Ads by Google X

رواية انصاف القدر الفصل السادس 6 - بقلم سوما العربي

الصفحة الرئيسية

 رواية انصاف القدر الفصل السادس 6 - بقلم سوما العربي

رواية إنصاف القدر
الفصل السادس

حين اخذها باحضانه غضبا من نفسه ومنها كان يريد ان يهدأ من روعها... لكن من  سيهدئ من روعه الان و هو فجأة قد تحولت يديه التى تهدهدها الى يد تضمها له بتملك شديد.

 يمرر يده على طول ظهرها كأنه يكتشفها من جديد.. رغما عنه وجد شفتيه تتجهه بالحاح غير قادر على السيطرة عليه وتقبل عنقعا قبلات بطيئه متفرقه وهى لازالت تبكى.

 دقات عالية على الباب جعلته يتوقف بصدمه.. تدلت يديه عن ضمها المجنون كى يزرعها داخله... توقفت شفتيه منفرجه امام رقبتها.... شملته الصدمه مما هو به وفعله بالأكثر مما اراده. 

مليكه؟!؟! مليكه؟!! ايعقل؟! 

هذا ماكان يصرخ به عقله يحاول صم أذنيه عن قلبه ومايريد الان... لا يريد لهذا الباب ان يفتح ولا ان تخرج الان او يأتى اليها احد... كل مايريده ان يظلا على هذا الوضع وياحبذا لو تتطور وضعهما أكثر من هذا. 

كان مازال متصنم... يديه مرتخيه بعض الشئ عن ضمها.. شفتيه مقابل عنقها يغطيه شعرها الكثيف. فجأة خاف عليها من نفسه... من جنونه و تملكه.

 يعرف لا يتحمل احد صفاته هذه... ابتعد قليلاً ينظر لها بوله وتفحص كانت صامتة.

 على الجانب الآخر ومنذ أن شعرت بيديه تضمها له بتلك القوه.. تلك القبلات على نحرها الجميل... كالعادة سرت القشعريره بجسدها....مثلها مثل اى مره اقترب منها يضمها له.

ضحكت بسخريه وألم.

هه ولما لا وهو يعتبرها ابنته... عند هذه النقطة انتهى اى احتمال داخلها بتفسير قبلته لشئ اخر... لطالما كانت الطفله المتيمه بغباء شديد... تفسر اى شئ منه على أنه حب.. اهتمامه.. حديثه.. ضمه لها... بالتأكيد هذه المره هكذا أيضاً... تعالت شهقاتها من جديد... لقد فشلت حتى بعد كل تخطيتها هذا للان لم ولن يراها... هل هى صغيره الى هذا الحد ام انها بشعة؟

 كل هذا يدور داخل كل منهم والطارق مازال على الباب.

 استمعوا من الخارج لصوت كارما يقول:مليكه.. مليكه انتى صاحيه؟ لو صاحيه يالا تعالى افطرى معانا... مليكه.. مليكه.

 حاولت إخراج نفسها من احضانه وتحدثت بنبرة متوسطه:حاضر يا كارما.

 نظر لها ينتظر اى رد فعل على حضنه وقبلاته... لكنه لم يجد... أليست هذه مليكه التى جاءت منذ شهر تقريبا يوم عيد ميلادها تعترف بحبها الكبير له... مالذي حدث او تغير... هل فعلاً توقفت عن ذلك؟

 هنا صرخ عقله أوليس هذا كل ماتريده؟ هى تفعل الان ماذا تريد انت. 

رافض بشده فكرة توقفها عن حبه ينظر لها ببعض الغضب يقول :ايه؟!

 رفعت عيونها له تقول :ايه؟! نعم!!

 كان يريد اى شئ.. اى فرحه او رد فعل سعيد بما فعله وليس ان تصمت باعتياد هكذا كأنه لم يفعل أو يحدث بينهم شئ. 

تحدث ببعض الجديه :انتى مش عايزه تقوليلى حاجه.

 مليكه :اه.... اتفضل اطلع عشان اكمل لبس.

 اتسعت عينيه بزهول منها.. من جفائها وردها لم يكن يتوقع ابدا.
 أمام إصرار عينيها بان يذهب الان ذهب... خرج وهو لأول مرة بحياته يشعر بذلك التيه... انه ترك حزء منه مهم بالداخل. 

عاود الجلوس على طاولة الطعام من جديد.... لكن هذه المرة بقلب وعقل شارد.

 انتهى نادر من الحديث بهاتفه وانضم لهم يقول :هى مليكه لسه مانزلتش... معقول كل ده نايمه.. مش عوايدها. 

رفع عينيه به والغضب يسيطر عليه مهما حاول ان يتمالك حاله:وانت تعرف منين عوايدها؟انت مابقالكش يومين هنا.

 قضم نادر طعامه يقول :مش بكتر الايام يا عموري. ثم رفع له حاجبه بتحدى ومكر لذلك الذى يشتعل غيظا منه. 

لما لا يطيق وجوده الان... اليس هذا نادر... صديقه من سنوات وليس فقط ابن خالته.. نادر خفيف الظل المحب للمرح وللحياه... وكان قديماً يرحب جدا بوجوده معهم ويصر على استضافته هنا... مالذى تغير الان وغيره هكذا؟
 ظلت نظراته مسلطه بغضب عليه الى ان وجده يبتسم باتساع وإعجاب.
 نظر خلفه وجدها تتقدم.. ترتدى فستان صيفى رقيق عارى الكتفين يضيق من الخصر وينزل باتساع حتى ركبتيها. 

حاول أن يبدو وقوورا لكن رغما عنه كان كاللصوص والمراهقين.. يختلس النظر إلى قدميها البيضاء... وهى تسير هكذا أمام عينيه تتجه لمقعدها.

 رفع عينيه بصمت. غاضب منها ومن نادر ومن الجميع...فهو وهو يسترق النظر إليها تذكر وجود نادر... ذلك المعجب الجديد. 

غضبه ويتفاقم وهو يراها بكل هذا الجمال.. يمرر عينيه عليها من شعرها الذى فردته على ظهرها كالعادة.. وجهها الجميل المشرق تضع به بعض الزينه الخفيفة... هبط بعينيه الى جسدها الناعم وذلك الفستان يحتضن ويفصل كل منحنياتها بروعة مستفزه.. لما هى جميله اليوم هكذا؟ يتمعن بالنظر إليها وهى تجلس هكذا على كرسيها... ناعمه وصغيرة... تمسك قطعة خبز بيدها تقضمها بهدوء. تبدو لطيفه جدا وهى هكذا فرغما عنه وجد شفيته تبتسم بخفه... واكتمل الأمر حين تذكر ضمه لها.

 وقبلاته على عنقها جعلت رجفه لذيذه تستحوذ عليه... حالته غريبه جداً.

 كان ذلك هو الرأي الذى يندلع من اعين الكل حين فتح عينيه وجد الجميع يحدقون به بتعجب. ناهد :عامر. مالك. فيك حاجه؟ حاول التماسك يقول بخشونه:مالى؟ مانا كويس.

 كارما:كده وكويس....هو انت كنت فين صحيح انا روحت جناحك ادور عليك لما اختفتيت فجأة مالقتش حتى بعدها روحت اصحى ميكا... اصلا افتكرنا انك طالع لها بس لما روحتلها ماسمعتش اى صوت ليك جوا. 

ابتسم داخليا بخبث وانتشاء... وهل للقبلات صوت؟

 رفع عينيه مجددا فاصطدمت باعين الفت.. تنظر له بخبث ومكر شديد وهو يقسم داخله أن تلك الداهيه الفت تعلم عنه أشياء هو نفسه لا يعرفها.. فهى وبنظراتها هذه تشعره انها هى التى كانت تقبل مليكه بدلاً منه.
 كل ذلك يدور ولا أحد من الجلوس يدرى بشئ... لكن هناك شخص واحد... شخص واحد يراقب كل شئ ويخشى من ان يفسد كل ما يخطط له.

 نظرات عامر تجاه تلك الصغيرة متغيره.. ليست ككل مره تأتى فيها الى هنا.

 يجب أن تسيطر على الامور قبل ان يخرج كل شئ عن سيطرة يديها.

 بحسبة بسيطه هى تريد عامر لابنتها... وترى الإعجاب باعين نادر لتلك التي تشكل خطرا على ماتفكر به.. لما لا يزداد الخير خيرين وتزوج مليكه لنادر وتضمن إرث آخر من عائلة الخطيب لها ولاولادها؟... حسنا لن تضيع هذه الفرصة ابدا. 

اجلت صوتها تتحدث بنعومه تقول:بس ايه الجمال ده كله يا ميكا...احلويتى وكبرتى.
 مليكه :شكرا ياطنط ربنا يخليكي.

 هدى :انتى عارفه ان نادر ابنى ده مش بيعجبه العجب.. بس من ساعة ماجه وهو مش مبطل كلام عنك.. دى مش بتحصل ابدا خلى بالك هههههه.

 ابتسمت لها مجامله تقول :شكرا. 
هدى:طب انتى وراكى ايه النهارده كنا خرجنا كلنا مع بعض... ايه رائيكوا يا جماعه بدل ما نقعد في البيت.. شويه وعامر هيروح شغله واحنا نخرج.

 أيد الجميع الفكرة وهو يجلس ينظر للكل بحده. ناهد متدخله:طب ماتيجى معانا يا عامر تغير جو الشركة ده. 

هدى:عامر مستحيييل.. لو انتطبقت السما على الارض.. خليه هو ياحبيبي يشوف مصالحه ونخرج احنا واهو نادر معانا اهو.

 لو قام وقطع عنق خالته هل سيحدث شئ؟.. لن يحدث شئ؟

 هممم إذا سيذهب هو لعمله اللعين يتابع سير العمل ويراجع الحسابات ويستقبل عملاء جدد ونادر اللطيف الخفيف سيذهب للتنزه معهم...هو عامر الغاضب العصبى وذاك هو نادر المنطلق والمحب للحياه.. ماشاء الله. 

قرر بشئ لا يقبل التفكير انه لن يذهب لعمله وسيرافقهم او بالأحرى يرافقها هى.

 لكن... احممم.. كيف يقولها وبنفس الوقت يحافظ على هيبته.

 أتته النجدة منها وهى تقول بإحراج:انا اسفه يا جماعة لازم اروح لندى صاحبتى دلوقتي عشان عندها مشكلة كبيرة ولازم ابقى جنبها.. اخرجوا انتو واتبسطوا.

 هدى :ابدا... لازم تبقى معانا مش هنخرج من غيرك أبدا. 

حمحم هو بوقار وخشونه يقول :خلاص روحوا انتو وانا هخلص كام حاجة مهمة في الشغل واعدى اجيبها من عند صاحبتها ونجيلكوا. 

ناهد بزهول:تيجولنا؟! معقول يعنى هتسيب شغلك. كارما :زمن المعجزات صحيح... دى عمرها ما حصلت. لم يجيب على احد وتصنع الانشغال بطعامه يهرب من نظرات الكل خصوصا تلك الماكره الفت.

 بينما هدى تتابع كل شئ بغيظ شديد تلكز ابنتها بكتفها كى تتحدث او تفعل اى شئ يلفت انتباهه لها لكنها لا تستجيب.

 _____________________________

 كان يجلس على كرسيه بالحارة كأنه يجلس على جمر مشتعل... لا يطيق تلك الجلسة المعقوده بشقتها... الجميع مجتمع عندها بالتأكيد يبحثون عن حل كى يعيدوها له.

 لا لن يجلس ينتطر أكثر... وقف يعدل من هيئته وذهب ينادى صديقه الأسطى سيد. 

رجب :سيد.. ياسيد. 

سيد :اهلا... ازيك يا معلم صباح الخير.

 رجب :لا صباح ولا مسا بقولك ايه انت قولت ايه لخالد. 

سيد :خالد مين؟ اااااه اخو الست نجلاء... مش انت قولت يا معلم سيبه يستوى على نار هاديه. رجب :لحد امتى... مابدهاش بقا... يالا بينا. سيد :على فين بس يا ريس.

 رجب :فوت قدامى وانا هفهمك واحنا ماشيين..يالا خلص. 

ببيت نجلاء تجلس بصمت تام تراقب الكل... يتحدثون بصوت عالى.

 عتاب.. شجار.. وبحث عن حل. 

كأنها غير موجوده... يريدون ارجاعها له حتى بعد كل ما قالته وانفجرت به بوجه امها من ايام.
 فى تلك الأثناء كانت ندى بغرفتها تجلس مع مليكه. مليكه :يعنى ايه يعني مش فاهمة. 

ندى:ولا انا بردوا فاهمة.. فجأة اتغير ولا بيتصل ولا بيبص حتى ناحيتى لو عديت من قدامه او طلعت البلكونه.... حتى بتصل بيه فى اليوم 200مره مش بيرد. 

رفعت مليكه حاجبها وقالت بعصبيه وغضب اكبر من الموقف:خلاص ماتكلميهوش تانى احنا هنتحايل على اهله رضينا بالجزار والجزار مش راضى بينا... بقولك ايه يابت انتى حسك عينك أعرف انك كلمتيه ولا عبرتيه تانى... ياحلاوه لاهو كمان الى هيتنك علينا... صونى نفسك وكرامتك وكفاية بعزقه فيها يمين وشمال بلا قرف رجاله مش بتحس ده ايه الحظ ده ياربى... لا وكمان مش عاجبهم. 

ندى:براحه يابت فى ايه.. مالك انفجرتى مره واحده كده مش شايفه أنك أوفر. 

مليكه :بلا اوفر بلا زفت وبدل مانتى مركزه فى سى يوسف بتاعك شوفى المشكلة الى برا دى. 

ندى :لا الى بيحصل ده انا تقريباً اتعودت عليه وماتحوريش وتتوهى الموضوع اخلصى انطقى فى ايه.
 صممت مليكه بحزن وقالت :تعبت خلاص.. مش شايفنى ولا هيشوفنى حتى بعد كل الشقلبظات الى عملتها دى... انا فى مش مستوى النظر حتى.. خلاص روحى وقلبى تعبوا... تعبوا من كتر الذل والإهانة وانا بحاول اتودد لواحد بيقابل كل ده بولا حاجة.. يعنى حتى مش بالرفض لا ده مش شايف ولا واخد باله اصلاً عشان يرفض.. دى بتوجع اكتر.

 ندى:طب ليه يا مليكه ليه كملتى وعملتى كل ده ماهو سبق ورفضك بابشع الطرق المفروض كنتى لميتى الى باقى من قلبك وبعدتى عنه. 

مليكه :ابعد ازاى وانا عايشه معاه في مكان واحد.

 ندى :خلاص روحى عند خالتك.. مش كنتى كل اجازه بتروحيلها اسبوع ولا اتنين وكنتى دايما بتروحى غصب عنك مش عايزه تسيبى سى عامر بتاعك لولا خوفك من زعل خالتك وعيالها ماكنتيش ترضى تسبيه ابدا.... روحى... روحى وابعدى شويه عن كل ده يمكن هوا وبحر اسكندرية ينسوكى شويه. 

مليكه :خالتو.. صحيح وحشتنى اوى. انا فعلاً محتاجه ابعد فتره... طب تعالى معايا.. ابعدى عن مشاكل البيت وابعدى عن الزفت چو ده وتعالى معايا.. انا هكلم مامتك. 

فكرت ندى قليلا وقالت :ياستى لا هتحرج.

 مليكه:من ايه بس.. جوز خالتو الايام دى من السنه بيبقى مسافر في شغله.. وخالتو وولادها من كتر حكيى عنك نفسهم يشفوكى.. وافقى بقا... خلينا نفك.

 ندى:خلاص ماشى انا فعلاً عايزه اغير جو... سامعه صوت خناقهم جايب لآخر الشارع إزاى.. مصرين يرجعوهم لبعض عشانى... ههه قال يعني كده انا هبقى تمام وهما ليل نهار خناق ومش متفقين ابدا... انا بجد تعبت... لا ومن كل ناحية جه يوسف وكملها.

 بالخارج. 

كان الشد والجذب بين كل الأطراف وللان لا يوجد حل. 

تحدث خالد يقول :احنا ماسكين فى خناق بعض على الفاضى ليه.. هى قفلت.

 البيه قفلها لما رمى اخر يمين مالهاش مخرج غير بالمحلل. 

انتفض شقيق توفيق الكبير يقول:ايه.. محلل ايه ياخالد انت عايز تجرسنا.

 خالد :خلاص يديها بقا كل حقوقها ويروح يطلع قسيمة طلاق وكل واحد مننا يروح بيته ومالهاش لازمه القعده دى... بقولك ايه يا حاج شكرى.. انا لفيت على كل المشايخ وروحت دار الافتا.. كله اجمع انها خلاص ماتحلش ليه وأنه طلقها طلاق نهائى.

 شكرى:وهما يعنى الى قالوا ان المحلل حلال؟! خالد :لا طبعا ماقالوش... بس هى معروفة مابينا ان ده حلها الله... هو اكل ولا بحلقة قال يعنى لاقيين الى يوافق بكده... انا ذات نفسى بقالى اد ايه بدور اهو وسألت توب الأرض ومش لاقى.

 تعالت الأصوات المعترضه من توفيق واخواته كذلك خالد وامه... الى ان دلف رجب وسيد من الباب الذى كان مفتوح. 

سيد :خير يا اخونا كفا الله الشر.. صوتكوا جايب لأول الشارع.

 شكرى :مشكلة كده يا سطا سيد وبنحاول نلاقى حل. 

سيد :خير... خلونا نفكر مع بعض ونرد الشور على بعض يمكن حد فينا يوصل لحل بدل ما هى مقفله كدا .

امام تلك العقدة لم يجدوا بد من أن يقصوا لهم ربما وجدوا حل او شخص يوافق على تلك الزيجه.

 تحدث رجب :يااااه...دى مشكلة عويصه اوى.. ودى هتحلوها إزاى. 

سيد :كده لازمهم محلل.. ولا فيش حد هيرضا بكده ابدا.. انا شخصيا ماعرفش حد. 

شكرى :والعمل يا جماعه.... خلاص هنسيب البيت يتخرب؟!

 سيد :لكن انا شايف الباشمندس ساكت يعنى كأنه مش هو سبب كل ده. 

شكرى :خلاص يا سطا الى حصل حصل وهو بايده ايه دلوقتي يعنى. 

رجب باستهزاء:بس مايبقاش قاعد ساكت كده وكلنا بننشال ونتهبد وهو راسى كده... دى مصيبه وسبحان من يحلها.

 سيد بمكر ومراوغه:يحلها.. يحلها إزاى يا معلم هو مين هيرضى بكده أبدا؟

 نظر ناحية نجلاء الصامته تماما بعجز وصدمه وقال :انا مش قصدى ياست ام ندى دة انتى فوق راسى.. بس انا اقصد ظروف الجوازه يعنى انتى فاهمة. 

بعد مده طويله خرج كل من رجب وسيد يبتسمون لبعض بخبث وانتصار بعد أن تمت مهمتهم... فقد ظلا يغنيا عليهم ويلقفونهم لبعض سيد بكلمة ورجب بكلمة إلى أن اقترح سيد أسم المعلم رجب و ان يتطوع مجبرا ويحل تلك المعضلة ويأخذ بهم الثواب خصوصا و هو الوحيد  بدون إمرأة سترفض ذلك الوضع بعدما طلق حكمت.

 وأبدى رجب زهوله وتضرره الشديد على الامر كله لكن ماذا يفعل هو بشهامته مروته التى تجبره على فعل ذلك.. حسنا سيوافق وأمره الى الله كله فداء الا يخرب هذا البيت.

 نظرا لبعض وانفجرا ضاحكين بما فعلوه تاركين اسرتان كل منهم بصدمه مختلفه. 

نحلاء لا تصدق الى اين وصل الأمر.. وتوفيق ينظر لها بشماته.. سيعقد قرانها على جزار.

ابستم بسخرية ومن ذا الذى كان سيأتى لها افضل منه.

 وقف وهو يهم بالرحيل يقول باذنها:والله هو ده يادوب توبك.. جزار... يالا اتجوزيه يوم ولا اتنين عشان لما نرجع تانى تبقى مخروصه وبايسه ايدك وش وضهر بعد ما عرفتى مقامك العالى. 

تركها يغادر ولا على باله شئ وهى تفكر مما صنع هو وما هذا الذى يسرى بعروقه بالتأكيد ليس بدم.. اخذت تتمتم بأنه (مريض نفسى) اما باقى العائلة فالكل يحمد الله انه واخيرا وجدوا الحل.

 بنفس الوقت وصل عامر أسفل بيت ندى كله شوق لذلك اليوم... يفكر لما لا ياخذها ويخرجا سويا بعيدا عن أعين الجميع... لكن عاودت هيبة عامر تلومه كيف وباى حجه سيفسر لهم الأمر... استفاق على حاله والى اى درجة من التصابى والجنون وصل به التفكير فنهر عقله بشده وحاول التماسك قدر المستطاع. أشرقت ابتسامته تدريجياً وهو يجدها تخرج بهدوء من بيت صديقتها بعدما هاتفها... تفتح الباب وتجلس لجواره دون قول اى شئ.... اين مليكه تلك التى تعشقه.

 هل توقفت عن حبه مثلما قال كارم.. ام هل وهل وهل.

 أشياء كثيرة تندلع لعقله وهو فقط يراقبها تجلس تنظر من نافذة السياره بشرود لم تنطق باى حرف وللعجيب انه لا يجد مايقوله... عامر الخطيب المتحدث اللبق لا يجد ما يقوله او يفتح به حديث.

 بنهاية اليوم الاكثر من كارثى بالنسبة له.

 اوقف سيارته بغضب افزع الجميع وهم لا يجدون اى سبب لغضبه. 
وحده فقط من يعلم السبب.... طوال الوقت وهى تجلس بعيده عنه.. ظن ان هذه فرصة جيدة ستقتنصها وتتقرب منه.. تحادثه.. تشاكسه كما كانت تفعل طوال تلك السنوات عندما يخرجون سويا.. لكن لم يحدث... بل ماحدث ان ذلك السمج نادر.. يجلس يحدثها.. يفتح معها اى حوار... اشتعل غضبه من جديد وهو يتذكر حينما اخرج هاتفه يود التقاط بعد الصور معها... هل جن هذا.

 انتهى اليوم بخلاف بينهم حاول هو بعدها مراضاته فبالنهايه هو ابن خالته وضيف ببيته. 

صعدت سريعا لغرفتها بعدما اصبحت رؤيته وفكره وجوده أمامها وهو لا يشعر بها تسبب لها الاختناق... كل تصرفاته تدل على ذلك حتى شجاره منذ قليل مع نادر لا يدل الا على شئ واحد يشعر به ناحيتها.. المسؤليه... إنها مسؤليته وفقط.

 فى يوم جديد كان يجلس فى مكتبه بالشركة يعود بظهره على كرسيه للخلف مسترخى بشده...اليوم هو الثلاثاء... مليكه تعامله جيدا يوم الثلاثاء منذ فتره وهو يراقب كل تصرفاتها لاحظ انها تتعامل بحب وتظهر عشقها وتقترب منه بيوم الثلاثاء... اغمض عينيه باستمتاع وهيام هممممم يريد ان ينهى عمله اليوم والعودة للبيت سريعاً كى يحظى بقربها وعشقها. 

فتح عينيه وجد كارم يقف ينظر له كأنه برأسين. انتفض من مجلسه يقول :يخرب بيتك انت دخلت امتى.

 رفع كارم حاجبه يقول:مالك ياض سهتان على نفسك كده ليه؟
 عامر :ايه سهتان دى يخربيت الفاظك على بيت شغلتك دى. 

جلس كارم يقول :همممم خلصت شتيمه يا حيوان.... قولى بقا مالك كده مش على بعضك ليه. 

عامر بدون تفكير ابتسم باتساع:أصل النهاردة التلات. كارم :وهو ده الى باسطك اوى كده... النهاردة التلات.. ده الشعب المصري كله بيكره يوم التلات. 

عامر :ليه؟ 
كارم :ماعرفش ولا حد عارف بس هو كدهو.
 عامر:انت ايه الى جابك. 
كارم :تشكر ياذوق... هى دى مقابلة؟
 عامر :اصلا ازاى تدخل كده ماعدتش على السكرتيره برا.

 كارم :اه إلى بتبقى قاعده كل ما باجى دى.. لا بتقابل.

 عامر:بتقابل؟! 

كارم:اه الجو بتاعها.. شوفتها واقفه مع موظف هنا ونازلين حب فى بعض... خلينا انا وانت كده مناحيس مش لاقيين حتى كلبه. 

عامر باندفاع:ماتلم نفسك يالا ايه كلبه دى. 

كارم :ايه ده ايه ده.. هو انت فى واحدة معينه. عامر :وواحدة.. واحدة مممين.. قصدك إيه. كارم :هممممم انا التأتأه دى عارفها.. بتأتأ ليه... وايه سر انشكاحك النهاردة ده. 

تلجلج عامر قليلا الى ان وقف يقول :ولا.. انت شكل مهنتك طبعت عليك.. ايه هتستجوبنى؟ انا مروح وانت يالا من غير مطرود. 
وقف كارم يقول:ايه بدرى كده... ايه عايز تلحق يوم التلات من بدرى فى البيت.

 زاغت اعين عامر يمينا ويسارا يبدو أنه كشف. كارم :استنى انا جاى معاك عايز اجرب أجواء التلات في بيتكوا... شكلها احسن من عندنا.

نظر له بغضب وخرج بغيظ. 

جلسوا على سفرة الطعام لتناول الغداء..وهى تجلس بكل هدوء ينتظر اى حديث منها... لما هذا الصمت اليس اليوم هو الثلاثاء؟

صامتة صامتة وهو مترقب ولما نطقت كانت الصدمة. 

مليكة :انا مسافره بكرا عند خالتو ياتيتا هقضى الإجازة هناك.........

 •تابع الفصل التالي "رواية انصاف القدر" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent