليك ان تاخذها من المطار الى المستشفى التى تعمل بها هنا فهى افضل من ترعى امى وعليك ان تامر ذاك الغبى بعودتها للرعاية والا سيرانى امامه واهشم عظمه وليكن ما يكون فكله الا ما يخصنى
زياد / وما سر هذه العصبيه
يحيى / الاحمق يعشقها فلم يجد فى الكون الا قطتى ليعشقها
زياد بابتسامة / اتغير عليها ؟ اذن فقد عشقتها
يحيى / وكيف لا اعشقها وقد عشقتنى هى وانا ميت ؟
مرت ايام وزياد يوميا ياتى فى الصباح بحجة ان تذهب هنا للمستشفى فى حين يذهب يحيى وزياد للمركز الرياضى
استعاد يحيى كثيرا من نشاطه وقوته واقترب جدا من طفله الذى بدا ينطق اسمه جيدا ونشات الالفة بين الاب وابنه كما نشات الالفة ايضا بين يوسف وهنا التى اصبحت تعشق ضحكته وبكاءه ويحيى منسجم من تلك العلاقة
يحيى امر زياد ان يتصل بامه على تليفون المستشفى ليسمع صوتها فقد اشتاق اليها
زياد وهو يفتح الاسبيكر ليسمعها يحيى / اهلا يا ماما صفاء كيف حالك الان
مدام صفاء بدموع / لست بخير ما دمت بعيدة عن وحيدى فكل شىء يهون الا بعدى عنه
وما ان سمع يحيى بكاءها الا وبكى معها ولكن مع الفارق فبكاء الام عطف وحنان وبكاء الابن شوق وضياع بدون امه
زياد لاخفاء جو التوتر / لا تقلقى يا امى فهنا لا تتركه ابدا
مدام صفاء / وما يصبرنى هو وجود تلك الملاك معه واعرف اننى لم اخطىء يوما فى نظرتى لها واتمنى ان تحادثنى بنفسها لتطماننى على وحيدى ارجوك يا زياد اكد عليها
زياد / لا تقلقى ساجعلها تهاتفك اليوم لتطمانك عليه
اغلق معها ونظر ليحيى الذى كان لايزال متاثرا بصوت والدته فقال / لقد تعذبتا بسببى فكلتاهما تعرضت للاذى من اشقائى بسببى
زياد مشجعا / وهذا يؤكد لك انك اصبحت سندهم وبين يديك راحتهم فحاول ان تستعيد حياتك فى اقرب وقت لتعوضهم
اغمض يحيى عينيه باسى على حاله ثم اوما براسه بنعم
فى المساء اتصلت هنا بمدام صفاء بناء على تاكيد زياد لها وما ان سمعت كلتاهما صوت بعضهما الا وانفجرتا فى البكاء ولكن كانت المراة الحديدية هى صاحبة بداية الكلام وسالت بلهفة على سندها فابتسمت هنا وطمانتها بتقدم حالته كثيرا وقصت لها كل ما حدث من يوم ان سافرت بما فى ذلك ظهور ولد ليحيى وتخلى امه عنه بحجة السفارى
مدام صفاء انفجرت فى البكاء اكثر وقالت الدى حفيد ولم اراه حتى الان ولم يتسنى لابيه ان يراه اااه يا ويلتى على ما اصابنا
هنا مهداة لها وبثت فيها الطمانينه عليهما وانها تعتنى بهما تمام الاعتناء
انتهت المكالمة بعد ان دعت مدام صفاء لها بالخير كله وبعد لحظة صمت سمعت هنا للوهلة الاولى يوسف وهو يلاعب نفسه وينطق اسم يحيى بطلاقة فتعجبت له وجلست بجواره وقالت قل بابا
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية